Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

قصة جاسوسة صهيونية في «بلاط فاروق»

 

قصة جاسوسة صهيونية في «بلاط فاروق»

: غادرت السجن بفضل علاقاتها بالمسؤولين

 

 

 

مصر تعيش تحت الحكم الملكي، والحرب العالمية الثانية تلفظ أنفاسها الأخيرة، أنور وجدي هو نجم النجوم ومديحة يسري وجهًا جديدًا، وصوت محمد عبدالوهاب يطرب الآذان أما هي فلم يكن يعنيها كل هذه التفاصيل بل تفاصيل أخرى كانت أكثر أهمية بالنسبة لها، شتاء القاهرة بارد والأحداث في المنطقة ساخنة جدًا، ها هو فبراير يحل وجامعة الدول العربية تعقد، والسؤال الأهم التي تبحث هي عن إجابته، ماذا سيفعل العرب عقب إنهاء الانتداب البريطاني في فلسطين؟ وكان الجميع ينتظر معلوماتها هناك، في تل أبيب وكل مكاتب الوكالة اليهودية في العالم، الكل ينتظر أن تخبرهم إحدى أهم جواسيسيهم في القاهرة نتيجة اجتماع العرب، الجميع ينتظر رسالة من يولاند هارمر.

 

ولدت «هارمر» في الإسكندرية عام 1913 لأم تركية يهودية، كما يروي كتاب «القاموس التاريخي للاستخبارات الإسرائيلية» للكاتب إبرايم كاهانا، اسم شهرتها كان يولاند جاباي أما اسمها العبري فكان يولاند هار-مور، أما الإسرائيليون فيطلقون عليها «ماتا هاري الإسرائيلية»، في إشارة لإحدى أشهر الجاسوسات في التاريخ.

كانت «هارمر» أرملة لرجل أعمال ثري من جنوب إفريقيا، كان زوجها الثالث فيما كان زواجها الأول في عمر الـ17 ونتج عنه طفل واحد، وفي الـ32 من عمرها، جندتها الوكالة اليهودية، وتحديدًا القسم السياسي، أثناء زيارة قام بها رئيس الوكالة شخصيًا حينها، موشيه شاريت، عام 1945، قابلته حينها في حفل.

وسريعًا تغيرت شخصية الامرأة اليهودية، ولعبت دور صحفية لتستطيع الوصول لأهم الشخصيات في الدولة، وهو ما استطاعت فعله بالفعل، فبعد وقت قصير أصبحت تتمتع بعلاقة قوية مع شخصيات رفيعة في المملكة المصرية، ومن ضمنها صحفيين كبار في جريدة الأهرام الشهيرة، كما وطدت «هارمر» علاقتها بالدبلوماسيين في مصر.

وتكشف البروفيسورة ليفيا بيتون جاكسون في مقال لها في موقع «جويش برس» عن هوية بعض تلك الشخصيات التي تقربت منها الجاسوسة الصهيونية، فتقول: «صنعت علاقات داخل بلاط الملك فاروق، وكانت قريبة من المساعد الأول للأمين العام لجامعة الدول العربية عبدالرحمن حسن عزام باشا، كما كان من معجبيها أيضًا محمود مخلوف، نجل مفتي الديار، وكانوا هؤلاء من أهم مصادر معلوماتها».

وتكشف الكاتبة الإسرائيلية في مقالها كيف أثرت بجمالها على السفير السويدي في مصر، وايدر باج، قائلة: «بعدما وقع في حبها، تلاعبت به حتى جعلته يتعاطف مع القضية الصهيونية وحق تقرير المصير وحرية الشعب اليهودي، وقد أفاد جاسوس آخر في مصر حينها أن (قبل أشهر كان السفير غير مبال بقضيتنا، لكن اليوم أصبح صهيوني متحمس)».

جمال «هارمر» وعلاقاتها جعلتها تحصل على تفاصيل الاتفاقات العسكرية التي توصل لها العرب في اجتماعاتهم في ديسمبر 1947 وفبراير 1948، للتعامل مع انهاء بريطانيا الانتداب على فلسطين، وأرسلت هذه التفاصيل لمقر الوكالة في تل أبيب في رسالة عبر أوروبا.

كذلك حصلت «هارمر» على معلومات حول العلاقات البريطانية الأردنية من خلال ضابط بريطاني في مصر، وكانت كثير مما حصلت عليه الجاسوسة الصهيونية يحمل قيمة استراتيجية عالية، قبل أن تشكل شبكة جاسوسية كاملة في مصر.

لكن الشبكة لم يكتب لها الحياة طويلًا فسقطت مع دخول مصر الحرب في فلسطين، في 15 مايو 1948، فقبض على «هارمر» في يونيو من العام نفسه.

ويروي حفيدها، «ألاين»، كيف أن حياة جدته شكلت شخصية والده المضطربة والعنيفة رغم نجاحه المهني ونشأته ليصبح مهندسًا شهيرًا يتحدث 9 لغات بطلاقة وهو خريج مدرسة «فيكتوريا كوليدج» بالإسكندرية، في حديث لصحيفة «إنديبندنت» البريطانية، عام 2012، «كان صغيرًا جدًا حين تطلق أبواه، والدته كانت متدينة، وكانت جاسوسة صهيونية تعيش في الإسكندرية، تركت جدي عقب ولادة والدي، ثم رفضه الأخير، لذا نشأ في هذه الأجواء المضطربة، كانت جدتي أم وحيدة، وكانوا يهودًا يعيشون في مصر، وفي بعض الأحيان كان الجيران يعتنون به لأن والدته كانت في السجن».

خرجت «هارمر» من السجن في أغسطس وتركت مصر وسافرت إلى باريس، فيما يفسر الكاتب «كاهانا» خروجها قائلًا إنها «حصلت على مساعدات لإطلاق سراحها بشكل ما»، فيما أرجعت «جاكسون» خروجها لعلاقاتها الرفيعة في الدولة والتي ساعدتها في الخروج من السجن.

ومن باريس، استمرت الجاسوسة الإسرائيلية على علاقة ببعض مصادرها في مصر، وأصبحت بداية من أكتوبر 1948 أحدى أهم الشخصيات في مكتب الوكالة اليهودية في فرنسا، قبل أن ترحل إلى مدريد لتعمل في المكاتب الإسرائيلية هناك في الخمسينات، لكن نهايتها كانت في العقد ذاته فلم يكتب لها أن تكمل نشاطها التجسسي في الستينات، فتوفت بالسرطان عام 1959، وأقيم لها نصبًا تذكاريًا في القدس، ووصفتها «جاكسون» بأنها «ساهمت أكثر من أي شخص آخر في تأسيس دولة يهودية».

 

المصدر

http://lite.almasryalyoum.com/extra/160526/

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech