Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

صيام وسط الحديد والنار الجانب المجهول للهيئة العربية للتصنيع

 

 

بالحديد والنار» يقضون «رمضان خاص» غير الذى يعيشه أغلبية المصريين بمشاهدة الأفلام أو المسلسلات، أو بالنوم، والكسل، وانخفاض الإنتاجية، غير عابئين بالحرارة الشديدة التى تجتاح أيام الصيام، أو بالمجهود العضلى، والذهنى الكبير الذى يبذلونه فى عملهم فى «الصناعات الدفاعية» لتوفير المعدات الجديدة المُطورة لرجال الأمن لحماية الوطن، أو عمرتها وصيانتها حال استهدافها، أو تجاوزها عدد ساعات تشغيلها.

عملهم بالأساس هو «تسخير الدروع»، الصلب، الفولاذ، فى صناعات ثقيلة، ليكونوا رجالاً فوق العادة، حتى حينما يرهقهم الصيام؛ فهذا مسئول عن تصنيع وإصلاح المدرعات للقوات المسلحة والشرطة المدنية، وهذا يجرى عمرات للمروحيات الهليكوبتر من طراز «جازيل»، وغيرها من الصناعات العسكرية والمدنية، التى لا يجوز أن تتراجع إنتاجيتها مهما ارتفعت حرارة الصيام، لأنها جميعها مرتبطة بأمن الوطن، واستقراره.

«الوطن»، زارت عدداً من ورش وهناجر الهيئة العربية للتصنيع، التى يتولى رئاسة مجلس إدارتها الفريق عبدالعزيز سيف الدين، بالتزامن مع ذكرى انتصارات شهر رمضان المعظم، واسترداد أرض سيناء من الاحتلال، التى كانت سبب إنشاء الهيئة، لتقضى ساعات الصيام مع العاملين على صناعات حماية أمن مصر، حيث لم يكن هناك أى اختلافات بين طبيعة عمل تلك المصانع قبل رمضان، وأثناءه، إلا اختلاف واحد، كان تقليل المصانع لساعات عمل العمال خلال الصيام؛ فهناك مصانع خفضت ساعات العمل حتى 6 ساعات وقت الصيام، مع العمل مساءً، ومصانع أخرى قللت ساعات العمل ساعة واحدة، حيث إن كل مصنع مرتبط بمواعيد تسليم منتجاته سواء المدنية أو العسكرية، مع تطبيق معدلات أداء مطلوبة من كل مصنع، وقطاع.

ورغم خفض ساعات العمل نهاراً، وعمل بعض العمال ليلاً، نظمت بعض المصانع 3 ورديات عمل، بسبب الضغط الموجود عليها، لتستطيع الوفاء بالتزاماتها.

البداية كانت فى ورش مصنع «قادر» للصناعات المتطورة، أول مصنع حربى فى مصر، والعامل على تصنيع المُدرعة المُحسنة «فهد 300»، والعاملة فى صفوف قوات إنفاذ القانون المختلفة بمصر، بجانب مشروعات مدنية تنموية أخرى.

بالاقتراب من المصنع تجد درجة الحرارة مرتفعة خارجه، وبالتبعية ستكون أكثر حدة داخل ورش يستخدم بداخلها الحديد والنار لتطويع «الدروع» لحماية رجال الجيش والشرطة خلال مهامهم المختلفة للحفاظ على الأمن القومى المصرى، إلا أن المفاجأة كانت أن العمال يعملون بشكل طبيعى؛ فهذا يحمل ألواح الصلب المجردة لنقلها لماكينات تصنيعها، وهذا يستخدم أجهزة ومعدات متطورة لدى «المصنع» للحام أجزاء المدرعة، وهذا يستخدم لهباً شديداً فى استكمال لحام جسد «المدرعة».

خالد محمود عبدالرحمن، أحد رجال الصناعات الدفاعية المصرية وكبير فنيين بورشة المدرعات بـ«العربية للتصنيع»، وجدناه ممسكاً بلهب نارى، ويكمل عملية تصنيع جسم المدرعة فى إحدى ورشها، وبمواجهته بالحرارة الشديدة، والحاجة لمجهود عضلى وجسدى وذهنى قوى للقيام بعمله فى ظل الصيام، قال: «اتعودنا على مدار سنين إن شغلنا مش زى شغل باقى الناس؛ وده بيدينا دفعة قوية للعمل؛ فنحن لا نعمل لمصلحة هذا أو ذاك، ولكن لمصلحة البلد، بمعنى آخر مصلحة كل مصرى فينا، ومن ثم لما بتطلب حاجة بتتعمل على طول».

ويواصل «خالد» حديثه لـ«الوطن»، وهو يتصبب عرقاً، قائلاً: «بنشتغل بكل طاقتنا لأننا بنقوم بواجب مقدس لحماية مصر، والأيام دى كلنا شايفين اللى بيحصل فى البلد، وصمود ونجاحات رجالة مصر فى مواجهة الإرهاب، وبالتالى لما يتطلب منا حاجة سواء لجيش أو شرطة لازم تخلص فى أسرع وقت ممكن مهما تعبنا».

وفى نفس المدرعة التى كان يعمل عليها، «خالد»، كان أحد الفنيين يعمل على ربط الزجاج المدرع المستخدم فى المدرعة، ووجدناه يتجه نحو مداخل ومخارج المدرعة، ويعمل على رفع أجزائها المعدنية ثقيلة الوزن، ويصحح موضعها.

«أسامة ياسين»، أحد الفنيين المسئولين عن تشطيب منافذ السيارات المدرعة فى «العربية للتصنيع»، يقول لـ«الوطن» من أمام إحدى المدرعات العامل عليها، إن طبيعة عملهم تحتاج مجهوداً عضلياً كبيراً جداً، ولكنهم «بفضل الله اتعودنا نكون رجالة وعلى قد المسئولية»، مضيفاً: «ومن ثم إنتاجيتنا مبتتأثرش حتى لو جينا على نفسنا شوية وقت الصيام، ولكن إحنا متأكدين إننا مؤثرين فى أمن بلدنا، وعشان كده بنشتغل بأقصى طاقة عندنا»، ويتابع «أسامة» حديثه لـ«الوطن»، قائلاً: «فى أوقات بيكون عندنا ضغط شغل، وساعتها بنضطر نزود عدد ساعات شغلنا عشان ننجز إنتاج أو تصليح المدرعات فى أسرع وقت».

«على قد مابنقدر بنتغلب على أى صعوبات تقابلنا عشان خاطر إنتاجيتنا وشغلنا»، هكذا استهل «مصطفى محمد»، ميكانيكى السيارات المدرعة حديثه، موضحاً أنه لا يوجد مجال للخطأ فى العمل بالصناعات الدفاعية، وأن كل خطوة تتم يجرى مراجعتها من قطاع الجودة؛ فلا يجوز أن تخرج مدرعة من المصنع وبها 1% خطأ.

ويضيف «مصطفى» لـ«الوطن»: «إحنا عارفين كويس إن عربية فهد المدرعة مهمة بالنسبة للجيش والشرطة، وعشان كده بنشتغل بأقصى جودة ممكنة لأننا مسئولين عن أرواح ناس»، مشيراً إلى أن جميع العاملين بالورشة يحاولون أن يخرج عملهم «زى مابيقول الكتاب» سواء فى رمضان أو غيره.

أما سيد عبدالنبى، أحد الفنيين بالورشة، فأشار إلى أنهم فى بعض الأوقات يبيتون فى المصنع، لأنه فى بعض الأوقات تكون هناك سيارات لابد أن تسلم فى وقت معين، ومن ثم يكثف العمل عليها، مضيفاً: «وإحنا بنشتغل بنحط نفسنا فى مواقف وظروف ضباط الشرطة والجيش، وإنهم فى وسط المعركة عشان يأمنوا كل واحد فينا، فلازم نطلع بأحسن أداء عندنا».

وعن ظروف العمل فى رمضان، قال «عبدالنبى»، إنهم يعلمون أن وظيفتهم ذات طبيعة خاصةً، ومن ثم فإنهم يعملون فى مختلف الظروف بأعلى إنتاجية ممكنة، مضيفاً: «لو مش هنشتغل كويس يبقى نقعد فى البيت أحسن».

وداخل الورشة، وجدنا امرأة تقف موجهة العمال، وتتابع كل كبيرة وصغيرة يتم تنفيذها بالمدرعات المختلفة، وكانت المفاجأة أن قيادات «العربية للتصنيع» استقروا على اختيارها مؤخراً، لتكون مسئولة عن ورش المدرعات لديها، خلفاً للمهندس سيد الدرملى، الذى أوكلوا إليه إحدى المهام الخاصة لتنفيذها.

وتقول المهندسة مها عبدالمنعم، مدير ورش المدرعات، إن العاملين فى مجال الصناعات الدفاعية يعملون فى وقت الصيام بنفس طاقتهم الإنتاجية فى غيره، والفارق أن عملهم بدلاً من 8 ساعات كاملة؛ فإنه يكون من 8 صباحاً حتى الثانية ظهراً، ثم يتم تقسيم العمال ليعملوا ساعتين فقط، مردفة: «لو فيه ضغط عمل بنفطر هنا، وبنكمل الشغل بعد الفطار حسب الحاجة»، وأضافت مدير ورش المدرعات، لـ«الوطن»، أن عملهم يمتد عادة ليصبح على مدار 12 ساعة، موضحةً أنه ينقسم لشقين، الأول هو إنتاج مدرعات جديدة، والآخر هو خدمات ما بعد البيع لو حدث لمدرعة إصابة؛ فإنه يتم تغيير الأجزاء التى تمت إصابتها، وعمل رفع كفاءة شاملة لها، وتابعت: «فى ظروف معينة، ممكن يبات بعض العمال فى المصنع لغاية الصبح، لأن عملنا لا يتم (بالبركة)، ولكن هناك معدلات أداء مرتبطون بتحقيقها مهما اختلفت الظروف»، موضحةً أن نفس معدلات الإنتاج تتم فى رمضان، وفى غيره.

وقال المهندس عادل القاضى، مدير قطاع الإنتاج بمصنع «قادر»، إن التحديات الأمنية التى يعيشها الوطن دفعت جموع العاملين بالمصنع لتكثيف عملهم، والتفكير فى أى علاج للمشكلات التى قد تظهر فى أعمالهم، وهو ما ثبت نجاحه فى أكثر من مرة، بما يوفر مبالغ مالية كبيرة للوطن، ويوفر وقت ومجهود ومفاوضات استيراد مدرعات بديلة من الخارج.

وأضاف مدير قطاع الإنتاج، لـ«الوطن»، أن وجود نظام صارم لمعدلات الإنتاج اليومية بالمصنع يجعل العمل فى شهر رمضان مثله مثل أى وقت آخر، خاصةً أنه يتم استقطاع ساعتى عمل من وقت العمل بالنهار، ليتم بالليل، حتى يكون العامل بأقصى إنتاجية له.

ولفت «القاضى» إلى وجود تنسيق أولاً بأول مع القوات المسلحة والشرطة المدنية، لأن عملهم متصل بمجالات الأمن القومى، موضحاً: «كل فرد فينا بيحس إنه بيعمل حاجة كبيرة لبلده وبيته والمصريين كلهم، بأنه بيوفر معدة عشان تحمينا».

ولم يختلف الحال كثيراً داخل مصنع حلوان، المحترف فى عمرة وصيانة الطائرة «الجازيل»، وهى مروحية عسكرية خفيفة ذات 5 مقاعد، من إنتاج شركة إيروسباسيال الفرنسية ذات محرك توربينى واحد، والتى أنتجت لتلبى متطلبات الجيش الفرنسى لمروحية خفيفة، ومتعددة المهام.

وتتميز الطائرة بأنها تسع 3 ركاب، وطاقمها مكون من شخصين، وطولها 11.97 متر، وارتفاعها 3.15 متر، بوزن بلا حمولة مقداره 908 كيلوجرامات، وبوزن إجمالى 1800 كيلو جرام، وتمتلك محركاً قدرته 440 كيلو واط، يجعل أداءها 590 حصاناً، بسرعة أقصاها 310 كيلومترات فى الساعة، بمدى 670 كيلومتراً، بارتفاع أقصاه 5 آلاف متر، أى 16 ألفاً و405 أقدام، بمعدل صعود 9 أمتار فى الثانية، أى ألف و770 قدماً فى الدقيقة، ويعمل المصنع منذ عام 1987، على تنفيذ التفتيش الموسع لها لصالح قواتنا الجوية، ويجرى حالياً تنفيذ تعاقد لها على مدى 5 سنوات مالية.

وجرى تعديل عدد من هذه الطائرات لتعمل بنظام تسجيل بيانات الطلعات الجوية «cv- fdr»، بواسطة المصنع بالتعاقد مع شركة تشيكية، حيث يقوم النظام بتسجيل أداء المحرك، والطائرة، وتخضع الطائرة للتفتيش الموسع كل 12 عاماً، أو 4 آلاف ساعة طيران أيهما أقرب، ويستغرق التفتيش الموسع نحو 6 أشهر.

وقال المهندس جمال همام، رئيس قطاع الجودة فى مصنع حلوان للصناعات المتطورة، إنه يجرى التفتيش على الطائرة بـ8 مراحل، أولاها هى تفتيش القبول، وفيها يقوم المفتشون بعمل تقرير حول الطائرة، واختبارات بداخلها، وهى خطوة للتعرف على كون الطائرة قد تعرضت لحادث أثناء خدمتها من عدمه، وإمكانية إجراء تفتيش موسع عليها من عدمه، ثم يقوم الفنيون بفك جميع دوراتها، وتنظيفها، وحصرها.

وأضاف: «وفى مرحلة التفتيش؛ فإنه يتم الكشف على جميع «مفكوكات» جسم الطائرة، طبقاً لكروت فنية صادرة من المنتج الأصلى، حيث يتنوع الكشف على الطائرة بين الكشف بالعين المجردة، وقياس أبعادها، وقياس الحركة النسبية بين الأجزاء الدوارة، وكشوفات غير إتلافية مثل المظهر، والموجات فوق الصوتية»، وتابع: «وتشكل لجنة للمراجعة الفنية من المصنع، ورجال القوات الجوية لأخذ قرار فى الأجزاء التى تم تفتيشها من كونها مقبولة أو مرفوضة أو تحتاج إصلاحاً بالمصنع أو بالخارج، ثم يجرى الإصلاح وفقاً لقرار اللجنة الفنية، وتجميع الطائرة، ودهانها»، ويضيف: «وتنظم اختبارات للطائرة للتأكد من صلاحيتها ثم يتم اختبارها أرضاً وجواً بواسطة مندوبين من القوات الجوية».

وقال اللواء مهندس مجاهد الفرماوى، رئيس مصنع «حلوان» للصناعات المتطورة، إن نظام العمل وتوقيتاته، ومعدلات الإنتاج لم تختلف كثيراً عما كان يحدث قبيل شهر رمضان، حيث إن «المصنع» مثله مثل باقى مصانع «العربية للتصنيع» ملتزم بمعدلات إنتاج، وتوقيتات تسليم أعمال، ومن ثم لا يجوز أن تتأخر ولا حتى ليوم واحد. وأضاف رئيس مصنع حلوان، فى تصريح لـ«الوطن» على هامش الجولة، أنه إضافة لكامل قيادات المصنع يوجدون مع العمال على مدار الـ24 ساعة، ويحثونهم على العمل والعطاء دائماً، كما أن إحساس العاملين بأنهم ينتجون لأجل بلادهم، يدفعهم لبذل أقصى جهودهم.

وقال إنه وقيادات المصنع يحفزون العمال على العمل بأقصى مجهود دائماً، لافتاً إلى أنهم يقولون لهم إن رمضان شهر بركة، وشهر عمل، وليس كسلاً، وأوضح رئيس «حلوان» أن قيادات مصنعه يعقدون لقاء شهرياً بالعاملين بالمصنع لتصحيح أى مفاهيم خاطئة قد تُثار لديهم، كما أنه يتم إخبارهم بأهمية عملهم للوطن، ما يدفعهم للعطاء دون حدود، مشيراً إلى أن عملهم لحل مشاكل العمال لا يكون على مستوى العمل فقط، ولكن يمتد للمستوى الشخصى، موضحاً أن «الرعاية الطبية توفرها الهيئة العربية للتصنيع للعاملين فى مستشفى «الهيئة»، ونجلس مع العمال لحل أى مشاكل تواجههم، لأن العامل حين يكون «مرتاح» ستكون إنتاجيته أفضل».

وفى مصنع الطائرات، التابع للهيئة العربية للتصنيع، الذى يعمل على طائرات التدريب المتقدم والدعم الأرض «K8-E»، لم يختلف الحال كثيراً عن المصنعين الماضيين.

وقال اللواء محمد زين العابدين، رئيس مجلس إدارة المصنع، إن العمل طبيعى جداً بالنسبة لهم، إلا أنه جرى تخفيض توقيتات العمل بمقدار ساعة للعاملين بالمصنع، وأضاف «زين العابدين»، لـ«الوطن»، أنه لا يوجد مانع لديهم لتنظيم وردية ثانية أو ثالثة لو اقتضت الحاجة، مضيفاً: «المهم بالنسبة لنا هو مصلحة العمل».

وأشار رئيس مجلس إدارة مصنع الطائرات إلى أن إنتاجية المصنع لم تسجل انخفاضاً فى «الشهر الكريم»، وأن أعمال التسليم للمشروعات الجارية بمصنعه، التى يركز المصنع جهوده عليها فى المجال الخدمى، والبنية التحتية تجرى على قدم وساق.

المصدر

http://www.elwatannews.com/news/details/2203150

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech