Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الحرب والحب – رحله حياه- الجزء الثالث والاخير

الكاتب – المقاتل سامي أبو أحمد – روايات من أرض المعركه  
إلي شهداء الحياة وإلي زينب رحمها الله
كتبت ما كتبت ربما ليسجل التاريخ ما إعتاد أن يهمله... سيرة شهداء فارقوا ولم يعرفهم أحد ولم يمنوا بحياتهم علي أحد ولم يعرفهم أحد... وهبوا حياتهم ببساطة فداء حبات رمال غالية...
إلي الشهيد الذي إفتداني بصدره الصول عبد العزيز محمد السيد
إلي الشهداء أبناء بورسعيد
محمد حمد قاسم إبن بورفؤاد
أحمد محمود حلبية إبن المنطقة الرابعة
يوسف محمد عوف إبن شارع البلديو وحارة العباني
أحمد أبو سليمة إبن حي العرب
الي الشهيد محمود إسماعيل شحاته الجملإبن البحيرة
الي الشهيد البطل جميل رضوان إبن المنوفية
الي الشهيد محمد سالم مصطفي إبن الشرقية
الي الشهيد فرغلي محسب علي إبن إلمنيا
الي الشهيد محمد أبو سليمة إبن نجع العجيب مركز أبو تشت محافظة قنا

وغيرهم أحياء عند ربهم يرزقون أهدي دموع كتابي ...

خلال هذه الرحلة عرفت زينب رحمها الله كنت أطل عليها من خندقي وهي في أرض أبيها الزراعية أكلت من طهي يدها التي لم ألمسها إلا بعد 37 سنة مصافحا مرحبا بها في مكتبي ببورسعيد.

فارقني جميع من أحببت شهداء ورفاق السلاح وفارقتني زينب..

إليهم وإليها أهدي هذه الرحلة.

=================================

في الحرب تعلمت ما هو الحب



الحب وتأثيره علي من وقعوا في شباكه ولم تسطيع السنين أن تفك قيدهم
الحب نور في ظلمات الحياة .. وعذرا لي فلقد كانت السينما في عهدنا تعلمنا رومانسية الحب فرضعناه فكان ثدي حانيا فكانت سلوكيتنا وتعاملنا مع بعضنا البعض مثاليا لم نعشق للأنثي
إلا وجهها وروحها ولم نتطرق إلي جسدها الذي كنا نعتبره حد من حدود الله ممنوع حتي التفكير فيه..

أرجو منكم أن تعذروني في عشق الروح

الحب عندي أن أحب كل من ينتمي لمن أحب .. ولكل قصة حب عناصرها وعناصر قصة حبي كانت
حفر خنادق في جبهة قتال وإشتباكات مع عدو لم أخشي أن يصيبني ولكن كنت أخشي عليها وعلي عائلتها
فكنت أدعو الله كلما مرت من فوق رأسي قذائف العدو أن يبعدها عنها فلا يصيبها مكروه وكما يتمم القائد علي جنوده بعد كل إشتباك مع العدو كنت أتمم علي أهل القرية
عندما تطول فترة الإشتباكات ولا تستطيع عربة الطعام الوصول للموقع لكثافة النيران أري مندوب العمدة
يحمل الطعام الكثير لموقعي ولا ينسي الشاي والسجاير
هذه بعض العناصر الذي جعلتني أتعلق بهذه الأسرة أحبها وأزيد في مقدار الحب لحبيبة قصتي ..ماتت حبيبتي فذاد حبي لها وأنتظر لقاؤها .. شاهدت فيلم كل شيء هادئ في الجانب الغربي من الجبهة .. تعاطفت مع البطل حتي أنني بكيت عندما أصابته طلقة وهو يقرأ رسالة من حبيبته
فتذكرت حبيبتي

 

ما فائدتي


هكذا كان حال مدفع من طقم سرية مدفعية 37 م / ط أغار عليها طيران العدو في موجات متلاحقة فإستشهد الكثير وأصاب الكثير ولم يتبقي الا هذا المدفع ... أنزل الطقم الماسورة وعمل كمدفع رشاش أرضي... كنا نمثل للعدو الباب المغلق لدخوله السويس في منطقة جنيفة الظلطية بجوار مدق 12 .. جائت طائرة وألقت علينا منشورات لكي نستسلم وفيها نداء الي المقدم أحمد حماد لكي يضمن سلامة المتبقي من قواته .. عندما يأس العدو أرسل لنا طائرة هليوكبتر وفيها كوماندوز للقضاء علينا .. تعاملنا معها بالبنادق دون جدوي .. إرتفعت ماسورة المدفع ال م / ط وإشتبك مع الطائرة .. في الخلف توجد دبابة تو ونز م/ ط لم تستخدم سلاحها إتجهت الطائرة ناحيتها تلاحقها قذائف المدفع ال 37 م/ ط .. حقيقة أخرجت الدبابة طلقتان في اتجاه الطائرة .. هوت اطائرة مشتعلة وتناثرت الجثث حولنا .. جن جنون العدو وهجم علينا بقوات كبيرة وجاءت الأوامر بإخلاء المنطقة للتعامل بالمدفعية الثقيلة.. لا أدري من أسقطها ؟؟ المدفع المتبقي وظن أنه بلا فائدة أم الدبابة التي لم تخرج إلا هتان الطلقتان .. إذن فلكل سلاح فائدة حتي لو كان سونكي البندقية

 

قمت بعزل لواء اركان حرب الي رتبة صاغ



في منطقة الشلوفة جائت الأوامر في يوم 23 يوليو 67 بالسماح لقائد الكتيبة ورئيس العمليات بإرتداء البيجامة عند النوم... خدمتي في نقطة الملاحظة شنجي من 2 صباحا
. إستمعت لخطاب عبد الناصر مع كوب شاي و حجرين معسل بغموس .. الغموس لطش الدماغ وصعدت الي التبة لإستلام الخدمة ضربني هواء القناة وعلو التبة وجائت التهيؤات فقد رأيت جندي أمامي يدخن سيجارة في الظلام فظننت أنها طلقة إشارة من العدو ودون تفكير رفعت السماعة وطلبت رئيس العمليات الرائد عبد الوهاب راتب .. يافندم طلقة اشارة في إتجاه العدو .. قال استمر في المراقبة. بالطبع بلغ قائد الكتيبة .. لتكتمل الكوميديا يمر كلب علي لغم أرضي فينفجر اللغم فرفعت السماعة وقلت فيه ضرب يا فندم ... البيجامات اتخلعت ولبس الميدان وجري علي الخنادق وألووووووو ملاحظة اللواء فيه حاجة ؟؟ لا يا فندم .. ألوووووو ياملاحظة الفرقة .. لا يافندم ..الووووو يا ملاحظة الجيش .. الدنيا هس وسكون .. دخلت مكتب الساعة 3 صباحا ونظر القائد في عيني فعرف السبب ولكنه أكتفي ب168 ساعة حبس... تدور السنين وفي جلسة أصدقاء جاء لواء صديق باللبس المدني ومعه قائد المنطقة المركزية وقدمه لنا سيادة اللواء أركان حرب عبد الوهاب راتب .. رحب الجميع به وقلت له ممكن أرحب بالرائد عبد الوهاب راتب .. قال إنت بتعزلني ؟؟ قلت عفوا أنا برجعك لشبابك مع المقد حسين رضوان الله يرحمه ثم قصصت عليه الموقع والإشتباكات مع العدو وحكاية الجندي الإسرائيلي اللي قتلناه بخمسين قرش وقلت له هل تزكر يوم لبس البيجامة والسبب في خلعها .. قام اللواء ليحتضني ويقول كده أرضي بالعزل .. ها أنا أدخن الشيشة امام رئيس العمليات ولا أخشي شيئا.

 

الخبير الروسي أنطون


فجأة وجدنا بيننا رجل عجوز عرفنا أنه الخبير الروسي بالكتيبه.. وده هيبب إيه ؟؟ المهم مكث معانا المزكور دون أن ينطق بكلمة واحدة .. كنا نري سخرية قائد الكتيبة منه.. طبعا أنطون بياكل في ميس الضباط بلوشي ومشاء الله بيمسح اللي في الطبق.. هو كييف سجاير بس شحاتة يجري بعد الأكل علي الكانتين يشرب شاي علي حساب أي جندي واقف ثم يطلب سيجارة في سيجارة ثم يقول خراشو... سأل الجميع يعني إيه الخرا شو دي .. كنت واقف عند الكنتين وحضر أنطون شرب الشاي واخد سيجارة ونطق خراشو فرد عليه جندي فلاح وقال له خرا علي دماغك وعلي دماغ اللي خلفوك مقرف ابن كلب .. إنحني أنطون برأسه شاكرا مرددا خرا شو خراشو

 

هجوم العقارب


ليلة قمرية علي شاطئ البحيرات المرة منطقة كبريت .. منوط الخدمة عسكري صعيدي من الأقصر .. دخل علينا مفزوعا قوموا قوموا فيه عجارب خارجة من البحر وهتهجم علينا .. جريت مع اللي جروا فالحرص واجب وذهبت لرؤية العقارب فوجدتها كابوريا تعوم بجوار الشط.. طبعا نزلت بسرعة المياه وأخذت في إصطيادها بواسطة حربي البندقية (( الحربي هو سيخ لنظافة ماسورة البندقية )) الجميع ينظر بغرابة .. جمعت الكثير منها وفي الصباح أشعلت النار لطهي العقارب .. جسم الكابوريا مدرع وسمعت بعض الجنود يقول حتي لو بتتاكل عمرها ما هتستوي ... جلست وسطهم بعد إحضار العيش والطحينة والبصل الناشف وأخذت في الشرح وعندما أصل الي البطارخ ( كفيار الكابوريا ) أتوقف حتي ألتهمها
ثم أواصل الشرح مع توزيع اللحم عليهم ... نهاية الوليمة قلت عرفتوا يا جماعة الطريقة؟؟ رد واحد لسانه طويل دفعتي من أسوان عرفنا يا روح أمك نصطاد العجارب ونطبخها ونجيبك تاكلها.. ثم قال عشنا وشفنا ولاد بحري بيكلوا العجارب.. مع الأيام أصبح الصعايده مدمنين كل ما يخرج من البحر وخاصة العجارب والقواقع .. والله ربنا لم ينسانا في رزق البحر والبر والجو .. كنا نجلس بجوار بحيرة البجع قصدي ترعة السويس نشاهد البط والوز يعوم أمامنا ثم ننصرف ومعنا بعض منها حتي إنقرضت بفعل فاعل

 

 

أبطال من بلدنا


الشهيد يوسف محمد عوف
صاحب الساق المبتور وجدي محمود نحلة
تم تجنيدهما في أعقاب النكسة .. قمت بإستقبالهما وتونست بهما ... دون أن يدري أحد قاما بالتقدم لإمتحان الثانوية العامة فحصلا علي أجازة شهر نجحا في الإمتحان ولكنهما أظهرا الحزن الشديد لعدم الحصول علي مجموع عالي... لمدة 5 أعوام قاما بهذه اللعبة كل منهما حصل علي خمس شهادات ثانوية عامة بخلاف الشهادة الأصلية... في حرب أكتوبر حصل يوسف عوف علي أكبر شهادة فإستشهد في 22 أكتوبر 1973 بعد أن أعطي إحداثيات عن أهداف للعدو وحصل وجدي نحلة علي شهادة تفيد ببتر ساقه في المعركة في نفس اللحظة اللي إستشهد فيها يوسف... كان يوسف لاعب مميز في كرة القدم ينافسه دفعتي الشهيد محمود الجمل وكم من مره أدخل لأمنع تلاحمهما في مشاجرة اللعب فهذا بلدياتي وهذا دفعتي ولكني لم أستطيع أن أمنع تلاحمهما في حفرة واحدة

 

 

في يوليو 1972 تم تسريحنا في حركة تمويه من القيادة المصرية لتتوهم إسرائيل بأننا لن نحارب .. إستلمت عملي في الزقازيق لأعيش أعزب لأول في حياتي .. في غرفة مفروشة وحيدا أعتصر الزكريات ... جاء رمضان وبحثت عن مطعم اتناول فيه الإفطار فلم أجد فكل المطاعم مغلقة فهذا أول يوم .. وجدت مطعم وقال لا يوجد إلا الفول المدمس قلت له أي حاجة وتماسكت أمامه حتي ذهب وأحضر لي طبق الفول والعيش ... جلست وظهري للشارع حتي لا يراني أحد.. لم أتناول الإفطار فطبق الفول إمتلئ بدموع تجري كالنهر في صمت .. أشعلت سيجارتي وكما تماسكت قبل الإفطار تماسكت عند دفع الحساب .. أكملت البكاء وأنا أهيم في شوارع الزقازيق شبه الخالية... رمضان 1973 تم إستدعائي للحرب في الثالث من الشهر الكريم .. عدت للإفطار مع زملائي وكأنه عشاء المسيح الأخير مع الحواريون فقد إستشهد منهم الكثير في رمضان وقبل أن نتناول الإفطار معا

 

نفوس مريضة فمن أين يأتي النصر



حظنا السيئ أن زماننا لم تكن هناك أداة تصوير وإن وجدت فممنوع الإستعمال حتي لا تتهم بالجاسوسية... أقص عليكم من زاكرة يهاجمها زهايمر تقدم السن ولكنها محفورة في العقل ولها أرشيف في القلب يحتفظ بالأشخاص فأنا كمراسل حربي لم يملك في لحظة الأحداث كاميرا ولا ورقة وقلم يسجل بها الأحداث كما أنني غير ضليع بعلوم النحو والقواعد فتارة أرفع المفعول به وأنصب علي كل الحروف...
كنا في سيناء في منطقة التمد لا نعلم عما يجري في مصر إلا من خلال جرائد تأتي في اليوم الثاني مع عربة الطعام من السويس ... فجأة سمعنا برفع درجة الإستعداد ويجب التحرك بسرعة علي منطقة الكونتلا فقد تركها البوليس الدولي وهي متاخمة للحدود مع العدو... بدون ماء ولا طعام تم حشرنا في العربات .. كان معي كيس طرشي شربت الماء اللي في الكيس وأكلت الطرشي.. وتحركنا ورأيت الدبابات معطلة لطول المشوار ... مررنا علي بئر الماء

فرفض الضابط نزولنا لنشرب أو نملئ جراكن فارغة ... يوجد لون أسود في السماء كأنه سحاب ظننت أن المطر سينزل علينا ثم جائت رياح عاتية برمال رهيبه لتزيد حدة العطش وعدم الرؤية لا يوجد مطر .. توقفنا عن السير وجائت عربة إسعاف اللواء بجوارنا ومعها عربة زيل كبيرة محملة بجراكن الماء... هرولنا الي الي الطبيب نشكوا العطش الشديد .. شتمنا وقال هذه الجراكن للطوارئ ... جاء ضابط إستطلاع اللواء وإسمه أسامه... أهلا يادكتور.. أهلا اسامه أأمرني .. عطشان يادكنور .. يا ولد هات زمزمية لحضرة الضابط... زمزمية إيه أنا عاوز القلة بتاعتك .. إتفضل .. رفع الضابط أسامه القلة علي فمه وسمعنا صوت الماء ينزل الي جوفه ونحن نكاد نموت من العطش .. والله العظيم لم أدري بنفسي وأنا أشد أجزاء البندقية مع سيل من الشتائم لهم ولكل قيادات الجيش بما فيهم عبد الناصر وعبد الحكيم عامر... إحتضنني زميل لي وقال إضربني أنا ... أسرع الطبيب وأعطانا غلبة مياه لا تسنت ولا تروي من عطش ... ضابط سريتي أنزرني بمحاكمة بعد الطوارئ ... وصلنا الي مكان حفر الخنادق .. اليوم يمر بدون ماء ولا طعام إلا ما تأتي به عربة المطبخ .. لا يوجد أواني لنأخذ فيها الطعام .. والله كنت أمد يدي بكريك الحفر فيضع جندي المطبخ كمية من الأرز وفوقها كمية من العدس فأكلها بيدي الممتلأة بالتراب ولكم تأتي عربة يصعد اليها الضابط ويجلس لتقديم وجبة ساخنة ثلاث مرات يوميا .. في لحظات إستحمام الضباط كنا نتلوي من العطش .. يقوم بتوزيع المياه ضابط من بورسعيد عندما أنظر إليه مستعطفا كان يبعد نظره عني... عندما مات هذا الضابط لم أحزن عليه ... فكيف نطلب النصر وكانت نفوس أكثر ضباط الجيش مريضة بداء العظمة والتكبر علي جنودهم .. والله في الإنسحاب كنت قطعت نخلة صغيرة وأخذت قلبها (( الجمار الأبيض )) ورأت ضابط من كتيبتي في حالة يرثي لها فأسرعت بالجمار وأطعمته وأعطيته قطعة كبيرة يحتفظ بها... بعد الوصول الي الكتيبة أراد هذا الضابط أن يتمظهر علي ناسيا الجميل .. كان ردي له قاسيا فقد عدنا من الإنسحاب لا نرضي لأي رتبة أن تتجاوز حدودها

 

 

إعرف عدوك


في الراديو سمعنا عن تسلل 7 دبابات للعدو للضفة الغربية للقناة في منطقة الدفرسوار ... إذن هذا في نطاق الجيش الثاني .. مر أسبوع ومازال البيان 7 دبابات ... إرتدادنا من سيناء كان علي عجل .. وصلنا الي المدق 12 خلف جبل جنيفة لنجد جحافل من دبابات العدو وعربات نصف جنزير محملة بالجنود . . المشكلة بأن المدق 12 يصل بلبيس بالسويس والعربات المصرية لا تدري بوجود العدو ... عندما تدخل العربات المصرية في مجال العدو يفتح العدو نيران الرشاشات فتقف العربة فتعاجلها البابة بقزيفة... خسائرنا دائما تأتي من عدم التنسيق وعدم سرعة وصول المعلومة ... إستهلكنا وقت كبير قبل بدأ التعامل مع العدو ... أرجو أن يعرف الجميع أن النسق الثاني تحرك الي سيناء ولم يكن هناك إلا المؤخرة جنود حراسة بدون سلاح

 

أنا أول جندي مشاة محمول



بعد الاستقرار علي جبهة قناة السويس أحضروا لنا ملاجئ حديد وشكا ير رمل وشكا ير إسمنت ... طبعا تم تشوينها بعيد عن عين العدو ثم نذهب نحن لإحضارها لكي نبدأ في التجهيزات الهندسية .. .. تعلمت من زملائي الفلاحين عمل الطوب الني من الطين والتبن ..ذهبت الي دوار العمدة رحمه الله مهموم .. إيه مالك ؟؟ مفيش أصلهم جابوا ملاجئ حديد وشكاير إسمنت ونقلها متعب .. إنت فطرت الأول ؟؟ خلاص نفطر ولها حل ... فطرت وسمعت نداء زينب رحمها الله الشاي يابابا .. طبعا مع الشاي كوب لبن حليب متقلش لعدوك عليه ... فطرت والسيجارة في قفا سيجارة وإنتظرت الحل .. نادي العمدة هات يا ولد الحمارة السودة ثم وضع علي ظهرها قطعة قماش كبيرة وقال لي بالراحة عليها وأبقي حش لها وأكلها ولا تنسي تشربها مياه .. لم يكن معي رخصة قيادة حمير ولم أركب حمير إلا في الأعياد ولكنها حمير هاد رماتك يعني صاحبها اللي بيسوقها...
يالا

يا حلوة وركبت المرسيدس وعلي رئاسة الكتيبة لإستلام المطلوب .. المشكلة طول ساقي فكنت أشعر أن قدمي دائما علي الأرض .. طبعا فيه حسد وقر من الكل ... كنت حريص علي معاملتها برفق فقد أعانتني ..
شعرت بأنني كرعاة البقر الأمريكي فأنا أركبها بنفس الإسلوب ومعي بندقيتي مثله وعلي رأسي كاب مثله..
كنت أسير بجوار حقل عم زينب الحاج إبراهيم وكان يحرث الأرض بعدد 2 ثيران عندما لمحني نادي
تعالي إشرب معايا شاي .. جرشت الحمارة بجوار شجرة وجلست أسامره وإنتهينا من الشاي وأستأذنت فأذن لي مع شرفتنا .. توجهت الي جراج الحمارة فسمعت يالا يا إبن الكلب إنت إستحليت القعدة !! تسمرت مكاني ولم ألتفت بيشتمني ليه ؟؟ أعاد الشتيمة وقال إنت هتنح فيها ؟ لا وألف لا ده عاوز يتهزأ وتلفت متحفزا فرأيته يسب ويلعن الثور اللي مش عاوز يتحرك عندما رأني أنظر ناحيته قال ثيران أخر زمن .. ذهبت الي حمارتي أكلمها أنا أيضا ... كنت أقف في أرض العمدة وزينب علي باب الدوار .. فيه حمار واقف بجواري أردت أن تعلم زينب أنني فارس أحلامها فقفزت فوق الحمار ولم أنظر لإشارات التحزير التي تبعثها زينب .. وجدت نفسي أطير في الهواء .. قالت لي زينب هذا الحمار للسباخ وليس للركوب .. ذهبت الي الموقع أتألم من تأثير الوقعة سألني زملائي مالك يا سامي ؟؟ من عنيكم يا ولاد الكلب مش قلت فيه قر وحسد

 

الحمار رفع الرجلين اللي ورا ولف لفة واحدة بقيت طاير ولا سوبر مان إحراج أمام حبيبة القلب .. المهم أنا من كسوفي لم ألتقط الكاب من علي الأرض فأحضرته لي بعد تنظيفه

 

أحلي خدمة ليلية


عند تحديث سلاح المشاة من مترجل الي محمول علي العربات البرمائية ( توباز ) كان لا بد من إرسال جنود مؤهلات الي مدرسة المدرعات في منطقة الهايكستب للتدريب علي قيادة هذه المدرعة والعمل علي أسلحتها ... ذهبنا من كل كتيبة 30 فرد .. في المساء تم توزيع الخدمات .. خدمتي كانت برنجي سينما الهايكستب .. وظيفتي في الخدمة الوقوف علي باب السينما وأخذ التزاكر من الجنود وتمزيقها .. التزكرة كانت بقرشين .. الكنجي والشنجي يجلسوا مع المتفرجين حتي ياتي ميعادهما .. التزكرة بقرشين والخدمة عاوزة سجاير وشاي وإن كان بسكويت ميمنعش .. المضطر يركب الصعب .. كنت أمزق تزكرة وأحتفظ بالأخري سليمة .. أرسلت الي زميل لي ليحضر بسرعة .. أعطيته كمية من التزاكر السليمة وقلت له إنت تقف بجوار شباك التزاكر وتبيع التزكرة بقرش صاغ ومتخليش حد يشوفك .. قبل العرض جاء الزميل بمبلغ مش بطال .. أرسلته الي الكانتين وأحضر لنا سجا

ير وشاي وطعام .. السينما إمتلأت .. إنتهي الفيلم ... لاحظ المسؤل عن السينما الفرق بين الحضور والإراد المتحصل فظن أنني أدخلت الجنود بدون تزاكر... لماذا لا يحدث هذا إلا في خدمتي ؟؟ وضعوني تحت المراقبة .. جاء الزميل ودون أن يراني أحد أعطيته كمية تزاكر وذهب بجوار شباك التزاكر ... لم يستطيع أحد أن يفك هذه الشفرة فالمراقب يجد كل جندي ممسك بالتزكرة .. مدة الفرقة 45 يوم لم أحتاج فيها ثمن السجاير والشاي ... كنت أتبرع لأي زميل خدمة علي السينما أن أقف مكانه ويذهب هو للنوم بشرط أن يكون برنجي لأنال شرف تمزيق التزاكر.. عندما أمر علي هذه المنطقة في السفر أقول أين زمن الأفلام الجميلة وأين سينما الهايكستب وأين كانتين السجاير ؟؟

 

العين السخنة


في بطن جبل الجلالة وبجوار طريق السويس الزعفرانة وعلي خليج السويس مكثنا فترة جميلة خاصة في فندق العين السخنة ولم يكن هناك إلا هذا الفندق ... أمامنا حقل ألغام مع المد والجزر تعرت بعض الألغام نزعنا منها المفجر فأصبح لدينا كمية كبيرة من الديناميت ... أسراب السمك في الخليج من كل نوع وكل الأحجام ... تعلمنا الصيد بالديناميت .. توجد صخرة في الخليج يغمرها المياه نقف عليها ومعنا عبوة الديناميت .. العبوة صناعة محلية عبارة عن عجينة الديناميت في علبة سالامون فارغة ثم نقوم بثقب العجينة ونضع فيها فتيل الإنفجار الفسفوري والذي يشتعل في الماء ثم ننتظر إقتراب سرب السمك ونشعل الفتيل وبسرعة نقذفه في الماء فتنفجر العبوة ويطفوا السمك علي الماء وينزل الجميع لجمع الأسماك قبل وصول القرش الذي أصبح كالبلطجي الذي يأخذ إتاوة... كانت عربة طعام الكتيبة تأتي لتعطينا وجبة الغداء فنتبرع بها ونعطيه نحن وجبة له ووجبة لقائد الكتيبة ووجبة لحضرات الضباط ... بالجوار توجد محطة بحرية وموقع لادار وسقالة ممتدة في الماء .. كنا نسمع الإنفجار عندهم فنعلم أنهم يصيدوا مثلنا..
في صباح يوم سمعنا إنفجار شديد بعدها علمنا أن العبوة إنفجرت في أحد الجنود قبل أن يلقيها في الماء .. جاءت الأوامر من قائد كتيبتنا ممنوع إستعمال الديناميت في صيد السمك .. السمك المملح المدفون في الرمل يكفينا مدة لا بأس بها . في التسعينات ذهبت بالأولاد رحلة الي العين السخنة فلم أعرف إلا جبل الجلالة كل شيء تغير عدا الجبل

 

في مايو بداية حرب 1967 علمنا أن الكلية الحربية أسرعت بتخريج دفعة ضباط وتم توزيعهم وأكثرهم الي القوات المتقدمة لدخول سيناء .. كان نصيب كتيبتنا مجموعة من الضباط بدرجة ملازم ... طبعا السن متقارب بيننا ولم تكن المعركة قد بأت ... حماس الشباب يسيطر عليهم ... تقابلت مع أحدهم في الإنسحاب وكان في حالة يرثي لها من العطش والجوع أسرعت بإعطاؤه قطعة من الجمار الأبيض ( قلب النخلة ) فإنتعش وشكرني ... تقابلنا في الكتيبة ... لم يحاول أن يزكرني بما حدث في سيناء .. ظهرت النظارات البرسل وولاعات السجاير الفخمة والزي الضباطي والتعالي علي الجنود ... ذادت عند هذا الضابط حبتين .. طبعا اللي شاف الإنسحاب لن يرضي بأي تعالي ولكن هناك جنود مستجدة منهم السائقين .. كان عندما يركب العربة يأمر السائق بترك عجلة القيادة ليتولي وهو قيادتها .. طبعا هو يقود بسرعة ومحدش يقدر يكلمه ... جاءت لنا عربات ألماني إسمها يوني ماج خفيفة

الوزن سريعة عالية .. الضابط ركبها بعد أن أنزل السائق حتي أنه رفض أن يركب بجانبه .. وقف السائق لحين حضور الضابط .. فجأة سمعنا إنفجار وصراخ .. أسرعنا لنجد الضابط قد دخل حقل ألغام مسور بسلك شائك .. يعني إخترق السلك الشائك ... عند وصولنا الي المكان لم يجرؤ أحد الدخول الي حقل الألغام وهو ينزف ويصرخ جاء جندي بواير حديد ومشي علي أثار كوتش العربة وتم سحب العربة ..بترت قدمه ورفد من الخدمة مع تحمل ثمن العربة .. أصبح كل سائق حريص علي العربة بمعني لو 2 ضباط يبقي الأقدم بجوار السائق والأحدث معنا في الصندوق .. هذه الدفعة وصلت لرتبة رائد قبل أن تنتهي مهمتنا في حرب أكتوبر . في كل ترقية يتعالي البعض ويذداد البعض تواضعا .. من المتواضعين أزكر الضابط صبحي كامل الخوانكي من حي الجمالية الذي كنا نهدده دائما بالذهاب الي الحاج كامل لنشكوه له فيتأسف ويعزمنا علي كوز شاي

 

 

حسب التسعيرة


علي جبهة القتال وضع القائد الشهيد حسين رضوان إبراهيم تسعيرة للجنود
1- عدم إرتداء الخوذة 7 أيام حبس
2- عدم إرتداء الحذاء الميري 7 أيام حبس
3- جاكت الأفرول خارج البنطلون 5 أيام حبس

وهكذا بنود كثيرة كنظافة الدشمة وعدم حمل السلاح في التحرك.
ماكان يسيئني هو موضوع الخوذة والحذاء فهذه الأشياء من الحمولة الزائدة... كنت جائع فقمت دون تفكير للذهاب الي الأرض المجاورة لنا للحصول علي كمية من الفول الحريتي الأخضر .. بدون طاقية ولا جاكت أفرول الجو حر والكوتشي الأبيض في قدمي بدون شراب
.. إحنا الصبح أكيد قائد الكتيبة في سابع نومة .. طبعا ورائي الطريق الإسفلت الذي يصل الإسماعلية بالسويس والموازي للقناة.. اللي يخاف من العفريت يطلع له .. فجأة وجدت في المواجهة قائد الكتيبة يتجه ناحيتي .. منظري شهر حبس.. بسرعة رفعت يدي إلي أعلي في حركة تمرينات الصباح ثم إنبطحت لعمل تمارين الضغط وقبل أن يصل الي مكاني أسرعت في الجري مع رفع الأرجل الي أعلي .. عندما وصلت اليه وقفت وأديت التحيىة الرياضية .. العرق المتصبب مني ليس من المجهود ولكن من الخوف من الحبس... سألني بتعمل إيه يا جندي ؟؟ قلت يا فندم أنا متعود أقوم بدري لعمل تمرينات رياضية بمفردي حتي لا يترهل جسمي.. برافو برافو .. إستمر .. أديت التحية وعاودت الجري ولكن في إتجاه الدشمة .. فوجئت في الصباح التالي بقائد الفصيلة يجمع الجنود لعمل تمارين صباحية قبل أن يستيقظ العدو وتساؤل من الجنود هو فيه طوابير علي الجبهة ؟؟

 

جعان هموت من الجوع


طوال خدمتي في الجيش كان الرز والحلاوة الطحينية والقلقاس من أعدائي فأنا أتبرع بها للسادة زملاء القروانة أو بطريقة التبادل مثل الروس يعني أبادل الرز بالطبخة السودة والحلاوة بقطعة جبنة ولكن القلقاس كان مجانا فلا يرضي جندي بالقلقاس ولو مجانا فكان القلقاس عملة رديئة لا نتعامل بها .. في وادي حجول أيضا كانت وجبة العشاء أرز وقلقاس وأواني الطعام هي علب الزخيرة .. كان بواقي الطعام كثير فالجنود عزفوا عن تناول الطعام .. كنا في الليل فترك الجنود أواني االطعام كما هي.. كنت شنجي فهي خدمتي المفضلة .. تحرك الجوع في بطني كتحرك الجنين في بطن أمه قبل الميلاد بحثت عن أي شيء فلم أجد أمامي إلا بواقي الأرز والقلقاس .. قمت بتجميع البواقي في علبة واحدة كوكتيل .. وقمت بتسخين هذا الخليط وأجهزت علي ما فيه .. مازال الجوع يهاجمني .. إنتظرت عربة الطعام وأمسكت بقالب حلاوة طحينية وأكلته . نص كيلو .. إنتظارا لعربة الغداء.. ماهذا ؟؟ هل هو مرض التخمة أصابني ؟؟ إبتعدت أزرار جاكت الأفرول عن الفتحات ثم ظهر بروز جديد في البطن.. إستمر إبتعاد الزراير عن الفتحات وظهر كرش لم أتعوده ... لم أستطيع جمح زمام معدتي فهي تطلب المزيد .. أين الرشاقة ؟؟ لقد كنت أتباهي فأنا الدليل الشمال لأي طابور عرض ... كان لابد من وقفة مع النفس ... بعد الخرج من الخدمة في أول إبريل 1974 عدت للحياة المدنية وعيشة العزوبية في الغربة فكان الرجيم الإجباري .. رويدا رويدا وبسبب أكل المطاعم عاد الكرش الي مكانه الطبيعي .

منتصف طوبة في قمة البرودة والشتاء والمكان منطقة وادي حجول والإستعداد لإقتحام الثغرة ملاجيئ المبيت غير مجهزة .. جراكن المياه في العراء .. ملابس النوم خفيفة عبارة عن .. الغيار الداخلي ثم بيجامة كستور ثم الأفرول ثم بلوفر صوف فوقهم البالطو الصوف تحت ثلاث بطانيات صوف ورغم هذا فبرد الجبال الليلي لا يفيد معه كل هذه الملابس.. خدمتي شنجي من 2 صباحا حتي طلوع النهار.. قبل أن أستيقظ كنت في حلم من أحلام الغير متزوجين .. قمت بي ما بي .. وقفت بالخدمة أرتعش .. زارني إبليس وقال طبعا مش هتفكر تصلي الفجر وقال إنتظر للصباح حتي تطلع الشمس .. أمامي جركن ماء وكأنه لوح ثلج .. حان وقت صلاة الفجر وإبليس منتظر نتيجة الوسوسة ... أحضرت غيار داخلي ووقفت في العراء فلا يوجد مكان تتواري خلفه ... كراقصة الإسبريتيز
وقفت أخلع ملابسي قطعة قطعة .. ليس معي إلا أبليس ... أصبحت عاري فأخذت كمية من الماء المثلج وتوضأت ثم رفعت جركن الماء علي رأسي وتتطهرت من الجنابة ووقفت للصلاة .. حقيقة لم تكن قدمي علي الأرض وكانت أيات القران تخرج من فمي مع تكتكة الأسنان وإنتفاضة الجسد ... بعد السلام تلفت نحوي فلم أجد إبليس بجواري ... إنتظرت الشمس كإنتظار العاشق لعشيقته .. كنا قد إستولينا علي كرتونة مربي تين 5 باوند يعني 2 ونص كيلو .. فتحتها وأيقظت الزملاء عدد 4 أفراد وإلتهمنا محتويات العلبة إنتظارا لوصول عربة طعام الإفطار

 

سأنهي مزكراتي بحكاية ذكرتها في حكاياتي فلا يزعل مني أحد ... كنت في أجازة ميدانية وطال الإنتظار لا حرب ولا سلم جبهة مشتعلة إرهاق
في إعداد المواقع تدريبات مميتة .. يجلس معنا ملك الموت من جاء أجله قبضه .. تفتأ زهن زميل لي أن يطلق أمه
من أبيه ويخرج من الجيش كبير أمه المطلقة وقد كان .. نفس الظروف عندي فعرضت الموضوع علي أبي وأمي
فقالت أمي قوم يا أبو سامي طلقني علشان سامي يخرج من الجيش وأذهب أنا وبناتك نحارب ...
مات زميلي مريضا ولم يموت شهيدا!!!!!!!
تعلمنا في الجيش أشياء كثيرة منها
بناء الجسم .. الإعتماد علي النفس .. النظافة الحقيقية .. درأ الخوف .. ذهد الطعام فأي شيء يسد الرمق... معرفة زملاء من كل بلد... حب الزميل فهو الذي سيحملك مصابا أو يواري جثتك التراب شهيدا... تحمل المسؤلية .. يكفي إحساسك أنك مندوب حماية عن أهلك وبلدك ووطنك... لن تسأل نفسك السؤال الذي يرسخ الأن في عقول شباب ضائعة
لماذا أعيش فالجندي الحق يعلم لماذا يعيش.. إن كلمة لم يصبه الدور هي ترجمة لجملة كبيرة وهي
لم يصبه الدور ليكون رجل كاملا.

 

البغال في صعود الجبال


حاصرنا الثغرة من جميع الإتجاهات ووقع العدو في كماشة الجيش الثالث ففي سيناء يقوم اللواء أحمد بدوي رحمه الله وزملاؤه في الحادث في تعديل وضع القوات ( إعادة إنتشار ) وفي الغرب مجموعات قتالية مدعمة من الجيش الأول الذي تحرك بسرعة ... تم تكليف المقدم محمد علي بلال حين ذاك بمجموعة قتالية إنتحارية إسمها مجموعة بلال
وكنت فرد فيها كلف بإحتلال منطقة وادي حجول القريبة من مدخل السويس من إتجاه ميناء الأدبية .. كنت خدمة شنجي من 2 : 6 صباحا في كمين علي طريق العين السخنة.. في الفجر وجدت أضواء خافتة كثيرة تتحرك ناحيتي ثم جائت عربة جيب توقفت بجانبي .. نظرت داخل العربة توجد رتبة عالية قال لا تعطل كل العربات ورائي وقال لي العدد فقلت له تحت أمرك ماهي كلمة سر الليل؟؟ تبسم وأعطاها لي قلت له رقم مبهم فقاال رقم السر .. سمحت له بالمرور .. تلاحقت العربات تحمل لواء كامل من قوات المظلات متجهة الي الجبال ثم وجدت عدة عربات زل تحمل أعداد من البغال الضخمة .. هي البغال هتحارب معانا ؟؟؟ نعم البغال تشارك في الحرب فهي التي ستحمل العتاد الثفيل إلي أعالي الجبال .. ولماذا البغال دون غيرها ؟؟ لأن البغل هو الوحيد الذي لا يأتي بصوت خاصة أن المكان بجوار مواقع العدو.. فسبحان من خلق.

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech