Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بالفيديو - أشهر التحصينات النازية العملاقة

الجزء الثاني مخابئ تصنيع الطائرات ME-262

 

 

 

 

تطور تصنيع المحركات النفاثة و تطور الحرب ضد الالمان

 

في ثلاثينيات القرن العشرين بدأ مشروع الماني من اجل تصنيع اول طائرة نفاثة في التاريخ و في العام 1939 كان قد تم تصنيع ثمان محركات نفاثة من قبل عدة صناع المان كمقدمة لبدء برنامج تصنيع الطائرات النفاثة.

في 27 اغسطس 1939 ظهر اول نموذج للطائرة النفاثة لكنه غير معتمد للطيران و بعد 5 ايام فقط بدأ غزو هتلر لبولندا و بدأت الحرب العالمية الثانية و كان قائد القوات الجوية هيرمان جورنج يعتمد علي طائراته المروحية لكسب المعركة.

في غضون اشهر سحق سلاح جورنج الجوي الحلفاء في السماء و علي الارض و بحلول صيف 1941 كان النازيون قد احتلوا معظم اوروبا الغربية....و نتيجة لهذا النجاح الساحق باستخدام السلاح التقليدي تقرر خفض الانفاق علي مشروع اول طائرة نفاثة و واصل المشروع تقدمه ببطئ.

في العام 1943 يتعثر غزو هتلر لروسيا و و يصبح الالمان في موقف المدافع بعد ان كانت زمام المبادءة دائما معهم و قاذفات الحلفاء تعيث فسادا في سماء المانيا.

يبدأ الالمان في تحويل انتباههم مرة اخري الي تطوير الطائرة النفاثة و تبرز الطائرة ME262  كمقدمة لهذا البرنامج و اعتقد الالمان ان تلك الطائرة ستكون وسيلتهم لكسب الحرب او علي الاقل حماية سمائهم من قاذفات الحلفاء.

كانت لا تزال الطائرة في مرحلة الاختبارات في ذلك الوقت و دعم جورنج نموذج الطائرة لكسب تاييد هتلر و في 22 مايو 1943 يقوم الطيار ادولف جالاند - هو احد افضل الطيارين الالمان و صاحب سمعة ممتازة في سلاح الجو – باختبار الطيران بهذه الطائرة و قد لاقت استحسانه و راي فيها امل المانيا لصد غزو قاذفات الحلفاء.

 

 

 

 

ادولف جالاند

 

قرار الانتاج الكمي للطائرة و كيفية توفير مصنع لصناعتها

بعد نجاح اختبار الطائرة و مع دعم جورنج صدر القرار ببدء الانتاج الكمي لاول طائرة نفاثة في التاريخ العسكري ME262  و التي صممها عبقري صناعة الطائرات الالماني Willy Messerschmitt.

و لكن في تلك المرحلة من الحرب العالمية الثانية كانت المانيا تتعرض لقذف مستمر من طائرات الحلفاء و كانت مصانع الطائرات هدفا اساسيا للقاذفات و تم تدمير خطوط انتاج الطائرة ME262 و صار من الضروري ايجاد اماكن لتصنيع قطع الطائرة ولا يتمكن الحلفاء من ضربها من الجو.

و لذلك قام النازيون بتشتيت انتاج اجزاء الطائرة علي كل انحاء المانيا في الكهوف و في الغابات حتي لا تستطيع طائرات الحلفاء رصد مكان ثابت للتصنيع و من ثم يقومون بتدميره و لكن واجهتهم مشكلة خطيرة و هي كيف يمكن تجميع الطائرة؟؟؟؟ اذ انه بعد تصنيع القطع عليها ان تجتاز مسافات طويلة لحين الوصول لمنطقة التجميع و قد يتمكن الحلفاء من كشفها و تدميرها.

تشتيت اماكن انتاج اجزاء الطائرة

 

المطلوب الان هو توفير منطقة مركزية لتصنيع و تجميع الطائرة بامان تام بعيدا عن اعين الحلفاء و قاذفاتهم و يتوفر لها القدرة علي ايصال الطائرات الي اسراب العمليات الجوية.

وقع الاختيار علي مدينة تدعي كالا Kahla تبعد 230 كم عن برلين و بها جبل يدعي جبل فالبسبرج كان منجما للبورسلين حيث سيقوم النازيون بتحويله لمصنع طائرات.

وقع الاختيار علي فريتز ساوكول قائد الاعمال القسرية و السخرة بالرايخ الثالث لتحويل منجم البورسلين المهجور الي مصنع طائرات عالي التقنية و يتعهد بانه عند بدء التصنيع سيصل المعدل الي 1000 طائرة/شهر

 

بدء اعمال بناء المصنع

 

في العام 1944 بدأت اعمال تحويل منجم البورسلين الي مصنع للطائرات و مطلوب توفير اعداد ضخمة من العمال لحفر انفاق داخل الجبل حيث سيتم تصنيع و تجميع الطائرة و عليه تم نقل 12000 عامل (اثني عشر الف عامل) سخرة من كل انحاء اوروبا بواسطة الشرطة السرية لتنفيذ ذلك المشروع الضخم.

تم رصد كميات هائلة من العمالة و الموارد و الخامات و الاموال و الجهود اللوجيستية لتنفيذ ذلك المشروع الطموح لكي تصل تلك الطائرات الي السماء قبل ان تحيل قاذفات الحلفاء برلين الي كومة من الركام و ذلك علي رغم من ان موارد و طاقات المانيا و الرايخ الثالث كله في ذلك الوقت كانت قد وصلت الي اقصي حدودها.

تم حفر 75 نفقا بطول 15 كم في المجموع و تم تخصيص كل قطاع منها لتصنيع جزء معين من الطائرة...و بالطبع لم تكن التربة من نفس النوع علي طول النفق الواحد او لكل الانفاق فكانت تتغير باستمرار...و هذا استدعي التغيير في تكتيك التعامل معها و كثيرا ما تعرض العمال لحوادث الانهيار بالانفاق مما كان يتسبب في وفاتهم او حالات عجز...فعلي سبيل المثال كانوا يقابلون في اجزاء من النفق تربة رملية فكانوا يدعمونها بالاخشاب حتي لا تنهار عليهم و قد يلقون امامهم تربة كلسية غير مستقرة و تصبح كالعجين اذا لامست الماء فكانوا يتعاملون معها بحذر شديد.

كان العمل من وردية واحدة لمدة 16 ساعة بدون اي فترات راحة و يسيطر رجال الشرطة السرية علي العمال تماما حتي ينتهي العمل في اقصر وقت ممكن.

يواجه انشاء المصنع عملية معقدة و خطيرة و هي ايجاد قاعات تسمح لتجميع طائرة ME262 ....لم تكن المشكلة في توفير مكان يتناسب مع طول الطائرة بقدر ما كانت في توفير مكان يتناسب مع عرض الطائرة و الذي يساوي 13 م.

و قد اتي المهندسون بحل عبقري لانشاء نفق مناسب لتجميع الطائرة و كذلك باقل نسب احتمالات انهيار النفق اثناء حفره بهذا العرض الكبير....فتم اولا حفر 4 انفاق صغيرة ثم توسيع تلك الانفاق باتجاه الاطراف العلوية و الاجناب ثم تدعيم تلك الانفاق بالصخور و الاسمنت حتي لا تنهار ثم استكمال اعمال التوسيع و التدعيم حتي يتبقي عمودان من الصخر بعد ان تتم ازالتهما يتكون لدينا مكان كافي لتجميع الطائرة بطول 450 م و عرض 15 م و ارتفاع 5.5-6 م.

لم تكن الانفاق كافية تماما لتصنيع كل قطع الطائرة لذلك قاموا ايضا بانشاء مجموعة ابنية ضخم خارج الانفاق تستخدم لتصنيع قطع الطائرة و هي محصنة تماما ضد القذائف.

 

 

 

انفاق تجميع الطائرة و المباني المحصنة بسفح الجبل

خطوات انشاء انفاق تجميع الطائرة

 

صراع للانتهاء من تشييد المصنع و صراع علي كيفية استخدام الطائرة

بدأ النازيون يتعجلون الانتهاء من تجهيز الانفاق لبدء عملية انتاج الطائرات و الضغط كله يقع علي عمال السخرة لانهاء الانفاق و رجال الشرطة السرية يضغطون عليهم بكل طاقتهم لانهاء العمل و كان الصراع في ذلك الوقت هو صراع بين الحياة و الموت فاما انهاء النفق و الحياة او الموت بداخل تلك الانفاق و القيادات الالمانية تعلم علم اليقين ان الغزو ات لا محالة و انه لابد ان تكون تلك الطائرات في السماء قبل يوم الغزو حتي تشترك في القتال ضد قاذفات الحلفاء و جورنج يتعهد لهتلر ان طائرات ME262 ستكون في سماء المعركة في يوم الغزو.

فجأة يصطدم المشروع بعقبة خطيرة...عقبة قد تجعل منه اكبر مقامرة في التاريخ العسكري...ليست عقبة هندسية ولا عقبة وضعها الحلفاء بل من داخل المانيا نفسها و من اكبر شخصية فيها...الفوهرر بذاته...فقد قرر هتلر استخدام الطائرة كقاذفة قنابل بدلا من استخدامها كمقاتلة و قرر تحميلها بقنبلة زنة 250 كجم علي اساس استخدامها كقوة ردع للحلفاء في يوم الغزو.

لا احد يقدر قيمة تلك الطائرة كمقاتلة الا جالاند ذلك الطيار الخبير و الذي راي امكانيات الطائرة الحقيقية و لمسها بنفسه...لذا سعي بكل قوته و استجمع كل المعاونة الممكنة لاثناء هتلر عن تلك الفكرة بما في ذلك راي البرت شبير وزير الحرب الالماني و لكن هتلر رفض تماما حتي مناقشة الامر من الناحية العملياتية.

في 6 يونيو 1944 و بينما كان العمل يجري علي قدم و ساق داخل جبل فالبسبرج لانهاء مصنع رايماج قبل يوم الغزو....بدأت سفن الحلفاء في قذف حصون الاطلسي في نورماندي و بدأ بعدها اكبر عملية انزال في التاريخ العسكري كله....لقد بدأ اجتياح الحلفاء للشواطئ الفرنسية و لا يوجد طائرات تتمكن من ردعهم و اعادتهم للبحر كما وعد جورنج...و الجنود في الجدار الاطلسي لم يجدوا اي طائرة تساعدهم لصد هجوم الحلفاء.

مع اقتراب حلول شتاء 1944 و نقص الماء و الطعام و المعاملة الوحشية للعمال تزايدت اعداد الوفيات بداخل موقع العمل بشكل ملحوظ...1500 عامل فقدوا حياتهم في تلك المعركة الهندسية الضخمة و علي رغم من كل تلك المشاكل الا ان المصنع اصبح جاهزا لانتاج الطائرات.

 

بناء مدرج الطائرات

اصبح السؤال الملح الان علي ساوكول هو كيف يمكن للطائرات المنتجة من المصنع ان تحلق من هذا المكان و تنضم الي اسراب العمليات الخاصة بها؟؟؟؟

فكر ساوكول في انشاء ممرا علي قمة جبل فالبسبرج بطول 1000 متر و ايصال الطائرات اليه لتنطلق منه الي وجهتها نحو الاسراب المقاتلة....و لبناء هذا الممر تم تسخير 1000 عامل لهذه المهمة و تم وضعهم تحت الحراسة المشددة.

و لبناء المدرج تم قطع الاشجار علي قمة الجبل ثم ازالة التربة السطحية لجعل المكان منبسطا ثم صب الخرسانة عليه و بهذا يكون المكان قادرا علي تحمل وزن الطائرة و كذلك توفير مسافة مناسبة (1000 متر) لعملية اقلاع الطائرات.

كان فارق الارتفاع بين قاعة التجميع و قمة الجبل –و التي صارت ممرا للاقلاع- يقدر ب 85 مترا و لنقل الطائرة الي ذلك الممر توجب عمل سكة حديدية بميل 25 درجة و لمسافة 200 متر و مثبتة علي دعائم اسمنتية  و علي تلك السكة يوجد منصة تثبت عليها الطائرة و يتم نقلها الي ممر الاقلاع علي قمة الجبل.

 

 

تسطيح قمة الجبل و عمل ممر الاقلاع

 

 

 

منصة رفع الطائرة

 

انطلاق اول طائرة و هتلر يتراجع و قرار بانشاء مصنع ثان

في يناير 1945 اكتمل بناء 500 طائرة مقاتلة جديدة ME262 من كل انحاء المانيا النازية و تراجع هتلر عن قراره باستخدام الطائرة كقاذفة قنابل و استعمالها كمقاتلة للدفاع عن سماء برلين ضد هجوم الحلفاء بعد ان ثبت ان تركيب قنابل بها سيقلل من سرعتها و يضعف من امكانياتها القتالية.

في 21 فبراير 1945 اقلعت اول طائرة من مصنع رايماج من علي قمة جبل فالبسبرج متجهة الي منطقة عملياتها و هكذا يكون مصنع رايماج بدأ الانتاج الفعلي...و لكن القصر النسبي لطول الممر المقام فوق الجبل يجعل من المستحيل علي الطائرات استخدامه كممر للهبوط...فهو للاقلاع فقط.

في مارس 1945 بات واضحا امام العالم كله انه لا نية للالمان للتراجع و في المقابل كان الحلفاء يتقدمون بخطي ثابتة نحو الحدود الغربية لالمانيا و يكتسبون كل يوم اراضي جديدة و السوفييت يتحركون نحو برلين و لا يوجد طائرات مقاتلة كافية لجورنج لصد غارات الحلفاء علي برلين التي اصابها الدمار.

و في خطوة يائسة نحو زيادة انتاج الطائرات المقاتلة تتخذ القيادة قرارا بانشاء مصنع اخر لطائرات ME262 في مدينة مولدورف Muhldorf و التي تبعد عن ميونيخ مسافة 70 كم.

و كان هذا المصنع-كما كان مخططا له- عبارة عن مخبأ اسطواني الشكل و يتشكل من مجموعة من الاقواس يبلغ طول الواحد منها 400 متر و عمقه اسفل الغطاء الخرساني 9 طوابق و متوقع ان ينتج 900 طائرة/شهر و هذا الهيكل الخرساني كان قادرا علي تلقي اصابة مباشرة من قنبلة زنة 6 طن.

تم تسخير 10000 عامل (عشرة الاف عامل) لهذه المهمة 8500 منهم سجناء و من معسكرات الاعتقال و توفي 3000 منهم اثناء اعمال البناء و بعضهم توفي غرقا في الخرسانة اثناء صبها.

كان العمال يقومون بصب خرسانة الاقواس فوق كومة من الحصي (تلك الكومة تقوم بدور قالب الصب) ثم يتم ازالة الحصي من اسفل الخرسانة و ذلك بعد ان تجف تماما...و كان نقل الحصي يتم باستخدام عربات علي سكك حديدية داخل انفاق صغيرة بنيت لهذا الغرض...و في بعض الاحيان اثناء ازالة الحصي كانت تحدث انهيارات لتلك الاكوام علي العاملين بذلك المكان مسببة لوفاتهم.

 

 

 

 

 

 

تم بناء 7 اقواس من اصل 12 كان مخططا لانشائها لهذا المصنع و لم يتبقي الاواحدا منها فقط الي الان...و انتهت الحرب قبل اكتمال انشاء المصنع.

في 18 مارس 1945 حدث الاشتباك الاخير للطائرة ME262 ....37 منها امام 1300 قاذفة للحلفاء و لم تسقط الا 3 طائرات للالمان....بينما نجح الالمان في اسقاط 13 قاذفة للحلفاء فوق برلين....و في 12 ابريل تقدمت جنود الحلفاء نحو مخبأ رايماج و حرروا جميع عمال السخرة الموجودين به و قد اصابهم الذهول من هول ما رأوه داخل كهوف جبل فالبسبرج.

في 9 مايو 1945 تم القبض علي ساوكول و اعدم فيما بعد لارتكابه جرائم تعذيب و سخرة اما هيرمان جورنج قائد القوات الجوية فاثناء محاكمته كان مصر دوما علي ان طائرة ME262 كانت ستغير مسار الحرب لو تم صنع المزيد منها في وقت مبكر من عمر الحرب.

 

و في النهاية لا بد ان نعترف ان هذا المشروع برغم كل ما فيه من جرائم انسانية فهو بحق ايقونة هندسية نازية تعكس مدي روعة التخطيط و التصميم و التنفيذ لديهم يندر تكرارها اذ نجحت تلك المنشأة في توفير الامان الكامل و السرية التامة لعملية تصنيع الطائرة المعجزة ME262.

 

الفيديو 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech