Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

خفايا وأسرار حصار الفلوجا والاسلحة الفاسدة

 

الموقع الجغرافي :-

الفالوجة تقع بين الخليل وغزة ، وتبعد عنهما 30كم، وترتفع 100م عن سطح البحريحدها وادي الفالوجة.تبلغ مساحة اراضيها 38038 دونما وتحيط بها اراضي قرى عراق المنشية، جسير، حتا، كرتيا، عراق سويدان.

قبل الاحتلال عام 1948 كانت القرية مركز تجاري مهم يرتاده التجار والمواطنيين من القرى المجاورة كان يوجد في الفالوجه جامع كبير قديم بها ثلاث اروقة وقباب وصحن ودفن فيه الشيخ الفالوجي، وبها اضرحة ومقامات لاولياء ومجاهدين من فترة الحروب الصليبية. انشئت مدرسة للبنين عام1919م وللبنات عام1940، ويوجد بها موقع اثري يدعى خربة الجلس.

هل كانت الشعوب العربية خاصة مصر مهيئة للدخول في حرب فلسطين؟

 

إذا نظرنا إلي خريطة العالم العربي منذ إنشاء جامعة الدول العربية وحتي 1948 سنجد أنه لم تكن هناك دول مستقلة بالمعني المفهوم إلا مصر والسعودية ورغم ذلك كان في مصر قوات بريطانية كذلك الأردن والعراق، أما سوريا ولبنان كانتا لم  تلتقطا أنفاسهما بعد من الوصايا الفرنسية،

 وهذا يعني أن مجموع الدول العربية لم يكن لهم وزن في السياسة الدولية وكان لديهم إمكانيات أو استعداد الدخول الحرب، ما حدث أنه كانت هناك جماعات من الفلسطينيين وبعض المتطوعين القلائل من الدول العربية يحاولون محاربة العصابات الصهيونية التي كانت موجودة في ذلك الوقت- لأنه لم يكن قد أعلن بعد عن قيام دولة إسرائيل-

 الجيش المصري لم يكن في حالة تسمح له بدخول حرب لأسباب كثيرة،

 

 أولاً: الجيش البريطاني كان يحتل شبه جزيرة سيناء وقواعده في قناة السويس، وهذا يعني أن أي عسكري عليه قبل أن يعبر أن يمر عبر معسكر للجيش البريطاني.

 

 ثانيًا: تسليحنا كان محدودًا جدودًا، لأن الحكومة المصرية ملتزمة- بحكم المعاهدة المبرمة بيننا وبين بريطانيا منذ 1936 بألا يكون هناك تسليح إلا بالحد الذي تسمح به بريطانيا، وفي عام 1947 نادي بعض المفكرين والشباب بأن يكون هناك تطوع مع القوات الموجودة في فلسطين، وكذلك بعض صغار ضباط الجيش طالبوا بأن يذهبوا مع المرحوم أحمد عبدالعزيز، ومعهم جماعة الإخوان المسلمين حيث كان لهم بعض المتطوعين هناك، وأعداد قليلة جدًا من السودانيين،

 

 إنما حدث في ذلك الوقت أن الملتفين حول الملك فاروق أقنعوه بأن الجيش المصري قادر علي دخول الحرب.. في حين أن الجيش لم يكن يملك أي استعدادات لخوض الحرب، وفي المقابل فإن العصابات الصهيونية الموجودة في فلسطين في ذلك الوقت كانت عن طريق الجاليات اليهودية في أوروبا والاتحاد السوفيتي تحصل علي تسليح، بالإضافة إلي بعض المتطوعين اليهود من يهود أمريكا وروسيا تطوعوا في القوات الإسرائيلية لدخول الحرب ضد العرب.

 

 إذن لم تكن الظروف علي كافة المستويات تسمح بدخول الحرب فلماذا كان الإصرار علي دخولها؟

في جلسة مجلس الشيوخ ( مجلس النواب – الشعب المصري ) لمناقشة قرار دخول الحرب رفض العديد من أعضاء المجلس دخول الحرب لعدم وجود استعداد عسكري- وهذا موثق في مضبطة مجلس الشيوخ- إنما كان هناك بعض الأفكار لدي البعض أن الجيش المصري إذا دخل الحرب وانتصر علي اليهود فسيصير الملك فاروق هو خليفة المسلمين وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت فاروق لقبول قرار الحرب، حيث توهم بأنه سيصير خليفة للمسلمين أو سيكون خليفة صلاح الدين الأيوبي!!

 

 هل كان فاروق علي علم بأن جيشه غير قادر علي الحرب؟-

 

 الحقيقة أن هذا سؤال مهم جدًا خصوصًا أن البعثة العسكرية البريطانية مثلا ظلت في مصر حتي عام 1947، رئيس أركان الجيش المصري حتي نهاية الثلاثينيات كان سفنكس باشا، فكان المتحكم في التسليح والتدريب هو بريطانيا، حتي في الأربعينيات كان الجيش المصري يعمل في خدمة القوات المتحالفة، ولم يكن له دور في الدفاع عن مصر، لأننا لم نشارك أساسًا في الحرب «بريطانيا تحارب ألمانيا علي أرض مصر»

 

ونصل من ذلك أن حرب 1948 عملية غير مدروسة لا سياسيًا ولا عسكريا. إذا كان الوضع بهذا السوء فلماذا اعترض العرب علي خريطة التقسيم؟-

نحن الآن علي مسافة كبيرة من خريطة التقسيم، وبعد سبعين عامًا علي رفضها نتمني لو قبلناها، فالحقيقة أننا إذا كنا قبلنا قرار التقسيم لما كان هناك إسرائيل الآن!!

 

وعلى لسان احد الشهود على ما حدث وقتها السيد إبراهيم بغدادي محافظ القاهرة الأسبق، وأحد من تم حصارهم في الفالوجة أثناء حرب فلسطين:

((  أذكر أنني في عام 1948 كنت في الكتيبة الأولي- وهي أول كتيبة دخلت فلسطين في 15 مايو 1948، لم يكن لدينا وسيلة مواصلات للانتقال بها من العريش إلي حدودنا في رفح! فتم تأجير أتوبيسات من متعهد نقل فلسطيني يدعي بميا، فلنا أن نتخيل كيف أنقل جنودًا إلي أرض معركة في أتوبيسات؟ وكأننا نأخذ الجنود في نزهة وليست حرب

 العامل النفسي لدي الجندي المقاتل شيء مهم جدًا، هذا بالإضافة إلي أننا لم نكن نملك أي معلومات حول الحرب ولا الأرض التي ستدور عليها المعركة ولا حتي معنا خطة للحرب..!! الأتوبيسات نقلتنا إلي الحدود، ووجدنا بعد رفح مباشرة مستعمرة اسمها علي ما أذكر كفر دهوم، كانت هذه المستعمرة تطلق نيرانها علي أي قوات تعبر واشتبكت بالفعل معنا واستشهد أول ضابط مصري في 15 مايو 1948 وهو المرحوم «اليوزباشي عزالدين الموجي»، وظللنا نسير إلي غزة دون أن نعرف أي شيء عن الخطط الاستراتيجية لدخول أرض المعركة ولا حجم القوات المعادية، ونكن قد حاربنا من قبل ولا حتي في مناورة عسكرية.. الحقيقة المريرة هي أننا دخلنا حربًا لم نكن مستعدين لها لا نفسيا ولا عسكريًا ولا حتي سياسيًا!!

الذي يدير عملية عسكرية لابد أن يكون قائدًا قويًا سريع البديهة يعلم كل شيء عن جيشه ومعركته القادمة وخصمه، كل ذلك لم يكن متوفرًا لدينا وبالتالي خسرنا.. وحتي الآن لا أعلم لماذا قبلنا الهدنة الأولي؟ وللعلم فإنه أثناء الهدنة الأولي تدفقت علي إسرائيل كميات مهولة من الأموال والأسلحة جعلتها أكثر قوة وأكثر شراسة بعد انتهاء الهدنة. الجندي المصري لم يكن يعرف أي شيء عن فلسطين، ومسلح بأسلحة متخلفة من بقايا الحرب العالمية الأولي، ولم نكن نملك أي علاقات مع الكتلة الشرقية حتي نشتري منهم الأسلحة وأمريكا لا يمكن أن تمنحنا أسلحة لتحارب بها حلفاءها في إسرائيل. ولكننا رغم الحصار والحرب كنت أنا ومعي مجموعة من الضباط والجند نقوم بطبع مجلة سميناها «الفالوجة» كان يقرأها الضباط والجنود وبعض أهالي القري الموجودة حول معسكراتنا. اعترضت علي رفض العرب قرار التقسيم فهل أخطأوا بقبول الهدنة الأولي؟-

 أولاً لم يكن هناك من يحارب سوي الجيش المصري فقط! لأن العراق والأردن كانتا قد أخذتا قطاع «الضفة الغربية»، وكان معروف أن القائد العراقي إذا أمر جنوده بالتقدم لاحتلال بلد معينة كان يرد الجندي قائلاً «ماكو أوامر» أي لا توجد أوامر، فالموقف كان عبارة عن مسرحية هزلية، ولا ننسي أبدًا أن الإنجليز عانوا كثيرًا من اليهود، فوقت أن كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني كان اليهود يقومون بجلد وقتل الجنود الإنجليز ولذلك فقد انتهزت بريطانيا الفرصة لتخليص ثأرها بزج العرب في حرب مع اليهود ))

 

 

في فجر يوم الخامس عشر من مايو1948 وهو اليوم الذي أنهت فيه بريطانيا احتلالها لأرض فلسطين اندفعت الجيوش العربية تتسابق في الدخول إلى فلسطين.

وكانت الخطة أن يطوقوا تل أبيب بعد أيام قليلة ناسين أو متناسين ما تتطلبه تحركات الجيوش من تخطيط وإعداد وحماية وتأمين لطرق المواصلات.

اندفعت القوات المصرية شمالاً على الطريق الساحلي لفلسطين إلى إشدود مقتربة من تل أبيب ثم اتجهت شرقاً واحتلت خط المجدل–  الفالوجا-عراق المنشية بيت جرين-الخليل لتفصل الشمال حيث يتمركز اليهود عن جنوبالنقب حيث توجد المستعمرات اليهودية تحاصرها القوات المصرية.

 

وبعد الهدنة استغل اليهود نقطة ضعف خطوط المواصلات الجيش المصري وهي التي ظلت دون حماية ولا حراسة فقاموا بتقطيعها فارتبكت القوات الأمامية وانزعجت واضطرت القيادات إلى تقصير خطوطها وأمرت بانسحاب قواتها  لتقصير خطوطها وأمرت بانسحاب قواتها بل وانسحبت بعض القوات دون أوامر ودون خطة مرسومة مما أضعف الروح المعنوية للجيش.

 

وكانت القوات التي ثبتت في مواقعها دون أن تنسحب هي قوات موقع الفالوجا – التي تقع في الخط الفاصل بين شمال وجنوب إسرائيل مما يدل على أهميتها الاستراتيجية البالغة – بقيادة اللواء سيد طه وكانت تقدر بلواء من المشاة بأسلحتها المساعدة أي بحوالي أربعة آلاف جندي أو بما يعادل ثلث الجيش المصري كله الموجود في أرض فلسطين في ذلك الحين.

 

تقع قريةالفالوجا إلى الشمال الشرقي من مدينةغزة على بعد 30 كم منها، وهي رقعة كثيرة التلال في السهل الساحلي لفلسطين وعلى مقربة منه يقعوادي الفالوجا، وتعد القرية مركز شبكة طرق اقيمت في موقع كان يعرف بزريق الخندق، وقد بدل اسمها إلى الفالوجة تكريماشهاب الدين الفالوجي الصوفي العراقي الذي جاء إلى فلسطين من العراق في القرن الرابع عشر. وقد زار الرحالة الصوفي "مصطفى البكري الصديقي" مقام الشيخ الفالوجي بعد مروره ببيت جبرين في اواسط القرن الثامن عشر كان في القرية عشيةالنكبة مسجد يضم ثلاث أروقة تعلوها قبب كان في احدها مقام الشيخ الفالوجي ومدرسة للبنين فتحت أبوابها سنة 1919، وأخرى للبنات فتحت أبوابها سنة 1940 ومجلس بلدي وسوق تجارة أسبوعي وعدة آبار للمياه وقد وقعت فيهامعركة الفالوجة عام 1948، والتي شارك فيها الجيش المصري ضد الغزاة الإسرائيليين.

رفض قائد القوات المصرية في الفالوجا اللواء سيد طه، الذى اشتهر باسم "الضبع الأسود" أي فكرة للتسليم. والحقيقة أن صمود القوات المصرية في هذه المنطقة يرجع إلى هذا القائد البطل الذي كان لروحه العالية وموقفه المشرف صدى كبير في رفع معنويات جنوده وصمودهم لمصاعب الحصار وتحملهم لمتاعبه. فقد استمر الحصار لمدة طويلة واضطرت القوات المحاصرة إلى أن تنقص تعيناتها إلى ربع الكمية المقررة بل واستعاضوا عنها "بالدشيشة والبلبلة" يصنعونها من القمح الذي يجدونه في البلدة المحاصرة

 

(( قصه الضبع الاسود كاملة علي الرابط التالي – اضغط للدخول ))

 

وعندما طال الحصار وساءت الأحوال الصحية للجنود وكثر الجرحى لجأت الحكومة المصرية إلى القيادة العامة للجيوش العربية وكان يتولاها الملكعبد اللهملك الأردن تعاونه هيئة مستشارين من جميع الدول العربي فتدخل الفريقجلوب باشاالضابط الإنجليزي وقائد الفيلق العربي الأردني ووضع خطة تنحصر في أن يقوم الجيش الأردني بإشغال قوات اليهود بمناوشتها عند بيت جبرين وفي هذه الأثناء يقوم قائد الفالوجا بتدمير أسلحته الثقيلة ثم ينسحب هو وجنوده الأربعة آلاف متسللاً على الأقدام من طرق سرية وأن يتم هذا كله تحت إشراف ضباط إنجليز بقيادة ميجور "لوكت" وهو من قادة الجيش الأردني.

 

ووصل الضباط الإنجليز إلى الفالوجا وعرضوا خطتهم على قائدها سيد طه الذي اكتشف على الفور إنها ليست إلا كميناً نصبه جلوب للقوات المصرية المحاصرة حتى يأسرهم اليهود كلقمة سائغة بعد أن عجزوا عن هزيمتهم. فقام بطرد الضباط الإنجليز من معسكره شر طردة وصمم على موقفه السابق وهو الصمود لآخر طلقة وآخر رجل ولكن الموقف كان شديد الخطورة فقد أوشكت جميع التعينات ( الطعام والشراب ) على النفاذ.

طلب سيد طه قائد الفالوجا الإمدادات بعد أن أصبح الموقف حرجاً لنفادها وحاول الجيش المصري إمداد القوات المحاصرة عن طريق الطيران إلا أنه فشل في ذلك بسبب ضيق حلقات الحصار ثم حاول مرة أخرى إمداده عن طريق غزة فلم يتمكن من ذلك بسبب سيطرة اليهود على الطريق وتحكم قواتهم في منافذه.

 

فاتصلت قيادة الجيش المصري المحاصر في الفالوجا بالمؤن اللازمة ورأت قيادة القوات الخفيفة أن خير من يقوم بهذا العمل هم قوات المتطوعوين.

 

ونجح المتطوعون في إدخال مئة صندوق من المؤن إلى القوات المحاصرة على 53 جمل ودعاهم قائد القوات المصرية إلى وليمه ذبح خلالها خمسون جمل من جمالهم وترك لهم 3 فقط وأحس اليهود من الوليمة أن هناك شيئاً يحدث داخل معسكر القوات المحاصرة فشن هجوماً هو الأعنف منذ بدء الحصار ولكن شجاعة الجنود وقائدهم الضبع الأسود ردت اليهود على أعقابهم.

بعد عوده الجيش المصرى من حرب 1948 احتفل الشعب جميعا بعودة قواته وتبارت جميع هيئات وطوائف الشعب فى الاحتفال بهم بل إنالملك الفاروقنفسه أقام لهم حفلا كبيراً وسلم عليهم فرداً فرداً وتوجد صورة للملك فاروق يصافح أبناء جيشه ومنهم عبد الناصر وحرصتأم كلثومعلى أن تقيم لهم وليمه ببيتها وأن تحيى حفل لهم بنادى الضباط، وأقامت أم كلثوم حفلا خاصا لمن حوصروا فى الفالوجه فى حديقة فيلتها.

 

الأميرالاي سيد محمود طه قائد اللواء، أثناء الاستقبال الجماهيري لأفراد اللواء عقب عودتهم إلى مصر.

..

من الناحية الاسرائيلية القصه لها وجه أخر :

 

سلمت السلطات البريطانية عشية انسحابها في 15 مايو 1948، السكان مركز الشرطة في القرية. وبعيد ذلك التاريخ دخلت القوات المصرية، فلسطين وصدرت الأوامر إلى الكتيبة الأولى لمركز الشرطة الذي كان يتحكم في الطريق بين المجدل وبيت جبرين فضلاً عن تحكمه في الطريق الداخلي نحو النقب فقد حاول الإسرائيليون من دون طال وفي ثماني هجمات منفصلة أن يستولوا على هذا المركز في الأشهر اللاحقة.
عندما أعلن بدء الهدنة الأولى (11 يونيو–10 يوليو)، كانت القرية لا تزال خارج نطاق الاحتلال. وما أن انتهت الهدنة حتى حاولت القوات الإسرائيلية، مجدداً الاستيلاء عليها. إذا صدرت الأوامر إلى وحدات من لواء هنيغف (النقب) بالاستيلاء على مركز الشرطة، بينما أنطيت بوحدات من لواء غفعاتي مهمة احتلال القرية ذاتها. وقد احتلت الكتيبة الرابعة من لواء غفعاتي القرية لفترة قصيرة ليل 8–9 يوليو غير أنها اضطرت إلى إخلائها فوراً لأن وحدات لواء هنيغف أخفقت في احتلال مركز الشرطة، وكان من المستحيل الدفاع عن القرية من دون احتلال ذلك المركز. وبعد ذلك التاريخ بيومين، أوردت صحيفة نيويورك تايمز أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف الموقع وغيره من الأهداف في قضاء عزة. في 10 نوفمبر بعد يوم من الهجوم جاء في بلاغ إسرائيلي أن القوات المصرية انسحبت بعد استسلام مركز الشرطة من قرية عراق سودان وقرية بيت عفا المجاورة. واستشهدت صحفية نيويورك تايمز بهذا البلاغ الذي جاء فيه أن الجنود الإسرائيليين احتلوا هاتين القريتين، لكنها لم تذكر هل بقي السكان فيهما أم لا. وقد كتب الجنرال إسحاق ساده وهو مؤسس البلماح وأول قائد من قادته وصفاً شاملاً للهجوم على مركز شرطة عراق سويدان وأشار فيه إلى أن اسم عراق سودان بحد ذاته كان يبعث على الاحترام لدى مقاتلي وحدات الجيش الإسرائيلي وبعد احتلال القرية ومركز الشرطة، اشتد الخناق على آلاف المدنيين والعسكريين الذين حجزوا داخل جيب الفالوجة.

 

وجاء شاعر شعبي من قرية الفالوجة نفسها هو عبد العزيز كتكت وكتب قصيدة شعبية 
عن ذلك البطل جاء فيها:

محمود طه حماة الدار
ياما ذبح من الكفار
بالقنبلة وقيزان النار
ولما صاروا مكومين

 

 

 لماذا دخلنا الحرب ولماذا قبلنا الهدنة؟ هذه أسئلة اعتقدنا في يوم ما أن التاريخ سيجيب عنها لكنها مازالت بلا إجابة. هل كانت هناك مؤثرات داخلية علي الملك فاروق لدخول الحرب؟- في عام 1948 كان النقراشي باشا هو رئيس الوزراء، والوفد كان قد خرج من الوزارة منذ عام 1944، ثم حلت بعد وزارات ائتلافية وأقليات، وفي عام 1947 كان إسماعيل صدقي، 1949 إبراهيم عبدالهادي، ولم يكن للوفد وجود قوي ولكنه كان معترضًا علي دخول حرب فلسطين، وبالعودة إلي مضبطة مجلس الشيوخ ستجد أن فؤاد سراج الدين باشا اعترض علي دخول الجيش المصري إلي فلسطين، ولكن لا حياة لمن تنادي. حالات الثورات والانقلابات العسكرية المتوالية في الوطن العربي هل كانت نتيجة طبيعية لنكبة 1948؟- الانقلابات بدأت في سوريا في 30 مارس 1949 ثم ثورة في مصر 23 يوليو 1952، بالنسبة لمصر.

وكان ذلك  كان ناتجًا عن ضغوط متراكمة، ربما تكون حرب 1948 سببًا من أسباب الثورات والانقلابات العسكرية لكنها ليست العامل الأساسي فيها.

 

هل كانت الأسلحة فاسدة أم متخلفة؟-

كانت الأسلحة متخلفة وفاسدة ومن كان يجلبها هم أناس مرتبطون بالسرايا والحاشية والملك نفسه، وهناك قضية مشهورة جدًا ومعروفة وهي قضية «جيلان» وكان هذا الشخص مرتبطًا بطريقة ما بالملك وعندما أثير موضوع الأسلحة الفاسدة خاصة بعد حملة إحسان عبدالقدوس حول الأسلحة في «رزواليوسف» تم إبلاغ النيابة وتم تشميع الخزانة التي تحوي مستندات عمليات شراء الأسلحة الفاسدة، وفي اليوم التالي وجد رجال النيابة ختم الشمع وقد أزيل ولم يكن هناك أي رد فعل، وتم التخلص من المستندات نهائيًا وظلت القضية متداولة في المحاكم حتي عام 1953،

 ولا نستطيع أن نقول إن الهزيمة كان سببها الوحيد الأسلحة الفاسدة بل هناك أكثر من سبب منها عدم دراسة أرض المعركة، وعدم معرفة العدو وعدم كفاءة القيادات.

 

هل نستطيع أن نجزم بأن ثمة خيانة في حرب فلسطين؟- لا أعلم إن كان حقًا أن نصف ما حدث بالخيانة أم لا؟ فالدول العربية في ذلك الوقت كانت كلها تعاني من الاحتلال بشكل أو آخر لم يكن هناك دول خليج عربي، مصر والسودان كانتا تحت الاحتلال البريطاني، ليبيا تحت سيطرة إيطاليا، تونس والجزائر بين فرنسا وإسبانيا، سوريا ولبنان تحت السيطرة الفرنسية، بالإضافة إلي أنه كان هناك بعض الحكام العرب- وبدون ذكر أسماء- علي علاقة باليهود من قبل الحرب.

في السنوات الأولي للثورة كان الاهتمام بتأمين الثورة والجبهة الداخلية من أي مقاومة تعوق سير الضباط الأحرار، حتي عام 1953، في هذا العام قامت مجموعة من اليهود بشن هجوم علي «غزة» وكانت غزة تحت السيطرة المصرية منذ عام 1948 واستمرت حتي 1967 ،  كان الحاكم العسكري في غزة مصري، وفي هجوم الإسرائيليين علي غزة في 1953 استشهد عدد من الجنود المصريين وكانت هذه الهجمة بمثابة جرس الإنذار للثورة لنقل القضية الفلسطينية من قائمة الانتظار إلي قائمة الفحص والتحليل ولكن أيضًا ظلت القضية الفلسطينية تظهر وتختفي من قائمة اهتمامات الثورة منذ قيام العدوان الثلاثي علي مصر في عام 1956، وهنا بدأ الوعي المصري يستيقظ لمدي خطورة الوجود الإسرائيلي، وبدأ ظهور فكرة القومية العربية والوحدة، فالوعي زاد في اتجاه تجميع الصف العربي حول رأي واحد وهدف واحد.

 

جمال عبدالناصر في زيه العسكري أثناء حصار الفالوجا حرب فلسطين

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech