Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

حرب إحتلال العراق 2003-2017 الجزء السابع والاخير

 

مراحل تنفيذ العمليات الاستراتيجية للجانبين

المرحلة الرئيسة الثانية 20 – 25 آذار/ مارس 2003

الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي

قوات التحالف

 قامت قوات الضغط المباشر المؤلفة من القوات البريطانية والامريكية  باختراق الحدود العراقية الكويتية وحققت ما يأتي : -

- نجاحات بسيطة  في كل من أم قصر – الفاو ، كما استولت على جزء من آبار النفط لكنها واجهة مقاومة عنيفة أمام دفاعات البصرة والزبير وابو الخصيب وام قصر .

-  لم تستطيع القوة المهاجمة تحقيق نجاحات في التوقيتات المحددة لها بسبب المقاومة الغير متوقعة التي كانت مفاجئة لقوات التحالف حيث  كانت تعتقد بترحيب مواطني الجنوب العراقي  كما صورتها  لهم المعارضة العراقية .

- فشل التنسيق ما بين القوات البريطانية والامريكية ادى الى ترك القوات البريطانية لتكون مسؤولة عن عمليات الجنوب وثم سحب الفرقة الاولى ( مشاة اسطول أمريكي ) لتنظم  الى القوة الامريكية المخصصة لعملية الاحاطة والتطويق الرئيسة باتجاه بغداد .

- استولت القوات البريطانية يوم 23 آذار /مارس  على قاعدة الوحدة ( الشعيبة ) الجوية والمطارات الثانوية القريبة منها رغم شدة المقاومة العراقية .

القوات العراقية     

الفكرة العامة للعمليات الجنوبية العراقية كانت مبنية على قتال العدو في المناطق التي تساعد على الاختفاء ، وسحب القطعات المعادية وقتالها قرب او داخل المدن والابتعاد عن الاراضي الصحراوية والمكشوفة للتفوق الجوي المعادي الواسع فوق ساحة العمليات ، في نفس الوقت زرع حقول الالغام وإجراء التخريبات كلما كان ذلك ضرورياً لا يقاع أكبر الخسائر بالعدو بالتركيز على قطعات المشاة لمقاتلة الغزاة في المواضع الدفاعية المتعاقبة وداخل المدن باستخدام القاذفات والبنادق والرشاشات .

الفعاليات القتالية

- اندفعت القطعات الغازية بالساعة 0700 يوم 20 / 3 / 2003 وتصدى لها في بداية الامر مقاتلو الحزب في سفوان ومقاتلو لواء المشاة 426 المسؤول عن حقل الرميلة الجنوبي وقسم من الرقطة ، وقد توقفت القوات الامريكية والبريطانية لوقت قصير امام دفاعات هذا اللواء قبل وصولها حقول نفط الرميلة الجنوبي وكانوا مرعوبين وخائفين ، وقد تمكن اللواء 426 من تدمير عدد من المدرعات الغازية أمام الحافة الامامية لدفاعاته ، استمر اللواء المذكور بالدفاع ومقاتلة العدو طيلة نهار 20/ 3 / 2003 وأحرق خنادق الدخان الاسود لأحداث مظلة من الدخان لحماية بعض قطعاته من الغارات الجوية المكثفة ، في البداية اعتقد العدو بان العراقيين احرقوا آبار النفط واذاعوا ذلك في وسائل إعلامهم ، بعد ذلك جرى سحب اللواء من حقول الرميلة الجنوبية وانفتح الى الخلف قرب البرجسية مع وحدات اللواء المدرع / 41 ، وقد تكبد اللواء بعض الخسائر في قوته القتالية من الشهداء والاسرى والجرحى   .

بعد انسحاب لواء المشاة  /426 أصبح جزءً من الموضع الدفاعي الواسع المتمركز فيه اللواء المدرع / 41 من الفرقة / 51 ، استمر العدو بالتماس مع اللواء المذكور معقباً تراجعه الى الخلف مما اثر كثيراً على قطعات اللواء المدرع /41 وتمكن العدو من تدمير عدد اضافي من دبابات وعجلات اللواء في عموم البرجسية وجنوب الشعيبة للتفوق الكبير بالطائرات التي سيطرة على اجواء المعركة بالكامل رغم الدفاعات الجوية واشعال النيران في خنادق النفط الاسود التي احدثت سحابة من الدخان الاسود فوق قطعاتنا لكنها لم تكن كافية ولم تؤثر على فعاليات العدو الجوية ، في هذه الاثناء دفع العدو رتلاً مدرعاً بموازاة طريق البصرة – الناصرية القديم مستهدفا الوصول الى الناصرية ثم بغداد  (1) .

- نجحت قوات المنطقة الجنوبية الممثلة بقطعات الفيلق الثالث الفرقة 51  والفرقة 11 والفرق 18  بألويتها واحتياطاتها في تأسيس  التماس مع العدو والاشتباك بمعارك مباشرة ومحاولة جر العدو الى مناطق قتل منتخبة سلفاً باستخدام جميع الاسلحة الساندة والصاروخية ( عدى الاسناد الجوي والبحري )  في الدفاع عن جميع المدن والاهداف الحيوية والاستراتيجية ( عدا آبار النفط ) التي تركتها القوات العراقية دون تدمير  .

- استطاعت الفرقة الالية 51 (قائدها اللواء الركن خالد الهاشمي) تلقين العدو درساً لاينساه  في بداية المعارك مع العدو في مناطق حقل الرميلة الجنوبي والبرجسية والمنطقة المحصورة بين الزبير وسفوان وعلى الطريق الزبير – ام قصر .

 

بدء العمليات العسكرية البرية 20 / 3 / 2003

- في شهاده لقائد الفرقة 51  ، ((عندما اندفع الرتل الثاني للعدو باتجاه الناصرية كانت له بالمرصاد فرقة المشاة 11  ومنظمات حزب البعث والعشائر وفدائيو صدام وكبدوهم خسائر جسيمة ، لقد اعطت فرقتي للأيام الاولى من الحرب 320 شهيد وضعفي هذا العدد جرحى وثلاثة اضعاف العدد مفقودين اضافة الى تدمير 120 دبابة وناقلة واستمر مقاتلي الفرقة في قتالهم البطولي واستشهدوا في مواقعهم القتالية  دون ان يغادروها ) .

- وفي شهادة للكاتب الامريكي (ريتشارد لوري) حول الكمين الذي استهدف سرية الادامة ( تاراوا ) من قبل القوات العراقية جاء فيه ما يأتي ( يبقى يوم  23  آذار/مارس 2003 في الذاكرة الامريكية لما جرى لسرية الادامة (  تاراوا ) الدموية في الناصرية، حيث  قام 33  مقاتلا  في سرية الادامة 507 التابعة للجيش الامريكي بدفع  قافلة من عجلات الادامة  على طريق البصرة – الناصرية – السماوة ، خلال الدفاعات العراقية الموجودة  في هذه المدينة  الصحراوية القديمة وحولها لتأمين الجسور الشرقية على هذا الطريق  عبر الناصرية ، لأهميتها الحيوية لخطط قوات المارينز للهجوم على بغداد  ، مما ادى الحظ العاثر  لهذه القافلة الى الوقوع في كمين نصبته القوات العراقية  بعد سلسلة من القرارات الامريكية  السيئة ادت الى الوقوع في هذا الكمين ، كما ليس هناك الكثير منا الذي لا يعرف قصة كمين (جيسيكا لينش) ،وعملية الانقاذ  اللاحقة لها ضمن هذه السرية .

وقد شعر معظم الأمريكيين حينها بالرعب إزاء هذه الاخبار  ومشهد الجنود الأمريكيين الشباب الذين يتم استجوابهم من قبل خاطفيهم العراقيين. كانت (جيسيكا) وزملائها السجناء محظوظين. بعد ان  لقى 11 جنديا مصرعهم في الكمين صباح هذا اليوم، وفقد ثمانية عشر من جنود المارينز حياتهم بعد ظهر هذا اليوم  (1) .

 

كمين ضد سرية الادامة الامريكية 507

معركة ام قصر

في نفس اليوم 20 / 3 / 2003 اندفع رتل بريطاني مدرع على محور العبدلي – سفوان – هدفه الوصول الى ام قصر واحتلالها بغرض تامين قاعدة امينة لعمليات الانزال البحري الواسعة ، التي ستقوم بها قوات بحرية بريطانية وامريكية في وقت لاحق للسيطرة الكاملة على منطقة الخليج العربي خاصة موانئ أم قصر – خور الزبير – ومنطقة الفاو .

 

معركة ام قصر

- لقد تصدى لهذا الرتل  لواء مشاة 45 التابع للفرقة 51  بقيادة العقيد الركن علي خليل العلواني (استشهد لاحقاً على ايد المليشيات الايرانية في بغداد ) من  أدارة معركة دفاعية راقية صدمت المهاجمين وخارج تصورهم بل خارج تصور القيادة العراقية التي دفعت بهذا اللواء في مدينة ام قصر قبل 72 ساعة فقط من بدء الهجوم ( تمت المناورة بهذا اللواء يوم 16 / 3 / 2003 من قاطع فرقة المشاة / 11 في الناصرية الى ام قصر واصبح بأمرة الفرقة الالية / 51 ضمن قاطع الفيلق الثالث ) ، بحيث لم تتمكن القوات البريطانية احتلال ام قصر سوى أكتاف سواحلها  بعد اسبوعين من القتال واستمر هذا اللواء   في الدفاع عن ام قصر حتى الايام الاخيرة من المعركة بالرغم من  استخدام جميع الاسلحة المعادية ضده وهو لا يملك سوى  استخدام  مفردات التعبئة الصغرى واللامركزية في اتخاذ القرارات وبتصرف بطولي نادر اذهل الاعداء وقد اعترف بذلك الجنرال تومي فرانكس ، مما حضي بتكريم رئيس الجمهورية بأعلى اوسمة الشرف والانواط العسكرية وهو لايزال في موضعه الدفاعي ولا يعلم بهذا التكريم  لحين انسحابه مع انسحاب قطعات  الفيلق الثالث يوم 6 نيسان 2003  بعد تطويق البصرة في المرحلة الرابعة من المعركة .

- في شهاده لاحد ابطال القوة البحرية العراقية  ذات الامكانيات المحدودة كما اشرت آنفاً يقول  ( مع بدء المعركة تمكنا من اطلاق رشقات من الصواريخ البحرية سطح – سطح تجاه القطع البحرية المعادية واصابة احداها ويعتقد انها بريطانية واخرى  باتجاه الكويت حيث اصابة منطقة الاحمدي التي تتواجد بها القوات الامريكية وكذلك تم استهداف احد المراسي الكويتية والحاق اصابة مباشرة فيه ، اما موضوع زرع  الالغام البحرية فقد تأخرت بحريتنا  كثيرا بذلك  ، حيث صدرت  الاوامر بالمباشرة بالزرع يوم الاربعاء مع بدء الهجوم عندها  تحركت اربع قطع بحرية الى المنطقة  المحددة   وعندما كنا على وشك المباشرة  بالزرع    اثار ذلك  ريبة العدو وطوق القطع البحرية المكلفة بالواجب ومنعها من الحركة ورغم ذلك تمكنا من بث الالغام البحرية رغم القصف المدفعي المعادي ونحن نرد عليه حتى نفذت آخر اطلاقة لدينا وقام العدو باسر جميع القوة . 

- قامت عناصر من القوات شبه العسكرية (من جيش القدس وفائيو صدام ) شن عدد من الهجمات المقابلة الناجحة  لاستعادة بعض المناطق المستولى عليها في ام قصر والفاو والبصرة .

- المقاومة العراقية الشرسة فاجأت قوات التحالف ولم تتوقعها ، كما ان عدم توفر معلومات لدى قوى التحالف عن القوات شبه العسكرية سبب لها العديد من المشاكل خلال هذه المرحلة من العمليات .

مجمل الفعاليات ليوم 20 / 3 / 2003

-كانت غاية قوات الاحتلال تثبيت قطعات الفيلق الثالث والبحرية واحتلال البصرة وما حولها ثم الاندفاع باتجاه الناصرية برتل رئيس ومحاولة إيقاع اكبر مايمكن من الخسائر بالقطعات العراقية المدافعة عن البصرة وتطوير ذلك باتجاه طريق البصرة – القرنة عبر طريق المدينة – الرميلة الشمالي – القرنة ، في نفس الوقت التدخل في ترتيبات القوة البحرية التي تدافع في الفاو – البصرة بالتنسيق مع اللواء الالي /31 المفتوح في منطقة حمدان وابو الخصيب .

- الرتل البريطاني متوقف خارج ام قصر بفضل صمود اللواء / 45 وبعض قطعات القوة البحرية ، ولم يتمكن العدو من إنزال قطعاته من البحر .

- توقف رتل الدريهمية – البرجسية بفضل صمود قطعات اللواء الالي/ 32 واللواء المدرع / 41.

- توقف قطعات العدو غرب البصرة ولم تتمكن من الحركة باتجاه حقول نفط الرميلة الشمالي رغم افتقار المنطقة من القطعات المدافعة ، لأنها أراضي صحراوية يصعب الدفاع فيها سيما ان الغزاة لديهم سيادة جوية .

- غارات جوية وصاروخية مكثفة على بعض الاهداف الحيوية والمهمة في القاطع الجنوبي ، منها قصف مقرات القيادة العسكرية الجنوبية داخل البصرة وضرب مقر الفيلق الثالث في الدير وقيادة القوة البحرية في المعقل وبعض المقرات الحزبية والامنية داخل المدينة ، وكذلك مقر الفيلق الرابع في العمارة ومقر فرقة المشاة / 11 في الناصرية ، كما تعرضت مواقع القواعد البحرية في خور الزبير والفاو الى قصف مستمر بالطائرات ، وقامت طائرات التحالف بعمليات تجريد الطرق والجسور التي تربط محافظة البصرة وذي قار وميسان ، وقد تمكنت الدفاعات الجوية الجنوبية في اليوم الاول اسقاط طائرتين الاولى فوق الزبير والثانية قرب الدير (1) .

حركة القوات في  المنطقة الجنوبية الوسطى

قوات التحالف 

تقدمت قوات  الفيلق الخامس الامريكي بعد اختراق الحدود العراقية الكويتية بالاندفاع شمالا باتجاه محافظة ذي قار (الناصرية) ومنها تفرعت الى فرعين رئيسيين ( قوة ضغط المباشر ) وقوة ( الاحاطة والتطويق  ) مع تجنب المرور بالمدن الرئيسة بل الاكتفاء بمحاصرتها وأسقاطها مع استمرار القصف الجوي والصاروخي لبغداد وكما يأتي : -

قوة الضغط المباشر  20 آذار /مارس 2003

- تقدمت قوه من عناصر الفرقة الثالثة الالية (المارينز ) باتجاه الناصرية وتعرضت لقتال شرس اوقعها خسائر جسيمة بالأرواح والمعدات ومع ذلك نجحت قوات التحالف من الاستيلاء على  جسرين  على نهر الفرات الا ان القوات العراقية نجحت في استردادهما .

- في 21 / 3 أقامت قوات التحالف عدد من الجسور الميدانية على نهر الفرات رغم القتال الشديد بين الجانبين مما ادى الى وقوع خسائر واسرى في صفوف القوات الامريكية ، ادى ذلك الى تكثيف الاسناد الجوي سواء بالمقاتلات او طائرات الهليكوبتر المقاتلة بغرض احكام السيطرة حول الناصرية ومنع القوات شبه العسكرية من التدخل الا ان تدخلها كان بشكل جزئي في يوم 22 / 3 .

- في يوم 23 / 3 تمكنت عناصر من الفرقة الاولى ( مارينز )  عبور نهر الفرات تمهيداً للتقدم باتجاه الشطرة .

قوة الاحاطة والتطويق

- تقدمت عناصر الفيلق الخامس الامريكي من التقدم باتجاه الناصرية وتخطت المقاومة فيها ووصلت الى المثنى ( السماوة ) يوم 21 /3 / 2003 .

- نجحت الفرقة الثالثة ، والفرقة الاولى  مارينز  من الفيلق الخامس والفرقة 101 خلال يومي 22 ، 23 ، الوصول الى النجف وتم تطويق المدينة وعزلها دون دخولها بسبب الدروع البشرية التي شكلها ابناء المحافظة  .

- عواصف رملية كثيفة  وانخفاض شديد بمدى الرؤيا ادى الى صعوبة عمل القوات البرية والجوية نتج عنه بطئ في تقدم القوات ، وضمن اساليب الحرب النفسية صرح الجنرال (تومي فرانكس) بان قواته ستأخذ وقفة تعبويه لمدة ثلاثة ايام  بغرض أعادة التنظيم  لحين  و صول قوات إضافية اخرى  لكن بعد فترة قصيرة ظهرت القوات الامريكية على مشارف كربلاء التي تبعد (80 كلم عن بغداد ) .

(في مثل هذ الظرف  كان المفروض بالقوات العراقية وهي ترى التقدم السريع لقوات التحالف  التدخل والتأثير على رؤوس الارتال المتوقفة لعدم تمكن اسنادها جواً  بسبب مدى الرؤيا المنخفض جداً ، الا ان مواقعها حول المدن منعها من أتخاذ اي اجراء يهدد القوات الامريكية   كان يمكن لهذا الاجراء   ان يؤثر  على نتيجة المعركة بعد تأخيرها ...وتأكيدا لرايي كان الرئيس صدام حسين شخصيا يوجه الفدائيين والمقاومة العراقية من استهداف رؤوس الارتال  لأرباك خطط العدو ).

القوات العراقية

في صباح يوم 21 / 3 / 2003 اندفعت القوات البريطانية تساندها قوات امريكية تجاه حقول الرميلة الشمالي ومحاولة المحمولين جواً السيطرة على مطار البصرة للتأثير على القطعات العراقية التي تدافع عن البصرة والاحاطة بها من الشمال والتأثير على قطعات الفرقة المدرعة السادسة ، وقد تمكنت القطعات البريطانية من السيطرة على مطار البصرة ووصلت الى الحافة الجنوبية لحقول نفط الرميلة الشمالي ، تصدى لهم لواء مغاوير الاول من الفيلق الثالث وقاتلهم ببسالة ولم يسمح لهم الدخول الى الرميلة الشمالي رغم التفوق الكبير لقوات العدو وقواته الجوية .

الايام 20و 21 و22 آذار 2003 قاتلت الفرقة الالية/ 51 ومعها جيش الحزب ولواء من جيش القدس قوات الاحتلال في مناطق جنوب غرب وجنوب البصرة ، خاصة حقول الرميلة الجنوبي والبرجسية ولدريهميه وام قصر والزبير قاتلت بكل رجولة وشموخ ولم تسمح لهم بالمرور سريعاً والوصول الى البصرة وتوقف العدو ودخل مع الفرقة في معارك برية كبيرة لكنها غير متوازنة نظراً للتفوق الفني الواضح للعدو بعد فرضة سيادة جوية مطلقة على العمليات الجنوبية (1)  .

 - لم تواجه القوات العراقية قوة الاحاطة والتطويق بعد عبورها الحدود العراقية الكويتية بكثافة من الحركة لانعدام الغطاء الجوي العراقي وقلة القوات البرية وانكشاف المنطقة  لكنها اكتفت ببعض الهجمات المحدودة وحرب  العصابات ضد جوانب ومؤخرات قوات التحالف بإسناد  فدائيو صدام وجيش القدس رغم اهمية مواجهة هذه القوات باعتبارها قوة الضربة الرئيسة تجاه العاصمة بغداد .

- دافعت قوات الفرقة / 11  العراقية باستماته عن مدينة الناصرية ونجحت في القيام بهجوم مقابل استعادت فيه جسري نهر الفرات وبعد مواجهتها بزخم عالي من قوات التحالف اضطرت الى تدميرهما ، كما اسقطت طائرة أباتشي أمريكية يوم 23 اذار ، وقد استمر دفاعها هذا لأكثر من سبعة ايام بعد ان صبوا عليهم مختلف الاسلحة الفتاكة.

 

 

فعاليات يوم 23 عمليات

 

- كما قاتلت القوات العراقية قتالا شديداً بالدفاع عن مدينة النجف ساندها في ذلك القوات  شبه العسكرية من الفدائيين وجيش القدس ومليشيات حزب البعث العربي الاشتراكي وقد أستشهد القائد الحزبي  المسؤول عن هذه المدينة (الرفيق نايف شنداخ ومستشاره العسكري اللواء الركن زيد جواد ) وهم  يواجهون  القوات الامريكية ( الفريق الركن صلاح عبود محمود يروي احداث النجف في الفصل العاشر  ) .

-  كما دافعت القوات العراقية دفاعاً مستميتاً عن مدينة المثنى ( السماوة ) لكنها لم تنجح في منع قوات التحالف من عبور النهر ومسك راس جسر مهم في هذه المنطقة .

 - الرئيس العراقي يشيد عبر خطابه في 24 أذار بأداء القوات المسلحة والحزب وجيش القدس والفدائيين والفرقتين 11 ، 51 وبعض الالوية والافواج واللواء البحري في ام قصر  بالأسماء.

 - تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إصابة طائرة  بريطانية الا انها سقطت  قرب  الاراضي الكويتية العراقية ، كما اعلن عن فقدان طائرتين امريكية بسبب العواصف الترابية الشديدة .

 

المقاومة العراقية

في 23 و24 / 3 / 2003 اشتد دور المقاومة العراقية الباسلة في محافظتي البصرة والناصرية وكان لها الاثر البالغ على خطط ونوايا العدو التي كانت تستهدف الوصول الى بغداد يوم 25 /3 ولغاية 30/ 3 بعد دفعها بتعزيزات كبيرة أخرى باتجاه البصرة والناصرية ( تم سحبها من الارتال الرئيسة المتوجهة الى بغداد ) وعليه توقفت الارتال الامريكية الامامية في السماوة والرحبة للفترة من 23 – 30 /3 لكون قطعاتهم لا تكفي للاستمرار بالحركة باتجاه بغداد ويجب عليهم اكمال عملياتهم في البصرة والناصرية قبل بغداد ، مما اضطروا الى تغيير خططهم بعد صمود العراقيين الابطال من ابناء البصرة والناصرية تساندهم قوات الفيلق الثالث والقوة البحرية    (1) .

 

الاتجاه الاستراتيجي الشمالي

قوات التحالف 

لم يشهد هذا الاتجاه تزامناً مع الاتجاهات الجنوبية والوسطية كما مقرر له في خطة الهجوم  لغاية يوم 27 آذار 2003  بسبب ممانعة تركيا من استخدام اراضيها للتحشد  وهذ موقف مشهود من تركيا ، ناهيك انها لم تعلن عنه مسبقا مما اربك القوات الامريكية ايما ارباك ازعج حكومة الكويت وفورا صرح مسؤول كويتي باستعدادها  لاستقبال  الفرقة الرابعة الجبلية  بدلا من تركيا ، لذلك عدلت الخطة الامريكية في هذا الاتجاه بتكوين تحشد قتالي محدود من اللواء 173 المحمول جواً  بقيادة العقيد ما يفيل وانزال ثلث اللواء( 1000 )جندي بالمظلات كدفعة اولى في مطار حرير اما باقي اللواء فتم الهبوط بهم بالطائرات بعد التأكد من صلاحية مدرج الطائرات (2) ، وثم التعاون مع عناصر من القوات الخاصة والمليشيات الكردية (البيشمركة ) التابعة الى الحزبين الوطني الكردستاني  والاتحاد الديمقراطي الكردستاني ،(في هذا الصدد   تم الاستيلاء على عدد من القواعد الجوية والمطارات الثانوية واراضي النزول في المنطقة وتهيئتها لنقل القوات والتجهيزات الامريكية ، ثم عزل مدينتي كركوك والموصل والاستيلاء على آبار النفط وشل فاعلية منظمات جماعة أنصار الاسلام الكردية صاحب هذه الاعمال أسناد جوي مركز للأيام 21 ،22 ،23 ، 24 آذار/ مارس  2003 .

 

عمليات الانزال الجوي للقوات المحمولة جدا في مطار حرير شمال العراق

 

القوات العراقية

تعرضت مقرات الفيالق الاول والثاني والخامس في مسارح العمليات الوسطى والشمالية وبعض مقرات الفرق المرتبطة بهم لقصف جوي غير اعتيادي ، علماً ان جميع المقرات انفاً متروكة وتم إشغال المقرات البديلة غير المعلومة للعدو وعملائه .

وقد أستمر تمسك القوات العراقية بمواضعها الدفاعية ولم تقم بأية أعمال قتالية رغم تفوقها العددي على قوات التحالف في هذا الاتجاه  ورغم سوء الاحوال الجوية  ويرجح  السبب كما تدعي القيادة العراقية  الى عدم  توفر غطاء جوي عراقي أضافة الى مسؤولية ادارة المعركة وفقا لخطة اعدت مسبقاً دون الاشارة الى امكانية التغييرات في المواقف  والمستجدات خاصة  منح  قادة المناطق صلاحية  اتخاذ القرار المناسب  لا مركزيا  وفقا لتصورهم الاني  مما ضيع فرصة ذهبية مهمة لقيادتي الفيلق الاول والخامس في استغلال المستجدات وتأخر وصول القوات الامريكية حتى 27 أذار  2003  وضعف قوات (البيشمركة) التي كانت تنتظر وصولها ثم  سوء الاحوال الجوية في كل ارجاء العراق  القيام  بأجراء  تعديل على الخطة يمكن ان تربك المحتل لحد كبير جداً في الاتجاهات الاخرى بل حتى يزيد  من حجم خسائره وعليه لم يتم أتخاذ موقف مغاير للخطة الموضوعة وهو الدفاع عن المدن فقط  وكان المفروض اجراء تداخل في صفحات القتال  بناءً على قواعد العلم العسكري ومبادئ الحرب ، كالقيام مثلا تخطي المواضع الدفاعية الموضوعة  الى العمق الشمالي والتمسك ببعض  المحافظات الشمالية وارباك خطط العدو في الجنوب لان على ما يبدوا ان القيادة العراقية كان في اعتقادها ان العدو سيهاجم بزخم عالي من شمال العراق وحدث العكس لكنها لم تتحذ اي اجراء نتيجةً  لذلك مما جعل العدو مطمئناً لعدم التبدل هذا  . ( الراي الذي ممكن ان يقال في مثل هكذا ظروف ان تبادر القيادة العراقية فورا بتعديل ولو جزئي لخططها الدفاعية والاستفادة من العواصف الترابية الشديدة وضعف مدى الرؤيا الى الصفر التي استمرت 3 ايام ، وقد يكون الباري العزيز القدير هيئها للقيادة العراقية لكي تتخذ اجراء مناسب  لكونها عواصف رملية  غير مسبوقة سابقاً احالت النهار ليلا قاتما ،  بالقيام  بدفاع تعرضي على المحاور الجنوبية والوسطى والشمالية لتعديل ميزان القوى الذي اصبح شبه متعادل في هكذا ظروف  لكننا لم نلاحظ اي تعديل بل استفاد من الامر القوات الامريكية حيث زادت من زحفها باتجاه كربلاء والنجف )(1).

 

الاتجاه  الاستراتيجي الغربي

قوات التحالف 

تواجدت مسبقاً عناصر خلف الخطوط  من العملاء الامريكان وحلفائهم والبعض الاخر من العراقيين العسكريين ممن كانوا في المعارضة  بشهادة اللواء محمد عبد الله الشهواني ( رئيس المخابرات في حكومة الاحتلال  ) حيث أكد ان حوالي 400 عنصر عراقي ومعهم أمريكان من الفرقة 82 ( المجوقلة ) انتشروا في الصحراء الغربية العراقية قبل بدء شن الحرب قاموا بممارسة انشطتها  بشكل علني أحياناً باستخدام عجلات استطلاع خفيفة وطائرات هليكوبتر لتثبيت أجهزت الدلالة والاتصالات تمهيداً لإنزالات جوية لاحقة في هذه المنطقة ،  ففي 21 آذار( مارس ) قامت القوات الامريكية بعملية أنزال جوي من الفرقة 82 تم بموجبه الاستيلاء على منطقة الرطبة و قاعدة الوليد  وسعد الجويتين  والمطارات الثانوية التابعة لهما ، كما قامت هذه القوات الاستيلاء على مدينة القائم وعانه وحديثه وسيطرة على مداخل الحدود السورية والاردنية الى العراق للإحباط اية عمليات أسناد او تسلل اليهما ، وتمكنوا من السيطرة الكاملة على سد حديثة واندفاع بعض قطعاتهم المجهزة بمدرعات ( برادلي) باتجاه مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين وتمكنوا بعد أقل من يومين من احتلال ميدان التدريب التعبوي الخاص لتدريب قطعات الصنف المدرع في الثرثار ، وقد تصدى لهم مقاتلون من صنف الدروع بعدد قليل استشهد البعض منهم واسر البعض الاخر، كذلك سيطر العدو على معظم مناطق عكاشات / الرطبة / الكيلو 160 / المحمديات ، وقد اشتبك معهم في ضواحي مدينة الرمادي مقاتلو اللواء المدرع ابن الوليد وفرقة جيش القدس في الانبار وعدد من مقاتلي الحزب ، ولم يتمكن العدو في بادئ الامر الوصول الى الرمادي، واستمرت المعارك بين العراقيين والغزاة والعملاء للفترة من 20 / 3 / 2003 – 10 / 4 / 2003 ، الا ان انهيارات دفاعات بغداد واحتلالها من قبل العدو الامريكي ادى الى التأثير السلبي على معنويات العموم في القوات المسلحة (1) .

 

دخول مجاميع من القوات الخاصة البريطانية والاسترالية غرب العراق في 17/ 3 / 2003

 

 القوات العراقية

 لقد ابلى اللواء الركن محمد ثميل جرباوي قائد قاطع الانبار مثالا حياً في القتال ودفاعاً مستميتاً عن محافظة الانبار ،وشارك في التصدي للعدو معه حشد العشائر والحزب وجيش القدس بقيادة اللواء الركن إسماعيل الراوي ورديفه العميد الركن سمير العكيدي.

 على العموم كانت الاعمال القتالية للقوات العراقية ليست ذات قيمة تعبويه   في  المنطقة واسعة الانتشار لافتقارها الى الغطاء الجوي لكونها  اراضي صحراوية مكشوفة لا تصلح لعمل القوات  أضافة الى ذلك لا  تواجد قوات نظامية  منتشرة فيها  سوى لواءين مشاة آلي للدفاع عن الرمادي والنجف أضافة الى  القوات شبه العسكرية المشار اليها داخل وحول المدن الرئيسة والتي هي الاخرى لا تستطيع الحركة و العمل في مثل هذه الظروف وعليه تم احتلال ثلث مساحة العراق في المنطقة الغربية بالأيام الاولى من المعركة  ، في هذه الاثناء صرح الرئيس الشهيد صدام حسين بما يلي ( لا تهتموا اذا احتلت المناطق الفارغة من اراضيكم .!!!!..) .

 

 المرحلة الرئيسة الثالثة ( 26 – 31 آذار /مارس  2003  )

هبت يوم 25 آذار ( مارس ) 2003 عاصفة رملية شديدة لم يشهد مثلها العراق منذ أمد بعيد  انخفضت فيها مدى الرؤيا الى الصفر  بحيث عرقلت تقدم القوات البرية المعادية  لعدم توفر الاسناد الجوي الذي هو الاخر لم يتمكن من تقديم الاسناد في مثل هكذا مدى رؤيا واستمرت العاصفة ثلاثة ايام بلياليها ، انتهزت قوات التحالف ذلك وطلبت قوات أسناد إضافية من الولايات المتحدة وسعت الى اعادة تنظيم وتامين خطوط التموين التي تتعرض الى عمليات المقاومة العراقية وفي نفس الوقت اعلن عن توقف العمليات العسكرية كوقفة تعبويه لمدة  اربع ايام ولكن اتضح انه خدعة استراتيجية  من خدع الحرب لأنه في يوم 26 آذار وصلت قوة الاحاطة والتطويق مدينة كربلاء واستمرت في تقدمها باتجاه بغداد يصاحبها قصف جوي وصاروخي لمدينة بغداد من الارتفاعات العالية دون ان تتأثر بمدى الرؤية  ، في هذه الاثناء ظهر خلاف بين وزير الدفاع ( دونالد رامسفيلد ) وقائد القوات المركزية الامريكية ( تومي فرانكس ) حول طلب الاخير قوات إضافية وتأجيل استمرار العملية الهجومية الاستراتيجية حتى يتم اعادة التخطيط مجدداً خاصة بعد تعثر المفاوضات الامريكية – التركية ، كما انتقد قائد القوات البرية لقوات التحالف يوم 29 آذار التخطيط الاستراتيجي للعمليات واعتبره فاشل وبين انه تم تدريب قواته على اساليب مخالفة لما يدور الان ، في نفس الوقت أعلن وصول تعزيزات الى منطقة الخليج الى آخر ذلك من الانتقادات وصلت حد المهاترات بين القيادة العسكرية في واشنطن والقيادات العسكرية الوسطية والميدانية ،  وتبين لاحقاً انها كانت تدور وفق خطة خداع استراتيجي تهدف الى دفع القوات العراقية الى حالة الاسترخاء  .

 

 الاتجاه  الاستراتيجي الجنوبي ( المرحلة الثالثة)   

 قوات التحالف 

بالرغم من المقاومة الشديدة التي ابدتها قوات الفيلق الثالث تجاه القوات الامريكية فقد استمرت قوة الضغط المباشر لقوات التحالف استكمال مهمتها في التطويق واحكام السيطرة على ام قصر والفاو والزبير والبصرة لكنها لم تدخلها .

القوات العراقية

أستمرت القوات العراقية في تماسكها البطولي بين كر وفر  تجاه عدو قوي معاصر مدعم  بكل أنواع الاسلحة والمعدات المتطورة ، لذلك نجد عدم استسلام اي من عناصر الفيلقين الثالث والرابع او من القوات شبه العسكرية واستمرت الجهود للاسترجاع المواقع التي فقدتها وبشكل مستمر ، ففي يوم 27 آذار قامت قوات الفيلق الثالث الممثلة بالفرقة 51 البطلة  بهجومين مقابلين باتجاه جنوب الفاو وام قصر ناهيك عن المقاومة في باقي المدن خاصة البصرة  ، في اطار الضغط النفسي المعادي على مواطني الجنوب قامت قوات التحالف بتدمير مستودعات الغذاء في محافظة البصرة التي تحتوي على80 الف طن غذاء أضافة الى صمود القيادة العسكرية الجنوبية فيها وما حولها ، كما شكلت معركة الناصرية مثالا للمقاومة والصمود حتى يوم 31 آذار 2003 ، وقد قامت القوات العراقية في محاولة عرقلة تقدم قوات التحالف نحو قضاء الشطرة أضافة الى استمرار تنفيذ العمليات الفدائية ضد قوات التحالف في بادرة اذهلت الاعداء رغم محدودية ونوع القوات العراقية وهم يدافعون عن بلدهم وشرفهم لقد اثبت الفريق الاول الركن على حسن المجيد  القائد السياسي للمنطقة الجنوبية حسن ادارته للمعركة خلافا للقادة السياسيين  الاخرين وقد يدل هذا على قربه الزائد  من  القوات العسكرية ومعرفته بشؤونها  بعد ان شغل منصب وزيراً للدفاع اثناء فترة الحصار الشامل  .

 

تمركز البعض من مقاتلي القوة البحرية كمشاة ومعهم لواء من قوات الحدود على شكل مجاميع دفاعية بمستوى السرية في عدة أماكن على طريق الفاو – البصرة ( 140) كلم ، ورغم تفوة العدو فنياً فلم يتمكنوا من الوصول الى جنوب البصرة عبر منطقة حمدان ، الا بعد أن قاتلتهم أيادي عراقية شريفة وقد تكبد الغزاة الكثير من الخسائر على هذا المحور، قاتلهم قرب حمدان وأبي الخصيب المواطنون من أهالي المنطقة ومعهم أبطال جيشهم الباسل مقاتلو اللواء الالي /31 ولواء المغاوير الثالث وقطعات البحرية ولواء الحدود للفترة 27/3- 5/4/ 2003 .

فجر 28 /3 / 2003 قاتل العدو بضراوة الشجعان في لواء الالي/31 من الفرقة /51 ومعهم لواء المغاوير الثالث من الفيلق الثالث ولم يتمكن العدو دخول البصرة الا بعد 5/4/2003 ، اما على جانب جبهة الزبير وشط العرب والمطار فان المعارك مازالت قوية بين الحق والباطل (1) .

 

فرقة المشاة/18 وبشكل سريع تمكنت من احتلال مواضعها الدفاعية خلف شط العرب للدفاع عن النهر بغرض منع العدو البريطاني من الوصول الى البصرة ، كما استمرت معارك عديدة رغم التفوق العدو جواً وبراً لكنه لم يتمكن الوصول الى شط العرب من اتجاه الزبير والطوبة من طريق المرور السريع لصلابة دفاعات الفيلق الثالث خاصة فرقة المشاة / 18 بإسناد فرقة البصرة من جيش القدس والفدائيين ، استمرت المعارك ليلاً ونهاراً استهدف العدو بطائراتهم وصواريخهم ومدفعيتهم اهدافاً عديدة داخل البصرة مما ادى الى استشهاد العشرات من المواطنين الابرياء نتيجة القصف ، لقد كان البصريون يداً واحدة مع قطعات جيشهم الباسل تصدوا بكل شموخ وكبرياء للبريطانيين ، ولهذا فوجئ العدو بهذا التلاحم الرائع بين الشعب وقواته المسلحة في محافظتي البصرة والناصرية .

تعرضت فرقة المشاة/18 لقصف جوي ومدفعي مكثف ومستمر لغرض التأثير عليها وذلك لمرو عشرة ايام ( لغاية 30/3/2003 ) دون ان يتمكنوا الوصول الى ضواحي البصرة ، لهذا شنوا هجمات برية عديدة بإسناد جوي غير اعتيادي وبعد قتال ضاري تمكن الغزاة من السيطرة على ما يأتي( جسر الزبير، جسر محمد القاسم ، جسر طريق المرور السريع على شط العرب ، جسر المعدان ، جسر كي 44 )  (1) .

 

 

المحمولين جوا

 

في يوم 30 / 3 / 2003 ولغاية 2 / 4 / 2003 بدأ العدو البريطاني انزال قطعات محمولة جواً في مناطق الشلامجة والسويب وشمال حقل الرميلة الشمالي لغرض التأثير على القوات العراقية في البصرة ، في نفس الوقت انزال قوات شرق العمارة في المشرح والطيب وتلول البند باستخدام  السمتيات بشكل مكثف بإسناد الطائرات المقاتلة (معظم هذه العمليات تكون بشكل موقت في المواقع يتم نقلها الى مواقع اخرى بوقت لاحق )، ولا تتواجد قطعات عراقية بمناطق الانزال(2).

 

 

 

 

يذكر الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين في كتابه قبل ان يغادرنا التاريخ  ما يلي (لقد واجهت القوات الامريكية مقاومة عنيفة على اطرافها لحين عبورها نهر الفرات في منطقة سوق الشيوخ حيث استقبلت بمقاومة عنيفة كبدتها خسائر مختلفة وعدد من الاسرى ...ثم قامت قوات المارينز الامريكية بقيادة الجنرال – (جيمس ما كوي) - عبور الاخر عند منطقة الشطرة ، في حين استمر الفيلق الخامس بقيادة - الفريق (وألاس) - غرب الفرات على امتداده نحو محافظة المثنى- السماوة - ، وكانت الارتال الامريكية عبارة عن قوات مختلطة من الدبابات وعجلات القتال المدرعة تساندها طائرات الهليكوبتر مقاتلة الدروع الأباتشي وطائرات اف 16 المقاتلة ، في ذات الوقت كانت القوات الجوية تدك اهدافها في بغداد خاصة قوات الحرس الجمهوري المدافعة جنوبها ، لقد كانت قواتنا تتعرض الى سلسلة مستمرة من الغارات الجوية لا ضعافها ماديا ومعنوياً ، ومن الاهداف الاولية التي حققتها قوات التحالف حتى هذه المرحلة الاستيلاء على 600 من آبار النفط الجنوبية سالمة ، اما في ام قصر والمناطق الجنوبية من محافظة البصرة فالقتال لايزال مستمر على اشده وقد اعلن رسمياً في العراق ان الذين يقاتلون في هذه المدن الحدودية منحو لقب الابطال الوطنيين ، ذات الوقت علق الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) للصحافة الفرنسية على هذا الموقف من القتال جنوب العراق - أن الأمريكان لم يقدروا جيداً الوطنية العراقية - ، ويذكر ايضاً الفريق رعد الحمداني ، القتال مستمر في الجنوب بمناطق ابو الخصيب والزبير حيث كانت الفرقة المدرعة /6 والالية /51 من الفيلق الثالث تقاتل بضراوة وكذلك فرقة المشاة / 11 في الناصرية الا ان القوات الامريكية تركت لمعالجة الموقف وباقي القوات الامريكية الاخرى واستمرت في خط سيرها حسب خطتها لتندفع نحو الشمال تاركة المدن لتسقط دون قتال كما كان معول لقتال المدن حسب خطط دفاعنا (قتال المدن ) .

المنطقة الوسطى العراقية ( ضمن الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي )

 

 

قوات التحالف

  - قوة الضغط المباشر . أستمرت قوات الفيلق الخامس الامريكي ( قوة الضغط والاحاطة والتطويق ) في استكمال  مهمتها  باتجاهي الناصرية والكوت فقد قامت قوة الضغط المباشر يوم 26آذار(مارس)  بقصف بعض الاهداف المدنية في المدينتين خاصة بعد ان اعلن العراق ان عناصر من الفدائيين اليمنيين والفلسطينيين والشيشانيين والافغانيين تشترك في القتال ضد القوات الامريكية ، وبغرض أحكام السيطرة على الناصرية تم أسناد  القوات الامريكية هناك بنحو 5000 جندي ومع ذلك لم تنجح هذه القوات أحكام السيطرة على سوق الشيوخ والناصرية لكنها نجحت من دفع عناصر من الفرقة الاولى ( مارينز ) عبر جسور ميدانية على نهر الفرات الى الضفة الشرقية من النهر باتجاه الشطرة  ووجهة بمقاومة شديدة جداً كبدتها خسائر جسيمة ولكن مع قوة الاسناد الاخيرة والقوة الجوية فقد حققت نجاح بعزلها واحاطتها ثم التقدم الى الكوت ، في 30 آذار/ مارس وصلت مفارز من الفرقة الاولى مارينز الكوت وبدأت الاشتباك مع القوات النظامية العراقية المدافعة عن الكوت حتى وصول باقي قوات الفرقة  في نهاية 31 آذار 2003 .

- قوة الإحاطة والتطويق .نجحت قوة الاحاطة والتطويق في تنفيذ مهمتها في كل من السماوة والنجف وكربلاء وبذلك تحددت ملامح التقدم نحو بغداد ، حيث وصلت مفارزها الامامية الى أهدافها متزامنة مع وصول الفرقة الثالثة  مارينز الى اهدافها في 30 آذار واستمرت في تقدمها على محاور السماوة – الريشة باتجاه الديوانية وحاصرت النجف وكربلاء في نفس الوقت القوات الجوية الامريكية مستمرة بقصف الدفاعات الجوية وقوات الحرس الجمهوري في بغداد تمهيداً لبدء المرحلة النهائية من المعركة ، في 31 آذار(مارس) وصلت طلائع الفرقة الثالثة الديوانية والهندية حيث شهدتا المدينتين قتالا شرساً مع قوات الحرس الجمهوري ، في نهاية يوم 31 منه واصلت عناصر الفيلق الخامس الامريكي تقدمها المنتظم باتجاه بغداد بإسناد جوي مكثف (1) .

 

معارك منطقة السماوة لعبور نهر الفرات

 

القوات  العراقية

    معارك ضارية حول محافظة الناصرية  كما استمرت القوات شبه العسكرية  بعمليات الاغارة والكمائن على محاور تحرك قوات التحالف كما استمرت المقاومة في كربلاء والاشغال المدفعي لقوات التحالف باتجاه الديوانية والهندية وعلى محاور الكوت – بغداد ، اعلن العراق بلوغ عدد المتطوعين من الدول العربية الى 5000 متطوع انضم معظمهم الى دفاعات بغداد ، في شهادة الفريق الركن رعد الحمداني قائد فيلق الفتح المبين حرس جمهوري (  عند تقرب العدو من مناطق انتشار قواتي كنت اعول على دوريات الاستطلاع العميق 200 كلم في مناطق محافظة النجف على محور الفرات وجنوب محافظة الكوت - واسط - على دجلة وشمال محافظة الديوانية -  القادسية -  على المحور الوسطي ، بسبب ضعف المعلومات المتوفرة لنا او عدمها بالمطلق ، وعليه تم التركيز على دفع كمائن المدفعية عيار 155 ملم و130 ملم تشاغل اهدافها بدون إجراء عمليات تصحيح الرميات للحيلولة دون استمكانها وتدميرها بطيران العدو ، كل ذلك افتراضات مسبقة لمقتربات العدو وكذلك كمائن للدفاع الجوي التي لا نملك منها سوى القليل والقديم لمقاتلة هيلوكوبترات العدو خاصة على محور الفرات الذي كان ضمن تخميني الشخصي هو المحور الاساسي للجهد الامريكي ، منها 18  كمين ما بين محافظتي النجف وكربلاء غرب الفرات ، وخمس كمائن على محور دجلة (*) ، كذلك دفعنا 2 كمين عند جسر القائد الذي يربط منطقة جرف الصخر بمنطقة اليوسفية ضمن قوة حماية الجسر - وحدتين مقاتلة -  وهذا الجسر كان مهيئ للتخريب ، وكان آمر القوة هو آمر حرس التخريب ، وقائد فرقة المدينة المنورة  هو القائد المخول بالتفجير وكانت اوامري حاسمة - متي ما شعرت باقتراب العدو قم بتفجير الجسر -  ، وكنت قد طلبت الموافقة من المرجع القيادي الاعلى تفجير الجسر حال اندلاع الحرب ، لكن الرئيس صدام حسين لم يوافق !!! ، مع زراعة حقول الغام ضد الدروع في المنطقة المحصورة بين الحافة الجنوبية الشرقية لبحيرة الرزازة وشمال محافظة كربلاء وقد اسميتها في تقريري - عنق الزجاجة الخطير - الذي تعبر منه القوات الامريكية نحو المطار الدولي غرب بغداد بكل سهولة لكن لم يستجاب لأسباب غير مبررة ، في حين توجيه الرئيس صدام حسين كان يقضي بعدم انفتاح اية قوة غرب نهر الفرات ، لكني كنت مضطراً لتجاوز هذا التوجيه ، إذ دفعنا عدداً كبيرا من الدوريات  القتالية واللواء الالي / 14 من فرقة المدينة المنورة نحو كربلاء غرب الفرات ، وكذلك دفعنا اللواء /11 من فرقة نبو خذ نصر عبر منطقة الهندية وهذا اقصى ما يمكن التصرف بمساحة فيلقي البالغة 40 الف كم مربع ، وبالطبع يمكن للقوات الامريكية  الحركة خارج تأثير اسلحتنا نحو الغرب بسهولة اذا ارادت تخطي الكمائن القتالية على محاور تقرب القوات الامريكية

 التماس بالعدو على جميع المحاور

معركة الكفل

قبل نهاية الاسبوع الاول من المعركة استطاع الأمريكان الوصول الى جسر الكفل (( الكفل مدينه يقع فيها قبر النبي ذو الكفل وهو احد أنبياء اسرائيل خلال السبي البابلي )) وكان هذا الجسر مهم جداَ وقد اعد  للتخريب لكن نتيجة بعض الاخطاء لم يخرب الجسر مما سمح للقوات الامريكية العبور للضفة الاخرى واحتلال المدينة .

يذكر الفريق الركن رعد مجيد الحمداني قائد  فيلق الفتح المبين ضمن قاطع مسؤوليته ما يأتي ( في ليلة 25 – 26 /3 / 2003 تمكن الأمريكان عبور جسر الكفل واحتلال مدينة الكفل التي كانت فرقة من جيش القدس تدافع فيها ، وقد صادف بداية الهجوم هبوب اعتا العواصف الترابية التي لم يشهدها العراق منذ خمسون عاماً ، في ذات الوقت طلب حضوري في بغداد لتدارس الموقف من قبل المشرف على الحرس الجمهوري قصي صدام حسين ، وقد التقيته ومعه رئيس اركان الحرس الجمهوري الفريق اول سيف الدين الساعة 1230 يوم 26 /3 /2003 وشرحت له الموقف مع العدو على شكل ضربات بمدافع مفردة وبغارات صغيرة  تنفذها القوات الخاصة بملابس مدنية ، وقد ذكرت له مبرراتي في تجاوز تحديدات عبور نهر الفرات وفقا لتوجيه السيد القائد العام  فاقتنع بها وسألني عن جدوى هذا الاسلوب في القتال ، قلت له هذا المتاح لمن لا يملك دفاعاً جوياً مؤثراً ناهيك عن الفارق الكبير بتقنيات التسليح ، ثم اخبرني بموافقة السيد الرئيس على مقترح الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل ، لكن دون التفريط بقوة الفيلق المعدة لمعركة بغداد ، اجبته ان شاء الله ستنجز المهمة ، ثم استدار نحو الفريق الاول سيف الدين قائلا نحن نثق بقيادة الفريق رعد الحمداني وكافة الاجراءات التي يتخذها ،وهنا كررت طلبي لنسف جسر جرف الصخر مادام العدو لايزال بعيداً عنه وهو مهيئ منذ بدء الحرب لتفجيره من قبل هندسة الفيلق ، ولكي لا يتكرر موضوع عدم نسف جسر الكفل ، فوعدني اخذ موافقة الرئيس على ذلك ، ولكن مع الاسف لم تحصل الموافقة للمرة الثانية خلال اسبوع .

من مكتب المشرف اتصلت برئيس اركان الفيلق اللواء الركن فائق مجباس لتهيئة الفوج المظلي من اللواء قوات خاصة / 3 لتنفيذ الهجوم على القوات الامريكية في مدينة الكفل وان يكتمل تحشد القوة مع الضياء الاخير هذا اليوم ، في الوقت المحدد التقيت مع جماعة استطلاع اللواء /3 قوات خاصة عند مدخل مدينة الحلة الشمالي وكاد يكون النهار ليلاً بفعل العاصفة الترابية وحتى اني استعنت بالمصباح اليدوي في تدقيق توقيت ساعتي والتعرف على جماعة اللواء وكان من الضروري جمع ادق المعلومات عن موقف مدينة الكفل والاماكن التي وصلها العدو ، بعد جهد جهيد عثرنا على مقر قيادة منطقة الفرات الاوسط والقائد السياسي البديل السيد فاضل محمود غريب مع محافظ بابل السيد ابراهيم شجاع وعدد من المسؤولين الحزبيين معهم المستشار العسكري اللواء الركن المتقاعد جواد هاشم ، وقد هالني حالة هذا المقر الذي لا يعرف دقائق الموقف لكي يتم اعداد خطة الهجوم ، اخيرا عثرنا على قائد فرقة القدس التي خسرت معركة الكفل وعدم اكتراثه واهتمامه بذلك ، اخيرا التقينا بأحد الضباط المتقاعدين القدامى اللواء الركن المتقاعد مؤيد المهدي فشرح لنا بعض تفاصيل الموقف  وطبيعة المنطقة وقدم لنا بعض النصائح التي ارتكزنا عليها في ارسال قوة الاستطلاع لاستمكان العدو والتي اجرت مهمتها بصعوبة بالغة بسبب سوء الاحوال الجوية ،مما تطلب مني تأخير الهجوم الى يوم 27 / 3 /2003 ، ولكن العاصفة لاتزال على شدتها ، بعد تكامل القوة شنت الغارة بالتوقيت المحدد لكن دون فائدة ترجى بسبب ضعف مدى الرؤيا الى الصفر مما تطلب الاقتراب اكثر مما ينبغي والاصطدام المباشر بالعدو ، وبعد 150 دقيقة من الهجوم انسحبت قوة الغارة - الفوج المظلي – تاركة خلفها ثلاث شهداء وتسع جرحى ، لقد كان رد فعل القوات الامريكية سريع وشديد ومع ذلك استطاعت القوة اصابة سبع دبابات او عجلات امريكية بالقذائف الخفيفة ، وكانت هناك حركة درع كبيرة على الجسر رافقها طائرتي هليكوبتر ولكن مدفعيتنا كانت مستمرة في قصف المنطقة ، بدوري طلبت من قيادة المنطقة استثمار الغارة ولكن دون تأكدنا من استثمارها (1) .

 

معركة الكفل

تتبع الهجوم المتزامن  على خمسة محاور الساعة 1300 يوم 30 آذار / مارس 2003

 

 

 

 

 

 

 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech