Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

حرب الناقلات 1980- 1988

أهداف حرب الناقلات :-

 

 

يعد النفط الخليجي هو الثروة الطبيعية الأكثر أهمية في العالم منذ اكتشافه واستخراج الطاقة منه لكون الطاقة هو محرك للحضارات الغربية وعصب الحياة اليومية لكافة الشعوب والدول بل عصب الحروب والتقدم العلمي كذلك ويتفوق النفط على ما عداه من خامات الطاقة ومصادرها الأخرى بسهولة نقله وتخزينه وتكريره واستخدام مشتقاته العديدة إضافة إلى رخص ثمنه والطاقة المستخرجة منه فضلا عن وفرته في المناطق المكتشف فيها بما يسمح بأن يستخدمه العالم كله من دون استثناء وهي الخاصية التي تفتقدها مصادر أخرى أكثر رخصا مثل مساقط المياه أو أكثر استخراجا للطاقة مثل الطاقة النووية الباهظة النفقات والاشد خطرا .

تعد دولتا الصراع العراق وإيران من الدول المصدرة للنفط بكم كبير كما ان لدى كل منهما إحتياطيا في باطن أرضها بقدر بقاؤه بفترة زمنية طويلة " قد تتعدى القرن من الزمان " والدولتان تفطنان إلى تلك الحقائق لذا كان التأثير في المنشآت النفطية لأي منهما هدفا للطرف الاخر مع اختلاف الأسباب .

سعت إيران من خلال مهاجمتها ناقلات النفط في الخليج العربي إلى تحقيق عدة أهداف وقد وسعت نطاق المسرح البحري ليشمل بحر العرب والبحر الأحمر حتى يكون التأثير محققا أما أهدافها فهي :-

  • أ – تقليل حجم صادرات النفط العراقي مما يقلل عائداته ويؤثر في إقتصاد العراق وفي مواصلته الحرب .
  • ب – تقليل التفوق العراقي في التسليح نوعا وكما المعتمد على عائدات النفط أو للضغط على الدول المصدرة للسلاح .
  • ج – خلق حالة من التوتر الداخلي بإرتفاع الأسعار واختفاء مصادر الطاقة لدى الشعب او قلتها قد تؤدي إلى إسقاط النظام الحاكم او على الأقل تضغط عليه وتؤثر في حرية قراراته .
  • د – الضغط على الدول الخليجية المعاضدة للعراق لتتخلى عن تأييدها له سياسيا واقتصاديا بالتعرض لمنشآتها النفطية وناقلات نفطها مهما كانت جنسيتها بالتخريب والتدمير .

أما الأهداف العراقية من تلك الحرب فكانت أكبر أبعادا من مثيلتها الإيرانية فإضافة إلى إضعاف القدرة الاقتصادية لإيران وإرهاب الدول المستوردة أو الناقلة للنفط الإيراني لتمتنع عن ذلك مما يقلل من قدرة إيران على التصدير إنتاجا ونقلا وتسويقا سعى العراق إلى توريط دول خارجية يعد النفط بالنسبة إليها أكثر حيوية وكلها دول صناعية ( أوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية – الاتحاد السوفيتي ) أي دول عظمى وكبرى كي تصبح مسارات الحرب أكثر تعقيدا وتتدخل الدول الخارجية ضاغطة لإنهاء الحرب .

 

 

الوضع النفطي للدولتين :-

كانت حصة إيران من إنتاج النفط تبعا لقرارات منظمة الأوبك آنذاك 3 ملايين برميل في اليوم بينما تزيد طاقتها الإنتاجية على ضعف ذلك أي أنها تستطيع الوفاء بتعاقداتها بقيمة الحصة التصديرية إضافة إلى قيمة الاستهلاك المحلي الذي كان يقدر وقتها بربع مليون برميل يوميا ولتصدير نفط إيران لم يكن هناك إلى موانئها البحرية على الخليج العربي فلم يكن ثمة خطوط أنابيب في أي من الدول المجاورة لنقل النفط إلى الخارج لذا لجأت إيران إلى تخزين حجم احتياطي عائم من النفط في ناقلات راسية في الموانئ البعيدة عن مدى الطائرات العراقية فقد إحتفظت إيران ب17 ناقلة في ميناء لاراك الإيراني في الجنوب 6 منها ناقلات عملاقة تحمل 19 مليون برميل من النفط الخام المعد للتصدير وهو ما يعني قدرتها على الاستمرار في التصدير لمدة 7 أيام لو استطاع العراق تدمير كل حقول الإنتاج والموانئ التصديرية وتسمح تلك الفترة بإستعادة قدرتها التصديرية وإصلاح ما أعطب وما دمر إضافة إلى 11 ناقلة أخرى تحمل احتياطي الوقود اللازم للإستهلاك المحلي ودفع عجلة الحرب لفترة طويلة كذلك ناهيك أن إيران لجأت إلى تحصين مناطق إنتاج النفط خاصة تلك الواقعة في مدى عمل القوات الجوية والصواريخ والمدفعية العراقية على غرار منصتها البحرية النفطية في خرج .

 

 

أما العراق فقد كان وضعه النفطي أكثر إتزانا وقوة فلديه خطوط أنابيب لنقل النفط عبر أراضيه إلى تركيا شمالا وغربا حيث يصدر من موانئها على البحر الأبيض المتوسط وإلى المملكة العربية السعودية جنوبا لتصديره من موانئها ( وكانت الخطوط المارة بالاراضي السعودية قيد الانشاء عند بدء الحرب ) وتؤمن تلك الخطوط حاجات بغداد من الموارد المالية لشراء الأسلحة وطبيعي ان يستند العراق في تصدير نفطه إلى النقل بالانابيب إلى موانئ الدول المجاورة فهو كدولة يفقتر إلى موانئ ذات قدرات كبيرة خاصة بعد إحتلال إيران شبه جزيرة الفاو ومصير ميناء البكر العراقي الرابض خلف جزيرتي بوبيان وورية الكويتيتين في مرمى الأسلحة الإيرانية ولاسيما الصواريخ الصينية سيلك وورم لذلك فإن العراق لم يكن لديه في الحقيقة ما يخسره في تلك الحرب فهو لا يملك ناقلات نفط تمخر عباب الخليج لذا كان كل ما تستطيع إيران قصفه هي ناقلات نفط إما خليجية ( خاصة الناقلات الكويتية والسعودية ) أو أجنبية تنقل نفط الدول الخليجية وهي بذلك تتعاون مع العراق على تحقيق هدفه تدويل المشكلة وتوريط الدول الكبرى التي تملك الناقلات أو هي المستفيد من نفط الدول الخليجية .

 

 

الوسائل المستخدمة ضد الملاحة في الخليج العربي :-

أ . الهجمات الجوية :

استخدم الطرفان الطائرات المقاتلة القاذفة من أنواع مختلفة والمسلحة بالصواريخ في مهاجمة السفن في الخليج وإلحاق الاضرار بها وكانت فاعلية الهجمات الجوية ضعيفة إذ أن تلك الصواريخ لا تؤثر تأثيرا كبيرة في الناقلات الكبيرة الحجم كما ان النفط الخام لا يشتعل بسهولة مما يجعل الإصابة بالصاروخ تقتصر على إحداث أضرار بسيطة في هيكل السفينة يمكنها تحمله والاستمرار في الحركة إضافة إلى ذلك فإن هذه الهجمات غير اقتصادية بالنسبة إلى ثمن الطائرة والصواريخ المستخدمة ونفقة إعداد الطيار المقاتل .

ب . الاشتباك البحري :

تعرضت القطع البحرية للطرفين لخسائر كبيرة خلال مراحل الحرب المختلفة وادى ذلك إلى ضعف إمكانات قواتهما البحرية وقد أعدت إيران عدة زوارق خفيفة وسريعة مسلحة بقاذفات صاروخية ورشاشات ثقيلة وهي غير ذات فاعلية بالنسبة إلى السفن نفسها إلا أن اقترابها السريع من السفينة يمكنها من تصويب أسلحتها إلى قمرات الطاقم وتدميرها بهدف إحداث إصابات بهم وإصابتهم بالذعر مما يجعلهم يرفضون الإبحار في الخليج بعد ذلك وقد استخدمت إيران الجزر الكثيرة المنتشرة في الخليج كنقط رسو لتلك القطع الخفيفة وهو ما يمكنها من استخدام هذا الأسلوب على طول المجرى الملاحي في الخليج العربي .

ج . صواريخ أرض – سطح سيلك وورم صينية الصنع :

استخدمت إيران الصواريخ الصينية الصنع من منصات إطلاق ثابتة ومتحركة وهي ذات طاقة تدميرية قوية فاعلة ضد السفن الغير مسلحة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها وقد وزعتها في مواقع تستطيع منها إصابة السفن أثناء إبحارها من مدخل الخليج عند مضيق هرمز وحتى شبه جزيرة الفاو بل كان من الممكن إصابة ميناء الاحمدي الكويتي منها .

د . الألغام البحرية :

تعد سلاحا مثاليا ضد النقل البحري وتستخدم في أعماق مختلفة ولها وسائل عمل متعددة فبعضها يعمل عند الاصطدام به " طرقي " سواء كان طافيا على السطح او مغمورا تحته وبعضها ينفجر بإقتراب هيكل السفينة المعدني منه " مغناطيسي " ومثيله ذلك الذي يعمل بمستشعرات للصوت وبعض من تلك الألغام مزود محركا يستطيع دفع اللغم نفسه نحو الهدف وغالبا ما يكون فيه وحدة تخزين معلومات ويسمى اللغم الطوربيدي وهو فعال جدا وللتغلب على أساليب مقاومة تلك الألغام " تسمى عمليات كسح الألغام ويخصص لها سفن سطح مجهزة خصيصا لتلك المهمة " يوضع في الحقل اللغمي البحري أنواع من الألغام العنقودية لديها القدرة على إطلاق عدة ألغام متتالية فتخدع سفن الكسح بإطلاق لغم واحد فتكتسحه وتستمر هي في أداء مهمتها بما بقى لديها من ألغام " تصل في بعض الأنواع إلى 6 ألغام "

استخدمت إيران هذه الأنواع في إنشاء مناطق خطر تعترض الملاحة في الخليج كما بثتها خارج مياه الخليج العربي في البحر الأحمر .

هـ . الاعمال التخريبية :

استخدمت إيران عملاءها والموالين لها من الشيعة أو غيرهم في دول الخليج العربية في أعمال تخريبية للمنشآت النفطية خاصة في موانئ التصدير للضغط على تلك الدول حتى تمتنع عن تأييد العراق .

أعمال القتال في حرب الناقلات :-

كانت الهجمات ضد ناقلات النفط أثناء إبحارها في الخليج العربي أمرا شائع الحدوث منذ بداية الحرب للتأثير في إقتصاد الدولتين المتحاربتين إلا أن تلك الهجمات كانت موجهة ضد السفن التي ترفع أعلام الدولتين فقط ولكنها اقتصرت على السفن الإيرانية والتي هاجمتها الطائرات الحربية العراقية مرارا إذ لم يكن العراق يملك سفنا لنقل النفط .

من جهة أخرى ولتحقيق الأهداف من حرب الناقلات وجه كل طرف عدة ضربات إلى المنشآت النفطية داخل البلد الآخر أو على سواحله شملت مناطق الإنتاج ومعامل التكرير وأرصفة الشحن والمنصات البحرية النفطية وكانت إيران هي الأكثر تضررا حتى يناير 1987م حينما بدأت توسع نطاق هذه الحرب وتزيد معدل هجماتها على السفن في الخليج لتشمل أي سفن تقل نفطا مهما كانت جنسيتها وهو عينه ما بدأ العراق ينفذه كذلك سعيا إلى تدخل الدول الكبرى مع تركيزه في المنشآت النفطية في خرج وسيري وغيرهما .

كانت الهجمات على ناقلات النفط غالبا ما تشن ليلا ويستخدم فيها الصواريخ البحرية والجوية التي وضح ضعف تأثيرها فلم يغرق إلا عدد يسير من السفن إلا أن الإصابات كانت جسيمة وأعطبت سفنا كثيرة مما يعد مؤثرا في حركة تصدير النفط بشكل عام خاصة مع إحجام بعض الدول المالكة للناقلات عن إرسالها إلى المنطقة .

أدت حرب الناقلات إلى نشاط الاساطيل الأجنبية فقد أرسل الاتحاد السوفيتي فرقاطة صواريخ لحماية سفنه التي تحمل أسلحة إلى العراق وهي ثاني سفينة حربية سوفيتية توجد في مياه الخليج العربي ورفعت الولايات المتحدة الامريكية كذلك من حجم قطعها البحرية القريبة في المحيط الهندي لتصل إلى مجموعة حاملة طائرات كاملة مكونة من حاملة طائرات " كيتي هولد " و11 سفينة مرافقة للحماية نشرت شرق ولاية مصيرة في سلطنة عمان كما دفعت فرنسا وبريطانيا عددا آخر من السفن الحربية لتنضم إلى السفن الموجودة في المنطقة تحسبا لما تتطور إليه الأمور .

وفي تطور مفاجئ طلبت دولة الكويت وكانت الأكثر تضررا من تلك الحرب من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي حماية ناقلاتها ورفع علميها عليها فاستجابا لها .

وكانت دولة الكويت تتعرض لنقد سياسي إيراني عنيف لسماحها بإستخدام موانئها لتفريغ شحنات السلاح السوفيتية إلى العراق كما كانت تسمح لطائرات العراق بالمرور في أجوائها في هجماتها على الجزر والسفن الإيرانية وهو ما عرضها لسخط الحكومة الإيرانية وتوعدها بتهديد مصالحها النفطية .

من جهة أخرى فإن إيران أنشأت قاعدة للصواريخ الصينية سيلك وورم البالغ مداها 100 – 250 كم في مدخل الخليج بالقرب من مضيق هرمز وهو ما يهدد الملاحة في الخليج برمتها ولهذا كانت الموافقة الامريكية على حماية الناقلات الكويتية مهمة للطرفين كما أنشأت إيران موقعا آخر للصواريخ في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة الفاو العراقية المستولى عليها ، يصل مداها ميناء الكويت الرئيسي ومدينة الكويت العاصمة وأنشأت إيران كذلك فرعا بحريا للحرس الثوري الإيراني منذ عام 1984م وصلت قوته إلى 20 ألف مقاتل أي أنه أصبح أكبر حجما من البحرية الإيرانية نفسها وأمدته بزوارق صغيرة وسفن إعتراض وعدد كبير من الزوارق المطاطية ذات المحركات القوية وسلحت تلك السفن والزوارق بالصواريخ الفردية والرشاشات الثقيلة والمدافع الخارقة للدروع كما كان لدى هذا الفرع البحري للحرس الثوري زوارق شراعية مزودة برافعات يدوية مما يمكنها من بث الألغام 350 طنا من الألغام إضافة إلى عدد من السفن الصغيرة القادرة على نقل المقاتلين وإنزالهم بالقرب من الأهداف الساحلية المنتقاة فضلا عن غواصة صغيرة الحجم كورية الصنع ونشرت تلك القوة على طول الخليج العربي على الساحل الإيراني والجزر التابعة لها والمنصات البحرية للنفط ودربت القوة البحرية للحرس الثوري على أعمال الاقتحام السريع والهرب أو الاصطدام الانتحاري بالهدف لتفجيره وسد المجري البحري بسفن محملة بالاسمنت وعلى أعمال الغوص تحت المنشأة المائية وتلغيمها وزودت القوة طائرات خفيفة للنقل والهجوم الانتحاري .

يصعب إكتشاف تلك الأهداف البحرية الصغيرة أثناء هجومها على رادارات السفن أو المنشآت البحرية كما ان بعض المواقع المهمة مثل جزر فارسي وأبو موسى وطنب الكبرى والصغرى تمركز في كل منها قوة بلغت ألف مقاتل مزودين بطائرات مروحية تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم جوا واقتحامها والاتسيلاء عليها وهو ما يجعل لتلك الحرب بعدا جديدا خطيرا .

أنذرت إيران كلا من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية من التدخل بأي صورة في الحرب الدائرة على سطح الخليج فقد أصبحت قادرة على إدارة حرب عصابات بحرية وساحلية وإحداث خسائر مزعجة سياسيا لكلا الدولتين على الرغم من عجزها عن مواجهة أي منهما في حرب نظامية بحرية بالطبع .

في إبريل 1987م أعلنت إيران توسيع حد مياهها البحرية 12 ميلا بحريا وحددت منطقة محظورة بحذاء الساحل وبعمق 40 ميلا من الساحل وهي منطقة ضخمة تؤثر في سعة الممرات المائية الملاحية إلى الكويت وفي الشهر نفسه زادت إيران من دورياتها البحرية واعتراضها للسفن بغرض التفتيش عن شحنات الأسلحة المرسلة إلى العراق وفي مايو من العام نفسه بدأ الحرس الثوري البحري هجماته ضد ناقلات النفط وازدياد نشاط المعارضة والهجمات البحرية تدريجيا .

أعدت الولايات المتحدة الامريكية خطة لحماية الناقلات الكويتية وخطة أخرى تنفذ عند التأكد من وجود أخطار تهدد الملاحة في الخليج العربي وأبلغت الكويت الاستعداد لحماية ناقلاتها ال11 في 7 مارس فقبلت العرض الأمريكي في 10 مارس حماية كل ناقلاتها ووقعت مع واشنطن في 2 إبريل اتفاقية في هذا الشأن .

المواجهة بين إيران والدول العظمى في مياه الخليج العربي :

مع بداية مايو هاجم الحرس الثوري البحري عدة ناقلات نفطية لبعض الدول الآسيوية وطلب رئيس الوزراء الإيراني من الكويت الامتناع عن حماية سفنها بوساطة أساطيل القوى العظمى مهددا بإتخاذ الاجراء الملائم

وفي 8 مايو 1987م هاجمت سفينة مسلحة صغيرة نزعت علاماتها وأخفيت هوياتها سفينة شحن سوفيتية بالقرب من منصة نفطية إيرانية عائمة ووضح أن إيران تتعمد التصعيد لإرغام الكويت على التراجع ورد العراق على الاعمال الهجومية الإيرانية فوق مياه الخليج العربي بهجمات مكثفة على السفن الإيرانية كما شن هجوما جويا مكثفا على مصافي النفط في أصفهان وتبريز وكان الرد الإيراني تصعيد مستمر لحرب الناقلات إذ بثت طهران ألغاما بحرية في المجرى الملاحي أصاب إحداها ناقلة نفط سوفيتية تستأجرها الكويت في الناقلة " مارشال تشوكوف " وأعلنت إيران استمرارها في هجمات مماثلة وبدقة أكبر إذا لم تتراجع الكويت عن تأييد العراق .

أدى حادثة الناقلة السوفيتية إلى مواجهة سياسية بين إيران والاتحاد السوفيتي بينما كان على العراق أن يبرر هجومه في 17 مايو على الفرقاطة الامريكية ستارك وإصابتها إصابة مباشرة من جراء قصفها بصاروخين فرنسيي الصنع من نوع إكسوزيت أصابها بأضرار جسيمة وأصيب في الحادث عدد من طاقمها وقتل عدد آخر وهو ما زاد من حجم التورط الأمريكي في حرب الناقلات وبينما كان العراق يعتذر معلللا هجومه بأنه خطأ كانت إيران تبحث زيادة التورط الأمريكي واستغلال حساسية الموقف لدى الشعب الأمريكي حتى تضغط على حكومته لتنسحب من المنطقة على غرار ما فعلته في لبنان أثناء الحرب الاهلية وفات الإيرانيين ان المصالح الامريكية في الخليج مهددة تهديدا مباشرا من إيران وهو ما لم يكن في دائرة الحسبان في لبنان .

من هذا المنطلق دفعت إيران قوتها الثورية البحرية إلى مهاجمة سفن أجنبية أخرى كما هاجمت مرفأ عراقيا صغيرا بالقرب من الفاو بقوة بحرية بلغت 40 زورقا سريعا وقد فشل الهجوم في تحقيق أهدافه لكنه أوضح ان الحرس الثوري البحري قادر على العمل في مجموعات كبيرة قد تصبح مزعجة لقوافل السفن كذلك .

كانت أول مواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في أول يونيو حينما أعترضت مدمرة إيرانية سفينة تجارية أمريكية " سفينة الشحن باتريوت " في مدخل الخليج وطلبت منها إعلان هويتها ووجهتها على الفور طلبت السفينة عونا بحريا سريعا من الاسطول الأمريكي القريب فتوجهت إلى نصرتها المدمرة كوبنهاجن فسارعت المدمرة الإيرانية المعترضة إلى تغيير إتجاهها بعيدا عن المنطقة وأكد الحادث ان إيران تحاول ألا تكون المواجهة مباشرة فهي غير قادرة عليها وإنها تعمل في إطار حرب عصابات بحرية فقط .

استمر العراق يستخدم قوته الجوية في مهاجمة ناقلات النفط الإيرانية ومنشآت النفط في الخليج مع التركيز في جزيرة خرج بينما كثفت إيران استخدامها للألغام البحرية التي دفعت التيارات المائية بعضها إلى ميناء الاحمدي الكويتي وسارعت الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية إلى إرسال سفن كسح الألغام للمعاونة في تطهير مياه الميناء حتى لا تتأثر عمليات شحن النفط فيه وازداد التورط الأمريكي اثر ذلك فأعلنت واشنطن توسيعها مدى الاستطلاع والانذار البحري والجوي في المنطقة وطلبت من المملكة العربية السعودية معاونتها على ذلك بإستخدام طائراتها للإستطلاع والانذار المبكر من نوع أواكس .

حتى نهاية يونيو دأبت الدولتين إيران والعراق على مهاجمة الناقلات كل بوسائلها واستطاع زورق إيراني مسلح من إصابة ناقلة كويتية ورفضت الولايات المتحدة الامريكية رقفا جزئيا لإطلاق النار مطالبة بإيقاف كامل طبقا لقرار الأمم المتحدة رقم 582 الصادر عام 1986م وهو ما آثار إستياء الإيرانيين فردوا بإجراء مناورة بحرية لإستعراض قدراتهم وتوجيه تحذير إلى الأمريكيين .

كانت الخطة الامريكية لحراسة الناقلات الكويتية تقتضي مرافقة عدد من تلك الناقلات في قافلة بحرية مرة كل أسبوعين بما يسمح لها بمعرفة ردود فعل إيران وأساليبها في مهاجمة القوافل وكانت الحراسة المقررة مكونة من 3 أو 4 قطع بحرية أمريكية كبيرة ومتوسطة لكل قافلة من ناقلتين مع تكليف الطائرات الامريكية بتوفير حماية جوية بدءا بعمليات الاستطلاع والانذار بإستخدام طائرات الاواكس السعودية إلى طائرات الإعاقة والتوجيه إلى المقاتلات مما يعطي انطباعا بجدية الأمريكيين في مواجهتهم للهجمات الإيرانية ولذلك فقد دفعت الولايات المتحدة الامريكية مزيدا من بحريتها إلى المنطقة شملت حاملة طائرات والبارجة ميسوري وحاملة طائرات مروحية مسلحة وزودت السفن برادارات بعيدة المدى وشبكات معلومات وأسلحة مضادة للصواريخ وكان أكثر التهديدات قوة للأسلوب الأمريكي في حماية القوافل ، الافتقار إلى وسائل دفاعية قوية ضد الألغام البحرية كما كان أكثر المصاعب تأثيرا افتقاد قاعدة بحرية أمريكية قريبة للعمل منها .

في 22 يوليو 1987م أبحرت أول قافلة طبقا للتخطيط الأمريكي وتشمل ناقلتي نفط إحداهما ناقلة عملاقة " بريدجتون " وكان عليها أن تتبع أحيانا مسارا قريبا من منطقة الحظر البحري الإيراني من دون إسراع مما يزيد من وقت مرورها وزمن تعرضها كما كانت وسائل الاعلام العالمية تتابع تلك القافلة وتبث معلوماتها عنها مما أضاع السرية المطلوبة للحماية وفي صباح يوم الثالث 24 يوليو اصطدمت الناقلة " بريدجتون " بلغم تسبب بفجوة كبيرة أدت إلى إمتلاء 4 من عنابرها من أصل 31 عنبر شحن بالمياه فزادت من تخفيض سرعتها وانتشر القناصون الامريكيون فوق أسطح السفن لإصطياد الألغام وزادت كثافة عمل أجهزة السونار حتى وصلت السفن إلى مقصدها مما أدى إلى إرهاق الاطقم ولم تتعرض إيران للقافلة بأي نوع آخر من الهجمات لذا لم يستطيع أحد أن يثبت تورطها في ذلك لكن الأمريكيين استدعوا طائرات مروحية مجهزة من قاعدتهم في المحيط الهندي كما جهزوا 4 سفن إبرار للعمل في المنطقة ويعني ذلك أنهم كانوا يفكرون في رد فعل هجومي سريع عند حدوث أي هجوم آخر وقد وفرت الكويت سفينتين كبيرتين للرسو في المياه الدولية والعمل كقاعدة لهم ووافقت المملكة العربية السعودية والبحرين على إمدادها بما يلزم وجهزتا بالرادارات ومعدات الإعاقة وتمركز فيها وحدات من الكوماندوز وعناصر صواريخ سطح – جو خفيفة للدفاع عنهما إضافة إلى تزويدهما مدافع مضادة للصواريخ كما جهزتا هندسيا تجهيزا يقيهما الشظايا والانفجارات .

كانت إحدى هاتين السفينتين قد وضعت في مواجهة جزيرة فارسي الإيرانية على مسافة 20 ميلا بحريا كما أضيفت إليها منصة نفطية عائمة جهزت لأعمال المراقبة في الجزيرة الإيرانية كما دبرت وسائل أخرى لمراقبة قاعدة الزوارق الإيرانية السريعة في جزيرة أبو موسى وأكد ذلك إختيار الأمريكيين الأهداف التي سينتقمون منها عند التعرض للقوافل التي يحمونها .

وازدات حدة الموقف بإعلان الاتحاد السوفيتي تخليه عن حماية الناقلات وطالب الأمريكيين بسحب قطعهم البحرية وتعهد بانهم يحذوا حذوهم كما هاجم الإيرانيين لاستمرارهم في القتال وابدى تفهمه الموقف العراقي وايده بل أرسل علنا أسلحة إلى العراق .

في أغسطس حدثت مواجهة أخرى بين إيران والقوة الامريكية في الخليج حيث اقتربت طائرة إيرانية من دورية إستطلاع أمريكية فأطلقت عليها طائرات الحماية صاروخا أخطائها فأنسحبت عالفور ودفعت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا عددا آخر من القطع البحرية شملت كاسحات ألغام بريطانية وفرنسية وطائرات مروحية مسلحة وأطقما مسلحة بصواريخ سطح – جو وفريق القوات الخاصة التابع للبحرية الامريكية " سيل " المدرب على عمليات الاقتحام السريع وبدت المواجهة وشيكة .

وسعت إيران مسرح العمليات البحري فظهرت ألغام بحرية طافية أمام ساحل الفجيرة الإماراتية وانفجرت ألغام أخرى بثتها سفن إيرانية تجارية في البحر الأحمر كما هاجمت زوارق مسلحة سفنا أجنبية خارج مدخل الخليج .

ورد العراق على الاعمال الإيرانية بعد توقف زاد على 45 يوم بضربة جوية قوية ضد المواقع البرية التي تهدد الملاحة وركز هجماته الجوية على جزيرة خرج ومجمعات النفط في جزيرتي سيري ولافان وألحقت بها أضرارا بالغة إلا أنها لم تؤثر في كمية النفط الإيراني المصدر وإن حملت الاقتصاد خسارة كبيرة تمثلت في نفقات إصلاح التلف ولم تكن صواريخ جو – سطح التي تستخدمها الطائرات الحربية العراقية مؤثرة إلى درجة كافية لإحداث تدمير أو إعطاب لفترة طويلة لأي هدف نفطي بما في ذلك الصواريخ الفرنسية الحديثة اكسوزيت ولم تستخدم الطائرات العراقية قنابل ذات أحجام ملائمة لذلك فإن القيادة العراقية ركزت القصف الجوي في الأهداف الاقتصادية لإصابة مصافي النفط ومحطات القوى للضغط على إيران وهذه الأهداف غير ذات أهمية اقتصادية بالنسبة إلى القوى الكبرى ودول مجلس التعاون ولكنها مؤثرة في الجانب الاجتماعي الداخلي بإنخفاض حجم الوقود المخصص للتدفئة شتاءا وارتفاع أسعاره .

كان العراق قد عقد اتفاقا لإيقاف الهجمات ضد الملاحة في الخليج لمدة شهرين تنتهي في 29 أغسطس ولدى انصرامها بدأ العراق ينفذ مخططه لمهاجمة الأهداف البحرية في الخليج إضافة إلى الضربات الجوية والصاروخية ضد الأهداف الاقتصادية والمدن وردت إيران بضربات وهجمات مماثلة مع حرصها على الابتعاد عن الأهداف الامريكية وتزايد معدل الأهداف فبلغ 7 سفن في اليوم الواحد وأعلن العراق إصابته 11 سفينة في 5 أيام وهو رقم عالي ومؤثر .

نمت القوى البحرية الأجنبية في الخليج من الدول الأوروبية الغربية والولايات المتحدة الامريكية حتى وصلت إلى 69 سفينة متنوعة قبل نهاية عام 1987م وتعاونت بل عملت معا أحيانا إمعانا في التأمين وكان هناك إستعداد لزيادة العدد والمبادرة إلى عمل عنيف ردا على أي إعتداء بشرط ضبط الفاعل أو العثور على أدلة تدينه وهو أمر صعب جدا في حالة الخليج إلا أن ذلك لم يوقف الإجراءات البريطانية لعقاب إيران بطرد أفراد مركز الامداد الإيراني في لندن " مكتب شراء الأسلحة وشحنها "

كانت المواجهة العنيفة الوحيدة في ذلك العام تلك التي حدثت في سبتمبر 1987م فبعد حادثة السفينة بريدجتون حذرت الولايات المتحدة الامريكية إيران عدة مرات من انها ستشتبك مع أي سفينة تضبط أثناء بثها للألغام في مياه الخليج الدولية وعلى إثر ذلك نفذت واشنطن مخططا لمتابعة التحركات البحرية الإيرانية ورصدها في الخليج وخارجه بواسطة شبكة أقمار صناعية وطائرات الاستطلاع SR-71 وطائرات المروحية مجهزة برادارات ومستشعرات لإكتشاف الألغام ورصد نشاط السفن .

وقد اكتشف الأمريكيون سفينة إيرانية " إيران إير " أثناء مغادرتها أحد الموانئ الإيرانية المراقبة ووضعت تحت المراقبة الدائمة كما هو معتاد وتبين أنا تبث ألغاما بحرية ليلا على مسافة 50 ميلا بحريا من البحرين شمال قطر وعلى الفور اقتربت منها طائرتين مروحيتين واستطاعتا تصويرها وهي تبث الألغام ولدى إبلاغها بذلك صدرت الأوامر إليها بمهاجمتها ففتحها عليه النيران فعطبت وقتل 5 من بحاريها وأبرت مجموعة من القوات الخاصة البحرية " سيل " على ظهرها استولت عليها وأسرت 26 فردا كانوا على متنها ومهدت نسفها ثم أغرقتها بعد إخلائها من الاسرى .

عرض الأمريكيون الأفلام التي تكشف أعمال السفينة وهويتها وتظهر بحارتها الذين شرحوا مهمتهم إضافة إلى الخرائط و 8 ألغام سوفيتية الصنع كانت لا تزال في السفينة وبات معروفا للجميع مسؤولية إيران الكاملة في حوادث الألغام التي كانت تعد مجهولة وسارع العالم إلى لوم إيران وتعنيفها في المحافل السياسية .

 

 

تصعيد جديد للحرب في الخليج العربي :

على الرغم من أن معظم دول العالم هاجمت أعمال إيران البحرية في الخليج وتعرضها للسفن المدنية فإن طهران دأبت على مهاجمتها السفن بواسطة الزوارق المسلحة السريعة مع تجنبها الاصطدام بالسفن الامريكية او تلك التي ترفع العلم الأمريكي وهو ما دعا الولايات المتحدة الامريكية في 30 سبتمبر إلى إعلان توسيع نطاق حمايتها السفن في مياه الخليج لتشمل كل الناقلات الأوروبية .

في منتصف أكتوبر أطلق إيران صاروخا صيني الصنع سيلك وورم من قاعدة في شبه جزيرة الفاو في اتجاه ميناء الكويت فأصاب ناقلة نفط ليبيرية الجنسية راسية في الميناء وأنزل بها أضرارا جسيمة وأغرى الصمت الأمريكي إيران بالهجوم في اليوم التالي بصاروخ آخر أصاب هذه المرة ناقلة نفط كويتية ترفع العلم الأمريكي وهي على مسافة 7 أميال من ميناء الاحمدي الكويتي وفي الحال أعلنت الولايات المتحدة الامريكية انها سترد على ذلك فقصفت البحرية الامريكية منصة نفط إيرانية في جنوب الخليج وأشعلت فيها النيران بينما استولت قوة " سيل " المخصصة للبحرية الامريكية على منصة أخرى ونسفتها .

وردا على الاجراء الأمريكي السريع والعنيف قصفت المدفعية الإيرانية شمالي الكويت وفي 22 أكتوبر شنت هجوما صاروخيا جديدا على ميناء الاحمدي الكويتي وأصابت منصة نفط عائمة أمامه ولم ترد الولايات المتحدة الامريكية على ذلك معلنة ان مهمتها حماية السفن وليس الدفاع عن الكويت إلا أنها اتخذت بمعاونة الكويت بعض الإجراءات الدفاعية التي تحول دون استيلاء ايران على الجزر الكويتية الاستراتيجية في الشمال وانشأت منصة كبيرة على سفينة ضخمة أمام الكويت لتستخدمها القوات الامريكية كقاعدة إنطلاق ضد الأهداف الإيرانية في شمال الخليج وهو إيذان بتهديد جدي لإيران حتى لا تكرر الضربات الصاروخية على الكويت ووعت إيران الإنذار فأحجمت بعد ذلك أي نشاط بحري يذكر في الخليج .

 

 

العراق يتخذ المبادأة في حرب الناقلات :

على الرغم من أن إيران جمدت نشاطها البحري تقريبا منذ آخر أكتوبر إلا أن العراق واصل هجماته على الناقلات مستخدما قواته الجوية وقد حاول تحقيق أحد أهدافه المهمة من تلك الحرب زيادة صعوبات الاقتصاد الإيراني المعتمد على تصدير النفط لذلك شدد هجماته الجوية على معامل التكرير والمستودعات ومحطات القوى وقللها ضد الناقلات في مياه الخليج خاصة بعد أن ردت إيران على الهجمات العراقية بقصف بغداد بصواريخ أرض – أرض سوفيتية الصنع سكود بي بعد كل هجمة جوية على أهدافها النفطية .

 

 

الفرقاطة الإيرانية سهند تحترق بعد ان ضربت بصاروخين هاربون من

قبل القوات الامريكية كرد على مهاجمة إيران ناقلات النفط الكويتية المرفوع عليها الاعلام الامريكية .

 

 

 

منصة نفط إيرانية تشتعل بها النيران في الخليج العربي إثر هجوم أمريكي

كرد فعل لما قامت بها إيران من نسف ناقلات نفط كويتية .

 

 

سفينة العرب السعودية لحظة إحتراقها .

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech