Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

روايه اسود في قلب العدو - الجزء الثالث

 

3- العبث بقلب العدو

وصل طاهر بسيارته قرب الطريق الاوسط ، وبملاحه عبر الخريطه والاستعانه بالبوصله والنجوم وصل الي حيث اشار قائده تماما ، وتوقفت السيارة خلف تل رملي ، ونزل منها الرجال واتخذوا مواقع قتال سريعا.

تقدم طاهر لمسافه كبيرة بمفرده وسط ظلام حالك في السماء او الارض حتي وصل للطريق الاسفلتي فوجده كما أشار احمد تماما ، فالطريق ضيق جدا وعن يمينه ويسارة رمال ناعمه كثيفه لا تسمح بمرور السيارات عليها ، وبنظرة سريعه فحص المكان حوله ، ثم تراجع مائه متر وانبطح علي الارض ، ثم اعطي اشارة صوتيه لرفاقه عباره عن صفارة مميزة قطعت صمت الليل معلنا بأن الطريق امن.

تقدم الرجال كما اخبرهم طاهر في الطريق ، فأندفع ثلاث رجال ، اثنان منهم يحملون قواذف الار بي جي الي حافه الطريق واتخذوا مواقع للضرب بينما انهمك الثالث في تلغيم الطريق

اما طاهر ومعه معتز وجندي اخر ، فقد اتخذوا خطا لحمايه الرجال اثناء تلغيم الطريق في موقع يسمح لهم بالضرب في كلا الاتجاهين لو اقتضي الامر .

مرت دقائق والجندي يثبت اللغمين في وسط الطريق بدقه ومهارة ، ثم بدأ في اعاده الاسفلت والاتربه فوق الالغام لكي لا تلفت النظر ، وبينما العمل مازال جاريا ودقات قلب معتز تخفق بسرعه البرق من القلق ، وهو يمسك بمسدسه الشخصي ، سمع صفير من طاهر لرجاله ، فنظر لطاهر ثم للرجال ، فوجد ان تشكيل الرجال قد اختلف بسرعه وبدأ رجال الار بي جي في الارتداد بينما الجندي ، مازال بجوار اللغم ، لم يفهم معتز شيئا مما يحدث وتردد في ان يسأل ، فنظر تجاه طاهر فوجده ينظر شرقا ، فوجد اضواء خافته تأتي من بعيد ، فتساءل هل هي دبابات ، فرد طاهر بأنهم 3 سيارات جيب وسيارة نقل كبيرة

ثم صفر طاهر لرجاله ثلاث صفارات قصيرة وواحده طويله قطعت صوت الصمت المحيط بالمكان ، وعلي الفور اتخذ رجلين الار بي جي مواقعهم علي جانبي الطريق بمسافه واتخذوا وضع التصويب تجاه السيارات القادمه بينما انتهي الجندي من تجهيز الالغام علي عجل ، ولم يستطع ان يغطيهم تماما ، فظل احد الالغام ظاهرا علي سطح الطريق .

مرت ثوان هي كالدهر علي معتز وهو يراقب اقتراب السيارات ، وتساءل بصوت منخفض ، وهو يتهكم علي ما بيده من سلاح – المسدس ده هيعمل ايه في العربيات دي ؟ فتبسم طاهر من جمله معتز وتابع اقتراب السيارات .

ظهرت السيارات وهي تقترب من الطريق المرتفع وتتجهه بسرعتها تجاه الالغام ، نفذ الرجال تعليمات طاهر لهم ، فأمسك الرجال عن ضرب النار حتي اقتربت اكثر ، واتضح ان سيارة النقل في اخر الرتل هي سيارة نقل وقود ، واقتربت السيارات اكثر واكثر .

وفي اللحظه والموعد المحدد لها ، انفجر اللغم الاول في السيارة الاولي ، فانفجرت بقوه وتناثر حطامها واشلاء من فيها علي جانبي الطريق ، وتوقف الرتل فجأه وكأنه اصطدم بجبل ، وبعد ثانيه كان صاروخا ينطلق من يسار الطريق ، وينفجر بشاحنه نقل الوقود في نهايه الرتل والتي كانت متأخرة بمسافه مائتي متر تقريبا ، صاحبه صاروخا اخر اخترق السيارة الجيب الثانيه وحولها الي كتله من النيران في ثوان .

لم يمض اكثر من عشر ثوان الا وكان موقع الكمين قد تحول الي كتله من النيران المشتعله في ارجاء السماء لدرجه ان احمد استطاع رؤيه تلك النيران بوضوح من موقعه فوق الجبل .

فور توقف الرتل واشتعال النيران في ثلاث سيارات من الخمس ، بدأ طاهر في اطلاق النيران المركزه علي السيارتين التاليتين في الترتيب ، بعد ان حوصرت بالنيران ولم يعد لها مكان تهرب منه ، فنزل من فيها الي جانبي الطريق وبدأوا في اطلاق النار بعشوائيه .

طبقا للمخطط فقد تحول قاذفي الاربيجيهات الي الضرب بالاسلحه الرشاشه للحفاظ علي الذخيرة ولتحقيق الهدف من الصواريخ ، ودار اشتباك بين الجنود الاسرائيليين حول سيارتهم المشتعله وبين جنود الصاعقه .

كان موقف جنود الصاعقه اكثر تميزا ، فهم في مواقع افضل والليل يحميهم ، اما الجنود لااسرائيليين فقد كانوا في العراء وسط النيران ولا يستطيعون ان يتحركوا .

أمر طاهر الجندي الذي معه بأطلاق دفعات مركزه تجاه الجانب الايسر من السيارات ، وتقدم طاهر بجرأه تجاه جنديين اسرائيليين الذين احتموا بجانب الطريق ووجهوا نيرانهم تجاه جندي الار بي جي علي الناحيه الاخري من الطريق، فانقض عليهم طاهر كالاسد بصورة أدهشت معتز وجعلته يتناسي ما حوله من احداث ويركز نظره علي طاهر، الذي قتل الجنديين فورا بدفعه مركزه واحتل مكانهم موجها نيرانه لاخر جنديين علي الجانب الاخر من الطريق .

لم يستطع معتز ان يتمالك نفسه فجري الي حيث تحصن طاهر ، وامسك برشاش عوزي اسرائيلي ملقي بجوار جثه احد الجنود وبدأ يطلق نيرانه تجاه الجنود بصورة مركزة اعجبت طاهر وجنوده ، وبعد دقيقتين صمت التراشق النيراني ، فالجنود الاسرائيليين لا يردوا علي النيران فهل قتلوا ام نفذت ذخيرتهم ؟

صاح طاهر بالعبريه بجمله لم يفهمها معتز ، وكررها طاهر وسط صوت النيران المشتعله في السيارات جميعها ، وعندما لم يأت رد عليه ، صاح بالعربيه (( طهروا الطريق )) فتقدم جنوده من جانبي الطريق محتمين بالحطام ، حتي وجدوا جثتي ضابط اسرائيلي برتبه ميجور وبجوارها جثه جندي اخر ، وعندما تأكد طاهر من عدم وجود احياء أمر جنوده بجمع الاسلحه والذخائر ومغادرة المكان فورا .

تابع احمد من موقعه اعلي الجبل تلك المعركه القصيرة عبر الاضواء التي يستطيع ان يراها بنظراته المكبرة ، وعندما خمدت الاضواء وظل فقط ضوء الحرائق ، ادرك ان المعركه انتهت فتمني ان يعود رجاله جميعهم بالسلامه .

ومع ظهور تباشير صباح السابع من اكتوبر ، بدأ ضوء الشمس في غمر سماء الكهف والرجال علي اتم استعداد لتنفيذ اي مهام بينما عين احمد لا تفارق الساعه وهو قلق علي طاهر وجنوده ، وبعد دقائق سمع اشارة تعارف من احد جنود المراقبه

فوجد طاهر عائدا وملابسه ملطخه بالدماء وهو يبتسم ، يبينما خلفه معتز حاملا رشاشين اسرائيليين ، ومن خلفهم بقيه الجنود فتنفس احمد الصعداء من عوده الجنود جميعهم سالمين .

وخرج كل الجنود من المغارة مرحبين مهللين بالجنود المنتصرين السالمين ، وحملوا عنهم اسلحتهم وذخيرتهم لمساعدتهم في الراحه ، ودلف الرجال جميعا الي داخل الكهف بينما ظل جندي في الخارج للمراقبه .

- سبع ولا ضبع ؟   فتح احمد الحوار

- سبع يا فندم ، عربه وقود فيها 2 عساكر و3 عربيات جيب فيهم ميجور و5 عساكر

- تسلم ايدك يا وحش ( ثم استدار لجنوده ) تسلم ايديكم كلكم ، دلوقت ريحوا شويه عشان الشغل هيبدأ مع اخر ضوء بعد الفطار .

مر اليوم علي الرجال حارا ، لم يقطعه سوي مرور طائرتين سوخوي 7 مصريه تجاه الشرق ، وعودتهم بعدها بقليل تجاه الغرب عائدتين بعد تنفيذ المهمه مما رفع من معنويات الرجال، وطوال الوقت كان احمد متابعا التحركات الاسرائيليه علي الطريق الاوسط وما صاحب ذلك من سحابه من الدخان الكثيف ، فتوقع احمد انها فرقه شارون المدرعه تتحرك علي الطريق للوصول الي الجبهه ، وبما انه لا قبل له بعرقله تقدم هذه الفرقه المدرعه فيجب عليه ان يستغل رجاله افضل استغلال في العبث في مؤخرة تلك الفرقه لكي يسبب ضررا لهم لا يقل عن قتاله المتلاحم معهم .

قرب المغرب بقليل استأذن احد الجنود من احمد للخروج لاحضار طعاما للافطار فوافق احمد ، ومع مغرب الشمس عاد الجندي متهللا ، واخرج من كيسا عددا من الثعابين الميته وارنبا بريا مقتولا، مما جعل الجنود يهللون فرحا وطربا بما احضره وسط دهشه كبيرة من معتز الجمت لسانه ، وعلي الفور بدأ الرجال في التعامل مع الارنب البري الذي تم تقسيمه علي احمد وطاهر وعدد من الجنود بينما تم تقسيم الثعابين علي بقيه الجنود وسط انطلاق الدعابات المرحه بينهم .

وجد احمد ان معتز لم يقترب من اي من الطعام الذي يتم تقسيمه ، فأخرج علبه طعام محفوظ وناولها له وهو يداعبه

- سمعت انك كنت امبارح وحش في الكمين ، يبقي لازم تتعود علي اكلنا، كمان لاننا مع الوقت علب الاكل هتخلص ومش هتلاقي حاجه تاكلها .

تبسم معتز وهو يتساءل كيف يتحملون ان يأكلوا الارنب البري بدمائه وشحمه ، كيف تطاوعهم انفسهم علي اكل الثعابين ؟

فرد عليه احمد بأنهم افراد صاعقه وواجبهم الاساسي هو العمل خلف خطوط العدو مما يحتم عليهم ان يأكلوا أي شئ يصل الي يديهم من طعام حتي لو كانت كائنات مقززة للبعض ، لكنهم يجب ان يتعايشوا مع الوضع ويتكيفوا عليه بسرعه لكي يقوموا بعملهم ، فتساءل معتز عن الماء ؟ فرد عليه احمد بان عليهم الاقتصاد في المياه حتي يجدوا مصدرا للماء وان لم يجدوا فعليهم الاعتماد علي الصبار البري لعصرة وشرب ما به ، او البول كبديل اخير ، فأشمئز معتز جدا مما دفع الجنود للابتسام .

هبط الليل علي الرجال سريعا ، وحان وقت العمل ، فانطلقت دوريه اخري لكن هذه المرة يقودها احمد ومعه سته من الجنود المسلحين ، وكان الهدف هذه المرة هو ( ل 9 ) مخزن الوقود الذي يبعد ثلاثون كيلو مترا عن موقعهم

بينما اتجه طاهر بمجموعه اخري من الجنود بهدف استطلاع مطار تمادا المعادي وبيان مدي امكانيه الاغارة عليه ، وظل معتز في المغارة ومعه عدد بسيط من الجنود لحمايه الموقع منهم رجلين جماعه الصواريخ فهد ورجل صواريخ الحيه المضاده للطائرات .

قدر احمد ان الثلاثون كيلو مترا يستطيع ان يقطعها مع رجاله في زمن اقل من الاربع ساعات من العدو المتواصل ، فدفع جنديين امامه بمسافه لكي يكونوا مجموعه استطلاع له ولبقيه الجنود الاربعه الباقيين ، وفور هبوطه من حافه الجبل ترك الرجال العنان لاقدامهم في الجري تجاه الشرق .

بينما قاد طاهر مجموعته الاخري في سباق اخر تجاه الغرب لكي يصلوا قبل الفجر الي مطار تمادا الذي يبعد ستون كيلو من مكان معسكرهم .

قرب منتصف الليل وصل احمد ومجموعته الي طريق فرعي رملي ، وعاده ما تكون الطرق هدفا لدوريات العدو ، فتقدم احمد من الطريق ببطء وما ان تأكد من خلو الطريق من اي عقبات او اعداء ، فقد واصل ركضه ومن خلفه الرجال تجاه الشرق ، وبعد 5 كيلو مترات من الطريق ، اشار احمد لرجاله بالتوقف ، فأخذ الجميع تشكيلا قتاليا دائريا يتوسطه احمد الذي بدأ في مراجعه الخريطه فوجد انه في المسار المطلوب ، ونظر لوجوه الرجال للحظات فوجد ان الاعين في تركيز تام خلف الطلاء الاسود للوجه ، فزادت ثقته في رجاله وفي تركيزهم واستعدادهم للعمل القتالي رغم مسافه الجري الكبيرة .

بعد خمس دقائق من الراحه ، استكمل احمد الجزء الاخير من الطريق ،فطبقا لحساباته لا يفصله عن مخزن الوقود سوي 5 كيلو مترات فقط ، وطبقا لتقارير الاستطلاع والمخابرات ، فأن المعسكر يقع في قاع وادي تحوطه ثلاث جبال ، مما يجعل من الصعب ضربه بالطيران ، وايضا توهم الاسرائيليون ان المسافه بين المخزن والقناه امنه تماما من هجمات الصاعقه رغم ان عناصر الصاعقه استطلعت سرا هذا المخزن ووضعته في قائمه الاهداف البديله في عمق العدو .

وصل احمد ورفاقه الي تل عال محاط بأسلاك شائكه ، فأتخذ الرجال وضع الاستعداد بينما قام احد الجنود بقص ممر في السلك الشائك دخل منه الرجال زحفا حتي وصلوا الي مكان مشرف علي المعسكر الكبير .

كان معسكرا كبيرا ومخصصا لنقل الوقود من المعسكر الي دبابات فرقه شارون بالقرب من القناه ، ونظرا لاهميته فقط تم احاطته بعدد من الاسلاك الشائكه وابراج المراقبه والدوريات المستمرة من الجنود ، بينما تراصت المئات من براميل البنزين الجاهزة للنقل الي الجبهه

نظر احمد في ساعته ووجد ان الساعه تعدت العاشرة مساءا ببضع دقائق ، فقد وصل في الزمن الذي قدره قبل تحركه ، فأمر رجاله بالانتشار وتحت التل في الامان ، بينما ظل هو يراقب نشاط العدو وحركه العربات به ، فقد كان هدفا يسيل له اللعاب وتدميره يجعل العدو يعاني بشده من نقص حاد في الوقود من الممكن ان يضعف حركته ضد قواتنا في الجبهه ، وهنا كان قرار احمد .

قرر احمد ان الهدف من الاهميه بحيث لا يجب ان يترك سليما ، فالهدف يجب تدميرة بأي حال من الاحوال واستمر علي مراقبته للموقع ، ورغم معرفته ان المراقبه لساعه ليست كافيه لمعرفه نمط حركه الجنود والدوريات ،

الا انه قرار الهجوم قد اصبح مؤكدا في عقله ، ولا يجب التراجع عنه بأي حال ، فالفرصه ربما لا تتكرر مرة اخري ، وربما لايعطيه الله عمرا كافيا للعوده مره اخري الي هذه النقطه .

وجد احمد ان مهاجمه المعسكر بالصواريخ الار بي جي لن تؤدي المطلوب ، وربما لا تستطيع الصواريخ اختراق نطاقات الاسلاك الشائكه وربما انفجرت بعيدا عن هدفها وتفشل المهمه ، أيضا رصد مبني اخر خارج المعسكر وخارجه عربتين مدرعتين فقدر ان بهذا المبني عشرون جنديا علي الاقل .

وبعد لحظات تفكير عميق وسط صوت الرياح الهادئه وجلبه العربات بالمعسكر ، عاد احمد الي جنوده اسفل التل واخذ يشرح لهم خطته

- هنعمل هجوم صامت يا رجاله بعسكري واحد بس ، عرفه هتزحف داخل الاسلاك الشايكه وتزرع قنبله زمنيه وترجع ، واحنا هنحميه من نقط حول التل ، لو انكشف هنفتح النار علي المعسكر كله ، وخذوا بالكم ان فيه عربيتين مدرعتين جنب المبني اللي علي الشمال عند باب المعسكر ، العربيتين دول لهم اولويه في الضرب بالار بي جي ، جهزوا نفسكم ، وانت يا عرفه جهز قنبله تقيله وخذ سلاحك الشخصي وقصافه وسيب الباقي هنا .

بدأ الرجال في الحركه سريعا ، وبدأ عرفه في تجهيز قنبله شديده الانفجار ، بينما اتخذ رجلين من حمله الصواريخ مواقعهم

قرب منحدر رملي مناسب لضرب العربات المدرعه فور تحركها ، وجهز كل منهم صاروخين بجوارة غير الثالث الذي في القاذف .

اتخذ احمد موقع مناسب لفتح النيران في حاله الحاجه لدعم عرفه ، وبجوارة بمسافه جنديين اخرين، وبدأ عرفه في الزحف .

زحف نازلا المنحدر وعينيه تراقبان كشافات الاضاءه حول المعسكر ، فالكشافات تمر في مسار روتيني ويمكن التحرك خلال الثغرات التي لا تكشفها الكشافات .

ووضع الحقيبه القماشيه وبها القنبله علي ظهرة وزحف نازلا التل ، ويديه ممسكه علي سلاحه وعينيه تمسح الطريق امامه ، وضع حجرا كبيرا أمامه كهدف يصل اليه قبل ان يخطو خطوته الثانيه .

وصل خلف الحجر وتمركز خلفه وبدأ في حساب زمن تحرك جندي الحراسه ، لوهله طافت ذكري عبورة القناه في احد ليال حرب الاستنزاف ، وكانت مهمته وسط مجموعه من خمس رجال لاسر جندي اسرائيلي ، وكيف انه ظل في حفرة لمده اثني عشر ساعه مع رفاقه حتي تنفيذ المهمه .

تنبه عرفه الي الوقت وادرك ان الجندي يأخذ 5 دقائق في كل جوله حتي يعود لنفس النقطه وهي نقطه ضعف تدل علي الاهمال وتراخي العدو ، او عدم توقع العدو وجود قوات صاعقه في الجوار.

مرت دقائق من الترقب واحمد يتابع عرفه في تحركه وثباته ، وبعد ثوان وجده يتقدم تجاه السلك الشائك وبدأ في تقطيع النطاق الاول من ثلاث نطاقات يجب تقطيعها ، فكر احمد في ان الوقت لن يكون كافيا وهم ان يتحرك خلف عرفه ، لكنه يعرف ان عرفه من الرجال المدربين جيدا ولديه خبرة كافيه لتقييم الموقف والتصرف علي اساسه ، فانتظر ليري ما الذي سيقوم به ، وبعد ان تخلص عرفه من قطع ثغرة في النطاق الثالث ، عاد الي خلف الحجر واحتمي به ، وفي نفس الوقت ظهر الجندي الاسرائيلي قادما في سيرة تجاه عرفه ، ثم استدار في طريقه بين المئات من براميل البنزين ، في تلك اللحظه اندفع عرفه راكضا وسط ثغرات الاسلاك الشائكه كالفهد وانقض علي الجندي الاسرائيلي وطعنه طعنه في جانبه وباليد الاخري كتم انفاسه .

قاوم الجندي الاسرائيلي لفترة ودار قتال متلاحم ختمه عرفه بطعنه اخري في قلب الجندي فارق علي اثرها روحه الي جهنم رأسا ، وعلي الفور ترك جثته ووضع خنجرة في جرابه وبدأ في التعامل مع القنبلته ، فوضعها بين عدد من البراميل المتراصه ، وضبط المؤقت علي زمن نصف ساعه ، وهو زمن كاف للابتعاد ، وقاربت مهمته علي الانتهاء.

في تلك اللحظه ظهر جندي اخر يبحث عن زميله الذي تأخر عن مرورة ، وفور رؤيه زميله مقتولا وعلي بعد امتار منه عرفه يضع قنبلته ، فقد صاح بأعلي صوت طالبا النجده وهو يعد سلاحه للضرب ، الا ان صوته تحشرج وسكت علي اثر دفعه مركزة من احمد اخترقت صدرة ووجهه .

تحول المعسكر فجأه الي خليه نحل وبدأت الحركه تدب في كل ركن فيه وظهرت كشافات اضاءه اضافيه وتحول ليل المعسكر الي نهار ، في تلك اللحظه بدأ جنود الار بي جي في التعامل مع العربات المدرعه ، فأصبوا واحده والصاروخ الثاني تعثر في الاسلاك وانفجر بها .

أدرك عرفه انه لا وقت كاف للتفجير ، فعاد الي القنبله وغير المؤقت الي 5 دقائق فقط ، وامسك بسلاحه عائدا الي احمد ، بينما احمد وجنوده يطلقون النار لحمايته .

وفور خروجه من نطاق الاسلاك الشائكه وبدأ صعوده التل ، عاجلته دفعه رشاش من فوق احد الابراج ، فأصابته اصابات بالغه .

وقع عرفه علي الارض وبينه وبين احمد حوالي المائه متر تقريبا ، حاول احمد التقدم الا ان الرشاشات المتوسطه بالابراج كانت ذات مدي يغطي موقع احمد بينما لا يستطيع هو ان يصيبها ، ونظر الي جنوده فوجدهم كلهم مشتبكين مع العدو الذي افاق من الصدمه سريعا وبدأ في رد النيران سريعا .

بدأت الاصوات والاضواء تخف حول عرفه وادرك انه سيلاقي ربه في لحظات ، فتلي الشهاده وهو يشير الي احمد بيده ، بان يهرب ، فهم احمد الاشارة عندما رأي عرفه يخرج قنبله يدويه من جيب الافرول وينزع تيله الامان منها .

صاح احمد بأعلي صوت (( كله ياخذ ساتر)) والقي عرفه قنبلته فانفجرت فوق احد براميل البنزين ، وبدأت النيران تشتعل في صف البراميل ، وكأخر شئ يراه تبسم عرفه عندما رأي الحريق يبدأ في المخزن وانه لا سبيل لوقف النيران الان

وفجأه انفجر صف البراميل معلنا بدء تدمير المخزن ومذيبا لجسد عرفه من قوة الحرارة ، اطاحت الموجه الانفجاريه بأحمد وفريقه من اماكنهم رغم ان مسافتهم ليست قريبه ، الا ان انفجار الوقود كان كبيرا جيدا جدا ، فتدحرج الرجال من فوق التل لمسافه وسط الشظايا المشتعله المتطايرة من كل اتجاه .

قامت التلال المحيطه بمخزن الوقود بدور حائط الصد لاحمد ورجاله من قوة الانفجار ، فنجوا من الانفجار بأعجوبه بينما

بدأت الامطار الناريه تسقط علي احمد ورفاقه ولم يكن امامهم الا الركض بعيدا ، فلتك الامطار لن تتوقف الا بعد ايام ، فالانفجارات تتوالي والشظايا تطير الي السماء وتسقط علي مسافات كبيرة حولهم ، فركض الرجال كما تدربوا في اتجاه العوده ، وبأقصي سرعه وبدأوا يتجمعون في مجموعه واحده مرة اخري ، تاركين النار تتصاعد الي السماء خلفهم والانفجارات تتوالي بلا توقف .

احس احمد بالدفئ علي ذرعه الايمن فوجد ان ذراعه تنزف بغزارة ، فلم يبال بالنزيف وواصل الركض مع رفاقه حتي وصلوا الي احد التباب وبعد ان مروا بها ، توقف احمد وطلب من احد الجنود ان يربط رباط طبي علي ذراعه بسرعه

فور توقف احمد انتشر الجنود حوله في دائرة قتال ، وهم يرصدون اي حركه ، بينما تكفل احد الجنود بلف رباط طبي فوق الذراع والكتف المصاب لوقف النزيف ، وبعد ثوان من الراحه واصل الرجال الركض عائدين .

كان الانفجارات قويه بدرجه ان صوتها تردد صداها في وسط الصحراء ليسمعها معتز علي مسافه ثلاثين كيلو متر ، ومن مكانه فوق الجبل كان الافق مشتعل ، فدعي الله ان ينجي الرجال .

اما طاهر ، فقد سمع الانفجار رغم ان المسافه تزيد علي الخمسين كيلو من مكانه الا انه سمع الصوت من بعيد ، فتبسم وهو يركض وسط رجاله واخبرهم ان القومندان عملها وولع في المخزن ، مما زادهم اصرارا علي تنفيذ المهمه .

قرب منتصف الليل وصل طاهر الي فوق تبه صخريه ومن بعيد لمح اضواء وحركه وجلبه فأستتر ببعض الصخور وانتشر رجاله في تشكيل قتال ، وبدأ في الزحف تجاه نقطه يستطيع معها مراقبه ما يحدث .

رصد عددا من الدبابات الاسرائيليه تتحرك تجاه الغرب ، بينما تربض عدد من العربات المدرعه علي جانبي الطريق لتأمين تحرك الدبابات .

فكر طاهر ولمس تغير في أسلوب تحرك الاسرائيليين ، فقد بدأوا يحمون اجناب الطريق بقوات مشاه محموله علي عربات مدرعه ، فلابد ان قوات الصاعقه قد سببت لهم رعبا منذ الامس مما دعاهم الي وضع تأمين اكثر للطرق .

أستكمل طريقه محتمي ببعض التباب وبعيدا عن الطريق حتي وصل الي منطقه بالقرب من مطار تمادا حيث استطاع رصد حركه عربات كثيرة في المنطقه وهبوط واقلاع طائرات هليكوبتر كثيرة ، فقدر ان العدو يستخدم تلك الطائرات لاخلاء الجرحي من ارض المعركه او توصيل دخائر او القاده للخطوط الاماميه .

كان احمد قد درس المنطقه علي الطبيعه من فترة طويله عبر دوريات عبور وصور استطلاع جوي كثيرة لذلك فقد اختار لطاهر مكانا مناسبا للرصد والاحتماء ، لكن احمد ايضا اعطاه الحريه في تقدير الموقف والتعامل معه .

فقدر ان معه كميه معقوله من الاسلحه التي تصلح لتشتيت مجهودات العدو ، وعلي ذلك قرر ان تكون عمليه الاستطلاع التي يقوم بها عمليه استطلاع بالقوة، اي ينفذ المطلوب منه في استطلاع موقع العدو ويشتبك معه ايضا .

حلل طاهر الموقف ودرس خريطته جيدا ، بينما رجاله يتناولون وجبه سريعا لامدادهم بالطاقه ، ثم قرر العوده الي الطريق الاوسط ورغم ازدحامه الا انه سيتعامل مع اي اهداف بهدف تعطيل المرور علي الطريق .

ثم عدل طاهر بعد قليل عن خطته فهذه الخطه تضعه تحت طائله قوات العدو المتوفقه عليه ، ولم يستطيع ان يهرب من ضرباتهم ، فالعائد من وراء العلميه لا يقارن بخسارة رجاله في معركه خاسرة .

فوقع في حيرة ، فقوات العدو بالقرب منه تجعله يحس بالغيظ الشديد ، وهو يريد الاشتباك معها بأي شكل كان ، لكن قوة نيرانه تجعله عاجزا ان يقوم بشئ حيوي ، فتباحث مع رجاله قليلا كعادته ، وتوصلوا الي استكمال استطلاع المطار والمغادره قبل اول ضوء بوقت كاف وان يعودوا الي المعسكر ويجهزوا لهجوم قوي مستغلين عناصر صواريخ فهد

الاطول مدي من صواريخ الار بي جي ، وفي نفس الوقت يتم استغلال طريق العوده بحيث يكون قريبا من الطريق لامكان التعامل مع اي هدف سهل او اعاده تلغيم الطريق .

احس طاهر بعدم الرضا عن هذا الاتفاق لانه يريد الاشتباك وقتل اكبر عدد منهم ، لكنه في نفس الوقت وجد ان كلام جنوده الخبراء اكثر منطقيه من امانيه ، فامرهم بالاستتار ورصد المطار جيدا لمده ساعه وتحديد الاماكن المحتمل التعامل معها

----------------------------------------

استمر احمد في الركض مع رجاله حتي ظهرت حافه الجبل الذي يعلوه معسكرهم ، فأحس بالراحه من وصولهم في وقت قياسي في العوده ، فهل هي الرغبه في الامان ، ام الاحساس بالنشوة بالانتصار هي التي دفعتهم بالركض اسرع في طريق العوده ، ام انه احساس كاذب بالزمن مثل نسبيه اينشتاين اللعينه التي لا تريد مفارقه عقله منذ علم بموعد الحرب .

وبينما قدميه تطلقان عنانهما للريح مع جنوده ، سمع صفيرا مميزا ، فأعطي اشارة لجنوده وانبطح الجميع ارضا .

مرت ثوان من الصمت والترقب ، قطعها احمد بصافرة ذات لحن مميز ، وبعد ثوان من الصمت صاح احمد

- نصر      وعلي الفور جاءه الرد من الظلام

- موسي

فقام احمد من مكانه وقام رجاله من حوله وهم متخذين اوضاع قتال تحسبا لهولاء الذين في الظلام ، فرغم التأمين بلحن الصافرة و بكلمه سر الليل الا ان احتمال ان يكون كمين من العدو قائما ، فوضع احمد رجلين من رجاله علي الارض في وضع التصويب الدائم لحمايه ظهره .

تحركت خمسه اشباح من بين الظلام ومن خلفهم اشباح لمربعات سوداء علي الارض ، فتقدم احمد بحذر فأذا هو الجرجاوي وجماعته وقد عادوا من رحله الامداد ، والمربعات السوداء في الظلام ما هي الا صناديق الذخيرة والتعيينات التي حملها الرجال من مخزن الذخيرة الذي وجدوه .

تقابل الجميع في سعاده باللقاء الغير متوقع ، وبدأوا يصعدون الجبل وقد تقاسم الجميع حمل الصناديق الثقيله ، وبعد فترة اختفت تلك الاشباح السوداء وسط صخور الجبال

----------------------------------------------------------

انتهي طاهر من استطلاع المطار ودون ملاحظاته وكذلك رسم كروكي للمطار وابرز المعالم داخله واهم الاهداف الحيويه به ثم طلب من رجاله مغادره المكان ، وبعد دقائق كان الرجال في طريق عودتهم الي المعسكر عبر طريق مختلف قريب من الطريق الاسفلتي ، لاستهداف اي هدف مغري .

وبعد فترة من الركض المتواصل ، امرهم طاهر بالتوقف بجوار احد التباب ، فقد رصد تحرك عدد من المدرعات والدبابات الي داخل الصحراء وهو ما كان غريبا ، فلماذا تتحرك الدبابات والعربات المدرعه تجاه الجنوب بعيدا عن الطريق الاسفلتي ، بينما يجب عليها ان تسرع تجاه الغرب حيث الجبهه ، وخلف احد التباب اختفت تلك الدبابات ، وسكت صوتها الذي كان مسموعا صداه وسط الجبال .

رغم ان الظلام اخفي اتجاه دبابات العدو ، الا ان طاهر قد احس باحساس الذئب الذي يقترب من كمين ، فهو احساس نما داخله خلال عملياته وخبرته التي ثقلها بالدم .

فطلب من رجاله الانتشار في تشكيل قتال ودفع احد جنوده للامام لاستطلاع الطريق ، فهو الان امام حدي السكين

لو ظل مكانه لاشرقت الشمس بعد ساعات وانكشف موقعه ، ولو تحرك لوقع في يد قوات العدو التي لا يعلم مكانها لكنه موقن انها في مكان ما تنتظرة ، فهل تم رصده ؟ هل تم افتقاء اثارهم ؟ اسئله كثيرة مرت في عقله بدون اجابات

انه لا يبعد الان عن الطريق سوي خمسمائه متر تقريبا ووسط الظلام لا يمكن لاي عربه او دبابه مارة علي الطريق ان ترصدهم وهم بالصحراء لشده الظلام ، وكان اشد ما يقلقه هو موت الحركه علي الطريق رغم انه كان يعج بالحركه من عده ساعات ، فنما قلق كبير داخله

بعد نصف ساعه عاد اليه جندي الاستطلاع واخبره بأن هناك عطل لاحد الدبابات علي الطريق علي مسافه خمسه كيلو مترات

وان دبابه انقاذ تحاول أزاحه الدبابه من علي الطريق لكن الطريق ضيق ولا يسمح لها بالحركه ، وان خلف الطريق هناك حوالي عشرون دبابه وعربه مجنزرة وعدد من قطع المدفعيه

وعلي الفور وبخبرة الذئب أمر طاهر جنوده بتلغيم الطريق فورا ، وامرهم بوضع كل ما لديهم من الغام ومتفجرات علي مسافه طويله من الطريق مع ربطهم ببعض بواسطه اسلاك دقيقه ، وهو ما يعرف بتلغيم المنطقه .

نفذ الجنود الامر بسرعه البرق ، وعلي الفور تم وضع لغمين في الطريق وتم ربطهم بأسلاك تفجير متصله بعبوات علي جنابي الطريق شرق الطريق بمائتي واربعمائه متر لكي تنفجر بعد انفجار الالغام بثوان

وامرهم طاهر بعدم تضييع وقت في اخفاء المتفجرات ، فقد كان يعد لشيئا معينا في عقله .

وبعد انتهاء العمل طلب من جنوده خلع الخوذات ووضعها فوق عدد من التباب لكي يظهر ان هناك جنودا متحصنيين خلف تلك التباب لجذب انتباه العدو .

ثم امرهم بالركض تجاه الجنوب بعيدا عن الطريق ، وبكل ما اوتي من قوة ركض الرجال بعيدا عن الطريق ، مر كيلو متر وبعدها مر كيلو اخر وتلاه كيلو متر اخر ، وقبل ان يصلوا الي الكيلو الخامس دوت سلسله من الانفجارات تلاها طلقات رشاشات متوسطه وضح صوتها جليا علي تلك المسافه ، لكنه استمر في الركض السريع بلا توقف وما ان خفت اصوات الاشتباكات حتي بدأ في زياده سرعته وتجاوب معه الرجال ، وبعد فترة من الركض جنوبا وصل الي هيكل لعربه مصريه محترقه من مخلفات حرب يونيو 67 ، فطلب من جنوده الاحتماء بها قليلا فدلف الجنود تحتها في سرعه لالتقاط الانفاس ، ومن بين الانفاس المتتابعه ، نظر طاهر الي ساعته فوجد انه مر عليه 45 دقيقه قي الركض المستمر وقدر ان المسافه التي قطعها تصل الي سبعه كيلو مترات تقريبا ، وبدأ عقله في عمل حسابات ملاحيه دقيقه لمعرفه مكانه وهو يعرف في العلم العسكري    ( بفن تعيين المحل ) وبينما هو منهك في حساباته ، سمع صوت جنازير دبابات اسرائيليه بالقرب منه وبخبرة استطاع ان يعرف ان تلك الدبابات تتجه شمالا وسوف تمر بالقرب منهم قريبا ، وبالفعل بعد ثوان مرت خمس دبابات باتون امريكيه الصنع في سرعه عاليه وهي تنطلق تجاه الطريق الاسفلتي ، وبعدها بدقيقه تبعتها عربتين نصف جنزير

- ولاد الكلب كانوا عاملين لنا كمين في طريق عودتنا       غمغم طاهر بينه وبين نفسه

ورد عليه احد الجنود - يبقي جابوا قصاصين اثر ، وتابعوا حركتنا واحنا رايجين المطار !!! الحل ايه يا قومندان

فكر طاهر قليلا ، ثم امر رجاله بالتحرك في طريق العوده ، وهو يحاول ان يخفي اثار اقدامه بالسير علي صخور كلما امكن له ذلك

-------------------------------------------------------------

اشرقت شمس الثامن من اكتوبر علي الرجال في المغارة ، وقد ارتفعت روحهم المعنويه بعوده طاهر ورجاله سالمين بعد الفجر بقليل ، ورغم النجاحات الا ان احمد كان قلقا من كثافه طائرات الهليكوبتر المعاديه في سماء المنطقه ، فهو امر طبيعي ان تبحث عن الطائرات الاسرائيليه لكنها كانت بكثافه عاليه من الممكن ان تحد من حركتهم ، وزاد من قلقه هو الكمين الذي تم نصبه لمجموعه طاهر ، وبعد ان استمع الي شرح من طاهر لنتائج عمليه الاستطلاع ، بدأ احمد في اعطاءه صورة عن الموقف

- امبارح رجعت دوريه التموين ، وجابوا لنا حوالي 3000 طلقه رشاش ، و8 صواريخ ار بي جي ، و4 صواريخ فهد ، وصندوق قنابل يدويه ، 12 عبوة متفجرة بالمؤقتات بتاعتها وتعيين اسبوع تقريبا .

- ده مدد حلو اوي يا فندم ، كده عندنا امكانيه عمل عمليات كتير بدون خوف من نفاذ الذخيرة، امبارح اضطريت استعمل كل اللي معانا من متفجرات في الدوريه عشان اجذب انتباه اليهود لمكان بعيد عننا عشان نقدر نرجع

غير احمد الموضوع بحده وهو ينظر لاعين طاهر بحده

- دلوقت يا طاهر انا عايز خروف او معزة

دهش معتز وهو يستمع الي جمله احمد الغير مرتبطه بالموضوع ، ودهش اكتر من تجاوب طاهر معه في الحوار وموافقته علي ما قاله احمد بدون استفتسار ، ثم استكمل احمد موجها حديثه لطاهر

- امبارح لقطنا اشارة من القياده بتنادي علي عبد المجيد، لكن محدش رد

- يكونوا استشهدوا ؟

- احتمال وارد او ان جهازهم فيه شئ ، النهارده لازم نحاول نعمل اتصال مع القياده

- تمام يافندم ، وكمان عايزين نخطط لعمليه كبيرة زي بتاعت امبارح بتاعت سيادتك ، المخزن لسه مولع لحد دلوقت

- اه عرفه كان بطل امبارح وعمل العمليه دي ببطوله ملهاش مثيل الولد ده بطل بجد ، لازم يتعمل له تمثال

- طيب وسيادتك بتفكر في ايه بخصوص العمليه اللي جايه ؟

لمعت عين احمد وظهر بها بريق خاص وهو يقول

- عايزين نقفل لهم الطريق تاني ، بس المرة دي لمده اطول

- شكلها كده عمليه كبيرة يا فندم

لمعت عيني احمد - بالضبط كده ، عشان كده خلي الرجاله ترتاح الصبح وقبل المغرب نبدأ التنفيذ

انزوي احمد في ركن من المغارة واخذ يدرس الخريطه التي معه بناء علي المستجدات التي حدثت وتقارير الاستطلاع مستغلا شعاع الشمس الصغير الداخل من باب المغارة ، بينما رقد طاهر للنوم قليلا مشاركا عدد من جنوده ، بينما ظل اربع جنود في موقعين خارجيين كنقط مراقبه وحراسه .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech