Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

معركة رأس العش من مذكرات قائد السريه 78 مدفعيه ساحليه نقيب أحمد فاروق عبد المنعم بعد المعركه

 

التاريخ :1/7/1967

مدة الاشتباك والمعركة بالقتال المباشر مع قوات العدو :7 ساعات (معركه ليليه)

 

الوحدات المشاركه :

  • ·السرية 78مدفعية ساحلية
  • ·فصيلة من قوات الصاعقة

السرية ٧٨ مدفعية ساحلية :

نقیب / احمد فاروق عبد المنعم                                                   قائد السرية 78 مدفعية ساحلية

نقیب / احمد كمال الدين عبد العزيز                                             ضابط المراقبة الأمامية

نقيب / سامي فتح الله                                                              ضابط غرفة الإدارة

 ملازم أول / عبد المنعم حسين عمر                                            فصيلة المدافع 130 مم / 58

ملازم / عبد العزيز المصرى                                                    فصيلة المدافع 130 مم / 58

ملازم / محمد فريد طولان                                                       فصيلة المدافع 130مم / 58

ملازم / عبد الهادي عبد الرازق سليمان                                        فصيلة الرشاشات 12.7 مم المضادة للطائرات

صف وجنود السرية ٧٨ مدفعية الساحلية مقاتلين فوق العادة .

 

طبيعة مسرح العمليات :

 

موقع بورسعيد الجغرافي يزودها بالكثير من العقبات أمام القوات المهاجمة فالمدينة تحيط بها البحيرة والقناة والمستنقعات من كل جانب مما يجعلها تقف كجزيرة منعزلة ، والطرق الرئيسية المؤدية إليها قليلة ومكشوفة وتمر في عنق زجاجة ضيق يمتد مسافة ٣٥ كم من بورسعيد الى القنطرة .

من الشمال يحد مدينتي بورسعيد وبور فؤاد البحر الأبيض المتوسط ومن الشرق والجنوب منطقة الملاحات ومن الغرب و الجنوب بحيرة المنزلة .

و تتصل مدينة بورفؤاد بلسان رمانة شرقها عن طريق كوبرى  القطع وتتصل بالمنطقة جنوبها عن طريق كوبرى قناة الملح ويبلغ اتساع قناة السويس 200 متر عند مبنى الحجر الصحي " الكارنتينا " على بعد 7 كم جنوب بورفؤاد ثم تتسع كلما اتجهنا شمالا حتى تصل الى اكثر من 400 متر عند مدخلها الشمالي من جهة البحر

 وتعتبر المسطحات المائية وهى الملاحات شرقا وبحيرة المنزلة غربا مواقع طبيعية حول مدينتي بورسعيد وبورفؤاد .

 

الظروف السائدة أثناء المعركة :

 

القوات المسلحة المصرية تعاني من انخفاض الروح المعنوية وتسودها حالة من الإحباط النفسي العميق أثر هزيمتها فى حرب يونيو 1976 .

القوات المصرية لم تصل الى حالة التوازن بعد ولم تستعد قدراتها ومازالت فى حالة إعادة التنظيم وليس واردا فى هذه المرحلة الدخول فى عمليات قتالية كبرى مع القوات الإسرائيلية المستعدة والمدعمة والتي تتمتع بقدرات قتالية كاملة

سلاح الجو الإسرائيلي يمتلك السيادة الجوية المطلقة فوق المنطقة  بلا منازع .

القوات المدرعة الإسرائيلية خرجت من حرب يونيو ١٩٦٧ بتشكيلاتها كاملة ومتماسكة وإستعوضت خسائرها وتحوطها هالة ضخمة من الدعاية نظمها جيش الدفاع الإسرائيلي عقب الحرب عن كفاءتها وقوتها التي لا تقهر .

منطقة بورسعيد و بورفؤاد خالية من الوحدات المعاونة لوحدات مدرعة مشاه ميكانيكية - مدفعية ميدان - مدفعية مضادة للطائرات ... الخ ) فيما عدا فصيلة (حوالى 30فرد من الصاعقة متمركزة في رأس العش على الضفة الشرقية .

السرية ٧٨مدفعية ساحلية تواجه منفردة ووحيدة بلا وحدات معاونة قوات مدرعة سبقتها دعاية أسطورية ويدعمها سلاح الجو الإسرائيلي الذى يمكنه التدخل في المعركة فى أي وقت لحسمها لصالح قواته .

 

الصعوبات التي واجهتها القوة المصرية المدافعة :

 

معركة راس العش هي المعركة المستحيلة بكل المقاييس وقد خاضتها السرية ٧٨ مدفعية ساحلية ضد القوات الإسرائيلية المتقدمة لاحتلال مدينة بور فؤاد في ظروف شاقة وبالغة الصعوبة

أجهزة التنشين بالمدفع الساحلي 130/58 صناعة سوفيتية غير مصممة فنيا للاشتباك مع أهداف أرضية متحركة خاصة إذا كانت تتميز بالسرعة وخفة الحركة العالية كالقوات المدرعة الإسرائيلية ( دبابات وعربات مدرعة نصف جنزير ويتغير محلها على الأرض كل دقيقة أو عدة دقائق ).

مراقبة سقوط الطلقات على أهداف أرضية متحركة ليلا وإعطاء بيانات دقيقة من نقطة المراقبة إلى موقع المدفعية لتصحيح النيران يعتبر أمرا بالغ الصعوبة إن لم يكن مستحيلا - ولما كانت معركة رأس العش قد جرت أحداثها واشتباكات على مدى 7 ساعات في معركة ليلية وليست نهارية فإنه يمكن تصور الصعوبات المفترض أن تواجهها وحدة المدفعية المصرية أثناء المعركة. ه

تواجد موقع المدفعية الساحلية داخل مدينة بورسعيد على الساحل وعلى مسافة عشرات الأمتار فقط وفى بعض المواضع اقل و٥٠ متر من مباني المدينة العالية ذات الارتفاع الكبير كان يشكل موقفا بالغ الدقة والخطورة بالنسبة لإخلاء القمة عند إدارة مواسير المدافع الثقيلة للخلف لضرب إهداف ارضي بدلا من توجيهها على أهداف بحرية - وقد مرت لحظات عصيبة أثناء الاشتباك عندها اقترب العدو إلى مسافة أصبحت معها زوايا الضرب لمواسير المدافع منخفضة للغاية والقذائف من عيار 130مم تمر على إرتفاع أمتار معدودات من أسطح المنازل بأسطح المباني محدثة خسائر فى المدنيين وأطقم المدافع على السواء .

السيادة الجوية مطلقة للعدو فوق منطقة العمليات ولا توجد اي وحدات مدفعية مضادة للطائرات للدفاع عن سرية المدفعية ضد الهجمات المعادية فيما عدا بعض الرشاشات 12.7 مم ذات المدى القصير والتي هي ضمن صلب تنظيم السرية .         

عدم وجود أي وحدات معاونة حليفة فى المنطقة من دبابات ومدفعية ميدان ومدفعية مضادة للطائرات ووحدات مهندسين فيما عدا فصيلة الصاعقة ( 30 فرد ) على الضفة الشرقية وضع عبئا ثقيلا على وحدة المدفعية الساحلية التى كان عليها أن تواجه العدو منفردة وبلا وحدات معاونة .

 

 العدو من خلال تصرفاته كان واثقا من نفسه ومن قدراته فى بداية المعركة ثم انقلبت الثقة الى انسحاب وتقهقر فى نهايتها أما جنود المدفعية المصرية فقد كانت مشاعرهم متدفقة بالغضب والرغبة فى تحدى عدو مغرور ومتغطرس وهزيمته مهما كان الثمن واتفقوا جميعا على الدفاع عن الأرض والتمسك بها وعندما واجهوا الخطر لم يفكروا فى أنفسهم .

 

النتائج الاستراتيجية لمعركة رأس العش 1/7/1967 :

 

  • ·رفعت الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية والشعب المصرى بعد هزيمة 5 يونيو 1967 .
  • ·حرمت إسرائيل من استكمال احتلال سيناء والضفة الشرقية لقناة السويس .
  • ·استطاعت قواتنا ان تحتفظ برأس جسر فى سيناء وعلى الضفة الشرقية لقناة السويس لعب دورا هاما فى الهجوم على المواقع الإسرائيلية شمال القنطرة شرق الى الكيلو 10 .
  • ·لم يتمكن العدو من احتلال مدينة بورفؤاد لجعلها قاعدة له للسيطرة على مدينة بورسعيد والقاعدة البحرية بها التى تكون قد أصبحت فى مرمى نيران دباباته وهاوناته والأسلحة الصغيرة لمشاته المتمركزة فى مدينة بورفؤاد ومن مسافات قريبة فى حدود من 400-500 متر .
  • ·أمكن لقواتنا البحرية ان تحتفظ بقاعدتها البحرية فى بورسعيد مفتوحة وصالحة للعمل طوال سنوات حرب الاستنزاف وأثناء حرب أكتوبر 1976 .
  • ·كان تقدم العدو في اتجاه الشمال يصبح خطرا للغاية إذا وصل إلى حد معين - باستمرار  تقدم العدو تتحقق  زوايا الإطلاق  لمواسير المدافع وعند حد معين (حوالى 8000متر من موقع مدافع السرية) تكون الزاوية قد انخفضت إلى حد لا يمكن معه إطلاق النيران  عليه التوقف عن الاشتباك وترك الحرية للعدو فى التقدم شمالا لاستكمال المسافة الباقية للوصول الى مدينة بورفؤاد بينما وحدة المدفعية عاجزة عن الاشتباك معه على أقل من مساحة 8000 متر ومن وجهة نظر المدفعية فإن مساحة  الـ ٨٠٠٠ متر هذه تعتبر منطقة ميته لا يمكن  الاشتباك مع العدو المتواجد داخلها ) - وهذا كان . يضع عبئاً ثقيلا على وحدة المدفعية - فقد كان من المحتم إيقاف العدو وتدميره ورده على أعقابه قبل أن يصل إلى المنطقة الميتة وإلا تعذر الاشتباك معه بعد ذلك
  • ·وبذلك تكون قد مهدت الطريق إلى معركة إغراقه المدمرة الإسرائيلية إيلات التى فتحت صفحة مجد وفخار للقوات البحرية المصرية
  • ·انقدت مدينتي بورفؤاد و بورسعيد من الدمار الشامل الذي كانت ستتعرض له المدينتين أثناء حرب الاستنزاف في السنوات من ١٩٦٨ إلى 1970 و أيضا في حرب أكتوبر ١٩٧٣ فيما لو كان العدو قد تمكن من احتلال مدينة بورفؤاد بينما قواتنا محتفظة بمدينة بورسعيد والمسافة بين مواقع القوتين ف المدينتين لا تتعدى 500 متر فكم من الملايين كانت ستنفق على إعادة تعمير المدينتين
  • ·خفضت إلى حد كبير الخسائر فى الأفراد مدنيين وعسكريين والتي كان من المتوقع حدوثها نتيجة للاشتباكات التي كانت ستحدث بين القوات الإسرائيلية المتمركزة فى مدينة بورفؤاد والقوات المصرية المتمركزة في مدينة بورسعيد وأيضا نتيجة لعمليات سلاح الجو الإسرائيلي۔ ضد مدينة بوسعيد والذي كان سيتدخل باستمرار - أثناء المعارك لحماية وتدعيم قوته فى بورفؤاد .

كانت القوات المصرية ستضطر فى إطار الخطط الهجومية لحرب أكتوبر ١٩٧٣ إلى تنفيذ عمليات هجومية لاسترداد مدينة بورفؤاد وتحريرها من القوات الإسرائيلية وكانت القوات المصرية المهاجمة ستضطر إلى القتال الى داخل المدينة من شارع الى شارع ومن مبني إلى مبنى في معارك عنيفة. وشرسة يتدخل فيها سلاح الجو من الجانبين - و المعلوم عسكريا أن القتال في المدن يكلف المهاجم والمدافع على السواء خسائر فادحة وانه من أصعب أنواع القتال - فكم من الدماء المصرية حقنت معركة رأس العش في 1/7/1967 بمنعها للعدو من احتلال مدينة بور فؤاد ؟

 

ملاحظات على سير المعركة:

 

معركة راس العش هي المعركة التي تفوقت فيها وحدة المدفعية الساحلية المصرية فنيا من وجهة النظر العسكرية على خصمها العنيد المدرعات الإسرائيلية التي شكلت العمود الفقري للضربة الإسرائيلية الرئيسية في 5 يونيو 1967 قامت فصيلة الصاعقة المتمركزة فى رأس العش على الضفة الشرقية للقناة بالاشتباك مع قوات العدو في أخر ضوء ) غروب يوم 1/7/1967 وأبدت بطولة وشجاعة نادرة وكبدت العدو خسائر فى قواته المدرعة و بدأت. سرية المدفعية الساحلية في الاشتباك عند حلول الظلام

تم استخدام أسلوب (تم التحضير له على مدى أسبوعين قبل المعركة) أمكن بواسطة التغلب على مشكلة صعوبة متابعة الأهداف الأرضية المتحركة وبذلك امكن الاشتباك مع قوات العدو المتحركة والمتقدمة في اتجاه مدينة بورفؤاد بنجاح.

 

للتغلب على مشكلة صعوبة مراقبة وتصحيح سقوط الطلقات لیلا تم دفع نقطة المراقبة من موقها اعلى خزان مياه كوبري الرسوة إلى اقصى  الأمام في عرباتها المجهزة باللاسلكي متسللة تحت جنح الظلام ومستخدمة المناطق المغطاة بأعشاب برية طويلة فى الاختفاء وقد نفذ ضابط المراقبة الأمامية المهمة بجرئة وشجاعة نادرة فقد اندفع للأمام إلى رأس العش حتى اصبح لا يفصله عن العدو في الضفة الشرقية سوى ٢٠٠ متر ( عرض القناة) وقد ساعده على أداء مهمته إضاءة المنطقة نتيجة لاشتعال العديد من مركبات العدو و دباباته و انفجار عربة محملة بالذخيرة واشتعالها ساعات عديدة مضيئة لمساحات كبيرة من المنطقة بنيرانها وأثناء الاشتباك اكتشف العدو مكان عربة المراقبة الأمامية فاطلق عليها نيران الرشاشات الا ان ضابط المراقبة الامامية نزع جهاز اللاسلكى من العربة وقفز منها واختفى فى وسط الاعشاب واستمر فى الابلاغ عن سقوط الطلقات .

 

بفضل الحسابات الدقيقة والمجهزة مسبقا والمعدلة أثناء المعركة وبفضل الدقة البالغة ويقظة الجنود العاملين على اجهزة ربط زوايا التنشين امكن حل مشكلة إخلاء القمة بنجاح دون حدوت اصتدام دانات المدافع بالاسطح العالية من المبانى المتراصة أمام موقع المدافع كان من المسلم به أنه وأن يبزغ ضوء الفجر سحب جميع المدافع والمعدات واخلاء الموقع ونشر هذه المعدات فى اماكن لايمكن الاستطلاع الجوى اكتشافها وعندما حلقت طائرات سلاح الجو الاسرائيلى صباح 2/7/1967 فوق موقع سرية المدفعية الذى اشتبكت منه طوال الليل وجده خاليا .

 

تعرضت السرية اثناء الاشتباك الى موقف عصیب کاد أن يحول سير المعركة ويجهض النصر الوشيك ففى الساعة الحادية عشر مساءا 1/7/1967 بدا ان ذخيرة المدافع قد اوشكت على النفاذ مما يهدد السرية بالتوقف عن القتال.

 

وكان الموقف يحتم ضرورة إحضار كميات أخرى من الذخيرة على وجه السرعة من الموقع الإدارى للسرية على مسافة 4 كيلومترات من موقع القتال وهنا تجلت شجاعة ووطنية أهالي بورسعيد الأبطال فما أن علموا بالموقف العصب حتى تجمع عدد منهم وبدأوا يتوافدون من المبانى المحيطة بالموقع طالبین السماح لهم بالمعاونة وإنطلقت عربات السرية وفوقها الاهالي في شوارع بورسعيد المظلمة إلى الموقع الادارى حيث قاموا بنقل مئات من دانات المدفعية الى موقع القتال في الوقت المناسب فكانت ملحمة رائعة إمتزجت فيها الوطنية والشجاعة .

 

نفذت السرية ٧٨ مدفعية ساحلية عملية رأس العش في 1/7/1967 بالإشتراك مع فصيلة من قوات الصاعقة المصرية وحققت  نصرا حاسما و نفذت لنشات الصواريخ البحرية عملية إغراقه المدمرتين ايلات ويافو فى 21/10/1967 وحققت ايضا نصرا حاسما اصبح خالدا فى التاريخ العسكرى البحرى الحديث وهنا تبرز حقيقة واضحة :

 

ان بورسعيد المدينة الباسلة التى دعمت قواتها المسلحة وساندتها و شدت من أزرها في ظروف عصيبة بالغة الدقة لم تفقد روحها ابدا وأن المدينة التى انطلقت منها العمليات المنتصرة - إغراق ایلات ويافو ورأس العش لم تهزم فى ١٩٦٧ - لقد انتزعت مدينة بورسعيد الصامدة وقواتها البحرية النصر من انياب الهزيمة وقدمته إلى أمتها في سنة حالكة السواد ١٩٦٧ - ورفعت الروح المعنوية لشعب مصر وقواته المسلحة فأحيت الأمل في الصمود والنصر - و أثبتت أنها كانت وستظل - مقدرة الغزاة والمعتدين .

 

تم بحمد الله ،

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech