Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

المرتفعات المحطمة-بقلم ابراهام رابيتوفيتش ج 4

 

ترجمه لموقع المجموعه 73 مؤرخين

محمد زهير – عضو الموقع -

 

لا يجوز نقل الموضوع او اعاده نشرة بدون الاشاره للموقع وللمترجم

كحق من حقوقنا الادبيه

المصدر هو جريدة جيرزاليم بوست عدد 25/9/1998

حيث قام الصحفى الامريكى /اليهودى المعروف ابراهام رابيتوفيتش

الذى قام بتأليف كتاب

THE YOM KIPPUR : The Epic Encounter That Transformed the Middle East

 

حيث قام عام 1998 بكتابة مقال هائل الحجم من جزئين -فى الصحيفة المذكورة فى الذكرى ال25 للحرب

 

وعلى الرغم من انحيازه لاسرائيل واظهار جنودها ابطالا الا ان به عدد من النقاط المثيرة للاهتمام مما يستحق معه ما اقوم به من ترجمته

                                

/الدبابات السورية عند منحدرات الجولان…الجيش السورى على بعد كيلومترات

 قليلة من مساقط رأس قادة الجيش الاسرائيلى..الجنود الاسرائيليون يستمعون داخل

 حصونهم المحاصرة لقائد دبابة سورى على اللاسلكى: “الجليل امامى هل اتقدم؟”

 

 المكان : اسرائيل

 

 معسكر لواء الاحتياط الذى يقوده الكولونيل (اورى اور) بالقرب من( روش بينا )(راجع الحلقات السابقة)

 

 الزمان: مساء السبت السادس من اكتوبر 1973 .

 

 الهجوم السورى على الجولان قمة فى العنف والشراسة والقوات الاسرائيلية المحتلة بالجولان تخوض معارك دموية

 

 يائسة وتطلب الامداد والعون على شبكات اللاسلكى.

 

 وكان من بين  الوية الاحتياط التى طلب منها سرعة معاونة الوحدات المقاتلة بالجولان اللواء المدرع الذى

 

 يقوده (اور) المنشغل فى هذه اللحظات كما اوضحنا بالحلقة السابقة منشغل بتوفير لكل دبابة من دبابات

 

 اللواء المدرع الذى يقوده طاقم مناسب متناغم يستطيع استخدام الدبابة بكفاءة .

 

 ووضح لنا عبر هذا المقال المترجم كيف ان عملية اعداد (اور) واختياره لطاقم مناسب لكل دبابة من دبابات

 

 اللواء الذى يقوده وضح لنا كيف كانت تتم ارتجالا حسب تقدير (اور) دون الاعتماد على خطة مسبقة لحشد

 

 واعداد لواء مدرع مقاتل مهمته الذود عن (اسرائيل) فى ادق الحالات الحرجة واكثرها خطورة مما يتنافى مع

 

 روح الاحتراف العسكرية ومع حسن الاعداد المعد مسبقا باحتراف لمواجهة اى طارىء وهى امور تسعى (اسرائيل)

 

 بكل دعايتها للتأكيد على انها صفات وخصائص تخص الشعب الاسرائيلى بوجه عام وليس فقط جيشها على حين ان

 

 العرب يفتقدون الاحتراف والتفكير العلمى فى شتى مجالات الحياة.

 

 والان نعود الى المقال

 

 فالقتال الشرس الذى تخوضه القوات الاسرائيلية دفعها الى طلب نجدة لواء (اور) وراحوا يستحثونه بشدة

 

 لارسال اى دبابة حتى لو ارسلت تلك الدبابات فرادى وليس ضمن تشكيلات من فصائل او كتائب (الى هذا الحد

 

 كان العدو الاسرائيلى بالجولان منهارا).

 

 وانتظر (اور) حتى تمكن من تجهيز ثلاث فصائل (اى حوالى ثلاثين دبابة يعنى الرجل لم يكن قد نجح فى تجميع الا اقل

 

 من كتيبة مدرعة التى تتكزن اصلا فى اللواء المدرع الاسرائيلى من حوالى اربعين دبابة).

 

 وقام (اور) باءرسال فصيلة من الفصائل وهى محملة بنصف حمولتها من الذخائر مخبرا قائدها انه (يأمل ) ان

 

 يتم تموينه بذخائر اضافية بالمرتفعات (مرة اخرى خرج الموضوع من احترااف الاعداد المسبق  الى الارتجال و

 

 

 الامال والتمنيات لاعداد وتموين فصيلة  واحدة ذاهبة الى ساحة معركة من المتوقع ان لاتجد وقتا لتنال اى

 

 دعم  وقائد اللواء الذى تنتمى اليه هذه الفصيلة يخبر قائدها بشكل غير مباشر انه فقط (يأمل ) ان يزوده

 

 بالذخيرة الاضافية على الهضبة يعنى كأنه بيقول له هتنال الدعم من الذخيرة ولكن فى قلب اتون ونيران القتال).

 

 فأين سينال هذا القائد (الغلبان) ذخيرته الاضافية الى خرجت دبابته من دونها (نصف الشدة من الذخائر

 

 كما ذكرنا بالفقرة اعلاه)

 

 وبالفعل فاءن معظم الدبابات ارسلت لتشارك قوة (تسفيكا جرين جولد)فى الدفاع عن مقر القيادة الاسرائيلى  الرئيسى ب(كفر نافاخ) دون ان تنال الدعم المنشود اى الى هذا الحد وصلت وحدات الجيش الاسرائيلى المحترف الى الفوضى عام 1973

 

ولقد برر (اور) ذلك قائلا ” انه فى الظروف اليائسة تحتاج مواجهتها الى اجراءات يائسة!!!”

 

 والتعجب هو من عندى وليس من عند كاتب المقال فمعنى الكلام انك لتنقذ وضعا يائسا ستلجأ لحل يائس قد

 

 يصنع بحد ذاته وضع اكثر  يأسا ويأتى هذا الكلام  من احد عسكريى الجيش الاسرائيلى المحترف الذى لايقهر  والذى يعد حساب احتمالا كل شىء حتى المستحيل منها ليدرأ عن جنوده اى وضع مهما بلغت درجة صعوبته سواء صعوبة ذات درجة كبيرة او صغيرة    .

 

 نعود لصديقنا (ابراهام رابينوفيتش) لنواصل الترجمة حيث يواصل قائلا

 

 فى ظل الظروف السائدة اضطر (اور) الى مخالفة ابسط قواعد استخدام الدبابات فى القتال وهو حشدها على هيئة تشكيلات كبيرة لتلعب دورا حاسما فى المعركة.

 حيث لؤسلها على هيئة  قوات صغيرة الحجم لتشارك فى القتال نظرا لصعوبة الوضع امام قوات الاحتلال بالجولان.

 

ويفجر (رابيتوفيتش ) مفاجأة كبرى احسب ان لااحد سبق ان اشار اليها فى اى مقال عربى سواء مترجم او غير مترجم حيث يقول” قبل اول ضوء يوم السابع من اكتوبر تقدم (اورى اور) بما تبقى من دبابات لوائه وعددها

 عشرون دبابة ليعبر جسر (بنات يعقوب ) الى داخل هضبة (الجولان) ليتمركز قرب (عين زيفان) حيث شكلت هذه القوة اول احتياطى حقيقى  يصل الى ساحة المعركة.

 اى ان القوات الاسرائيلية لم يكن لها فبل بزوغ شمس السابع من اكتوبر سوى عشرون دبابة هى اول احتياطى

 يتوفر للعدو الاسرائيلى ب(الجولان) اى ان القوات الاسرائيلية لم يكن لديها عند هذه الساعات قوة تذكر تستطيع القتال ب(الجولان) لدرجة ان مجرد وجود عشرون دبابة تم اعتباره عدد كبير .

مما سبق يتبين لنا ان الجيش الاسرائيلى فوجىء يوم السادس من اكتوبر  1973 مفاجأة ساحقة منعته حتى من توفير القوة الاحتياطية المناسبة لدعم قوته النظامية المقاتلة مما منح القوات السورية فرصة لانزال افدح الخسائر بقواته ب(الجولان) ناهيك عن فرض اوضاع قتال سيئة حتى على القوات الذاهبة للقتال سواء باءرسالها

 على هيئة وحدات صغيرة لاتملك قوة النار الكافية لصد الهجوم السورى او ما واجهته تلك القوات عندصعودها (الجولان) من التعرض لنيران الدبابات السورية فور بداية صعودها الهضبة مما ارغمها على الدخول فى اشتباكات قاسية وعنيفة من اللحظة الاولى.

 

 عند الفجر كانت قوة (ترقيع)  اسرائيلية  اخرى (وصف الكاتب القوات الاسرائيلية بقوة ترقيع نظرا لان الدفاعات الاسارئيلية بدت هذه اللحظات كثوب مهلهل يحتاج الى من يسد منافذ الرقع التى صار يممتلىء بها ناهيك ان القوات المرسلة كانت صغيرة الحجم بحيث لاتستطيع ان تلعب دور اكبر من الرقعة الصغيرة التى تحاول بها  ان تدارى ثغرات ثوب الدفاعات المحطمة دون ان تشكل هذه القوات خلاصا تاما للوضع .

 

 المهم ان هذه القوات الترقيعية عبرت عند الفجر جسر (اريك) وجسر (اريك) هذا هو جسر مقام على نهر الاردن

 تماما مجسر (بنات يعقوب) وان كان لا يحظى بنفس  شهرة الجسر الاول.

 وهو جسر يقع الى الجنوب من جسر (بنات يعقوب) وبعيد عنه الى حد ما.

 كانت هذه القوة التى يقودها ضابط اسرائيلى يدعى (ران ساريج ) عبرت الجسر عندما صعقها ما رأته

 ففى مواجهتهم وعلى بعد عشرة كم منهم شرق الجسر الذى عبروه فوجئوا بقوة من خمسة عشر دبابة سورية

 دبابات سورية تهبط منحدرات (الجولان) وعلى بعد عشرة كيلومترات فقط من جسر يعنى عبوره او حنى الوصول اليه

 ان المعركة قد انتهت وهنا اتوقف عن الترجمة لاقول انه على كثرة الكتابات عن معارك (الجولان) الا ان احا لم يوضح بدقة على الاقل للقارىء العربى الى اى حد وصل عمق الاختراق السورى كم يوضح هذا المقال.

 فى كتاب (مشواير العمر) للراحل (كمال حسن على ) رئيس الوزراء المصرى-ووزير الدفاع ومدير المخابرات

 العامة المصرية-ومدير سلاح المدرعات المصرى خلال حرب 1973 ( يحمل الرجل بالطبع صفة الاسبق لكل تلك المراكز

 الا ان مايهمنا فيها الان هو الاخير ففى خلال حديثه عن ذكريات عمله قائدا للمدرعات ابان حرب (رمضان) يبدى دهشته من شيئين :
 
1/ الوقفة التعبوية المصرية دون التقدم السريع صوب الممرات.

 2/ توقف القوات السورية عن التقدم صوب جسر (بنات يعقوب) وهو الشريان الرئيسى لاى لقطع اى تدفق

  للقوات الاسرائيلية من خلاله الى (الجولان) ومن ثم تحريريها وقد كان بين القوات السورية والوصول الى الجسر

  ساعة واحدة فقط ويبدى الفريق (كمال حسن ) على دهشته عن سبب التوقف قبل ساعة واحدة من احراز النصر

  الشامل فوق قمة (الجولان).

 الواقع ان هناك العديد من الانتقادات التى وجهت  الى  عدم الاندفاع السورى السريع باختراق الهضبة وان القوات السورية كانت حذرة اكثر من مما يتبغى وابطأت فى التقدم بل اننا سنلاحظ خلال فقرات قادمة من مقالنا المترجم هذا دهشة بعض القادة الميدانيين الاسرائيليين من بعض اعمال التوقف عن مواصلة الهجوم بينما

 الطريق امامهم يكاد ان يكون خاليا .

 والواقع ايضاان هذا المقال عطينا صورة دقيقة عن الوضع الخاوى للدفاعات الاسرائيلية وتهالك ماهو موجود

 منهاوذلك لساعات طويلة على الجولان لم تتوافر خلالها اى قوة للجيش النظامى الاسرائيلى على مواصلة الصمود

 والقتال ولم تتوفر اى قوات احتياطية كما سبق وان اوضحنا خلال فقرات سابقة بالمقال من الممكن الاعتماد عليها.

 على ان بعض المفاجأت الاخيرة بدأت فى التكشف خلال الاعوام السابقة

 فخلال برنامج وثائقى غربى عن معارك (الجولان) تمت فيه استضافت ضباط ميدانيين اسرائيليين دون اساضافة ضابط

 سورى واحد كشف البرنامج ان قوة سورية وصلت بالفعل عند جسر (بنات يعقوب) الا انها لم تتقدم لاحتلاله والسبب ان قائد هذه القوة اعتقد لهدوء الوضع عند الجسر او للسهولة التى وصل بها اليه ان هناك كمين بانتظاره عند الجسر فلم يتقدم ونظرا لسوء تقديره الذى اضاع فرصة ماسية وليس ذهبية على السوريين لاستعادة الجولان فقد تم اعدامه حسب البرنامج الوثائقى الغربى .

وايا كان خطأ الرجل فهو لم يرتكب جريمة خيانة بل تقدير جانبه الصواب وبالتالى فالاعدام مبالغ فيه جدا

 اذ انه سيمنع اى قائد عن ابداء تقدير شخصيا لموقف ما وقد يكون التقدير صواب فى المرة القادمة وبتالى

 قد يهدر هذا فرصا وكان ينبغى ان صح موضوع الاعدام هذا ان تقوم القيادة السورية بدلا من ذلك بدراسة افضل الطرق والاساليب العلمية لتعليم قادتها كيفية اتخاذ تقدير للموقف يكون صحيحا بنسبة تسعين بالمائة

 لمواجهة اى ظروف او تدرس سبل تطوير منظومة القيادة والسيطرة بما يسمح لاكثر من عقل بمشاركة عقل القائد

 المسئول عن قطاع ما فى تقدير الموقف دون ان تكون لهذه المشاركة سحب من مسئولية على اى قائد ان يتحملها

 او ان تطور من اساليب الاستطلاع لدى وحدات الجيش ما يسمح بتكوين صورة واضحة للقائد الميدانى عن الموقف امامه واتخاذ بالتالى القرار السليم.

 ايا كان الامر فالمقال المترجم هنا يثبت ان بالفعل لم يكن لدى القيادة الاسرائيلية فى الساعة التى وصل اليها السوريون عند منحدرات  هضبة (الجولان) وقرب تحريرها اى قوة فعالة كبيرة سواء فوق الهضبة او من

 قوات الاحتياط فى الطريق الى الهضبة.

 وسيتأكد لنا هذا مع مواصلة المقال فتلك القوة الاسرائيلية التى عبرت جسر (اريك) اصابها الذهول لمرأى

 الدبابات السورية تهبط المنحدرات على بعد عشرة كم فقط من جسر (اريك) الذى عبره الاسرائيليون تواوالمقام

 فوق نهر (الاردن) والذى يعنى العبور فوقه او الوصول اليه تهديد حتمى لا باستعادة السوريون الهضبة فقط وانما ايضا لشمال (اسرائيل).

وتنقل قوة الضابط (ساريج) التى عبرت جسر (اريك) ما شاهدته الى قيادتها العليا التى اصابها الذهول بدورها

 من مدى التقدم والاختراق السورى الى اقصى الغرب عند منحدرات (الجولان).

 وكالمعتاد كما هى العادة للدبابات السورية يتم تدمير قوة الخمسة عشرة دبابة التى اصطدم بها (ساريج) بعد

 عبوره جسر (اريك).

 وعلى مايبدو فاءن دور الدبابات السورية كما سيلاحظ القراء لهذا المقال المترجم هو التدمير بالجملة كم لو ان دورها هو مجرد ديكور ليس الا او انها تلعب دور اكواب عصير الليمون فى افلام رومانسية عندما يلتقى بطل

 وبطلة الفيلم فى كازينو هادىء ويدعوها لشرب كوب عصير الاكواب ليست مهمة قدر ما هو مهم الحوار بينهما

 باختصار تلعب الدبابات السورية بهذا المقال دور لايتجاوز ضيف الشرف بفيلم ما او تلعب دور حرس الشرف

 الذى يخرج فى ملابس فخمة وسلاح لامع لتحية ضيف ما ويبدو مهيبا دون ان تحوى خزانة اسلحة هذا الحرس رصاصة

 واحدة.

 نعود الى المقال .

 فالقيادة الاسرائيلية التى اصيبت بذعر بالغ مع ورود انباء الاختراق السورى العميق عند جسر (اريك) لم يلبث ذعرها ان تضاعف عندما جاءت معلومات اكثر خطورة  عن اختراق قوة سورية اخرى ووصولها لمنطقة (صنوبر)

القريبة جدا من مبنى الجمارك (يقصد رابيونفيتش مبنى الجمارك الحدودى السابق بين سوريا وفلسطين).

 ان مبتى الجمارك الذى وصلت عنده وات السوريون يشرف على جسر (بنات يعقوب) مما يعنى ان السوريون كانوا

 على مسيرة عشرة دقائق فقط من السير بالدبابات للوصول الى نهر (الاردن).

 اى ان الجيش السورى لم يكن على بعد ساعة من الانتصار الشامل كما قال الفريق (كمال حسن على ) بمذكراته

 بل كان على بعد عشرة دقائق فقط معلومة جديدة تماما عن حجم الاختراق السورى لا احسب ان احدا ذكرها من

 قبل بهذا التدقيق.

 ننتقل الان الى نقطة اخرى ساخنة ب(الجولان) .

 الى مستوطنة (العال) الاسرائيلية ب(الجولان) هناك كان يوجد الميجور(الرائد) (يورام يائير) مساعد قائد

 كتيبة  المظليين  رقم خمسين  الموجودة احدى فصائلها بموقع  111  الامامى (راجع الحلقات السابقة).

 كان (يورام) قد انتقل الى مستوطنة (العال) حيث يوجد مقر القيادة الرئيسى لكتيبة المظليين رقم خمسين

 (راجع الحلقة الاولى) وهناك علم ان مستعمرة (رامات ماجشيميم ) الصهيونية وهى مستوطنة اسرائيلية

 ب (الجولان) تقع الى شمال من مستعمرة (العال) لايزال يوجد بها تلاميذ (اليشيفا)(اى تلاميذ المدارس الدينية

 اليهودية) لم يتم اخلائهم بعد من هذه المستعمرة لم يتم اخلائهم مع النساء والاطفال فى اطار عمليات الاخلاء التى  تمت بالمستوطنات الاسرائيلية صباح يوم السادس من اكتوبر .

 ويقرر ارسال قوة من عشرة جنود داخل عربتين نصف مجنزرتين الى (رامات ماجشيميم) لصد تقدم اى قوة سورية

 صوبها وبالفعل تبعد هذه القوة العناصر الامامية لقوة استطلاع سورية اقتربت من المستوطنة.

 ويصل بعد ذلك بساعة اوتوبيس من داخل (اسرائيل) الى (رامات ماجشيميم) لينقل المدنيين منها وتصاب تلك الحافلة بشظايا القصف المدفعى.

فى الوقت نفسه عند (تل الساقى) حيث توجد مواقع مراقبة اسرائيلية تبلغ هذه المواقع عن اقتراب قوة سورية

 كبيرة و يأمر (يورام) قوة العشرة جنود والنصف مجنزرتين اللتين ارسلهما من قبل لحماية (رامات ماجشيميم) بالتقدم نحو هذا التل لاتقاذ واخلاء جنود مواقع المراقبة الاسرائيلية  من القوة السورية كبيرة.

 الا ان هذه المواقع ترسل لتبلغ (يورام يائير) ان هذه القوة والتى تضم عدد من الضباط الذين هم اصدقاء

 شخصيين له قد ارسلت الى حتفها حيث دمرها السوريون بعرباتها تصف المجنزرة عند سفح تل(الفارس) بكمين محكم.

 وعند اول ضوء يوم السابع من اكتوبر يرسل (يورام يائير) الى قيادة فرقة المظلات التابع لها خبر مفاده ان

 مستعمرة (رامات ماجشيميم) قد سقطت بأيدى السوريون وكان لهذا السقوط اثر هائل .

 فى الساعة السادسة من صباح يوم السابع من اكتوبر يصل وزير الدفاع الاسرائيلى الى مقر القيادة الرئيسى

 للجبهة الشمالية وهى تلك القيادة المسئولة غن الدفاع عن شمال (اسرائيل) ليجد قائد الجبهة الشمالية

 الجنرال(اسحاق حوفى ) فى حالة من الاضطراب .

ففى الجزء الجنوبى من هضبة (الجولان) لم تكن هناك قوة تذكر تكفى لمنع السوريين من الاندفاع من مستوطنة

 (رامات ماجشيميم ) التى  اقتحموها بالفعل للتقدم  الى..

  الى المستوطنات الاسرائيلية ب(وادى الاردن) اى داخل (اسرائيل) نفسها .

  احد هذه المستوطنات كانت (كيبوتز ديجانيا) حيث مسقط رأس الجنرال (موردخاى هود) قائد سلاح الطيران

  الاسرائيلى عام 1967 (توفى عام 2003) كما ان وزير الدفاع الاسرائيلى (ديان ) هو نفسه ولد هناك

  وكانت هذه الممستوطنة قد اوقفت دبابة سورية من قبل عند محيط اسوارها خلال حرب 1948.

  اتوقف هنا عن الترجمة فهذه المعلومة الهائلة تكشف ان الحدود الاسرائيلية فى السادسة من صباح السابع من اكتوبر كانت مفتوحة لاقصى اتساع امام اسرع واعمق تقدم لمن يريد ان يتقدم .

 اى ان الجيش الاسرائيلى كان قد خسر المعركة بنسبة خمسة وتسعين بالمائةفى اقل من اربع وعشرين ساعة مما يعنى

 ان الجيش الاسرائيلى بل كل (اسرائيل ) كانت فى هذه الساعات امام هزيمة تاريخية حقيقية.

  نعود للترجمة.

  امام هذا الموقف قال الجنرال (موردخاى هود) ” لايمكن ان نسمح بحدوث هذا”

  واضاف الجنرال (اسحاق حوفى)” وحده سلاح الطيران القادر على ايقافهم”

  ويتصل الجنرال (موردخاى هود) القائد السابق للطيران الاسرائيلى بخليفتهفى قيادة هذا الطيران الجنرال

  (بنى بيليد) طالبا منه ان يتولى هو بنفسه (اى هود) توجيه سرب طائرات من طراز (سكاى هوك) موجود بقاعدة (رامات دافيد) .

 ويوافق (بيليد) على طلب (هود) بأن يتولى هو بنفسه توجيه هذا السرب لصد الهجوم السورى .

 ويأمر الجنرال (هود)قائد السرب باءبقاء اربع طائرات محلقين فوق جنوب (الجولان) مسلحين بالصواريخ او النابالم مع اولوية ايقاف الهجوم السورى حسب اوامر (هود) لقائد السرب.

 وداخل مستعمرة (العال) حيث يوجد (يورام مائير) لمح التشكيل الرباعى للطائرات يقترب ولمح اندفاع الصواريخ ارض/جو المضادة للطائرات وهى تندفع نحو التشكيل لتنسف طائرتين هويتا محترقتين .

 وسرعان ما سيتضح ان الدعم الجوى الذى يقدمه الطيران الاسرائيلى على الجبهتين المصرية والسورية فى ظل امتلاك العرب للصواريخ السوفيتية المضادة للطائرات هو امر بعيد المنال.

 ويرصد (الميجور يورام يائير) القوات السورية تتقدم صوب مستعمرة (العال) حيث يوجد هو

 وتصدر اليه الاوامر بالمغادرة فورا فيطلب من رجاله المغادرة بدوره وان يأخذوا معهم كل المركبات والعربات الموجودة بالمستوطنة.

 اما هو فكن ينوى البقاء

 وكذلك قرر اثنين رجاله.

 فالضابط المستعد للقتال والذى شكلت فصيلة المظلات التى قادها رأس الحربة فى الاندفاع داخل سيناء  عند (رفح)  خلال حرب يونيو 1967  لم يكن لينسحب تاركا بعض رجاله محاصرين بساحة المعركة ويغادرها هو .

 (لعل رابينوفيتش يقصد جنود الموقع 111  الامامى التابعين لكتيبة المظلات خمسين التى (الميجور يورام يائير

 يعمل كمساعد قائدها والتى يقع مقر قيادتها الرئيسى بمستعمرة العال ولم يكن الموقع 111 هو الوحيدالمحاصر

 والذى يوجد به جنود من الكتيبة 50 مظلات التى يشكل (يورام) قائد اساسى لها بل كانت هناك مواقع اخرى).

 وبعد هذه الاحداث بشهور وعند سؤال المحققين له بلجنة (اجرانات) عن السبب فى عد انسحاب من مستعمرة (العال)  كان رد ” الشخص الذى يجعلنى اهرب لم يخلق بعد” . وبعيدا عن اوجه اشادة هذا الاسرائيلى بنفسه

 وسواء كان بالفعل شجاعا او ان كاتب المقال يتصنعها له او هو نفسه يتصنعها فقد اضاف اسباب اخرى

 لعدم انسحابه من مستعمرة (العال) طبقا لما صدر له من اوامر .

 كان السبب الاول : ان بعض جنود الكتيبة خمسين مظلات التى يشغل منصب القائد المساعد لها كانوا يزالون

 موجودون بعدد من المواقع (الموقع الامامى 111 مثلا) وكان هؤلاء الجنود على اتصال معه بالراديو ولم يكن

  ليقطع اتصالهم به ويغادر.

 الثانى : انه فى موقعه هذا بمستعمرة (العال) كان يستطيع متابعة حشود القوات السورية المتقدمة ومن ثم

 كان يستطيع ارشاد وتوجيه نيان المدفعية والطيران نحو اماكن تمركز هذه القوات بدقة.

 كان (يورام يائير) يرى ان بقائه فى مستعمرة مهددة بالسقوط بأيدى الحشود السورية هو عمل شديد الجرأة

 وليس انتحار فقد كان تقديره ان فرص بقائه حيا على قدميه بعد ان يكون قد  قدم  كل مايستطيع تقديمه

 ضد السوريين افضل واكبر من فرص بقائه حيا داخل عربة او مركبة.

 ومن خلال منظار المراقبة شاهد (يورام يائير) الدبابات السورية تتوقف عن التقدم الى حيث يوجد بمستعمرة

 (العال) وكان توقفها هذا على بعد لايتجاوز ال700  متر .

 ولم يستطع تخمين سبب توقف الدبابات السورية عن اقتحام المستوطنة التى يقع بها مقر قيادة كتيبته

 هل هو انهاك اطقمها؟

 ام اعادة تزويدها بالوقود؟

 ام ان خطة السوريين هو التوقف عند هذا الحد وعدم التقدم؟

 وايا كان السبب فقد كان يمنى نفسه ان تصل الدبابات السورية بالوقت المناسب  بعد توقف الدبابات السورية عن متابعة تقدمها .

 هنا لابد ان اتوقف عن الترجمة لاشير الى هذه النقطة وقد سبق ان اشرت اليها فى فقرات سابقة

 فمن ضمن مايوجه من لوم للقوات السورية انها قامت بعمل توقفات كثيرة لقواتها ادت الى ابطاء سرعة تقدمها  

 ومن ثم فقدان القوة الدافعة للهجوم.

 وحسبما يبدو فمن الواضح ان هذه التوقفات وفرت للقوات الاسرائيلية الفرصة المناسبة لالتقاط الانفس بعد

 ان كانت انفاسها قد تقطعت واوشكت على لفظ انفاسها الاخيرة ومن ثم حشد قوات مناسبة قامت بهجوم مضاد ناجح فيما بعد.

 والسؤال ما هو سبب هذه التوقفات للوات السورية التى  كانت خطتها تحرير (الجولان) خلال 30 ساعة فقط مما

 يتطلب سرعة رهيبة فى الحركة والزحف لا ابطاء القوات بوقفات تضيع الوقت .

 كم نرى من خلال هذا المقال فالطريق الى قلب (اسرائيل) وليس (الجولان) فقط كان مفتوحا على مصراعيه وظروف

 المفاجأة التى المت بالقيادة الاسرائيلية وضراوة القتال كانت تخدم (سوريا) لاقصى درجة وتمهد لها الطريق وتفتح لها الابواب فما السر فى تلك السرعة البطيئة فى التقدم؟

 اهو الحذر الزائد ؟

 ام افتقار القوات السورية لاستطلاع فعال يتيح لها اكتشاف انفتاح الطريق امامها على نحو ما نرى بهذا المقال؟

 والرد على النقطتين اعلاه ومن وجهة نظرى الشخصية ان الحذر الزائد يتعارض مع سرعة توقيتات الخطة التى الزم السوريون انفسهم بها لتحرير (الجولان) خلال سرعة قياسية تتعارض دون شك مع الحذر وما يفرضه من قيود

 على الحركة.

 ام تقطة انه لم يكن يوجد لدى السوريون استطلاع بقدم لهم صورة بكفاءة عن ضعف عدوهم فرده يستلزم العودة

 الى ترجمة المقال ففى الفقرة القادمة رد وافى من وجهة نظرى.

 ففى الموقع 111 الذى ترابط به فصيلة من الكتيبة خمسون مظلات التى يقودها من مستعمرة (العال) (يورام يائير)كانت الدبابات السورية تتدفق فى اتجاه الغرب بجوار الموقع بعد ابادة قوة الدبابات الصهيونية  التى كانت تدافع عنه (راجع الحلقة الثانية والثالثة) ومن داخل الموقع الذى يقع على الخطوط الامامية المباشرة فى اقصى امام الدفاعات الاسرائيلية ب(الجولان) راح الجنود الاسرائيليون يراقبون  تقدم القوات والدبابات السورية حول موقعهم  تفصلهم عنها مسافة 50متر فقط .

 وعلى الرغم من ان الدبابات تجاهلت التعامل  مع الموقع لالا ان جنود المشاة السوريون  كانوا يضعون الموقع

 تحت نيران متقطعة ادت الى مصرع جنديين داخل خنادقه.

 كان الموقع قد تعرض لقصف مركز على امتداد 12  ساعة  فى اعقاب  ضربة طيران مما ادى الى اصابة الجنود داخله (بذهول ورعب) كان ضابط الموقع اول من تجاوزه اعقبه ضباط الصف (الصولات) .

 مقاوما غرائزه وبعد عدة محاولات فاشلة اجبر الصول (يورام كريفاين “راجع الحلقة 1“) اجبر نفسه على الخروج

 فى قلب القصف الى حيث يوجد احد رجاله فى احد اماكن  اطلاق النار المعزولة  بالحصن وذلك لطمأنة هذا الرجل

 والشد من ازره.

 وبمرور الوقت فاءن  مقدارا من الهدوء والايمان بالقضاء والقدر بدأ يسود لدى جنود الموقع.

 وامام جهاز اللاسلكى اخذ الجندى المسئول عنه يحرم مؤشراته حتى التقط رسالة بالعربية ارسلتها وحدة سورية

 قام احد جنود الموقع بترجمتها الى العبرية وكانت الترجمة تقول

 ”  ارى الجليل  كله امامى (يقصد منطقة الجليل بشمال اسرائيل) فهل اتقدم ؟”

كان الطريق الى (اسرائيل) نفسها مفتوحا ودفاعات (الجولان) انهارت والقيادة الاسرائيلية سياسية وعسكرية

تترنح فى الم وذهول

  وللحديث بقية باذن (الله) 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech