Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

حرب إحتلال العراق 2003-2017 الجزء الرابع

الفصل السادس

العقائد والاهداف السياسية العسكرية

                

ألعقيدة العسكرية الامريكية

يمكن تعريف العقيدة العسكرية   بأنها مجموعة المبادئ النظرية والاساليب ألتقليدية ، والقيم لدوله ما ، تسود خلال فترة زمنية محددة ، وهي تمثل فكرة وفلسفة استخدام القوات المسلحة في السلم من خلال الردع او الدفاع او الهجوم المسبق ، كذلك توضيح الفكر في مرحلة الحرب من حيث الاستخدام الامثل للقوات المسلحة وبما يحقق الاهداف والغايات القومية للدولة وبالتالي فان العقيدة العسكرية في مضمونها تهدف الى البقاء والرفاهية والحرية .

فلو عكسنا ذلك على العقيدة العسكرية الامريكية اولا نجد انها ترتكز على العديد من الركائز والمبادئ لتامين متطلبات الامن القومي الامريكي في حماية الامة الامريكية ومصالحها داخل وخارجة الوطن وكذلك لتامين مصالح حلفائها الاساسيين ولإحكام السيطرة على النزاعات الخارجية المؤثرة على مصالحها القومية ، كما لها القدرة على ادارة صراعين دوليين في ارجاء المعمورة وفي آن واحد ، عليه لا توجد عقيدة عسكرية واحدة للولايات المتحدة الامريكية بل عدة عقائد اهمها عقيدة القوات المشتركة ، وعقيدة القوات الجوية ، وعقيدة القوات البحرية (المارينز) (1) والعمل كفريق ضمن وزارة الدفاع ورئاسة الاركان لتحقيق اهداف الامن القومي الامريكي ،  وقد ارتكزت الاستراتيجية الامريكية العامة ( الشاملة)   في مقدمتها القدرة السياسية والتي يتم من خلالها ادارة زمام العالم والقدرة الاقتصادية حيث الاقتصاد الامريكي يمثل ثلث اقتصاد العالم والانفاق العسكري الذي يمثل 40 % من الانفاق العسكري على مستوى العالم اضافة الى  القدرة العسكرية التقليدية وغير التقليدية وهناك العديد من المجالات التي تعتمد عليها عقيدتها  العسكرية على سبيل المثال لا الحصر : -

البعد الفضائي. يعتبر هذا البعد عامل القوة الرئيسة في القدرة العسكرية الامريكية سواء في مجال الاقمار الصناعية المتطورة لتصبح اقماراً صغيرة الحجم قليلة الوزن وبأعداد كبيرة تحقق من خلالها السيطرة على اركان العالم في كل دقيقة  ، ترتبط فيما بينها بحزام من أشعة الليزر لكي تتكامل المنظومة بشكل تام ، الى جانب ذلك فان برنامج الدرع الصاروخي ألذي يعمل منذ 2006 يعتمد على البعد الفضائي سواء على الجانب المعلوماتي او السيطرة أو حمل الاسلحة نفسها ...(الفضاء الخارجي يحمل حالياً أقمار متعددة الانواع منها ، اقمار اتصالات ، واقمار تجسس للمعلومات  ، واقمار رصد على اختلاف انواعه ( طقس / مياه /بيئة /أشعة كونية ...الخ )، واقمار للملاحة GPS  المستخدم للأغراض المدنية والعسكرية وتوجيه الاسلحة الذكية من صواريخ وقنابر موجهة الى أهدافها ،كما تستخدم  في المعارك الجوية عن بعد حيث يقود الصواريخ جو – جو التي تطلقها الطائرات لتصيب طائرة اخرى معادية عن بعد عشرات الكيلومترات وبدقة عالية ، وكذلك هناك اقمار السيطرة الميدانية التي تتلقى التعليمات من شبكة الحاسب الالي الارضية لتثبيتها الى مراكز القيادة بمختلف مستوياتها ، بالإضافة الى اقمار صناعية مهمتها  الرئيسة تدمير الاقمار الصناعية المعادية او التشويش عليها وإفقادها القدرة على القيام بمهامها ، كل ذلك من خلال البعد الفضائي المتطور

 منذ  ايلول / سبتمبر 2002 بدأت تدور في الفضاء الخارجي العراقي ستة أقمار للتجسس يقودها قمر (مستي)المعروف باسم AFP731  ، وهو محمل بأجهزة ومعدات ومختبرات وزنها 15 طن ، بكلفة مليار و400 مليون دولار ، يمر باتجاه الاجواء العراقية على ارتفاع 750 كلم ليمسح العراق من الجنوب وحتى حدود تركيا في اقل من ساعة يسترق السمع والتنصت والتقاط الصور ، وهناك القمر (لا كروس 4 ) اذ يمر في الساعة 1412 من ظهر كل يوم فوق قصر الرئيس صدام حسين ببغداد ، وكذلك قمر (USA 129 ) يمر فوق العراق كل يوم عند الفجر طوال اربع ساعات فوق بغداد وضواحيها  ، لاستطلاع الاحوال العامة ، كل هذه  الاقمار لرصد  حركة صدام حسين لتحديد اماكن  تواجده  لغرض استهدافه (*) .

اقمار تجسس امريكية

 

الاقمار الصناعية الامريكية المستخدمة في حرب احتلال العراق

البعد التكنولوجي. الولايات المتحدة تعتبر أكبر دولة تستخدم التكنولوجيا ألحديثة ، يتجمع على ارضها عشرات الالاف من علماء العالم حيث يجدون المناخ المناسب لأجراء  بحوثهم العلمية وبالتالي فان حجم التكنولوجيا الامريكية لا يقارن مع دولة اخرى ،  وهي تنفق سنويا ما بين (250 -300) مليار دولار من أجل ذلك .

الاستفادة من دروسها السابقة .استفادت الولايات المتحدة من دروسها السابقة في حرب الخليج الثانية وحرب كوسوفو وعلى أثر ذلك قام البنتاجون بوضع  تصوره لأي حرب قادمة وخصصت الميزانيات الازمة لهذا الغرض مثل تطوير نظم المخابرات ، شدة وحجم التدمير المطلوب تحقيقه ، تطوير الاسلحة الذكية وزيادة دقتها  ، تطوير منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ ، سرعة أنتشار قواتها المسلحة في المناطق الحساسة من العالم ، استحداث جيل جديد متطور من الاسلحة فائقة القدرة لتحقيق  المباغتة مثل زيادة انواع الطائرات المتسللة ، وتطوير سبل نقل المعلومات والقيادة والسيطرة ، أعداد وتامين مسارح العمليات وتطوير تسهيلات  نقل القوات بعد انتخاب مواقع منتخبة من العالم كخطوة للإسراع في  الحشد العسكري ، العمل كفريق مشترك واحد يبدأ من القيادة العليا في واشنطن وحتى آمر الحضيرة والفصيل في الميدان ، ومن الدروس المهمة التي أفرزتها تجاربهم السابقة ضرورة ان يكون  قاده تشكيلات وآمري وحدات في اعلى مستوى من الكفاءة  ، فهؤلاء هم الذين يكسبون الحرب والاسلحة الجديدة تتطلب أفراداً مدربين وعقائد قتالية صحيحة كزيادة الكفاءة والفعاليات المهنية لهم ، ، امكانية التنبؤ متى وأين سنشب الصراع المسلح اعتماد نظام القيادة والسيطرة   ( C4  ) بدلا من( C 3  ) ، واستخدامات الاسلحة الذكية التي وصلت دقتها الى اكثر من 70% في حرب الخليج الثانية ، اضافة الى تطبيق اساليب متقدمة في العقيدة القتالية ، بالإضافة الى اختصار مدة الحشد من خلال التواجد المسبق للقوات الامريكية في المنطقة وغير ذلك .

منظومة القيادة والسيطرة المستخدمة في الحرب على العراق 2003  (*)

تبني نظرية التحالف الدولي في مواجهة قوة مناوئة . وهي نظرية استراتيجية تهدف الولايات المتحدة من خلالها حشد جهود عدة دول في المواجهة المحتملة ، بحيث تكون القوة الامريكية هي الفاعلة والاساسية في الصراع ، ويتحقق ذلك من خلال ما تمتلكه من قدرات تنفرد بها عن باقي الدول ، ومن جراء ذلك تضمن الولايات المتحدة الشرعية الدولية للصراع .

فرض هيمنتها على الامم المتحدة وتسخيرها لتحقيق اهدافها . فالأمم المتحدة كجهاز رئيسي على مستوى العالم قادر على اصدار قرارات ملزمة ( بموجب البند السابع ) كذلك لها آلياتها التي يمكن استخدامها في تحقيق الشرعية الدولية للضربة العسكرية التي توجهها الى العراق . والولايات المتحدة بسطت سيطرتها على الامم المتحدة في اعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي ، وانتهاء الحرب الباردة التي كان يتنافس بها القطبان داخل الامم المتحدة ولكل منهما حق الفيتو الذي يستخدمه ضد الاخر ,وكانت تجربتها الرائدة الاولى لهذه السيطرة هي في حرب عاصفة الصحراء في اعقاب الغزو العراقي للكويت  في 2 آب (أغسطس)1991  حيث صدر القرار 660 من مجلس الامن  في نفس اليوم اعقبه 17 قرار ملزم تم ايقاع  الهزيمة بالعراق ثم فرض الحظر والحصار عليه ، وفي الصراع السياسي الذي سبق حرب الخليج الثالثة والذي وقفت فيه كل من فرنسا وروسيا والمانيا والصين في مواجهة الولايات المتحدة وبريطانيا واسبانيا , فالولايات المتحدة استنت مبدئ جديداً هو امكان عزل الامم المتحدة او تحجيم دورها في حالة معارضتها لأهداف امريكية تريد تحقيقها ، عليه فان الولايات المتحدة استبدت القوة والقدرة العسكرية والسياسية كأمر واقع مكان الشرعية الدولية متحدية الدول المعترضة على الحرب .

أن القوة ذات طبيعة متحركة ونشطة ودائماً ما تؤدي الى التغيير ويجب أن تكون القيادة حريصة على اختيار الوقت المناسب لتحقيق هذا التغيير حتى لا تفقد القوة قدرتها على الحركة بأسلوب سليم ،  كما ان حجم القوة التي تستخدم يمكن تزداد او تنقص طبقاً للمتغيرات ، ولكن لابد من وجودها في كل الاحوال سواء القوة الشاملة  او من خلال الانتشار على مستوى العالم .

لقد وضح جلياً ان الولايات المتحدة الامريكية لا تراهن على القوات البرية بصورة خاصة كما راهن عليها العراق في حرب عاصفة الصحراء 1991 بعد ان حشد (500000) جندي على الحدود الكويتية السعودية نزولا الى العمق الكويتي وقد  استطاعت القوات الجوية الامريكية في مدى 39 يوماً انهاك  هذه القوات قبل هجوم قواتها البرية ومع ذلك قاتلت القوات البرية العراقية رغم كل ذلك بشكل لم يكن متوقعاً وكان لها ان تحقق نتائج جيدة  ، ولكن قرار انسحابها الغير مدروس وموفق  عشية الهجوم البري الامريكي وتنقلها في العراء ادى الى تكبيدها  خسائر جسيمة ولو بقيت في مكانها ودافعت لكانت النتائج مختلفة حتماً ،على اية حال كانت  النتيجة النهائية القضاء  عليها في غضون ثلاثة ايام   ، ناهيك عن استهداف البنية التحتية العراقية على المستوى الاستراتيجي ، وقد كررت القيادة العراقية خطئها في المراهنة على القوات البرية في حرب الخليج الثالثة لكنها مضطرة هذه المرة لكون باقي اسلحتها أما معطلة تماماً او خارجة عن الخدمة أو منهكة بسبب الحصار الشامل.

 بقي ان نعرف ان العقيدة العسكرية الامريكية قد تغيرت بشكل جذري بعد 11 ايلول /سبتمبر 2001  تبعاً لتبدل  استراتيجيتها العامة وتحولت من الردع الذي كانت تلوح به ، الى التنفيذ المباشر باستخدام القوات المتفوقة بل أصبحت امريكا تلوح بذلك لكل دول العالم ، وقامت بتوزيع قواتها في معظم دولها  ومنها دول الخليج العربي الذي أصبح وجودها دائمي فيه ، ولوحت ان أمريكا أصبح لها الحق بتوجيه ضربة وقائية لأي دوله تشعر بانها تهدد الامن القومي الامريكي . في عام 2002 نشرت وثيقة اسمتها (استراتيجية الامن القومي للولايات المتحدة ) اكدت بشكل خاص بمكافحة الارهاب ، وتؤكد على ضرورة العمل مع الاخرين ، وتقوية التحالفات لدحر الارهاب العالمي ، ومنع الاعداء من تهديد الولايات المتحدة وحلفائها بأسلحة الدمار الشامل ، استندت على فكرة الاستعداد للقيام بأعمال استباقية ضد الاعداء المحتملين وتدمير الخطر قبل وصوله الى الحدود الامريكية ، وفي الوقت الذي ستحاول فيه امريكا حشد الدعم الدولي فأنها لن تتردد في العمل منفرداً اذا دعت الضرورة لذلك  (1) .

ألعقيدة العسكرية العراقية

أعتمد العراق العقيدة الغربية منذ تشكيل الجيش العراقي  الا انه اجري بعض التعديلات البسيطة  عليها بعد  نمو علاقاته  السياسية والعسكرية مع الاتحاد السوفيتي السابق واتساع نطاق التعاون العسكري بعد عام 1967  لكنه لم يستغني عن عقيدته الغربية و بقي متمسكاً بها رغم تنوع تسليحه ما بين الشرقي والغربي ، اتسم الاطار العام للعقيد العسكرية العراقية  بانها تهدف   الى عدوا مشترك رئيسي واحد مع الدول العربية  هو الكيان الصهيوني الا ان  المتغيرات السياسة والسياسية  العسكرية العراقية نتيجة  التهديدات الايرانية المستمرة وتحالفاتها مع إسرائيل ومجموعات (البيشمركة) في شمال العراق  للنيل من النمو والتطور في كافة مستويات الدولة  العراقية  الواضح بعد ثورة تموز/يوليو 1968 جعل من عقيدته  تنهج نهجاً مختلفاً اخرجها قليلا  عن أطارها العلمي الدقيق وأصبحت  ترتكز على ما افرزته  العقيدتين الغربية والشرقية جاعلا  من المعارك الفاصلة في التاريخ العربي الاسلامي والدروس المستفادة من الحروب والصراعات التي خاضها الجيش العراقي عبر سفر تاريخه الطويل دليلا له في عقيدته  ثم أضيف لها في الثمانينات توجيهات  ورؤى السيد الرئيس صدام حسين و مدى استقراءه  للأحداث الداخلية والخارجية ثم أضيف اليها العقيدة السياسية والأيديولوجية  لحزب البعث العربي الاشتراكي وركزت العقيدة العسكرية في هذه الفترة  ان هناك عدو رئيسي هو اسرائيل وعدو ثانوي هو ايران  وعلى العراق ان يضع باعتباراته التسليحية هذا الاساس  ، ولكن  تأثرت ركائز هذه العقيدة بشده بعد احتلال العراق للكويت وأخرجها من أطارها القومي الذي انتهجته في عقيدتها  نتيجة  تفرد الرئيس صدام حسين  باتخاذ قرار الاحتلال وحُجمت  تقريباً بعد عاصفة الصحراء 1991 بسبب تقلص حجم القوات المسلحة عموماً بدرجة كبيرة جداً ، واصبحت العقيدة  دفاعية محدودة الابعاد  تجاه عدو واحد هو ايران وبالحدود الدنيا للدفاع .

 لقد أصبح العراق منكفئاً على نفسه ومعزولا بشكل تام عن المحيط الدولي  والعربي  بعد ان فرض عليه حصار شامل وحظر جوي قاسي أعاده الى نقطة البداية تقريباً  مما تطلب منه أعادة بناء قوى الدولة الرئيسة منها القوة العسكرية في ظل تطورات دولية ليست في صالحه تحت ظروف الحصار الشامل وبقدراته وامكانياته الذاتية المتاحة ، بعد ان تقلص دور الصناعة العسكرية سواء نتيجة تدميرها او عدم الحصول على الخامات المطلوبة للتصنيع العسكري ، وأصبح العراق يسعى الى توفير لقمة العيش فقط لمواطنيه ،  بصراحه  انتكست  العقيدة العسكرية  واخرجت من اطارها ومفهومها العلمي  بعد ان أخل بأهم مبادئها التي درجت عليها القيادة العراقية   وهي عدم الاخذ  بدروسها المعاصرة  من حربي ايران والكويت  سياسيا وعسكريا  وبات  الجيش العراقي تتلقفه المزاجيات والتنبؤات السياسية خارج اطر مفهوم العقيدة العسكرية اي يمكن القول انتهج العراق فكراً سياسياً عسكرياً خارج أطر فن   الحرب بدل العقيدة العسكرية التي اعتدنا عليها في القوات المسلحة بتحديد الاهداف وفقا للإمكانيات المتاحة  في مواجهة العقيدة العسكرية الامريكية  المتطورة  بعد عاصفة الصحراء 1991 ، اما الحلول التي ظهرت لمعالجة  بعض اشكاليات  العقيدة العسكرية العراقية فقد  اعتمدت القيادة السياسية والعسكرية  حلول ترقيعيه لما متيسر من الاجهزة والمعدات العسكرية بالإضافة الى مبدئ مضاعفات القوه (power multi  player ) ، واسست على ذلك التخطيط لاستحداث تشكيلات عسكرية تعتمد مبدا القتال الفردي بالأسلحة الخفيفة (والذي يعتبر آخر ما تلجا اليه القوات الامريكية في عقيدتها اضطرارا) ، مثل استحداث عدد من التشكيلات العسكرية مثل  جيش القدس وجيش فدائيو صدام وجيش مقاتلي حزب البعث العربي الاشتراكي وكلهم من المتطوعين المدنيين تم أدخالهم دورات بسيطة على استخدام الاسلحة الخفيفة وأساليب  القتال عن قرب وبطبيعة الحال هذا مبدأ يحتاج الى تدريب عنيف وقوة بدنية عالية لم تتوفر لدى هؤلاء المتطوعين اللهم سوى لدى جيش فدائيو صدام فقط , وقد أعتمد هذا المبدأ في  صنوف القوات المسلحة  الاخرى وأصبح الفكر العسكري يعتمد  الكم بدلا من الكيف ،  ولطول فترة  الحصار  الشامل تقادمت أسلحة القوة الجوية والقوة البحرية  وطيران الجيش واعتبرت خارج الاستخدام القتالي ، شاركهم في ذلك الدفاع الجوي ولكن بمعدلات كفاءة قليلة في مواجهة القوات الجوية الامريكية ، عليه فان العقيدة العسكرية او الاستراتيجية العسكرية باتت عاجزة في تحقيق هدف منع احتلال العراق ، ميزان القوى بعيد كل البعد عن المقارنة بين الطرفين العراقي والامريكي والبريطاني ، ثم الانخفاض الحاد بالمعنويات العامة للمقاتلين العراقيين التي كانت تطمح بعد الانسحاب من  الكويت العيش بأمان وسلام  بدد كل ذلك بعد الاعلان المباشر للقيادة السياسية العراقية بقبول المعركة الحاسمة في العاصمة بغداد ، كل هذا وغيره مثل  العوامل الجيو استراتيجية التي تتعلق بموقع العراق من أتساع لجبهات القتال واعتبار العراق دولة شبه مغلقة من جهة البحر ( 40 ) كلم تتحكم به الكويت أضافة ان حدود العراق تجاه ستة دول لا تعتبر آمنه بل ان متطلبات تأمينها يستنزف قدرات العراق العسكرية والاقتصادية والبشرية فالعلاقة  مع أيران يشوبها ألحذر والتذبذب باستمرار والثقة بينهما مفقودة  واذا كان هناك هدوء سياسي فان تحركات القوى المناهضة للنظام العراقي التي تأتي من أيران تتطلب إجراءات أمنية صارمة ، والحدود مع تركيا أشد صعوبة وتأثيرا من ذي قبل نظراً للحماية التي تفرضها الولايات المتحدة للقيادات الكردية المناهضة  للنظام العراقي أدى الى تواجد تركي دائم  بما يسمى بالمنطقة العازلة  تجاه تهديدات حزب العمال الكردستاني  اما في الجنوب حيث التواجد الامريكي في دول الخليج   الذي يشعر العراق بانها سوف تستخدم كقواعد  للهجوم  ضده في اي وقت , اما الحدود السورية والسعودية والاردنية  فهذه تتطلب اجراءات أمن لتثبيت أوضاعها كي يتفرغ العراق لتامين الجبهات الثلاثة الاخرى .

استنتاج

نستنتج من تحليلنا لبعض جوانب العقيدة  العسكرية الامريكية والعراقية  ان توازن القوى  ما بين الاطراف المتحاربة لم يكن محققاً على اي مستوى من مستويات الدفاع الوطني استراتيجيا او تعبوياً او تكتيكياً وكان الرئيس بوش  يلوح بالنصر من مبدأ قوة ومن مرتكزات عملية  بينما القيادة السياسية  العراقية لم تأخذ على الاقل بعقيدتها العسكرية التي ارتضتها وعملت بها كما انها لم تلتزم  بمفاهيم   واسس ومبادئ الحرب والعلم العسكري وفن الحرب لكنها كانت تتفاءل بالنصر دون مرتكزات علمية بل من خلال الشعارات والخطب الحماسية وتهزئ بالعدو  وكأنها ضامنة للنصر ولا أعلم على اي مبدئ ارتكزت في ذلك على الرغم اجريت العديد من الدراسات وتقادير الموقف الاستراتيجية على مستوى جامعة البكر للدراسات العسكرية والاستراتيجية العليا وعلى مستوى العديد من اللجان والمؤتمرات التي توضح مستوى قدرات العراق العسكرية ونسب تفوق القوات الامريكية التي جاوزت 1 :50 لصالحها دون الاستفادة منها بل على العكس أتهمت هذه اللجان ومعدي الدراسات آنفاً بالضعف وتقليل المعنويات  والتحسب المبالغ به من القوات الامريكية وعليه يمكن رصد بعض العوامل الرئيسة  التي ادت الى سرعة  انهيار الجيش اهمها ان الجيش العراقي يخوض منذ 23 عام  حروب اتعبته واخرجته عن الاطر العلمية التي انتهجها في معاركه السابقة أدى الى  تذمر أفراده وانخفاض روحهم المعنوية ، ثم  أحجام التطوع الى صفوفه  من قبل ابناء الشعب بدرجة الصفر بعد العام 1991 ادى  ذلك الى اعتماده على المكلفين والمتطوعين القدامى ،  ولم تحاول القيادة السياسية الاستفادة من الدروس المستنبطة من حرب الخليج الثانية رغم مناقشتها على مستوى القيادة العامة للقوات المسلحة واعتراف القائد العام بصورة غير مباشرة بخطأ  احتلال الكويت لاحقاً وسيسعى الى رفاهية الشعب العراقي بعد ما اصابه من حيف نتيجة لذلك ،  اعتماد على آراء  بعض  القادة السياسيين المدنيين تحديداً دون  العسكريين والاخذ بها في البعض من القرارات المهمة ، فوضى الجيوش المستحدثة كلا يعمل على شاكلته دون توحيد جهودها تحت فكرة قتالية واحدة ،  كل هذه العوامل احدثت  انتكاسة في القوات  المسلحة سببها  القيادات السياسية  ولا علاقة للقوات المسلحة اي دور فيها الا انها التزمت بتنفيذ اوامرها  . 

الهدف الحقيقي للحرب من وجهة نظر السياسة الامريكية

مما تقدم يمكن تحديد الهدف الحقيقي للحرب من وجهة نظر سياسة الولايات  المتحدة الامريكية و التي ابعادها تجاوزت  العراق منها :-

•        تأكيد سيطرة الولايات المتحدة الامريكية  على النظام العالمي الجديد وصياغة مبادئه لضمان سلامتها وأمنها .

•        احتلال العراق عسكريا وتدمير قواته المسلحة باستخدام الحد الادنى من القوات وباقل الكلف .

•        تدمير دولة العراق الحديثة التي انشات عام 1920 ، واعادة بناء دولة العراق بنظام سياسي اتحادي ديمقراطي على ضوء تصنيف اثني وديني بالارتكاز على آراء وفتاوى واكاذيب  ما يدعى بقوى المعارضة العراقية في الخارج ، الهدف من ذلك انهاء  قدرات  العراق على تهديد امن اسرائيل والمصالح الامريكية في المنطقة

•        جعل العراق نموذجاً سياسياً لإعادة رسم جغرافية سياسية للمنطقة العربية بما يخدم مشروع الشرق الاوسط الجديد .

•        تأكيد السيطرة على المنطقة وما حولها حيث العراق يشكل منطقة استراتيجية مفصلية هامة تربط ما بين دول الخليج وتركيا وإيران وهو الأقرب الى دول آسيا الوسطى ويمتلك الحدود البرية الهامة مع أيران وسوريا اللتين يجب احتوائهما ، اي ان التواجد في العراق يعتبر حلقة السيطرة على الشرق الاوسط والاقصى .

•        النفط العراقي يمثل 11% من حجم النفط العالمي وسيطرة الولايات المتحدة عليه يعني التحكم في النفط ألعالمي تحت ظل النظام العالمي الجديد الى جانب السيطرة ألسياسية والعسكرية.

•          أن انتصار الولايات المتحدة في العراق يعني انتصارها على القوى العالمية التي تحاول ان تجد لها مكاناً في قمة النظام العالمي ألجديد كالاتحاد الاوربي وروسيا والصين .

•        الإطاحة بالشرعية الدولية من خلال تهميش دور مجلس الامن وتجاوزه كما حدث في حرب الخليج الثالثة .

•        الاكتفاء بتحالف محدود عوضاً عن تحالف دولي كبير كما حصل في حرب الخليج الثانية .

•        أشعار المواطن الأمريكي خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001 ان الولايات المتحدة قوية وقادرة على تحقيق ألنصر في اي مكان بالعالم وحماية أمنه وان  أية قوة تناهضها ينبغي تدميرها .

استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ( ألعقيدة القتالية )

 بعد أحداث سبتمبر 2001 استحدثت  الولايات المتحدة  استراتيجية جديد تتيح لها الهيمنة على العالم واطلقت عليها ( استراتيجية  الهيمنة ألسريعة )التي طبقتها في حرب الخليج الثالثة (2003)  ضد العراق وهذه الاستراتيجية ترتكز على ثلاث مرتكزات  :-

•        ان تكون عملية احتلال العراق ومدة الحرب للحد الادنى وباقل التكاليف .

•        إنهاك وتدمير القدرات العسكرية العراقية ، بالاستخدام الامثل للقوة النارية للقوات الجوية بالاستفادة لعدم توفر قوة جوية عراقية ومنظومة دفاع جوي فعالة .

•        الاستثمار الامثل لقدرات القوات المحمولة جوا والقوات الخاصة .

•        احتلال بغداد الهدف الاستراتيجي الخطير بأسرع ما يمكن لا سقاط النظام السياسي العراقي .

•        المحافظة على مؤسسات ومصادر الطاقة البترولية العراقية سالمة .

•        تحطيم أرادة العدو وايصال رسائل للأخرين  بعدم الدخول في صراع معها.

•        تحقيق نصر عسكري وسياسي يرتكز على تدمير ألاله العسكرية للعدو والاطاحة بالنظام أذا لم يستجب للمطالب الامريكية .

•        فرض سيطرتها على كامل أرجاء الدولة وانشاء نظام بديل تابع للولايات المتحدة ينفذ توجيهاتها وقراراتها وتطلعاتها الاستراتيجية والتعبوية  ثم أعادة بناء الدولة وتأسيسها وفق النموذج الامريكي وربطها بمناطق النفوذ الامريكية .

الخيارات العسكرية الامريكية لاحتلال العراق  (1)

الخيار الاستراتيجي الاول . حشد القوات البرية الامريكية والحليفة في دولة الكويت ،للاندفاع نحو جنوب العراق اولا واحتلال مدينة البصرة الاستراتيجية وتدمير القوات العراقية المدافعة فيها ثم مواصلة التقدم لتدمير القوات العراقية المدافعة على محاور التقدم الرئيسة الاتية ( الاول ، محور الفرات المحاذي لنهر الفرات ، الثاني محور دجلة المحاذي لنهر دجلة ، الثالث ،المحور الوسطي ، ثم تطويق العاصمة بغداد واحتلالها ، ثم التقدم شمالاً بالتعاون مع قوات المعارضة التي ستعزز بقوة كبيرة من القوات المحمولة جواً لإكمال احتلال العراق .

اهم الفوائد لهذا الخيار ، تامين جيد للقيادة والسيطرة والقدرة على تامين دورة عمليات فعالة بين سلسلة المعارك والمناورة لتوفير العدد الكافي من القوات ، اما المساوئ ، ترك الكثير من القوات العراقية شمال بغداد خارج التماس خارج التماس القتالي مما يعطيها حرية حركة واسعة لعمليات الهجوم المقابل وتوفير الاحتياط .

الخيار الاستراتيجي الثاني . حشد الجهد الرئيس للقوات الامريكية والحليفة في الكويت والثانوي في تركيا ثم الاندفاع نحو العاصمة بغداد على الطرق الرئيسة المؤدية لها ، اهم فوائد هذا المسلك هو تثبيت معظم القوات العراقية ومنعها من حرية الحركة والتصرف ، اما المساوئ فهي صعوبة القيادة والسيطرة وقلة الاحتياط .

الخيار الاستراتيجي الثالث . الحشد الرئيس للقوات الامريكية والحليفة في الكويت والجهد الثانوي في المملكة الاردنية الهاشمية ، ثم التقدم على الطرق الرئيسة نحو العاصمة بغداد لاحتلالها ومن ثم التقدم شمالا لإكمال احتلال العراق ، اهم ميزات هذا المسلك ،سهولة القيادة والسيطرة وسرعة التقدم ، المساوئ هي ترك القوات العراقية شمال العراق بحرية عمل كافية للتأثير على سير المعارك نحو بغداد .

الخيار الاستراتيجي الرابع . الحشد المتوازن للقوات الامريكية والحليفة في كل من تركيا والاردن ، ثم الاندفاع نحو العاصمة لتطويقها ، والتعويل على القوات الخاصة والطابور الخامس من المعارضة ومتطوعي العشائر بأسناد جوي كبير في مهاجمة الاهداف السياسية والاستراتيجية داخل العاصمة بغداد ولحين اكمال احتلالها من قبل القوات المطوقة لبغداد .

مما تقدم نفذت القيادة الامريكية حربها على العراق استراتيجية الصدمة والترويع وملخصها استخدام كم هائل من الضربات  ألجوية والصاروخية يصاحبها هجوم بري وبحري شامل من جميع ا لاتجاهات يتزامن مع حرب نفسية واعلامية تدار بأسلوب علمي متقدم ، وقد طبقت  استراتيجيتها هذه بعد حشد مكثف لقواتها في أراضي ثمان دول في منطقة الخليج والاردن وتركيا  باستغلال 30 قاعدة جوية حشدت فيها أكثر من 1000 طائرة مقاتلة باستغلال البحار والمحيطات في الشرق الاوسط بحشد 6 حاملات طائرات وأكثر من 59 سفينة أخرى مرافقة لها  و12 سفينه تحمل وسائل أطلاق صواريخ (كروز ) أضافه الى ملئ الفضاء الخارجي بالعديد من الاقمار الصناعية ( حوالي 33 قمر اصطناعيا للتجسس وأقمار خاصة بالملاحة الجوية والبحرية والارضية وتنظيم أتجاه الصواريخ  الجوالة وغير ذلك .

اسس استخدام القوة من وجهة نظر الفكر العسكري العراقي 

اكتسبت القوات المسلحة العراقية خبرة جيدة من خلال ممارستها للحرب النظامية داخل وخارج العراق فهي ساهمت منذ الحرب العربية الاسرائيلية عام 1948 وحتى عام 1973 في مصر وسوريا والاردن بالإضافة لمشاركتها في الحرب العراقية الايرانية الطويلة والمكلفة ، وفي قتال قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، ولحين الحرب الاخيرة 2003 ، ولكن المشكلة قد تكمن في صعوبة توظيف تلك الخبرات بالشكل المطلوب لا سباب عديدة ، اهمها ضعف الثقافة العسكرية الاختصاصية والعامة لمعظم الضباط الامرين والقادة على السواء (اقصد عدم وجود ارضية مشتركة ما بين الرئاسات العليا والوسطية في اساليب اتخاذ القرار )، ثم هيمنة السلوك القبلي على الحسابات الفنية العسكرية ، والاخطر منها الطبيعة السياسية المهيمنة على نمط التفكير والسلوك للقيادات العسكرية العليا ،ادى بالتالي الى شدة خضوعها للقرار السياسي دون ادراك للنتائج الخطيرة التي تؤدي الى نتائج غير مقبولة همها إثبات الولاء لرئيس الدولة القائد العام للقوات المسلحة التي تبنى قراراته على الافتراضات البعيدة عن النمط العلمي والسياسي العسكري الاستراتيجي المتعارف عليه في الدراسات الاكاديمية والمهنية (1)، انعكس ذلك معنوياً للقيادات العسكرية لمختلف مستوياتها وبات قرار رئيس الدولة هو الحَكم والفصل دون مناقشته من قبل القيادات الاخرى على سبيل المجاملة الغير مقبولة ان صح التعبير،  وعليه وكما اشرت آنفاً  لم تكن لدى القيادات السياسية العراقية بعد الانتهاء من الصفحة القتالية  و الانسحاب من الكويت في 25 شباط (فبراير )1991 عقيدة عسكرية  واضحة المعالم أو  السعي الى تطوير عقيدتها السابقة  بما يتماشى مع مفرزات الاوضاع الجديدة أهمها الحصار الشامل والحضر الجوي وانخفاض ميزان القوى بشدة واعتماد الكم على الكيف .

الاستحضارات

خطط الاركان العامة

اعدت وزارة الدفاع العراقية بواسطة رئاسة الاركان – دائرة العمليات دراسات وتقادير موقف وتمارين وخطط عديدة منذ عام 1991 ومن وقت لأخر يعاد تقييمها وفقاً لمتغيرات المواقف السياسية والعسكرية والتهديدات المحتملة ،وبعد مناقشتها من قبل الوزارة ترفع الى القيادة العامة للقوات المسلحة للمصادقة عليها ، وقد قامت وزارة الدفاع ( دون جيش الحرس الجمهوري والخاص وعذرهم لعدم كشف خططهم وكأننا لسنا جيش واحد وخططه مشتركة )  .

جرى تنفيذ اربع تمارين لتطبق الخطط (على شكل لعبة حرب ) للفترة 18 / 3 / 2002 – 15 / 4 / 2002 بدايةً  من البصرة لقيادة المنطقة الجنوبية ، والمنطقة الشمالية في كركوك في مقر الفيلق الاول ، ومنطقة الفرات الاوسط في النجف ، وفي بغداد والانبار وديالى وصلاح الدين والقطعات العسكرية للفيلق الثاني وقوات الحدود ومع الاسف لم نتطرق الى خطة الدفاع عن بغداد لا نها من مسؤولية الحرس الجمهوري ولا نعلم كيف سيدافع الحرس وماهي الخطة التي اعدها لان غير مسموح لوزارة الدفاع الاطلاع عليها لجوانب امنية ( وهذا طبعاً تفكير امني ضيق وأحد عيوب التخطيط الاستراتيجي لحرب غير متوازنة  استهدفت الخطط  ما يلي (1):

•        التعاون والتنسيق ما بين القيادات الميدانية والادارية والحزبية .

•        تحديد اهم مسالك ومحاور تقرب العدو المحتملة للأراضي العراقية .

•        سياق مجابهة العدو في المناطق النائية في الجنوب والغرب والشمال .

•        الاسلحة والمعدات التي يجب حشدها في تلك المحاور للتأثير على العدو.

•        الحفر والخندق والمناورة بالقطعات تحت ظروف السيادة الجوية المطلقة .

•        التخريبات وحرمان الطرق وزرع الالغام على المحاور الرئيسة.

•        اسس واساليب الدفاع عن المدن والتأكيد على القتالات الخاصة وحرب المدن .

•        المتعلقات الخاصة بالأمور الادارية .

•        ركزت الخطط  على افضل الاساليب لاستثمار الشعب لقتال العدو على شكل حرب عصابات في المناطق البعيدة والنائية وكذلك على محاور تقدم العدو الرئيسة ، على ان يجري تنظيمها من قبل الحزب

•        كما ركزت على القطعات العسكرية خاصة المشاة كل ضمن قاطع مسؤوليته وسياق التنسيق مع القطعات القريبة منه ، وعلى الاجنحة للتأثير على العدو واستهداف اجنحته ومؤخرته على شكل غارات بمجاميع صغيرة بمستوى الحضيرة والفصيل والسرية ( على ضوء ذلك اثناء القتال ارسلنا فوج قوات خاصة من موارد وزارة الدفاع انفتح بمجاميع صغيرة على جانبي محور البصرة – الناصرية وتمكن من ايقاف الرتل الامريكي قرب ام غنيج واوقع فيهم خسائر وكان يرتدي الزي المحلي وسلاحهم القاذفات .

•        الاحتفاظ بالدرع ملاصقاً للمدن ،حتى لا تكون اهداف واضحة للغزاة وتستخدم لرمي النيران المباشرة وغير المباشرة ثم تغيير موقعها ، واكدنا عدم خروج تنظيمات الحزب لمجابهة العدو في مناطق مكشوفة او صحراوية ، سياقات زرع الالغام والتخريبات على المحاور الرئيسة وخاصة قرب الحدود في مناطق منتخبة او في العمق قبل الغزو بثلاث اشهر .

•        ركزت الخطط على الجوانب الادارية والتكديس وتامين مواد تموين القتال ( عتاد ، ارزاق، وقود ) .

•        من اهم فرضيات الخطط  هي كيف ندافع عن المدن الرئيسة ( بغداد ، البصرة ، الناصرية، كركوك ، الموصل ، النجف الاشرف وماهوا دور القطعات العسكرية في هذا الواجب ،على ان يكون واجب الحزب مقاتلة العدو داخل هذه المدن ( وقد اشار السيد رئيس الجمهورية حول هذه الفرضية بان بغداد وضعت لها خطة للدفاع عنها من قبل الحرس الجمهوري ولا علاقة لكم بذلك )  1 .

على العموم أعتمد العراق فيما قد نطلق عليه في  الفكر السياسي او الاستراتيجي  الجديد الذي طبقته  في حرب الخليج الثالثة على استراتيجية  دفاعية بحتة  تأسست على أمكانية التصدي لقوات التحالف أذا ما اقدمت الولايات المتحدة تنفيذ تهديداتها للعراق ويمكن تلخيص هذه الاستراتيجية على التالي :-

•        أحباط نوايا العدو من خلال كسب جولات سياسية وخلق راي عام عالمي مناهض للحرب وأرباك الدور الامريكي وربما  قد يثنيه عن نية الحرب أو يؤجلها على الاقل .

•          في حالة أصرار الولايات المتحدة على شن الحرب فان الخطة  الدفاعية العراقية ستركز على حماية النظام السياسي اولا ثم استدراج  القوات الامريكية للقتال في المدن بغرض تكبيدها  خسائر كبيرة مما قد يضطرها الى طلب وقف القتال والدخول في مفاوضات سياسية ويعتبر ذلك نصراً عسكرياَ للعراق .

•          في حالة نجاح القوات الامريكية / البريطانية احتلال العراق فان كوادر النظام تنسحب وتختفي لا عادة تنظيمها و العمل على شن  حرب شعبية تتكبد القوات المعادية فيها خسائر جسيمة ولكن دون ان تخطط  لذلك مسبقاً مما ادى الى بعثرت القوات المسلحة دون ان تهتدي الى حل ينقذها من هذا التبعثر .

 الخطة الاستراتيجية الدفاعية العراقية 

 نتيجة لعدم إعطاء الاهتمام الكافي لتقدير الموقف السياسي العسكري (الاستراتيجي) في بناء الخطة الدفاعية الاستراتيجية فقد ارتكبت القيادة السياسية ألعراقية الأخطاء التالية ( من وجهة نظر مهنية ) :-

•        ترك المبادأة  بيد الجانب  الامريكي  أكثر مما ينبغي ليكون هو الفاعل دائماً وعلى جميع المستويات ومنها الحرب النفسية دون أتخاذ إجراءات مضادة مناسبة مثال ذلك الانصياع لمطالب فرق التفتيش وتدمير حوالي 65 صاروخ ارض/ارض وفق المواصفات ألمسموح بها والمقررة من قبل الامم المتحدة كان يمكن الاستفادة منها في المرحلة الاولى للحرب ، ثم السعي وراء ضغوط فرنسا وألمانيا والصين وروسيا  في مجلس الامن أملا لا يقاف او  تأجيل الحرب , وعدم السعي لتكوين تحالف يجابه التحالف الامريكي /البريطاني ، لقد أصبح الحال مؤلم والعراق لا يتحرك على اية جهة ممكن أن تقف الى جانبه سياسيا على الاقل لإخراجه من عزلته بل أصبح ينتظر الهجوم الامريكي دون رد فعل كالمبادرة مثلا  بشن هجوم مباغت  ضد الجانب الامريكي على حشوده في العراء شمال الكويت يكبده خسائر كبيرة  .

•        الخلط ما بين استراتيجية الدفاع عن الدولة ضد غزوا محتمل و بين الدفاع عن النظام السياسي لذلك عندما أهتز النظام فشلت الخطة .

•        اعتماد الكم وليس الكيف اضطرارا ثم الرهان على معركة القوات البرية بالتعاون مع القوات شبه العسكرية  الا خرى وليس  الاسلحة المشتركة لعدم تيسرها في حقيقة الامر وعدم الاعتبار لدروس عاصفة الصحراء (حرب الخليج الثانية ).

•        القيادة والسيطرة في كل مستوياتها كانت مشلولة تماماً منذ  مرحلة الاستحضارات   ولم يحسب لها أي حساب وكل الجيوش والتنظيمات تعمل وفق تصورها الخاص  للمعركة دون خطة مشتركة توحدها (تعددت القيادات واختلطت سلسلة الاوامر والتوجيهات ) ادت الى انتكاسه خطيرة شعرت بها القيادات السياسية بعد بدء العدوان بوقت قصير  دون أمكان  تصحيح مسارها ، ادناه أهم النقاط البارزة في هذا الصدد : -

v    كان التلاحم المصيري بين الشعب والقيادة السياسية  جيد قبل بدء الحرب لكنه تلاشى عند بدئها  ، بل حتى قادة المناطق الجغرافية الاربعة ( سيرد ذكرها لاحقاً )التي يقودها قادة سياسيين من حزب البعث لم نسمع ولم نشاهد لهم أثر في أتخاذ أي قرار عسكري حاسم  رغم توليهم مسؤولية التصرف بقوات الجيش النظامي  والحرس الجمهوري والخاص والقوات شبه العسكرية  بأسلوب اللامركزية  (لانهم غير مؤهلين لهذا الغرض )    .

v    أرباك شديد لدى القيادات السياسية التي طبلت للحرب اكثر من القادة العسكريين وحملت مسؤولية ادارتها وبدت  واثقه من خسارتهم بالمعركة أنعكس ذلك على سلسلة القيادات العسكرية الميدانية التي تنتظر منهم تلقي الاوامر ، فمثلا في 8/ 4 / 2003 نجد قائد المنطقة الجنوبية الفريق الاول الركن علي حسن  المجيد وصل سالماً من محافظة البصرة  في بغداد تاركاً منطقة مسؤوليته  اصدر امراً لتجميع ضباط المقر العام من رتبة فريق الى ملازم في نادي الضباط بمنطقة الكسرة  لتوزيع الاحزمة الناسفة عليهم بغرض تفجير انفسهم ضد دروع العدو الامريكي وكاّن هذا هو الحل لمواجهة الاحتلال  (1)، وعندما تفشى خبره بين مقاتلي الحزب وجيش القدس أيقنوا مبكراً بالهزيمة وبدئت الفوضى وترك المواضع الدفاعية  المخصصة لهم للدفاع عن المدن  بمجرد سماعهم تقدم القوات الغازية وهي تتقدم  باتجاه بغداد للأيام 6 ، 7 ، 8 /نيسان 2003 تاركين أسلحتهم وملابسهم العسكرية فيها  وهربوا بينما واجبهم يبدأ من الان في مواجهة القوات الامريكية .

v     لم يستفاد من خبرة القادة الميدانيين من هم في الاحتياط الاستراتيجي بل تم الايعاز لهم الالتحاق بمقرات حزب البعث  وتحت قياداته دون ان تستفيد  الاخيرة من خبراتهم لعدم امتلاكها ابسط المبادئ العسكرية  في استخدام القوة .

v    الاهم من كل ما سبق أن قرار الحرب يعد من أخطر القرارات ألتي تتخذ على مستوى الدولة عندما يتيسر لديها كافة الامكانيات لخوض الحرب فكيف وهي لا تملك أبسط مقومات الحرب ، لقد بلغ ميزان القوى لدول التحالف والعراق و من خلال الدراسات التي اعدت قبل الحرب اكثر من 1: 50 لصالح العدو بينما المفروض لخوض حرب دفاعية لا يزيد الرقم عن 1: 1.5 لصالح القوات المدافعة ، بمعنى آخر ان الحرب خاسرة قبل ان تبدء من وجهة نظر العلم العسكري وفن الحرب .

v    من المؤسف ان الرئيس صدام حسين لم يؤمن بمعظم الدراسات العلمية ولعب الحرب التي انجزت له في فن الحرب من هيئات علمية وقادة بمستويات عليا ، لكنه على ما يبدوا يؤمن بان الله يحرسه من المحن وان الله سبحانه اوحى له واعده لمحاربة قوى الطغيان من اجل المستضعفين وان النصر العسكري لا تحدده الوسائل والمعدات والكفاءة والقدرات والامكانيات ، مما سمح ذلك للكثير من المنتفعين على حساب المصلحة العامة لاستثمار مشاريع وهمية لمصالحهم الخاصة اغدقت عليهم ملايين الدنانير سوى لا رضاء القائد العام رئيس الجمهورية  دون ادراك لماهياتها المدمرة  .  (*)


1). اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس : العقيدة العسكرية وجوانبها – مبادئ وممارسات :شركة دار الاكاديميون للنشر والتوزيع: الطبعة الاولى : عمان الاردن :ص249.

*).صحيفة الشرق الاوسط في 4 / 10 م 2002

*).نموذج من تصميم الاستاذ مهند عبد الجبار الشيخلي.

1).اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس : مصدر سابق :ص249.

1).الفريق الركن رعد مجيد الحمداني – قائد فيلق الفتح المبين – حرس جمهوري : قبل ان يغادرنا التاريخ (طبعة ثانية مزيدة ومنقحة ): دار امنة للنشر والتوزيع : عمان :2014 : ص 432 .

1). المصدر نفسه

1).الفريق الركن ياسين فليح المعيني – معاون رئيس اركان الجيش للعمليات : مصدر سابق ص 359 .

1).الفريق الركن رعد مجيد الحمداني : قبل ان يغادرنا التاريخ (طبعة ثانية مزيدة ومنقحة) :دار امنة للنشر واتوزيع :الاردن – عمان ص 482 .

*).في كتابه جيش في الذاكرة يذكر الفريق الركن ياسين فليح المعيني – معاون رئيس اركان الجيش للعمليات ما يأتي( كنا في وزارة الدفاع مكبلين لا نتمكن من عمل شيء إلا بعد استحصال الموافقات الطويلة والمعقدة واقسم بالله لو كانت وزارة الدفاع اخذت دورها المرسوم لها للدفاع عن بغداد ، لما تمكن الغزاة الأمريكان من احتلال بغداد بهذه السرعة الكارثية ، ولكن للأسف تعدد القيادات والمراجع والافتراءات والادعاءات والمزايدات وكل قيادة تلقي بأخطائها واخفاقاتها على الاخرى ، بغداد مسؤولية الحرس الجمهوري فقط ولا يسمح لأي قطعة عسكرية من خارجه حمل السلاح داخل العاصمة ، الحرس الجمهوري هو المسؤول لوحده عن ضياع بغداد بهذه السرعة ، ولم يقبلوا باي مقترح من وزارة الدفاع للمناورة بقطعات عسكرية من موارد الدفاع ولغاية 27 / 3 / 2003 بعدها بدأوا باستعجال المناورة بقطعات الجيش النظامي للدفاع عن بغداد ، الوقت يمر سريع والعدو الجوي امن سيادة جوية مطلقة ...ضاعت بغداد ومن ثم ضاع العراق بسبب غرور واخطاء وضعف قيادات جيش الحرس الجمهوري ، ( قطعات الجيش العراقي ، وتنظيمات الحزب والفدائيين وجيش القدس بقيت تقاتل الأمريكان والبريطانيين في البصرة والناصرية وام قصر والكوت وبابل لغاية 8 / 4 / 2003 لكنها انهارت عندما توقف القلب والراس في بغداد ).

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech