Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بالفيديو - أشهر التحصينات النازية العملاقة

 

التحصين الهندسي كدفاع سلبي درس مستفاد من الحرب العالمية الثانية

 

مما لا شك فيه ان من اهم الدروس المستفادة من معارك الحرب العالمية الثانية هو كيفية الاعتماد علي الخطوط الدفاعية الحصينة الثابتة كجزء رئيسي من خطة الدفاع عن الارض و قد تطورت خطوط الدفاع الحصينة عبر العصور منذ ان بدأت بالقلاع و الطابيات مرورا بسور الصين العظيم الي ان وصلنا الي خط ماجينو الذي شيدته فرنسا في اعقاب الحرب العالمية الاولي.

 

في هذا الجزء من بحثنا عن المنشات العسكرية في المانيا النازية سوف نلقي الضوء علي احد اعظم الاعمال الهندسية في مجال الخطوط الدفاعية في تاريخ البشرية من حيث قوته و صلابته و هو جدار الاطلسي.

 

الجزء الثالث جدار الاطلسي

 

 

 

بدء الحرب و تطورات الموقف العسكري و قرار انشاء الجدار:

في سبتمبر 1939 بدأ هتلر في غزو بولندا و اشتعلت نيران الحرب العالمية الثانية و في صيف 1940 كان النازيون قد احتلوا اوروبا الغربية و وقف هتلر في قلب باريس مزهوا بانتصاره.

في يناير 1942 اعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن دخولها كطرف مشارك في الحرب و اصبح لدي بريطانيا حليف قوي و تاكد هتلر ان الغزو علي سواحل غرب اوروبا اصبح امر ات لا محالة منه و علي الجانب الاخر فقد تازم الموقف علي الجبهة الشرقية اذ ان القوات السوفييتية تقاتل بشراسة هناك و لا تستطيع القوات الالمانية حتي تاريخه من تحقيق انتصار كبير عليها.

لذا كان لابد من تواجد قوات كبيرة لتامين الساحل الغربي لاوروبا علي الاطلسي ضد الغزو القادم علما بانه في نفس الوقت اغلب القوات الالمانية  تقاتل علي الجبهة الشرقية و لا يوجد اعداد تكفي من الجنود لتامين الساحل و عليه فقد اصدر هتلر توجيهاته بضرورة بناء عدد ضخم من الحصون علي امتداد ساحل اوروبا الغربي بامتداد 5000 كم في فرنسا و بالجيكا و هولندا و النرويج لصد اي هجوم متوقع من الحلفاء.

الحصون ستكون عبارة عن مخابئ تحوي بطاريات مدافع عملاقة لسحق الحلفاء قبل ان تطأ اقدامهم الشاطئ و قد عهد بهذه المهمة الجبارة لمهندسه الكبير فرانز زافير دورش Franz Xaver Dorsch رئيس منظمة تودت Todt و المسئولة عن عمليات الاعمار و لا زال حتي يومنا هذا هناك الاف الاميال من الطرق التي شيدتها تلك المنظمة من ثلاثينيات القرن الماضي.

 

 

 

سواحل فرنسا النازية سوف تتعرض لغزو الحلفاء

 

بدء انشاء النقاط الحصينة بالجدار و الية العمل داخلها:

فور صدور القرار باشر رجال دورش بانشاء مرابض المدفعية الحصينة و نظرا لان مدينة كاليه Calais هي اقرب مدينة بها مرفأ للجزر البريطانية فقد انشأ بها الالمان 20 مربضا للمدفعية الثقيلة اذ توقع هتلر ان يبدأ الغزو منها.

 

 

كانت مرابض المدفعية في كاليه Calais حصينة بحق اذ ان كل منها كان يحتوي علي ما يقدر ب 40 الف طن خرسانة مسلحة فقد وصل سمك الحوائط بها الي 3.5 متر حتي تتحمل قصف مدافع و طيران الحلفاء و كانت مجهزة بكل وسائل الاعاشة للجنود و المدافع كان عيارها 38 سم و القذيفة بطول 1.6 متر و تزن 800 كجم و عليه فان القذائف يتم نقلها من اماكن التشوين الي المدفع تبعا لنظام قضبان في السقف و كان هناك قطار اخر صغير يقوم بنقل الذخيرة بعد تجهيزها الي المدفع في الستوي الاعلي.

مدفعية كاليه Calais كانت قوية جدا اذ انها تستطيع ان تغرق اكبر سفن الحلفاء قبل ان تغادر مرفأها علي الساحل البريطاني اذ ان مدي المدفعية يصل الي 30 كم داخل الاراضي البريطانية في حين ان المسافة بين الساحل الفرنسي و البريطاني عند مضيق دوفر Dover تصل الي 36 كم.

لم تكن كاليه وحدها التي تشغل بال القيادة الالمانية اذ ان المصالح الاقتصادية الالمانية المتمثلة في مناجم الحديد بالسويد و السفن التي تبحر به من المرافئ النرويجية كانا ذو اهمية قصوي لهتلر و رجاله.

لذا تم شحن الكثير من الموارد و الرجال خلال عام 1942 الي تلك المناطق لتسريع وتيرة بناء الحصون علي طول ساحل اوروبا الغربي و قد الوقع الاختيار علي مدينة اورلاند علي ساحل النرويج ليكون بها الحصن الذي سيتولي الدفاع عن مرفأ تروندهايم....تم نقل برج مدفع بحري بثلاث مواسير الي اورلاند لاجل هذا الغرض و كان يزن 900 طن و لا يزال موجودا حتي الان.

 

 

تم الحفر في الجبل بعمق 5 طوابق (11 مترا) و تم صب الخرسانة لتبطين جوانب الحفر و وضع برج المدفع بداخله...لذا لا يري من الجبل سوي الثلاث مواسير الخاصة بالمدفع اما بقية اجزاؤه فانها تقبع داخل الجبل...و قد تم نقل المدفع علي اجزاء حملها 80 قطارا الي تروندهايم و منها بالقوارب الي اورلاند.

تتموضع المدافع الثلاث علي 138 كرة حديدية لكي تدور المدافع 360 درجة و في الطوابق الخمس السفلية توجد مخازن الذخيرة و الوقود و يتم نقل الذخيرة باستخدام نظام رفع هيدروليكي اذ ان وزن القذيفة يصل الي 300 كجم.

تتم دحرجة القذيفة الي وسيلة دوران هيدروليكية حيث توضع القذيفة و توضع في نفس اتجاه الضرب ثم يتم رفعها بالرافعة الي نفس مستوي المدفع حيث يتم التلقيم ثم الاطلاق....يذكر ان مدي ذلك المدفع البحري هو 37 كم.

 

 

 

استكمال الاعمال الهندسية و التجهيزات العسكرية للجدار:

لم يكن هتلر راضيا عن حجم القوة النيرانية التي بدأت تتشكل بالجدار و اصدر اوامره بضرورة استكمال التحصينات  بطول 5000 كم (طول الساحل الغربي للاطلسي) ببناء 15 الف مخبأ و وضع 300 الف مقاتل بها...فشرع دورش ببناء المخابئ علي كامل هذا الطول لتحقيق التغطية النيرانية الكافية بطول الساحل و تحقيق الربط بين بطاريات المدفعية الحصينة عند الموانئ و المناطق الهامة و كان قرار هتلر بضرورة انهاء تلك الاعمال الهندسية بحلول مايو 1943.

تم تركيز الجهود الانشائية علي الاماكن المتوقع ان يبدأ بها الغزو كالمناطق حول مرفأ كالاي  و من المتوقع ان تهاجم اعداد ضخمة من الدبابات و المشاة تلك النقاط...لذا انشأ الالمان 500 طراز مختلف من تلك المخابئ لتلبية الاحتياجات المطلوبة علي طول الساحل.

كانت تلك المخابئ تحوي مدفعا مضادا للدبابات عيار 4.7 سم  و مثبت بجواره علي جدار النقطة قطعة معدنية بها علامات تحدد الاماكن الثابتة علي الارض لاتخاذها مرجعا لتحديد مسافات الضرب و اماكن الاهداف و زاوية الاطلاق.

 

 كانت تلك المخابئ حصينة بحق و غير قابلة للتدمير و ذلك نتيجة كميات الخرسانة المهولة بها و سماكة جدرانها الكبيرة و تم عمل ممر جانبي للهروب من النقطة في حال غلق كل المخارج الرئيسية بانقاض المعركة.

بحلول مايو 1943 و هو الميعاد الذي حدده هتلر لانهاء المخابئ كانت نسبة الانجاز لا تتعدي 30% و هو ما سبب صدمة كبيرة لهتلر في مؤسساته الهندسية اذ ان الحرب في الجبهة الشرقية تستنزف موارد الدولة فاصدر اوامره بعدم دفع اي شئ بعيدا عن الجدار الا بامر شخصي منه ....مهما كان هذا الشئ جندي او دبابة او اي شئ.

و في نوفمبر من نفس العام تأزم الموقف اكثر و اكثر علي الجبهة الشرقية و تلقت القوات الالمانية هزائم متتالية من القوات السوفيتية و كانت الخسائر ضخمة اذ بلغ معدل الخسائر علي تلك الجبهة منذ يونيو 1941 حتي تاريخه 2000 قتيل/يوم.

تتضح القيمة العسكرية للجدار في نقطة مهمة جدا...اذ ان الجنود اصحاب الخبرات الكبيرة من الفئات العمرية ما بين اواسط العشرينات و اوائل الثلاثينات موجودون في الجبهة الشرقية  و باعداد ضخمة لكن علي الجبهة الغربية حيث لا يوجد عدد كافي للدفاع عن كامل الساحل الاطلسي بالاضافة ان معظم قوة الجنود هناك في المراحل العمرية مابين سن المراهقة او في اواخر الثلاثينات من العمرو هم اغلبهم عديمي الخبرة او ليس لديهم القوة الكافية للقتال لفترات طويلة و هنا تظهر اهمية الجدار و نقاطه الحصينة و مخابئه اذ تعوض تلك التجهيزات الهندسية الفارق الكبير بين جنود الحلفاء و جنود المانيا من حيث الخبرة و الامكانيات القتالية.

 

هتلر يعين قيادة جديدة للجدار و تطوير الخطة الدفاعية للجدار:

 

في نوفمبر 1943 يتضح لهتلر ان الامر يزداد سوءا في جداره الاطلسي...اذ ان نسبة الانجاز لا تتجاوز 50% و اعداد المقاتلين به لا تتعدي 100 جندي/كم من الساحل و الامر لا يتحسن علي تلك الجبهة و هو ينتظر ان تهاجم قوات الحلفاء الجدار ولا يوجد اي امل للنجاة...لذا يقرر هتلر ان يعين المارشال روميل قائدا للجدار...و روميل كان له باع طويل في قتال الحلفاء في شمال افريقيا و صاحب لقب ثعلب الصحراء و حتي بعد هزيمته في العلمين بصحراء مصر الغربية علي يد المارشال مونتجمري نفذ انسحاب رائع بقواته دون ان يخسر جندي او دبابة في ذلك الانسحاب.

قام روميل بزيارة لمواقع الجدار بنورماندي في يناير 1944 و صدم لما رآه هناك...اذ ان اغلب التحصينات غير مكتملة و ما زاد صدمته انه توقع ان يكون موقع نورماندي هو نقطة البداية لغزو الحلفاء علي عكس توقع هتلر و رجاله ان يبدأ الغزو من كالاي التي بها مرفأ...و علي رغم من ان نورماندي لا يوجد بها مرفأ لكن روميل توقع ان يمتلك عدوه شيئا يمكنه من تجاوز تلك العقبة بالاضافة الي ان الشاطئ في نورماندي يشبه تماما شاطئ خليج ساليرنو في ايطاليا الذي قام الحلفاء فيه بانزال قواتهم و غزو ايطاليا...و عليه شرع روميل في تجهيز الشاطئ لملاقاة الغزو.

كان روميل يقول ان تلك التحصينات من صناعة مهندس لا يملك اي خبرة استراتيجية او اي معرفة بالحرب و كان يري انه يجب ان يتم صد الغزو في البحر او علي الشاطئ بحد اقصي اما اذا نجح الحلفاء في النزول علي الشاطئ و تامين موطئ قدمهم حينئذ يكون الامر قد انتهي....و كأن روميل كان يري الغيب اذ انه في نفس الوقت كان يتم تجهيز 150 الف جندي من الحلفاء لغزو شاطئ نورماندي بينما كانت الامور تزداد سوءا في الشرق و قد اجبر الروس الالمان علي التراجع في اغلب مواقعهم.

لزيادة الكفاءة القتالية للنقاط الحصينة تم عمل ما يسمي بشبكات المقاومة و تسمي اختصارا WN و هي اختصار لكلمة شبكة المقاومة باللغة الالمانية...كل شبكة تتكون من مجموعة نقاط حصينة بها مدافع و مدافع مضادة للدبابات و مدافع هاون و جميعها تعمل علي استهداف العدو بمجرد ان تطأ قدمه الشاطئ مشكلة اقواس نيرانية تعرف بمنطقة القتل و قد امر روميل ببناء الالاف من تلك النقاط الحصينة و نظرا لعدم وجود موارد كافية للعمل فقد تم جلب 32 الف عامل سخرة من البلدان المجاورة لتسريع وتيرة العمل و هم من اسري الحرب و المعتقلات و السجون...و قد لقوا ابشع معاملة و مات الكثير منهم بسبب نقص الطعام و التعذيب.

استخدم روميل الخبرة التي اكتسبها من القتال في شمال افريقيا و بدأ في تطبيقها علي شواطئ نورماندي و ذلك من خلال اقامة مجموعة خطوط من العوائق لاعاقة تقدم قوات الحلفاء علي الشاطئ.

كان الخط الاول يتمثل في 50 مليون لغم تم زراعتها بطول الشاطئ لاصابة الافراد و المعدات التي تحاول تجاوزها...ثم اعقبه الخط الثاني المتمثل في البوابات البلجيكية و التي ستجبر المشاة و الدبابات علي التقدم ببطء لتجاوزها...اما الخط الثالث فكان يتمثل  في مدقات خشبية تعلوها منشار حديدي قادر علي تمزيق الناقلات و الدبابات اذا اتت مع المد العالي و نجحت في تجاوز الخطين الاول و الثاني...ثم ياتي الخط الرابع المكون من الحواجز القنفذية  و التي يمكن ان تصيب الدبابات و الافراد او علي الاقل ستبطئ تقدمها...ثم يظهر الخط الخامس و هو متمثل في هياكل رباعية السطوح مثبتة في الارض بالاسمنت و تعمل ايضا علي ابطاء تقدم القوات و تعطيلها.

 

بدء اجتياح الحلفاء و سقوط الجدار:

 

في 6 يونيو 1944 بدأت قوات الحلفاء في التحرك لغزو فرنسا من شاطئ نورماندي و مع شعور الالمان ببدء الغزو في الساعات الاولي من صباح ذلك اليوم اصدر الجيش السابع امرا بالجهوزية الكاملة و رفع مستوي الاستعداد القتالي للمستوي الثاني و هو الاعلي في الجيش الالماني.

بدأ فوج المدفعية في التحرك لاحتلال النقاط الحصينة و كانت شبكة المقاومة WN62 اول المستعدين...لكن لم تكن المواقع الحصينة في نورماندي لم تكن جميعها جاهزة فبعضها ينقصه التحصينات و الاعمال الهندسية و بعضها ينقصه السلاح و الذخيرة او الرجال.

بدأت مدفعية سفن الحلفاء في قصف المواقع علي شاطئ نورماندي و كان القصف عنيفا لدرجة ان الجنود شعروا ان الارض تهتز من تحتهم...و لكن تلك المنشآت ذات ال 40 مليون طن من الخرسانة ابت الاستسلام و ظلت صامدة حتي بدأ الحلفاء في النزول علي الشاطئ و احتدم القتال بين الطرفين.

و حتي تتمكن سفن الحلفاء من الرسو علي شواطئ نورماندي و التي لا يوجد بها مرفأ كمدينة كالاي ابتكروا مرفأ عائم (اول مرفأ عائم في التاريخ) Melburry .

 

كان الجنود الالمان في انتظار تقدم الدبابات التي تتولي تامين الخطوط الخلفية للحصون لنجدتهم لكن ذلك لم يحدث اذ انها كانت تتحرك بامر هتلر فقط و حتي روميل لم يكن موجودا في فرنسا في ذلك الوقت و اتي في وقت متاخر لتنظيم الدفاع عن المنطقة.

نتيجة لسوء التجهيز....لم تكن الذخيرة في النقاط الحصينة الخمس بنورماندي و التي تمت مهاجمتها من قبل الحلفاء ...لم تكن تكفي سوي لمدة 3 ساعات من القتال مع العلم انه من المفروض ان تكون كافية لمدة 48 ساعة...و بعد قتال بطولي من الطرفين اضطر الالمان لترك نقاطهم الحصينة و الانسحاب خلفا علي امل المحاولة لاستعادة الاوضاع كما كانت....و لكن الجدار سقط و انتهي كل شئ كما توقع روميل مسبقا.

 

ختام:

سقط الجدار الذي استغرق بناؤه سنوات في غضون ساعات...ان فشل الجدار لم يكن بسبب ضعف بنيته الهندسية اذ انه تحمل القصف العنيف من سفن الحلفاء و لا زالت بعض مواقعه موجودة حتي يومنا هذا...لكنه سقط بسبب ضعف بنيته العسكرية و حجمه المهول الذي وصل الي 5000 كم...اذ انه من المستحيل عسكريا تغطية كل ذلك الخط...سقط لانه لم تتكامل بنيته الهندسية الضخمة الرائعة مع الغرض العسكري الذي بني من اجله فكما قال روميل هذه الحصون بناها مهندس لا يملك اي معرفة عن الحرب....لكن لا يسعنا الا رفع القبعة الي تلك المنشآت الصامدة ضد الزمن و القصف... لها و لبانيها المهندس فرانز زافير دورش

 

م/مينا يوسف

 

الفيديو 

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech