Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

شهداء بلا سلاح 1 - سميره موسي


هم مقاتلون ايضا ...... سلاحهم العقل و العلم .....حوت عقولهم مشاريع علم رائدة طامحة لبلادهم .....لتكون سلاحا حقيقيا لاوطانهم فى وجه العـــدو....و لكن هذا العدو الغادر كان الاسرع للتخلص منهم و من علمهم , حتى لا تنقلب موازين القوى لصالح الصراع العربى .....اغتالتهم يد الغدر دون ادنى فرصة للدفاع عن النفس ....فاصبحوا ....شهداء بلا سلاح !!!

سلسلة يكتبها
د. احمد مختار ابودهب
عضو المجموعة 73 مؤرخين

_______________________________________________

) مارس 1917 - اغسطس 1952)

قرية سنبو – زفتى – الغربية

مطلع الخمسينيات من القرن العشرين

"........ والدى العزيز , لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلي مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام ,لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن اصنع اشياء كثيرة, دعواتك لى يا ابى بالتوفيق , فهى عونى و سلاحى دائما .

ابنتكم المخلصة
سميرة

 

انتاب الحاج موسى قلق دفين و هو يقرأ رسالة ابنته سميرة بمنزل الاسرة بقريته , حيث كان مسقط رأس ابنته قبل انتقالهم الى القاهرة منذ سنوات ,و المرسلة اليه من الولايات المتحدة , حيث تتابع سميرة دراستها هناك فى مجال العلوم النووية , تسأل الحاج موسى بينه و بين نفسه ..... و لكن لماذا القلق ؟, و سميرة تسعى لمصلحة بلادها دون معاداة احد , تسعى ان يكون علاج السرطان مثل علاج اى نزلة برد !!!

لقد دار بذهنه شريط الذكريات سريعا ....ميلادها ..... انتقالهم الى القاهره لالحاقها بالمدرسة ....تفوقها العلمى الملحوظ منذ صغرها ....حفظها للقرآن الكريم كاملا .
شعر بالامتنان المتكرر حتى فى ذكرياته لاستاذها الدكتور "مصطفى مشرفة" اول عميد لكلية العلوم , لكونه سندها الاول – بعد الله سبحانه و تعالى - فى تعيينها كأول معيدة بكلية العلوم بجامعة القاهرة "فؤاد الاول آن ذاك " ...... ثم انقبض قلبه عندما مرت على ذاكرته نقطة سفرها الى الولايات المتحدة .....و كان قلبه على حق تماما !!!!

*   *    *

الولايات المتحدة - جامعة سان لويس - ولايةميسوري

يبدو ان شريط الذكريات لم يدر فى خلد الوالد فقط , لكنه دار ايضا فى خلد الدكتورة سميرة فى الوقت ذاته , لقد جال بخاطرها فضل اثنين عليها , استاذها د. مصطفى مشرفة , و والدها ....تذكرت حين دعمها والدها ماديا فى اعادة طباعة كتاب الجبر الحكومى ثقيل الظل و هى فى المرحلة الثانوية , لتعيد توزيعه على زملاءها بالمجان ..... رحلتها العلمية الى بريطانيا ....الماجستير ...الدكتوراة ...... ثم ابحاثها الخطيرة التى تهدف للحصول على قنبلة نووية من المعادن الرخصية !!!

لم تكن القنبلة النووية هى حلمها الوحيد .....بل كان السرطان –ذاك الشبح الغامض المرعب – احد اهم اعداءها , و لقد حلمت كثيرا بالتغلب عليه من خلال ابحاثها ...... لقد حملت ابحاثها الكثير من الخير للبشرية .....خيرا لا يتناسب مع كارهى الخير فى كل العصور !!

* د. سميرة ....... هلى لى من وقتك خمسة دقائق !!!

انتزعت كلمات السائل "سميرة" من طيف ذكرياتها , كان نفس الدكتور الامريكى , ذو الانف المعقوف و النظرة المتذئبة , الذى كرر عليها عروضا مختلفة لاستكمال ابحاثها , او بمعنى اصح بيعها للولايات النتحدة ....و بسعر مغرى !!!

* سميرة : د. جاك ...... للمرة المائة اكرر لك ......انا ارفض هذه العروض , و سأعود الى بلادى !!!

* حتى لو كان المقابل المادى مضاعفة المبلغ الى .....!
*قاطعته سميرة دون تردد : حتى لو ضاعفت الملبغ الف ضعف .....بلدى تنتظرنى ...و سأعود اليها .

نعم ..... هذا ما كانت تريده ...... ان تستكمل مشوارها النووى لتقوية عضد بلادها , خاصة بعد ظهور تلك الافة على ارض العرب .....المسماه "باسرائيل"  منذ سنوات قليلة !!!

ابتسم جاك ابتسامة صفراء قائلا : مع خالص تمنياتى لك بالتوفيق .....لكن ارجو الا ترفضى هذه الدعوة من مفاعل " كاليفورنيا " ..... حيث ستكتمل فكرة ما تبحثين عنه هناك !!!!

قبلت د. سميرة الفكرة دون تردد , فقد كانت تفتقد تلك الزيارة لاستكمال حلمها العلمى النووى قبل عودتها الى ارض الوطن ...... و لكن الفكرة لم تكن علمية بالمرة .....!!!!

*   *   *   *     *

15 اغسطس 1952

  1. .....و بعد اسابيع من نجاح مصر فى التخلص من نير الملكية بثورة يوليو ..... كانت اولى الضربات لمصر ...... !!!

ركبت د. سميرة السيارة مع زميلها الباحث الهندى , الذى تطوع لتوصيلها الى ذاك المفاعل بكاليفورنيا , لانه كان على علم بطرقها الوعرة .....و لكن اى دراية !!!!

- صباح الخير د. سميرة ....مستعدة لتلك الرحلة الرائعة !

- اجابت سميرة بابتسامة فى حياء عربى لم تتخلى عنه مطلقا , و ركبت السيارة فى المقعد الخلفى على غير العادات الامريكية , تذكرت فى تلك اللحظة ما كانت تكتبه لوالدها عن امريكا و عاداتها :

""ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، يبدءون كل شيء ارتجاليا.. فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب، كثيرون منهم جاءوا إلي هنا لا يحملون شيئاً علي الإطلاق فكانت تصرفاتهم في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر إلي بلد يعتقد أنه ليس هناك من سوف ينتقده لأنه غريب"

انطلقت السيارة تعقبها نظرة ذئاب من تلك البناية التى انطلقت منها سميرة الى حيث اكمال حلمها ...كانت تلك النظرات كصاروخ جو ارض لا يخطىء هدفه ابدا , اطلقته ذئاب لا تتورع فى قتل كل من لا يواليهم او يرضخ لرغباتهم !!

لفتت نظر سميرة تلك المناظر الخلابة على هذا الطريق الجبلى الوعر , تمنت لو انها احضرت كاميراتها لتصور تلك المناظر الجميلة , فقد كان التصوير احد هواياتها المفضلة لدرجة انها تتولى تحميض ما صورته فى ركن خاص بشقتها خصصته كاستوديو صغير !!

  • ·ما هذه السيارة التى تتبعنا !!!؟

القت سميرة سؤالها على زميلها الذى لم يبدو مندهشا لذلك .... لكنه بدأ فى مناورات حادة ..... رغم انه لم يزيد من سرعة السيارة ليفلت من هذا المطارد الضخم ...و كانها كانت الاشارة !!!

و فى اللحظة المناسبة , فوجئت سميرة بمن يقفز من السيارة , قبل ان تصدمها سارة النقل المطاردة فى منحنى شديد !!!!

و هوت السيارة فى ذاك الوادى السحيق .....قبل ان تفيض روح راكبتها الوحيدة !!!

*     *     *     *     *

بينما كان والد سميرة متماسكا يتلقى العزاء فى مصرع ابنته النابغة فى حادث غامض مؤلم ...... كان هناك من يقرع كؤس انتصاره الرخيص - "على الحان اغنيتهم الفلكلورية الشهيرة "هافا ناجيلا" – فقد نجحوا بمنهتى القذارة المعهوده عنهم عبر السنين فى التخلص من تلك العالمة المصرية دون وجود دليل مباشر ضدهم ,تلك الشهيدة التى عمل عقلها النابغ على بحث لو وصل الى بلادها ربما كانت موازين القوى قد انقلبت .....بل انعدلت ......لكن روح سميرة "التى لقبت بمس كورى الشرق " , فاضت الى بارئها تحمل معها اسرار علمها الرهيب .....لتكون على رأس قائمة شهداء العلم ...... شهداء ...بلا ســـلاح !!!!

د. احمد مختار ابودهب

الـــمــــجمــــوعة 73 مـــــــؤرخــــيــــــن
اكتوبر 2015

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech