Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

الجندي البطل بديع الشامخ

 

 

أدار الحوار للمجموعه 73 مؤرخين – اسماء محمود

يرجي عند اعاده نشر الموضوع في اي مكان الاشاره للكاتب والموقع كمصدر كحق أدبي

 

 

 

أبطال مصر وفخرها ...  أبناء المعارك ورجالها  ،  محاربين على امتداد الزمان ...  من كل بر ...  وفى كل ظرف  ،، لا يهابون المعارك  ...  بل تهابهم هى  ،،،  ولا يخيفهم العدو الذى أجل مجابهته  المباشرة القادمة لنا إلى ما بعد جيل أكتوبر  !!!

إن من السمات الأساسية التى اتسمت بها معركة أكتوبر المجيد كما ورد فى كتاب العلامة الشهيد د  جمال حمدان  ، أنها حرب شاملة اشتركت فيها كل الأسلحة  ، و لقد أدى كل سلاح  وكل بطل  دوره على أكمل وجه   ... وتركت معارك الصمود والانتصار فى كل منهم ذاكرة وذكريات  ...ذاكرة وطن  وذكريات  مقاتل من نبت هذا الوطن ...

سعدنا  بالحوار  الذى أجراه البطل   بديع الشامخ  مع المجموعة 73 مؤرخين  ...  ونترككم مع ذكريات مقاتل من  جيل النصر العظيم ...

يقول البطل :

اسمى بديع يوسف الشامخ  ، ولدت فى  عزبة اللحم بدمياط عام 1951   ،  نشأت فى أسرة متوسطة  مكونة من 8  أولاد وواالديهم  .. تلقيت وأخوتى تعليمنا بالمدارس والكليات ، وذلك بأقل مقومات الحياة ،  حيث كان حب مصر هو الأقوى وحال الرضا هو السائد فى عموم المجتمع ..

قبل حرب 19٦٧كان شاغل الناس القومية الوطنية وسماع الأغانى التى تحث على حب الوطن والتضحية لأجله وكذلك الوحدة العربية من أجل تحرير فلسطين واستعادة القدس والتنمية وقيادة العمل العربى وكانت جموع الشعب  تلتف حول الرئيس  عبد الناصر  وتستمع إلى خطاباته الحماسية وكنا نترقبها  فى كل المناسبات لنستمع إليها

 تأهب المجتمع للحرب ،  ووقعت   نكسة 1967  ولكن لم يستسلم الشعب و لم تستسلم القيادة التى كانت تحظى بتأييد غالبية أفراد الشعب وتم حشد كل الطاقات من أجل المعركة وأخذ الثأر  ومحو آثار الهزيمة  ،  وكان شعار الشعب ((  لا صوت يعلو فوق صوت المعركة والإعداد لها  )) ..

التجنيد  :  حصلت على دبلوم المدارس الصناعية عام 1969  ، و تم تجنيدى عام  1970 قبل وقف إطلاق النار ، حيث ألحقت على  استطلاع كتيبة ٨١٥  مدفعية بمركز الملاحظة بمصاطب الدبابات على شط القناة بالقنطرة بالفرقة ١٨ تحت قيادة قائد مدفعية الجيش الثانى بقطاع القنطرة غرب وشرق واعمل مقدر مسافات لأهداف الضرب تحت قيادة قائد الكتيبة ..

كان موقعنا بالقنطرة غرب قبل الحرب على شط القناة والقنطرة شرق بعد تحريرها ..

مقدر مسافات :  كنت استطلاع للكتيبة و كنا نعبر قبلها حتى نستطيع أن  نحدد أهداف الضرب للمدافع التى  تبعد عنا بحوالى  2 أ و3 كيلو 

يبدو فى الصورة البطل واقفاً أمام  جهاز تقدير مسافة ضرب الأهداف  d.c.1

وعن قادته يقول البطل :

كان قائد كتيبتى  المقدم محمد عزب الشعراوى  ، قائد الكتيبة ٨١٥ مدفعية هاون١٦٠ مم

وقائد مركز  الملاحظة سطع. نقيب  : منير صالح عليان

اذكرهم بكل خير   حيث كنا جميعاً  نعامل كفرد واحد لا يفرق بيننا  فى المعاملة  ،  وكان الاحترام المتبادل سمة تعامل قادتنا معنا  ، فكل منا يدرك  عمله ورتبته وطبيعة مهمته ..

المعاملة فى منتهى المحبة والود  و كنا على قلب رجل واحد لا نفكر فى الذات أو المنصب أوالرتبة ، الجميع  فى جبهة القتال مقاتل فعلاً وصفةً  وهدفنا واحد معركة التحرير  وهزيمة العدو لا نفطر ولا يشغل بالنا غير ذلك  .. هكذا تعلمنا من قادتنا .

معركة المجتمع المصرى :

تحمل أفراد المجتمع النقص فى جميع ضروريات الحياة من أجل المجهود الحربى وتلبية احتياجات القوات المسلحة ولم يكن بمصر منزل إلا وبه مجند أو لديه شهيد ..

كنا أيامها لا نجد الخبز ولا منظفات الملابس ولا الزيت وكنا نقف فى طوابير حتى نحصل على دجاجة  مجمدة أو بقرشين خبز من الفرن أو دقيق نخبزه عيش .. وذلك

بخلاف الآن كل شىء  متوفر ... إلا الرضا  !!

العبور :

لم نعرف بساعة الصفر  إلا الساعة الواحدة والنصف فى يوم العبور  وكنا نلعب خارج ملاجئ الرصد ولم نكن نعرف إلا التشوق للقتال والعبور ..

وذكرياتى فيما قبل العبور كثيرة  ، أذكر منها  أنه قبيل الحرب بأيام قليلة ونحن ك.م.ك. متمركزين فى ملاجئ مصاطب الدبابات على شط القناة بمدينة القنطرة غرب  ، فوجئنا بزيارة قائد الفرقة ١٨ العميد فؤاد عزيز غالى وشاركنا فى استطلاع مدينة القنطرة شرق من خلال معدات سطع لدينا وقصصنا عليه زيارات بنات العدو فى النقطة الحصينة لهم بالقنطرة شرق والمناظر المستفزة التى يفعلونها معهم لاستفزازنا .  ،

فما كان منه إلا أن جمعنا وبث فينا الروح الحماسية  الشديدة وقال لنا :  (( إن شاء الله فى القريب ستسقطون هذه النقطة الحصينة  وتعبرون القناة وتدهسوا رقابهم ولن تسمحوا لأى بنت  منهم أن تدنس مياه القناة ))  .. وبالفعل لم يمض  الشهر إلا وكنا عبرنا واسترددنا  النقطة الحصينة وحررنا مدينة القنطرة شرق من دنس هؤلاء الصهيونيون . بل وأخذنا تلك الصور فوق أنقاض هذة النقطة الحصينة التى كانت تعتبر من أقوى تحصينات خط بارليف  ..  ولدي الكثير من الذكريات قبل وبعد العبور مع رفاق السلاح عريف متطوع نعمان محمد على ،،  رقيب سلام مصطفى سلطان  ،، ملازم أول احتياطمحمد على سالم ..

أذكر منها أنه أثناء العبور جنح القارب فى المياه وكنا سنسقط بالأجهزة الخاصة بنا فى المياه و أخذنا  نبث الحماسة  فى بعضنا  البعض  ونهتف الله أكبر  .. الله أكبر  ،  ونحن تحت القصف إلى أن أعدنا الاتزان  إلى القارب وظللنا نضحك لما حدث ..  صعدنا  على سلالم الحبال  و  تسلقنا الساتر الترابى لخط بارليف  ونحن  نطلق  صيحات الحمد لله والله أكبر  ..

تحرير القنطرة شرق :  يقول البطل بذاكرة يملؤها الفخر و تحوطها الأمجاد  :

معركة القنطرة شرق  كانت من أشرس المعارك نظراً لشدة تحصينات  خط بارليف وزاوية انحداره والنقطة الحصينة الواقعة  أمامها حيث كانت محصنة بكافة أنواع الأسلحة مما صعب على قواتنا  العبور للاستيلاء عليها بالمواجة وتم الالتفاف حولها من الخلف بواسطة القوات الخاصة والمشاة

والمعارك الدائرة فى شوارع المدينة مما أخر إعلان تحرير المدينة بالكامل وسقوط النقطة الحصينة إلى مساء يوم  ٨  أكتوبر وتم رفع العلم على المدينة والنقطة الحصينة التى تظهر أنقاضها فى صورى ..

وعن الكاميرا وكيفية التصوير يقول البطل :

كان التصوير ممنوع فى كل المواقع ، كما أن وقف اطلاق النار لم يكن سرى  آنذاك  ، لكننى تمكنت من التصوير بواسطة الكاميرا الخاصة بى ..

ولهذه قصة أخرى  ..  فقد أحضرتها بعد نزولى إجازة  مدتها أربعة وعشرين ساعة خلسة بالتنسيق مع قائدى  لطمأنة الأهل ،   فأنا من دمياط والقنطرة شرق قريبة من بور سعيد ثم دمياط  ،، و لأننى بذلت مجهوداً كبيراً  فى العبور إذ كان  جهاز تقدير المسافة الذى كنت أعمل علية يزن وحده  فقط ٥٠كيلو بالإضافة  إلى السلاح الشخصى وشدة القتال ومعدات الإخفاء والتمويه  ..  وكنت  الشخص الوحيد الحاصل على دورات تدريبية للعمل على هذا الجهاز.. نزلت الإجازة  وأحضرت الكاميرا معى عائداً إلى الموقع  ثم أخفيتها بمخزن الذخيرة لأننى كنت نزلت  بالسلاح الشخصى ..

 

 

ولا يخلو حديث الأبطال من الحديث عن الشهداء  ...  وعنهم يقول البطل :

أتذكر يوم ٦ أكتوبر انقطع تليفون السلك من مركز الملاحظة بمصطبة الدبابات ووسط هدير المدفعية والطيران على خط بارليف تم تكليف أحد الجنود باصلاح الخطوط وكان حديث التجنيد وعلى ما أتذكر  هو الشهيد محمد محمود.  ، فخرج من الملجأ وتم اصلاح العطل ولكنه لم يعد واستشهد والحمد لله عبر جميع أفراد مركز الاستطلاع ،  ولم يستشهد منا إلا هذا الشهيد ..

و هناك  الكثير من  شهداء من الأسلحة  والمواقع الأخرى المشتركة فى المعركة لا أعرفهم لأن كل مقاتل  له عمل مكلف به ...  حتى  ولو  سقط بجانبه شهيد يتم انجاز العمل أولاً ...

انتهت فترة تجنيدى بالجيش عام 1975

ولكننى لا زلت أقف مع بلدى ولو طلب منى أى شىء أفعله من أجل مصر  لن اتأخر ، هكذا تعلمنا فى فترة شبابنا فى الجيش ولم ولن نطلب مجازاة أو ميزة أو منصب  ..  فوطننا يستحق أن نبذل من أجله الغالى والنفيس ..

*****************

بهذه الكلمات أنهى البطل حديثه إلينا ... وإن كنا نرى أن كل الأحاديث لها نهاية .. إلا أحاديث الأبطال ورواياتهم  .. فهى ممتدة  بامتداد عمر  مصر  الحبيبة ...  منذ آلاف السنين  حيث أمجاد أحمس  قاهر الهكسوس .. إلى جيل الاستنزاف وأكتوبر المجيد، قاهر الجيش الذى  كان  لا يقهر  حتى صبيحة  السادس من  أكتوبر 1973  .. إلى أبطال اليوم الذين يواجهون حرباً ضروس من عصابات وجماعات معروف داعميها ...  وتبقى مصر  وتحيا على امتداد التاريخ   أم الأبطال  ...  وأم الشهداء ...  وأم البلاد  ...  وقاهرة  الأعداء  بلا منازع .

*****************

                                                                       

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech