Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بالفيديو والصور - احتلال الحرم المكي الشريف 20 نوفمبر 1979

 

 

موضوع خاص للمجموعة 73 مؤرخين

من إعداد خالد سيد - مروان الديب الخلفية التاريخية :-

 

 

 

خلفية تاريخية

ولد جيهمان العتيبي في سبتمبر 1936م في ساجر وهي تعتبر إحدى الهجر التي أنشأها الملك عبدالعزيز في منطقة نجد وتقع تحت نطاق منطقة الرياض وكانت هذه الهجر يسكنها " الاخوان " " إخوان من طاع الله " وهي التي كانت تعتبر القوة الضاربة لجيش عبدالعزيز آل سعود في توحيد المملكة ..

 

علاقة جيهمان بإخوان من طاع الله :

بطبيعة الامر ان جيهمان ولد في ساجر وهي احد هجر الاخوان كان والده محمد بن سيف ينتمي لجيش الاخوان بقيادة سلطان بن بجاد وهو احد قادة جيش الاخوان ، اختلف الاخوان مع الملك عبدالعزيز بشأن منهج التحديث والتطوير واستخدام الوسائل الحديثة مثل الهاتف والمذياع واعتبروه ضرب من ضروب السحر والاستعانة بالجن واستخدام أدوات الغرب الكافر وبطبيعة الامر عارضهم الملك عبدالعزيز آل سعود مما أدى إلى انسحاب الاخوان من جيش الملك عبدالعزيز هذا بالإضافة الى اعتراض الملك عبدالعزيز لنوايا اخوان من طاع الله بإكمال مسيرة الجهاد نحو الأراضي العراقية والاردنية والاصطدام بالتاج البريطاني مما أدى إلى نشوب معركة بين الملك عبدالعزيز وسلطان بن بجاد في منطقة السبلة في نجد ما بين بلدة الارطاوية والزلفي عام 1929م واشترك والد جيهمان محمد بن سيف فيها وانتهت هذه المعركة بإنتصار الملك عبدالعزيز آل سعود وتم اسر سلطان بن بجاد في هذه المعركة كما أصيب فيصل الدويش أيضا وهو احد قادة الاخوان وبطبيعة الحال وبعد هزيمة الاخوان والقضاء عليهم لم ينتهي ثأر مريديهم ولا اتباعهم وأوصى والد جيهمان ابنه بعدم طاعة حكم آل سعود وزرع في عقله أمور القيادة وان آل سعود ليس لهم الحق في حكم هذه الأراضي وان الأولوية في ذلك اما الاخوان او هو ..

 

جيهمان والجماعة السلفية المحتسبة :

 

بعد أن خدم جيهمان في صفوف الحرس الوطني لفترة ما من بداية الخمسينات الى أواسط الستينات كسائق شاحنة لوجيستية وتعلم فنون الحرب والقتال وعلوم الحرب الحديثة بالإضافة الى تدريباته الخاصة بين اهله وعشيرته خارج خدمته انتقل جيهمان الى المدينة المنورة ليكمل تعليمه في الجامعة الإسلامية في وقت كان يرأسها الشيخ عبدالعزيز بن باز وقابل هناك صهره لاحقا وتم التعارف بينهم وهو محمد بن عبدالله القحطاني ، لاحقا جمع جيهمان رفاقه محمد بن عبدالله القحطاني وسليمان شتيوي وناصر الحربي وسعد التميمي وقاموا بزيارة الشيخ عبدالعزيز بن باز لإبلاغه انهم قرروا إنشاء جماعة تنبذ التمذهب وتدعو إلى التوحيد والتمسك بالكتاب والسنة وعرضوا على الشيخ عبدالعزيز بن باز ان يكون مرشدهم كما عرضوا عليه اسم للجماعة وهي " الجماعة السلفية " غير ان الشيخ عبدالعزيز بعد موافقته على الاسم عدل فيها لكي تصبح في آخر المطاف " الجماعة السلفية المحتسبة " كونهم احتسبوا اجر عملهم عند الله وكان ذلك في عام 1966م ،

انتشر تأثير الجماعة ووصلت الى مكة المكرمة ومن ثم إلى الرياض حتى وصلت الى جميع انحاء البلاد وكانت الجماعة تحذو نحو شؤون الدعوة والاحتساب حتى انحدرت بفضل نوايا جيهمان وتدليس المعاني الدينية لمصلحته وقد بدأ من كتب الفتن وأشراط الساعة وبمبايعة المهدي ، كانت الجماعة المحتسبة تحت سيطرة وتحريك وتفكير ودافع من فكرة الخلاص الغيبية وما دفعهم للرغبة بالخلاص إلا لما شحنته الجماعة في نفوس الأتباع والمريدين من ضلال المجتمع وهلاكه وزيغه وحاجته لمثل هذا الخلاص فوجدت في شخصية جهيمان الثورية من جهة والمتعلقة بالغيبيات من جهة أخرى الخلاص لأن دافعها عدم الرضا بالواقع ويغذيها إيمان بالرؤى والمنامات وتؤيدها أعمال متوالية متراكمة انتهت إلى ما انتهت إليه من تطبيق ميداني، والدوافع الفكرية لتلك الجماعة هي مبالغتها في النظر للمنكرات والعنف - استخدم اليد والفعل - في وسائل تغييرها والنظرة السوداوية تجاه المجتمع إلى حد القول بظهور علامات قرب قيام الساعة وأن الفتن ما تركت بيتاً إلا دخلته وهكذا،

كما كانوا يقفون ضد العمل في الوظائف الحكومية بدافع ما يحمله جهيمان ورجاله من مبالغات تجاه ما يتصورونه من أحوال اجتماعية رأوها بشكل متعصب فكانت تلك المبررات التي قادتهم في النهاية وعبر تطورات تراكمية إلى ما حصل في الحرم ، هدد بن باز الحركة بإصدار فتوى ضدها إن هي تابعت الإنكار بهذا الأسلوب كان أبو بكر الجزائري قد تولى الإشراف على الجماعة خلفاً لأبن باز الذي انتقل إلى الرياض ولكنه لم يستطع السيطرة على مجموعة جهيمان بسبب رقته واتهامه بالتصوف من قبل البعض كما اتهمه جهيمان بأنه يسرب أخبارهم للحكومة حيث اعتاد أعضاء هذه الجماعة تأسيس بيوت للالتقاء بها وكان بيتهم في المدينة المنورة يدعى بيت الحرة الشرقية مما اضاف لجهيمان جاذبية القائد المحنك والذكي الذي لا تفوته صغيرة أو كبيرة مما جعل جهيمان يتغيب عن بيت الحرة ويبدأ دعوته في البادية وجمع السلاح

 

جيهمان ما قبل عملية الحرم :

 

وبعد ان انكشفت نوايا جيهمان أمام الشيخ بن باز وأبو بكر الجزائري وتهديدهم بإصدار فتاوى ضدهم واتهامهم بتعاونهم مع الحكومة . أنشأ جيهمان حركته الخاصة والمكونة من رفاقه ومريديه من الذين كانوا معه في الجماعة السلفية المحتسبة والتي لم تكن تلك الحركة سوى نموذج للتسلط باسم الإسلام بل يمكن القول أنها حركة استيلاء على السلطة باسم الدين. و أصدر جيهمان كتيب الامارة والبيعة والطاعة والتي كانت أغلبها تلمح بإسقاط حكم آل سعود وصعوده هو وأتباعه إلى سدة الحكم كما اصدر بما يسمى " بالرسائل السبع " كانت الرسائل السبع محاولة لصد إصدار أي فتوى ضد حركته كما قام بتأليب الرأي العام بإصداراته واستعطف الجماهير بموضوع " المهدية " وتم الادعاء بذلك هو ومريديه على حسب منام ورؤى وكرامات ان المهدي هو محمد بن عبدالله القحطاني وبعد ذلك وقبل بداية العملية استطاع جيهمان توظيف بعض من مريديه واتباعه للإلقاء محاضرات محتواها من الرسائل السبع وكتيب الامارة والبيعة والطاعة وبعض من إصدارات جيهمان الأخرى في قلب معسكرات الجيش السعودي و مساجد الثكنات والقواعد العسكرية وحصلوا على الموافقة بعد الاستئذان من وزير الدفاع كان توقيت هذه المحاضرات في مطلع شهر محرم قبل بداية العملية بساعات وذلك لضمان الدفاع عن الدعوة بالاستيلاء على رجال الجيش السعودي روحيا فشلت عملية إلقاء المحاضرات بتأثيرها لانها جاءت متأخرة بسبب عدم وضوح تمام شهر محرم بالنسبة للذين كانوا يريدون إلقاء المحاضرات .

 

الهجوم على الحرم المكي :

 

قبل بداية العملية بفترة وجيزة جمع جهيمان العتيبي وبرفقته أخ زوجته وصديقه في الدراسة محمد بن عبدالله القحطاني بعد ان تم إقناعه أنه هو المهدي المنتظر وجمع حوله 200 شخص من مريديه وأتباعه وتم تدريبهم على الرماية وفنون القتال مما جعل بعضهم قناصين محترفين وكان ذلك في مضارب البادية قرب مكة بعيدا عن عيون الحكومة والامن واستخدم خبرته السابقة في التدريب كونه خدم في قوات الحرس الوطني السعودي في وقت سابق ،

في يوم الثلاثاء فجرا 20 نوفمبر 1979م الموافق هجريا 1 محرم 1400هـ وقبل صلاة الفجر تم إحضار سيارتين لنقل المياه مجهزتين واحده بالتمر والأخرى بالأسلحة وتم ادخال السلاح الى الحرم على ثلاث مراحل

المرحلة الأولى: بدخول المجموعة الأولى بسلاحها الفردي الذي حملته معها من الخارج، أو حصلت عليه من السلاح الذي تم تخزينه مسبقًا في الخلوات ببدروم الحرم،

المرحلة الثانية: في نفس التوقيت الزمني تدخل سيارات نقل المياه،

المرحلة الثالثة: تدخل الجنائز الوهمية بداخلها الأسلحة محمولة على أعناق أعضاء الجماعة المشاركين في الاقتحام

وعند بداية صلاة الفجر وبداية التكبيرة الأولى من الامام محمد السبيل وهو إمام الحرم المكي من 1965- 2008م توزع افراد جيهمان عند أبواب الحرم لإغلاقها وبعد الانتهاء من الصلاة أخد جيهمان وبجانه صهره محمد بن عبدالله القحطاني الميكروفون وأعلن سيطرته على الحرم وبدأ في خطبه لمبايعة المهدي المنتظر وذلك بالتزامن مع اعطاءه لاوامر توزيع اتباعه المسلحين في ارجاء الحرم وتمركزهم في منارات الحرم وهم من القناصه وفي خضم هذا الحدث تسلل إمام الحرم محمد السبيل هاربا من الحرم المكي لكي يبلغ السلطات السعودية بما حدث وبما شاهده لم يتم الاخذ بالامر في البداية بمحمل الجد واعتقدت السلطات انها مشاجرة بسيطة في صحن الحرم وتم ارسال دورية أمنية لتفقد الامر واذ قبل وصول هذه الدورية أبواب الحرم تم تصفية الدورية الأمنية برصاصات القناصه المتمركزين في منارات الحرم مما استدعى المواطنين وشهود العيان الى التبليغ بما حدث مما أدى الى تطويق الحرم ومحيطه بقوات الامن العام وبدأ أفراد جيهمان بإطلاق الاعيرة النارية على كل هدف مرئي أمامهم سواء هدف مدني او عسكري لإثارة الرعب والفزع

وصلت أخبار ما حدث في الحرم المكي إلى القيادة السياسية السعودية وجمع الملك خالد بن عبدالعزيز كل من الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية إلى مكة لتسلم زمام الأمور هناك والوقوف على ما حدث وتم إنشاء غرفة عمليات في فندق مكة بقيادة الاميرين وكانت مهامها جمع المعلومات الاستخبارية والميدانية لما يجري ولتوفير أي وسيلة للإستطلاع ما يجري تواصلت القيادة السعودية بالقنصل الأمريكي في جدة مما أدى الى ذهاب القنصل الأمريكي الى فندق الرمال في جدة لمقابلة طيار مروحيات أمريكي الجنسية يعمل في القوات الجوية السعودية والذي اسند له مهام أولية من ضمنها الاستطلاع الجوي المبدئي والاحوال المحيطة بالحرم بالإضافة الى التركيز على وجود وتموضع قناصة جيهمان في مآذن الحرم وفي نفس التوقيت تم تشديد الطوق الأمني وتحويل حركة السير بالإضافة الى اخلاء الأماكن المحيطة من الحرم تجنبنا لرصاصات اتباع جيهمان التي تستهدف كل شيء يتحرك وتم استبدال القوة المحيطة بالحرم من الامن العام بقوات الحرس الوطني وتمركزوا فوق أسطح المباني المواجهة للحرم وبعد ذلك تم الرجوع إلى هيئة العلماء لاستصدار فتوى بجواز اذا كان مواجهة المعتدين بالند جائز ام لا لأن الحكومة السعودية وجدت نفسها محرجة ومكبلة في مواجهة العملية، وبدت كما لو أنها مصابة بالشلل.

وتحدث بعض المحللين بأنها تعاملت مع حادثة الحرم على أنها محاولة انقلابية تستهدف الإطاحة بالنظام السعودي بأسره، الأمر الذي خلق جواً عاماً من الريبة في كل أنحاء المملكة. وكان لا بد قبل الشروع في أي عمل عسكري من استصدار فتوى تبيح التدخل بالقوة وإدخال الأسلحة إلى داخل الحرم المكي لإنهاء الحصار، وتمكنت السلطات، حسب بعض المصادر، من الحصول "على أصوات 32 من كبار العلماء لاستخدام القوة ضد حركة جهيمان وبعد استصدار الفتوى بجواز القتال داخل الحرم بدأت الاشتباكات الأولية بين قوات الحرس الوطني والمتمركزة في اسطح المباني المجاورة وبعض من الذي كانوا في ساحات الحرم متقدمين نحو الحرم وحدثت اشتباكات متبادلة كانت اغلب الخسائر الكبيرة من طرف قوات الحرس الوطني وذلك لعدة أسباب منها القناصة الذي كانوا في المآذن بالإضافة الى المحاولات البطولية الغير مدروسة من افراد الحرس الوطني في الدخول الى الحرم بغير علم وتخطيط مما يؤدي الى نهاية الامر الى استشهادهم وبعد عدة إشتباكات أصدرت الحكومة السعودية أمرا بقطع المياه والكهرباء عن المسجد الحرام .

 

وذلك لم يمنع من استمرارية العمل العسكري ضد قوات الامن وفي المساء وبسبب هذه الحركة زادت نسبة الإصابات بين صفوف قوات الحرس الوطني لعدم رؤيتهم للأهداف داخل الحرم في حين كانت الرؤية اكثر وضوحا عن ذي قبل بالنسبة لاتباع جيهمان بسبب أضواء الشوارع والمباني المحيطة مما جعل افراد قوات الحرس الوطني تحت رحمة نيران اتباع جيهمان مما جعل القيادات العسكرية في حين ارادت ان تفتح النار على الأهداف داخل الحرم كانت تفتح الأضواء في الحرم المكي بشكل مؤقت لحين توقف الاشتباكات ومن ثم العودة إلى إغلاقها مرة أخرى

وفي اليوم التالي تجددت الاشتباكات بين القوات واتباع جيهمان وواجهت قوات الحرس الوطني مقاومة شديدة تسببت ببعض من الخسائر كما ان مروحيات القوات الجوية السعودية كانت تقوم بطلعاتها بشكل منتظم لعدة مهام منها مهام استطلاعية ومهام توجيهية لقيادة القوات الرابضة على الأرض ووصلت صور الاستطلاع الجوية الى مركز القيادة السعودية والى مكتب القنصل الأمريكي الذي كان يتابع الامر ولفت نظره القناصة المتواجدين في المنابر والى الاعداد الغفيرة من المحتجزين من المصلين داخل الحرم والذين استخدموا كدروع بشرية لمواجهة قوات الامن بالإضافة الى المترايس التي شيدت بداخل الحرم والمكونة من المفارش والسجاجيد المتراكمة فوق بعضها لصد رصاصات قوات الامن اثناء الاشتباكات وبعد ذلك تدخلت قوات الامن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في العمليات لدعم قوات الحرس الوطني وجاءت الأوامر بعمل استطلاع بالقوة لمعرفة عدد القوات المتواجدة ووضع تمركزاتهم ومعرفة وضح الرهائن الموجودين كل ذلك تم بقوة أصغر عددا من المتواجدين من اتباع جيهمان وتم ذلك بدون أي اشتباك مع افراد جيهمان وكان ذلك بقيادة الرائد آنذاك محمد النفيعي قائد عمليات القوات الخاصة وبعد ان تم الاستطلاع جاءت المرحلة التي تليها وهي التخطيط لما تم الاستطلاع به وكان لايوجد في غرفة العمليات أي خريطة او مخطط للحرم المكي يتم التخطيط عليه لذا تم الاستعانة بالمهندس سامي عنقاوي وهو مهندس معماري يعمل في مصلحة المياة بمكة المكرمة وكان يمتلك عدد من المخطوطات والخرائط التي تخص الحرم المكي كما كانت الاشتباكات مازالت دائرة على اشدها بين القوات الخاصة والحرس الوطني من جهة وبين اتباع جيهمان من جهة أخرى كما قامت بعض من المروحيات بإطلاق الاعيرة النارية لحماية نفسها اثناء عمليات الاستطلاع كما قامت مقاتلات القوات الجوية السعودية من طراز لايتينج بطلعات تخويفية فوق الحرم المكي .

وفي اليوم الذي يليه جاءت صور جوية للقنصل الأمريكي وبطبيعة الحال هذه الصور وصلت الى القيادة السعودية تفيد بحالة ان المسعى في حالة من الدمار إثر الاشتباكات المستمرة بين القوات السعودية واتباع جيهمان ولذا تم استدعاء وحدات المظليين وقوات الامن الخاصة التابعة للقوات المسلحة السعودية وذلك بعدما لم تجني القوتين الحرس الوطني والقوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية أي هدف ملموس وبدأت قوات المظليين اقتحام الحرم المكي عن طريق الطابق الثاني من المسعى من الجهة الخلفية وبدأت الاشتباكات العنيفة بين القوتين في ارض المسعى وحدثت خسائر بين الطرفين استمرت الاشتباكات إلى مساء اليوم الثالث وكانت النتيجة انسحاب جيهمان واتباعه من مبنى المسعى وتقهقرهم الى الاقبية السفلية للحرم المكي كما أصيب صهر جيهمان محمد بن عبدالله القحطاني جراء قنبلة انفجرت في يده اثر محاولته لارجاعها لقوات المظليين وأصيب إصابة قاتلة أردته قتيلا في اليوم الرابع

 

وفي اليوم الرابع تم الهجوم بشكل أكبر من قبل القوات الحكومية وتم نشر 2000 جندي من القوات المسلحة وكتيبة مدرعة التابع للواء الملك عبدالعزيز بقيادة اللواء فالح الظاهري بجانب رئيس عمليات الكتيبة المقدم مسعود الزنافيري وبدأوا في الهجوم مبتدأين بالمآذن حيث استهدفت بالصواريخ المضادة للدبابات من طراز " تاو " وتقدمت ارتال المدرعات ناقلة الجند من طراز M113 وخلفها جنود القوات المسلحة والقوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية بقيادة الرائد محمد النفيعي مقتحمين مبنى المسعى من ثلاثة محاور مدخل الصفا ومدخل المروة والطابق العلوي لمبنى السعي وتوقفت المدرعات اثناء اقتحامها اثر اعطابها بالزجاجات الحارقة من قبل اتباع جيهان الذي كانوا يتمركزون فوق سطح مبنى المسعى استمر القتال الدائر في المسعى واخذت المعركة في المسعى تأخذ شكل المواجهات الالتحامية واطلاق الرصاصات في بعض الأوقات من مسافة صفر وكانت المواجهات على طول المسعى والبالغ طوله 450 مترا وكانت المعارك ليل نهار الى ان تم التضييق على افراد جيهمان في مبنى السعي وتم نزولهم بشكل كامل في أقبية وسراديب الحرم والذي كانت مكانا الدعم اللوجيستي من ماء وطعام وذخيرة وسلاح لافراد جيهمان انسحبت قوات جيهمان من المسعى واروقة الحرم وصحن المطاف الى الأدوار السفلية كما تم تطهير الأدوار العلوية والمآذن من القناصة مما اظهر للبعض ان الامر انتهى إلا انه وفي حقيقة الامر لم تنتهي المعركة بعد وكان بعض من الرهائن المصليين المحتجزين مع جيهمان واتباعه اخذوا قسرا الى الاقبية لاحتماء بهم كدروع بشرية وتم احراق السجاجيد والاطارات لكي يعدموا الرؤية للقوات الحكومية عند نيتهم الهجوم على الاقبية والسراديب ، كما ان الاشتباكات لم تتوقف في الاقبية جراء محاولات القوات السعودية اقتحام الاقبية والسراديب الى ان جميع هذه المحاولات باءت بالفشل لصعوبة تموضع اتباع جيهمان ومداخل ومخارج السراديب تحت كشف نيرانهم .

إلا وانه وبعد أكثر من أسبوع نجحت القوات السعودية في دفع جيهمان واتباعه من الأدوار العليا للحرم والمسعى والاروقة وصحن المطاف وحصارهم في الاقبية والادوار السفلية

و في اليوم التاسع وبعد الاشتباكات الضارية والمستمرة في الاقبية والادوار السفلية مع جيهمان واتباعه مع مزيد من الخسائر بالنسبة للقوات السعودية استعانت الحكومة السعودية بالرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان وأوضحت للرئيس الفرنسي احتياج القوات الحكومية للدعم من حيث إدارة القوات وكيفية الانتهاء من هذه المعركة بالشكل المطلوب والذي سيجنب الكثير والمزيد من إراقة الدماء وخاصة بوجود الكثير من الرهائن المتواجدين بيد اتباع جيهمان وافق الرئيس الفرنسي بالمطلب السعودي وارسل تعليماته الى عدد من ضباط وحدة التدخل التابع للأمن الوطني الفرنسي GIGN وهي القوات الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية وهي احدى قوات النخبة الفرنسية المتخصصة في مكافحة الإرهاب وتم ارسال الضباط الفرنسيين الى المملكة العربية السعودية وهم كريستيان بروتو و بول باريل و إينياس فودكي وكان كريستيان بروتو هو قائد المجموعة التي أوكلت اليها مهام تحرير الحرم واستقر الضباط الفرنسيين في مدينة الطائف والتي كانت تبعد عن مكة المكرمة 110 كم كان موضع تمركز الضباط الفرنسيين قرب قاعدة الملك فهد الجوية " حاليا " في الطائف وتم احضار لهم جميع الصور الجوية المتوفرة للحرم بالإضافة الى الخرائط والمخطوطات وتم التواصل مع جميع القوات المتواجدة في الحرم من حرس وطني وقوات خاصة تابعة للأمن العام والمظليين والقوات الخاصة التابعة للقوات المسلحة السعودية بالضباط الفرنسيين لشرح كل قوة مهامها وأماكن تمركزها وتموضعها على حسب الخطة الجديدة الموضوعة من قبل الضباط الفرنسيين وبعد ذلك تم تدريب بعض من افراد الحرس الوطني وكان عددهم 60 شخصا على كيفية استخدام الأقنعة الواقية للغازات وقنابل الغازات التي سوف تستخدم في اقتحام الاقبية والادوار السفلية وكان الضابط بول باريل المسؤول عن الأماكن التي سوف يتم الحفر بها ليتم رمي القنابل الدخانية منها وصولا الى الاقبية والسراديب الواقعة تحت الحرم المكي وبعد ان بدأت الذخائر تنتهي من جيهمان واتباعه بالإضافة الى نقص المؤن من مأكل ومشرب ازداد ضغط القوات السعودية وبدأت إجراءات الحفر تمهيدا لرمي القنابل والشروع في البدأ بالهجوم بالقوات المجهزة والمدربة من قبل الضباط الفرنسيين الى الاقبية والسراديب الواقعة تحت الحرم المكي وفي أخر يومين قبل انتهاء حصار الحرم المكي والذي استمر أسبوعين 14 يوم وبعد انتهاء الذخيرة والطعام بدأت تنهمر القنابل الدخانية

ومع اشتداد تأثير القنابل الدخانية ونفاذ المؤن والذخائر من جيهمان واتباعه استسلم جيهمان واتباعه في اليوم الخامس عشر بعد حصار وقتال دام اسبوعين راميين أسلحتهم وخرج اتباعه من الاقبية والسراديب أولا رافعين أياديهم ومتأثرين جدا من القنابل الدخانية واثار الحرائق التي سببوها داخل الاقبية للتمويه واقتحمت القوات الحكومية السراديب والاقبية واخلت من تبقى من رهائن وقبضت على جهيمان ومن تبقى معه من اتباعه وبعد القبض على جيهمان واحتجازه منفرداعلى يد الرائد محمد النفيعي احد ضباط العمليات الخاصة التابعة للأمن العام في احدى فنادق مكة المكرمة لتصويره وإعلان القبض عليه أعلن الأمير نايف بن عبدالعزيز في بيان له بتطهير الحرم المكي الشريف بشكل كامل وأذيعت البيانات الإخبارية بتطهير الحرم بشكل كامل كما تم إلقاء القبض على جيهمان العتيبي حيا هو وبعض من افراده وجاءت البيانات الرسمية وهي ان الذين استشهدوا من قبل القوات الحكومية أثناء تطهير الحرم هم 127 جندي ومقتل 117 مسلح من اتباع جيهمان بالإضافة الى استشهاد 26 حاج جراء الاشتباكات المتبادلة اثر استخدامهم كدروع بشرية ورهائن وأصيب 450 من القوات الحكومية

إلا ان بعض المصادر الغير رسمية قالت ان عدد من استشهدوا من القوات الحكومية بلغت ما بين 600 و 700 جندي اثر المحاولات الفاشلة لاقتحام الحرم والاشتباكات المتكررة تم تحرير الحرم بشكل كامل وتم إلقاء القبض على جيهمان في يوم الأربعاء الموافق 5 ديسمبر 1979م وبعد ذلك بشهر أعدمت السلطات السعودية 63 شخص من اتباع جيهمان في 8 مدن سعودية مختلفة وكان جيهمان اول من يعدموا في مكة المكرمة في 9 يناير 1980م اما الباقي من اتباع جيهمان والبالغ عددهم 20 شخص تم القبض عليهم واداعهم للسجن الى ان تم الافراج عنهم ..

 


مذكرات الفريق محمد العتيبي مساعد رئيس جهاز الاستخبارات العامة وتفاصيل حادثة الحرم المكي :

 

هو واحد ممن أداروا عمليةَ إنهاء حصار الحرم المكي من جماعة "جهيمان العتيبي" التي اقتحمته بالأسلحة لتعلن ظهور "مهديها" المزعوم عام 1400هـ، وبحكم موقعه في ذلك الوقت، كمساعد لرئيس جهاز الاستخبارات العامة؛ فقد اطلع على العديد من التفاصيل والأحداث التي لم يعرفها آخرون، وهي تفاصيل تكشف أبعاد الواقعة الأخطر في تاريخ الحرم المكي.

فقد ترأس الفريق الركن الدكتور محمد بن عيد العتيبي، القوات الخاصة والقناصة التي واجهت المسلحين داخل الحرم وأجبرتهم على الاستسلام، كما تولى عملية التفاوض مع المقتحمين، وإقناعهم بالاستسلام، وكان هو المسؤول عن الاتصال بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية في إدارة تلك الأزمة.

وتنشر "عاجل" في هذا التقرير، حوارًا نادرًا وهامًّا، للفريق محمد العتيبي، عثرت عليه "عاجل" ضمن الذخائر التاريخية الموجودة ضمن "قاعدة معلومات الملك خالد بن عبد العزيز" التي تقوم عليها مؤسسة "الملك خالد الخيرية"، والمختصة بتوثيق فترة حكم الملك خالد رحمه الله، إلا أن "عاجل" لم تتمكن من معرفة الجهة التي أجرت الحوار مع الفريق.

ويكشف "العتيبي" في هذا الحوار، العديد من التفاصيل التي غابت عن كثيرين، ومنها خطة التعامل مع المسلحين، وكيف كانت تسليحاتهم وإمكانياتهم داخل الحرم، والنتائج السياسية والاجتماعية التي ترتبت على الحادث، كما يكشف تفاصيل الحوار الذي دار بين الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله ووالدة المهدي المزعوم.

ووجب التوضيح، أن الحوار نشر في شكل إجابات فقط، لذا قامت "عاجل" بصياغة أسئلة مناسبة (بتصرف) لتوضيح معنى الحوار للقارئ، دون المساس بالنص الأصلي للإجابات، وإلى نص الحوار:

عند وقوع حادثة الحرم في 1400هـ.. ماذا كانت وظيفتك ورتبتك العسكرية؟

* بسم الله الرحمن الرحيم رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي. قال رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – في الخطبة التي ألقاها الرسول عند دخول مكة: إن الله حرَّم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فلا يحلُّ لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك دماً فيها، أو يفصد شجرةً، فليبلِّغ الشاهد منكم الغائب. أنا الفريق الركن المتقاعد الدكتور محمد بن عيد العتيبي، كنتُ في ذلك الوقت برتبة عقيد وكنتُ مساعداً لرئيس الاستخبارات العامة الأمير تركي الفيصل، ومسؤولاً عن التخطيط والتدريب في ذلك الوقت، ثم تدرَّجتُ بعد ذلك حتى وصلتُ إلى فريق ركن مسؤول عن العمليات والإشراف على التخطيط والتدريب.

أين كنت وقت وقوع الحادث؟

* في ذلك الوقت أنا كنتُ في رحلة إلى فرنسا للاتفاق على امتداد تدريب للقوات الخاصة عندنا في العمليات الخاصة، وعدت في ليلة الحادث وبقيت في الفندق وصباح ذلك اليوم أُبلغت، فاتجهت إلى مكة وفي الوقت نفسه أبلغت المدرسة في الطائف بأن يتَّجهوا.. يقطعوا دورة التدريب ويتَّجهوا إلى مكة للاشتراك في العمل.

من الجهة التي أبلغتك بوقوع الحادث؟

* بُلِّغتُ رسمياً من فرع الاستخبارات العامة في جدة.

كيف جرت عملية إبلاغ القيادات بالحادث؟

* أُبلغ الأمير نايف من قِبَل الجهات المختصة عنده الساعة السادسة، وتحرك فوراً بعد إبلاغ الأمير سلطان، والملك خالد أُبلغ من الأمير نايف وأُبلغ من إمام الحرم اللي هو الشيخ محمد بن سبيِّل، وتحركوا فوراً وأمروا قوات الأمن الخاصة قيادةً ووحدات من مختلف المناطق بالتحرك وكذلك قوات الأمن الخاصة. واستقروا أول يوم في فندق مكة في أجياد مقابل الحرم.

من هي أول جهة أمنية تحركت للتعامل مع الحادث؟

* الكل فُوجئ، أول مَن تحرَّك هو قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية، وفوجَي الحرس الوطني الموجودَين: فوج ابن جريس ونايف أبا العَلاء، اللي تحركوا من الطائف ومن الشرائع، وأيضاً قوات الأمن الخاصة هي أول مَن وصل، وصلت تقريباً حوالي الساعة 6 مساءً.

يجب أن نفرِّق بين قوات الحرس الوطني اللي هيَّ الأفواج (اللي كانوا يُسَمَّون "المجاهدين") والوحدات المنظَّمة. الأفواج أتت فوراً.. يعني بعد الحادثة، أما الوحدات فوصلت بعد يوم تقريباً.

هل تم استدعاء كتيبة الملك عبدالعزيز؟

* ما هي كانت كتيبة الملك عبدالعزيز، كان اللواء العشرين.. لواء الملك عبدالعزيز العشرين، وهذا ما دخل بمدرَّعات، دخل بناقلة جنود (113) هذي اللي جَت معه.. ناقلات جنود وليست مدرَّعات. لم تُستَخدم دبابات.. ناقلات الجنود مهمتها نقل الجنود من مكان إلى مكان حماية لهم، مصفَّحة بس ما هي مدرَّعة، فيه فرق بين المصفَّحة والمدرَّعة، وتسليحها خفيف علشان الحماية عاللي حولها بس، بس دبابات ما فيه دبابات.. ولم تُستخدم مدرَّعات بالنسبة للِّواء العشرين، كل اللي جَت منه كتائب مشاة.

كم كان عدد أول من شارك من القوات؟

* يعني في حدود الألف أول ما وصلوا.. مش الشرطة؛ قوات الأمن الخاصة.

هل تم إيقاف الصلاة فى الحرم؟

* وقّفوها الموجودين.. المخرِّبين اللي موجودين همَّ اللي وقفوها؛ لأنه أُقفلت الأبواب وبقي ناس من المسلمين، احتُجزوا داخل الحرم وأُقفلت الأبواب، فلا يوجد إمكانية للدخول.

كيف كانت ردة فعل الأمير خالد على الحادث؟

* ردَّة فعله أنه كلَّف الأمير نايف والأمير سلطان بالتحرك فوراً. الملك فهد (أو الأمير فهد في ذلك الوقت) لم يكن موجوداً؛ كان في مؤتمر القمة في تونس، والأمير عبدالله لم يكن موجوداً أيضاً، لم يكن موجوداً في ذلك الوقت، وأُبلغ من قِبَل المرحوم عبدالعزيز التويجري.

هل هناك من كان يتعاطف مع جماعة "جهيمان" من الناس؟

* هم الخطأ (بصرف النظر عن اتجاهاتهم هل هي سليمة ولاَّ غير سليمة) أنهم دخلوا الحرم مسلَّحين.. كما ذكرت عن الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، دخلوا مسلَّحين وهذه أوجدت صدمة عند الناس جميعاً، وحتى مَن كان يتعاطف في السابق مع فئة منهم في آرائه إلا أن الحادث هذا أثَّر على نفسياتهم ولم يُقبَل من أي شخص، الجميع كلٌّ يتمنى أن لم تحدث، وإذا حدثت ألا تحدث في الحرم، هذا اللي كانوا يتمناه كل واحد؛ لأن هذي أثَّرت على نفسيات الناس كثير، حتى القوات فيه كثير منهم يتردد في إنه يقدم على العمل هذا لأنه في الحرم.

هل يمكنك أن تصف لنا بداية مشاركتك في التعامل مع الحادث؟

* أنا مجرد ما سمعنا بالخبر نزلت، أنا وصلت الساعة 4 في يوم الحادث إلى جدة، وحاولت أنام، وبعد ما نمت أيقظوني وذكروا لي، فنزلت وجيت أمام باب السلام، وعندما جيت حاولت أتقدم بالسيارة لأنه ما تشوف أحد.. جميعهم في المنائر ويُطلقون النار من جميع الجهات على أي واحد يدور حول الحرم.. بصرف النظر، فتقدمت بالسيارة مع السائق وأنا بالملابس المدنية، فأُطلق النار عَلَيّ، وأُصيب صدَّام السيارة، قد يكون مقصود صدَّام السيارة علشان أرجع، فعدنا إلى الخلف، وطبعاً اتُّخذت الإجراءات في ذلك الوقت.

كيف جري تحديد وتوزيع المهمات الأساسية للقوات في لتعامل مع الحادث؟

* الملك خالد في ذلك الوقت حُدِّد المهمة الأساسية للقوات.. القيادة السياسية – ممثَّلة في الملك خالد –: تطهير الحرم الشريف من المخرِّبين. هذي كانت المهمة الأساسية.

التوجيهات السياسية الصادرة في ذلك الوقت من القيادة على السلطة اللي هوَّ الملك خالد في ذلك الوقت: سرعة إزالة مظاهر عدم الأمن. النقطة الأخرى: محاولة القبض على المخرِّبين أحياء. المحافظة على سلامة الحرم؛ المحافظة على سلامة القوات. هذا كان التوجيه السياسي الذي وُضع من القيادة ممثَّلة في الملك خالد الله يرحمه.

الأسس التي بُنيت عليها هذه المهمة اللي ذكرها: القيام بحرب عصابات (لأن القوات النظامية في الحالة ذي لو استخدمت قدراتها لدمَّرت الحرم ومَن في الحرم).

- تحديد القوات (اللي هي من الحرس الوطني، من الأمن الداخلي "القوات الخاصة"، من الجيش) علشان يساهموا جميعاً في العملية، وهي ممثِّلة للشعب ككل. - بعدين: توحيد القيادة (ليس للحرس الوطني وليس للجيش وليس لقوى الأمن الداخلي)، فوضع قيادة المعركة تحت إمرة الأمير سلطان في ذلك الوقت.

- بعدين: تحديد المسؤولية لكل وحدة من الوحدات هذي.

- كسب المعركة في أقصر وقت لإمكانية أداء الصلاة للمصلِّين.

- بعدين: المحافظة على أرواح القوات.

- بعدين: التخفيف من مظاهر القوة. لأنه جت بعد فترة الحج ولا زالوا بعض الناس موجودين فيه.

القوات اللي اشتركت في ذلك الوقت (هذا من ضمن الخطة حقَّتهم): القوات المسلَّحة، مدرسة الأمن الخاص (هذي تابعة للاستخبارات، وكانت مُنشأة حديثاً)، الحرس الوطني، قوات الأمن الخاصة التابعة لوزارة الداخلية والمدرَّبة تدريباً يشابه لتدريب الجيش.

المعدَّات (طبعاً اللي استُخدمت؛ يعني أنا اتَّضح لي في اللي أسأله): الأسلحة الخفيفة، كمَّامات غاز، قنابل يدوية بأنواعها، الذخيرة للأسلحة الصغيرة بجميع أنواعها.

طبعاً وُضع طريقة استطلاع ومراقَبة لاستطلاع الموقع (لأن ما كان عندهم خبر فيه):

- تخصيص قطاع من الحرم لكل وحدة.

- توفير وحدة احتياط عام للقوات.

هذي اللي كانت في البداية أُعطيت للقوات.

هل كان لدي الأجهزة الأمنية حصر أو إحصاء دقيق بأعداد مَن كانوا في داخل الحرم؟

* ما أحد يعرف عددهم في البداية؛ لأنه الأبواب كانت مغلقة. قامت القوات الجوية بعملية استطلاع فوق الحرم، كانوا مختبئين في المنارات، وكانوا موجودين في الأروقة تحت.. داخل الأروقة، وفي المسعى تحت، طبعاً لم تستطع أن تكشفهم وتعرف عددهم، كلها تقديرات من الناس الخارجين من الحرم اللي أطلقوا سراحهم زي بعض النساء، زي بعض الأطفال، اللي يخرج كان يُقابَل ويُسأل: كم عددهم؟ فطبعاً معلومات غير دقيقة. بس عُرف فيما بعد عددهم تقريباً والموجودين معهم (المسلمين الأبرياء)، المسلمين الأبرياء كانوا في حدود 300

هل تم فرض حالة إخلاء وحظر تجوال حول الحرم أثناء الحادث؟

* أما إخلاء فلم يُخلَ أي مكان، إنما هو في حدود 500 متر حول الحرم كان فيه نطاق أمني وسيطرة من الخروج والدخول. لم يُمنَع التجوُّل، لم تُعلَن حالة الطوارئ، لم يُطلَب إخراج أي إنسان من مكانه.

هل تم قطع الكهرباء الحرم عن والمناطق التي دارت فيها الحادث؟

* من اليوم الأول.. قُطع الكهرباء.

عارفين وش يسوُّون. المكان اللي حنَّا متأكدين من تواجدهم فيه هي المنائر؛ لأنهم كانوا يطلقون النار منها، أما الأماكن الأخرى فكان الظلام – خاصة في الليل – عطاهم فرصة إنهم يتحركوا داخل الأروقة.. هم يشوفونا وإحنا ما نشوفهم؛ لأنهم بيتحركون في الظلام وحنَّا اللمبات في العمائر اللي حولنا تضيء علينا ويشوفون تحرُّكنا؛ ولذلك هذا وُضع في الاعتبار أثناء وضع الخطة.

ولكن فيه بعض الناس تحمَّسوا ودخلوا وراحوا فيها، راحوا.. بعض الضباط والأفراد.. قُتلوا.

لماذا تم اختيار عمارة الأشراف كمقر لغرفة العمليات ؟

* لأنها تقريباً الظاهر 12 دور، وكانت غرفة العمليات في الدور الأول، وكان باستطاعة إنهم يطلعوا من فوق ويستطلعوا ويشرفوا على الحرم إشراف كامل، وهي منشأة على منطقة مرتفعة جهة المروة.

هل كانت هناك أي خرائط تفصيلية للحرم؟ وما هو دور شركة "بن لادن" في العملية؟

* لم يكن عندنا أي خرائط، فاستعنَّا بــ(ابن لادن) وأخذنا الخرائط منه وصرنا نخطِّط عليها ونتتبَّع في هذي. اللي ما يعرف طبوغرافية الحرم وطبعاً صعب عليه إدراكها. يُعتَبر الحرم طبعاً من أكبر الحصون اللي موجودة، فأصبح شكله كالحصن، هذا من الناحية ذي. بعدين عندك القبو (القبو اللي هوَّ الـ"Basement") يتكون من دورين، فيه 225 غرفة (خلوة)، هذولا كانت عبارة عن غرف يجون الناسك وبعض المشايخ يعتكف فيها، وخاصة في رمضان.

بعدين عندك في الحرم أيضاً المسعى ويتكون أيضاً من دورين. عندك صحن الحرم ويتكون من عدة أدوار اللي هي الأروقة من الداخل. وطبعاً نفس الحرم له 8 مخارج (اللي هوَّ القبو) له 8 مخارج إلى مخرج الحرم، و8 إلى داخل الحرم، هذا إلى جانب درج إلى السطح وله مخرج على كل دور وإلى المنائر في كل دور.

السطح يوجد له 7 مخارج أيضاً، تنزل لأسفل.

الحرم حوله أرضية مفتوحة؛ ولذلك من السهل اللي موجود على المنائر إنه يلاحظ كل الناس اللي حول.

هذه طبوغرافية الحرم أو مساحة الحرم.

لم يكن هناك موجود أي خريطة إلا خرائط ابن لادن اللي موجودة.. المقاول، فطُلبت منه وأُخذت منه.

كيف تم الإعداد لخطة تطهير الحرم في ظل احتجاز "جهيمان" لمئات الرهائن؟

* كان فيه عدة خطط للاقتحام. فالخطة الأولى كانت عبارة عن وقتية للاستطلاع وتحديد الأماكن، إنما هو عندما استقر الوضع، وبعدين كانت مبنيَّة على إنه إنزالهم..، كانت التوجيهات الأساسية: الإسراع في تطهير الحرم، وفي الوقت نفسه المحافظة على الأرواح سواء القوات. هذي كانت التوجيهات الأساسية: الإسراع في تطهير الحرم، وفي الوقت نفسه المحافظة على الأرواح سواء القوات. هذي كانت التوجيهات السياسية اللي موجودة.

فمن هذا المنطلق كان الموقف صعب، فكان رأي العسكريين.. هذا رأي القيادة السياسية.. رأي العسكريين إنه يجب الاستطلاع أولاً والتأكُّد من العملية. الاستطلاع هذا يجب أن نحصل على الخرائط، نتحرَّى المعلومات، على ضوء المعلومات هذي نستطيع أن نتَّخذ الإجراءات السليمة اللي تمكِّن من تحقيق رغبة القيادة السياسية في هذا الوضع.

ومن هذا المنطلق صارت تعمل القيادة على إنه تجبرهم على النزول من المنائر، من ثَمّ إلى السطح، والانتقال من السطح والأروقة إلى الأقبية، قفل الأبواب عليهم، استغلال الوقت.. وهنا كانت القيادة السياسية حريصة على إنه يُنجَز بأسرع وقت حسب التوجيهات الأساسية، ولكن هذا إذا منُّه استُخدم التوجيه السياسي لابد من المحافظة على الأرواح، فيجب أن تعمل.. اتخذوا القرار السياسي إذاً العمل العسكري يجب أن يُترَك للعسكريين ليعملوا تحقيق رغبة القيادة السياسية.

فبدأ العملية، طبعاً من البداية في التخطيط عسكرياً للعملية ذي؛ لأنك أنت تتعامل مع حرب عصابات ومع مدن ومع حصن.. الحرم حصين، يعني استخدموا فيه مدفع عديم الارتداد M40 عيار 106 ملم، استخدموا صواريخ الـ(تو) للمنائر علشان يجبروهم على النزول تحت، وفي الوقت نفسه لم تؤثر فيها.

فطبعاً الخطة.. كانت الخطة.. المهمة هي تطهير الحرم بأي شكل. علشان تنفِّذ العملية ذي وضعوا أمر عمليات لكل قوة من القوات، طبعاً عمل عدة مَحَاور اللي أول شي: محور باب السلام (قوة تدخل من باب السلام)، وهذي أُعطيت لوحدات المظلات في المملكة، اللي هي تابعة للقوات المسلَّحة؛ وبعدين عندنا المحور الثاني اللي هو عملوه: محور الصفا، وهذا أُعطي للحرس الوطني بقيادة الرائد سلطان بن خليل (من الحرس الوطني)؛ المحور اللي هي مجموعة التمهيد بالنيران وهذي أُعطيت للقوات المسلَّحة بقيادة أحد المهندسين العقيد (في ذلك الوقت، من القوات المسلحة) محمد حامد بحيري ؛ مجموعة الإضاءة وهذي من القوات المسلَّحة وأُعطيت للمقدم ركن ممدوح خطاب الجوفي ؛ وفيه عندنا مجموعة شفط وتصريف الغازات وهي أُعطيت لسلاح المهندسين التابع للقوات المسلَّحة؛ مجموعة القنَّاصة وهذي أُعطيت للاستخبارات العامة؛ وبعدين أُعطيت الكتائب (من الملك عبدالعزيز : اللواء العشرين الآلي) أُعطيت مهمة أخرى؛ واللواء العاشر والفرقة الأولى من الحرس الوطني أُعطيت لها مهام. إذاً وزِّعت مداخل الحرم بموجب هذه الخطة على جميع الوحدات علشان تدخل. إذاً فيه تمهيد للنيران، فيه خطة لشفط المياه، فيه الغازات اللي استُعملت.. هذي كلها.. وقفل الأبواب عليهم حتى يستنفذوا ما لديهم من مؤن وما لديهم من ذخيرة خفيفة ويضطرون للاستسلام، وهذا ما حصل فعلاً.

هل وضع في الحسبان استخدام الصواريخ ومضادَّات الدروع؟

هذي موجودة.. الـ(تو) موجودة، تُطلَق على المنائر بس تعمل (سِكتِرما) تزلق هنا وتضرب.. ما أعطت مفعول ولا أثَّرت على المنائر، بس أجبرتهم على النزول. وأيضاً البندقية مع الحرس الوطني (106 هذي مضادة للدروع)، أيضاً استُخدمت الـ(تو) وهذا ينطلق بسلك رفيع علشان يتابعونه على المنائر.. فقط على المنائر أُطلقت.

هل صحيح أن المخربين كانوا يتحصنون في القبو بالحرم؟

دخلنا الحرم ما كان فيه أحد، كانوا نازلين في القبو، ودخلنا مع قائد القوات اللي هوَّ اللواء فالح الظاهري، وطفنا في الحرم وسعينا وهم كانوا في القبو، كانوا موجودين في القبو.. تحصَّنوا في القبو، وصار القبو ظلام وهم موجودين فيه، وفيه الـ(Biter) ويتحصَّنون فيها، والأبواب واضحة لهم، الضوء خلفنا وأي واحد يقترب منه يطلقون عليه النار، فهم متحصنين بس طبعاً صحن الحرم فاضي ما فيه أحد.

وكيف كانت طريقة نزولهم إلى القبو؟

* فيه ممرَّات من داخل الحرم للقبو ومن المنائر من السطوح تنزل عالقبو مباشرةً. الدرج ينزل على القبو وفيه له مداخل من خارج الحرم، له مداخل (الحرم) من الخارج.

ماذا عن واقعة حريقة المكتبة؟

* بدأ الحريق في المكتبة، واستمرّ الحريق في المكتبة، الحريق حصل في المكتبة، وبعدين هم كانوا.. كثير منهم كان يلف حاله في السجادة من سجادات الحرم وطبعاً علشان يتخفَّى ويبدأ يطلق النار علشان يتلافى الغاز، وكانوا يستخدمون غُتَر مبلولة ويحطُّونها على خشومهم علشان تلافي الغاز. في القبو، قبل لم يُطلق عليهم غاز.

كيف تم إجبار المخربين على الاستسلام وكم كان عددهم؟

* فُتحت فتحات من صحن الحرم.. من الحرم، وبدت تُنزَّل عليهم قنابل الغاز، وأيضاً تُطلق عليهم قنابل الغاز من المداخل، وأصبحوا في موقف لا يتمكنون منه من الرؤية أو من معرفة إطلاق النار، ونفذ ما لديهم من الذخيرة، ونفذ ما لديهم من الطعام أيضاً، وبذلك استسلموا، بالإضافة إلى قتل بعضهم. أُصيبوا بالإرهاق؛ سواءً النفسي أو الجسماني، هم يجون يطلعون رافعين إيديهم، رافعين إيديهم: خلاص حنَّا مستسلمين، وطلعوا ويمسكونهم.. تاخذهم المباحث والاستخبارات ويودُّونهم يحقِّقوا معهم، هذولا استسلموا بما في ذلك اللي هو جهيمان، واستُخرجت جثث اللي ماتوا فيه.

ماهي المدة التي تم استغراقها لتنفيذ العملية لاستسلامهم؟

* تقريباً حوالي أربعة عشر يوم من البداية للنهاية ليلة 15 انتهت العملية.

كم عدد من قتلوا من الحرس الوطني وقوات الأمن الخاصة؟

* الحرس الوطني قُتل منه عندما حاول الهجوم.. الدخول على الحرم قُتل منه 11 (أفواج الحرس الوطني)، ومن قوات الأمن الخاصة حوالي 13 نفر في ذلك الوقت. طبعاً الحرس الوطني – كما قلت – خسائره كانت 11، عندك القوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية (اللي هيَّ قوات الأمن الخاصة): 13، القوات المسلَّحة فيها 34 ضابط وفيها 82 إصابة من الإصابات ذول. هذه هي الإحصائية اللي تمَّت في النهاية وتم تقديرها.

كيف حافظت القوات المشاركة في الاقتحام على الأرواح وسط إطلاق النار من الجانيين؟

* كما ذكرت في الخطة كانوا على قفل الأبواب؛ لئلا يذهب أرواح من الجانبين، سواء منهم هم (وكانوا حريصين على إنهم يمسكونهم أحياء للحصول على معلومات أكثر) ولئلا تذهب أرواح أكثر من القوات.

وأيضاً المحافظة على معنويات القوات؛ لأنه من أفراد القوات: أول شي داخلين على حرم وقتال في الحرم يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. 2- هناك بعض الأقارب من القوات العامل النفسي فيها.. العامل النفسي؛ مما اضطر القيادة إلى أن توجِّه نداءات إلى نفس المخرِّبين إنهم يستسلموا ويطلعوا، وقمت أنا بالعملية ذي وكنا نوجِّه لهم نداءات من مكروفون إنه اخرجوا، وكانوا فيه إمكانية لسلامتهم لو لم يقاوموا بالسلاح، ولكن المقاومة هي اللي اضطرتهم واضطرت القوات إلى أن تردّ عليهم ولكن بحذر، وكانت موجود عند أبواب الأقبية موجود إسعاف وموجود ناس يراقبون خروجهم. هذا من الإجراءات اللي تمَّت.

كيف تم التعامل مع المصابين من المخربين؟

* يمسكونه إذا كان مجروح يأخذه الإسعاف وفيه نقاط إسعاف، فيه حول الحرم خمس نقاط إسعاف.. الإسعاف يأخذه ويودِّيه النقطة، وكان فيه المستشفى الميداني من القوات المسلَّحة في (كُدَيّ) ياخذه ويودِّيه له حسب إصابته.

ماهي المهام التي كانت موكله اليك؟

* أول شي كنت مسؤول عن القوات الخاصة اللي هي مدرسة وأمن القوات الخاصة اللي هيَّ القناصة، بالرغم من أن لها قائد مباشر بس كنت أنا مسؤول عنها لأنها تابعة للجهاز.

أنا كنت مسؤول عما يتعلق بالجانب النفسي للأفراد. توجيه نداءات لهم من خلال المكروفون (مكبِّر الصوت) لمحاولة إقناعهم بالاستسلام والخروج وعدم إطلاق النار على الآخرين لئلا تكون لها ردَّة فعل.

وكنت مسؤول عن الجانب الاستخباري في مركز العمليات أو في قيادة القوات، وكنت مسؤول أيضاً عن أن أكون ضابط اتصال بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية في ذلك الوقت.

وطبعاً شاركت في العمليات وأُصبت فيها.

اشرح لنا كيف تمت إصابتك خلال العملية؟

* أُصبنا كنا مسؤولين أيضاً.. الأبواب عندما أُغلقت، علشان تدخل القوات لابد من إنك تفتح الأبواب، والأبواب قوية (حديد). زي ما أنت عارف أبواب الحرم، فكان علشان تفتح للقوات.. وكانت نقطة الضعف اللي موجودة واللي نستطيع منها أن نسيطر عليه هو من جهة المروة.. مدخل المروة من جهة عمارة الأشراف، فطبعاً كانت هذي مسؤولية الحرس الوطني اللي يدخل فيها، إنما هو ما كان فيه إمكانية للمتفجرات، فاضطرينا لإرسال ثلاثة ضباط قاموا بتفجير الباب بالمتفجرات، طبعاً سقط الباب إلى داخل الدور الثاني من المسعى، طبعاً عندما دخل لازم عندما سقط الباب لازم تدخل، دخلنا.. حصل فيه شيء ردَّة فعل لأنهم كانوا يطلقون الرصاص من فوق من السطح، كانوا موجودين في السطح ويطلقون الرصاص على الأفراد حول الأبواب، فعندما سقط الباب دخلت أنا (وكنت بثوبي) وما يعرفوني الحرس الوطني إنه هذا فلان الفلاني، فدخلوا بعدي، عندما دخلوا بعدي استمرِّينا نبغى نستمر في المسعى، فبدوؤا يطلقون النار من سطح المسعى علينا على المدخل، وبدؤوا يطلقونها بكثافة، فطبعاً أُصبت أنا في الوقت هذا وهم انسحبوا إلى جنوب المسعى وسحبوني أخويانا وأخذوني.

ما هو مكان إصابتك؟

عندما أُصبت أنا كنت أرتدي.. توِّي جاي من برَّا وكنت أرتدي ملابس مدنية؛ علشان ما يعرفون من أنا، وبعدين أُصبت في رِجلي اليسرى في الطلقة، وظلت الطلقة في الرِّجل لم أشعر فيها إلا عندما امتلأ (البسطار) بالدم.. كنت لابس بسطار (بوط)، فأُغشي عَلَيّ فسحبوني بعض الزملاء معي وأخذوني إلى خارج باب المروة إلى مركز القيادة، وأخذوني بالإسعاف للمستشفى، المستشفى اللي في الحجون، وعالجوني ورجعت، جلست بالتليلة وعملوا تضميد لها وسحبوا الطلقة ورجعت ثاني مرة.

هل جاء أحد من القيادات للحرم بعد الاقتحام

* كلهم جاؤوا، جاء الملك خالد وصفُّوا في الحرم واستقبلوه وطاف وسعى في الوقت نفسه بعدما أُخلي نهائياً.

هل تمت دراسة الحادث بعد نجاح عملية فض الحصار؟

* اللي ترتَّب على هذا الشي إنه شُكِّلت لجنة من المشايخ، من وزارة الدفاع، ومن الاستخبارات، ومن الحرس الوطني، كان يرأس اللجنة ذي الأمير تركي، وطبعاً بتوجيه من الأمير نايف وبموافقة المقام السامي عليها؛ لدراسة الوضع من جميع نواحيه: الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والخلل اللي حصل. اللي حصل إنه تمت دراسة هذي، أنا كنت عضو فيها، والحرس الوطني عضو فيها، ووزارة الدفاع عضو فيها، من الاستخبارات، فرفعت توصياتها بالدراسة ذي إلى المقام السامي في ذلك الوقت.

صدر أمر من المقام السامي بأن تقوم الاستخبارات العامة والمباحث العامة (وزارة الداخلية) ووزارة الدفاع برفع تقرير شهري لتقويم الأوضاع الداخلية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وتوصياتها حول هذا الشي ترفعها إلى القيادة السياسية في ذلك الوقت. فصدرت الأوامر بهذا الشي وبدأ تنفيذ العملية ذي بعدها مباشرةً.

ما هي جنسيات المخربين وكيف كان تسليحهم؟

* كان مشترك، فيهم كويتيين، وفيهم أفارقة، وفيهم سعوديين أغلبهم من المنطقة الوسطى.

أول حاجة إن الأسلحة عند البادية ذي بنادق طبيعية وليست قنَّاصة، ما هيب قنَّاصة، بنادقهم هي البنادق الطبيعية والمسدَّسات الطبيعية اللي يستعملها حقّ البادية. التدريب: كل واحد من البادية يطلعون في البَرّ ويستخدمون إشارات ويبدؤون يتدربون عليها.. شي طبيعي.. كل تدريبهم بدائي.. وما فيه (Snipers).. ما فيه (Snipers).. لم يثبت.. بس هم.. المهارة.. البادية معروفين بمهارتهم.

إنما هو.. ما فيه أي تأثير خارجي عليهم، هذي مؤكَّد إنه : من برَّا لهم اتصال مع ناس من برَّا يؤثر عليهم ويوجههم أو شي من هذا....!! التدريب كان شي طبيعي يطلعون، بعضهم يتبارون في عملية الإشارات: يحطُّوا حتى سيكارة ويبدؤون يؤشّرون عليها ويضربونها بالبندقية، ما هي شي غريب بالنسبة لهم وجود السلاح معهم ومهارتهم في استخدام السلاح لأنه كل شي طبيعي ما هيب مشكلة.

كيف كانت تأثير العملية على القوات المشاركة في عملية الاقتحام؟

* أثرها ما أعتقد إن ردَّة الفعل كانت على القوات... لأن فيهم الحرم وهذا له قدسيته: القتال في الحرم، فيه بعضهم له أقارب من اللي موجودين واللي قُتلوا واللي.. هم ساهموا في دخول الحرم، فنفسيتهم طبعاً.. وكان يتطلب الشي هذا إنه يُعاد تأهيل الناس نفسياً وروحياً، وتبرير.. لأنه بعضهم قُتل له ابن عم.. قُتل له.. من الجانبين.. من جانب القوات ومن جانب المخرِّبين ذول، إنما هو الشي إنه تحرر الحرم وبدؤوا المصلِّين يجون وانتهى الموضوع ذا، وترتَّب عليها عاد الحراسات الشديدة اللي بدأت بعد هذا الشي على دخول الأشياء عامة؛ التشديد عليه.

هل تم تكريم القوات المشاركة في عملية الاقتحام بعد نجاحها في فك الحصار؟

* الملك خالد جاء بنفسه عند الانتهاء، معه بقية القيادة، وسلَّم عليهم وشكرهم وصدرت إعطاء أقدميات لأفراد القوات كلهم، وتخصيص مخصَّصات للشهداء اللي موجودين من كل الأطراف اللي موجودة.

* قابلت الملك خالد من ضمن الضباط، هم جابونا كل القيادة.. الضباط.. القيادة اللي اشتغلوا في غرفة العمليات (الرُّتَب الكبيرة وقادة الوحدات) وصفُّونا وجاء وسلَّم علينا في الحرم. يتشكَّر على هذا الموضوع و: إن هذا عمل لوجه الله وجزاكم الله خير ووفقكم في المستقبل.

كما أرسلوا خطابات شكر للقادة، خاصة اللي في المراكز القيادية، أرسلوا خطابات شكر: الأمير نايف أرسل خطابات شكر لهم كلهم، والأمير سلطان أرسل، حتى غرفة العمليات كان فيها موجودين بصفة مستمرة حوالي عشرة من الأمراء اللي موجودين فيها.. في غرفة العمليات، أذكر منهم الأمير سعود الفيصل، الأمير نايف (هو اللي مسؤول في الدرجة الأولى)، بندر بن سلطان، سعود بن نايف، محمد بن نايف، فهد بن خالد بن سعو د، فيه فهد بن عبدالله بن عبدالرحمن.. مجموعة كلهم كانوا موجودين فيها.. في غرفة العمليات بصفة مستمرة.

هل تذكر أي مواقف طريفة وقعت وقت الحادث؟

* من القصص الطريفة إنه الملك خالد استدعى والدة محمد عبدالله القحطاني، وعندما استدعاها قال لها: إن ابنك يدَّعي إنه المهدي المنتَظَر. قالت: إذا كان يدَّعي إنه المهدي المنتَظَر وهذا صحيح فلن تستطيعوا القضاء عليه، أما إذا كان إنه كاذب فسيُقتل.. قال: صدقتِ. وهذا اللي حصل.

ما هي نتائج نجاح العملية؟

* زاد التماسُك؛ تماسُك المواطن مع القيادة السياسية، فقدوا مصداقيتهم أمام كثير، بما في ذلك مَن كان يؤيدهم من علماء الدين، هذه الأشياء الثلاثة تحققت: تماسُك المواطن مع القيادة، عدم تعاطُف المواطنين معهم في عملهم، عدم تعاطُف بعض علماء الدِّين المؤيِّدين لهم في السابق؛ لأن البعض منهم أُلقي القبض عليه.. تدخَّل بعض علماء الدِّين عند السلطات فأفرجت عنهم السلطات إكراماً لعلماء الدِّين.


 

 

باحث أوكراني يروي قصة الجريمة "المنسية " :

في كتابه "حصار مكة"، يخوض الكاتب الأوكراني "يارسولاف تروفيموف" تجربة فريدة من نوعها، ينقِّب خلالها في أوراق التاريخ بهدف الوصول إلى "القصة الكاملة المنسية" لجريمة اقتحام الحرم المكي، معتمدًا على روايات شهود عيان ومصادر دبلوماسية رفيعة المستوى.

وعلى الرغم من أن كتاب "حصار مكة" من الكتب الأجنبية القليلة والنادرة للغاية التي تحدثت عن الواقعة؛ فإنه لم يُترجَم إلى العربية حتى الآن.

يروي "تروفيموف" في كتابه، تفاصيل عديدة، نقلا عمن عايش الحدث، ومن بين أخطر ما كشفه كتاب "حصار مكة"، أن رجال "جهيمان العتيبي" اتخذوا من زوار بيت الله المحتَجَزِين معهم، خاصة ذوي الأصول الإفريقية، "عبيدًا" لخدمتهم، ليقوموا بأعمال نقل الماء والذخيرة تحت تهديد السلاح، وإعداد الطعام للمسلحين، والذي كان يقتصر على الخبز والتمر والزبادي المجفف "الإقط".

وعن حياة المسلحين داخل الحرم أثناء الحصار، يكشف الكتاب أنهم، ونظرًا لأن الحمامات العامة للحجيج والمعتمرين كانت تتواجد خارج الحرم تحت قبضة القوات السعودية؛ اجترأ المتآمرون على الحرم المكي، وحوّلوا غرفًا داخل المسجد إلى مراحيض، حتى بدأت الروائح النتنة تفوح بسرعة في أروقة الحرم.

ولفت الكاتب، إلى أن الكهرباء قُطعت عن الحرم المكي، ليغرق المكان كله في الظلمات مساء الثلاثاء، ويصبح كالبقعة السوداء في قلب المدينة التي عُرفت بأنوارها، حتى أن الجنود لم يستطيعوا مشاهدة رجال جهيمان، بينما كان المتمردون ينعمون بمجال رؤية واضحة للشوارع المحيطة، وتم نشر قناصة منهم، فبدؤوا في إمطار القوات السعودية بوابل من الرصاص والذين كانوا يراقبون ما يحدث داخل عمارة "الأشراف"، والتي كانت أطول بناية بجانب المسجد الحرام حينها، واتُّخذت مقرًّا لإدارة لعمليات العسكرية حينها.

وحول موقف علماء المسلمين من الواقعة؛ قال "تروفيموف" إن علماء المملكة اتفقوا مع شيخ الأزهر في ذلك الوقت محمد عبد الرحمن بيطار، حول ضرورة "التحرك السريع والحاسم لإنقاذ بيت الله الحرام"، ودعا "بيطار" إلى اجتماع عاجل لعلماء المسلمين لاتخاذ قرار إسلامي مشترك، وكان رأي "بيطار" أن هؤلاء المجرمين يجب أن يطبق عليهم حد الحرابة.

وتابع، أنه في اليوم الأول للحصار، وفي ظل حالة الاستنفار لكافة أجهزة الدولة؛ ناشدت السلطات السعودية كافة الأطباء والعاملين في مستشفى جدة العسكري بالسفر إلى مكة، مع الوضع في الاعتبار إمكانية البقاء ليلة هناك، فيما ظلت سيارة جيب عسكرية تجوب حول الحرم لساعات، وهي تناشد المجموعة المسلحة عبر مكبرات الصوت إنهاء الحصار وإطلاق الرهائن نزولا على فتوى علماء المملكة.

وكانت الرسالة التي تم بثها عبر مكبرات الصوت: "إلى كل هؤلاء المختبئين تحت الأرض وداخل المسجد.. يمكنكم إنقاذ رواحكم.. استسلموا وإلا سنجبركم عليه.. عليكم بالاستسلام والتوجه إلى الجزء الأوسط من ساحة المسجد.. من يستسلم لن يضره شيء.. استسلموا".

وينقل الكتاب عن أحد شهود العيان قوله إن القوات السعودية كانت مهمتها إنزال وسحق قناصة جهيمان من أعلى مآذن المسجد، وبالفعل أوقعت بالكثير منهم، لا سيّما أنهم كانوا قد اعتادوا القنص من أعلى، وطالت أيديهم الأبرياء من المارين بجانب المسجد أيضًا.

وكان الأمر صعبًا على جنود المشاة الذين جثوا على ركبهم، وساروا ببطء خلف الدروع، وظلوا حاملين بنادقهم داخل المسجد، الذي ساده الظلام، حتى أنهم شعروا وكأنهم يحاربون أشباحًا، فالمجرمون قاموا بتلطيخ وجوههم بالسخام، حتى تصعب رؤيتهم، فقط الومضات الضوئية المتقطعة هي التي كانت تكشف أماكنهم، فيما كانت الأرض زلقة بسبب الدماء والأحشاء الآدمية وبقايا الطعام التي تناثرت داخل الحرم الشريف.

وعن الكيفية التي قُتل بها محمد بن عبد الله القحطاني، الذي ظنّ نفسه المهدي، يقول الكتاب إنه كان في مقدمة المجرمين، وكان يعتقد أنه أكثر من مجرد بشر عادي، وبدا ذلك جليًّا في سلوكه، حيث كان يتصرّف وكأنه محصن من الرصاص، وبالفعل نجا من عدة طلقات، ومع تقدم قوات المملكة في المعركة، بدأ المتمردون في التقهقر، واتجهت رصاصاتهم نحو الدروع، ولم تؤذِ جنود المملكة البواسل، وحينها قرر "القحطاني" التقدم لتدمير جنود المملكة، وحينما حاول مريدوه منعه، ابتسم لهم وقال بكل هدوء: "أنا المهدي.. ولا أخاف أي شيء.. لا يمكنني الموت"، وحمل أسطوانة بترول وقطعة قماش مشتعلة وأخذ يحاول تفادي الطلقات، حتى وصل إلى مدرعة من مدرعات المملكة وألقى عليها الأسطوانة، وفر هاربًا دون أن يُصاب.

وأضاف أنه ونتيجة اعتقاد "القحطاني" بأنه خالد، كان يمسك بالقنابل التي تلقيها القوات السعودية عليه وعلى أنصاره، ويعيد إلقاءها على القوات مرة ثانية، وكان الحظ يحالفه في كل مرة، واستمر على ذلك إلى أن أمسك بواحدة منها فانفجرت فيه، ووسط لهيب النيران، لم يكن المتمردون بقادرين على إنقاذ "مهديهم"، الذي ظل يتلوى من الألم وسط الضباب القاتل، فتركوه وفروا نحو الأقبية، وأدرك أتباعه أنه إن لم يكن قد قتل، فهو وبلا شك قد أُصيب إصابة بالغة قد تودي بحياته.

وحول تكتيكات المسلحين للدفاع عن أماكنهم داخل الحرم المكي، اقترح "جهيمان" استغلال أسطوانات الغاز التي كانوا يستخدمونها للطهي داخل الأقبية المخصصة للطلاب الدارسين، حيث قاموا بدحرجة الأسطوانات بين مسعى الصفا والمروة لإحداث انفجار هائل، ولكن مع توافد عدد أكبر من الجنود ودروعهم، كان من الصعب الدفع بتلك الأسطوانات بالسرعة التي تُحدث الانفجار، ولذا فشلت خطة جهيمان.

ولفت الكتاب إلى أن القوات السعودية كانت تخشى أن يلجأ "جهيمان" وأتباعه إلى التحصن داخل الكعبة فهي مصممة دون نوافذ، ما يجعل اختراقها مستحيلا إلا بالتدمير الكامل، ولكن المفاجأة هي أن "جهيمان" لم يلجأ إلى هذه الخطوة، واكتفى بنشر رجاله لمحاربة القوات السعودية من الغرف المنتشرة بالمسجد الحرام.

ومن الوقائع الهامة التي يسردها الكتاب، ما قام به عدد من الأمراء الذين قرروا الذهاب بأنفسهم لمشاهدة العمليات العسكرية التي يشهدها المسجد الحرام، حيث قام عدد من الأمراء بينهم رئيس المخابرات حينها الأمير تركي الفيصل، ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، بارتداء الملابس العسكرية، وأبقوا رؤوسهم عند مستوى منخفض، لا سيما أن المكان لم يكن مؤمّنًا بما يكفل حمايتهم من بنادق المجرمين.

وينقل الكتاب عن الأمير "تركي" دهشته فور دخوله الحرم المكي، مؤكدًا أنه لم يندهش من الجثث التي ملأت المكان قدر اندهاشه من حالة الهدوء الشديد التي كانت تسيطر على المكان الذي اعتاد رؤيته مزدحمًا بالمصلين والزوار، فكانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة التي يرى فيها المسجد خاليًا من الناس.

بعد ذلك دخلت القوات السعودية في مرحلة قتالية أصعب، هي مواجهة المتمردين في القبو، بعدما سحقتهم في صحن المسجد وعلى المآذن، وكان تصميم القبو قويًّا جدًّا، ما حال دون نسفه، وهو ما حال دون سرعة القضاء على المجرمين.

وفي الحصار، وبعدما تمكنت القوات السعودية من ضبط جميع المسلحين، عثرت على رجل يكبر بقية المتمردين، شعره معقد ولحيته طويلة، وكان بجانبه أسلحة وبراميل من جبنة اللبنة وسلطانيات من البلح وأكوام من المنشورات، ليتضح لاحقًا أنه "جهيمان العتيبي" رأس الفتنة. ومع اقتياده، سأله أحد الضباط: "لماذا انتهكت قدسية المسجد الحرام؟"، فكان رد جهيمان: "لو كنت أعلم أن الأمور ستجري على هذا النحو.. لما كنت فعلت ذلك".

 


تسلسل الاحداث تاريخيا :

(1 محرم 1400هـ)

قبل انطلاق أذان فجر غرة القرن الهجري الجديد 1400، وعبر منافذ مخصصة لدخول الشاحنات؛ تمكن بعض رجال جهيمان من إدخال شاحنتين محملتين بالتمر والماء والذخيرة إلى الحرم المكي. وعقب انطلاق أذان الفجر بصوت الشيخ عبد الحفيظ خوج، ووسط مئات المصلين الذين تدفقوا إلى صحن الحرم ومياه الوضوء تَقْطُرُ من أطرافهم ومن لحاهم - تمكن قرابة مائتي شخص من الدخول إلى الحرم الشريف، حاملين عددًا من النعوش للصلاة على أصحابها، بيد أنها كانت نعوشًا من نوع آخر، لا تحمل جثامين موتى، وإنما تحمل أسلحة وذخيرة بهدف احتلال الحرم المكي الشريف، وفي مقدمتهم "جهيمان العتيبي".

بعد أقل من ثلث ساعة من رفع الأذان، ووسط عشرات الآلاف من المصلين -غالبيتهم من الحجاج الذين قضوا مناسكهم وآخرون قدموا لأداء العمرة- أعلن الشيخ خوج عن إقامة الصلاة، فتقدم الشيخ محمد بن عبد الله السبيل ليؤم المصلين الذين التفوا في خشوع حول بيت الله الحرام.

بعد أن فرغ الشيخ السبيل من الصلاة التي قرأ في ركعتيها الأولى والثانية بعض آيات من سورة "التوبة"؛ علت أصوات بعض المصلين، وبدت حركةٌ مريبة في كافة أنحاء المسجد، قبل أن يتقدم شاب ذو ملامح حادة متجهمة، ليستولي على "الميكروفون" المخصص للإمام.

وجه الشخص الذي استولى على "الميكروفون" نداءً إلى جموع المصلين، طالبهم فيه بالجلوس، والاستماع لبيان هام، وسط حالة من الاضطراب التي سادت أرجاء البيت الحرام، فيما تدافع بعض المصلين نحو صحن الطواف لاستجلاء ما يحدث.

في تلك الأثناء، تسرب بعض أتباع "جهيمان" حاملين أسلحة "قناصة" إلى مآذن الحرم، فيما تكتل آخرون أمام الأبواب لمنع خروج المصلين، وإجبار الجميع على الاستماع للخطبة المرتقبة.

حاول أحد أفراد الجماعة المسلحة إغلاق باب للحرم يقع في الجهة الجنوبية، فاشتبك مع أحد حراس المكان الذي حاول منعه، فانطلقت رصاصة من سلاحه صوب حلقة معدنية في الباب، فارتدت على الرجل المسلح وأردته قتيلا، فدب الرعب في نفوس الجميع، وتتابعت الرصاصات المرتبكة المذعورة تعوي في أرجاء الحرم الشريف، وسط صرخات المصلين الذين كان بينهم أطفال ونساء، وعلى وقع هذه المأساة، بدأ أحد أفراد الجماعة خطبته.

تحدث أحد رجال الجماعة ويدعى "خالد اليامي" بصوت غريب على آذان زوار البيت العتيق، عن "المهدي المنتظر" وعلاماته وأهدافه وكيفية مبايعته، ساردًا بعض الأحاديث التي تصف "المهدي" وتتحدث عن علامات ظهوره، قبل أن يصل في خطبته إلى مراده قائلا: "فاعلموا أيها المسلمون، أنه انطبقت هذه الصفات كلها على هذا المهدي الذي سوف تبايعون بعد لحظات بين الركن والمقام"، معلنًا أن "المهدي" موجود الآن داخل صحن الحرم لتلقي البيعة!

فور انتهاء الخطبة التي صدمت الجميع، بدأ "جهيمان" وأتباعه في إجبار المصلين على التقدم نحو الكعبة بين الركن والمقام، ومبايعة زوج أخته "محمد بن عبد الله القحطاني" بصفته "المهدي المنتظر".

أمام منظر الأسلحة التي لم تشاهد داخل صحن الحرم من قبل، وجد بعض المصلين أنفسهم مجبرين على التقدم لمبايعة "المهدي المزعوم"، إلا أن آخرين رفضوا الانصياع، وحاولوا التحدث إلى رجال "جهيمان" ومناقشتهم في دعواهم، فعلت الأصوات وعمت الفوضى.

ووسط حالة الارتباك، تمكن الشيخ عبد الله السبيل من السير وسط الزحام، حتى وصل إلى غرفة له في الحرم، وقام بالاتصال مباشرة بالشيخ ناصر بن حمد الراشد رئيس شؤون الحرم آنذاك، وأخبره بالأمر وأسمعه طلقات الرصاص.

خلال دقائق، وفور أن اكتشفت السلطات أن ما يحدث بالحرم هو حدث جلل غير اعتيادي، وجه وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- بمحاصرة الحرم المكي مع التزام الهدوء وعدم مواجهة المسلحين منعًا لإراقة الدماء، فنفذت القوات توجيه الأمير بمشاركة رجال الجيش السعودي، وفرضوا سيطرتهم على المكان تمهيدًا لبدء التفاوض مع "جهيمان" ورجاله حقنًا للدماء في بيت الله الحرام.

عندما شاهدت جماعة "جهيمان" القوات السعودية وهي تحاصر الحرم، بادرتهم بإطلاق الرصاص من مآذن الحرم الشريف، معتقدة أنهم يمنعون الحجاج من التوافد لمبايعة "المهدي"، لتبدأ المواجهة المسلحة بين أروقة البيت العتيق في مشهد توقف أمامه التاريخ طويلا.

بدأ الخبر ينتشر خارج أروقة الحرم، ودب القلق إلى النفوس خوفا على بيت الله الحرام، وبدأت وكالات الأنباء تتناقل معلومات مرتبكة وغير دقيقة عما يجري في الحرم المكي، فيما أعلنت بعض الإذاعات وفاة إمام الحرم الشيخ السبيل برصاص جماعة مسلحة.

وصل الأمير نايف إلى مكة المكرمة ليشرف بنفسه على العملية وعلى الخطط المتعلقة بتحرير الحرم، فيما أسرعت القوات السعودية إلى إبعاد زوار الحرم عن المكان تجنبًا للرصاص العشوائي الذي كانت تطلقه جماعة "جهيمان".

بعد 4 ساعات من المواجهات، خلع الشيخ السبيل المشلح والشماغ، ونزل إلى باب أحد الأقبية، وسار بين المسلحين خافض الرأس متخفيًا بين بعض الحجاج الذين كان أغلبهم من إندونيسيا، حتى تمكن من الخروج.

بعدما اتضحت الصورة كاملة أمام الملك خالد بن عبد العزيز -رحمه الله- وجه دعوة عاجلة لعدد من كبار علماء المملكة، وأطلعهم على الموقف، واستفتاهم في شأن تلك الفئة الضالة، فأفتوه بأن الواجب دعوتهم إلى الاستسلام ووضع السلاح، فإن فعلوا قبل منهم وسجنوا حتى ينظر في أمرهم شرعًا، وإن امتنعوا وجب اتخاذ كل الوسائل للقبض عليهم ولو أدى إلى قتالهم وقتل من لم يحصل القبض عليه منهم.

وصلت قوات الحرس الوطني إلى الحرم المكي قادمة من جدة والطائف واتخذت أماكنها بجوار قوات الجيش استعدادًا لتنفيذ الاقتحام وتحرير البيت العتيق، مستخدمة في ذلك مصفحات من نوع M113 مزودة برشاش عيار 30، وقبل التنفيذ بدقائق، وصلت توجيهات الملك خالد بالحرص على سلامة المحتجزين داخل الحرم وسلامة مبنى الحرم، وإعطاء المسلحين فرصة للاستسلام، فوجهت القوات السعودية عبر مكبرات الصوت، نداء إلى "جهيمان" ورجاله، طالبتهم فيه بالخروج من الحرم، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين، ووقف احتلال أطهر بقعة على وجه الأرض احترامًا لقدسية المكان، إلا أن "جهيمان" رفض الطلب، وعاود إطلاق الرصاص.

(2 محرم 1400هـ)

في صبيحة اليوم الثاني، بدأت القوات السعودية خطة الهجوم، التي تمثلت في إحداث ثغرات في أبواب وجدران الحرم للسماح للمدرعات بالدخول، ووقع اختيارهم على ناحية المسعى للتنفيذ، لأن المسعى مغطى، وهو ما يمنع رصاص القناصة المتمركزين في المآذن من الوصول إلى القوات السعودية.

كان أول من أشارت أصابع الاتهام بوقوفهما وراء هذا الحادث على طرفي نقيض، أولهما شيعة إيران، وثانيهما الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما دفع الجانبان للنفي رسميًّا أي علاقة لهما بالواقعة.

أصدر وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- أول بيان رسمي بشأن الواقعة، معلنًا اتخاذ كافة التدابير للسيطرة على الموقف، وحماية أرواح المسلمين المتواجدين بالمسجد الحرام.

وجدت القوات السعودية صعوبة في تحرير الحرم مع الحفاظ في الوقت ذاته على أرواح الرهائن داخله، خاصة أن جماعة "جهيمان" كانت تجبر الرهائن على التجمع داخل صحن الحرم ليكونوا في مرمى القناصة، فحاولت القوات السعودية تنظيم عملية "إسقاط مظلي" لعدد من الجنود، إلا أن التجربة لم تنجح في فك الحصار، حيث تمكنت جماعة "جهيمان" من قنص المظليين وقتل عدد كبير منهم، فيما عمدت بعض وكالات الأنباء إلى إذاعة شائعة مفادها أنهم تمكنوا من إسقاط مروحية تابعة للقوات السعودية فوق صحن الحرم.

(3 محرم 1400هـ)

في اليوم الثالث للحصار، شعر "جهيمان" بأن الأطفال والنساء سيشكلون عبئًا عليه، خاصة مع محدودية الطعام الذي تمكنوا من تهريبه إلى الحرم، فقرر إطلاق سراحهم، مع الاحتفاظ بجميع الرجال حتى كبار السن منهم.

في اليوم ذاته، كان محمد بن عبد الله القحطاني بين رجاله، يحاول إقناعهم بأنه "مخلد" ولن تتمكن القوات السعودية من قتله، فكان يعيد إلقاء القنابل التي تسقط عليهم باتجاه القوات وهو ينادي "أنا المهدي يا أعداء الله"، وفي إحدى المرات انفجرت قنبلة بين يديه، ولم يتمكن الرجال من إنقاذه، فتركوه وفروا هاربين دون أن يستوثقوا مما إذا كان توفي أم أصيب على إثرها فقط، لتسحب القوات جثمان "القحطاني" خارج الحرم، دون أن تدري أنه "المهدي المزعوم".

شكل مقتل عبد الله القحطاني صدمة كبيرة لكل من شاهده يُقتل، وسرى الخبر بين المسلحين، وعندما علم "جهيمان" بالواقعة غضب واتهم كل من يروج لمقتل "المهدي" بـ"عدم اليقين" وأنه يسعى إلى إثارة الفتنة بين صفوف رجاله، مؤكدًا أن "القحطاني" لا يمكن أن يُقتل لأنه "المهدي المنتظر" وإنما حُصر في مكان ما من الحرم، وسيخرج منه عقب انتهاء الأزمة لتلقي البيعة.

واصلت القوات السعودية تنفيذ خطتها لتضييق الخناق على المجموعة المسلحة التي تم دفعها للنزول إلى الدور السفلي للحرم، وهو المسمى بالخلوات، وهو دور محفور تحت مستوى أرض الحرم الشريف، فتحصنوا فيه وفي حجراته وأقبيته.

(4 محرم 1400هـ)

في ظهيرة يوم الجمعة 4 محرم، انتقل راديو الرياض إلى إذاعة خارجية لبث شعائر صلاة الجمعة من المسجد النبوي بدلا من المسجد الحرام كما هو معتاد، وهو ما اعتبرته بعض وكالات الأنباء دليلا على استمرار الأزمة وتحصن المسلحين داخل الحرم المكي، وفي خطبة الجمعة، أعلن خطيب المسجد النبوي أن الحكومة السعودية تواجه بحكمة هذه المجموعة من "الكفار" شاكرًا الله تعالى لأن الحكومة استطاعت السيطرة على الموقف، وكادت أن تسحق المجموعة المسلحة.

في محاولة منه لرفع الروح المعنوية لرجاله، بعدما اهتزت بشدة عقب مقتل "القحطاني"؛ ادعى "جهيمان" أن جيشًا تابعًا للقوات السعودية كان قادمًا من تبوك لمؤازرة الجنود المتحلقين حول الحرم، فخُسفت به الأرض أثناء مروره بالصحراء، مؤكدًا أن تلك الواقعة إحدى العلامات المرتبطة بظهور المهدي، وأن أحد رجاله سمعه من راديو القوات المحاصرة لهم في موقعه المتقدم للحراسة.

(5 محرم 1400هـ)

يوم 5 محرم؛ قرر أحد رجال "جهيمان" السابقين ويُدعى عبد الله الحربي، التوجه إلى الحرم النبوي، في محاولة منه لاقتحامه بهدف التخفيف عن زملائه في الحرم المكي، وقبل تنفيذ الاقتحام سافر إلى "ساجر" بحثًا عن أعوان بين قبيلة "جهيمان" فاصطدم في طريقه بنقطة تفتيش طلبوا منه التوقف، فعصى الأوامر والإنذارات المتكررة وهرب منهم، كما حاول مقاومتهم بإطلاق النار عليهم من سلاح بحوزته، قبل أن يسقط قتيلا برصاص جنود نقطة التفتيش.

(6 محرم 1400هـ)

يوم 6 محرم، وصل إلى الرياض كلٌّ من الشيخ جابر الأحمد أمير الكويت، والشيخ عيسى بن سلمان أمير البحرين، للاطلاع على الموقف، وإجراء محادثات مع الملك خالد بن عبد العزيز.

في اليوم السابع للحصار، أدى المسلمون في كافة مناطق المملكة صلاة "استغاثة" داعين المولى عز وجل أن يحفظ بيته الحرام، ويديم استقرار وأمن المملكة.

(9 محرم 1400هـ)

يوم 9 محرم، تمكنت القوات السعودية من احتلال الطرق المؤدية إلى الأقبية، وطاردت رجال "جهيمان" من قبو إلى آخر، وتمكنت من إلقاء القبض على عدد كبير منهم، واستسلم آخرون بعدما دب اليأس في نفوسهم بعد تأكدهم من مقتل "القحطاني"، بينما ضيقت الخناق على الباقين.

بدأت السلطات السعودية التحقيق مع الذين تم القبض عليهم، وتمحور التحقيق حول معرفة مصادر السلاح، وكيفية تهريبه إلى داخل الحرم المكي، ومن خلال التحقيق، توصلت السلطات إلى معرفة العديد من خيوط الجريمة، وهو ما ساعد بعد ذلك في القضاء على المجموعة المتبقية في الأقبية.

(13 محرم 1400هـ)

في اليوم الثالث عشر، نفذت القوات السعودية العملية النهائية التي استمرت يومين متواصلين، بعد أن حاصرت المجموعة المسلحة في أضيق نطاق وأصغر مساحة ممكنة بعيدًا عن الكعبة الشريفة داخل الأقبية.

عقد مجلس الوزراء جلسة طارئة برئاسة الملك خالد بن عبد العزيز خُصصت لمناقشة الاعتداء على المسجد الحرام، عرض خلالها الملك جميع الإجراءات التي اتُّخذت بناء على الفتوى الشرعية لعلماء المملكة، معلنًا تطويق الفتنة، وتطهير المسجد الحرام من العصابة التي احتلته، وأنه لم يتبقَّ إلا مجموعة ما زالت تختبئ في أقبية الجزء السفلي للمسجد.

(15 محرم 1400هـ)

تمكنت القوات السعودية من تضييق الخناق على كل المسلحين المتبقين على قيد الحياة، وأجبرتهم على الاستسلام فجر يوم 15 محرم 1400هـ، وآخر من ألقي القبض عليه كان "جهيمان" الذي ظل مختبئًا في أحد الأقبية.

في اليوم ذاته، أصدر وزير الداخلية البيان الثاني، معلنًا تطهير قبو المسجد الحرام من أفراد "الطغمة الفاسدة".

(16 محرم 1400هـ)

عقب صلاة ظهر يوم 16 من محرم، توصلت القوات السعودية إلى المكان الذي يختبئ فيه قائد المجموعة "جهيمان العتيبي" حيث عثر عليه في موقع منعزل كان يتخذه مع مساعديه كمقر لإدارة عملية الحصار.

(17 محرم 1400هـ)

في يوم الخميس 17 محرم 1400هـ، تم إعادة فتح المسجد الحرام للمصلين، وأدى جلالة الملك خالد بن عبد العزيز صلاة المغرب بالحرم المكي، وهي أول صلاة جماعة تُقام به بعدما عطلت الصلاة والمناسك في بيت الله الحرام لـ15 يومًا متواصلة، وطاف الملك ومرافقوه حول الكعبة المشرفة، شاكرين الله تعالى على انتهاء الغمة.

عقب الصلاة، أصدر الملك خالد توجيهاته لوزارة المالية والاقتصاد الوطني بسرعة البت في اتخاذ الأعمال الفورية لإصلاح وصيانة الحرم المكي الشريف من الأضرار التي تعرض لها، كما وجه باستبدال أرضيات المسجد بأرقى أنواع الرخام "المرمر" في العالم على نفقته الخاصة.

(18 محرم 1400هـ)

في ظهيرة اليوم التالي الجمعة 18 محرم، توجه أكثر من 150 ألف مصلي إلى المسجد الحرام لحضور خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ عبد الله خياط، والتي استنكر خلالها ما قامت به جماعة "جهيمان" التي وصفها بالفئة الضالة الخارجة عن الدين، وكانت خطبة مشهودة نقلها العديد من إذاعات وتلفزيونات العالم.

(19 صفر 1400هـ)

وفي صبيحة يوم الأربعاء 19 صفر، تم تنفيذ حكم الإعدام حدًّا بالسيف على رؤوس من تمت إدانته في هذه الواقعة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا، حسب أحكام القضاء الشرعي، حيث تم إعدام 61 مدانًا وسجن 19 آخرين.

.

 


 

فيديو1

فيديو2

فيديو 3  

 

 

 

 

 

 

جيهمان العتيبي بعد القبض عليه

 

ضباط من وحدة التدخل التابع لامن الوطني الفرنسي GIGN لمكافحة الإرهاب والمكون من الضباط كريستيان بروتو و بول باريل و إينياس فودكي واضعي خطة إقتحام الحرم المكي في أحداث جهيمان نوفمبر 1979م وأصحاب فكرة إستخدام الغاز الخانق والمسيل للدموع في معركة الاقبية الأخيرة في أحداث حصار الحرم المكي عندما تحصن جهيمان وأتباعه في أقبية الحرم المكي عندما تم تطهير الاروقة وصحن المطاف والمسعى من أتباع جهيمان المسلحين ... تم إلتقاط الصورة في مدينة الطائف 110 كم عن مكة المكرمة

الطائف - المملكة العربية السعودية نوفمبر 1979م

 

أحد الحفر التي تم حفرها من قبل السلطات السعودية بإيعاز من الضباط الفرنسيين لاغراق أقبية الحرم السفلية بالغازات الخانقة والمسيلة للدموع في معركة الاقبية الأخيرة مع جيهمان وأتباعه المسلحين ..

 

الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية آنذاك خلف إحدى المدرعات التابعة لأحد الكتائب المدرعة التابعة للواء الملك عبدالعزيز التابعة للقوات المسلحة الرابضة في ساحات الحرم الخارجية وأمامه قائد الكتيبة المدرعة اللواء فالح الظاهري وهو مصاب على إثر الاشتباكات السابقة مع أفراد جيهمان العتيبي .

 

 

 

 

 

صورة الدخان يصعد من مبنى المسعى اثناء الاشتباكات الدائرة بين القوات الحكومية وجيهمان

 

 

صورة لجندي من الحرس الوطني وهو يحمل احد سلات التمور التي كانت احدى مؤن اتباع جيهمان في احد اقبية وسراديب الحرم

 

 

إحدى سيارات النقل التي استخدمها جيهمان واتباعه لنقل الأسلحة والماء الى داخل الاقبية في الحرم وهي مدمرة جراء الاشتباكات

 

 

أحد الاقبية تحت الحرم بعد تطهيرها ويظهر عليها اثار الاشتباكات

 

 

صورة نادرة لآثار الرصاص في أعمدة المسجد الحرام وجدرانه كما التقطتها كاميرا جريدة السفير في مكة المكرمة بعد أحداث الحرم المكي

 

 

 

 

 

 

هذا وبالله التوفيق .....

المصادر

  • صحيفة عاجل الالكترونية
  • ساسة بوست
  • موقع الحدث
Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech