Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

موسوعة حرب الخليج الثانية - الجزء الاول

 

 

 

عمليات اليوم اﻷول يمكن تقسيمها لخمس مجموعات:

 

 

 

1- ضربة بصواريخ توماهوك من بحر العرب. و بعض هذه الصواريخ تسمى Kit 2 و التي تنفجر في الجو ملقية الياف موصلة للكهرباء تقوم بتعطيل الشبكة الكهربائية في العراق بدون تدمير المنشأت نفسها. كان استخدام هذا السلاح السري مثال جدل بسبب الخوف من اكتشاف التكنولوجيا البسيطة من الروس مما يعرض الشبكة الكهربائية اﻷمريكي للخطر في حال وقوع حرب معهم! تم استهداف محطة كهرباء بيجي و الدورة و التاجي و  سلمان باك (ظنها اﻷمريكان منشأة بيولوجية) و محطات اخرى ذلك اليوم و غرق العراق في الظلام. بعض الصواريخ استهدفت القصور الرئاسية و مقار حزب البعث (المجموع 116 صاروخ في اول 24 ساعة)

2- ضربة بالطائرات المروحية على رادارات الانذار المبكر غرب العراق. نجحت اﻷباتشي في تدمير كل اهدافها لكن العراقيين اوصلوا جملة واحدة للقيادة: "نحن نتعرض للهجوم". هذه الرادارات كانت توفر انذارا للعراقيين باقتراب اي طائرة مغيرة من الغرب و الجنوب قبل وصولها ب 20 دقيقة.

3- غارة لرصد و تدمير الصواريخ العراقية غرب بغداد باستخدام دزينتين من طائرات F-15E و طائرات التورنيدو. مع طائرات تشويش على الرادار EF-111

4- غارة على بغداد و ضواحيها بطائرات الشبح (تنطلق من قاعدة خميس مشيط على البحر اﻷحمر). لضرب مركز الدفاع الجوي في النقيب و مرافق اخرى مثل مركز الاتصالات الدولي و مركز اتصالات الكرخ (10 قاذفات شبحية) و تم ايضا استهداف مركز الدفاع الجوي في التاجي. القنابل الليزرية المستخدمة تحتاج 10 ثوان من التوجيه من الطيار. و لكن كان هذا صعبا في بعض اﻷحيان بسبب المقاومة الشديدة من الدفاع الجوي العراقي الذي تم تنبيهه بالمكالمة اليتيمة من مركز الانذار المبكر.

ذكرنا حتى اﻷن 4 مكونات من ضربة الافتتاح. و بعد انتهاء الساعة اﻷولى كانت تبدو اﻷمور مشجعة للتحالف، فقد تم ضرب كل المواقع المطلوبة في الساعة اﻷولى (دون خسائر). كان هناك شكوك في دقة اصابة بعض طائرات الشبح و فيما كان تعطل الكهرباء في العراق ناتجا عن صواريخ التوماهوك ام ان العراقيين قرروا قطع الكهرباء بأنفسهم. و في نفس الوقت لا يزال العراق بوضع جيد و الخسائر طفيفة. فلم تنجح الضربة في اصابة اي من القيادات العراقية. و كل الاعطال و الاضرار (باستثناء رادارات الانذار المبكر) من الممكن تجاوزها. اﻷهم من ذلك ان شبكة الدفاع الجوي بقيت متماسكة و اظهرت بعضا من قدراتها في التحرش بطائرات الشبح لدرجة عدم القدرة على توجيه القذائف نحو الهدف. فوق ذلك لم يكن مطلوبا و لا متوقعا من الدفاع الجوي العراقي التعامل مع الطائرات الشبحية او صواريخ التوماهوك. بل المفروض ان يجلس و ينتظرالفريسة اﻷهم: طائرات العدو و قاذفاته التقليدية التي كانت في الطريق نحو المواجهة مع عودة طائرات الساعة اﻷولى. فكيف تم تدمير منظومة الدفاع الجوي العراقي خلال الساعات القادمة بما افقد العراق السيطرة الجوية بأبخس اﻷثمان؟

-----------------------


تم مناقشة فلسفة الهجوم الجوي الذي قرر التحالف شنه على العراق. و كيف ان الاستراتيجية هي التركيز على مفاصل الدولة و حرمان الجيش العراقي من التموين و ضرب مرافق الدولة قبل ضرب الجيش. و كيف ان ضربة الافتتاح اشتملت على ضرب محطة الرادار المبكر غرب العراق و عدة اهداف استراتيجية باستخدام صواريخ توماهوك و طائرات الشبح. و هذه الضربات بطبيعة الحال تمثل ما يقارب من شكة الدبوس لدولة كبيرة و جيش كبير كالجيش العراقي. و كان كل افراد الدفاع الجوي العراقي - و اﻷمريكي - ينظرون بمشاعر متضاربة نحو كم الطائرات الهائلة التي تبدو متجهة نحو العراق و الظاهرة على شاشات الطرفين! اسراب كاملة من طائرات
F15 و F16 و F-18 و B52 و F111 و  A6 و  التورنيدو بمجموع الف طائرة في ذلك اليوم العصيب. تساندها 4 طائرات اﻷواكس و عشرات طائرات التزويد بالوقود الموجودة فوق الأراضي السعودية.



 

هذه "الارمادا" من الطائرات كانت تهدف الى:

1- ضرب المزيد من اﻷهداف الاستراتيجية.

2- اكتساح منظومة الدفاع الجوي العراقي.

3- صيد الطائرات المقاتلة العراقية التي قد تخرج لاعتراض الطائرات المغيرة (أوكلت هذه المهمة لطائرات 
F15C التابعة للسرب 53 التكتيكي و تم منع طائرات البحرية اﻷمريكية من طراز F14 من المشاركة في هذه المهمة بسبب ضعف قدراتها على التمييز بين الطائرات الصديقة و العدو من مسافة بعيدة، و هو مثال من قصص كثيرة عن الاحتكاك بين افرع الجيش اﻷمريكي).

4- ضرب صواريخ سكود الموجودة غرب العراق و الغاء تهديدها لاسرائيل.

5- "زيارة" فرق الحرس الجمهوري المدرعة و ضربها.

و كما يعرف اي متابع، فهذه اكثر مراحل العمل الجوي حراجة: فشبكة الدفاع الجوي لا تزال متكاملة، و احتمال حصول الاخطاء من قبل القوات المغيرة كبير. و حتى العمليات العسكرية الناجحة مثل حرب 1967 للجانب الاسرائيلي و غزو النورماندي تم فيهما خسارات كبيرة في سلاح الجو في اليوم الأول (40 طائرة اسرائيلية و 117 طائرة لغير الحلفاء على الترتيب). و اي "مذبحة" لسلاح الجو قد تنعكس على المزاج الشعبي اﻷمريكي المتردد اصلا في خوض الحرب و قد تدفع شوارتزكوف لهجوم بري مبكر.

اضافة لذلك ان الغارة ليلية. و الطيران الليلي اخطر نسبيا من طيران النهار حتى في المراحل التدريبية. و تجد انه حتى في جيش متقدم كالجيش اﻷمريكي يكون هناك اقتصاد في التدريب الليلي. و نضيف لذلك ان الكثير من الطيارين (و بعضهم طار اكثر من 2000 ساعة) يخوض معركة بهذا الشكل ﻷول مرة. و كان الاتفاق ان يتم تقسيم السرب لنصف نهاري و نصف ليلي. و صارت مشكلة كبيرة كون السرب الليلي يعني ان تكون يقظا في الليل و تنام - و هنا المشكلة - في النهار وسط ضجيج القاعدة الجوية. و صار الطيارون يلجأون للعقاقير المنومة و المنشطة لدرجة ان طبيب السرب نبه القائد لهذا و تم منعها باﻷمر العسكري و مع تكثيف التدريب قبل الهجوم بدأت الاحتكاكات تزداد بين الطرفين.

و بالعودة للمعركة الجوية، فقد انتبه ضباط الرادر العراقيون لما يشبه السرب من الطائرات المغيرة على شاشة الرادار. و تم فتح رادارات التتابع - و التي تكون مقفلة خوفا من كشفها و استهدافها - من اجل اسقاط هذه الاهداف. و شعر العراقيون بالفرح عندما بدأت التقارير عن اسقط عدة اهداف بصواريخ السام بكفاءة ممتازة.

هذا الفرح و الاحتفال لم يطل طويلا، فقد تبين ان هذه الاهداف لم تكن طائرات، بل كانت درونات! فقد استخدم اﻷمريكيون طائرات بدون طيار من طراز
BQM-74 و التي كانت مبرمجة لتطير اليا نحو بغداد و تزويد جسمها بعواكس تجعلها تبدو بحجم الطائرة على الرادار. و على مسافة 3 دقائق خلفها كانت 70 طائرة تطير و تنتظر ان يفتح العراقيون راداراتهم لاستهدافها مباشرة. و كانت هذه القوة تطير تحت الصمت الراداري حتى لا تنكشف الخطة باستثناء كلمة السر (ماغنوم) لاطلاق صواريخ الهارم (استخدم البريطانيون نظام اكثر تطورا اسمه ALARM). و باطلاق 200 صاروخ تم تعيينها على الرادارات العراقية بعد كشفها بهذا الشكل المخزي تم تحييد الدفاع الجوي العراقي الذي كلف المليارات و سنوات من التجهيز. و صار للعراق بطاريات سام و مضادات طائرات تعمل بشكل مستقل و منعزل مما اضعف الدفاع الجوي كثيرا.

المحزن في اﻷمر ان الاسرائيليين استخدموا نفس اﻷسلوب بالضبط عام 1982 لتدمير الدفاع الجوي السوري في البقاع. فكيف فات على العراقيين تعلم العبر من ذلك الهجوم؟ و حتى لو قلنا ان العداوة بين الطرفين منعت ان يرسل العراقيون وفدا للاطلاع  على دروس المواجهة (كما تفعل الجيوش المحترمة) الم يكن من الممكن تعلم هذه الدروس من الروس أو حتى من خلال الرصد و التجسس؟ فعلا امر محزن ان الدفاع الجوي لجيش عربي قوي تم تكسيحة للمرة الثالثة خلال ساعات في 25 عام. مرة لمصر و مرة لسوريا و مرة للعراق.

و لم تنته غارات تلك الليلة بعد، فبعد الهجوم اﻷول بطائرات الشبح (و الذي تم ايضا بصمت راداري كامل) اتت موجتان اخرتان: اﻷولى من 8 طائرات و الثانية من 12 طائرة. و الاهداف كانت مشابهة للضربة الشبحية اﻷولى: مقرات الدفاع الجوي و القواعد الجوي و المقر الرئاسي في ابو غريب و مواقع كيماوية و مخازن سلاح. و قد استخدم العراقيون المدفعية المضادة و الصواريخ بدون اي تقييد. و كانت تعبيرات الصدمة ظاهرة على وجوه طيارين الشبح و هم يطيرون بين الحياة و الموت بين نيران المدفعية المحيطة بهم من كل جانب دون ان تراهم (البصمة الرادراية للشبح قد تظهر على شاشة الرادار للحظات قبل ان تختفي) و كان من الصعب في هذه الظروف تأمين عشر ثوان من الطيران الثابت لتوجيه قنابل الليزر اﻷمر الذي جعل دقة اﻹصابة اقل من 50%. و لنا ان تخيل المشهد لو عرفنا ان كل طائرة في السرب عادت لقواعدها و هي تظن انها الوحيدة التي نجت في ذلك اليوم العصيب! لكن الحظ كان الى جانبهم و لم يخسر الامريكان اي طائرة شبحية في تلك الليلة. بل من الف غارة في ضربة الافتتاح فقد اﻷمريكيون طائرة واحدة فقط و كانت من طراز
F18 ، نجح طيار Mig25 عراقي بالتسلل بين نطاق تغطية طائرتي اواكس (و كل طائرة ظنته يتبع قطاع الثانية و لمح اطلاق صاروخ هارم و تمكن من اصطياد الطائرة المطلقة. و هذه كانت اكبر فرصة للعراق في ايذاء العدو و قد ضاعت. 

جاء بعدها دور ال
B52. و كانت اول غارة لهذه الطائرة الفذة منذ حرب فيتنام. تم تكيفها بضرب 4 مطارات و قام البريطانيون بضرب مطاري الأسد و التقدم. البحرية الأمريكية ضربت منشأة تصليح للمقاتلات العراقية و قامت طائرات A-6 بضرب منشأة سكك الحديد في البصرة، و قامت قوات الجيش و البحرية و القوات الجوية السعودية بضرب مطار الشعيبة في الكويت (مجموع 38 طائرة) و قامت طائرات F111 بضرب مخازن الكيماوي قرب قاعدة ال H3 و سلمان باك و الديوانية. و تم ضرب ابراج التحكم في مطارات الجلبة و بلد في جنوب العراق و مطارات على سالم و احمد الجابر في الكويت.

طبعا الجانب اﻷمريكي واجه مشاكل كثيرة بدوره: قنابل لم تنطلق، طائرات عادت بسبب اعطال، نسبة اصابة ضعيفة بسبب المقاومة العراقية او اخطاء الطيارين. اخطاء الطيارين في التعامل مع الدفاع الجوي العراقي (اطلاق فلاشات التموية الحراري لتحييد الصواريخ العراقية بشكل خاطئ اصاب بعض الطياريين بالعمى لعشرة ثوان كاملة كادت فيه طائراتهم ان تسقط!).

و لكن هذا لم يغير الصورة كثيرا. مع اطلالة فجر 17 يناير. كانت الحرب الجوية في حكم المحسومة و هي ثاني حرب يخسرها العرب في ضربة الافتتاح. و تبعات سوء التخطيط العراقي على المستوى العملياتي سوف يدفع ثمنها العراق جيشا و شعبا لخمسة اسابيع من القصف. من الرياض اتصل شوارتزكوف بكولين باول في واشنطن و قال له اﻷخبار الخارقة. و لكنه قال له: ننتظر رد الفعل العراقي. فماذا كان في جعبه العراق من سهام ليرد على الهجوم اﻷمريكي الكاسح؟
----------------------------------

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech