Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء أركان حرب دكتور ابراهيم شكيب - حرب بين حربين

 

حرب ما بين حربين :

خلال الفترة ما بعد العدوان الثلاثي وتحديدا في 22 فبراير 1958 اعلنت الوحده بين مصر وسوريا وسافرت للخدمه في الجولان السوري ضمن قوه مدفعيه هاوتزر 122 ملم ،وعينت قائد سريه مدفعيه بالكتيبه 133 مدفعيه في الفترة من 1/9/1959 حتي 1/1/1961 ،  ولم يكن الجيش السوري في هذا الوقت جيشا مقاتلا بمعني الكلمه ، انما تحول الي جيش مقاتل فقط بعد الوحده ، فكان بالجيش السوري ظاهرة غريبه جدا لم اراها في اي جيش اخر ، وهو ان كل ضباط وجنود الجيش عبارة عن ضباط وجنود صباحا ، وفي المساء يعود الجميع الي مساكنه لممارسه مهنه التجارة ، فلم يكن بالمعسكرات الا جنود الحراسه فقط .

في سنه الوحده اعتنقت مصر رسميا المذهب السوفيتي في القتال وتحولت المذكرات والاوامر والتشكيلات الي المذهب السوفيتي .

وكان الفرق الوحيد الذي اثر فينا في تلك الفترة بين المذهب الانجليزي وبين السوفيتي هو التطور الهائل في الاجهزة المعاونه لسلاح المدفعيه مثل جهاز تقدير المسافات والذي اعطي ضابط المدفعيه قدرا كبيرا من الراحه في سرعه التعامل من الاهداف

وعدت الي مصر قبل الانفصال ، وخدمت في اللواء 47 مدفعيه من احتياطي الرئاسه العامه وحصلت علي فرقه قاده السرايا وقاده الكتائب اثناء تلك الفترة ، وحتي قامت حرب اليمن سنه 62 .

وعينت قائد كتيبه مدفعيه قبل دوري في 14/11/1964 وتم استدعائي للسفر الي حرب اليمن وكنت برتبه رائد حيث كلفت بقياده كتيبه مدفعيه هناك ، حيث ظللت هناك من 1966:1964 واثناء ذلك في اليمن نجحت في امتحان القبول بكليه القاده والاركان وكان اختبارا صعبا للغايه .

ومن الصدف ان مده الكتيبه كانت قد انهت مده تواجدها في اليمن خلال تلك الفترة فعاد الضباط والجنود معي علي نفس السفينه العائده الي مصر .

وخلال تواجدي في اليمن اشتركت في اشتباكات شديده في حرب اليمن ، فلم تكن نزهه لقواتنا بأي حال .

وكان اكبر مشكله تواجهننا ان اليمن تعتبر مستودع جبال العالم من كثرة الجبال التي بها ، فيكفي ان تعلم ان الكتيبه بها ثلاث سرايا منتشرة في مناطق معينه ، فأذا اردت ان اتحرك من قياده الكتيبه للمرور علي احد السرايا فأن ذلك يضيع علي نصف يوم في الذهاب للسريه ونصف يوم في العوده لوعورة الطريق .

في اكتوبر 1966 نجحت في دورة القاده والاركان بعد دورة ناجحه ومفيده جدا لنا

 

النكسه :

في 14 مايو 1967 اعلنت حاله الطوارئ ، وقدمت نفسي لادارة سلاح المدفعيه ، والذي حولتني الي مدفعيه الفرقه السادسه مشاه التي كان يقودها اللواء عبد القادر حسن ورئيس اركان الفرقه اللواء فايق البوريني والعقيد احمد بدوي رئيس عمليات الفرقه (( قائد الفرقه السابعه مشاه في حرب اكتوبر ولاحقا وزير الدفاع ))

وسالت عن مكانها وعندما اتجهت اليها لتقديم نفسي وجدت ان الفرقه السادسه قد تحركت الي سيناء وانها في منطقه بير تمادا ، وتحركت الي سيناء لالحق بالفرقه السادسه في سيناء .

ومن حظي ان قائد مدفعيه الفرقه السادسه مشاه هو محمد حسن غنيم والذي كان قائد مدفعيه السويس سنه 1956 وخدمت معه من قبل عندما كنت ملازم ثان وكان يعرفني جيدا ويعرف امكانياتي ، وابلغني بمهمه الفرقه الحيويه جدا .

وفي يوم 26 مايو 1967 حضر المشير عامر ومعه قيادات القوات المسلحه في زيارة للقوات بسيناء وتم عقد مؤتمر معه في الحسنه وحضرت هذا المؤتمر الذي بدأ بعرض المشير للموقف السياسي والعسكري ، وبدا شديد الثقه بأننا سوف نلقن اسرائيل درسا لن تنساه عقابا للتخلص من اثار حرب 1956 وكان يقصد مرور السفن من مضيق تيران ، وسأله احد الضباط عن موقف الاسطول السادس الامريكي في البحر المتوسط ، فنظر المشير الي الفريق صدقي محمود قائد الطيران وسأله (( هما الضباط مش عارفين احنا عندنا ايه ؟؟ اشرح لهم يا صدقي )) فبدأ الفريق صدقي محمود شرحه بأن لدينا طائره تحمل صواريخ جو ارض او جو سطح تستطيع اصابه هدف علي مسافه 150 كيلو متر .(( يقصد القاذفه الـ TU 16))

وهنا تدخل المشير ضاربا بيده علي الطاوله (( لو الاسطول الامريكي قرب من مصر هسيح دمه ))

فعلي الحماس والتصفيق ارجاء القاعه ، وعندما خرجت من القاعه كان لدي شعور غريب بعدم الراحه وهو ما شاركني فيه احد الضباط اثناء عودتنا بالسيارة للفرقه السادسه مشاه .

وبعد ايام تحركت الفرقه ليلا الي الكونتلا وهي نقطه علي الحدود الدوليه بين مصر واسرائيل ، وكنا نتحرك علي الجنزير طبقا للكتب العسكريه من ناحيه التنظيم والتحرك والانتشار والوقايه .

وصلنا الكونتلا ليله 4 – 5 يونيو وبدأنا في اعداد الموقع دفاعيا ، علي ان نقوم صباح اليوم التالي بوضع خطط النيران للفرقه السادسه .

وكانت الاوامر هي ان اوضاع قواتنا هي دفاعيه ، مع وجود خطه هجوميه للفرقه السادسه لمهاجمه جنوب اسرائيل في حاله اصدار الاوامر بذلك .

في صباح 5 يونيو فوجئنا بضرب مدفعي اسرائيلي ضدنا ، ولم نواجهه اي ضربات جويه حتي ذلك الوقت ، فبدأنا في التحرك للرد ولم نكن قد فتحنا نقاط ملاحظه واداره نيران للمدفعيه بعد ، واصدرت اوامري بفتح النيران ضد اتجاه العدو بدون معرفه مكانه واصدرت الاوامر بالضرب علي مسافات متدرجه تجاه العدو فكنا نضرب علي مسافات مختلفه وبالتدرج لاسكات مدفعيه العدو ، وبفواصل قليله حتي نتأكد من اصابه الاهداف ، ونجحنا في اسكات مدفعيه العدو ، ومن الواضح انهم عرفوا اننا رصدنا مكانهم فتحركوا علي الفور .

ونجح احد اللواءات من الفرقه في صد هجوم مدرع معادي شمال منطقه تمركزنا مما رفع من معنوياتنا للسماء تلي هذا الاشتباك المدفعي انه قد صدر لنا امر بالانسحاب  في نفس اليوم

 

وخلال انسحابنا نجوت من الموت اربع مرات

بدأنا تنفيذ الاوامر بالانسحاب بعد ساعات قليله من الاشتباك مع قوات العدو ، وبدون ان تتعرض قواتنا لاي هجمات مؤثره علي مواقعنا ، وخلال الانسحاب نجاني الله من الموت اربع مرات محققه

الاولي :

عند مدخل ممر متلا الغربي بنحو عشره كيلو مترات ، هاجمتنا الطائرات الاسرائيليه والقت قنابل النابالم ، وانفجرت تلك القنابل في السيارات حتي السيارة التي امامي مباشرة احترقت ، ولن انسي ما حييت منظر الجنود المحترقين بالنابالم ورائحه اللحم المحترق ، فقد كان مشهدا بشعا بكل الاوصاف ولن انساه ابدا .

الثانيه :

بعد قصف النابالم اضطررنا لترك السيارات لغلق الطريق والسير علي الاقدام لمسافه ، وقابلتنا سياره اصلاح ( ونش) وتوقفت لنا ، وطلبنا الركوب الا ان السائق اشترط ركوب سياده الرائد فقط ( يقصدني انا ) وترك بقيه الجنود ، وعندما رفضت ترك جنودي ، تحرك السائق بسيارته تاركنا كلنا ، واستمررنا في سيرنا لنقابل تلك السياره بعد فترة طويله عند مدخل ممر متلا وقد قتل السائق من جراء اصابات قاتله في ظهره ، ولو كنت معه لكنت مت معه .

الثالثه :

اضطرنا لصعود الجبل المحاذي لممر متلا نظرا لغلق الممر بالعربات المدمرة والمحترقه بشكل يستحيل معه عبور اي فرد من وسط هذه الاكوام من الحديد واللحم المحترق ، فبدأنا في تسلق كتف الممر لعبور الممر ، وكان معي عدد من جنودي ، فأنفجرت قنبله زمنيه من مخلفات طائرات العدو وتطايرت الشظايا من حولنا وقد سقطنا علي الارض جميعا ، لاجد شظيه تطير وتسقط امام عيني تماما علي مسافه اقل من متر من رأسي ( صورة الشظيه الحديده مرفقه ) وفي ذهول قمت من علي الارض واخذت تلك الشظيه التي كان من الممكن ان تقسم جسدي نصفين ، ووضعتها في جيبي

 

واذا اضفنا نجاتي من قصف العدو المدفعي في الصباح فأن مجموع مرات نجاتي من الموت في ذلك اليوم هو اربع مرات ، فقد كان مقدرا لي ان اعيش حتي اروي قصتي للمجموعه 73 مؤرخين

وعند مراجعه  احداث يوم 5 يونيو نجد ان القياده العامه قد حدث لها شلل فكري في التصرف لذلك سيكون من غير المفيد التعمق في احداث تلك الحرب بدقه لان كل ما حدث يتنافي مع التفكير العسكري المنظم .

عبرت القناه واستقليت عربه فنطاس للمياه في طريقها للقاهرة حيث نزلت امام ادارة المدفعيه حيث سلمت نفسي للادارة طبقا للمتبع في ذلك الوقت ، فسلموني سيارة وطلبوا مني التوجه الي منزلي للراحه !!!!

ووصلت المنزل ليله 7/8 يوينو حيث فوجئت والدتي بمنظري المخيف من حيث الاجهاد او الملابس الرثه ، واثناء الاستحمام لازاله اثار اليومين الرهيبين في حياتي ، ايقنت اننا قد هزمنا ، فعقلي بدأ وقتها فقط في استيعاب ما حدث ، فبكيت بحرارة وسمعتني والدتي ، فاتصلت بأخي اللواء طيار متقاعد عمر شكيب والذي كان يشغل منصب مدير مكتب ثروت عكاشه وزير الثقافه ، فاتصل بي بعدها واخبرني بانه سيرسل لي سيارة لتاخذني الي مكتبه في صباح اليوم التالي لمقابله الوزير

وعندما قابلت الوزير ثروت عكاشه اخبرني بحقيقه تدمير القوات الجويه في اولي ساعات القتال ، وتأكد مني ان ضباط القوات المسلحه لا يعرفون سببا لما حدث واخبرني بانه سينقل ذلك للرئيس عبد الناصر شخصيا .

وشاهدت في الليله التالي جموع المواطنين الثائرة الغاضبه تخرج من بيوتها لاجبار الرئيس عبد الناصر علي التراجع عن التنحي، ومهما قيل عن تنظيم الاتحاد الاشتراكي لهذه المظاهرات ، فهذا غير صحيح بالمرة ، فالاتحاد الاشتراكي يستطيع تنظيم المظاهرات لكنه لا يستطيع ان يدفع النساء للخروج الي الشرفات غاضبات ثائرات تجاوبا مع جموع المواطنين ، فأوكد عبر موقعكم هنا وللتاريخ ان تلك المظاهرات كانت عفويه شعبيه

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech