Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

قصة جندى مصرى من أبطال الدفاع الجوى الذين ساهموا فى كتابة حرب أكتوبر

 

هناك كثيرا من الذكريات فى قلوب مئات الألأف من الجنود الذين خاضوا اخر حروب مصر واشدها منذ الفراعنة واخشى انها سوف تموت معنا و لا يعلم أحدا شيئا عنها ـ عبد الله المصرى

يبدأ عبد الله المصرى ذكرياته ويقول .... إنى أفخر بأن أكون واحدا من مئات الآلأف الذين ساهموا فى كتابة جزء من تاريخ مصر فى 6 اكتوبر1973

بدايتى فى القوات المسلحة

 فى خريف عام 1971 تم تجنيدى فى القوات المسلحة و بسبب دراستى تم ارسالى الى مدارس القوات المسلحة المتخصصة فى الرادار و الصواريخ لتلقى العلوم العسكرية فى أنظمة الدفاع الجوى و لأصبح متخصص فى تشغيل و اصلاح محطات الرادار التى توجه الصواريخ

إنهاء عمل الخبراء الروس

فى صيف عام 1972 انهى الرئيس السادات عمل الخبراء الروس و تم ارسالنا على الفور لحل محلهم فى كتائب الصواريخ وكان مكانى بكتيبة صواريخ على الجبهة بالقرب من مدينة السويس

كتيبة الصواريخ دفاع جوى

عند نزولى ومعى مخلتى من العربة التى تحمل المياه الى الكتيبة و التى وجدتها مصادفة على الطريق خرج أحد الجنود من خندقه وهو يبتسم وقال بصوت عالى.." أيوة هى دى الجبهة "... وكانت إجابة لسؤال يدور فى ذهنى ولم أكن قد نطقت به بعد و لكنى لم اشاهد محطات الرادار و لا قواذف الصواريخ و لا العربات التى تحمل الصواريخ . أين هى هذه الكتيبة ؟!! وعرفت أنها تنصب احد الكمائن لطيران العدو على حافة القناة وهذا المكان هو مؤخرة الكتيبة اى مكان العودة ، وركبت مرة أخرى عربة المياه بعد تزويدها بالطعام واتجهنا فى إتجاه القناة ، انتهى الكمين دون اشتباك مع طيران العدو الذى لم يحاول الاقتراب من القناة وقمنا بفك المحطات و تحميل الصواريخ و كان هذا عمل شاق لان قواعد الصواريخ هذه صممت لتبقى فى مكان ثابت لضخامتها وثقل معداتها و لكن كانت قيادتنا أيضا تدربنا على نقلها من مكان لآخر حتى لا يعلم العدو بمكان ثابت لها عن طريق وسائل استطلاعه فقد كنا فى حركة مستمرة

أول لقاء مع رفقاء السلاح

كان أول لقاء مع رفقاء السلاح . العريف "أبو الفتوح" (مأمور ضرائب) وحبه الشديد للنظافة و الترتيب وكان يعطينى علبة سجائره " البلمونت " التى كانت تصرف لنا مع طعام الصباح خلال أيام الحرب لأنه لا يدخن .

العريف "توفيق" (معهد صناعى) و شنبه الدوجلاس ومغامراته النسائية التى كان يقصها علينا وبيبته فى فمه يفوح منها دخان "الانفورا" ذو الرائحة الجذابة .

العريف "حمدى" (مهندس زراعى) و تحديه الدائم للنقيب "حمدى" و بيبته التي دائما فى فمه حتى عندما تكون مطفاءة و مهارته فى تتبع الأهداف على شاشات الرادار.

الرقيب "سعيد" وتنفيذه الأوامر بدقة والخوف الدائم من الوقوع فى الخطأ.

الرقيب"جرجس" وبشرتة البيضاء و شنبه الاشقر و هدوئه المميت وصداقتة الكبيرة لزكرية الرقيب أول"زكريا".

نقيب (يوزباشى) "حمدى" قائد المحطة ( مهندس مكلف) صارم و نادرا ما يبتسم و دفاعه الدائم عنا مع قائد الكتيبة للحصول على أفضل الامتيازات لنا.

و فى النهاية صديقى " فكرى"( دبلوم) عامل المولد الذى يمد المحطة بالكهرباء واعتناءه الشديد بنفسه ومظهره .

انتقال الكتيبة إلى مرسى مطروح

فى نهاية عام 1972 انتقلت الكتيبة الى" مرسى مطروح" وذلك للراحة لأنها منذ فترة طويلة على خط النار لكن لم يكن الحال افضل كانت هناك طلعات جويه كثيفة من طيراننا للتدريب فى مدينة "مرسى مطروح" كل يوم يصل عدد الطائرات فيها الى 36 طائرة فى المرة الواحدة .

عدة أيام حبس قشلاق

ذات مرة لم الاحق بعضا منهم لعلمى انهم طيارينا و كانت طائراتهم ترد بالايجاب على إشارات التعارف التى أبعث بها من المحطة و بعد فترة صمت أطول من المعتاد شعرالقائد أننى لا أتعامل مع هذه الأهداف و كان من نصيبى عدة أيام حبس قشلاق وتصادف ميعاد أجازتى ولم أحصل عليها و كان هذا درسا لى لا تهاون حتى مع طائراتنا .

رفع درجة الاستعداد "حالة أولى عمليات"

قبل بدء الحرب بعدة أيام شعرنا بأن شئ ما سيحدث فى القريب العاجل فقد صدر الامر برفع درجة الاستعداد إلى "حالة أولى عمليات" أى الحالة القصوى وهذا يعنى قتال واختفت طائرات التدريب من شاشات الرادار لنصبح مطلقى اليد وبدأنا نعد أنفسنا للرحيل الى الجبهة

سنقاتل .... سنقاتل .... الله أكبر

فى يوم السادس من أكتوبر إندلع القتال إنه يوم الثأر وتحرير الأرض و الذى كنا ننتظره بفارغ الصبر وبدأ جنود الكتيبة 14 ثائرين ... ماذا نفعل هنا ؟!! إن مكاننا هناك على الجبهة و اجتمع قائد الكتيبة بنا و قال نحن فى إنتظار الأوامر و فعلا وصل الأمر و كان سرورا عظيما سوف يكون لنا شرف الدفاع عن مصر و تحرير الارض و دخول التاريخ وبدأ الجنود يهتفون سنقاتل....سنقاتل... الله أكبر ... الله أكبر

التحرك إلى الجبهة

تم فك الكتيبة فى لمح البصر ووضعها على القطار المخصص لنا و المتجه إلى الجبهة و بدأ يطوى الطريق فى سرعة و كانت له الأولوية فقد كانت تقف جميع القطارات الأخرى لتفسح له الطريق وكان يتم تغيير القاطرة له بسرعة و وصل الى محطة "طنطا" على ما أذكر ليلا و كانت وجهتنا سرية ولم نكن نعلم من أى مكان سوف ندخل الجبهة ثم أتجه الى مدينة " المنصورة " و تم إنزال المعدات و علمنا أننا سوف نكمل الطريق بواسطة عرباتنا

الله معكم ... الله معكم

فى الصباح حدث اشتباك بين قواعد الصواريخ المحيطة بمدينة " المنصورة " و طائرات العدو وتم إسقاط عددا منها و فى المساء بدأ التحرك فى اتجاه " دمياط " و منها الى " بورسعيد ". لا أستطيع أن أنسى ابدا المصريين البسطاء من فلاحينا الذين خرجوا على طول الطريق من المنصورة حتى دمياط يقذفون لنا كل ما يملكون من حلوى و طعام حتى البصل و الفجل والجرجير والدعوات من كل فم الله معكم.. الله معكم... و نحن على عرباتنا "بشدة " القتال  شعرت أن مصر كلها أسرة واحدة

جنودنا المصابين

بعد دمياط كان الهدوء و الظلام على طول الطريق الساحلى إلى بورسعيد. وعلى الطريق الساحلى بمحازاة البحر الأ بيض المتوسط بدأنا بتوسيع المسافات بين عرباتنا حتى لا تكون هدفا سهلا للعدو من البحر

وكنت داخل المحطة المحمو لة على عربة ضخمة و فجأة توقفت العربة و انفتح باب المحطة من الخارج و شهرت بندقيتى الآ لية فى وجه من فتح الباب وكان زكريا الذى كان يقود العربة وطلب منى أن أكون بجانبه هو وجرجس فى كابينة القيادة حتى نكون أكثر استعداد فى حالة أى هجوم فى هذا الظلام و بعد مرور بعض الوقت تقابلنا مع بعض العربات القادمة من بورسعيد وبها جنود مصابين و سمعنا دعواتهم لنا الله معكم ....الله معكم

خدعة للعدو

تابعنا طريقنا وعندما وصلنا الى بورسعيد كان موقعنا فى منطقة كوبرى الجميل بين البحر شمالا و بحيرة المنزلة جنوبا وكانت الأرض تحت قدمى متفحمة وفوق الكوبري المتهدم جنود يجلسون في الظلام حول طبلية يأكلون وآخرين يقفون علي ابعاد متساوية و لكن الشئ الغريب أنهم لا يتحركون وعندما اقتربت منهم اكتشفت إنهم من القش إنهم خدعة للعدو

آثاره فوق شفتى العليا

وادخلنا محطتنا فى الدوشم المخصصة .. يجب أن نكون مستعدين للقتال قبل أن يحل الصباح وكان أصعب ما فى هذا العمل هو تجميع الهوائيات أولا فى وضع افقى على الارض (هذا فى حالة محطتنا هناك انواعا اخرى مختلفة) ثم رفعها بواسطة أحد المحركات الى الوضع الرأسى وكان العمل فى الظلام على قدم وساق ... وانزلق المفتاح الإ نجليزى من إحدى الصواميل ليصيبنى فى وجهى (مازلت ارى اثاره فوق شفتي العليا حتى اليوم) وانسابت الدماء من وجهى و لكن ليس هناك وقت لتجفيفها و لم اكن أعلم أن دمائي بهذا الطعم المالح و تم تركيب الهوائي ولابد الآن من رفعه فى وضع رأسى و بدأنا بتشغيل المحرك الذى يقوم برفعه و كانت هناك مفاجأة سيئة لقد احترق المحرك ولابد من رفع الهوائي يدويا عن طريق يدا حلزونية و ليس هناك وقت لقد اقترب الصباح ووقفنا واحدا خلف الآخر فى طابورلإدارة هذه اليد بسرعة وارتفع الهوائي ومعه الصباح

لعبة القط والفأر

كنا مستعدين للقتال و بدأ سلاح الجو الاسرائيلى الدخول الى منطقة بورسعيد معتقدا أنه لا توجد قواعد صواريخ و كانت مفاجأة مذهلة لهم و انطلقت صواريخنا لتهز الارض وتشق السماء و لتسقط ثلاث طائرات وهرب الباقى مذعورين فى كل اتجاه و شاهدنا طائراتهم الهليكوبتر تبحث عن قتلاهم فى مياه البحر وبدأت لعبة القط والفأر نحن القط الذى ينتظر الفأر

تضليل القنابل التلفزيونية

بدأنا نعد انفسنا للتغلب على وسائلهم الساعية إلى تدميرنا فكنا نقوم بإطلاق قنابل الد خان حولنا و بهذا تصبح كل المنطقة ملفوفة فى دخان ابيض كثيف (لقد كان له طعم سكرى فى حلقى) وذلك لتضليل القنابل التليفزيونية وقمنا ايضا بإحراق براميل السولار حولنا فى كل مكان لجذب الصواريخ الحرارية بعيدا عنا و هناك طرق اخرى كثيره للتغلب على التشويش الرادارى والصواريخ التى تتبع أشعة الرادار.

كنا أكثر ذكاء منهم

بدأ سلاح الجو الإسرائيلى يدور حولنا فى دائرة نصف قطرها اربعين كيلومتر ليكون فى أمان من صواريخنا و كان هناك اكثر من اربعين هدفا وبدأ الكر والفر وكانوا يدخلون من عدة اتجاهات بمجموعات من طائراتهم لإرباكنا و كنا اكثر ذكاء منهم فكنا نطلق صواريخنا فى كل اتجاه ونختار الأهداف الأ كثر قربا وخطورة ونتحكم فى الصواريخ الموجه الى هذه الأهداف تاركين الصواريخ الأخرى بدون تحكم ونسقط الأهداف القريبة قبل أن تفر أما الأهداف البعيدة نسبيا فتفر من صواريخنا الغير متحكم فيها او نستدير لنتحكم فى صواريخ أخرى لضرب الاهداف التالية من حيث قرب المسافة كل هذا فى ثوانى

اسقاط طائرتين بصاروخ واحد واخرى بدون صاروخ

كان لهم طرقا اخرى ، بعضا من هذه الطائرات تقترب فى مجموعة من عدة طائرات قريبة جدا من بعضها البعض حتى تظهر على شاشات الرادار كهدف واحد ثم يقوم عددا منهم بالهبوط السريع الى ارتفاع منخفض للفر من أجهزة الرادار والهجوم ويعود الآخرين إلى الوراء وكانوا يعتقدون أنهم بهذا يخدعوننا فيظهرون كهدفا واحدا يدخل ثم يعود الى الخلف وهنا يدخل عامل الذكاء مرة اخرى فكنا نقوم بخفض هوائيتنا لنكتشف الذين على ارتفاع منخفض ونقوم بتدميرهم و لقد تم اسقاط طائرتين بصاروخ واحد نظرا لقربهم الشديد من بعضهم (هذا ماابلاغتنا به كتائب الصاعقة التى سقطت الطائرات فى منطقتهم) وتم اسقاط طائرة بدون اصابتها بصواريخنا فقد دخل هذا الطيار من منطقة بحيرة المنزلة و كان على ارتفاع منخفض جدا واطلقنا عليه صاروخا منخفضا وتملكه الذعر وانخفض مرة اخرى ليصطدم بالمستنقعات و ينفجر وينفجر و ينفجر

راديو القاهرة وبعض الراحة!!

كان جميلا جدا عندما اسمع من راديو القاهرة البيان الذى يعلن عدد الطائرات التى اسقطناها اليوم فى بورسعيد و لقد كانت بياناتنا صادقة حقا . وفى ظهر أحد الأيام كنت قد تركت المحطة لأخذ بعض الراحة فقد مرت عدة ايام لم أذق فيهم طعم النوم الإ بضع ساعات قليله وتوجهت إلى خندقى الذى كان موقع راحتى وفى نفس الوقت موقع دفاع ضد أى هجوم من البحر و كان عبارة عن حفرة برميلية وكان يوجد فيها بطاطينى وثلاث صناديق من القنابل اليدوية والذخيرة و كانوا تحت قدمى

اخترق الاسرائيلين دفاعاتنا

فى هذا اليوم تمكن الإسرائيليون من اختراق د فاعتنا ونشطت على الفور المدفعية المضادة للطائرات و تحولت السماء الى مظلة من طلقات المدفعية وحدث قصف لمواقعنا وقررت ترك خندقى لأنتقل الى مكان آخر أكثر أمنا وبعد عدة ثوانى من ترك الخندق سقطت أحد القنابل 1000 رطل مباشرة فوق خندقى ليتحول الى حفرة قطرها عشرة امتار وبعمق خمسة امتار

أرقد يا جرجس .... أرقد

من خلال الد خان و الغبار شاهدت الشاويش جرجس و هو يجرى على الأقدام وعلى ما يبدو لقد سقطت إحدى القنابل قريبا جدا منه فقد كانت ملابسه ممزقة وصرخت فيه ــ( ارقد ياجرجس .. ارقد يا جرجس ) فقد كانت شظايا القنابل والصواريخ تتطاير فى كل مكان و لكنه استمر فى الجرى بإتجاهى معتقدا أن الأمان عندى وفعلا رقد بجانبى

لسيطرة على الموقف وأربع شهداء

تمكنت مد فعيتنا من رفع وابعاد طائرات العدو (صواريخنا لا تستطيع اصابتها إذا كانت فوقنا) لتصبح مرة أخرى فى مرمى صواريخنا واستعدنا السيطرة على الموقف واسقطنا طائرتين

فى هذا اليوم سقط أربع شهداء من الكتيبة وكان من بين الجرحى صديقى فكرى عامل الديزل الذى يمدنا بالكهرباء و لم تكن اصابته خطيرة بعض جروح بسيطة فى صدره و لكنها كانت على ما يبدو صدمة عصبية و تم ارساله الى مستشفى بورسعيد

موقف الكتيبة

فى مساء هذا اليوم كان مسرح العمليات الحربية فى بورسعيد على النحو التالى:ـ الكتيبة خسرت أربعة شهداء وبعض المعدات التى كان لها بديل ، سلاح الجو الإسرائيلى خسر إثنا عشرة طائرة متناثرة حول الكتيبة ، نسبة خسائر الكتيبة الى خسائر سلاح الجو الاسرائيلى فى الأفراد كانت 1 : 4 أو 1 : 5

قطاع بورسعيد مقبرة السلاح الجوى الإسرائيلى

لقد كان الإسرائيليين يعتقدون أن قطاع بورسعيد سوف يكون مقبرة لقوات الدفاع الجوى نظرا لإنعزالها عن شبكة الصواريخ بسبب وجود بحيرة المنزلة و إستغلالها كثغرة يدخل منها لمهاجمتنا من جميع الاتجاهات ولكنا حولنا قطاع بورسعيد الى مقبرة للسلاح الجوى الإسرائيلى رغم تركيزه الشديد علينا

سلاح المهندسين وتطهير الموقع

فى مساء هذا اليوم صدر الامر لنا بفك الكتيبة والعودة الى القاهرة لتعويض المعدات المفقودة ولإعطاء الوقت لسلاح المهندسين لتطهير الموقع من القنابل الزمنية الموجودة به و لتحل مكاننا إحدى الكتائب الأخرى

وبدأنا بحل المعدات و لم تكن هناك اصابات جوهرية فى المحطة لقد اصيب إحد الديازل الذى يمدنا بالكهرباء (واخر احتياطى دخل فى الخدمة على الفور) وقررنا أخذه معنا لاصلاحه و كنا نقوم بدفعه من الخلف للمساعدة و كنت اقف على حافة إحد الحفر التى حدثت بفعل القصف وتحت قدمى احد القنابل الزمنية وكنت اعتقد انها أحد الصخور الناتجة عن القصف فالظلام يملأ  المكان وانفجرت القنبلة بعدها بدقائق عندما تم سحب الديزل إلى الخارج.

الطوق الحديدى للقضاء على الثغرة

عدنا الى القاهرة لإستعواض المعدات ، وبعدها تحركنا فى اتجاه مدينة السويس ولم نكن وحدنا كانت هناك أعدادا هائلة من الدبابات والمصفحات وناقلات الجنود والقوات الخاصة (الصاعقة) والمدفعية متجهة إلى القطاع الجنوبى من الجبهة لقد كان حشدا هائلا لم أشاهد مثله من قبل .

انه الطوق الحديدى الذى يحيط بالقوات الإسرائيلية غرب القناة لقد كانت قوات حديثة لم تشترك بعد فى القتال إنه الجيش الثالث والذى كان جزء منه فى سيناء يحيطون بالقوات الإسرائيلية المتسللة غرب القناة

نصب كمين للطائرات الإسرائيلية فوق الثغرة

وصلنا إلى الموقع الجديد ، وتم نصب الكتيبة . ثم وصل أمر من القيادة بتحرك طاقم أفراد من محطتنا (نظرا لخبرتنا فى القتال) لتدعيم أحد كتائب الصواريخ - كتيبة فولجا وهى صواريخ أبعد مدى من صواريخنا - لنصب كمين للطائرات الإسرائيلية فوق الثغرة وذالك على ما يبدو لإعلام الإسرائيليين بحرمانهم من الغطاء الجوى فى حالة تجدد القتال وليمتد ذراعنا الطويل ليحمى سماء الجيش الثالث فى سيناء

ثقتنا فى قيادتنا كبيرة

وصلنا أنا والعريف حمدى والنقيب حمدى إلى الكتيبة المكلفة بعمل الكمين و بدأنا التحرك فى مساء نفس اليوم فى اتجاه القوات الإسرائيلية و كانت الأنوار مطفأة و ظللنا نتقدم حتى شعرت أننا فى وسط العدو وكان هذا خطرا لأننا سنصبح هدفا سهلا لقصف الدبابات و المدفعية من الأرض ولكن كانت ثقتنا فى قيادتنا كبيرة أنها تعلم ما تفعل وكانت قواتنا تقوم بقصف الإسرائيليين طوال الليل و تم نصب الكتيبة وفى الصباح شاهدت حولنا وعلى بعد عدة كيلومترات عددا من كتائب الصواريخ بعضا منها هيكليا لخداع العدو

طائرة بدون طيار

كان حولنا اعداد كبيرة من الدبابات التى كانت تخرج من مواقعها فى الليل لمهاجمة العدو. وكان يوجد أيضا بعضا من المدرعات الجزائرية أو المغربية بالقرب منا وتم اسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية بدون طيار(شيكار)

صديق طفولتى مصطفى

فى الكتيبة فولجا وجدت صديق طفولتى و دراستى مصطفى لقد كان يقوم بنفس العمل الذى اقوم به فى محطة الرادار و هو التعامل مع الأهداف المعادية على شاشات الرادار بالإضافة الى إصلاح المحطة في حالة الأعطال الألكترونية فى اسرع وقت ممكن ، وكان من واجبنا ايضا التغلب على الاعاقة و الشوشرة الألكترونية التى كان يقوم بها العدو

تم تنفيذ الأمر

واقتربت طائرتان استطلاع إسرائيليتان من طراز فانتوم . وانطلقت صواريخنا واهتزت الارض وتطاير الغبار و تم اسقاطهم و أسر الطيارين . وعدنا بعد ذلك إلى الكتيبة (التى كانت فى النسق الثانى) فقد كان الامر الصادر لنا هو البقاء معهم حتى يتم اسقاط طائرات للعدو وتم تنفيذ الامر

اسباب انسحاب الإسرائيليون من غرب القناة

اسباب انسحاب الإسرائيليون من غرب القناة دون أن نسحب جندى واحد من شرقها. وهذا لعدة اسباب فى رأيى:-

أولا - كان هناك حصارا وحشدا هائل من دباباتنا ومدفعيتنا وقواتنا تحاصر الإسرائيليين بعد تقدمهم خلال الأيام الأولى لوقف إطلاق النار ولم يكن هناك مانع مائى بيننا وبينهم

ثانيا - كان ممر الحياه للقوات الاسرائيلية (الموجودة فى غرب القناة) بين الجيش الثالث والثانى فى سيناء بعرض عدة كيلومترات وكان من الممكن غلقه فى حالة تجدد القتال لتصبح القوات الإسرائيلية معزولة نفعل بها ما نشاء لقد كانوا اشبه برجل وضع رأسه تحت المقصلة متطوعا

ثالثا - كان من المستحيل ان يحصلوا على حماية جويه من سلاحهم الجوى نظرا لوجود كتائب الصواريخ وتنظيمها حولهم لقد كان مكتوب عليهم الفناء فى حالة تجدد القتال . ولهذا فضلوا الانسحاب من الضفة الغربية للقناة و بأسرع وقت وكان ذكاء من جولدا مائير وكسنجر

كلمة أخيرة:- يبقى أن أقول أن هذه الذكريات لم تكن بكل تفاصيلها لانها كانت سوف تحتاج الى مئات الصفحات لقد كانت هناك مواقف شجاعة وتضحية تبعث على الذهول وايضا مواقف ضعف بشرى وأخرى مضحكة وأيضا مبكية ، هناك كثيرمن الذكريات فى قلوب مئات الآلأف من الجنود الذين خاضوا أخر حروب مصر وأشدها منذ الفراعنة واخشى انها سوف تموت معنا و لا يعلم أحدا شيئا عنها . سلام لشهدائنا الابرار فى جنات الخلود وسلام إلى أبطال الدفاع الجوى فى حرب اكتوبر

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech