Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

جندي إسرائيلي: ظللنا نبحث في الظلام عن قتلى وجرحى معركة المزرعة الصينية

 

 

كتب ــ محمد حامد

حاولت إسرائيل تحقيق نصر معنوى لجيشها بعد الهزيمة التى لقيتها خلال الأيام الأولى لحرب 73، فسعت للعبور إلى الضفة الغربية للقناة، وإقامة رأس جسور لتطويق الجيش الثالث فيما عرف وقتها بثغرة «الدفر سوار».. لكن الطريق إلى الثغرة اعترضته معركة المزرعة الصينية التى استمرت طيلة 3 أيام منذ 15 وحتى 18 أكتوبر، وكانت ملحمة للعسكرية المصرية كبدت خلالها الجيش الإسرائيلى خسائر فادحة فى الدبابات والجنود، لذلك لم يكن غريبا أن تصدر عن هذه المعركة مئات الدراسات والأبحاث والتحليلات بأقلام إسرائيلية.

هذا العام نشر موقع «والا» الإخبارى اليوميات التى كتبها الجندى الإسرائيلى «برطى أوحيان» أحد الذين شاركوا فى معركة المزرعة الصينية ضمن الكتيبة المدرعة 79، وتحدث فيها عن معارك ليلة 15 أكتوبر، والتى وصفها بأنها أطول ليلة فى حياته.

يقول برطى: «فى صباح هذا اليوم كنا على ثقة بأنه لن يحدث شىء خاص، لكن قائد الكتيبة عقد اجتماعا معنا، وكانت أول جملة قالها لنا (يا سادة سنعبر القناة هذه الليلة)، وأصيب الجميع وقتها بالدهشة، وفى هذا اليوم أخذنا نجهز أنفسنا وننظف المدفعية ونعد القذائف، وكان على كل واحد منا أن يكتب خطابا أو بطاقة بريدية إلى أهله، وفى الحقيقة خاف كثيرون من أنهم لن يعودوا بعد هذه المعركة، وقبل أن ننطلق أمر قائد الشعبة طاقم الدبابات بإخراج زجاجات الخمر وأن نشرب الأنخاب، وقال إنه يأمل فى أن نشرب ثانية بعد المعركة، وقد رأيت عبر التليسكوب الشمس قبل الغروب ودعوت ألا تكون هذه هى المرة الأخيرة التى أرى فيها الشمس».

يضيف: «كانت المهمة كما وصفها لنا قائد الشعبة زئيف منديزجورسكى أن تتقدم كتيبة الاستطلاع الاحتياط أولا، ومن خلفها كتيبتنا وفى مقدمتها سريتى، حتى نصل إلى حصن لقيقان (تل السلالم) ومن هناك نتحرك شمالا لتطهير 10 كيلومترات، وتمكين قوات المظليين والمدرعات من التقدم للجانب الثانى، وبدأنا التحرك فى الساعة السادسة».

يتابع الجندى الإسرائيلي: «لم تكن هناك قوات مصرية فى منطقة تل السلالم، فقد كانت تلك هى الثغرة بين الجيش الثانى والجيش الثالث، وعندما وصلنا إلى هناك بدأنا فى التحرك شمالا بينما ماسورة الدبابات موجهة فى كل اتجاه لاختراق الجيش المصرى الذى كان محتشدا لإرباكه، وبدأنا بإطلاق النار على المشاة المصريين داخل الحفر، وقتل قائد السرية يسرائيل أيبير، وقيل إنه اطلقت قذيفة من دبابة مصرية من مسافة 15 مترا، عليه فانفجرت الدبابة وقتل أيبير من جراء الانفجار.

ويواصل برطى سرد وقائع المعركة فيقول: «بدأت المعركة ومعها بدأت عملية إحصاء القتلى والجرحى، وانتقلت لدبابة أخرى بعد انفجار ماسورة دبابتى، وعندما دخلت الدبابة رأيت قائد السرية مقتولا ويداه متشابكتان، وحاولنا طوال الوقت إخلاءه لكننا لم نفلح، وبعد مقتل قائد السرية تولى مهمة القيادة أشير سيدرار الذى قتل أيضا بعد 5 دقائق فقط من توليه القيادة، وبعد ذلك بعدة دقائق وقعت السرية فى كمين، ولم يتبق من بين جميع دبابات السرية البالغة 10 دبابات إلا دبابتى القديمة التى انفجرت ماسورتها، وأصبحت تجمع جميع المصابين ومن تدمرت دبابتهم.

«انضمت دبابتى الجديدة إلى سرية رامى ماتان التى لم يتبق منها سوى 4 دبابات، وتحولنا إلى الدفاع الشامل على شكل دائرة، وكنا ننتظر طوال الوقت أن تشرق الشمس، وحاولت أنا وماتان العودة لإنقاذ الجرحى، ونجحنا فى إنقاذ 11 جريجا، لكن تعطلت دبابة أخرى حاولت إنقاذ مدرعة سقطت فى خندق، وقتل فى هذه المدرعة إيلى محليف وموشيه روفينجر، وظللنا نبحث عن القتلى والجرحى لمدة ساعتين، وأنقذنا يسرائيل ميردير الذى أصيب فى رأسه».

ويصف برطى ختام ليلة من القتال فيقول: «كنا فى منطقة مصرية ولم نر سوى القتلى والجرحى والدبابات المحترقة، كان كل شىء مظلما عدا الدبابات المشتعلة والطلقات التى أطلقت فى كل اتجاه، ورأيت أمامى خنادق يرقد فيها إسرائيليون ومصريون معظمهم قتلى».

وننتقل من شهادة الجندى الإسرائيلى إلى الاتصالات اللاسلكية التى دارت بين أمنون ريشيف، قائد اللواء 14، وقائد كتيبة المظليين ناتان شونرى، المكلفة باحتلال المزرعة الصينية ومحور لكسيكون عكافيش، وهى الاتصالات التى كشف عنها أرشيف الجيش الإسرائيلى هذا العام.

وتكشف هذه الاتصالات عن المقاومة العنيفة التى جوبهت بها كتيبة المظليين خلال محاولتها احتلال المزرعة الصينية، حيث بدأ الاتصال باستغاثة من ناتان شونرى يطلب فيها سرعة إرسال دعم قائلا: «المصريون يذبحوننا بالدبابات، هل يمكن أن ترسلوا الطائرات، هذه مسألة عاجلة فأنا أتعرض لهجوم من الشمال، يحاصروننى من الشمال، أرسل الطائرات بسرعة، لا أستطيع أن أقطع الاتصال فهناك كثير من الجرحى، والمصريون يقضون على جميع أعضاء الكتيبة».

وعندئذ يطلب ريشيف من قائد المظليين أن يبحث عن أى خندق هناك ويختبئ هو ورفاقه، فيرد عليه شونرى بأن ذلك غير ممكن لأن المصريين سيدوسونهم بالدبابات، وتشير الاتصالات إلى أن كتيبة المظليين اضطرت للتراجع والانسحاب إلى محور عكافيش حتى وصلتها امدادات كبيرة من الدبابات والجنود، ولم تتمكن القوات الإسرائيلية من احتلال المزرعة إلا بعد معارك ضارية قتل فيها حسب الرواية الإسرائيلية 122 جنديا من جنود اللواء 14 مدرع، و22 جنديا من المظليين إلى جانب تدمير 85 دبابة.

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech