Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

محطات فى حياة مؤسس الصاعقة

 

 

 

محمد مسعد كتب

 

الفريق جلال هريدى، مؤسس قوات الصاعقة، أول قائد لها، وهو الأب الروحى لكل رجالها، ظل تاريخه الوطنى مغيباً عن الأجيال المتعاقبة عمدا، لأكثر من ٤٠ عاماً، حياته مليئة بالأحداث الدراماتيكية، فإلى جانب المعارك الضارية التى خاضها، فى ميادين الحروب التى شارك فيها، نجا الرجل الذى تجاوز ٨٣ عاماً من حكم بالإعدام فى سوريا، إبان الانفصال، وكان هناك حكم مماثل خففَ للأشغال الشاقة المؤبدة، على خلفية ما سمى قضية الانقلاب على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

هريدى ظل حبيس الجدران، منذ أغسطس عام ٦٧ حتى أفرج عنه الرئيس الراحل أنور السادات إفراجاً صحياً، فى عام ٧٤، ومن وقتها لم يسمع عنه أحد شيئاً، فضل رجل المهام الصعبة أن يكمل بقية حياته صامتا.

ومؤخرا، وبعد كل هذه السنوات، جاء التاريخ ليقول أبدا لن أنساك، فكان تكريم الرئيس محمد مرسى له على بطولاته وإنجازته فى سبيل الوطن، ومنحه رتبة الفريق الشرفية.

«المصرى اليوم» حاولت استكشاف بعض من المناطق الغامضة فى حياة هذا الرجل، الذى كان له الفضل فى تأسيس السلاح الذى طالما حكيت عنه بطولات، ترقى لحد الأساطير، وبعيدا عن ساحة المعركة، «هريدى» يعلم الكثير عن ملفات شائكة، كان شريكاً فى صنعها أو شاهداً عليها، ومنها ثورة يوليو، والعدوان الثلاثى، وزمن الوحدة والانفصال، وحرب اليمن، والنكسة، العلاقة الملتبسة بين ناصر والمشير عبدالحكيم عامر، لكنه فضل الصمت حتى حين واعداً بلقاء يبوح فيه ببعض ما لديه واحترمنا رغبته لكنه خص «المصرى اليوم» ببعض من أرشيف صوره، تكشف هى الأخرى جانبا من سيرته. بعض الصور يرصد جزءاً من تاريخ الصاعقة، بدءاً من إنشاء أول فرقة صاعقة بسيناء، فى عام ٥٥، وصولاً إلى تدمير معسكر الدبابات البريطانية، فى بورسعيد عام ٥٦، وانتهاء بمحاولة الصاعقة مهاجمة المطارات الإسرائيلية، فور اندلاع حرب ٦٧.

ويوم الأربعاء الماضى، أقام عدد من أبطال الصاعقة احتفالية للفريق جلال، فى دار المشاة، حضرها المستشار فاروق سلطان، الرئيس السابق للمحكمة الدستورية العليا، واللواء أركان حرب نبيل شكرى، قائد قوات الصاعقة، فى حرب أكتوبر، والفريق صلاح عبدالحليم، الرئيس الأسبق لهيئة عمليات القوات المسلحة، واللواء سامى سعد زغلول، قائد وحدات الصاعقة، وطارق وجمال، نجلا المشير عبدالحكيم عامر، والكاتب الصحفى صلاح منتصر ولم يحضرها أى من وسائل الإعلام سوى «المصرى اليوم» بدعوة من الفريق.

روى الفريق هريدى خلال اللقاء ثلاث محطات رئيسية فاصلة فى حياته.. عن أولى المحطات، يقول: «بدأت بعد نجاح الصاعقة فى بورسعيد، وإثبات كفاءتها القتالية، حيث تقرر إنشاء وحدات الصاعقة فى فبراير ١٩٥٧، وكما كنت أقول دائماً فالصاعقة هى السلاح الوحيد الذى قام بعمليات قبل أن يوجد أو يؤسس، وكنت وقتها برتبة اليوزباشى، النقيب حاليا، وأراد المشير عامر، رحمه الله، أن يرقينى إلى رتبة البكباشى، أى المقدم، لكى تكون الرتبة مناسبة لقيادة هذا السلاح، فقلت له يا فندم هذا يعتبر مكافأة على ما عملناه فى بورسعيد، وأنا أريد أن أنشئ هذه القوات على مبادئ معينة، وكلكم تعلمون أن ضباط الصاعقة جميعاً سواء الشهداء أو الأحياء كانوا يتسابقون إلى العمليات دون انتظار أى جزاء أو مكافأة، فاتخذ المشير عامر قراره الجرىء، الذى لا يستطيع أحد غيره أن يتخذه بتعينى قائداً لقوات الصاعقة

وأنا برتبة اليوزباشى، وعمرى أقل من ٢٧ عاماً، وأنا هنا أقرر حقيقة ساطعة يدركها كل من خدم بالصاعقة فى الخمسينيات والستينيات وهى أنه لولا المشير عامر ما كان من الممكن أن يكون للصاعقة وجود، فقد آمن عامر بها وتبناها، من أول يوم ووفر لها كل الأولويات، فكنت أول ضابط فى تاريخ القوات المسلحة يتولى قيادة سلاح برتبة نقيب».

لم تكن المحطة الثانية أقل غرابة، لاسيما أن كثيرين من أبناء الجيل الحالى لا يعلمون أن قوات الصاعقة، دخلت إسرائيل أثناء ٦٧، وعن تفاصيلها يروى هريدى: كانت عندما دخلت قوات الصاعقة الأردن عام ١٩٦٧، وتوغلت داخل إسرائيل، ولما تقرر الانسحاب نودى عبر أثير الإذاعة المصرية، وحدات جلال وحلمى عودوا إلى قواعدكم، وحلمى هو اللواء أحمد حلمى أو «الجنرال» وكان هذا النداء حديث مصر كلها، وعرفت مصر كلها أن الصاعقة المصرية كانت داخل إسرائيل، وأن الصاعقة هى التى أوقفت العدو فى معركة رأس العش، بعدها فوجئت بالقيادة السياسية تخيرنى، إما أن أُعين ملحقاً حربياً فى الخارج، أو أن أُحال إلى المعاش، فاخترت المعاش فوراً ودون تفكير، إذ كيف أعين ملحقاً حربياً، ويوجد عدو فى مصر، وأنا قائد الفدائيين، ولم أقصر وأنسحب، بل استدعيت وقواتى من داخل إسرائيل، فتمت إحالتى إلى المعاش وأذيع الخبر بالراديو لكى يسمعه كل الناس، فكنت أيضاً أول ضابط فى تاريخ القوات المسلحة يذاع خبر إحالته إلى المعاش بالراديو».

أما المحطة الثالثة فعنوانها النجاة من الموت، وعنها يقول: فقد صدر بحقى حكمان بالإعدام، الأول كان فى سوريا، وأعلن أنه تم تنفيذه، وتلقت زوجتى العزاء، والثانى، فى مصر حيث كنت ضمن ٥ حُكِمَ عليهم بالإعدام، ثم خُفف إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وقضيت فى السجون ٧ سنوات، وشهرين و٥ أيام متنقلا من السجن الحربى إلى طرة ثم إلى سجن الحضرة بالإسكندرية، ومنه إلى سجن القناطرالخيرية، انتهاء إلى سجن طرة مرة أخرى».

وعن تكريم الرئيس له قال: «لقد كنت على يقين من عدل الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولكن أن يتم تكريمى بهذه الصورة، وبعد ٤٥ عاماً فهى معجزة بمعنى الكلمة، ولا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى، ولذلك أقول الحمد لله أولاً، والحمد لله آخراً، أحمده حمد الشاكرين العارفين بفضله ونعمه، وأتقدم بخالص الشكر والتقدير وعظيم الامتنان لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى على تكريمه لى، وهذا عرفان منى بهذا التقدير الذى جاء دون توقع منى».

وداعب الفريق هريدى الحاضرين قائلا: «الغريب أنه عندما أحلت إلى التقاعد أذيع النبأ بالراديو وسمعه كل الناس، والآن يتم تكريمى بعد ٤٥ سنة، ولكن لا يذاع خبر التكريم فى الراديو فقط بل عبر التليفزيون ليسمعه ويشاهده كل الناس، حقاً، إن ربك لبالمرصاد، فأنا للمرة الثالثة على التوالى أول ضابط فى تاريخ القوات المسلحة يُرد اعتباره بعد ٤٥ عاماً من إحالته إلى التقاعد أصارحكم القول بأن تكريمى من الرئيس أدخل على قلبى السرور، فقد كنت طوال حياتى على يقين أن الله سيوفى الصابرين أجرهم، فكلكم تعرفون كم بذلنا من جهد وعرق ودم، فى تأسيس وتشكيل وحدات الصاعقة، التى كانت ولاتزال، وستظل بإذن الله، وجهد الرجال أحد التشكيلات المتميزة فى القوات المسلحة، ولكن ما لقيته منكم من احتفاء وتكريم له مذاق خاص، فهو من رفاق السلاح الذين تنبع مشاعرهم بتلقائية تعكس مدى الأصالة التى يتمتعون بها، وتعبر عن المحبة والإخلاص النابعين من قلوب صادقة، وهذا ما يجعلنى غير قادر على إيجاد كلمات أعبر بها عن مدى شكرى لكم جميعاً، ولقد قلت للرئيس فى الجلسة التى جمعتنى معه بحضور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، إنه لن تكتمل سعادتى إلا إذا كُرمت فى بيتى، فالتفت الرئيس إلى الفريق

 

أول السيسى قائلاً: ياسيادة الفريق أول زيارة للقوات المسلحة تكون لوحدات الصاعقة».

 

وواصل كلامه قائلا: «إن هذا الحفل وهذا التكريم هو محض اختيار وتطوع من زملائى وتلاميذى ضباط الصاعقة، وهذا مثال يجسد الحب أتمنى أن يسود مختلف قطاعات مصر، وأن يكون الإخلاص والتآخى هو شعار كل الفصائل المصرية، بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها، وإذا تحقق ذلك بالكيفية التى ترونها فسيكون ذلك رافداً من روافد النهضة، حيث سيعمل الجميع بنفس صافية ومشاعر نبيلة، ليحل التنافس محل الصراع وتعلو مصلحة الوطن فوق كل اعتبار».

 

المصدر

 

http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=355027

 

شارة الصاعقة على كتف مؤسسها الأول

الفريق جلال هريدى، مؤسس قوات الصاعقة، أول قائد لها، وهو الأب الروحى لكل رجالها، ظل تاريخه الوطنى مغيباً عن الأجيال المتعاقبة عمدا، لأكثر من ٤٠ عاماً، حياته مليئة بالأحداث الدراماتيكية، فإلى جانب المعارك الضارية التى خاضها، فى ميادين الحروب التى شارك فيها، نجا الرجل الذى تجاوز ٨٣ عاماً من حكم بالإعدام فى سوريا، إبان الانفصال، وكان هناك حكم مماثل خففَ للأشغال الشاقة المؤبدة، على خلفية ما سمى قضية الانقلاب على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

هريدى ظل حبيس الجدران، منذ أغسطس عام ٦٧ حتى أفرج عنه الرئيس الراحل أنور السادات إفراجاً صحياً، فى عام ٧٤، ومن وقتها لم يسمع عنه أحد شيئاً، فضل رجل المهام الصعبة أن يكمل بقية حياته صامتا.

ومؤخرا، وبعد كل هذه السنوات، جاء التاريخ ليقول أبدا لن أنساك، فكان تكريم الرئيس محمد مرسى له على بطولاته وإنجازته فى سبيل الوطن، ومنحه رتبة الفريق الشرفية.

«المصرى اليوم» حاولت استكشاف بعض من المناطق الغامضة فى حياة هذا الرجل، الذى كان له الفضل فى تأسيس السلاح الذى طالما حكيت عنه بطولات، ترقى لحد الأساطير، وبعيدا عن ساحة المعركة، «هريدى» يعلم الكثير عن ملفات شائكة، كان شريكاً فى صنعها أو شاهداً عليها، ومنها ثورة يوليو، والعدوان الثلاثى، وزمن الوحدة والانفصال، وحرب اليمن، والنكسة، العلاقة الملتبسة بين ناصر والمشير عبدالحكيم عامر، لكنه فضل الصمت حتى حين واعداً بلقاء يبوح فيه ببعض ما لديه واحترمنا رغبته لكنه خص «المصرى اليوم» ببعض من أرشيف صوره، تكشف هى الأخرى جانبا من سيرته. بعض الصور يرصد جزءاً من تاريخ الصاعقة، بدءاً من إنشاء أول فرقة صاعقة بسيناء، فى عام ٥٥، وصولاً إلى تدمير معسكر الدبابات البريطانية، فى بورسعيد عام ٥٦، وانتهاء بمحاولة الصاعقة مهاجمة المطارات الإسرائيلية، فور اندلاع حرب ٦٧.

ويوم الأربعاء الماضى، أقام عدد من أبطال الصاعقة احتفالية للفريق جلال، فى دار المشاة، حضرها المستشار فاروق سلطان، الرئيس السابق للمحكمة الدستورية العليا، واللواء أركان حرب نبيل شكرى، قائد قوات الصاعقة، فى حرب أكتوبر، والفريق صلاح عبدالحليم، الرئيس الأسبق لهيئة عمليات القوات المسلحة، واللواء سامى سعد زغلول، قائد وحدات الصاعقة، وطارق وجمال، نجلا المشير عبدالحكيم عامر، والكاتب الصحفى صلاح منتصر ولم يحضرها أى من وسائل الإعلام سوى «المصرى اليوم» بدعوة من الفريق.

روى الفريق هريدى خلال اللقاء ثلاث محطات رئيسية فاصلة فى حياته.. عن أولى المحطات، يقول: «بدأت بعد نجاح الصاعقة فى بورسعيد، وإثبات كفاءتها القتالية، حيث تقرر إنشاء وحدات الصاعقة فى فبراير ١٩٥٧، وكما كنت أقول دائماً فالصاعقة هى السلاح الوحيد الذى قام بعمليات قبل أن يوجد أو يؤسس، وكنت وقتها برتبة اليوزباشى، النقيب حاليا، وأراد المشير عامر، رحمه الله، أن يرقينى إلى رتبة البكباشى، أى المقدم، لكى تكون الرتبة مناسبة لقيادة هذا السلاح، فقلت له يا فندم هذا يعتبر مكافأة على ما عملناه فى بورسعيد، وأنا أريد أن أنشئ هذه القوات على مبادئ معينة، وكلكم تعلمون أن ضباط الصاعقة جميعاً سواء الشهداء أو الأحياء كانوا يتسابقون إلى العمليات دون انتظار أى جزاء أو مكافأة، فاتخذ المشير عامر قراره الجرىء، الذى لا يستطيع أحد غيره أن يتخذه بتعينى قائداً لقوات الصاعقة، وأنا برتبة اليوزباشى، وعمرى أقل من ٢٧ عاماً، وأنا هنا أقرر حقيقة ساطعة يدركها كل من خدم بالصاعقة فى الخمسينيات والستينيات وهى أنه لولا المشير عامر ما كان من الممكن أن يكون للصاعقة وجود، فقد آمن عامر بها وتبناها، من أول يوم ووفر لها كل الأولويات، فكنت أول ضابط فى تاريخ القوات المسلحة يتولى قيادة سلاح برتبة نقيب».

لم تكن المحطة الثانية أقل غرابة، لاسيما أن كثيرين من أبناء الجيل الحالى لا يعلمون أن قوات الصاعقة، دخلت إسرائيل أثناء ٦٧، وعن تفاصيلها يروى هريدى: كانت عندما دخلت قوات الصاعقة الأردن عام ١٩٦٧، وتوغلت داخل إسرائيل، ولما تقرر الانسحاب نودى عبر أثير الإذاعة المصرية، وحدات جلال وحلمى عودوا إلى قواعدكم، وحلمى هو اللواء أحمد حلمى أو «الجنرال» وكان هذا النداء حديث مصر كلها، وعرفت مصر كلها أن الصاعقة المصرية كانت داخل إسرائيل، وأن الصاعقة هى التى أوقفت العدو فى معركة رأس العش، بعدها فوجئت بالقيادة السياسية تخيرنى، إما أن أُعين ملحقاً حربياً فى الخارج، أو أن أُحال إلى المعاش، فاخترت المعاش فوراً ودون تفكير، إذ كيف أعين ملحقاً حربياً، ويوجد عدو فى مصر، وأنا قائد الفدائيين، ولم أقصر وأنسحب، بل استدعيت وقواتى من داخل إسرائيل، فتمت إحالتى إلى المعاش وأذيع الخبر بالراديو لكى يسمعه كل الناس، فكنت أيضاً أول ضابط فى تاريخ القوات المسلحة يذاع خبر إحالته إلى المعاش بالراديو».

أما المحطة الثالثة فعنوانها النجاة من الموت، وعنها يقول: فقد صدر بحقى حكمان بالإعدام، الأول كان فى سوريا، وأعلن أنه تم تنفيذه، وتلقت زوجتى العزاء، والثانى، فى مصر حيث كنت ضمن ٥ حُكِمَ عليهم بالإعدام، ثم خُفف إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وقضيت فى السجون ٧ سنوات، وشهرين و٥ أيام متنقلا من السجن الحربى إلى طرة ثم إلى سجن الحضرة بالإسكندرية، ومنه إلى سجن القناطرالخيرية، انتهاء إلى سجن طرة مرة أخرى».

وعن تكريم الرئيس له قال: «لقد كنت على يقين من عدل الله سبحانه وتعالى، وأنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولكن أن يتم تكريمى بهذه الصورة، وبعد ٤٥ عاماً فهى معجزة بمعنى الكلمة، ولا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالى، ولذلك أقول الحمد لله أولاً، والحمد لله آخراً، أحمده حمد الشاكرين العارفين بفضله ونعمه، وأتقدم بخالص الشكر والتقدير وعظيم الامتنان لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى على تكريمه لى، وهذا عرفان منى بهذا التقدير الذى جاء دون توقع منى».

وداعب الفريق هريدى الحاضرين قائلا: «الغريب أنه عندما أحلت إلى التقاعد أذيع النبأ بالراديو وسمعه كل الناس، والآن يتم تكريمى بعد ٤٥ سنة، ولكن لا يذاع خبر التكريم فى الراديو فقط بل عبر التليفزيون ليسمعه ويشاهده كل الناس، حقاً، إن ربك لبالمرصاد، فأنا للمرة الثالثة على التوالى أول ضابط فى تاريخ القوات المسلحة يُرد اعتباره بعد ٤٥ عاماً من إحالته إلى التقاعد أصارحكم القول بأن تكريمى من الرئيس أدخل على قلبى السرور، فقد كنت طوال حياتى على يقين أن الله سيوفى الصابرين أجرهم، فكلكم تعرفون كم بذلنا من جهد وعرق ودم، فى تأسيس وتشكيل وحدات الصاعقة، التى كانت ولاتزال، وستظل بإذن الله، وجهد الرجال أحد التشكيلات المتميزة فى القوات المسلحة، ولكن ما لقيته منكم من احتفاء وتكريم له مذاق خاص، فهو من رفاق السلاح الذين تنبع مشاعرهم بتلقائية تعكس مدى الأصالة التى يتمتعون بها، وتعبر عن المحبة والإخلاص النابعين من قلوب صادقة، وهذا ما يجعلنى غير قادر على إيجاد كلمات أعبر بها عن مدى شكرى لكم جميعاً، ولقد قلت للرئيس فى الجلسة التى جمعتنى معه بحضور الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، إنه لن تكتمل سعادتى إلا إذا كُرمت فى بيتى، فالتفت الرئيس إلى الفريق أول السيسى قائلاً: ياسيادة الفريق أول زيارة للقوات المسلحة تكون لوحدات الصاعقة».

وواصل كلامه قائلا: «إن هذا الحفل وهذا التكريم هو محض اختيار وتطوع من زملائى وتلاميذى ضباط الصاعقة، وهذا مثال يجسد الحب أتمنى أن يسود مختلف قطاعات مصر، وأن يكون الإخلاص والتآخى هو شعار كل الفصائل المصرية، بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها، وإذا تحقق ذلك بالكيفية التى ترونها فسيكون ذلك رافداً من روافد النهضة، حيث سيعمل الجميع بنفس صافية ومشاعر نبيلة، ليحل التنافس محل الصراع وتعلو مصلحة الوطن فوق كل اعتبار».

المصدر

http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=355027

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech