Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

اللواء ا/ح صليب منير بشارة قائد الجيش الثالث

مـــــــن مفاخر العسكرية المصرية

اللواء اح صليب منير بشارة

مقدمه

لكل عائله تاريخ ترجع اليه ، سواء كان تاريخاً مدوناً او كذكريات جميله تتناقلها الاجيال جيل بعد جيل .

وحيث أن كتابة التاريخ ليست بالعمل الهين، فقد شمرت عن ساعدي منذ عدة سنوات وشحذت قريحتى لاسترجع واجمع وادون ذكريات ومعلومات عاصرتها منذ عام 1967 ، ذلك العام الذي ابتداء فيه اهتمامي بأمور الوطن وانشغلت مع غيري بنكساته وانتصاراته. ومنذ دخولي الجامعه عام 1973 بدأت اهتماماتى تتسع ليكون الوطن وتاريخه جزءاً من الكل .

استمعت كثيراً لخالي اللواء / صليب منير بشاره وكثيراً ما اعجبت بكلامه وتصرفاته ، شجاعته ووطنيته .

لقد دونت كثير من احاديثه.. العائليه .. أو معي شخصياً . دونتها كتابه او كذكريات واسترجعتها وتأكدت منها بالبحث والدراسة لأخط تاريخاً موثقاً . ففي تاريخ صليب اجد عدة جوانب تجتمع لتشكل مضمون تلك السيرة :

الأسرة (العائلة) والوطن الارضي (مصر) وكلاهما معبر للوطن السماوي .

لقد تمكنت خلال السنوات الماضية من تجميع مادة ، اذا أريد نشرها لاحتجنا إلي مرجع من 500 صفحة او يزيد .

الا اني متيقن ان المعلومات العسكرية وتفاصيل حياة صليب تحتاج الي اناس متخصصين وليسوا العامة ، التي انا اجمع لها تلك الوريقات .

لاجل ذلك رأيت ان اختصر وابسط بقدر الامكان لاعكس للقارئ : شخصية ، فكر وروح اللواء / صليب .

لقد دأب البعض خلال السنوات الماضية في كتابة سير بعض قادة القوات المسلحة واخص بالذكر بعض الاقباط الذين كان لهم دوراً في الحياة العسكرية . الا ان تاريخ حياة اللواء صليب مختلفة الي حد كبير . فصليب بشارة عرف علي مستوي القوات المسلحة منذ معركة الصبحة وستر انسحاب الجيش من سيناء عام 1956 . عرف ايضاَ كمدير تدريب المنطقة العسكرية الشرقية وهي اخطر المناطق العسكرية خلال الستينات . عرف ككبير معلمي كلية القادة والاركان ثم كقائد للجيش الثالث الميداني ً ثم كرئيس هيئة تدريب القوات المسلحة بالانابة واخيراً كرئيس لهيئة البحوث العسكرية وحتي عام 1974 .

فخلال الثمانية عشرة سنة ذاع اسمه علي مستوى القوات المسلحة كقائد برع في جميع المواقع التي عمل بها ، ولذلك استمرت خدمته كلواء اركان حرب عشر سنوات ، وهذه رتبة قلما يعتليها الضباط وان حدث يكون ذلك لبضع سنوات.

اكتب ورقاتي هذه لعائلتى التي انتسب اليها ولأحباء اللواء / صليب واصدقاءه الذين عاصروه .

اكتبها ايضاَ للذين لم يعاصروه ليعرفوا من هم الذين ضحوا وتعبوا وبذلوا انفسهم فداءاً للوطن ليسلموا الشعله متقده لمن يخلفونهم .

لقد رأيت ان تظهر تلك السيرة في عدة نسخ:

الأولى : سيرة للعامة تحوي القليل من التاريخ العائلي.

الثانية : سيرة لافراد العائلة بها تاريخ مسهبللعائلة مراجعها تصل بنا الي بداية     القرن الثامن عشر

الثالثة : سيرة للخاصة تحوى الكثير من التاريخ العسكري والتفاصيل المهمة.

ختاماً ، هذا هو اجتهادي ، وليستمحيني القارئ عذراً اذا كان هنا تقصيراً غير مقصوداً .

والباب مفتوح علي مصراعيه للمجتهدين الذين قطعاً سوف يضيفوا الجديد فتكتمل حينئذ الصورة.

                                                شريف صادق

                       


                        

الفصل الأول

النشأة

1-الاسرة

ولد صليب من منير بشارة وفايقة جرجس بادير وكان ذلك يوم السبت 8 مارس 1919 بمدينة دمياط ، وكان والده انذاك يعمل مدير حسابات مديرية دمياط .

حصل صليب علي الشهادة الإبتدائية عام 1932 من مدرسة سوهاج حيث كان الوالد يعمل مدير حسابات المديرية ، ثم اكمل دراسة الكفاءه عام 1935

بمدرسة سوهاج الثانوية .

وحين انتقل والده إلي القاهرة عام 1935 اكمل دراسته الثانوية بمدرسة شبرا الثانوية وذلك عام 1937 .

المرحوم منير بشارة مولود عام 1877 وانتقل خلال حياته بالعديد من المدن حيث عمل في قلم الحسابات وتزوج منير عام 1916 من فايقة جرجس بادير ورزق منها بثلاثة بنات وولدان هم :

جانيت – صليب – اعتدال – سعاد –ماهر (توفي ابن سنتان عام 1938 ) .

والد منير هو صليب بك بشارة، باشكاتب مديرية الدقهليه ومن اعيان المنصورة وتوفي عام 1898 .

أما والد فايقة فهو جرجس بك بادير المولود عام 1850 تقريباً وتوفي عام 1928.


الفصل الثانى

التحاقه بالكلية الحربية وسنواته الاولي بالجيش

بناء على مساندة من صليب سامي باشا وزير الحربية( ابن خالة فايقة بادير و زوج خالة منير بشارة) استطاع صليب الإلتحاق بالكلية الحربية في فبراير 1938 وتخرج في ابريل 1939( مشاه )، وزامله في نفس الدفعة من تولوا مناصب قيادية بالقوات المسلحة.

* وأول تعيين له كملازم ثان ، كان بالكتيبة الخامسة مشاه في منقباد حيث كان قائد فصيلة وظل بكتيبة المشاه هذه لمده سنة حيث وصل الي مركز قائد سرية . وظلت هذه الكتيبة        تنتقل ما بين منقباد – مرسي مطروح – منقباد ثانية و كوبري القبه واخيراً قناة السويس وذلك حتي 28 /2/1941 .

* كملازم اول ، عمل في الكتيبة الخامسة مشاه ثم انتقل الي مدرسة ضباط الصف كمدرس قائد فصيلة و مدرس قائد جناح وضباط صف وواضع امتحانات الترقي و ذالك لمدة ثمانية اشهر، ثم رجع كقائد سرية مدافع ماكينة بالكتيبة الاولي ثم مرة اخري رجع الي الكتيبة الخامسة بمنشية البكري التي انتقلت الي الخرطوم لمدة عام. رجع صليب بعد ذلك من الخرطوم مع الكتيبة الخامسة مشاه كقائد سرية واركان حرب التدريب بالمندره بالاسكندرية ثم الماظه حتي 10/9/1946 حيث رقي الي رتبة اليوزباشي ( نقيب ).

* كيوزباشي ، عمل في الكتيبةالخامسة في الماظه مرة اخري ونقل الي لواء الاساس كمساعد اركان حرب اللواء ثم نقل الي مدرسة المشاه كمدرس قواد الفصائل وضباط الصف وذلك حتي 30/8/1950 حيث رقي الي رتبة صاغ (رائد)

*كصاغ رجع الي الكتيبة الخامسة مشاه ثم الحق بكلية اركان حرب الملكية للدراسة بالدورة الحادية بالكلية بمنشية البكري ،ثم رجع الي الكتيبة الخامسة كأركان حرب التدريب والعمليات بها بالهاكستب . تلي ذلك توليه اركان حرب اللواء الثاني مشاه برفح ثم التحق بمعهد الدراسات للضباط العظام بالعباسية حيث عمل كمدرس تكتيك وواضع امتحانات الترقي لرتبة اليوزباش حتي 21/9/1955 حيث رقي الي رتبة البكباشي (مقدم) .

* كبكباشي كان قائد الكتيبة الحادية عشرة التي تمركزت في القوسيمة وادارت معركة الصبحة الشهيرة وبعدها بسنة في العريش حيث سترت انسحاب الجيش المصري من رفح وادرات معركة بئر لحفن / رويس القط وعطلت القوات الاسرائيلية لمدة ليلة واحدة .

رجعت الكتيبة المظفرة الي العباسية وبقي معها صليب حتي ترقيته كقائمقام (عقيد) اركان حرب في 16/2/1958.

* كقائمقام اركان حرب ظل قائداً للكتيبة 11 مشاه وانتقل معها للشلوفه ورقي كمدير عمليات القيادة الشرقيه وكان مقره بالاسماعليه ثم قائد للواء 7 مشاه مستقل بالعامرية، ثم قائد للواء 2 مشاه مستقل بالشلوفه حتي 22/9/1960 حيث رقي الي رتبة عميد اركان حرب .

*كعميد اركان حرب انتدب الي كلية اركان الحرب حيث عمل ككبير معلمي الكلية وهذه المرة الرابعةالذي يقوم فيها صليب بالتدريس في معاهد القوات المسلحة.

وعن سنواته الاولي في القوات المسلحه يحدثنا صليب فيقول في محاضرة القيت يوم 25 يونيو 1973 لقادة القوات المسلحة بتكليف من الشئون المعنوية :-

" سوف ابدأ ببداية البداية – سوف ابدأ بالكلية الحربية واذكركم بأنني اتحدث عن الكلية الحربية التي كانت عام 1938 .

ان اصعب الأيام الاولي هو للإنتقال من الحياة المدنية الي الحياة العسكرية . يسري هذا علي طلبة الكليات العسكرية كما يسري علي الجنود . لقد كانت الكلية مدعمه بنخبه ممتازة من هيئة التدريس أما الروابط بين الطلبه فلم تكن سليمه وما أبعد الفرق بين مفاهيم تنمية روح الرجولة المبكره والانضباط العسكري وبين شعار ساد بين الصفوف اسمه " الظلم يعم " وكثيراً ما وضع موضع التنفيذ.

ولقد توراث بعض ضباط الصف الطلبه عن ضباط صف قبلهم سلوكاً قيادياً غير لائق يتعاملون به مع من هم أحدث من زملائهم الطلبه . لم تتعرض صفات القائد الجيد الي انه يجب ان يكون مهذباً عف اللسان لأن هذه الصفه ليست في حاجة الي نص مكتوب.

وهذا الذي كان يحدث في بعض الحالات في الكلية الحربية كان اكثر شيوعاً بين ضباط الصف والجنود كما انفردت به قلة من الضباط ولا اقول كثرتهم ، الي ان جاءت الثورة في عام 1952 ونادي جمال بصيحته الشهيرة للشعب: ارفع رأسك يا اخي وكان انعكاسها في القوات المسلحة حاسماً وسريعاً واعقبتها من الاوامر والتعليمات ماصان للجندي كرامته وذهب الي غير رجعه صلف وقاحه بعض الصغار فلم تعد النسوه تولول اذا اخذ الشاب جندياً، واختفي قول كان مأثوراً تتناقله الجنود " لو كان الضابط صباعك اقطعه " .

وتغيرت الاحوال والحمد لله وصار للضابط كرامته وللجندي كرامته وان اي جيش لا تسود فيه كرامة الرجال لا خير فيه . فإن وجدت اليوم حالات فريدة نادره – لا ترقي والحمد لله الي حد الظاهرة تمس كرامة الرجال فهذه يجب ان تعامل بمنتهي الحسم والردع والسرعه ولولا ان تطبيق قانون العقوبات الذي يدين كلا من الراشي والمرتشي علي سالب الكرامه ومسلوبها سوياً لا يعد منطقياً لقلنا مبالغة في الحرص علي الكرامة ان من يسكت علي مساسها لا يقل جزءاً عمن يمسها . لقد اعطت النظم والتقاليد العسكرية الحق كل الحق لمن يظلم ان يتظلم. أطلت في موضوع الكرامة لاني اعدها اغلي شأناً وأسبق من الروح المعنوية .

ومن هنا ومن خبرتي اقول أن القائد الذي يتسع صدره للشكايات وبنصف المظلوم ليس فقط يحقق صفة العدالة بل يتخذ منه المرؤوسون أيا قبل ان يلجأوا اليه قائداً .

وتحضرني الآن قصة سمعتها عن جنرال امريكي صفح جندياً امريكياً فقامت الدنيا علي رجل في امريكا من استنكارات في وسائل الإعلام الي استجوابات في الكونجرس، وقصة اخري قام فيها جنرال الماني يعزل ضابط الماني من رتبة النقيب الي جندي حيث ضبطه داخل عربته الغارزه في الاوحال بينما الجنود تدفعها بايديهما تخليصاً لها وكانت الواقعتان اثناء الحرب العالمية الثانية بالمسرح الاوربـــي .

انتم ذوى فطنه وقد لمستم الآن لماذا بدأت بالكرامة وأقول مرات ومرات رجل بلا كرامة هو لا شئ ومن كان لا شئ فلا نفع منه جندياً كان او غير جندي.

وكما قلت من قبل ان أصعب الأيام هي الايام الاولي للإنتقال من الحياه المدنيه الي الحياة العسكرية اقول وأنا انقل الحديث من الكلية الحربية الي بداية الخدمة العملية ان الانطباعات عن الايام الأولي للخدمه لها دوربالغ الاهمية والخطورة في مستقبل الضابط والجندي وحيث ان كل حديثي معكم اليوم هو عن القيادة وفن ادارة الرجال فاني اربط كل هذه الاحداث بصميم الموضوع .

كنا تسعة من الملازمين الثوان تعينا للخدمه بالاورطه كذا بنادق في مكان ما بعيد وصل بنا القطار الي محطة السكة الحديد في فجر يوم بارد واذا بنا نفاجأ بما هو بارد ايضاً فقد بقينا بالمحطة بضعه ساعات الي ان جاء لنا لوري لنقلنا الي المعسكر ثم كيف كان استقبالنا به كان بارداً ايضاً بماذا نفسر هذا . لم يكن سائداً آنذاك ما نسميه اليوم بروح العصر ولكن هناك خطـأ ينسب الي قائد ما يدخل في اطار عدم اللياقه. وهل كانت آثار عدم اللياقه هذه تكمن في مجرد تـأخيرعن الواجب لبضعه ساعات لا بلي هو اكثر من ذلك، حيث بقي تجاوزها عالقاً بالذاكرة الواعيه ولم ينسي بدليل انني استعيدها اليوم كما لو كانت بالامس القريب.

ما العبرة من ذلك – كانت انطباعاً بالاستهانه بشأن مجموعه من صغار الضباط وماذا كانت انعكساته – كانت شعوراً بجفوه كما كانت احساساً بأن فارق الرتب يقابله ايضاً تباعد في التآخي .

كان هذا عن الضباط فما بالكم لو تحدثت عما كان يصيب الجنود. كل هذا زال ايضاً بالوعي بعد الثورة ولكني اهدف من سرد هذا الي التوصية بالتمسكبالوعي وبمزيد من الوعي وكم يكون حسناً وجميلاً كوقع في النفوس اذا استقبلنا الجدد في الاسرة التي هي الوحدة التي هي الوحدة الفرعيه التي هي الكتيبة بلقاء اخوى ولا اقول بالموسيقي نظراً لظروفنا العسكريةالراهنة .

الملازم الثاني متعدد الوظائف – قصة اخري اسوقها تدليلاً ليس فقط علي عدم العدالة بل اخلالاً بإدارة الاعمال فقد اوكلت الي قيادة بلاتون اي فصيلة كوظيفة اصليه وطلب مني ان اكون ضابط حرب.

بدأت بصفه الحسم حيث الحسم يؤدي الي السيطرة واعطيته اهتمامــي الأول قضاء علي ظاهرتين خشيت لو انهما تركا ولو لحظة لا ستشريا . النوم اثناء الخدمة والسرقة . كنت امر قبل او بعد منتصف الليل او قبل ظهور الضوء ومعي حراسة شخصية وبعد ضبط حادثة من كل نوع اعقبها الحسم بالعقاب بمجلس عسكري ميداني لم ترتكب بعد ذلك جريمة واحدة . فهل كففت عن المرور. لا فلو انني كنت قد كففت عن لكنت اشبه بنور أو نار اشتعلت وسرعان ما خيت بل اصررت علي ان استمر وهكذا حققت السيطرة علي رجالي في ظروف خدمه ميدانية والحمد لله .

ومن قبيل كل من المشاركة الوجدانية وانكار الذات – كنت اداوم علي المرور علي السرية يومياً للإطمئنان علي انتظام التدريب و التحقق من سلامة جميع نواحي الشئون الإدارية والراحة والصحةالنفسية للجنود كما كان يزداد حرصي علي المرور عقب القصف الجوي واذكر انني لم اتخلف يوماً عن المرور علي السرية اثناء فترات خروج تحت السلاح . الخروج تحت السلاح هذا تقليد عسكري قديم ومستديم وهو في نفس الوقت المعيار الرئيسي للإنضباط ولا سيما اذا طال الدفاع واختبار صلابه الارادة فليس الخروج تحت السلاح ساعة ظهور الضوء بالامر الهين في جميع الاجواء ولا سيما العاصف منها ومن يريد اختبار قوة ارادته فعليه ان يختبرها في الظروف الصعبه ومن يطلب الادارة فليبدأ بنفسه اولاً.

وخاتمه لهذه المرحلة اقول: بهذه الاعمال البسيطة في مظهرها حققت الكثير من كبريات الامور في جوهرها وكان هذا اختباراً لنجاح القيادة وفن ادراة الرجال علي بداية طريق طال وطال والحمد لله. "


الفصل الثالث
تاريخ الجيش المصرى

للجيش المصري تاريخ عريق ، فهو يعد من اقدم الجيوش التي عرفها التاريخ وحالياً من اضخم الجيوش في العالم عدداً وعتاداً ويجئ في الترتيب بعد جيش الصين وامريكا وروسيا .

التاريخ يعلمنا حقيقة واضحه : لا يوجد جيش في العالم سجله كله انتصارات اوهزائم .

الجيوش مرآة الامم وانضباط الجيش وقوته من انضباط الامة، وقوتها الصناعية ،

وقدرتها التنظيمية ، ومدي احترامها للقانون ومدي رقيها وتحضرها.

مصر الفرعونية : -

كشوف هيرا كيوليس ( اهناسيا ) دلت علي أن المصرى القديم محارب ومتقدم في الحرب .

ومينا موحد القطرين ومؤسس الحكومة المحلية الأولى أسس المملكة الأولى وعاصمتها ( منف ) .

زوسر أسس الاسره الثالثة وأسس أيضاً جيشاً اقام التحصينات والاسوار ، وكانت له عده فتوحات .

وفى أواخر سنين الاسره الثالثة ، وصلت مصر لحالة من الرقى والتقدم وكانت اقوى وأرقى دولة ( بمفهوم الدولة الحقيقى ) فى العالم .

الفتوحات المصرية وصلت لفلسطين وسوريا والنوبة فى فترات المملكة القديمة 4000 – 2500 ق م ) حيث قهرت تلك المملكة الاشوريين والحثيين والفينيقيين والليبين ، وكان ذلك خلال الاسر الرابعة والخامسة والسادسة .

وخلال عهد الاسرات الاخيرة ( 18 ، 19 ، 20 - الدولة الحديثة ) كان لرمسيس الأول والثانى والثالث فتوحات وانتصارات .

ومن المعارك المصرية التي سجلها التاريخ ، معركة قادش وانتصار المصريين علي الهكسوس بقيادة احمس واستمرت الانتصارات حتي القرن السادس ق م .

وفي العصور الوسطي ، جاء السلطان بيبرس ، قاتل الصليبين وأحيا الأسطول المصرى ( 1260 م ) وهزم التتار .

وفي العصر الحديث، حينما تولى محمد على ولايه مصر( 1805 ) ، نظم الجيش وارسل بعثات لدول اوروبا وأنشأ مدرسة المشاه عام 1820 .

وانشأ مدرسة اركان الحرب عام 1825 وسلاح الفرسان ( السوارى ) ومدرسة الفرسان عام 1831 ، وكان لمحمد علي فتوحات امتدت جنوباً لما بعد السودان وشمالاًً في اوروبا وبعض بلدان اسيا .


الفصل الرابع

الأقباط في الجيش المصرى

نشأه دولة محمد على هو بداية النهضة المصرية الحديثة .

حينما فكر محمد على في تحديث الجيش المصرى ، عزل المصريين عنه ، فكان جيشه في البداية جيش من المرتزقة : عثمانى مملوكى .

وكان هؤلاء المرتزقة كثيرى التمرد، وفي اثناء حملته على السودان عام 1820 جلب معه 30 ألف من الأفارقه وأقام لهم معسكر في منفلوط فلم تلائمهم ظروف الطقس وطرق التدريب .

وفى 17/2/1822، اصدر محمد على أوامره بتجنيد اربعة الاف مصرى ، وإن ظلت القياده فى يد الأتراك والمماليك ، سمح للمصريين بالترقى لرتبه اليوزباشى (نقيب) .

تحديث الجيش المصرى اعتمد على الفكر الفرنسى فإرسلت البعثات هناك واستخدم الضباط الفرنسيين لتدريب المصريين الذى وصل تعداده عام 1839 إلى 376 ألف جندى .

الأقباط في الجيش :-

اهل الذمة كانوا يدفعون الجزية عوضاً عن اشتراكهم في الأعمال الحربية .

الغيت الجزية عام 1855 وفى عام 1857 و صدر منشور بقبول المسيحيين للخدمة العسكرية .

قانون القرعة صدر عام 1880نص صراحه ( كل مصرى مكلف شخصياً بالخدمة العسكرية بدون تميز لدينه ). ومنذ ذلك الحين ومع مرور الزمن كان يتم تمصير الجيش المصرى. وفى كتابة القيم ( قادة الجيش المصرى الحديث ) يستعرض البكباشى عبدالرحمن زكى ، مدير المتحف المصرىأسماء قاده الافرع   المختلفة للجيش المصرى منذ 1844 حتى عام 1946:

ديوان الجهادية انشىء عام 1822 وسمى فيما بعد نظاره الحربية ثم وزارة الدفاع الوطنى وقد رأس تلك الوزاره منذ 1844 حتى 1946 ستون وزيراً ، القبطى الوحيد هو صليب سامى باشا الذى كان وزيراً من 10/1/1933 إلي 6/11/1934 في وزاره عبدالفتاح باشا يحيى، والملاحظ أن في المواقع الحساسة بالجيش لم يكن للأقباط نصيب وافر .

فلا يوجد قبطى واحد قاد البحرية ، أو كان وكيلاً لوزاره الدفاع الوطنى أو رئيس اركان حرب الجيش أو كبير ياوران الملك أو قائد الحرس الملكى ( مشاه أو خياله ) أو ملحق عسكرى أو قائد خفر السواحل أو رئيس إداره الجيش أو قائد للأمداد والتموين أو مدير العمليات أو مدير المخابرات أو مدير المستخدمين العسكريين أو قائد للمناطق العسكرية .

ولكن كان لبعض الأقباط حظاً في تولى بعض المهام مثل اللواء / نجيب مليكة باشا قائد اللواء الأول مشاه و خله بك عبدالملك قائد الكتيبة الأولى بنادق والكتيبة الثامنة مدفعيه .

وباسيلى بك صدقى وحنين بك سعد قاده الكتيبة الخامسة بنادق، وكان هناك بعض الأطباء مثل لبيب غبريال وشفيق فام وعازر دميان . كذلك امين بك شكرى واسكندر فهمى فى سلاح الأشاره ، ولا ننسى أن نذكر اليوزباشى اركان حرب جورج إبراهيم سعد قائد سرية المهندسين للسكة الحديد .

وأيضاً باسيلى جرجس وانيس سليم عجمى قادة المستشفى العسكرى والإدارة الطبية بالمنطقة الشمالية .

واسوق هنا سيرة شخصيتان لعبتا دورا مهما فى التاريخ المصرى العسكرى:

1-صليب باشا سامى

ولد صليب سامى عام 1885 ، ونشأ بدمنهور وانتقل إلي بنها عام 1891 مع أسرته ثم دمنهور عام 1892 فطنطا عام 1893 فالقاهرة عام 1903 تبعاً لتنقلات والده في وظائف الدولة .

التحق صليب بمدرسة دمنهور الإبتدائية عام 1891 ثم مدرسة التوفيقية عام 1895 وحصل على البكلوريا عام 1901 والتحق بمدرسة الحقوق الخديوية ، وحصل على الليسانس عام 1905 ، وفور تخرجه عمل بالمحاماه وتزوج من زوجته الأولى التى توفيت عام 1916 تاركه له 4 أطفال وفى عام 1929 ، عمل كمستشاراً ملكياً في لجنة القضايا ، وعام 1931 ، انشىء قسم المرافعات ليختص بالدفاع في القضايا الحكومة وعهد إليه برئاسة هذا القسم إلى أن جاء عام 1933 حيث دعى ليحل محل نخلة باشا المطيعى كوزير للخارجية فى حكومة صدقى باشا .

وفى وزاره عبدالفتاح باشا يحيى ، اختير صليب سامى وزيراً للحربية عامى 33 و 1934، وكانت الوزاره انذاك تحتاج إلى رجل سياسى أكثر منه لرجل عسكرى خاصة بعد مقتل السردار الإنجليزى سير لى ستاك .

فور خروجه من الوزاره ، وعين عضواً بلجنة تعديل قوانيين البلاد وكان يرأس هذه اللجنة مراد باشا سيد أحمد إلى أن جاء عام 1940 و فى وزاره حسن صبرى باشا ، عين صليب سامى وزيراً للتموين ثم عهد إليه أيضاً بوزارة التجارة والصناعة بعد خلاف قام بين رئيس الوزراء والوزراء السعديين الذى انتهى بإستقالتهم.

وفيما بين 1941 و 1943كان وزيراً للخارجية .وفى وزارة حسن سرى باشا ، عين وزيراً للصناعة والتجارة والتموين وذلك عام 1946.

وفى عام 1949 فى وزارة سرى باشا الثالثة عين وزيراً للتجارة والصناعة بالإضافة للتموين وذلك فى عام 1951 .

يقول صليب سامى عن الملك فؤاد انه كان يحترم وزراءه ويقدرهم حق التقدير ويثق بهم أما الملك فاروق فكان يرى صليب سامى ( صريح زيادة عن اللزوم )، وكان فاروق قد اعتلى العرش عام 1936 بعد وفاه والده فؤاد .

من قراءتى لمذكرات صليب باشا سامى ، اجده انساناً أميناً جداً وهى صفة اساسية للمحامى الذى يريد أن يكون ناجحاً .

كما أنه رجل له رأى حر نابع عن ضمير حى وله مواقف رجولية كمستشار ملكى أو كوزير .

مواقفة الثابتة هذه جعلته عرضه للأغتيال ، فكان مع زميليه حسن باشا عبدالرازق واسماعيل بك زهدى اعضاء بحزب الأحرار الدستوريين .

وفى أحد ايام 1922 ، اتفق الثلاثة أن يتقابلوا فى الحزب وحدث أن اطلق الرصاص على حسن باشا ، واسماعيل بك زهدي ولم يكن صليب معهما ونجا صليب بأعجوبة .

اثناء عمله كمستشار ملكياً أو اوزير أدى اعمال جليلة للبلاد مدونه فى مذكراته التى طبعها بأسم ( ذكريات صليب سامى 1891 – 1952 ) .

2-المعلم ( الجنرال ) يعقوب بادير

1- لمحة عن حياته :

نشأ في مدينة اسيوط ( ملوى )، ولد عام 1745 من ابويين قبطيين هما يوحنا ومريم توفيق غزال .

وكان له 3 اخوات واختين وكان اكبرهم حنا ثم ميخائيل ثم منصور . تعلم يعقوب فى الكتاب القراءه والكتابة والحساب مع المزامير والألحان الكنيسية وحين شب عن الطوق علم نفسه الأصول الحسابية واحرز جانباً من الثقافة .

عينة سليمان بك اغا الانكشارية مديراً عاماً لماليته . وتعلم يعقوب ركوب الخيل والحركات العسكرية من المماليك ، فكثيراً ما رافقهم فى حروبهم ومناوشاتهم .

ونظراً لكفائته الإدارية والمالية وأمانته فى تأدية وظيفته ، اصبح ذا ثروة كيبرة وخدم وحشم فلقب ( بالمعلم ) .

تزوج وهوابن 25 عاماً من ( مختاره الطويل ) ورزق منها يعقوب بطفل مات صغيراً ولحقت به أمه بوباء الطاعون .

وتزوج مرة أخرى بعد اثنى عشر عاماً بفتاه سورية اسمها مريم نعمة الله البابونجى تعرف عليها فى سورية .

وبارك البابا يؤنس 18 البابا الـ 107 هذا الزواج عند رجوع المعلم يعقوب للقاهرة عام 1792

1-   دخوله التاريخ :

1-   حينما دخل نابليون مصر اثناء الحملة الفرنسية ، جهز حملة للصعيد للقضاء على المماليك وعين المعلم يعقوب مديراً عاماً للحملة بل وصل الأمر إلى حد لقبوه فيه ( قائد حملة الصعيد ) .

2-   ايام الجنرال كليبر ، كان له الفضل فى انتصار الفرنسيين على الترك فى 20 مارس سنة 1800 وكذلك فى اخماد ثورة القاهرة .

3-   انشاء فرقة للهجانة فتولى اعمال البريد للحملة الفرنسية .

4-   كان له دوراً عسكرياً فى حمله الوجه القبلى مع الفرنسيين بل حكى عنه الفرنسيين أنه قاتل مع فريق تحت قيادته جيش للماليك يفوقه عشرة أضعاف كان يتهدد مقدمة الجيش الفرنسى .

5-   قام بتكوين الفيلق القبطى اكثر من ألفين من شباب الصعيد قام بإعدادهم عسكرياً إلا أن اكثرمن نصفهم رجع إلى قراهم وبقى الباقى تحت أمر يعقوب نفسه .

6-   دوره فى اخماد ثوره القاهرة

اثناء معارك الفرنسيين مع الترك فى مارس 1800 ، دخل بعض الجنود الأتراك القاهرة وحرضوا الأهالى على الثوره ، ولفحت هذه الثوره الاقباط

وحدث أن بعض الثائرين هجموا على منطقة الأذبكية ، حيث كان الأقباط يسكنونها بكثره ودخلوا درب الجنينة واغلقوا البوابة بالأحجار فلحقهم يعقوب وجنده وقبض على الثائرين .

3- مشروع المعلم يعقوب لأستقلال مصر :

لقد كان للمعلم يعقوب رؤية مستقبلية لبلده مصر – فوضع مشروعاً لإستقلالها ، فمصر ذاقت الأمرين من العثمانيين والمماليك فأقتنع يعقوب أنه لا خلاص لمصر إلا بتكوين قوه عسكرية مدربة على النمط الغربى تقوم فرنسا بتبنى ذلك المشروع فلقد رأى يعقوب أن استقلال مصر واعتمادها على فرنسا سوف يعوض فرنسا ولو جزئياً عن فشلها اثناء الحملة البونابرتية .

4- المؤرخون والمعلم يعقوب :

اختلف المؤرخون فى الحكم على شخص ( المعلم يعقوب ) .

- ( فلجنة التاريخ القبطى ) التى وضعت عنه كتابها اشادت بجهوده فى استقلال بلده مصرواسهبت فى شرح مشروع الأستقلال هذا .

- يعقوب بك نخله روفيله يقول أن الأقباط عامة لم يكونوا راضيين عن تصرفات يعقوب وقال أن البطريرك نصحه بالعدول عن خططه .

- الأستاذه ايريس المصرى تقول أن يعقوب كان له الفضل فى مشروع استقلالى لمصر ولكنه من الناحية الكنسية لم يكن متديناً ولم يوظف امواله الطائلة فى الأسهام بأى مشروع خيرى أو بناء الكنيسة أو ..............

- محمد الغزالى فى كتابة التعصب و التسامح بين الأسلام والمسيحية يصفه بالخائن .

- وفى كتاب ( ودخلت الخيل الأزهر ) يصف محمد جلال كشك المعلم يعقوب بالعميل ، فهو عميل للفرنسيين – محتقراً من الأقباط وأفراد اسرته ويكرر كلام يعقوب عن روفيله أن البابا لم يكن راضياً عن عمله هذا .

ويتهمه المؤلف بتهم فى منتهى البشاعة دون ذكر المراجع، ويتهم الدكتور لويس عوض بتجميل تاريخ يعقوب .

-أما دكتور جاك تاجر فى كتابة ( المسلمون والأقباط ) فيقول أن يعقوب أنكر وطنه منذ اللحظة التى كون فيها الفرقة القبطية .

-والدكتور لويس عوض عندما استعرض ( تاريخ الفكر المصرى الحديث )     يتعاطف مع المعلم يعقوب ويشرح كيف أن ( الموقف المصرى ) برئاسة يعقوب كان سبباً ادىالى تحييد مصرفى النزاع بين فرنسا وانجلترا ، وطلب المساعدة لإنشاء قوه عسكرية صغيرة لمواجهه تركيا .

ويصف مشروع يعقوب بإنه المشروع الأول لإستقلال مصر في العصر الحديث .

- والدكتور وليم سليمان قلاده فى كتابة ( الكنيسة القبطية تواجه الإستعمار والصهيونية ) .يقول أن يعقوب هذا خرج على ما الفه الأقباط ودخل في مواجهه مع البابا ويشيد الدكتور وليم بموقف البابا رغم اعجابه الغير معلن لمشروع استقلال يعقوب ( على الأقل فى احاديثه مع الكاتب ).


الفصل الخامس

نبذه عن الجيش الإسرائيلى

أ- مدخل تاريخى

1-   الخلاص والعودة

اتجه اليهود فى صلواتهم منذ الشتات الأول ( 6 قرون قبل الميلاد ) بالدعاء مرددين ( اللهم ارسل المخلص إلى صهيون ) واستمروا فى دعواتهم حتى بعد ما جاء المخلص وتم تدبير الله للبشرية ، بالفداء المجانى الذى تممه يسوع المسيح على الصليب ، حيث تشتت اليهود فى كل المسكونه وفشلوا فى الاندماج مع الشعوب الأخرى وظهرت لديهم فكره ( القومية اليهودية ) التى تنادى ببعث الشعب اليهودى فى أرض اجداده .

2- المدخل إلى فلسطين

للثورة الفرنسية آثار عظيمة ( 14 يوليو 1789 )، فهى ايقظت دعاوى التحرر لدى الشعوب .

وعندما فشل نابليون فى اجتياح اسوار عكا، فكر فى استجداء المساعده من يهود فلسطين رغم قلتهم، ومن هنا بدأ اهتمام اوروبا، واليهود على الأخص، بأرض فلسطين .

فى عام 1789 دعا المفكر اليهودى موسى مندلسون إلى حركة ( Haskala )

أى ( التنوير ) وحث يهود الشتات إلى الإندماج فى المجتمعات التى يعيشون فيها ولكن دعوته هذه ضعفت تدريجياً .

وتحمس ( موسى حاييم مونتفيورس ) ( 1827 – 1874 ) لفكرة الخلاص من الشتات وزار فلسطين وتفقد ارضها وسعى لأجل الإستيطان الزراعى بها .

وانشأ الكاتب اليهودى ( برتيس سمولنسكن ) جمعية تتبارى بالقومية اليهودية بينما احيا ( موسى ليف ليلنبلوم ) اللغة العبرية على صفحات جريدة ( HashaKar ).

وبدأت جمعيات ( احباء صهيون ) فى عملية تهجير بعض اليهود إلى فلسطين .

وكتب ( لوين بنسكى ) رسالته الشهيره ( التحرر الذاتى ) ، وبدأت( العلياه الأولى ) أى الأفواج الأولى من المهاجرين عام 1882 بأنشاء عده من المستعمرات بتدعيم من البارون الشهير ( ادمون دى روتشيلد ) .

2-   التسلل ( 1887 – 1917 ):

بدأت موجات اليهود تفد لفلسطين رغم دراية السلطات العثمانية بذلك ، وتكونت من هؤلاء المهاجرين ( خلايا الدفاع المحلى ) التى مارست اعمال العنف ضد الأهالى العرب .

وفى مؤتمر ( بال ) بسويسرا أعلن تيودور هرتزل صيحة المعركة و ( خلق وطن للشعب اليهودى فى فلسطين يضمنه القانون العام ) .

وفى عام 1917 اصدر المؤتمر الصهيونى الثامن قراراه ( بضروره البدء فى استعمار فلسطين بشكل منظم مهما كانت العقبات ) .

ورأى اليهود أن بناء المستعمرات محتاج إلى حماية ، فكون دافيد بن جوريون منظمة ( هاشومير ) المسلحه ، النواه الأولى للهاجاناه التى قادت كفاح اليهود حتى 1948إلي حين صدر القرار بتكوين جيش الدفاع الإسرائيلى .

قيام الحرب العالمية الأولى فى اغسطس 1914 أدى إلى توقف الهجره وانشاء المستعمرات بل تقلص عدد اليهود فى فلسطين من 85 ألف إلى 55 ألفاً .

خلال الحرب العالمية الاولي ، اقنع البعض الانجليز بضروره تكوين نواه عسكرية يهودية تشارك فى تحرير فلسطين من يد الأتراك لكيما يكون هناك مبرراً لأغتصابها فيما بعد .

3-   مرحلة الإغتصاب ( 1917 – 1947 ):

بدأت تلك الحقبة بوعد بلفورد الشهير فى نوفمبر 1917 والذى اعتبره البعض اعترافاً بريطانياً رسمى بحق اليهود فى أقامه دولتهم فى فلسطين .

عام 1920 وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطانى وأصبحت هجرة اليهود إليها شرعية .

عام 1927 تكون ( هاكيبوتز هاميئوجاد ) وهو اتحاد يجمع بين الكيبوتزات

( المستعمرات الزراعية ) وفى دستوره انشأ قوه عسكرية اصبحت فيما بعد نواه للهاجاناه ومارست تلك القوه اعمال الإرهاب .

والفتره مابين 1929 و 1939 اتسمت بالثورات العربية داخل فلسطين احتجاجاً على المد الصهيونى ، اقترحت لجنة ( بيل ) الانجليزية التى جاءت للتحقيق فى الثورة ، اقترحت تقسيم فلسطين !

اصدرت بريطانيا ( الكتاب الأبيض ) عام 1939 يشمل رؤيتها المستقبلية للأوضاع فلسطين .

خلال الحرب العالمية الثانية ازداد نشاط الهاجاناه وجناحها العمل والبالماخ وتكونت بعض المنظمات الإرهابية مثل ( تسفاي ارجون ليئومى و منظمة شتيرن).    

عام 1947 صدر قرار الأمم المتحده بتقسيم فلسطين وفى 26 مايو 1948 تقرر رسمياً انشاء جيش الدفاع الإسرائيلى .

ب – جيش الدفاع الإسرائيلى

تم توحيد الهاجاناه و البالماخ ومنظمة ارجون وعصابة شتيرن فى ( تسهال ) أى جيش الدفاع الذى كان على بن جوريون وضع لبنته الأولى وكانت هذه هى الأهداف الحربية :-

1-  تحقيق قوة الروع الذاتيه عن طريق الحرب الوقائية أو الإغارات والضربات الإنتقامية .

2-   البحث المستمر عن مصادر السلاح .

3-   التطوير المستمر للقوات المسلحة .

4-   التنظيم الداخلى المستمر لهذه القوات .

فالجيش الإسرائيلى يعتبر من اقوى الجيوش فى العالم ، تدريباً – تسليحاً – تنسيقاً بين الأسلحة المختلفة ، تكنولوجيا ( مستوردة أو مصنعة داخل الدولة العبرية ) و يستطيع أن يقوم بالتعبئة السريعة (يقال أنه قادر على تعبئة ربع مليون جندى خلال 48 ساعة) .

اسوق هنا تاريخ الجيش الإسرائيلى الذى تواجه معه صاحب تلك السيره عدة مرات.

انوه هنا بقوه الجيش الإسرائيلى وقدرته التنظيمية بهدف اظهار :

1-   أن المعارك التى قادها صليب بشارة لم تكن نزهة بل معارك حقيقية .

2-   عبور الجيش المصرى عام 1973 كان ثمره عمل مضنى استمر عده سنوات وأكتساحا لعدو قوى .

 


معركة الصبحة ومدخل وادى سرام في نوفمير 1955

أول مواجهه للاسراائيلين مع صليب بشارة كانت مساء يوم الأربعاء 2 نوفمبر 1955 ،ولنترك جريدة الاهرام بتاريخ الجمعة 4/11 تتحدث عن المعركة فتقول :-

" هزيمة اسرائيل بعد معركة 17 ساعة .قتل 200 جندى اسرائيلى والاستيلاء على عدد اكبر من الأسرى والغنائم "

انتهت المعركة التى نشبت أول امس بهزيمة لإسرائيل كبدتها 204 قتلى وعدداً كبير من الأسرى .

استطاعت فصيلة من جنود مصر البواسل عددها 33 جندى أن تصمد لهجوم غادر بقوات تفوقها فى العدد 100 مرة لمده ساعات طويلة الى أن قدمت القوات المصرية المدرعه والطائرات وقامت بهجوم مضاد وسيطرت به على الموقف .

فقد شنت قوات اسرائيلية مؤلفة من نحو ثلاث ألاف رجل نقلهم 53 سياره       و 39 سياره جيش ، شنت هجوماً على موقع مصرى امامى بمنطقة الصبحة به سرية مصرية .

إلى هنا انتهت جريدة الاهرام من وصف المعركة ولكننى ارى اضافة تفاصيل نقلاً عن صليب نفسه فقال لى :

الصبحة عبارة عن جبل ، كان افراد سرية من سرايا الكتيبة 11 مشاه التى انا قائدها متمركزة بها ، والصبحة تعتبر موقعاً متقدماً على الجبهة المصرية / الإسرائيلية ، وكان هناك وحده اخرى بوادى سرام اما بقية الكتيبة فكانت إلى الخلف من هذه الموقعين .

وحينما بدأ الإسرائيلين هجومهم مساء يوم الاربعاء تمركز الجنود المصريون على التبة العليا واستطاعوا الصمود لفترة كبيرة واهلهم موقعهم لكشف تحركات العدو وتكبيده خسائر كبيره .

وقتل عدد كبير من المصريين واستطاع الإسرائيلين أن يحتلوا الموقع لفتره زمنية بسيطة إلى أن قمت بشن هجوم مضاد بمساعده بعض الوحدات المعاونة فى الساعة الثالثة من يوم الخميس 3/11 .

ويكمل صليب حديثة لي قبول : " الاسرى المصريين اللي وقعوا في ايد القوات الاسرائيلية عام 1956 كانوا بيعذبوهم ويسألوهم : مين قائد معركة الصبحة ؟ لأن خسائر الاسرائيلين كانت ثلاثة اضعاف خسائر المصريين "

ولعلني اضيف أن تحرشات اسرائيل بالجيش المصري بدأت بالهجوم علي الكوتنيلا بقوات تفوق عدداً القوات المصرية عشرة مرات وتكرر ذلك في الصبحة مع عمل ضجة اعلامية كبيرة مصاحبة لتلك الهجمات .

في المعركة الاخيرة ، تجمعت تلك القوات التي وصل عددها الي 3000 في منطقة " العوجة " وهي منطقة منزوعة السلاح ، متخفية تحت علم الامم المتحدة .

وعلي الصفحة الاولي للأهرام يوم السبت 5/11 نقرأ: طارمستر كولنز مدير وكالة اليونيتد بريس الي ميدان المعركة مع فوج من مندوبي وكالات الانباء والاذاعات العالمية وقد قال مستركولنز:

لقد قابلت الضابط المصري الذي تولي قيادة الهجوم المضاد الذي شنته امس القوات المصرية في وضح النهار لإجلاء الإسرائليين المعتدين علي مركز الصبحة المصري .

ان الضابط المصري الذي انتصر في ذلك الهجوم ضابط مخيف متوسط القوام له شارب اسود وراح يصف المعركة .

لقد استمر الإسرائليين يجمعون قتلاهم لمدة 24 ساعه بعد إستئذان القوات المصرية وبتوسط من القوات الدولية .

ويضيف صليب في مذكراته التي ذكرها في محاضرته الشهيرة يوم الاثنين 25/6 /1973 فيقول : -

معركة الصبحة ومدخل وادي سرام في 2 نوفمبر 1955 التي مازال العدو يذكرها بالمرارة لفداحة الثمن الذي دفعه من ارواح ضباطه وجنوده .

وسوف يظل ، وان منعه صلفه ان يبوح ، وسوف يظل يعترف بالروح القتالية الفدائية لجنود مصر في معركة الصبحة .... ... ....


الكتيبة 11 الإنتحارية حمت انسحاب الجيش المصري من سيناء 1956

مقدمة

في عيد الثورة عام 1956 ، اعلن الرئيس جمال عبدالناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس وتحويلها الي شركة مصرية .

ثارت ثائرة كلاً من انجلترا وفرنسا وفي نفس الوقت الذي كان فيه التوتر قائم علي الحدود المصرية الإسرائيلية وتعاظم ذلك التوتر عام1956 ( شهر ابريل ) حيث ازدادت العمليات الفدائية المنطلقة من قطاع غزة اضف إلى ذلك محاولة اسرائيل عبور قناه السويس ورفضت مصر بشدة كذلك ممر ايلات الذى اعتبرته مصر ممراً مصرياً خالصاً وليس ممراً دولياً .

تأمرت هذه الدول مجتمعه على مصر ونسقت فيما بينها بشن العدوان الثلاثى مساء يوم الاثنين 29/10/1956.

1- العقلية العسكرية المصرية عام 1956 :

الشكل العام للخطة المصرية عام 1956 كان الانسحاب السريع وتفادى (مصيدة سيناء ) المنصوبة .

خطة المعتدين الثلاثة كانت عبارة عن انزال بريطانى فرنسى فى منطقة القناه وهجوم اسارئيل عاى القطاعات الشمالية – الوسطى – الجنوبية لسيناء وبذلك ينحصر الجيش المصرى داخل سيناء فيسهل تدميره وتهديد الثورة وسقوط النظام .

أذن الشكل العام هو الانسحاب ، ولكن يخطىء المؤرخون إذا تناسوا الاعمال البطولية التى تمت خلال خطة الانسحاب لا اعنى فقط كتيبة 11 مشاه بل اذكر قوات ابو عجيلة التى صمدت امام المدرعات الإسرائيلية وأخرت انتشارها السريع وتطويقها للمواقع المصرية .

الانسحاب الذى قامت به القيادة المصرية كان بالفعل سريعاً وكان قراراً صائباً ، كذلك خطة تعطيل القوات الإسرائيلية فى عدة محاور كان أيضاً قراراً صائباً .

لقد كان للمقدم ( بكباشى ) صليب بشارة الشرف فى تأخير اندفاع الإسرائيلين وتدميرهم للفرقة الثالثة مشاه المسئولة عن القطاع الشمالى والاوسط لسيناء كما سنرى.

3-اللواء موشى ديان يشرح خطوات الهجوم الإسرائيلى:

29 اكتوبر: المعركة بدأت مساء يوم 29/10 حينما تم اسقاط 395 مظلى امام ممر متلا للأحتلال ، انضم اليهم فيما بعد افراد اللواء 202 مظلات بعد أن عبر الحدود المصرية ماراً بالكونتلا – تمد – نخل – تعززه 13 دبابه حتى وصل متلا يوم 30/10 الساعة 22.30 .

30/10: الهجوم الإسرائيلى الأساسى بدأ فى القطاع الأوسط لسيناء واللواء 4 مشاه احتل الصبحة – القسيمة وتقدمت وحده استطلاع منه نحو نخل .

اللواء 7 مشاه اقتحم طريق الفسحة وتقدم تجاه ابو عجيله .

اللواء 10 مشاه احتل العوجة.

31/10: اللواء 202 مظلات حاول التقدم لممر متلا ولكنه اصطدم بالقوات المصرية هناك .

اللواء 7 مشاه احتل تقاطع ابو عجيله – سد الرافح – بئر الحسنة .

اللواء 10 مشاه حاول احتلال ام كتاف .

1/11 : اللواء 9 مشاه تحرك لرأس الـحسنة وكتيبته من لواء 4 مشاه تقدمت نحو نخل .

اللواء 7 مشاه دخل فى معركة مع لواء مدرع مصرى فى روض سالم و مجموعة من لواء 37 مدرع حاولت احتلال ام كتاف .

اللواء 27 مدرع تقدم نحو العريش محاولا ً احتلالها .

ملاحظة : يوم 1/11 صدر الأمر بالانسحاب من سيناء للقوات المصرية

2/ 11 :اللواء 9 مشاه تقدم شمال دهب واحتل طابا .

اللواء 7 مشاه تقدم عبر الجفجاه إلي قناه السويس .

اللواء 10 مشاه احتل ام شيحانه .

اللواء 27 مدرع احتل العريش وتقدم 15 كم من القناه .

مجموعة اللواء 11 مشاه مع كتيبة مدرعة احتل غزه وتقدم نحو خان يونس .

ومنذ 3/11 تقدمت اللواء المدرعة 37 ، 27 نحو القناه وكذلك لواءات المشاه 4 ، 7 10 ، 12 ، 1 ، 11 بينما قام اللواء 202 مظلات مع اللواء 9 مشاه بأحتلال شرم الشيخ – رأس سدر – الطور – رأس نصرانى .

هكذا شرح لنا لواء م . ديان تسلسل احداث معركة 56 أو كما يسميها العسكريون

( Sequence of events ) .

3- كيف سترت كتيبة 11 مشاه انسحاب الجيش ؟

قبل أن اجيب على ذلك السؤال ، اجد نفسى مجبراً على شرح توزيع القوات المصرية فى سيناء لنتبين دور كتيبة 11 مشاه .

اساساً كان هناك 3 فرق مشاه عدا الأولوية المدرعة الملحقة .

ف2 مشاه : دفاع عن القناه .

ف3 مشاه : شمال ووسط سيناء .

2 كتيبة سيارات حدود + بعض الوحدات المعاونة = جنوب سيناء .

ف8 الفلسطنين : قطاع غزه .

ف3 مشاه : ضمت اللواء 4 ، 5 ، 6 مشاه مع احتياطى الفرقة 2 سرية .

لواء 4 مشاه كان يضم الكتيبة 11 مشاه بقيادة بكباشى ( مقدم ) صليب بشارة .

اهداف كتيبة 11 مشاه :

-        دفاع عن العريش .

-        تأمين موقع الشيخ زويد .

-        القضاء على القوات المهاجمة سواء مظلات أو عن طريق البحر .

حدود : شمال : شاطىء البحر .

        حنوب : وادى الحريصين .

           شرق : خط طولى 216 .

        غرب : خط طولى 178 .

بقى أن اضيف أن قائد القوات المصرية كان اللواء على على عامر .

والقوات الإسرائيلية قادها الميجور جنرال ( لواء ) عساف سمشونى الذى اسقطت المدفعية الاردنية طائرته فيما بعد .

شرح تفصيلي للخطه التي اتبعتها ك11 مش الإنتحاريه لستر انسحاب الجيش

1-الطريق إلي العريش يأتي من رفح ومن ابوعجيلة: طريقين بريين ، الأول رفح العريش والثاني ابوعجيله / بئر المقطنيه / بئر لحفن / العريش .

اذن للدفاع عن العريش ، لابد من اغلاق هذين الطريقين

- قام البكباش أ.ح . صليب بشاره بتوزيع قواته كالآتي :-

سريه عند دفاعات بئر لحفن

سريه عند الكيلو 38 ( موقع ام جريدي ) مع سحب السرية الموجودة

أصلاً في الشيخ زويد لتنضم إلي سريه الكيلو 38 مع وضع نقطة دفاع اخري عند الكيلو 6 من العريش (طريق رفح العريش ).

قاد قوات بئر لحفن صليب بنفسه لإنه نما الي علمه ان الهجوم الإسرائيلي بدأ من القطاع الأوسط لسيناء وبالتالي الهجوم علي العريش سوف يكون عن طريق ابو عجيله .

أما القوات في الكيلو 38 اعطيت القياده فيها للبكباش سعد الجمال نائب قائد ك11 مش .

2

- سير المعارك كان كالآتي : -

قوات سعد الجمال : - ليله 1 ، 2 نوفمبر دارت معركه بين اللواء 27      مدرع اسرائيلي وقوات ام جريدي. وعند ام جريدي ، نجد كثبان رمليه من الصعب علي الدبابات اختراقها .

القوات المصرية عند (ام جريدي) صدت المدرعات الإسرائيلية لعدة ساعات ثم انسحبت بسرعه الي الكيلو 6 وهناك صدت القوات الإسرائيلية مرة اخري وكانت الشمس قد غربت فتأخر دخول اللواء 27 مدرع العريش واثناء الليل ، انسحب المصريون من الكيلو 6 ومن مدينة العريش التي دخلها الإسرائيليون فجر يوم 2/11 .

قوات صليب بشارة : قام المقدم صليب بتوزيع قواته في بئر لحفن كالآتي : -

عند القبه السمراء ، وضع 3 فصائل مع مدفع ثقيل لان الارض كانت معده طبيعيا للمشاه مع وضع مدافع مضاده للمدرعات (سريه اليمين الاماميه)

عند تل الإشارة وضع سريه اليمين الخلفيه و عند المستعمره وضع 3 فصائل مع كل واحده مدفع ميدان وعند اليسار الخلفي ، سريه من 3 فصائل .

هكذا ، قسم قواته إلــي 4 مجموعات كل مجموعة 3 فصائل وذلك حسب ما رأه سيادته.

اثناء تقدم الإسرائيليين فجر يوم الجمعة 2/11/1956 نحو العريش ، تحركت بعض الوحدات التابعه للواء 27 مدرعات في اتجاه رويس القط / العريش محاولةالإلتفاف حول الموقع المصري الذي صدها ووجه لها كل اسلحته (رشاشه - مدافع ميدان- مدافع مضادة للطائرات )

فارتدت مزعورة ظانة ان هناك تجمع كبير للمصريين جنوب العريش (طريق ابوعجيله – العريش )

ما هي النقاط الإيجابيه في خطه البكباش صليب بشارة : -

(1) توزيعه لقواته عند (رفح – العريش) عند موقعي ام جريدي ودفاعات الكيلو 6

فعند هذين الموقعين تم تأخير اللواء 27 مدرع فماذا كانت النتيجة :

منح الفرقه الثالثه الوقت للإنسحاب بالإضافه للقوات الآخري التي انسحبت للعريش توطئه للإنسحاب ناحيه القنال .

(2) اجاد إخفاء قواته في بئر لحفن فلم تلحظها طائرات الإسرائيليين .

(3) حسن وضع قواته لتدافع عن طريق رفح العريش او ابوعجيله العريش اذا ما هوجمت من اي من هذه الموقعين .

(4) استخدم المدافع المضاده للطائرات في صدهجوم دبابات شيرمان عند رويس القط

اللواء موشي ديان يعترف :

"لو كنا دخلنا العريش مساءاً يوم 1/11 لإستطعنا ان نضع ايدينا علي جزء كبير من المركبات والسلاح التابع للفرقه 3 المصرية بل كثير من عتاد الجيش المصرى."

ويصف اللواء / موشي ديان تسلل الاحداث في كتابه يوميات حرب 1956 فيقول:

"وفـــي الساعه العاشرة والنصف بدأت المرحلة الثانية من القتال فبدأ لواء المدرعات 27 في التقدم بقصد احتلال العريش ، وكانت طليعة القول طاقم مدرع يشتمل علي وحدة من سبع سيارات جيب ، وجماعه مهندسين وسرية مشاه منقوله علي سيارة نصف جنزير ، وفصيلتين من الدبابات الخفيفه (6) وبطاريه من اربعه مدافع ذاتيه الحركه عيار 105 مم ، وجاءت الاطقم المدرعه الآخري وراء الطليعه ، وكانت قيادة اللواء بين الطليعه وبين الطاقمين الآخرين .

وإنحشرت أنا ايضاً مع وحدة رئيس هيئة الاركان العامه " بين سيارات قيادةاللواء ، والتي تحركت في اعقاب الطليعه . وسرنا في سيارتين 6 X 6 ، الاولي سيارة لاسلكي ابقت الاتصال دائماً مع موقع القيادة العليا ومع سلاح الطيران ، وجلس في السياره الثانية ، بالإضافه إلي ، رئيس هيئة أركان الحرب للقيادة الجنوبية ورئيس مكتب رئيس هيئة الاركان العامة وجنديان من جنود الإتصال .

وعلي الفوربعد ان غادرنا رفح مضي التوتر كما لو كان بعصي سحريه ولازمني نفس الشعور الذي كنت احس به في الجو اثناء التدريب علي الهبوط بالمظلات ، الشعور الفجائي بتوقف الجلبه التي تصم الاذان من محرك الطائرة ، وتوقف ضغط الجو ثم الإندفاع للسقف نحو المجهول وفي خلال دقائق معدوده ، الشعور بالإرتطام بالارض ، وتطلعت من حولي الي الجو الرائق هادئ النفس متحرراً من كل توتر.

وهبت من البحر ريح بسيطه . وعلي جانبي الطريق استمرت كثبان الرمال في الإسراع نحونا ثم تتركنا للخلف ، ومن حين الي حين تمر امامنا اكواخ مقفرة وقطعان الضأن والبدويات يسحبن حميرهن تحمل قرب الماء ان رحلة القتال هذه رحله في جو ريفي بدرجة من المستحيل تقديرها . وحتي وجبة الإفطار لم تنقص . فقد تناولناها قبل ان تترك تقاطع الطرق ، في الوقت الذي فتح فيه مدفعي علي مدفع مضاد لدبابات مصري – لسبب مالم يهرب من موقعه وفي كل مجتمع يوجد شواذ – فتح النار علينا وأجبرنا علي قضاء بعض الوقت في خندق بجوار الطريق.

وكانت الشيخ زويد اول موقع توقعنا ان نصادف فيه قوات مصريه يبعد عن تقاطع طرق رفح بحوالي 10 كيلو مترات ، وتذكرت اسم المكان من قضية " نيلي " ، فهنا علي ما تقوله قصة ليشنسكي سقط " أبشالوم فاينبرج " مصاباً بنيران البدو.

وعندما وصلنا الي المراكز المصرية – وجدناها خالية فالحقيقة هي اننا لم نكن القوة الإسرائيلية الاولي . فقد مرت قبلنا طائرات سلاح الجو، وعلي جانبي الطريق ظهرت نتائج عملياتها : سيارات مصابه يتصاعد الدخان منها ومدفعيه ميدان ومدافع مضادة للدبابات ، التي هجرتها أطقمها وفرت في ذعر .

وعندما اجتزنا نصف الطريق من رفح الي العريش اي حوالي عشرين كيلو متراً ، قابلتنا نيران اولية . وقد جاءت من مراكز المراقبه في " البرج" . وبعد ثلاثة كيلو مترات فتحت النيران مرة اخري – وكانت هذه المرة من موقع ام جريدي.

وأم جريدي كانت مركز دفاع علي مداخل العريش وقد اختيرت بسبب تحكمها التام علي محور التقدم وامتدت علي جانبي الطريق الي مسافة بعيدة في التلال رملية التي لا يمكن التحرك فيها والالتفاف من حول الموقع ، وقد دعمت التحصينات المصرية بواسطة سرية مشاة ، وكذلك كان فيه ثلاثة مدافع " أرتشر " مضادة للدبابات وبطارية من 6 هاونات 120 مم ، وبدأ هجوم المدرعات علي ام جريدي في الساعه 14.30 واستغرق الهجوم اكثر من ساعة – وخاصة بسبب صعوبة التحرك في التلال (تلك التلال الرملية التي فرح بها لورانس ورأي فيها المكان النظيف الاخي الذي بعي في العالم ) .كذلك هنا ، كما في رفح ، فعندما نجحت الدبابات في الاقتراب من المراكز ترك الجنود المصريون المدافع والرشاشات وهربوا إلي الرمال . وكانت خسائرنا عشرة جنود .

والآن اصبحنا بعيدين عن العريش بحوالي 15 كيلو متراً فقط وكلما اقتربنا من المدينة ، كلما زادت آثار وحدات الجيش المصري التي هربت من رفح وهاجمها سلاح الطيران في طريقها الي العريش . صناديق ذخيرة ومدافع ومركبات من جميع الأنواع كانت ملقاه في عرض الطريق وعلي جانبيه .

وصادفنا المركز المصري الأخير قبل العريش بحوالي 6 كيلو متر . وكان المسئول عن هذا الموقع ايضاَ كما علي ام جريدي كتيبة رقم (11) التابعة للواء المشاه المصري الرابع . وكانت فيه سريتان مشاه ومدافع مضادة للدبابات وضعت علي جانبي الطريق وبطاريه مدفعية (8 مدافع ميدان ) ومن المدافع عيار 25 رطل .

وكان الوقت متأخراً وكانت قافلة اللواء (27) موزعة بدرجة كبيرة لا يمكن معها أن تنتظم للهجوم في اللحظات الاخيرة قبل سقوط الليل ، وفتر النشاط ايضاَ وجرت الاعمال بصورة ثقيلة . ولم يكن هناك من خيرة سوي تأجيل الهجوم وتأجيل الدخول الي العريش الي الصباح . وفي خلال الليل يمكن أن تمكن القوات من الحصول علي بعض الراحه وعلي الوقود وصيانة الدبابات .

وكان الليل بارداً ومنعشاً بعد حرارة النهار وتراب الطريق . ووجدنا طيه من الارض تنبت فيها عدة شجيرات أثل واطيه ، وانتظمنا لقضاء الليل ، وطالعت كل البرقيات التي وصلت وأجبت عليها ، وكررت الأمر بالبدء غداً (2/11) مع الصباح بعملية اللواء 9 لإحتلال شرم الشيخ وبعملية اللواء 11 بالتحكم علي قطاع غزة . لقد كان هذا هوالمرحلة الاخيرة من المعركة .

وكانت وجبة العشاء حسب القائمة التقليدية كسرات الخبز ذات الطعم المحير وعلب عصير الموالح ، والتي تحتوي علي لذاعة اكثر من العصير . وانقذت القهوة الموقف كالمعتاد القهوة السوداء الساخنة التي يبدو العالم من بعدها اكثر تورداً .

وعندما تغطينا وبدأنا في النعاس ، استأنف المصريون قصف المدفعيه . ولم يزعجنا صوت الإنفجار اثناء النوم . ولكن الرمال التي تناثرت علي وجوهنا من الدانات المنفجرة اقنعتنا بأنه يجب ان نغير المكان وان ننتقل الي المنحدر الآمن وراء التل .

وفي الغد في الساعة السادسة صباحاً دخلنا العريش دون مقاومة ، ووجدناها خالية من الجيش . ففي خلال الليل انسحبت منها الوحدات المصرية الاخيرة .

وعندما رأينا أن المصريين نجحوا في اجلاء قواتهم من العريش قبل وصولنا الي هناك بساعات معدودة هاجمتنا مشاعر الندم علي أننا لم نبذل جهداً زائداً للدخول الي المدينة في الليل ايضاَ . ولو فعلنا ذلك وتقدمنا من فورنا الي المخرج العربي للعريش وسدددنا الطريق المؤدي الي السويس ، ولكنا قد نجحنا في ان نضع ايدينا علي جزء كبير من المركبات والسلاح التابع للفرقة الثالثة ولأسرنا وحدات الجيش التي نقلت اثناء الليل الي منطقة السويس .

ولم يستطع اي منا بالطبع ان يعرف متي تم الإنسحاب بالضبط . وتبعاً لأقوال الأسرى أصدرت هيئة الاركان العامة المصرية امراً إلي قواتها في سيناء فــى 1/11/1956 ظهراً بالإنسحاب فوراً الي الضفة الغربية لقناة السويس ، وليس هناك شك في أن الوحدات المصرية لم تضع دقيقة واحدة زائدة ولم تبطئ الأمر – أو / بأكثر دقة ، المهلة التي أعطيت لها للإنسحاب , والأكثر من ذلك بدأت الفرقة الثالثة ايضاً في العريش وطاقم اللواء المدرع رقم واحد ايضاً في الإنسحاب قبل اصدار امر هيئة الاركان العامة . وقد نقلت هيئة اركان الفرقة التي في العريش كذلك في الليلة ما بين 31/10 – 1/11 أمر انسحاب الي اللواء الخامس في رفح . ولكن اللواء لم يكن قادراً علي تنفيذ الأمر حيث انه في ذلك الوقت كان يواجه هجومنا علي مواقع رفح ، هجوم علي أشده ولم يستطع المصريون أن يخلصوا انفسهم من الالتحام بوحداتنا والانسحاب بدون ان يتحول الأمرإلي هروب في.    فوضي وذعر.

وأراد طاقم اللواء المدرع رقم 1 ايضاً العمل . ففي 31/10 صباحاً اصدرت هيئة الاركان العامة المصرية امراً له بالتقدم بسرعة الي تقاطع الطرق عند جبل لبني والدخول في المعركة مع وحدات المدرعات الإسرائيليه (لواء المدرعات 7 ) للمساعة في الدفاع عن خط ام كتاف ، وتبعاً لكلام ضابط دبابات مصري وقع في الأسر ، وطلب قائد الطاقم المدرع تغطية جوية ، وعندما لم يستجاب كلية ليسفقط لم يتقدم كما كلف وانما امر وحدته بالإنتظام للإنسحاب من سيناء .

وقد تم بعض الإنسحاب من العريش بصورة منظمة ، ولكنه كان في معظمه هروباً غير منظم ، فمع الظلام . وصل قطاران من مصر ، ولكنهما بالطبع ، استوعبا فقط جزءاً صغيراً من الجيش المنسحب . وكذلك فإن الطريق الضيق من العريش إلي القنطرة لم تكن يستطيع احتواء جميع اركبات التي غطته ، ووضع القطار والطريق في خدمة الضباط ، وأما العساكر والشاويشية فأمروا بالسير مترجلين .

فبعد ذلك كانت حالة السائرين أفضل كثيراً من حالة الراكبين حيث أن سلاحنا الجوي هاجم المركبات علي الطريق ولكنه لم يتكبد مشقة أصابة الرجال المتحركين في الرمال .

ونفض العساكر الذين بقوا بدون قادتهم نفضوا من علي انفسهم كل شئ يضايقهم – السلاح ، الملابس ، الجربندية العسكرية ، وحتي احذية الجنود الثقيلة .وتجمعوا جماعات جماعات واتخذوا طريقهم الي الغرب . في اتجاه مصر . أما مياه الشرب فقد سحبوها من الآبار الموجودة هنا وهناك وتغلبوا علي جوعهم بالتمر ( البلح ) , وكانت أشجار النخيل الممتدة مسافة كيلو مترات كثيرة علي طول ساحل البحر ، وكانت الآن في ذروة موسم الطرح , وكان يكفي أن يقذف حجر حتي يتساقط من البلح ما يكفي لاشباع رجل . وكان الجنود السائري علي شاطئ البحر يبدون من الجو كقافلة طويلة من الحجاج ، وظهرت الاجسام والملابس الداخلية البيضاء بوضوح علي أرضية الرمال الصفراء ، وحتي من الارتفاع الكبير ايضاَ بدوا واضحين .

وقد تركت العريش بدون تخريب وتدمير , وحقاً التهمت النار عددا من المخازن الحربية ، ولكن كانت هذه جزء صغير وعديم القيمة بالنسبة الي العتاد الحربي الكبير الذي بقي سالماً . وكان ملحوظاً انه عندما صدر الامر بالإنسحاب ترك كل واحد مكانه وأسرع الي الانضمام الي القوافل التي تغادر المدينة .

ولم يمكث اللواء 27 في المدينة . وبعث بأحد أطقمه لاحتلال المطار وبالتحكم في الطريق المؤدي الي أبوعجيلة ، وواصل طاقم مدرع ثاني تقدمه فوراً في الطريق إلي الغرب بهدف مطاردة المنسحبين والوصول إلي السويس . وكلفت القيادة الجنوبية بالاهتمام بالسكان وكانت هي التي ستعين حاكماً عسكرياً في المدينة وتهتم بتنظيم الحياة المدنية . ولست اظن بأنه ستوجد أي مشاكل خاصة في هذا المجال . وفور دخولنا اهتزت امام أعيننا الاعلام البيضاء التي لوح بها من علي الأسطح والاسوار , وكذلك وجدنا وفداً من أشراف المدينة بجانب مبني البلدية ينتظر قواتنا لكي يعبروا عن اخلاصهم واستعدادهم للتعاون معنا . وامتلأ ميدان المدينة , الذي كان في اللحظات الأولي من دخولنا مهجوراً وخالياً ، خلال وقت قصير بالحياة والضوضاء ووصلت الوحدات المساعدة والخلفية للواء 27 ووحدات الخدمة منالقيادة الجنوبية ، وبدأت في السيطرة علي المدينة وعلي المعسكرات الحربية الكثيرة فيها ، وكشف الجنود شخصيتي وطلبوا مني التوقيع علي دفاترهم , ووقعت علي خرائط عسكرية وعلي بطاقات الجندية وعلي اربطة الاسعافات الاولية وعلي علب السجاير , واكتشفت شاويش امداد صاحب افكار أصيلة صورة لعبد الناصر بألوان جميلة في محل حلاقة وطلب مني التوقيع عليها , وشرح لي انه ليس علي فقط أن أذكر ، والموقع والمكان بخاصة بل وأيضاً التاريخ – 2 نوفمبر اي يوم تصريح" بلفور " .

وإتضح سريعاً أن عدداً من الجنود المصريين لم يغادروا العريش , وعندما عرفوا أنه أقيم سجن للأسري بدأوا في التدفق والدخول فيه برغبتهم الشخصية ، ولكن ليس فقط اسري . فقد اختفي الجنود المصريون حاملو الاسلحة ايضاً في المدينة ، وعندما وقفنا امام نافذة مفتوحة في مبني بجانب الطريق اطلق علينا قناص يختفي من وراء جدار دفعة من النار من رشاش فأصيب مراسلتي في ظهره وسقط قتيلاً بين يدي .

وفي الساعة 11.00 طرت بطائرة من مطار العريش في طريق العودة الي هيئة الاركان ، وطلبت من الطيار ان يطير علي إرتفاع قليل حول المدينة ، ولكن اضطررنا من فورنا الي الارتفاع . فقد سمعنا اصوات طلقات بنادق ورشاشات وجهت الينا . وكانت تلال الرمال من شرق وجنوب وغرب العريش مزروعه بالجنود المصريين , وحدات وجماعات , بين الشجيرات ومنحنيات الارض ، علي انني استطعت ايضاً من الارتفاع الكثير أن أري ما أبحث عنه : القول المدرع للواء 27 يتحرك دون متاعب نحو الغرب . والآن ، وبعد دخولنا المدينة بخمس ساعات ، نجح في التغلب علي العقبات وأفسح ممراً له ، وكانت السيارات طليعته علي بعد بعض عشرات الكيلو مترات الي الغرب من العريش , والقافلة التي تحركت بين المركبات الروسية التي تركها الجيش المصري المنسحب ورائه بدت في صف من المعدن والدخان . وانتهت المعركة علي المحورالشمالي محور رفح – العرب – قنطرة" .

كيـــــــــــف انسحبت ك11 مش نحو القنطرة ؟

المشكلة التي واجهت ك11 هو كيف ترجع الي القناة فالطرق امامها وخلفها اجتاحتها اللواءات الإسرائيلية .

كيف استطاع المقدم صليب ان يتجنب الدبابات الإسرائيلية والمركبات والمدرعات كذلك الطيران الإسرائيلي بل الطيران الانجليزي والفرنسي علي جانبي القناة بطولها اي ان الكتيبة 11 مشاه كان عليها تفادي قوات لواء 27 مدرع اللواء 37 مدرع واللواء 4 مشاه بالإضافة للطيران الفرنسي / الانجليزي / الإسرائيلي

ويقول صليب في محاضرته عام 1973 عن اشتباكات الكتيبة 11 وانسحابها حتي القنطرة:

" أما عن حرب 56 فقصتي فيها أطول – كانت مهمة الكتيبة وهي نفسها كتيبة الصبحة – هي الدفاع عن العريش علي كل من محور رفح – العريش في منطقة الكيلو متر 38 شرق العريش وعلي محور ابوعجيلة – العريش في منطقة بير لحفن جنوب العريش وكان المجهود الرئيسي علي محور ابو عجيلة – العريش .

في ليلة 1 / 2 نوفمبر 1956 أجري العدو استطلاعا لدفاعاتي بالمشاه الميكانيكية والدبابات تم احباطه في مكانه وزمانه الصحيحين نتيجة ليقظة نقاط الامن الخارجية وسرعة فتح نيران المدفعية . وفي نفس الليلة سمعت طلقات أسلحة صغيرة تنبعث اصواتها من بعد من مدينة العريش. وفي صباح يوم الجمعة 2 نوفمبر فتحت دبابات العدو نيرانها من خلف الكتيبة علي مرابض مدفعية الميدان في وادي العريش جنوب رويس القط. اما عن الأعمال القتالية لاحتياطي قائد قوات سيناء وهو لواء مشاه عدا كتيبة فكان قد تقدم صباح 1 نوفمبر 56 تحت سيطرة العدو الجوية من العريش الي ابوعجيلة لتدعيم قواتها المدافعة عنها بعناد وثبات أو استعادة الموقف في حالة نجاح العدو ونظراً للتفوق الساحق لطيران العدو اضطر هذا اللواء للعودة الي العريش مساء نفس اليوم ، ليلة 1 / 2 نوفمبر ماراً خلال دفاعات كتيبتي في بئر لحفن قصصت ما عرفته في حينه عن الموقف في دائرة مسئوليتي جنوبي العريش.

اما عدا ذلك، فأكتنفه الغموض كل الغموض وفيما بعد علمت بأن أمراً بانسحاب عام كان قد صدر للقوات المصرية قبلي غروب يوم 31 اكتوبر عام 56 لتكون علي أهبة الاستعداد لمعارك أكثر حسماً غرب القناة أو غرب الإسكندرية لصد الغزو الانجلوفرنسي الذي كان وشيكاً وان آخر الارتال من مؤخرات القوات المصرية كانت قد عبرت قناة السويس فجر يوم 2 نوفمبر . كما خلصت الي استنتاج السبب الذي من اجله لم يضغط العدو علي كتيبتي لأنه كان قد علم بامر الإنسحاب ولعله استنتج هوالآخر انني لم أعلم به ومن اجل ذلك ولاستناد الموقع الدفاعي علي جانبيه علي ارض رملية يتعذر اجتيازها، قرر العدو ان يوفر علي نفسه اي خسائر فيها لو هاجم الموقع من الأمام اوالخلف او الاتجاهين معاً علي أساس أن قوات الكتيبة مصيرها الي يده ان هي تقدمت جنوباً أو تقدمت شمالاً حيث كانت قواته الرئيسية قد احتلت ابو عجيلة في الجنوب والعريش في الشمال ولم يخطر للعدو علي بال ما حدث فعلاً من جانبي وهو القرار الذي لم أتخذه الا ونهار يوم 2 نوفمبر كاد ينتهي .

كان هذا الموقف حرج للغاية ولم يكن امامي سوي الحكمة أستعين بها مخرجاً من المأذ ق . لقد كانت الكتيبة تحت القصف الجوي بجميع انواع الذخائر منذ بدء العدوان ولم يكن مع الكتيبة اي حملة ولو انها وجدت لما اختلف الامر وكانت قراءة المعركة وتحليل الأحداث سهلاً ولكن الذي كان صعباً هو شعوري بأن شيئاً غير متوقع قد حدث ولم يكن قد خطر لي بال بأن امراً بالإنسحاب العام قد صدر وانه كان قد تم بهذه السرعة وتحت سيطرة العدو الجوية .

كان امامي حلان: اما الإنسحاب ومعني هذا أنه انسحاب بلا أوامر يعرضني للعار وأهون منه أن أضرب بالنار لو أن القيادات الأعلي كانت قد رأت أن أبقي لسبب او لآخر أو أبقي للدفاع لآخر طلقة وآخر رجل وقد يكون هذا غير مطلوب ايضاً من وجهه نظر القيادات الأعلى وبالتالى تصبح الشجاعة فى موقف ميئوس منه تهوراً . وكان أول قرار يحتم الموقف اتخاذه وعاجلاً هو استطلاع مدينة العريش لمعرفة ما تزال لنا فيها قوات إذ لم تكن طلقات الأسلحة الصغيرة التى سمعتها ليلاً ولا الرمى المباشر من دبابات العدو من الخلف صباح اليوم التالى يعنيان بالضرورة سقوط المدينة كلها فى يد العدو فان كان لنا قوات ما تزال تقاتل بالمدينة أو لم يتم أخلاء المدينة تماماً من قوات أخرى كانت بها أو أى أسلحة أو معدات ذات أهمية خاصة أو أن جماعات مؤخرة كانت ما تزال تقوم بمهمة تدمير تكديساتنا بالغة الضخامة من ذخائر ووقود وتعيينات من الخطورة بمكان سقوطها سليمة فى يد العدو كل هذه الاحتمالات كانت تستوجب البقاء حيث كنت دفاعا عما يجرى فى العريش – لو أن شيئاً كان يجرى فعلاً بها – تأخيراً لتدفق مزيداً من قوات العو وعلى محور أبو عجيلة – العريش بالاضافة للتدفق على محور رفح – العريش ، أرسلت فى صباح يوم 2 نوفمبر دورية ولم تعد فأرسلت أخرى بقيادة أركان حرب الكتيبة ، وكم هو مؤرق و بطىء مرور الوقت انتظاراً لعودة دورية فى مثل هذه الحالات بالغة الدقة ، أن الانسان يشعر فى مثل هذه الحالات أن الدقيقة هى ساعة وأن الساعة هى يوم ، وأخيراً وحوالى الساعة 1500 عاد أركان حرب الكتيبة فأكد لى أن العريش فى يد العدو . إذن فلم يعد الموقف فى حاجة إلى أن أفقد أى دقيقة وكان الذى لم يخطر على بال العدو ويتلخص فى حرمانه من مزيد من الأسرى أو مزيد من الجنود يرميهم برصاصة الغادر تعطشاً للدماء المصرية فقد كانت قواته بالعريش هى هى شباك السمان ، لم تكن هناك حاجة إلى ذكاء لكى أقرر أن محور الانسحاب الوحيد هو الاتجاه العام بير لحفن – القنطرة ومن هنا يبدأ الجانب المشير فى القصة ولم تكن هناك حاجة إلى فطنة لأن أشعر أن أمامى مسيرة خطرة عبر رمال بالغة النعومة ( الغرز فيها للركب ) من بدايتها إلى نهايتها وهى تبلغ بالألتفافات التى لا تعد ولا تحصى لتحاشى صعود التباب الرملية التى تعترض بالمواجهه محور الانسحاب حوالى مائتين وخمسين كيلو متر خالية تقريباً من أى موارد لمعيشة الانسان ولكنى اخترتها عارفاً أنها اما أن تكون طريقاً للعودة الكريمة أو مقبرة شريفة لرجال شرفاء وهى الأجدر بالرجال استشهاداً من الوقوع فى شباك السمان .

ومثلما مارست سيطرتى أثناء القصف الجوى بوجودى الدائم واقفاً على ربوة حيث كانت الجنود ترانى رمزاً حياً لقوة التحمل الجسدى والنفسى وما كنت أخفض رأسى إلا وقد أصبحت نيران العدو قاب قوسين أو أدنى بمثل هذا سيطرت أيضاً على رحلة الرمال بأن سيطرت أنا على نفسى أولاً ففكرت بهدوء مثير كما لو كنت أرتب أمورى لرحلة صيف أروج فيها عن نفسى مع أولادى فأمرت بنزع ترابين مدافع الميدان واتلاف كل ما يمكن اتلافة ثم حمل السلاح الشخصى وذخيرته وكل ما يطيق الجندى حمله من مياه بصفه رئيسية ثم من معلبات وقررت خطة المسير بكل ما فى هذا التعبير من تخطيط عسكرى وتنظيم ثم صعدنا عالياً إلى روبس القط حيث أمرت بوقفه لم يعرف لها الجنود حتى يومنا هذا سبباً أما أنا فلا انسى دمعة كالنار انحدرت تلسع وجهى وصلاة صامته أن يكتب الله لرجالى أن يصلوا سالمين قناه السويس بحيث لا ينقص منهم واحد وأن يوفقنى سبحانه فى ممارسة السيطرة على جنود.

لم أكن فى حاجة إلى فطنة لأن أعرف أن بينهم كثيرين قد بلغ بهم الظن أن كل شىء قد انتهى وكانت أخشى ما أخشاه فى رحلة سنتعرض فيها للعطش حتى الموت أن يفلت الزمام أو يقتل جندى زميلاً له من أجل قطرة ماء.

وفى حوالى الاسعة 16:30 توكلنا على الله وصحت " معتادا مرش " .

ولما كان العطش هو الذى أقلق بالى لو أننا لم نعثر على أى مورد فقد قررت المسير ليلاً والتوقف نهاراً للأقلال بقدر الإمكان من الاحتياج للشرب وللاختفاء عن الاستطلاع الجوى . وكان هذا أيضاً يحقق المحافظة على الاتجاه بمبدأ رصد ليس بها أى معالم سوى الرمال .

ولقد كان حملنا للسلاح من بداية الرحلة لنهايتها الفضل فى عدم تعرض البدو للجنود وعرفت فيما بعد أنه كان بينهم من كانت تنطوى نفسه على الكثير من الشر . كانت الملاحة الليلية يسيره تماماً وقد شرحت ذلك لجميع الضباط قبل بدء المسير قائلاً طالما أن النجم القصبى على اليمين تماماً نكون متجهين للغرب تماماً حيث اتجاه القتطرة وكان خط السير يبعد عن طريق العريش – القنطرة بحوالى عشرة كيلو مترات جنوباً .

وبعد يوم ونصف نفذت المياه وفى نفس الوقت كنا قد رأينا عن بعد بعض النخيل الكثيف فكان هذا بشيراً بوجود بئر مياه أيضاً كما كان بشيراً بحسن الطالع لتوافق الوقت بين نفاذ ما نحمل من مياه والعثور على مورد ماء ومنذ هذه اللحظة وحتى نهاية الرحلة كانت الجنود تشرب أولاً ثم ضباط الصف ثم الضباط ثم أنا وبهذه القدورة وبهذا الانضباط لم يتصارع الرجال على أغلى ما فى الصحراء وهو قطرة الماء . هل جرب أحدكم طعم المياه بعد عطش أو فرحة العثور على المياه فى الصحراء نحن مررنا بهذه التجربة .

ولدرايتى بجميع الطرق المرصوفة بسناء وتحقيقاً لمبدأ السلامة وبحاسة الوقت والمسافة كنت حذراً وقتما اقتربنا من الوصلة المرصوفة ثلاثين كيلو متر غرب العريش والتى لم تكن قد استكمل امتدادها من الطريق الساحلى أى طريق العريش – القنطرة إلى الطريق الأوسط بسيناء ولكن ما كان قد تم انشاءه كان يعترض خط سيرنا غرباً . كنت قد خشيت أن نقع فى شبكة سمان على هذه الوصلة حيث كان بوسع العدو احتجاز جنودى المنسحبه عبر الرمال لو أنه فطن إلى أنها أصبحت المحور الوحيد الذى تؤمنه طبيعة الأرض وعبرنا بسلام بعد أن تحققت من الكشافة بخلو الوصلة من العدو .

ومن نعم الله على جنود مصر العائدين من سيناء أننا كنا فى موسم البلح فكان غذائنا الوحيد هو البلح بعد أن نفذت المعلبات ، ومثلما كان بين البدو كارهون كان بينهم نفوس كلها شهامة ونخوه فكانوا يرشدون عن أماكن الآبار على عكس آخرين كانوا يضللون حتى لا تنضب المياه على قلتها وليمت العطشانون . وفى المرحلة الأخيرة من رحلة الرمال رزقنا بواحدة من سفن الصحراء أركبت عليها بالدور من كانت قدراتهم الجسمانية بدأت تتأثر . لقد كانت حالتى الصحية سليمة تماماً ولم أركب الجمل قط بينما كنت الأكبر سناً وكان من هذه اللفته قوة للجنود للروح والجسد ومن هذه التجربة خلال مسيرة بدأت بهزات فى النفيس عنيفة أزلت آثارها بهدوء قوامه المعرفة بالأحاسيس البشرية وكانت وسيلتى الحسم والثقة وقوة التحمل والحكمة والمشاركة الوجدانية وانكار الذات فكان هذا بدوره تطبيقاً لصفات القائد وكانت روعتها تكمن فى التمسك بها فى ظروف صعبة وأخيراً وفى الليلة الثامنة وصلنا إلى المشارف الخارجية للقنطرة شرق حيث سمعنا طلقات الأسلحة الصغيرة تدوى فكان أمامى مرة أخرى أن أستطلع الموقف فى مدينة كما فعلت من قبلى بالعريش حتى أتخذ قرارى لا حدد كيف ومتى سيكون عبورى لقناة السويس وعلى أى بعد من القنطرة لو أنها كانت بيد العدو وإذ علمت أن مصدر النيران هم شباب القنطرة يبعدون بها من تسول له نفسه من بدو المنطقة للسرقة .

وكانت هذه الليلة بالغة البروده حيث لم تكن تزيد عن ثمانية درجات ومازالت اذكر أننى أمضيت الليل أما واقفاً أو أسير جيئة وذهابا وفى صباح اليوم التالى العاشر من نوفمبر 56 كانت الشمس تشرق ثانية وإذا بنا نعبر إلى الغرب ولا اذكر أطعم ولا ألذ سندوتش فول وطعمية قدمه لنا المواطنون الكرام بعد أن طال اكلنا البلح وشربنا كوكاكولا فكأنه لم يكن لنا بها سابق عهد بعد أن طال شربنا المياه المختلطة ببول الجمال أو تلك التى تسبح فيها الديدان" .

أخبار الكتيبة 11 في الجرائد والمجلات المصرية : -

بالإضافة للاحاديث الإذاعية التي ادلي بها صليب بشارة، اسهبت كثير من الجرائد والمجلات في نشر اخبار الكتيبة الإنتحارية التي رجعت بكامل اسلحتها .

وفي حديث في مجلة اخر ساعة بتاريخ 12/12/1959 أشار البكباش سعد الدين متولي قائد قوات أبو عجيلة ان الجزء الأكبر من قواته انسحب مع القوات المدافعة عن العريش المتمركزة في بئر لحفن بقيادة صليب بشارة .

فكم يا تري عدد هؤلاء مع قوات بئر لحفن ؟؟

صليب كان معه 4 سرايا ، فإذا اضفنا الجزء الاكبر من قوات ابوعجيلة التي هى 4سرايا يكون تقريباً عدد الرجال المنسحبين تحت قيادة صليب بشارة حوالي الف رجل .

لقد دخلت هذه القوة بعد 8 ليالي و 9 أيام مشت خلالها من 150-250 ك داخل سيناء القنطرة، بالخطوة المعتادة حاملة اسلحتها في موكب يدعو الي الإعجاب .

وإستقبلت تلك القوات بالفرح من قبل الشعب وذاع صيتها في القطر المصري ، واعتبرت تلك القوات مثالاً يحتذي بها لبطولة الفرد المصري المقاتل و اعتبر صليب بشارة بطلاً في نظر الكثيرين .

                  

7-   الدورس المستفادة من معارك 1956 : -

من أجل تعظيم الإستفادة من الخبرات القتالية من عمليات نوفمبر 1956 ، نظمت رئاسة هيئة أركان حرب ورئاسة هيئة العمليات وإدارة التدريب فروع المناقشات المركزية وذلك خلال شهر يناير1957 بصالة التحرير بكوبري القبه.

ناقش المؤتمر 28 موضوعاً حيوياً

من بين المتحدثين بكباشي صليب بشارة الذي اعطيت له الكلمة مرتين لإلقاء محاضرتين

الاولـــــــــي : عن عناصر الإستطلاع

الثانيــــــــة : عن الرشاش الالفا واستخداماته

( يعتبر صليب بشارة وصديقه محمد احمد صادق الوحيدين الذين تم الإستفادة من خبراتهما وسمح لهما بإلقاء محاضرتين ، اما باقي المتكلمين فكان مخصص لكل واحد كلمة واحدة ) .

لقد تم تعميم الخبرات المكتسبة وصدرت بها 7 نشرات وزعت علي جميع فروع القوات المسلحة خلال عام 1958.


الفصل الثامن

ما بين 1957 و 1967

بعد معركتي الصبحة و بئر لحفن ، عرف اسم صليب بشارة علي مستوى القوات المسلحة ، وإن كان علي المستوي السياسي ، بدأ تصنيف الضباط إلي مجموعتين اهل الثقة واهل الخبرة .

طبعاً كان صليب من اهل الخبرة وفي نفس الوقت لم يكن عضو في شلة او جماعة فشخصيته القوية وروحه الوثابة جعلت منه انساناً مستقلاً بفكره ، ارادتة ، وتصرفاته.

رجع بكباشي صليب الي كتيبته التي حارب معها وانتصر ، الكتيبة التي تمركزت بالعباسية وإنتقلت إلي الشلوفه في يناير 1957 حيث رقي صليب الي رتبة قائمقام (عقيد) في 1958 .

كعقيـــــــــــد اركـــان حرب : -

إنتقل صليب إلي المنطقة الشرقية في الإسماعلية حيث عمل مدير عمليات المنطقة الشرقية وسافر سيادته للإتحاد السوفيتي عام 58 ، 1959 وحصل علي دورة تدريبية بكلية فيسلتريل و نجح بدرجة امتياز ( بعثة قادة اللواءات ) .

ورجــع إلي مصر حيث اعطيت له قيادة اللواء السابع مشاه مستقل بالعامرية حتي سبتمبر 1960 ثم قائداً اللواء 2 مشاه بالشلوفه حتي ستمبر 1961حيث تم ترقيتة عميد قبلها بعدة أشهر .

قائد اي لواء سواء كان مشاه أم مدرع ، عليه عدد من الواجبات . فإذا رجعنا إلي مذكرات صليب ، نجده كان يمر مراراً وتكراراً علي كتائبه ليطمئن علي: -

1-             الضبط والربط من الجنود ، وصف ضباط .

2-             التزام السادة الضباط بالاوامر المصدرة اليهم .

3-             المرور علي المخازن – الحملة – مستودعات الذخيرة .

4-             التأكد من وجود الخرائط اللازمة للواء .

5-             المرور علي السجن وتفقد أحوال المساجين .

6-             مراجعة السجلات والدفاتر .

7-             المرور علي مساكن الضباط والجنود والتعرف علي الاحوال المعيشية لجميع افراد اللواء .

8-             إستقبال لجان اتفتيش علي اللواء وبالاخص تفتيش قائد المنطقة التابع لها اللواء .

9-             مراجعة برامج التدريب علي مستوي تشكيلات اللواء المختلفة .

10- التأكد من كفاءة تنفيذ المشروعات الاختبارية علي مستوى اللواء او المناورات التي يجريها اللواء مع التشكيلات الاخري .

كعميـــــــد اركان حرب : -

انتدب صليب بشارة لكلية اركان حرب حيث عمل ككبير معلمي الكلية وذلك في سبتمبر 1961.

وخلال تلك السنوات، تخرج من تحت يديه كثير من القادة الذين تولوا مهام حيوية بالقوات المسلحة وظل سيادته تابعاً لقيادة المنطقة العسكرية الشرقية حتي رقـــي الي رتبة اللواء عام 1964 .

بصفته كبير معلمي كلية اركان الحرب العليا ، كان عليه مراجعة العديد من المحاضرات التي تلقي للسادة الضباط ويتأكد من تماشيها مع إحدث ما جاء بالمراجع العسكرية مضيفاً اليها من خبراته القتالية ومن قراءاته المتعددة ودراساته داخل مصر وخارجها .

أمامـــــي ملف كامل يشمل مواضيع اكثر من300 محاضرة اذكر من بينها : -

1-             تنظيم فرقة المشاه .

2-             السيطرة علي القوات في معركة الاسلحة المشتركة .

3-             دور المدفعيه في المعركة المشتركة .

4-             إستخدام القوات الجوية في المعركة المشتركة .

5-             الخدمات الإدارية والفنية لفرق المشاه اثناء الهجوم في ارض صحراوية.

6-             واجبات عامة للضباط اركان حرب الفرق واللواءات .

7-             ثكنات وحدات المشاه الصغري في المعارك .

8-             اللواء المدرع أو الميكانيكي في المعركة التصادمية .

سنواته كلواء اركان حرب :

فور ترقيته الي رتبة اللواء في منتصف عام 1964 عين صليب بشارة مدير تدريب المنطقة العسكرية الشرقية وكان ذلك المنصب متماشياً مع تاريخ خدمته حيث جمع سيادته بين المعرفة النظرية والخبرة الميدانية .

ولكنه لم يمكث طويلاً حيث رشح في عام 1966 كدارس بالدورة الثانية باكاديمية ناصر العسكرية العليا (3/9/1966 إلي 10/5/1966 ). وفي مايو 1967 اصدرت القيادة العامة اوامر التعبئة للقوات المسلحة حيث صعدت الامور علي الجبهه مع اسرائيل واختير لواء صليب بشارةكرئيس لجنة تفتيش علي اللواء مشاه قبل نقله للجبهه0 ثم جاء شهر يونيه 1967 باحداثة المريرة التي تسببت في شرخ عميق في الحياة المصرية علي جميع المستويات.


الفصل التاسع

في الجيش الثانى الميداني

فور نكسة 1967، بدأت الدولة في اعادة بناء القوات المسلحة علي اسس علمية متدراكة اخطاء الماضي،وتم عمل توازن اكبر من اهل الخبرة واهل الثقة لتتقدم الخبرة الميدانية علي جميع المقايس الاخري .

وفى الفترة ما بين يونيو 1967 و اكتوبر 1973 مرت مصر باربعة مراحل : -

  1. (1)يونيو 1967 – اغسطس 1968 مرحلة الصمود والتصدي
  2. (2)سبتمبر 1968 – فبراير1969مرحلة الردع و الدفاع النشط
  3. (3)مارس 1969 – اغسطس 1970 حرب الإستنزاف
  4. (4)اغسطس 1970 – اكتوبر 1973 مرحلة وقف إطلاق النار

الإعداد الفعلي لحرب السادس من اكتوبر بدأ في يونيه 1967، وتم خلاله استعواض ما فقد من العتاد العسكري، وإعادة تدريب الفرد المقاتل عن طريق دفعه للإلتحام مع العدو فيكتسب الثقة بالنفس والخبرة القتالية اللازمة ويكون مستعداً لساعة الصفر.

كيف شارك اللواء صليب في هذه المراحل المختلفة

اللواء صليب شارك في المرحلتين الاولتين، فقد تم استدعائه لجبهة القتال بعد النكسة وحتي ابريل 1969 ، فيكون قد شارك سيادته في مراحل: -

1-             الصمود والتصدي .

2-             الردع والدفاع النشط .

3-             جزء من حرب الاستنزاف .

حيث تم ترقيته لمناصب اعلي لتكون خبرته القتالية ويكون علمه الغزير مشاعاً للقوات المسلحة المصرية كلها كما سوف نشرح لاحقاً.

في الجيش الثالث الميداني ( قائد الفرقة 18 مشاه )

فور نكسة 1967، وفي مرحلة الصمود والتصدي بدأت الدولة في اعادة بناء التشكيلات القتالية المختلفة للقوات المسلحة .

تم إستدعاء اللواء صليب ( الذي لم يشارك في حرب 1967 ) واعطي مهمة تكوين الفرقة 18 مشاه .

في حديثه معي يعترف صليب ان أسواء ايام حياته كانت في الفترة ما بين يونيو 1967 ونوفمبر نفس العام .

سألته لماذا ؟ فقال لي سيادتة : "تخيل معي مجموعة من الجنود في تشكيلات نائيه لا يتم التفتيش عليهم بإنتظام و غير منضبطين عسكريا وتريد ان تكون منهم تشكيل قتالي ، ناهيك اننا جميعاً معنوياتنا لم تكن مرتفعة في ذلك الوقت".

لقد كشر صليب عن انيابه، فالضبط والربط هما عماد العسكرية ولا مفر للإلتزام بهما، ناهيك عن التدريب وتسليم الخبرات القتالية .

لقد استطاع صليب خلال 4 اشهر وبضعة ايام ( يوليو – نوفمبر ) أن يبني الفرقة الـ 18 مشاه. ( تلك الفرقة التي قادها فيما بعد العميد فؤاد عزيز غالي وعبر بها القناة في اكتوبر 1973 ).

لقد ذاع اسم صليب بشارة علي الجبهه ففي مقابلات كثيرة مع السادة الضباط الذين خدموا مع صليب ، كانوا يرددون لي :

( احنا كنا علي الجبهه بنتعلم العسكرية من اللواء صليب من غير ما نشوفه ) .

وكتقدير لسيادته والمجهود الذي بذله في بناء الفرقة 18 مشاه في فترة وجيزة ، اسند القائد العام لصليب مهمة المشاركة في تأسيس الجيش الثالث الميداني .

 اللواء صليب رئيس اركان حرب الجيش الثالث الميداني

( نوفمبر 1967 – سبتمبر 1968 ) .

انتقل صليب بشارة الي رئاسة اركان حرب الجيش الثالث وقت ان كان قائده اللواء/ عبدالقادر محمد حسن وكان مقر القيادة ورئاسة الاركان – في عوبيد .

وتابع سيادته خلال عمله كرئيس اركان تنفيذ تعليمات القيادة / خطط التدريب / الرموز الكودية / وسائل تأمين القوات / اشارات التعاون والإنذار / الاسلوب الذي قد يتبعه العدو لتحقيق المفاجئة في قطاع الجيش الثالث والإجراءات المضادة للقوات المصرية / الذخيرة / القوات المعادية / تجهيزالفرق 4 ، 6 ، 7 ولواءي المدفعية المساندة للجيش / الضربات المضادة للقوات / الطرق والمدقات للإمداد والتموين / خطط عمل الجيش الثالث خلال الاشهر السته إعداد بيانات عن العمليات التي تتم مع العدو والدروس المستفادة / متابعة لجان التفتيش الخاصة بالتشكيلات الميدانية / الشئون العامة والتوجية المعنوي / استطلاع الجيش الثالث / ومكاتبات المخابرات الحربية / تقارير المدرعات / التوجيه المعنوي / المركبات الامداد والتموين / الشرطة العسكرية / الكيمياء – سلاح المهندسين / التنظيم والإدارة / قيادة المدفيعة / الإستطلاع / الشئون العامة )

-العمليات القتالية حتي اغسطس 1968 : -

خلال فترة عمله كرئيس اركان حرب الجيش الثالث وفي مرحلة الصمود والتصدي كانت تحدث من حين لآخر اشتباكات قليلة بين الجيش المصري والاسرائيلين علي طول خط المواجهه.

لقد كان تدميرالمدمرة ايلات الاسرائيلية اكتوبر 1967 ( اصبح فيما بعد عيد البحرية ) وردت اسرائيل بتدمير مصانع تكرير البترول بالسويس هي المواجتهان المهمتان بتلك المرحلة ( مرحلة الصمود والتصدى ) الي ان حل سبتمبر 1968 فبدأت معه مرحلة اخري .

2-اللواء صليب بشارة قائداً للجيش الثالث الميدانى

( اغسطس 1968 – ابريل 1969 )

نظراً لظرف مرض اللواء / عبدالقادر أحمد حسن ومكوثه بالقاهرة لفترات طويلة للعلاج ، تولى مهمة قيادة الجيش اللواء / صليب وعمل اللواء / حسن مطاوع رئيسا للأركان .

ولم يحل شهر سبتمبر إلا أن بدأت مرحلة اخرى من تاريخ القوات المسلحة المصري، مرحلة الردع والدفاع النشط على الجبهه و بدأت هذه المرحلة بالعملية

( صليب ).

العملية ( صليب ) عيداً للمدفعية المصرية .

كتب صليب فى مذكراته والقى محاضرته الشهيرة عام 1973 ذاكراً جزء من تلك المذكرات فقال :

"سأحدثكم عن الولاء والمبادىء – استدعانا شهيدنا الكبير الفريق أول عبدالمنعم رياض قائد الجيش الثانى وأنا بوصفى قائد الجيش الثالث بالنيابة وأصدر الينا مهمة بالغة الوضوح والإجاز ، قال : اريد منكم معاقبة العدو بقصفه بنيران مركزه وطويلة مع تحقيق المفاجأه وفى ظل السرية التامة – يكون التخطيط بواسطة كل منكما وقائد مدفعية الجيش وقررت أن اعطى العملية الكلمة الرمزية ( صليب ) .

لم تكن المهمة فى حاجة إلى سؤال ولم يكن لى سوى مطلب واحد كان اضافة رئيس اركان الجيش ليكون احد ثلاثة يعلمون بما سيتم، فطلب منى رحمه الله فرصة للتفكير مما دعانى إلى أن افطن إلى أى قدر كان يرى السرية طريقاً لإحراز الموافقة ، ووافق .

وفور انصرافى من أمامه بدأت فى تقدير الموقف ووجدت أن نجاح المهمة يتوقف على أن أحجب عن كل الجيش عدا شخصين نية قواتنا ، إذن المهمة فى حاجة إلى تخطيطين متكاملين يمثلان كلا لا يتجزأ ، خطة مدفعية وخطة أخدع بها الجيش الثالث هدفها تحقيق المفاجأه وبتحقيق المفاجأه يتحقق الأثر التأديبى ضد العدو أى تتحقق المهمة القتالية وهى تنفيذ خطة المدفعية .

وفى الثامن من سبتمبر عام 1968 تنفذت العملية كما أمر بها الفريق أول رياض وكما كان يشتهى وكانت على غير ما يشتهى العدو بحيث أتخذ منها زملاؤنا قادة المدفعية يوماً تاريخياً للمدفعية المصرية ، أما كيف أمكننى أن أنجح فأمره بسيط للغاية :التزمت تماماً بما أمرنى به قائدى وتمثل فى هذا الولاء ولكن هل الولاء وحده يحقق المهمة لا طبعاً بل كانت المبادأه هى الطريق وهى السبيل ، فكأن الولاء كان غاية والمبادأه وسيلة .

انتم بخبرتكم لا تحتاجون إلى أن تسمعوا منى كيف حققت سرية التخطيط وأخفيت النية المقبلة ولكنى أذكر منه جانباً واحداً هو أن الفرق ورؤساء افرع الجيش ذات العلاقة بالموضوع غضبوا منى إلى حين لغموض ساور شكوكهم فيما كنت أفعل ثم صفحوا بروح الرجولة والزماله واحتراماً للولاء من جانبى نحو من هو أكبر منى وكان درساً مشوقاً وكانت خبره وتجربة لى .

لقد كانت تلك المعركة درساً قاسياً للإسرائيلين ( هذه هى المواجهه الثالثة مع صليب وكانت بالحق عيداً مصرياً ).

لقد تحدثت الصحف المصرية ووكالات الأنباء العالمية عن تلك المعركة نظراً لكونها تطور فى المواجهه المصرية / الإسرائيلية: فالجيش الذى فقد 80% من عتاده منذ 15 شهراً كيف استطاع أن يخطط وينفذ معركة بهذه البراعة ؟ .

وصف معركة المدفعية الكبرى ( العملية صليب )

فى تمام الساعة (1600) (الرابعة ظهراً) فتحت المدفعية المصرية على طول جبهه القتال ( من السويس إلى بورسعيد ، نيرانها على الخط التيكتيكى الأول للإسرائيلين .

استمر قصف المدفعية المصرية 3.30 ساعة وكان رد الإسرائيلين ضرب حى الاربعين بالسويس .

وحيث أن تلك العملية كانت مخطط لها مسبقاً بسرية تامة ، فالخسائر كانت 6 شهداء و 20 مواطناً جريحاً ، مقارنة بما تكبده الإسرائيلين بالأضافة لبعض المنشأت المدنية فى بورتوفيق والإسماعيلية .

يقول صليب: "أنا الذى قاد تلك المعركة فى قطاع الجيش الثالث حيث لم يكن قائد الجبهه متواجداً كذلك قائد الجيش كان بالقاهرة"

وقد طلبت اسرائيل من القوات الدولية بالقناه وقف القتال ، فوافقت القيادة بشرط إلا يدعم الإسرائيلين الخط التكتيكى الأول على القناه .

وقد اعترف الإسرائيليون أن ( خسائرهم فادحة ) فى تلك المعركة، وبعد تلك المعركة حدث توتر عسكرى كبير على الجبهه وقد نشرت الصحف أن :

1-   اسرائيل تفيد بأن وقف اطلاق النار لم ينهى الموضوع وأن مجلس الامن لابد أن ينعقد لأدانه مصر .

2-   اسرائيل تقول أن المدافع المصرية على الجبهه كلها فتحت نيرانها مرة واحده وبتركز لم يسبق له مثيل .

3-   النيران استمرت مشتعلة فى الخط الأول الإسرائيلى لمدة 36 ساعة .

4-   الدلائل تشير أن اسرائيل تعد لمعركة انتقامية سوف تستخدم فيها اسلحة غير المدفعية .

ملاحظة : صدق حس وكالات الأنباء لأنه بعد ( العملية صليب ) اتجه الإسرائيليون إلى الصواريخ كسلاح بديل .

5-   الإسرائيليون يقولون أن الجيش المصرى استدرج الجيش الإسرائيلى إلى المعركة ثم فأجاه بنيران قوية ومركزه .

6-   اسرائيل تحاول تصعيد الموقف لأكتساب الثقة التى فقدتها بعد معركة المدفعية .

وخلال شهر سبتمبر وأوائل اكتوبر ، ونتيجة تلك المعركة ، حدث توتر شديد على الجبهه واشتباكات بسيطة متفرقة لم تتطور إلى قتال حقيقى طويل وأن كان بالفعل اسرائيل كانت تدبر لعمل ما كأنتقام على تلك المعركة .

لقد كانت تلك التطورات محل نقاش بمجلس الوزراء المصرى حيث استعرض الرئيس جمال عبدالناصر نتائج ( العملية صليب ) وناقش سيادته الاحتمالات المنتظره لتلك المعركة ومدى استعداد الجيش المصرى لتلك الإحتمالات .

وكان اجتماع المؤتمر القومى للأتحاد الاشتراكى برئاسة الرئيس جمال يوم 14/9 يسوده جو المعركة التى حدثت، وعقد الرئيس جلسات مناقشة سرية ليجهز البلاد للأيام القادمة حيث بلغ التوتر المصرى / الإسرائيلى اشده وكان الكل ينتظر رد الفعل الإسرائيلى .

وفى كلمة أمام المؤتمر القومى اشار الرئيس جمال بالقوات المسلحة

( ومقدرتها المتزايدة على الوفاء بألتزاماتها ) واكد الرئيس :

1-   القوات المسلحة امل مصر فى المرحلة التى تمربها البلاد .

2-   تحرير الأرض واجب مقدس .

وقد اشاد المؤتمر بمعركة الاحد 8/9 وبعثوا ببرقيات تهنئة للقوات المسلحة .

كيف خطط صليب لتلك المعركة

بصفته قائداً للجيش الثالث، خطط صليب لتلك المعركة بعد استئذان قائد الجهه ورئيس اركان حرب القوات المسلحة الفريق / عبدالمنعم رياض حيث :

1-   قام بالتنسيق مع قيادة الجيش الثانى لتكون المعركة على طول خط القتال .

2-   استدرج الإسرائيلين للمعركة ، فقبل يوم الاحد 8/9 ارسل دورية مصرية خلف خطوط الإسرائيلين لنصب كميناً لدورية اسرائيلية وكان ذلك يوم 26/8، والحادث الثانى كان انفجار لغماً فى سيارة اسرائيلية على خليج السويس قبل معركة 8/9 بساعات وقد اثارت تلك العمليات اسرائيل فبدأت فى ضرب حى الاربعين الساعة 15.45 فبدأت القوات المصرية ترد رداً خفيفاً فى قطاع الجيش الثالث إلى أن جاءت الساعة 1600 ، ففتحت المدفعية المصرية كلها وصبت جحيم نيرانها على طول خط الجبهه .

3-   التزم سيادته بالسرية التامة للتخطيط لتلك المعركة فلم يعلم بها إلا 4 أو 5 افراد فقط .

4-   الضرب المصرى المفاجىء استمر 3.30 ساعة وكان ضرباً مباشراً ، عنيفاً ومكثفاً لدرجة أن الجنود الإسرائيلين شوهدوا يفرون من النقاط الحصينة للخط التكتيكى الأول، وقد طلبت اسرائيل وقف اطلاق النار الساعة السادسة تقريباً ولم ترد مصر على ذلك الطلب إلا بعد ساعة ونصف تقريباً وبشروط.

ملاحظه : لأول مرة منذ نكسة 1967 ، تطلب اسرائيل وقف اطلاق النار ومصر لا ترد ثم توافق بشروط !

عزيزى القارىء ، هل سمعت خلال الصراع العربى الإسرائيلى منذ 48 إلى 1977 ، أن طلبت اسرائيل وقف اطلاق النار فى أيه مواجهه عسكرية ؟!

الخطة عاصفة وكلمتها الرمزية " صليب "

بعد معركة المدفعة التي ظلت الصحف ووكالات الانباء تتحدث عنها أيام عديدة، كانت القيادة المصرية تخطط لمعركة اخري خاصة بعد أن جلب الإسرائيليين علي عمق 8 كم من القناة بطاريات صواريخ لتكون علي إستعداد للتدخل في المعارك المقبلة ولتهديد مدن القناة وخاصة بعد ثبت لديهم ان المواجهة مع المدفعية المصرية نهايتها الفشل الذريع .

ومنذ 21 اكتوبر 1968 ، قام صليب مع قيادات جيشه بالتخطيط لضربة عسكرية اخري موجعة للإسرائيليين –تشمل هذه الضربة علي :

(1) عبور قوات مصرية الي العمق الإسرائيلي ومعاونتها في توجيه نيران المدفعيه التي سوف تدمر قواعد الصواريخ الإسرائيلية .

(2) القوات التي عبرت تنظر طول الليل متخفية إلي أن تبدأ المعركة .

(3) تفتح المدفعية المصرية نيرانها بإتجاه بطاريات الصواريخ .

(4) تستمر المعركة حتي يتم تدمير تلك القواعد .

(5) تنسحب الدوريات التي عبرت عبر قناة السويس تحت ستار نيران المدفعية ونيران الضرب المباشر اذا تدخل الاسرائليين ضدها .

و يوم 25/10/1968 اجتمعت قيادات الجيش الثالث مع اللواء صليب واستمعوا الي التلقين الذي القاه اللواء / حسن مطاوع رئيس الاركان عن تفاصيل العملية .


معركة تدمير قواعد الصواريخ الاسرائيلية

الكلمة الرمزية للعملية : صليب

كما اشرت سابقاً ، الاسرائيليون كانوا يعدون للإنتقام بعد معركة المدفعية الشهيرة .

الدوريات التي كانت تعبر ليلاً خلف خطوط العدو كشفت عن قواعد صواريخ عيار 216 مم متنقلة بعمق 8 كم وكافية لتهديد كل مدن القناة !

مع قادة القوات المسلحة ، قام صليب بالتخطيط لمعركة تدمير الصواريخ وذلك في النصف الثاني لشهر اكتوبر وقد اعد سيادته لتلك المعركة عن طريق :

  1. اشتراك قيادة الجيش الثاني الميداني في التخطيط ليكون التدمير شاملاً .
  2. ارسال دوريات ليلة 25 /10لتكون عين المدفعية اثناء ضربها للعمق الإسرائيلي .
  3. شل حركة الخط التكتيكي الاسرائيلي الاول عن طريق الضرب المباشر له كما حدث في معركة المدفيعة .
  4. استخدام جميع اسلحة الضرب علي الجبهة المصرية:اسلحة الرمي الخفيفة والمتوسطة والثقيلة: جزء يركز علي الخط الأول والجزء الاكبر يضرب العمق حيث حشدت قواعد الصواريخ .
  5. تكرار فكرة معركة المدفعية الكبري ، اي استدراج الاسرائيليين ليفتحوا نيران مدافعهم أو اطلاق صواريخهم والرد الفوري عليهم وقد حدث بالفعل ذلك كما خطط صليب ، فالاسرائيليين قاموا باطلاق صواريخهم الساعة 3:50 علي مدينة بورتوفيق وعلي الفور بدأت المعركة كما خطط لها صليب بشارة .
  6. لحماية الدوريات المصرية التي عملت خلف خطوط الاسرائيليين ، امر صليب بأن يتم ستر رجوع هذه الدوريات إلي قواعدها عن طريق اطلاق كثيف للمدفعية وكذا استمر اطلاق المدفعية حتي الساعة الواحدة فجراً أي ان المعركة استمرت من 3:50 إلي الساعة السادسة ثم استؤنف الضرب في الساعة العاشرة حتي الساعةالواحدة والربع صباحاً .

لقد كانت من نتائج هذه المعركة تدمير العديد من قواعد الصواريخ والدبابات والمدرعات ودشم المدافع ومخازن الوقود والذخيرة للجانب الاسرائيلي .

الخسائر المصرية تركزت علي المنشاءات المدنية في مدن القناة وميناء الزيتية.

بعد المعركة ، قدمت اسرائيل شكوي للأمم المتحدة وفي اليوم التالي للمعركة . الفريق رياض زار الجبهه الجنوبية ( قطاع الجيش الثالث ) واجتمع مع صليب وقيادات الجيش .

لقد استمر صليب كقائد للجيش الثالث حتي ابريل 1969 خطط وقاد جنود مصر بتشكيلاتهم المختلفة وتواجه مع الاسرائيليين للمرة الثالثة والرابعة معطياً اياهم دروساً ميدانية.

في كل مرة تواجه الاسرائيليون مع هذا الرجل كان الدرس قاسياً والخسائر مريرة

دعوة رئيس الجمهورية لزيارة الجبهه

بدعوة من اللواء صليب بشارة ، زار الرئيس جمال عبدالناصر الجبهه في قطاع الجيش الثالث الميداني ، حيث تركزت المعارك المشرفة الاخيرة علي الجبهة المصرية.

يوم السبت 16 نوفمبر 1968 زار الرئيس جمال الجبهة يرافقه الفريق فوزي وزير الحربية والفريق رياض رئيس الاركان وتقابلوا مع صليب وقيادات الجيش الثالث وترقبت جميع الصحف والمجلات لهذه الزيارة .

وقال لي صليب ذاكرا هذه المناسبة :

"أنا دعيت الرئيس لزيارة قطاع الجيش الثالث . " بعد استئذان الفريق رياض   دي اول مرة الرئيس جمال يزور الجبهة بطريقة علنية بعد نكسة 1967 .

الضباط الكبار في الجيش كانوا محرجين ان يطلبوا منه زيارتهم لانهم كانوا شايفينه مسئول عن نكسة 1967" .


الفصل العاشر

اللواء صليب قائداً للمنطقة العسكرية المركزية ورئيس هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية بالانابة

( ابريل 1969 – مايو 1971 )

بعد معارك المدفعية وتدمير الصواريخ الإسرائيلية عرض على السيد/ رئيس الجمهورية اسماء السادة المرشحين لقيادة المنطقة العسكرية المركزية. وهذه المنطقة وظيفتها حماية القاهرة وما حولها من اعمال التخريب وحماية رئيس الجمهورية ضد أى تحرك من عناصر الثورة المضادة إذا لزم الأمر .

ولم يمضى اسبوعان حتى طلبت القيادة العامة أن يوافق على مساعده اللواء / عبدالقادر حسن فى مهمة تدريب القوات المسلحة .

لقد عمل اللواء / عبدالقادر مع لواء / صليب بالجيش الثالث وحين عين سيادته رئيسا لهيئة تدريب القوات المسلحة طلب أن يكون صليب نائباً له.

1-   فى قيادة المنطقة العسكرية المركزية:

خلال توليه تلك المهمة الصعبة ( صعبة لأن البلاد فى حالة حرب ) كانت القيادة المركزية عيونها مفتوحة على أى تسلل للإسرائيلين فى العمق المصرى هذا بالإضافة أن البلاد كانت تموج بكثير من التيارات التى افرزتها نكسة 1967، وكان على قيادة المنطقة المركزية أن تكون على اهبة الاستعداد للتدخل ( إذا صدرت لها الاوامر بذلك ) لحماية الجهه الداخلية من التفتيت وحماية الشرعية ، فمهمة / صليب اقتصرت علي المرور المستمر على قواته كما كان يعمل فى السابق .

2-   فى هيئة تدريب القوات المسلحة :

فور تسلمه عمله كمساعد لرئيس هيئة التدريب (17/4/1969)، شمرصليب عن ساعده لإعادة تنظيم الهيئة ( بمباركة من رئيسه المباشر )

لقد وقف فى وجهه مديران من ضباط الهيئة ( لواء و عميد ) ظناً منهم أن وظيفة نائب رئيس هيئة التدريب : قراءة البريد والتأشير على بعض الأوراق وابداء الرأى فى بعض الامور الأخرى .

لقد حاول البعض داخل الهيئة أن يحيدوا اللواء / صليب ولكن صليب رفض ذلك واعلم القيادة بما يجرى ، وكانت القوات المسلحة في اشد الحاجة لخبرات شخص مثل اللواء / صليب فاعطيت له الصلاحيات اللازمة ليقوم بدوره الفعال فى تدريب القوات المسلحة .

لقد تم لصليب ما اراد وبدأ فعلاً فىترتيب البيت من الداخل حيث كان هناك تضارب وازدواجيه فى افرع الهيئة .

وأهم ما أنجزه صليب خلال فتره نيابته لرئيس هيئة تدريب القوات المسلحة ما يلى :-

1- اصدار أول نشره شاملة من قبل هيئة تدريب القوات المسلحة عن تعميم خبرات المشروعات التكتيكية بالجنود التى تم تنفيذها خلال العام التدريبى 1970 ، وصدر تلك النشرة فى 25/2/1970 وقام اللواء / صليب باعداد تلك النشرة ووزعت على جميع افرع وتشكيلات القوات المسلحة فى يناير 1971 .

وشملت تلك النشرة ثلاثة ابواب رئيسية :-

أ-اعداد وإدارة المشروعات التكتيكية بالجنود .

ب-اعمال القادة والاسلحة .

جـ-اعمال القيادة والرئاسات للسيطرة على القوات .

وفور صدور تلك النشرة وتعميمها نظراً لما فيها من دورس فى غاية الاهمية للذين يخططون للعبور واسترداد الأرض المغتصبة، ارسل وزير الحربية خطاب شكر للواء / صليب يهنئة على صدور تلك النشرة ورد صليب بخطاب شكر لسيادة الوزير يوم 18/12/1971 وكان قبلها الرئيس انور السادات قد منح اللواء صليب نوط التدريب من الطبقة الأولى لما بذله من مجهود مميز فى التدريب .

لقد جاء فى مقدمة تلك النشرة ما يلى :-

ســـــــــرى جــــــــداً

مقدمــــــة

تم اعداد هذه النشرة التدريبية كمرجع يشمل الملاحظات الرئيسية السائدة عند تنفيذ المشروعات التكتيكية بالجنود خلال العام التدريبى 1970 والتوصيات بهدف التطوير ورفع كفاءة التدريب القتالى .

تبين بالمتابعة أرتفاع مستوى التدريب فى المشروعات التكتيكية عما كان عليه المستوى فى عام 1969 وقد تحقق ذلك بجهود القادة على مختلف المستويات وأزدياد خبراتهم كما يدل من جانب القوات على كزيد من الكفاءة فى المهارات الفردية وأن اطراد التقدم هذا يبشر ببلوغ مستوى أعلى خلال العام التدريبى 1971 .

ينصب التركيز فى هذه النشرة على مستوى الفرقة ولكنها تتعرض أيضاً للمستويات الأصغر وقد تم توزيعها حتى مستوى اللواءات على أن تكون مشتملاتها موضع الدراسة فى المجموعات التدريبية للقادة على مختلف المستويات .

تشير هذه النشرة إلى كل ما صدر من مراجع بواسطة هيئة البحوث العسكرية وهيئة التدريب ذات العلاقة بموضوعات اعداد وإدارة المشروعات والتكتيك والتدريب القتالى ومع الاسترشاد بتعليقات وملاحظات القادة على مشروعات عام 1970 .

على قيادات الجيوش والمناطق العسكرية والفرق واللواءات تعميم نشر الملاحظات على المشروعات فور تنفيذها ( مع موافاة هيئة التدريب بصورة منها لنشر توصياتها ) ومع العناية بتسجيلها وحفظها كمرجع على مختلف المستويات ، كما توصى الهيئة بأعطاء أكبر عناية فى التحفظ على هذه النشرة وتداولها بموجب درجة سريتها .

هذه البيانات العملية التى نفذت فى مسارح تشابه قناة السويس كانت الدروس العملية للجيش المصرى قبل اقتحام قتاة السويس .

لقد اسهب صليب بشارة الذى اعد تلك البيانات العملية مع قادة الجيوش، اسهب سيادته فى الشرح والتفصيل فى نقاط الضعف والقوة فى هذه البيانات العملية لتكون دروساً عملية للجميع .

وأهم مواضيع هذه النشرة ، الفصل السابع من الباب الثانى الذى يتحدث عن

" الاستيلاء على رأس كوبرى والتمسك به " .وهذا الفصل يشرح الدروس المستفادة من عملية عبور قامت بها وحدات من الجيوش الميدانية فى منطقة الخطاطبه ، حيث أن جغرافيا هذه المنطقة مشابه لحد كبير لجغرافيا قناة السويس.

ملاحظة: (حيث أن مصرلم تسجل معارك 6 اكتوبر، فالافلام التى يعرضها التليفزيون المصرى بمناسبة اعياد 6 اكتوبر وتمثل جنود المشاه حاملين الزوارق المطاطية عبرالمياه وهم يتسلقون السلالم المصنوعة من الحبال، ما هذا سوى البيان العملى الأول الذى تم خلال 1970 في الخطاطبة وتلاه البيان العملى الثانى فى الرياح البحرى خلال العام التدريبى 1971 ).

2- بالإضافة لذلك الإنجاز عقد سيادته العديد من المؤتمرات والدراسات والخطط الزمنية للتدريب ومتابعة المشاريع التكتيكية ومتابعة الهيئات الإدارية والمحكمية فى المشاريع التدريبية لكثير من الأنشطة نذكر منها على سبيل المثل لا الحصر:

+ الخطة الزمنية للتدريب التعبوى عن العام التدريبى 1970 للقوات المسلحة .

+ متابعة موقف الدبابات والعربات المدرعة على مستوى القوات المسلحة فى كافة التشكيلات والوحدات .

+ تعديل خطط التدريب القتالى لبعض الوحدات .

+ بخصوص تدريب مدفعيات الفرق المشاه الميكانيكية .

+ تدريب كتائب المشاه على العبور .

+ مراجعه خطط عمل هيئة التدريب خلال اشهر السنة .

+ تعميم البيانات العملية للدفاع عن القواعد الجوية .

+ انشاء ميادين الرماية المختلفة .

+ تدريب على هجوم كتائب المشاه تحت غلالة نيران المدفعية .

+ التعليمات التنظيمية للبيانات العملية المختلفة التى تجربها القوات المسلحة (قوات برية – قوات جوية – قوات بحرية – قوات دفاع جوى) .

+ تنفذ توجهات السيد وزير الحربية للتدريب القتالى عام 1970 ، 1969 .

وعلى ذلك يكون اللواء صليب قد ساهم مساهمة مثالية فى اعداد لحرب اكتوبر دون أن يشترك فيها .


الفصل الحادى عشر

رئيساً لهيئة البحوث العسكرية

( مايو 71 – مارس 1974 )

1-             نبذه تاريخيه :

انشئت شعبة البحوث العسكرية بالجيش المصرى عام 1959 بصدور تعليمات التنظيم رقم 15/8 واختصت الشعبة بأصدار الكتب والمراجع .

وفى ابريل 1967 صدر الأمر بأن تكٌون ( هيئة البحوث العسكرية ).

اعيد تنظيم ( هيئة البحوث العسكرية ) بالقرار 3404 بتاريخ 6 مايو 1975 وتم زيادة اختصاصاتها .

2-  هدف هيئة البحوث العسكرية :

(هيئة البحوث العسكرية هى احد اجهزه القيادة العامة للقوات المسلحة وهى الهيئة المنوط بها ارساء قواعد العقيدة القتالية للقوات المسلحة ودراسة واستنباط الخبرات المكتسبة من المشروعات المعارك ، وتعميمها بما يرفع الكفاءة القتالية كذلك تحرص الهيئة على تنمية القدرات والمهمات الفكرية للقادة والضباط ) .

3-  شعب هيئة البحوث :

تضم الهيئة ضباطاً من كافة التخصصات مشاه – اشارة – اسلحة وذخيرة – حرب كيماوية – مدرعات – مدفعية ساحلية – مدفعية ميدان – بحرية – نقل – قوات جوية – مهندسين – دفاع جوى – الخ ........

كما تضم شعبه للتاريخ العسكرى وشعبه للترجمة وتعمل هذه الشعب بانسجام تام لتطور الفكر العسكرى استناداً على احدث النظريات العسكرية العالمية .

يعتبر اللواء/ صليب خامس قائد لهيئة البحوث، لقد تولى القيادة من قبله كل من :

1-   فريق / مرسى عبدالقادر من 8/1959 إلى 9/1960 .

2-   اللواء / حسن صنديد من 9/1960 إلى 3/1964 .

3-   اللواء / مصطفى الجمل من 4/1964 إلى 9/1969 .

4-   اللواء / حسن البدرى من 9/1969 إلى 3/1971 .

4-انجازات اللواء / صليب بشارة كرئيس لهيئة البحوث العسكرية

-         

انتدب اللواء صليب خلال شهر ابريل 1971 لرئاسة هيئة البحوث وعين رئيساً لها في مايو1971. و خلال الفترة من مايو1971 إلى اكتوبر 1973 ، نشرت البحوث العسكرية العديد من الدراسات والتحليلات والتطبيقات العملية التى كانت مرجعاً مهماً للذين خططوا لعبور 6 اكتوبر .

لقد اشتملت نشرات البحوث العسكرية مواضيع تتحدث عن الفرق المحمولة جوا ودور القوات المدرعة فى المعارك والاستطلاع الجوى واستخدام الصواريخ فى معركة الاسلحة المشتركة ، التعاون بين افرع القوات البرية وحرب العصابات والاسلحة الكيماوية والاسلحة المضادة للدبابات و إستخدام الطائره الهيليكوبتر فى القتال ودور المخابرات العسكرية فى الحرب والاعمال المضادة للأستطلاع الإلكترونى للعدو والحرب الخاطفة والحرب المحدودة و استخدام القوات الخاصة والحرب النفسية وتطور الفكر العسكرى والاستيراتيجية العسكرية.

وفى عام 1980 ، وبالضبط فى الساعة العاشرة يوم الاحد 21 ديسمبر ، دعى اللواء صليب بشارة ( وكان قد ترك الخدمة ) إلى الاحتفال بيوم البحث العلمى للقوات المسلحة عن عام 1980 ، ووقف اللواء اركان حرب يوسف عفيفى مساعد وزير الدفاع ورئيس هيئة البحوث العسكرية وقال:

"..... قبل 1973 اصدرت هيئة البحوث العسكرية كافة نشرات البحوث العسكرية التى توضح تفصيلاً واسهاماً اسلوب تحضير العملية الهجومية لأقتحام قناة السويس ، وتأمين   الاهداف الحيوية فى عمق الدولة ، وذلك لكافة عناصر الصراع المسلح المشتركة فى العملية لمستوياتها المختلفة ، وعلى قمة تلك النشرات ، تأتى النشرة رقم 41 عن عبور واقتحام الموانع المائية التى صاغها لجنة شكلتها هيئة البحوث العسكرية مع ضباطنا ذو العلم والمعرفة والخبره الوطيدة وعلى هداها وضعت قيادتنا خططها وحساباتها

للأقتحام المظفر لقناة السويس ".

فخلال 1971 وبداية 1972 ، قام الواء صليب بشارة بإعادة تنظيم البيت من الداخل وتوزيع الساده العاملين بالهيئة كل حسب تخصصه وخبرته وشهادته العلمية

وكان بالهيئة 4 لواءات 4 عمداء – 9 عقداء – 4 مقدمين و 7 ضباط شرف 4 ضباط مكلفين .

وبداية عام 1972 ، القى سيادته محاضرة عن " اهداف وتخطيط وتنظيم وإدارة البحوث العسكرية فى القوات المسلحة " واعاد تشكيل الهيئة واداره المجلة الفنية التى تصدرها الهيئة ، كما عقد عدة مؤتمرات مع مستشارى الهيئة بخصوص المشاريع التعبوية ثم قابل سيادته وزير الحربية لعرض تعليق هيئة البحوث على المشاريع التعبوية التى تجريها القوات المسلحة .

كما عقد سيادته مؤتمراً لحل المشكلات التى تقابلها قيادة القوات الجوية ، كما قامت الهيئة بإعداد مرجع عن قراءة الخرائط والملاحة البحرية لتكون مرجعاً لأفرع القوات المسلحة ( بالأشتراك مع أجهزه القيادة العامة للقوات المسلحة ) .

كذلك معجماً للمصطلحات العسكرية ، هذا بالإضافة لحضوراللواء صليب مؤتمرات قادة اركان الحرب القوات المسلحة والمشاريع التعبوية   والمؤتمرات العديدة التى تعقدها الأفرع المختلفة للقوات المسلحة .

فى نهاية عام 1972 قام الفريق سعد الدين الشاذلى بتشكيل لجنة العبور برئاسة اللواء صليب منير بشارة رئيس هيئة البحوث وكان أساس عملها هو التخطيط لعبور الجيش عام 1973 وأصدرت اللجنة التوجيه 41 : أقتحام وعبور الموانع المائية وهو يشرح بالتفصيل الدقيق عملية عبور قناة السويس وأقتحام خط بارليف بالضبط كما تنفيذه يوم 6 أكتوبر

خلال عمله كرئيس هيئة البحوث ، كان يرأسه وزير الحربية ورئيس اركان حرب القوات المسلحة. لقد عمل خلال تلك الفتره جنباً إلى جنب مع رؤساءه وفى جميع المشاريع التعبوية والمؤتمرات و كانت تطلب منه الكلمة وابداء لرأى والمشوره .

الاجندات السنوية توضع بطريقة متسلسلة الانشطة المختلفة التى قام بها اللواء / صليب فى الحقيقة يطول الحديث عنها لأنها تحتاج إلى مجلدات .

الواضح أن مقابلاته مع وزير الحربية كانت متعدده وبصفة دورية إلى أن جاء اخر سبتمبر 1973 حيث رفعت درجة الاستعداد بالقوات المسلحة وبدأت خطة انتشار الهيئة فى الاكاديمية .

وخلال اكتوبر حتى 23 نوفمبر ، اختفت التفاصيل من مذكرات اللواء / صليب إلى أن ظهرت مره اخرى بعد أن طلب رجوع الهيئة إلى مقرها وتركها للأكاديمية واجيب صليب على طلبه من قبل وزير الحربية .

وفى اواخر عام 1973 ، وبناء توجيهات السيد وزير الحربية تم ادراج موضوع " الخبره المكتسبه من حرب القوات " كموضوع رئيس خلال خطة هيئة البحوث العسكرية لعام 1974 .

وخلال الشهور الأولى من عام 1974 ، عقد اللواء / صليب وضباط الهيئة العديد من المؤتمرات لتجميع الخبرات المكتسبة من الجيوش الميدانية ، القوات البرية – القوات البحرية – المدفعية – المركبات – الدفاع الجوى والاستطلاع الخ..............

لقد تم تقسيم الدروس المستفادة حسب التقسيم الذى اقترحه اللواء / صليب لدراسة حرب 6 اكتوبر ، حيث رأى سيادته أن الحرب مرت ب 6 مراحل :

1-               30 سبتمبر – 6 اكتوبر: رفع الاستعداد والتحضير .

2-               6 اكتوبر –9 اكتوبر   :الاستيلاء على رؤوس الكبارى والتمسك بها.

3-               9 اكتوبر – 13 اكتوبر : وقفة تعبرية .

4-               14 اكتوبر معارك الدبابات فى مرحلة التطوير .

5-               15 اكتوبر – 22 اكتوبر: معارك الثغره .

6-               23 اكتوبر 25 اكتوبر تطوير معارك الثغره .

وبناءاً على ذلك التقسيم اصدر المجتمعون نشراتهم عن المعارك الرئيسية التالية:

1-   معركة الاستيلاء على رؤوس الكبارى والتمسك بها .

2-   معارك الدبابات اثناء مرحلة التطوير .

3-   معارك فتح العدو للثغره غرب قناة السويس وكيف يمكن التغلب على قتال حرب العصابات التى اتبعها العدو .

لقد كانت هذه الدروس المستفادة التى ظهرت إلى الوجود بعد 8 اشهر من نهاية الحرب نموذج تسترشد به الأجيال المقبلة لعمل تقييم حقيقى عن اكتوبر 1973

والملاحظ ان الباحثين والمراجع التي تحدثت عن حرب اكتوبر ، التزمت في وصفها لاحداث الحرب من حيث تسلسل العمليات ، إلي التقسيم الذي اعده صليب بشاره وهيئة البحوث العسكرية وهي :-الستمراحل التي سبق ان اشرت اليها .

ومرة اخري ، من خلال هيئة البحوث العسكرية شارك صليب بشارة للإعداد لحرب اكتوبر و صياغة التقارير الخاصة بالدروس المستفادة من الحرب . فقال لي صليب:" بعد ما خلصت الحرب ، أنا نزلت وقعدت مع القادة اللي عدوا القناة وعرفت منهم تسلسل الاحداث ودونت الكلام بتاعهم واصدرت هيئة البحوث التقاريرالثلاثة السابقة" .

5-الأيام الاخيرة له فى هيئة البحوث : -

لمح صليب للقيادة العامة انه يري ان وقت رحيله عن القوات المسلحة قد حان ، فلقد خدم 35 سنة بها وعليه ان يستريح .

وفي اخر فبراير 1974 ، خرجت اشاعات كثيرة انه سوف يعين محافظاً للبحر الاحمر وكان قد لمح سيادته انه يرغب ان يرقي لرتبة الفريق .

وفي إتصال هاتفي يوم الاربعاء 20 مارس ، وابلغه وزير الحربية ان الرئيس انور السادات يخيرهما بين رتبة الفريق أو عضوية مجلس الشعب .

قدم صليب إستقالته من القوات المسلحة في الأيام الاخيرة من مارس وصدر يوم 30 مارس 1974القرار الجمهوري بتعيين سيادته عضواً بمجلس الشعب ليكمل مسيرة عطاؤه لبلاده .


الفصل الثالث عشر
صليب في مواجهة الموت

لقد مر صليب في حياته في مواقف عديدة صعبة ، تواجه فيها مع الموت ولكن الله حفظه من كثير من الشرور إلي ان جاءت ساعة الرحيل بعد صراع عدة سنوات من المرض .

* المواجهة الأولــــي :

يفتتح صليب هذا الفصل ، فيقول في محاضرته الشهيرة لقادة القوات المسلحة ...." وإني اكتفي بكلمة موجزة عن السلوك الغير طبيعي في بعض الجنود كظاهرة لضعف ما في الصحة النفسية . كنت ضابطاً صغيراً عندما سمعت عن ضابط كبير يقول " جرب أن تعامل الجندي المجرم علي انه جندي ملاك " .

كان لهذه النصيحة وقع البداية غير مستصاغ وبالتطبيق اثمرت فى كثير من الحالات ولا أقول كل الحالات وبمرور الزمن وتقدم العمر رأيت انه ليس بالضرورة ان يكون داخل كل مجرم روح شريرة أو أن يكون داخل كل ملاك روح طاهرة وإن كانت القاعدة العامة تقول ان السلوك هو عادة إنعكاس خارجي لإنفعال داخلي أي أن الظاهر يعبر عن الخفي وما علي السطح ينبئ عما في الباطن .

* وفي يوم 14 يوليو 1945 كنت ضحية لنصيحة الضابط الكبير ولكني وحتي اليوم مازلت اعمل بها لأن الضابط الكبير قال جرب أن تعامل الجندي المجرم علي أنه جندي ملاك وأني اضع خطاً تحت كلمة جرب لان هذه الكلمة تعطي لمضمون النصيحة فلسفتها التجريبية .

تعرضت لحادثة قتل مثيرة مازال جسدي يحمل اثارها ولا يتسع وقتكم للإستماع اليها ولكنني ارجوكم الا تظنوا في الغرور حيث أقول إنني كنت انذاك قائداً مثالياً وقد يتساءل البعض ولماذا وقع اختيار القاتل علي قتل مثالي . إن القاتل لم ينظر إلي بعين المثالية في شخصي بل وقع علي اختياره امعاناً في حبكة الاخراج المسرحي أو بلغة الجريمة سبق الاصرار والترصد حيث ظن انه بقتلي وقتما كنت ضابطاً نوبتجي الأورطة علاوة علي انني كنت قائده – يتحقق له وبصورة مؤكده ما هدف من وراءه للقتل وهو أن يقتل هو بدوره بحكم الحكمة فكانت الحادثة والحالة هذه عملية انتحار عكسية حيث يقتل الإنسان غيره بسهولة ولكنه لا يستطيع لنفسة ايذاء . كان الجندي يعاني ثورة نفسية مكبوتة لم يجد لها متنفساً سوي بتفجير شحنتها وكانت الوسيلة بندقية لي انفيلد مفرود عليه سونكي بطول نصف متر حاد كالسيف . اذن هوالكبت اذن هوالضغط العصبي واكتفي بهذا واقول انها حوادث فردية كات وستكون وتحضرني الآن رؤية عين لا تغيب عن بالي وان كانت غير بالغة الخطورة ".

هذه كانت المواجهة الاولــي لصليب مع الموت يوم السبت 14/7/1945 : محاولة قتل مع سبق الاصرار والترصد لكن عين الرب كانت عليه فنجاه .

* المواجهة الثانيــــــــــــة : -

.... " في 2 نوفمبر 1954 ، كدت ومجموعة كبيرة من رفاق السلاح نغرق في البحر المتوسط وكان احتمال بلوغنا شط الامان عائدين من ايطاليا يكاد يكون معدوما".

* المواجهة الثالثـــــــــــة : -

خلال معركة الصحة التي بدأت يوم الاربعاء 2 نوفمبر 1955 ، تواجه صليب مع قوات يربو عددها عن الثلاثة الاف جندي إسرائيلي ولكنه خرج منتصراً ونجاه الرب .  

* المواجهة الرابعـــــــــة : -

خلال انسحابه في صحراء سيناء بعد ظهر يوم الجمعه 2 نوفمبر 1956 ليقطع سيناء سيراً علي الاقدام مع عدد من سرايا من الكتيبة 11 مشاه و قوات اخرى ليدخل القنطرة يوم 10 نوفمبر متفادياً المدرعات والمشاه الاسرائيلي والطيران " الفرنسي – الانجليزي – الاسرائيلي " .

وايضاً الرب نجاه هذه المرة هو وجنوده البواسل ودخل في حضن الوطن سالماً ولم يصب اي من جنوده بسوء ورجعوا جميعاً بكامل اسحلتهم .

* المواجهة الخامســـــــــــة : -

خلال عام 1957 ، دخل صليب المستشفي الميداني بالاسماعيلية في حالة سيئة وعندما سألت الاسرة عن السبب قيل = محاولة انتحار !! طبعاً هذا الكلام لم تصدقه الاسرة حيث أن حياته العائلية وعلاقاته لا تنبئ بأي انتحار .

الحقيقة التي لم تعلن وقتها ا ن   مخابرات احدى الدول رصدته ، حيث عرف من الاسري المصريين انه قائد معركة الصحة التي كبدتهم العديد من الارواح وتمت محاولة للتخلص منه ولكنها باءت بالفشل .

* المواجهة السادســـــــــــة : -

الرئيس جمال عبدالناصر توفي يوم الاثنين 28 سبتمبر 1970 . وشيعت الجنازة يوم الخميس 31 سبتمبر .

اصطف في جنازة الرئيس وعلي جانب النعش 40 ضابطاً برتبة اللواء كان من بينهم صليب بشارة .

حينما بدأت الجنازة في التحرك بدأت الجموع الغفيرة بضغط علي جانبي النعش ما هي الا دقائق معدودة حتي وجد صليب نفسه محشوراً بين عربة المدفع والجموع الضاغطة وكاد أن يسقط وسط الامواج المتلاحمة من البشر .

وما هي الا لحظات حتي انقض عليه عدد من الشباب وجذبوه بعيداً وقربوه من مجري نهر النيل وبللوا وجهه بماء من النيل ( بداية الجنازة كانت عند كوبري قصر النيل ) وأعطوه كوباً من الماء ليشرب .

وحينما رأي أن النظام الذي كان متوقعاً أن يسود في الجنازة قد تلاشي ، تحامل سيادته علي نفسه ومشي حتي ميدان رمسيس حيث كانت تقطن شقيقته / إعتدال وكان كاتب هذه السيرة هناك يتابع الجنازة من شرفة العقار الكائن علي ناصية شارع عماد الدين .

لقد فوجئنا جميعاً بدخوله علينا في حالة يرثي لها ، فأعطي ليشرب ويأكل ومن شدة تعبه دخل ليستريح في حجرة النوم .

* المواجهة السابعـــــــــــة : -

بدأ عام 1976 حتي عام 1983 ، مرا اللواء صليب بفترات مرض متعددة واجريت له عدة عمليات ، وتقبل ذلك بنفس راضية متعزية .

احياناً طبعاً ، كطبيعة بشرية ، كان يضعف ولكن سرعان ما يسترد الروح المعنوية المرتفعة ويرتفع فوق الآلم والمرض بإقتدار ايماني بالغ .

المرض الذي لازمه خلال تلك الفترة ، جعلنا نلهث ورائه بالمساندة والصلاة والزيارات المستمرة للكنائس والاديرة ، وكم من الصلوات التي رفعت من اجله

لقد تحملت زوجته الفاضلة معه تلك الآلأم بصبر وايمان ، ضاربة مثلاً رائعاً في البذل والتضحية واستطاعت ان توازن في وقتها بين احتياج ابناءها بالمنزل ومساندتها لزوجها اثناء فترات العلاج فكانت بحق الام الروؤم والزوجة المثالية.

كان اخر يوم للواء صليب علي الارض يوم السبت 15 اكتوبر 1983 ، حيث كنت في زيارة له .كان اللواء صليب قد دخل في ذلك اليوم في غيبوبة الفشل الكبدي الكلوي وقد جلست بجانبه في غرفة العناية المركزة بمستشفي كوبري القبه العسكري . وما ان جاءت الساعة 8.26 دقيقة مساءاً حتي توقف التنفس تماماً وابلغت الطبيب الذي كان في الغرفة المجاورة فجري لإستطلاع الامر في محاولة يائسة لإنقاذ الموقف لكن ارادة الله قد نفذت .

الفصل الثالث عشر

فكر القائد وصفاته الشخصية

اللواء صليب يعتبر رجل صاحب فكر عسكري .

فقراءاته المتعددة وخبراته الميدانية اهلته ان" يكون له إرادة ثاقبة في شتي الامور العسكرية، وتحضرني بهذه المناسبة قصة متداولة عنه في القوات المسلحة ، حيث كان حاضراً إجتماع بحضور الرئيس جمال عبدالناصر ، وقتما كان سيادته قائداً للجيش الثالث الميداني .

في هذا الإجتماع ، سأل الرئيس جمال عن خطة القوات المسلحة في مرحلة الدفاع النشط ، فانبري احد خبراء الإتحاد السوفيتي للرد علي الرئيس

فقاطعهً صليب قائلاً = ليه انت اللي بتتكلم ؟؟

أنا اللي حا شرح للرئيس ولو عندك تعليق إضافي تبقي تقوله !

الرئيس جمال لم يعلق علي ذلك الموقف في لحظتها ، لكن بعد الاجتماع استدعي الرئيس وزير الدفاع ، الفريق محمد فوزي وابلغه اعجابه الشديد بما قام به اللواء / صليب وطلب منه ابلاغ تحيات الرئيس .

لقد استدعي بناء القوات المسلحة بعد نكسة 1967 أن يتواجد خبراء من الاتحاد السوفيتي في مواقع عديدة بالقوات المسلحة ليساعدوا في عملية اعادة البناء هذه.

الذي حدث انه بمرورالوقت ، كانت معاملتهم للضباط المصريين تتسم بالصلف والعجرفة .

موقف اللواء / صليب امام الرئيس إنتشرعلي مستوى القوات المسلحة كلها وحينما عين صليب رئيس تدريب القوات المسلحة بالإنابة ، كانت شكاوي القادة المصريين من االخبراء الروس تصله اول بأول .

لقد عرف عنه حساسيته الشديدة واعتزازه ( بالكرامة المصرية ): كرامة الضباط والجنود ، وعدم تهاونه مع اي هفوه تجاه رجال القوات المسلحة.

وفي حفل اقامته السفارة الروسية بمناسبة ثورة اكتوبر البلشفية ، حين دخل اللواء صليب وزوجته قدمه السفير الروسي لاحد مارشلات الجيش الروسي قائلاً :

اهو ده به صليب اللي كلمناك عنه !

لقد كان موقف اللواء / صليب من الخبراء الروس دافع لهم ليغيروا من حدتهم الي حد ما ، لكن لم يمنع ذلك خروجهم من البلاد بقرار من الرئيس انور السادات .

مواقف اللواء / صليب الثابته ما هي الإ نتاج فكر عسكري واضح ، فعن الزعامة / القيادة يقول سيادته :

........ اذا أستعرنا الزعامة كبديل لكلمة القيادة واذا عدنا الي الذاكرة وعما قرأنا عن الإنسان في جميع العصور من السحيق إلي المعاصر نجده ان المجموعة البشرية في حياتها الانعزالية ثم في حياتها كجماعات ثم كقبائل منذ قرون يصعب حصرها – عرفت بالفطرة الا سبيل لها لتبقي الا بقبول نظرية الزعامة والإلتزام بالخضوع للزعامة تحقيقا ًبهدف مشترك وهو البقاء .

وكان البقاء يحتاج الي الامن من عدو وهوالحيوان المفترس ولتأمين ادارى لم يكن يزيد عن الحاجة إلي الطعام بالصيد كان او بالبحث عما تجود به الطبيعة .

وكان هذا بدوره يحتاج الي فرض الزعامة لتكون لمن هو اقوي واذاك كانت المجموعة البشرية احوج الي الزعيم الاقوي جسمانياً عما هواصلح من حيث مفاهيم الزعامة كما هي اليوم اي كان السبيل الي الزعامة هو القيادة المفروضة فرضاَ . وكانت المجموعة البشرية في حاجة لأن يقوم كل انسان رجلاً كان ام امرأة بعمل ما وحده او بالتعاون مع آخرين وهذا ما نعبر عنه نحن العسكريين بتخصيص المهام في ظل نوع بدائي من علم ادارة الاعمال حيث كان يوكل لكل رجل او امرأة ما هو قادراً علي ادائه لصالح المجموعة ومن هنا كان دور اختيار الانسان للعمل الذي يناسبه .

واستخداماً للكلمات في مدلولها الصحيح تعبيراً عن العصر السحيق قد يكون من الاصوب ان نتخير عبارة دستور البقاء . وإذا عبرنا عن عصر ما قبل التاريخ في رحلة واحدة إلي يومنا هذا حيث نقطع من عمر الزمن ما يفوق الخيال طولاً نجد ان القيادة وإدارة الرجال هي هي منهجاً واسلوباً ففي اي مكان اليوم في اكبر دول العالم حضارة وارتقاء أو حيث ما تزال مجموعات من البشر قليلة تعيش حياة بدائية وفي هذه او تلك وفي جميع المجالات ان القيادة وفن إدارة الرجال هي الإطار العام للحياة تنظيماً وايماناً .

و عن القيادة العسكرية وفن ادارة الرجال يقول : -

"اذا أمعنا الفكر وحللنا هذا المصطلح أو ما درجنا علي الأخذ به مسمي وشعاراً يقودنا الفكر والتحليل الي التساءل ألم يكن يكفي ان نقول القيادة العسكرية وليس القيادة العسكرية وفن ادارة الرجال حيث ان القيادة هنا ترمز الي كل من المنهج والأسلوب بتر منها للإيجاز كلمة اسلوب فنقول القيادة العسكرية . وعبارة العسكرية فيها يكفي ويكشف عن المضمون بمعني أنها القيادة المتخصصة لقيادة مجموعة من البشر هم الجنود . هل كان يجوز ان نبتر " وفن ادارة الرجال ": أليست الادارة تعبير عن القيادة * . وفوق هذا لماذا لم نقل القيادة العسكرية وفن قيادة الرجال لماذا استخدمنا كلمة ادراة بديلاً لكلمة قيادة . ان كلمة ادارة أشمل وأعم وأوسع مضموناً وتبعد الذهن عن مرادف القيادة الذي يوحي بكلمتي قائد وقتال أو قائد ومقود . ثم وفي النهاية لماذا لم نقل " وفن ادارة الجنود " لم نقل الجنود بل قلنا الرجال لكي نضفي علي الشعار جانبه الإنساني اذ لا يعدو الجندي الا أن يكون انساناً رجل.ً رجلاً تعلو انسانيته فوق غيره من الناس حيث يتميز بالتعرض الي أحاسيس ومشاعر ينفرد بها عن غيره من الرجال منذ أن يطلب أو يتطوع للخدمة العسكرية الي أن يؤدي لوطنه ما له عليه من حقوق ظل بعد ادائها حياً او دفع فـــي سبيلها حياته التي هي اغلي ما يمتلك و ان كان غزيرة حب البقاء هي من بين الغرائز التي يتميز بها كل من الإنسان والحيوان" .

وعن كلمة " فن " التي تسبق عبارة ادارة الرجال فهي جزء من كل ونحن لا نقول علم ادارة الرجال كما نقول علم ادارة الاعمال فما هو الفرق بين العلم والفن . العلم هو مجموعة القوانين والقواعد والنظريات . وماذا عن الفن هل هو مجرد الإبداع الإنساني الفردي اوالموهبة المخلوقة في انسان . هل الفن نشاط ذهني قائم بذاته ومحدد كالعلم . لا فجانب الإبداع والموهبة في الفن لا تمثل سوي فلتات في البشر وحتي هؤلاء الذين يخلدهم التاريخ كما يخلد مشاهير رجال العلم لا يقوم لابداعهم او موهبتهم شأن الا مستنداً علي العلم فليس الرسم والنحت والموسيقي والتمثيل والرقص وما إلي ذلك الا علوم لها أصولها وقواعدها حتـــي العمارة ونطلق عليها فن العمارة بينما جانب الفن فيها لا يعدو ان يكون لمسات الجمال والتنويع في المظهر. فلو اننا أنشأنا عشرات ومئات من أعمال وأنماط العمارة المتشابهه بلغت الواحدة منها منفردة من جمال وروعة لفسد المنظر، اذا العين وقعت عليها مجتمعه.

وهكذا فن ادارة الرجال اساسه العلم ونجاحة ينبع من تطبيقه في قالب الفنن اي قالب اللمسة وقالب التناسق وقالب البيئة وقالب الزمان وقالب المكان.

ولما كان الجنود لا يتشابهون سوي من حيث هم رجال . ولما كان القادة لا يتشابهون سوي من حيث هم بدورهم رجال اوكلت اليهم مهمة قيادة غيرهم من الرجال وهم الجنود فأنه والحالة هذه يتعين علي القادة كل علي مستواه أن يدرس النفس البشرية بصفة عامة وسيكولوجية الجندي والحرب بصفة خاصة ثم يترك وشأنه في حدود الارشاد الموجه من قبل من هو أكبر منه لتطبيق العلم واسلوب الفن .

الآن فقط انتهيت من تقديمي للمحاضرة كما وصلت بمقدمتها الي ما أرمي إليه فهل اسرفت بهذا الفيض وهل خرجت عن مألوف النسبة والتناسب بين المقدمة والموضوع اذ ماذا سيبقي وعما سأتحدث . لم تكن اسرافاً هذه الاستفاضة وهي في حقيقة الأمــر مقدمــه وموضوعاً مسست فيها الإنسان والإنسان هو البداية وهوالموضوع وهو النهاية .

كبار الرجال قادة وخالدين وكيف نأخذ منهم العبرة والقدوة

أنتم الدارسون قادة علي الطريق إلي قيادات أكبر وعليكم أن تعلموا قادة لكم مرؤسين يخطون اولي الخطوات علي طريق أطول فهل تهدف مثل هذه الدراسات أن تجعل منكم نداً لخالد بن الوليد أو رمسيس الثاني أو صلاح الدين الايوبي أو نابليون الذي تولي قيادة الجيش الفرنسي ولم يتجاوز بعد السابعه والعشرين من عمره وهل خلد التاريخ قائداً مرؤساً والتاريخ يتحدث عن كبار القادة الذين كتبوا بدماء الضباط والجنود نصراً في حرب او في معركة فاصلة من معارك التاريخ وكم من معركة كان حجر الزاوية فيها أو صاحب الفضل في نجاحها قائداً أصغر ولطالما كان الحد الذي يفصل بين النصر والهزيمة ساعة أو بعض ساعة من الوقت أومناورة الي بيمين أو مناورة الي يسار . ساعة يكسبها مرءوس أو مناورة في وقتها تحقق النجاح فلمن يكون النصر: للقائد دونالمرءوس، وان حدث العكس فبمن يلصق التاريخ الهز يمة: طبعا للقائد هذا عن الكبار فماذا عن التالين للكبار منقادة وماذا عن التالين لهؤلاء بدورهم من قادة أصغر وجنود .

كل هؤلاء في الصراع المسلح رجل واحد وإن بلغوا مليوناً لانهم جميعهم يقاتلون من اجل قضية واحدة ولأنهم جميعهم يدركون حتميتها ويؤمنون بعدالتها . تربطهم الثقة من جانب الاصغر إلي الاكبر في تسلسل روحي يصل في النهاية الي شخص القائد الكبير . ومثل تسلسل هذه الثقة من القاعدة الي القمة يتحتم ان تتمها ثقة اخري لا تقل عن الأولي اهمية هي ثقة من القمة الي القاعدة حتي تصل الي شخص الجندي مثلما وصلت ثقة اخري الي شخص القائد . وما هو مطلوب من الجندي هو ايضاً الكثير ولكن هذا الكثير يعطي له صقلاً وتدريباً .

فهل يتأتي ذلك الا ولكل قائد من القائد العام الي قائد الجماعة صرح في البناء فهذا يقود من الجنود عشرة وآخر مائة وثالث الفاً وهكذا . وهذا يقودنا مرة اخري الي تساؤل هو : -

هل يوجد قائد يصنع الجنود ويوجد قائد تصنعه الجنود . لم يوجد ولن يوجد قائد تصنعه الجنود . بل قديماً كان واليوم وفي الغد هناك القائد الذي يصنع الجنود ومن يصنع الجنود يصنع النصر .

قد يتساءل البعض واين نحن من صلاح الدين الايوبي او نانليون او اي من الخالدين . انتم احد أو كل هؤلاء . كل في محيطه كل في دائرته كل وحجم المجموعة البشرية التي يتزعمها اي حجم الوحدة او التشكيل الذي يقوده ومن ينجح في القليل ينجح في الكثير وليس العكس صحيحاً أي ما يفشل في القليل لن ينجح في الكثير .

إن نابليون القائد لم يولد نابليون القائد بل ولد نابليون الطفل ثم الصبي ثم الشاب وان كان نابليون ينفرد بين الخالدين بصفات شخصية فريدة من حيث الطموح والذكاء والمكر والدهاء الا نها في مجموعها لا تدخل في اطار الاعجاز الذي تميز به عدد من البشر قلة هم الرسل والانبياء . فما هي عناصر القيادة من صفات شخصية موهوبة او ومكتسبة او الاثنين معاً والشق الثاني من عناصر القيادة وهي المبادئ والقواعد . ما هي ايضاَ . وقبل ان ننتقل الي هذا فلنتحدث عن القدوة ايضا.

وعن خطورة وظيفة قائد الكتيبة نقول :

لماذا انادي بخطورة وظيفة قائد الكتيبة – انه المستوى الذي يمكن ان يمارس فيه القائد ويبسر الصفات التالية وهي قوة الشخصية ، الحماس ، قوة التأثير ، التواضع ، الروح المرحة ، اللياقة ، اجادة التعبير والخطابة واقول بيسر لأن قائد الكتيبة يستطيع ان يخاطب كتيبته مجتمعه ودون حاجةالي مكبر صوت . وهذا القائد بالذات هو اكثر ما ينطبق عليهم المثل القائل كيفما يكون القائد تكون جنوده او القائد مرأة لجنوده .

ولهذه الاسباب ايضاً قلت من قبل ان خطة التآخي في عنق قائد الكتيبة ينسبها ويضفي عليها من اخلاصه وعنها ينقل الضباط الاصاغر .

هذا عن التآخي اتخذت منه مثالاً مناسب هدف انعقاد هذه الدورة الدراسية ولا يتسع لي الوقت لأن ان اتوسع في اعطاء امثلة عن كل قائد عسكري ممن دخلوا التاريخ لكي اسوق بالبرهان بالمكان والزمان عن ابرز صفات القيادة فيه .

واني اوصيكم ان يكون بين من تقرأون تاريخهم اولئك الذين كتبوا لمصر امجاد علي ارض فلسطين التي يعيد التاريخ اليوم الصراع فيها وحولها . اقرؤا عن رمسيس الثاني ومعركة قادش .

تحتمس الثالث ومعركة مجدو ، صلاح الدين الايوبي ومعركة حطين ، بيبرس ومعركة عين جالوت .

أما كيف نأخذ العبرة والقدوة فيقول:

لكي نأخذ العبرة والقدوة يجب اولاً ان نقرأ يجب اولاً ان نحصر ان نقرأ ثم تأتي مرحلة الاختيرا الأسبقية وهنا يكون الاعجاب الشخصي بمن سنقرأ عنه هو الحافز علي تحديد الأسبقيات . أما عن اسلوب الافادة من القراءة فلكل منا طريقة والعبرة في أن تكون المعرفة غاية وسيلتها القراءة ومن المعرفة تأتي القدوة وبالقدوة نمارس التطبيق وفي نجاح التطبيق يأتي النجاح في القيادة وفي فن إدارة الرجال .

ولما كانت الصفات والخصائص والمواهب التى ميزت كبار الرجال والخالدين من القادة العسكرين هى هى الصفات التى يطكع كل منا أن يسير على نهجها فليس اذاً من قبيل المبالغة أن نتشبه نحن ايضاً بكبار قادة التاريخ ونأخذ منهم فهؤلاء لم يصبحوا من قادة التاريخ إلا بعد أن اخذوا هم ايضاً عماً كان قبلهم من قادة التاريخ ثم ماذا الذى يأخذه القادة بعضهم من بعض جيلاً بعد جيل .

أن الذى يؤخذ يسير للفهم وليس عسير على التطبيق فنحن نأخذ اطبيق مبادىء الحرب لنكسب المعركة وتطبيق مبادىء الإنسانية لنكسب الرجال وهم الذين بدورهم يكسبون المعركة وهما من صفات القادة .

فكم منا فطن إلى حتمية خلق روح التأخى بين الجنود المؤهلين وبين الجنود غير المؤهلين ومن منا يعمل على أن يتيح بين الحين والحين لمرؤسية من صغار الضباط فرصة للتأخى مع كبار الضباط ثم وما هو أهم ماذا نفعل للتأخى بين الضباط والجنود عندما اقول التأخى لا اعنى به ما تحدده البرامج أو ما هو فى اطار الألزام ، أن التأخى لا يؤتى ثمارة إلا أن خرج عن اطار الرسميات إلى اطار العلاقات الشخصية .

ولما كان لكل شىء حدود ولكل اسلوب منهجة فيجب أن يعرف القادة ولا سيما صغارهم أن التأخى الصادق الأمين المنبعث من القلب الكبير شىء وازالة الكلفة أو هدم فوارق الرتب شىء آخر ، وهنا يلعب العلم الذى بطبق بأسلوب الفن أخطر أدواره . ولما كنت ممن ينادون بأن اخطر المستويات القيادية هى قيادة الكتيبة يكون الأمر والحالة هذه فى عنق قائد الكتيبة لكى يضع لضباطة خطة التأخى واقول خطة وأنى اعنى ذلك بمفهومها العسكرى فخطواط الخطة تبدأ بهدف مطلوب تحقيقة نجرى له تقديراً للموقف نصل منه وبه إلى قرار سليم يعقبه متابعة واشراف .

وعن التدريب وأهميته فيقول :

تحدثت من قبل عن دور قائد الكتيبة كأب روحى لإدارة الرجال أو كرب الأسره فماذا عن التدريب .

التدريب إذا تحدثنا عن اصوله واساليبة وتطبيقاته نخرج عن موضوع اليوم لأنه فى حد ذاته سلسلة طويلة من الموضوعات ولكنى اكتفى بأن اقول إذا تساوى جميع الضباط فى كفائتهم كمدربين كل على مستواه وكل فى دائرة عملة وحدود مسئولياته – اكتفى من أن اقول أن المدرب الأول هو قائد السرية وأن اعتبر استاذاً فأن قائد الفصيلة هو الأستاذ المساعد وللإيجاز يشير إلى أن الجنود وبسهولة أ، تمييز بين الأستاذ والأستاذ المساعد والمدرس والمعيد ومن هو فى حاجة لأن يعود طالباً يدرس مرة آخرى قبل أن يمارس المهنة هذا تماماً كالكليات.أنى اضيف تحفظ واحداً هو أن الأستاذ فى الجامعات ابسط أما القائد فمهمته أصعب لسببين أولهما أختلاف المستوى الثقافى للجنود حتى وأن قل هذا الأختلاف وثانيهما أ، التدريب العسكرى فيه الجانب الفردى وفيه الجانب الجماعى إذ ليس يكفى أن يصبح كل فرد على جانب عالى من الكفاءه ، كفرد يجب أن يعرف دوره تماماً ضمن الفريق وأن ابسط تشبيهه بذلك هو الفرقة الموسيقية .

أما عن تحضيرات الدرس والصرامة فى توقيتات التدريب ألخ من الأمور فخى فى غير حاجة إلى التنويه . وأخيراً أوصى بأنه أن كان احد منا يشعر أن موضوعاً لم يتعلمه تماماً على يد من كان يجب أن يعلمه ابتداء من الكلية الحربية إلى اخر يوم فى الخدمة أن يطبق شعار علم نفسك بنفسك ، فألمعرفة هى اكبر موسوعات العلوم لكثرة متنوعاتها ".


الفصل الرابع عشر

تقدير صليب بشارة بالقوات المسلحة

خلال مشواره الطويل بالقوات المسلحة ( 1938 – 1974 ) ثم تقدير صليب بشارة عدة مرات سواء بميدليات أو بأنواط عسكرية أو بأساليب آخرى مختلفة .

1- الميداليات العسكرية :

1-   ميدالية فلسطين بالامر العسكرى 270/1949 .

2-   ميدالية ذكرى محمد على بالامر العسكرى 425/1949 .

3-   ميدالية التحرير بالامر العسكرى 194/1952 .

4-   ميدالية الخدمة الطويلة والقدوه الحسنة من الطبقة الأولى تقديراً لقيامه بأداء اعمالة فى مدة خدمته الطويلة بأمانه واخلاص

ميدالية ممنوحة من قبل الرئيس جمال عبدالناصر بتاريخ 6/1/1962 .

2- الأنواط العسكرية :

1-   نوط الجلاء بالأمر العسكرى 14/1955 .

2-   نوط الأستقلال بالأمر العسكرى 215/1956 .

3-   نوط النصر بالأمر العسكرى 400/1957 .

4-   نوط التدريب من الطبقة الأولى ممنوح من قبل الرئيس انور السادات

تقديراً للواء صليب لما بذله من مجهود مميز فى التدريب وذلك فى 4/5/1971 .

5-   نوط الجمهورية العسكرية من الطبقة الأولى ممنوحة من قبل الرئيس انور السادات للواء صليب بشارة بعد خروجه من الخدمة وذلك فى 8/9/1979 تقديراً لما اداه من خدمات للقوات المسلحة أثناء خدمته الطويله بها .

ولعلنى اذكر القارىء أن الأنواط الممنوحة من قبل الرئيس انور السادات :

الأول كان بمناسبة صدور النشرة التدريبية بتعميم طرق المشروعات التكتيكية بالجنود التى تم تقديمها خلال العام التدريبى 1970 .

أما الثانى ،فمنح لصليب بتاريخ 8/9/ وهو عيد المدفعية المصرية إشارة للعملية ( صليب ) التى قام بتخطيطها وتنفيذها .

وخلال مشواره الطويل بالقوات المسلحة ، اكتسب صليب تقدير رؤساءه وحب مرؤوسية فلا عجب أنه خلال توليه مهمة رئاسة البحوث العسكرية (حيث كان رئيسة المباشر وزير الحربية نفسه) كان اللواء صليب ينوب عن سيادة الوزير فى كثير من المناسبات سواء بخصوص مشاريع تكتيكية أو حفلات تقيمها السفارات أو تخريج دفعات من الكلية الحربية .

وخلال سنوات خدمته ، طلب منه 4 مرات أن يدرس بمعاهد وكليات القوات المسلحة ، كما رشح للسفر كيما يؤهل لقيادة لواء كما رشح لأكاديمية

نا صرالعسكرية العليا توطئة لمنحه قيادة تشكيل اكبر (فرقة ثم جيش ميدانى) .

وقد سافر صليب لعدد من الدول من اجل الثقافة العامة عام 1954 زار اليونان وايطاليا وعام 1955 ، سافر إلى لبنان وسوريا ، الار دن واليونان مرة آخرى .

اما ثقافته العسكرية ، فيطول الحديث عنها إلا اننى اتذكر الكتب والمراجع المختلفة التى تزخر بها مكتبته و ما تحويه من كتابات

Liddle Hart, Von Multike,

Karl von Klawzwitz, Hans Goderian,

Montegomry, Yohan Rommel,

Von Maneshtein, Von Arnem,

Vicont Wivell, Timoshenko,

Dwight Eisenhower, Shiang Kai Chek,

Mowtesi Tong.

ولعل التقدير الاخير لصليب بشارة كان ترشيح سيادته عضواً بمجلس الشعب عن الدورة الحادية عشره .


المراجـــــــــــــــع
1-             وثائق شخصية وابحاث لصاحب السيرة :-

2-   دراسة عن نابليون بونابرت – 10 مايو 1951 – كلية أركان الحرب الملكية .

3-   المركز الدولي لقناه السويس – مارس 1951 – كلية أركان الحرب الملكية.

4-   جغرافية اسرائيل ودراسة عن القوات المسلحة الاسرائيلية – 1954 .

5-   – تقرير موجز عن موقف ك 11.

6-   ابحاث بأكاديمية ناصر العسكرية العليا – كلية الحرب العليا 1966 .

7-   خصائص اختراق الجيش لدفاعات العدو المحتمل ( اسرائيل ) ذات المراكز والمناطق المجهزة – مايو 1969 .

8-   تعميم خبره المشروعات التكتيكية بالجنود التي تم تنفيذها خلال العام التدريبي – 1970 (هيئة تدريب القوات المسلحة) .

9-   معارك فتح العدو للثغرة غرب قناة السويس وكيف يمكن التغلب علي قتال حرب العصابات التي انتهجها العدو نوفمبر 1973 .

10-                    معارك الدبابات اثناء مرحلة التطوير – نوفمبر 1973 هذا بالإضافة لأبحاث متفرقة اثناء الحصول علي دورات عسكرية ( 1953 إلي 1966 )

10-مفكرة عام 1971 ، 1972 ، 1973 ، 1974 بها مواعيد انشطة مختلفة في هيئة البحوث العسكرية .

11-عدد 9 ملفات تحكي تفاصيل الحياه العسكرية لصاحب تلك السيرة منذ 1938 حتي عام 1974 .

12-عدد من المفكرات السنوية تشرح الأنشطة اليومية لصاحب السيرة خلال عده سنوات من حياته العسكرية .

جلسات نقاش :-

1-   جلسات حوار ونقاش مع اللواء / صليب امتدت منذ عام 1967 إلي عام 1983 .

2-   جلسات حوار ونقاش مع افراد العائلة حول حياه اللواء / صليب .

وثائق عائلية :-

2-  خاص بالأطيان الزراعية ومنها امكن التعرف علي تاريخ وفيات بعض الأشخاص .

3-  خطابات منير بشارة لأبنه صليب .

4-  خطابات عائلية متنوعة .

5-  شجرة العائلة : تشمل تاريخ عائلة بادير – بشارة – عائلة حنا بالمنيا – عائلة تادرس عني بتجميعها الاستاذ الدكتور/ امير جرجس ميخائيل تادرس .

2

- كتابات مصرية

-قتال عشره ايام في سيناء – بكباشي أ ح – زكي منصور 1970.

-شهداء الصبحة – محمد كامل حتة .

-العسكرية الصهيونية – 2 جزء – مركز الدراسات الاستراتيجية الاهرام.

-الفكر العسكري للعدو – حسن بدر .

ـ-مصر تحت السلاح – محمد فيصل عبدالمنعم .

-كتابات لعبد الرحمن زكي :

1-مصر الظافرة 1946 .

2-الجيش المصري في عهد محمد علي -1939 .

3-قادة الجيش المصري الحديث 1846 .

4-الجيش والبحرية في عهد البطالمة .

5-الجيش المصري في اواخر القرن التاسع عشر .

6-الجيش المصري والبحرية في مصر منذ الفتح العربي الي بداية العصر الطولوني .

7-مصر والحروب الصليبية .

8-حروب مصر في الدولة المصرية القديمة .

9-الجيش والبحرية في عصر المماليك .

10-الجيش المصري في عهد اسماعيل العظيم – 1862 – 1879 .

- يوم البحث العلمي العسكري – هيئة البحوث العسكرية 1979 .

-        يوم البحث العلمي العسكري – هيئة البحوث العسكرية 1980 .

-        نشرة بحوث اكاديمية ناصر العسكرية العليا – يوليو 1969 .

-        المخطط الصهيوني حتي عام 2000 – مقدم كامل الشناوي .

-        شاهد علي حرب 1967 – الفريق / صلاح الدين الحديدي .

-        ذكريات صليب سامي باشا – وزير الحربية 1891 – 1952.

-        الجيش المصري في السياسة 1882 – 1936 .

-        موقف الكنيسة المصرية من اسرائيل والصهيونية – 1975 مجدي نصيف.

-        دائرة المعارف القبطية – رمزي تادرس .

-        ودخلت الخيل الازهر – محمد جلال كشك .

-        الجنرال يعقوب – لجنة التاريخ القبطي – 1935 .

-        كفاح بورسعيد- ستالنجراد - محمود حسنى سلطان .

-        المسلمون والأقباط في اطار الجماعة الوطنية – مستشار / طارق البشري .

-        النفحة الذكية في تاريخ مصر واخبار الدولة الإسلامية – محمد زكي 1893

-        معركة بورسعيد – لواء / حامد أحمد صالح – 1964 .

-        الحملة الاسرائيلية عام 1967 – بيتر يانج             .

-        الندوه الدولية عن حرب اكتوبر – 1975 4 اجزاء .

-        تاريخ الفكر المصري الحديث – د / لويس عوض جزء 1 .

-        الأقباط في الحياه السياسية – د/ سميره بحر-رساله الدكتوراه - الفصل الثالث .

-        وثائق حرب اكتوبر – موسي صبري 1978 .

-        مصر في حربين – 67 – 73 دراسة مقارنة- د/ أحمد شلبي 1975 .

كتابات إداره التوجية المعنوي للقوات المسلحة :-.

1-الفريق أول عبدالمنعم رياض – 1969 .

2-المدخل الي نفسية المقاتل – 1968 .

3-المدخل إلي التوجية المعنوي الناجح – 1968 .

4-دليل القائد :- نشرات خاصة بالقوات المسلحة 1968 – 1971 .

- هكذا نقاتل – مصطفي كامل مراد – 1970 .

-مصر المحاربة – عدد خاص لمجلة الهلال – 1970.

-اسماء الساده اعضاء مجلس الشعب- الفصل التشريعي الأول – دور الإنعقاد العادي الرابع فبراير- 1975 .

-        حرب الصحراء – فاروق الطويل – 1968 .

-        صفات ومقومات الجيش الإسرائيلي – عقيد فاروق حامد العزيزي .

-        عبدالناصر والقوات المسلحة – عميد محمد جمال الدين محفوظ – يناير 1971 .

-        نحن واسرائيل في معركة المصير – محمد فيصل عبدالمنعم – 1968 .

-        حرب العدوان الثلاثي علي مصر – جزء أول- هيئة البحوث العسكرية .

-3   كتابات اسرائيلية

6-   يوميات معركة سيناء – موشي ديان – 1965 .

2-The Making of Israel army - Yigal Allon .

3-The revolt story of Irgon - Menachem Beguin .

4-The army of Israel - Shimon Peres .

4- كتابات اجنبية

1-Introduction a la strategie - General Beaufre- introduction

D.H.L.Hart

2-War and peace in west Asia - D.Berindranah 1969 .

3-October 6-1973 with Israel - the battle of crossing .

4-The Israel army in politics - Amos Perl Mutter .

5-Zion’s fifth column - Senator Jack B.Tenny .

6-The Yom Kippur War ( Internationally famous insight team of the London Sunday times) .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech