Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بالوثائق انفراد للمجموعه 73 مؤرخين - لجنه اجرانات حققت مع اشرف مروان


 

لا يجوز اعاده نشر المقال اونقله  أو جزء منه

بدون الاشاره للكاتب وموقع المجموعه 73 مؤرخين 

كمصدر للمقال 

الفصل قبل الأخير من كتاب الصهر ..

توحيد مجدي

لجنة "أجرانات"

حققت مع "أشرف مروان"

المقدمه :

توثيق الأحداث بشكل دقيق في مؤلف ترنو خلاله لاكتساب الاحترام يتطلب سرداً مُختلفاً للوقائع والتفاصيل المُتناهية الدقة عن الروايات البوليسية مثلاً ولذلك لا يُمكن أن تتناول الصهر وكأنه رواية مُرسلة لكاتِب لقصص خرافية لأنها حقائق وردت بملفات رسمية.

ومن ذلك المُنطلق أنصح كُل قارئ مُحترم أن يتذكر دائماً أنه بصدد حقائق ليست بالرواية السطحية خاصة عندما يُقابل بين صفحات كتابي شخوصاً لم يسمع عنها من قبل ومن حقه علي ككاتِب أن أكشف له بالتوثيق الدقيق كُل ما يُحيط بالملف موضع التناول.

في الحقيقة هناك من طلب من بين كبار القراء الذين وافقوا علي معاونتي لاستطلاع الآراء نقل التفاصيل لهوامش جانبية ولأن التفاصيل غزيرة المعلومات كان من غير المُمكِن نقلها لهوامش إلا كانت القراءة معكوسة.

ثم طالب آخرون أن أنقل كافة التفاصيل إلي نهاية الكتاب لمن يريد الاستفاضة وهذا لم يكُن ممكناً أيضاً فكيف تستقيم القراءة لتبدأ موضوع وتتوقف لتنتقل لنهاية الكتاب ثم تعود وهكذا دواليك؟

وفي النهاية اتفق الجميع أن أستمر في السرد كما هو دون تغيير أو تبديل وإلا انهارت الحقيقة وأصبح من المستحيل مُطالعة أسماء شخوص وأماكن وأحداث ناهيك لتواريخ وبيانات يقابلها القارئ لأول مرة دون التوقف للسرد الموثق أمام كُل حدث وعلي هذا ستطالعون كافة المعلومات والبيانات مُتراصة وتذكروا أنكم تطالعون فصلاً حصرياً من كتاب كامل سبقتكم في صفحاته آلاف البيانات والمعلومات والمواقف وبقليل من التركيز والقراءة المُخلصة ستكتشفون معني تلك البداية الغير تقليدية ثم ستستخلصون الفائدة.

 

والآن عقب التوضيح الهام للغاية أهلاً بكُل الحُب والاحترام والتقدير بودٍ لكُل رواد صفحات المجموعة 73 مؤرخين مع الفصل قبل الأخير من كتابي (الصهر - أسرار أشرف مروان) طبعة أولى - قطاع الثقافة - مؤسسة أخبار اليوم عام 2013 .. توحيد مجدي

============

    

عقب اعتراف الدولة الإسرائيلية بالهزيمة في حرب أكتوبر 1973 شكلت الكنيست الإسرائيلية –- لجنة تحقيق محترفة علي أعلي مستوى عسكري وقانوني لبحث أسباب وحقائق الهزيمة العسكرية والسياسية والمعلوماتية الإسرائيلية أمام مصر.

الكينست

الكنيست كلمة مؤنثة شاع استخدامها بالخطأ علي أنها كلمة مذكرة وبسبب أهمية الاسم "الكنيست الإسرائيلية" هي بيت النواب والسلطة التشريعية في إسرائيل وتقع حاليا في "كريات هاممشلاه" أي مقر الحكومة في منطقة "جفعات رام" بمدينة القدس.

عدد أعضاء الكنيست الإسرائيلية مقرر ب120 عضو فقط لا يمكن زيادتهم أو الانتقاص من عددهم لأن العدد 120 ديني بارز والسبب وراء العدد هو تحديد الرب في كتاب التوراة في سفر التكوين أول الأسفار الخمسة عمر الانسان في الإصحاح السادس فقرة 3 بقوله: "فقال الرب لا يدين روحي في الانسان إلي الأبد لزيغانه هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة".

والمعروف أن عمر سيدنا "موسي" عليه السلام عندما مات كان 120 عام وذلك سجلته التوراة في سفر التثنية وهو خامس أسفار التوراة بداية من الفقرة رقم 7 الإصحاح رقم 34 في قوله: "وكان موسي ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكل عينيه ولا ذهبت نضارته".

أجريت أول انتخابات للكنيست في 25 يناير 1949 وعقدت أول جلسة رسمية في 14 فبراير 1949 في تل أبيب ولم تنتقل الكنيست إلي القدس إلا في 26 ديسمبر 1949 وعقدت جلساتها يومها في مبني الوكالة اليهودية بالقدس.

حجر الأساس لمبني الكنيست الحالية تم وضعه في صباح 14 أكتوبر 1958 بالقدس وأول رئيس للكنيست هو "يوسف شبرنتسك" الذي تولي منصب رئاسة الكنيست ثلاث مرات متتالية في الانتخابات الداخلية التي تمت في 25 يناير 1949 وفي 30 يوليو 1951 وفي 26 يوليو 1955    

بعد تلك الوقفة الهامة أعود للتفاصيل وقد سميت تلك اللجنة باسم لجنة أجرانات نسبة لرئيسها القاضي "شيمعون أجرانات" ثالث رئيس للمحكمة العليا الإسرائيلية الذي شغل منصبه بداية من 18 مارس 1965 وحتي 8 سبتمبر 1976

شمل قانون لجنة أجرانات الذي أصدرته الكنيست الإسرائيلية مساء 20 نوفمبر 1973 علي آلية تحصين أعمال اللجنة قانونيا ودستوريا ومنحها شرعية استدعاء واستجواب القادة والساسة الإسرائيليين مع عدد آخر من البنود الرئيسية.

حدد قانون لجنة أجرانات آلية رسمية لمباشرة التحقيقات في الأحداث والوقائع التي أدت لفشل أجهزة الاستخبارات والحكومة وجيش الدفاع الإسرائيلي - يعرف باسم "تصاهال" تأسس رسميا بتاريخ 26 مايو 1948 - حتي يوم 8 أكتوبر 1973

علي أن تكون باقي الأحداث الأخرى التي وقعت من يوم 8 أكتوبر حتي يوم تاريخ 24 أكتوبر 1973 النهاية الفعلية للمعارك للاستشهاد واستخلاص النتائج من أجل التوصل لأسباب الفشل الحقيقية التي أدت للهزيمة الإسرائيلية.

بمعني أن تلك اللجنة التي أخذت أعمالها وتحقيقاتها الكثير من الاهتمام في تاريخ الشرق الأوسط الحديث فحصت وحققت بشكل أصيل الأحداث والوقائع والمستندات والمعلومات التي كانت نتيجتها المباشرة أول 48 ساعة فقط من المعارك الحربية التي نجح فيها الجيش المصري في عبور مانع قناة السويس وتدمير حصون خط بارليف ال30 علي طول خط القناة.

جاء تشكيل اللجنة من القاضي الدكتور شيمعون أجرانات كرئيس ومعه عضو اليمين بالمحكمة العليا الإسرائيلية القاضي "موشيه لانداو" وعضو اليسار الدكتور "اسحاق أرنست نفانتسئيل" مراقب الدولة الذي شغل منصبه من 11 ديسمبر 1961 وحتي 10 ديسمبر 1981

 

كما ضمت لجنة أجرانات اثنين من الرؤساء السابقين – يومها - لهيئة رئاسة الأركان العسكرية الإسرائيلية أولهم البروفسور اللواء احتياط "يجأل يادين" ثاني رئيس لهيئة الأركان الإسرائيلية في تاريخها الذي شغل منصبه من 9 نوفمبر 1949 حتي 7 ديسمبر 1952

والثاني اللواء احتياط "حاييم لسكوف" خامس رئيس أركان للجيش الإسرائيلي في تاريخ دولة إسرائيل الذي شغل منصبه في الفترة من 29 يناير 1958 وحتي 1 يناير 1961 

بدأت لجنة أجرانات جلساتها وأعمالها بداية من صباح 21 نوفمبر 1973 وعلي مدار 140 جلسة سرية استمعت اللجنة وحققت مع 58 شاهد من القادة والضباط والسياسيين الإسرائيليين علي كافة المستويات للتحقيق والاستماع وتقديم الشهادات الرسمية.

 

أصدرت لجنة أجرانات أولى توصياتها في 1 إبريل 1974 حملت فيها المسئولية لبعض الشخصيات العسكرية دون غيرهم وعلي إثر تلك التوصيات أجبر عدد كبير من العسكريين والسياسيين في إسرائيل علي تقديم استقالاتهم الفورية وفي النهاية انهارت الحكومة بكاملها.

 

أوصت لجنة أجرانات في 1 إبريل 1974 بنقل اللواء احتياط "إيلي زاعيرا" مدير جهاز الاستخبارات الحربية الإسرائيلية المعروف بالاسم الكودى "أمان" بعيدا عن وظيفته.

 

الثابت أنه شغل مهام منصبه في الفترة من سبتمبر 1972 وحتي 1 إبريل 1974 مع التوصية بنقله إلي وظيفة أخري غير قيادية بعيدا عن أجهزة الاستخبارات وأفرع بحث وتقدير المعلومات.

كما أوصت اللجنة في نفس التاريخ بضرورة إبعاد العميد "أريه شاليف" مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث عن وظيفته.

 

مع إقالة اللواء "شموئيل جونين" - ولد في ليتوانيا الروسية عام 1930 وتوفي في 30 سبتمبر 1991 - الشهير باسم "جورديش" قائد القيادة الجنوبية الذي شغل مهام المنصب أثناء حرب أكتوبر 1973

 

 

وإقالة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية - التاسع - الفريق "دافيد اليعازر" - دادو - الثابت شغله مهام منصبه خلال الفترة من 1 يناير 1972 حتي 3 إبريل 1974 فخرج "دادو" من الخدمة العسكرية نهائيا يجر أذيال الفشل ومرض نفسيا بشدة.

وبعدها توفي دافيد اليعازر بأزمة قلبية داخل حمام سباحة بتاريخ 15 إبريل 1975 أثناء ممارسته لرياضة السباحة التي وصفها له أحد أطبائه لتنشيط دورته الدموية.

 

وكان دافيد إليعازر قد تولى عقب إقالته من الخدمة العسكرية بالجيش الإسرائيلي منصب مدير عام شركة "تسيم" – أسستها الوكالة اليهودية في فلسطين بتاريخ 7 يونيو 1945 - البحرية التجارية الإسرائيلية.   

 

 

المثير أن لجنة أجرانات حققت مع عدد من السياسيين الإسرائيليين كان أبرزهم يومها رئيسة الوزراء "جولدا مائير" لكن الثابت من توصيات اللجنة النهائية أنهم لم يوجهوا إليها أية مسئولية عن الفشل.

 

لكن جولدا مائير بسبب الضغط الشعبي اضطرت إلي تقديم استقالة حكومتها بعد أن تولت مهام منصبها بداية من 17 مارس 1969 حتي تقديمها استقالتها النهائية بتاريخ 3 يونيو 1974 مع العلم أنها لم تسلم المنصب إلا في 22 يونيو 1974 

ومع أن تحقيقات لجنة أجرانات نشر معظمها لكن أوراق وجلسات التحقيقات الرسمية مع رئيسة الوزراء جولدا مائير والتحقيقات مع "إيلي زاعيرا" مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية أمان" ما زالت محظورة بقوة قانون حماية أسرار الأمن القومي الإسرائيلي لسنة 1957

 

كما يسري الحظر بقوة القانون إلي يومنا هذا علي مجلدات توثيق جلسات استماع لجنة أجرانات لشهادات كل من:

"موشيه ديان" وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق الذى شغل المنصب من 5 يونيو 1967 وحتى 3 يونيو 1974 وجلسات التحقيق والاستماع لشهادة رئيس جهاز الموساد "تسفي زامير" الشهير باسم "تسفيكا" الذي شغل منصبه بداية من 1 سبتمبر 1968 وحتى 15 إبريل 1974

 

 

وفي المجمل طبق قانون حماية أسرار الأمن القومي الإسرائيلي لسنة 1957 علي تلك المجلدات بسبب كم المعلومات وأسرار الدولة والأمن القومي الإسرائيلي التي اضطر هؤلاء لكشفها خلال جلسات التحقيقات والاستماع لشهاداتهم الرسمية أمام لجنة أجرانات.

 

وبالرغم من سريان الحظر تم تسريب جزء من شهادة جولدا مائير خاص بمعلومات اتصالها السري بالملك "الحسين بن طلال" – جلس علي عرش بلاده في الفترة من 11 أغسطس 1952 وحتي 7 فبراير 1999 - عاهل المملكة الأردنية الهاشمية يوم 25 سبتمبر 1973 في مقر منزلها الخاص في مدينة تل أبيب.

 

وقد شهدت جولدا مائير أمام لجنة أجرانات أن الملك حسين أبلغها في ذلك التاريخ بشكل واضح ومفصل أن مصر وسوريا قررتا شن الحرب خلال أيام ضد إسرائيل.

 

لكنها بررت عدم اهتمامها وتجاهلها لتحذير الملك حسين لأنه سبق وحذرها من الحرب مرتين لم تتحقق الحرب فيهما فاعتقدت أن تحذيره في 25 سبتمبر 1973 مجرد تحذير آخر فارغ.   

 

 

الحقيقة شهادة رئيسة الوزراء جولدا مائير تطابقت مع ما شهد به دافيد إليعازر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية أثناء حرب أكتوبر 1973 فطبقا لإفادته الرسمية لم يكن أشرف مروان أول من أبلغ إسرائيل بموعد الحرب.

بل تثبت وثائق بروتوكولات تحقيقات لجنة أجرانات الرسمية التي باشرتها اللجنة مع دافيد إليعازر الذي شغل منصب رئيس الأركان بداية من 1 يناير 1972 وحتى 1 إبريل 1974 حقيقة هذه المعلومات الهامة.

 

فقد شهد "دادو" كما كان يلقب أنه حضر بنفسه في مكتب "جولدا مائير" رئيسة الوزراء الإسرائيلية محادثة هاتفية تاريخية أجرتها جولدا مع عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك "الحسين بن طلال" ثالث ملوك الأسرة الهاشمية.

 

وطبقا لشهادة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية دافيد إليعازر جرت تلك المحادثة ظهر يوم 25 سبتمبر 1973 بين رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير مع الملك الأردني الحسين بن طلال.

 

وفي أثناء الحوار أبلغ الملك حسين جولدا صراحة أن مصر وسوريا تستعدان لشن حرب شاملة ضد إسرائيل وأعلن الملك الأردني لرئيسة الوزراء الإسرائيلية عن عدم مسئوليته أو مشاركته في التخطيط وكما شهد "دادو" ربما كان ذلك بسبب قلقه علي مملكته وكانت ذكريات 5 يونيو 1967 ما تزال حاضرة في ذهن الملك.

 

في الواقع لم تكن تلك هي المحادثة الهاتفية - أو حتى المقابلة – الأولي بين رئيسة الوزراء الإسرائيلية والملك حسين فالوثائق الأمريكية والإسرائيلية تثبت العكس وأن تلك العلاقة امتدت لسنوات طويلة وأنها كانت تتم في سرية بالغة ولم يكن علي علم بها سوى الولايات المتحدة الأمريكية.

 

أما أبرز الوثائق التي أكدت للجنة أجرانات هذه الحقيقة التاريخية وتلك العلاقة الغريبة رسميا كانت مكاتبة سرية بين الملك حسين عن طريق "زياد رفاعي" السكرتير الشخصي للملك وجولدا مائير بتاريخ 30 مايو 1969 

المهم في المحادثة التي جرت باللغة الإنجليزية بين الملك حسين من القصر الملكي في عمان العاصمة الأردنية وجولدا مائير في مكتبها بالقدس شهد دافيد إليعازر أمام لجنة أجرانات أنه لم يكن في بداية تلك المحادثة التي حضرها بالصدفة البحتة في مكتب رئيسة الوزراء علي علم بشخصية المتحدث علي الطرف الآخر.

لكنه كما شهد في الوثائق الرسمية أكد أن جولدا كانت تتحدث في أمر خطير مع شخصية أجنبية وعندما أغلقت السماعة كانت قلقة للغاية ثم التفتت إليه وعلي وجهها علامات رعب ونقلت إليه المعلومات التي أبلغها بها المتحدث.

وعندما سألها دادو عن شخصية محدثها كشفت له بشكل شخصي أنها اعتادت الحديث سرا مع الملك حسين علي خط هاتف مؤمن كان يربط بانتظام تل أبيب وعمان منذ نهاية حرب يونيو 1967 

وعندما سأل دادو جولدا مائير عن موعد الحرب بالتحديد كما أخبرها الملك؟

أكدت له رئيسة الوزراء جولدا مائير أن الملك حسين لم يبلغها بالموعد لأنه لم يكن علي علم دقيق باليوم أو بالساعة وأن الملك حسين علي حد ما ذكرته جولدا مائير لرئيس الأركان الإسرائيلي إليعازر يومها اكتفي بقوله:

 

 

"الحرب خلال الشهر القادم".

 

إذا رسميا للتوثيق وطبقا للتسلسل التاريخي السليم أول من أبلغ إسرائيل بالمعلومة كان الملك حسين دون تحديده في محادثته السرية ثم مقابلته بعدها بساعات مع جولدا مائير لليوم أو للساعة المفترض أن مصر وسوريا ستشنان فيها الحرب علي إسرائيل.

رسميا قدمت لجنة أجرانات توصياتها الثانية بتاريخ 10 يوليو 1974 كما تقدمت اللجنة بتوصياتها الثالثة والأخيرة بتاريخ 30 يناير 1975

وقد خضعت كل التحقيقات التي باشرتها لجنة أجرانات علي مدار 140 جلسة لبنود قانون حماية المعلومات الإسرائيلية الذي يقضي بحجب التحقيقات لمدة 30 عاما ومع ذلك ما يزال حظر النشر ساريا ليومنا هذا علي مجلدات محددة صنفت المعلومات الواردة فيها علي أنها أسرار الأمن القومي الإسرائيلي.

وطبقا لقانون حماية أسرار الأمن القومي يمكن تمديد فترات الحظر إلي ما لانهاية لكن في عام 1995 تقدمت نقابة الصحفيون الإسرائيلية – تأسست في فلسطين عام 1939 – بدعوى رسمية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية للمطالبة بنشر تحقيقات لجنة أجرانات كاملة علي الشعب الإسرائيلي استنادا علي المبدأ الديمقراطي "أن من حق الشعب أن يعلم".

فقضت المحكمة الإسرائيلية العليا بالسماح بنشر تحقيقات لجنة أجرانات عدا 48 مجلد تحمل كلها خاتم قانون حماية أسرار الدولة لسنة 1957 مع توصية المحكمة الرسمية بحظر النشر مدى الحياة علي تلك المجلدات لما تحتويه من أسرار خطيرة وأسماء عملاء وجواسيس إسرائيليين عملوا في مصر وسوريا ولم يكشف عنهم نهائيا حتي يومنا هذا وبيانات ووثائق عمليات عسكرية وحشية يمكن أن يؤدي الكشف عنها لكارثة أخلاقية وإنسانية لدولة إسرائيل.

اعتادت الحكومة الإسرائيلية منذ صدور حكم المحكمة العليا الإسرائيلية بالسماح بنشر تحقيقات لجنة أجرانات عام 1995 بالإفراج من وقت إلي آخر عن أجزاء من التحقيقات بعد فحصها وتمحيصها.

كان بينها عدد من الوثائق نشرت في 7 أكتوبر 2008 حوت شهادة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان وشهادة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية دافيد اليعازر.

 

وكانت المفاجأة أن دافيد اليعازر قد شهد أمام لجنة أجرانات أنه لم يثق ولو ليوم واحد في العميل أشرف مروان وأنه كان يشعر دائما أن مروان عميل مزدوج يعمل لحساب مصر غير أن المعلومات التي كان مروان يقدمها لإسرائيل كانت دقيقة حيث لا يمكن لخبير أن يشكك فيها.

 

وبالتالي كان ميزان مصداقية معلومات مروان يجعله دائما خارج دائرة الشك في إسرائيل وعندما سأل القاضي شيمعون أجرانات رئيس اللجنة رئيس هيئة الأركان دافيد إليعازر عن السر وراء عدم إعلانه لشكوكه في حينه إلي جولدا مائير وجهاز الموساد والاستخبارات الحربية الإسرائيلية وحتي لوزير الدفاع يومها موشيه ديان؟

أكد دافيد اليعازر أنه سبق له التحدث إلي رئيسة الوزراء ولم تهتم وكانت معلومات أشرف مروان قوية لدرجة أنه تراجع عن الاستمرار في اتهام مروان خشية أن يخسر مصداقية تقديره للأمور كرئيس للأركان.

وأكد دافيد إليعازر في جلسات التحقيق معه أمام لجنة أجرانات أن أشرف مروان كان مسيطرا علي عقول ضباط جهاز الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الحربية "أمان" بشكل وصفه دادو بالمخيف.

 

اللافت أن المعلومات الموثقة من واقع محاضر جلسات لجنة أجرانات ال140 تشير أن شهادة اللواء احتياط "أرئيل شارون" الذي شغل منصب قائد القيادة الجنوبية في الفترة من عام 1969 وحتي 17 يوليو عام 1973

ما زالت هي الأخرى تخضع للحظر الكامل بسبب احتوائها علي خطة شارون للتقدم لمدينة القاهرة بهدف تطويقها واحتلالها بالمجموعه المدرعة 143 – أنشأت عام 1964 في قيادة الجنوب - التي كان يقودها أرئيل شارون أثناء حرب أكتوبر 1973     

أشارت الإحصائية القانونية التي صدرت عن لجنة أجرانات في نهاية تحقيقاتها أن أكثر المعلومات والأسئلة والأسماء التي ترددت خلال جلسات تقديم الشهادات والاستماع دارت حول العميل أشرف مروان تحديدا ودوره في مد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بالمعلومات في الفترة من عام 1969 وحتي عام 1973

 

وأن اسم أشرف مروان كان من أكثر الأسماء تكرارا في صفحات مجلدات اللجنة الرسمية خاصة التحقيقات وجلسات الاستماع المحظورة التي باشرتها اللجنة مع كل من رئيسة الوزراء جولدا مائير ومدير الاستخبارات الحربية "أمان" اللواء إيلي زاعيرا ومع مساعده للبحوث العميد أريه شاليف ومع اللواء تسفي زامير رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي. 

الثابت أن تلك المحاضر ما تزال محظورة ليومنا هذا ومع ذلك سأكشف بشكل حصري محاضر التحقيق مع العميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير قبل وخلال حرب أكتوبر 1973

يبرز فيها بوضوح حجم الضرر الذي تسببت فيه معلومات أشرف مروان المغلوطة التي زرعت بإتقان في نظام المعلومات الإسرائيلي لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وأفرع البحوث والتقدير المعنية برصد وتوقع حالة الحرب بين مصر وإسرائيل قبل أكتوبر 1973  

بدأت التحقيقات مع العميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير صباح يوم 13 ديسمبر 1973

وسجلت مضبطة لجنة أجرانات أن تلك كانت الجلسة رقم "20" وبعدها للتوثيق خضع شاليف لأربعة جلسات استماع أخرى هي بالتحديد 16 ديسمبر 1973 ثم 27 ديسمبر 1973 ثم 1 يناير 1974 ثم 24 مارس 1974

نكتشف من واقع المستندات الرسمية الموثقة من جلسات التحقيق السرية مع أريه شاليف أنه كشف العديد من الأسرار عن عملية أشرف مروان ومع أن الرقيب العسكري الإسرائيلي قد تعمد إخفاء الكثير من المعلومات والأسماء لدواعي الأمن القومي والحفاظ علي سرية المعلومات الإسرائيلية لكن البيانات كانت تفضح نفسها.

ولا يمكنني القفز علي المعلومة الهامة التي أشارت بالاسم إلي الرقيب العسكري الإسرائيلي عدة مرات في الكتاب حتي الآن فالمثير أن هناك رقيب عسكري إسرائيلي تخضع له كل الوقت كافة المؤسسات الإعلامية والصحفية والعامة والخاصة في إسرائيل.

 

وذلك الرقيب يستمد صلاحياته ليومنا هذا من قانون الطوارئ العسكرية تحت الانتداب البريطاني لسنة 1945 ويعمل طبقا لقانون حماية الأسرار القومية لسنة 1957 وهو ساري حتي قراءتكم لتلك السطور.

وتظهر أختام ذلك الرقيب بشكل روتيني علي معظم أوامر النشر المختلفة الأشكال في إسرائيل فنجدها تحمل جميعها خاتم الأمن القومي الإسرائيلي الواضح عليها كلها باللون الأحمر.

وهو خاتم مربع يوجد مختوما علي كل الوثائق مطبوع بداخله:

"كل هذا المستند ومحتواه كله أو أي جزء منه لا يسمح بتداوله أو الاطلاع عليه لأي شخص غير مخول بذلك ومن يخالف يعرض نفسه للعقوبة المنصوص عليها في قانون الأمن القومي للدولة بشأن حفظ أسرار العلاقات الخارجية والأسرار الرسمية لسنة 1957".

المهم طبقا للقانون يعين الرقيب العسكري في إسرائيل بقرار خاص ورسمي من وزير الدفاع وبتعيينه في منصب الرقيب العسكري تخضع له بشكل مباشر دون الحاجة لإعلان وحدة الرقابة العسكرية التابعة لجهاز الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان".

وهناك 7 رقباء عسكريين تولوا المنصب منذ قيام دولة إسرائيل حتي كتابة تلك الصفحات – والعدد بعد ذلك مفتوح - بينهم رقيب تولي منصبه مرتين "فترتين".

وهم علي التوالي للتوثيق العام:

"جرشون درور" من 1948 حتي 1951

"أفنير بار أون" الشهير باسم "والتر" من 1951 حتي 1953

"أوري والش" من 1953 حتي 1955 

"أفنير بار أون" الشهير باسم "والتر" من 1955 حتي 1977

"اسحاق شيني" من 1977 حتي 2000

"راحيل دولاف" من 2000 حتي 2004 "سيدة تحمل رتبة العميد العسكرية"

"ميري ريجيف" من 2004 حتي 2005 "سيدة تحمل رتبة العميد العسكرية"

"سيما واكنين جيل" من 2005 "سيدة تحمل رتبة العميد العسكرية".

وأخيراً وقت كتابة تلك السطور السيدة "أريئيلا بن أبراهام" التي تولت المنصب عام 2015 وهي من مواليد 6 أكتوبر عام 1970 وهي في رتبة العقيد وقد بدأت خدمتها العسكرية عام 1988. 

 

أعود لجلسات الاستماع والتحقيقات التي باشرتها لجنة أجرانات مع العميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير.

حيث نجد شاليف يصف في الجلسة الأولي معه صباح يوم 13 ديسمبر 1973 أشرف مروان بلقب "المصدر" دون الإشارة من قريب أو من بعيد لهوية مروان.

ونجد أوارق التحقيقات كلها تخفي اسم أشرف مروان كلما ورد ذكره وقد حدث ذلك عشرات المرات كما لو كانت جلسات التحقيقات للجنة أجرانات قامت فقط للتحقيق حول عملية أشرف مروان والضرر الذي تسبب فيه لدولة إسرائيل.

وعندما كانت ردود أريه شاليف مثلا تكشف عن بيانات يمكن من خلالها التعرف علي شخصية "المصدر" – أشرف مروان - نجد الرقيب العسكري قد حذف ردود وإجابات شاليف بالكامل في بعض الصفحات.

ونكتشف لأول مرة من شهادة العميد أريه شاليف نظام التكوين الداخلي لجهاز البحوث وتقدير المعلومات التابع للمخابرات الحربية الإسرائيلية "أمان".

ونجد أن القسم رقم "4" هو قسم فرع مكافحة النشاط والإرهاب الفلسطيني ونجد أن معلومات أشرف مروان كانت مضللة لدرجة أن ذلك القسم شلت تقديراته بالكامل قبل الحرب.

 

كما كشف العميد أريه شاليف أن الفرع رقم "5" في الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" هو فرع سوريا.

مؤكدا في إفادته الرسمية أن ذلك الفرع تأثر بعنف بمعلومات أشرف مروان "المصدر" التي جعلت إسرائيل في صباح 6 أكتوبر 1973 في صدمة رهيبة من حجم الاصطفاف العسكري علي طول خطوط المواجهة علي هضبة الجولان السورية.

وبمناسبة الأهمية "الجولان" هي هضبة تقع في سوريا بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة إدارياً لمحافظة القنيطرة السورية احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي مساحتها في حرب 1967 وتسيطر إسرائيل الآن على هذا الجزء من الهضبة في ظل مطالبة سورية بإعادته إليها.

 

تطل هضبة الجولان من جهة الغرب على بحيرة طبرية ومرج الحولة في الجليل ويشكل "وادي الرقاد" القادم من الشمال السوري بالقرب من "طرنجة" باتجاه الجنوب حتى مصبه في نهر اليرموك حداً عرف بأنه يفصل بين الجولان وبين سهول "حوران" وريف دمشق.

يشكل مجرى وادي سعار من جهة الشمال ــ عند سفوح جبل الشيخ ــ الحدود الشمالية للجولان وتمتد بين "بانياس" ــ منابع نهر الأردن ــ حتى أعالي "وادي الرقاد" جهة الشرق.

أم الحدود الجنوبية فيشكلها المجرى المتعرج لنهر اليرموك والفاصل بين هضبة الجولان وهضبة عجلون في المملكة الأردنية الهاشمية.

تبعد هضبة الجولان مسافة 60 كم إلى الغرب من العاصمة السورية دمشق وتقدر المساحة الإجمالية لهضبة الجولان بـ 1860 كيلو متر مربع وتمتد الهضبة على مساحة 74 كيلو متر من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كيلو متر.

 

انتقل بعد ذلك لجلسة التحقيق الثانية التي باشرتها لجنة أجرانات صباح يوم 16 ديسمبر 1973 لسماع شهادة العميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير.

حيث شهد أريه شاليف في الصفحة 61/62 من محضر التحقيقات يومها أن الوحدة الإسرائيلية رقم "848" – المعروفة بعدة أسماء منها الوحدة 515 و 848 و حاليا 8200 - المتخصصة في التصنت علي الاتصالات المصرية بشكل عام.

نجحت بقيادة العقيد – وقت حرب أكتوبر - "يوئيل بن بورات" في رصد اتصالات مصرية علي طول خطوط الجبهة وفي العمق المصري كانت تؤكد دائما صحة معلومات "المصدر" أشرف مروان.

وطبقا لشهادة أريه شاليف تبدلت تلك المعلومات تماما يوم 5 أكتوبر حين رصدت الوحدة 848 اتصالات مصرية وعربية أكدت أن الحرب علي الأبواب لكن تلك التسجيلات وصلت إلي الاستخبارات الحربية الإسرائيلية أمان" بعد نشوب الحرب بثلاثة أشهر كاملة.

 

وبمناسبة الإشارة إلي اسمه ولأهميته ولد يوئيل بن بورات في مدينة "سكاليت" شرق بولندا – تابعة حاليا لأوكرانيا - في 8 مايو 1931 باسم "يوئيل يوسف فينراؤوف" هاجر لفلسطين تحت الانتداب عام 1947

وقد تولي قيادة الوحدة 848 الإسرائيلية للتنصت علي اتصالات مصر في الفترة من عام 1972 وحتي عام 1976

كما شغل يوئيل بن بورات منصب المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي خلال فترة المفاوضات السرية بين مصر وإسرائيل ثم فترة اتفاقيات السلام.

 

بعدها شغل يوئيل بن بورات منصب الملحق العسكري في سفارة إسرائيل بالعاصمة الأمريكية واشنطن بداية من عام 1979 وقد توفي في إسرائيل بتاريخ 28 مارس 2007           

أعود لإفادة أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير التي أدلي بها أمام لجنة أجرانات حيث كشف شاليف أن أشرف مروان نقل في أغسطس 1973

 

صورة لاشرف مروان مع المشير ( فريق وقتها ) احمد اسماعيل واللواء الليثي ناصف قائد قوات الحرس الجمهوريه الذي اغتيل في لندن قبل حرب اكتوبر

 

 

 

معلومات أكد فيها نية الرئيس السادات التخفيف علي قوات الجيش المصري وطبقا لمعلومات مروان يومها كان السادات علي وشك أن يقرر تسريح عدد من الضباط الاحتياط لخدمة الداخل المصري.

ووثق أريه شاليف شهادته في تلك النقطة أن وحدة التصنت الإسرائيلية 848 نجحت فعلا في بداية أكتوبر 1973 في التقاط برقية رسالة مشفرة أرسلتها القيادة المصرية من القاهرة لكل وحدات الجيش المصري في توقيت واحد.

وقد حوت تلك الرسالة المشفرة التي أعتمد عليها شاليف في شهادته أمر عملية تسريح الاحتياط المصري بل حددت الرسالة المشفرة نفسها أن عملية التسريح ستبدأ بالتدريج من صباح يوم 10 أكتوبر 1973 وستنتهي يوم 12 أكتوبر 1973

وقد شهد أريه شاليف أن تلك المعلومة وحدها كانت كفيلة أن تؤكد أن الحرب بعيدة وأن كل ما يجري علي الأرض من تحركات مصرية كانت مجرد تدريبات المناورة المصرية الروتينية في هذا التوقيت من كل عام.

الحقيقة أهمية شهادة العميد أريه شاليف بالرغم من الأجزاء المحظورة ما جاء في الصفحة رقم "69" من محضر تحقيقات يوم 16 ديسمبر 1973 الجلسة الثانية للاستماع لشهادة شاليف.

 

وفيها توثيق معلومات أن هناك وحدة إسرائيلية سرية برقم "550" تعمل علي مدار الساعة للتنصت والتجسس علي الاتصالات المصرية العامة والمدنية كما يدخل في صميم مهام تلك الوحدة مراقبة الصحف المصرية ومحطات التلفاز والراديو المختلفة لوضع تقارير يومية عنها.

 

العميد اريه شاليف 

 

الواقع شهادة العميد أريه شاليف أمام لجنة أجرانات لم تكشف فقط وجود الوحدة "550" للتنصت علي الاتصالات المصرية بل كشفت شهادته كذلك عن وجود الوحدة رقم "339" وطبقا لتفاصيل شهادته الرسمية يوم 16 ديسمبر 1973 هي وحدة متخصصة في العمل ليل نهار من أجل فك شيفرة الاتصالات المصرية بأنواعها خاصة الأمنية والدبلوماسية.

كما أبرزت شهادة أريه شاليف أن القوة البشرية لفرع البحوث والتقدير في الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" كانت وقتها 150 ضابط وخبير ومدني كان بينهم 80 ضابط متخصص في الشئون المصرية كان أقلهم خبرة ثلاث سنوات في مجال التجسس علي مصر.

كما كشفت شهادة العميد أريه شاليف أمام لجنة أجرانات من جلسة يوم 16 ديسمبر 1973 في الصفحة رقم "105" للتحقيقات أن فرع مصر في الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" يعرف باسم القسم رقم "6".

وأن رئيس الفرع أثناء حرب أكتوبر 1973 كان المقدم "يونا بندمان" أما رئيس قسم البحوث السياسية في فرع مصر فقد كان رائدا يدعي "ألبرت سوداي".

وأكد شاليف أن المقدم يونا بندمان كان أحد أفراد وحدة العمليات الخاصة الإسرائيلية الشهيرة رقم 101 وأنه كان ضابط أركان الاستخبارات في القيادة الجنوبية ورئيس قسم المعلومات العسكرية المصرية منذ عام 1967

وكشف العميد أريه شاليف في شهادته أن يونا بندمان كان قد وضع قبل حرب أكتوبر بحث حذر القيادة الإسرائيلية فيه أن الجيش المصري يمكنه عبور مانع خط بارليف إذا توافرت له القرارات السياسية والعسكرية في مصر.

وأن ذلك البحث كان السبب المباشر في تعيين يونا بندمان في أغسطس 1972 رئيسا لفرع مصر – الفرع رقم 6 – في الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان".

كما كشفت شهادة أريه شاليف عن نشاط الوحدة رقم "154" وهي وحدة تجنيد العملاء العاملين لحساب الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" في مصر بشكل غير مسبوق قبل وأثناء عمليات حرب أكتوبر 1973 واعترف شاليف أن هناك معلومات محظور تداولها عن نشاط عمليات تلك الوحدة في مصر.

هذا وقد حملت الصفحة رقم "108" من شهادة العميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير من أوراق جلسة الاستماع والتحقيق التي باشرتها لجنة أجرانات معه يوم 16 ديسمبر 1973

مفاجأة موثقة علي لسانه كشفت أن هناك اتفاقية للتعاون المعلوماتي بين أجهزة مخابرات إسرائيل ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وقعت في مايو عام 1951

وأن تلك الاتفاقية وقعها عن إسرائيل رئيس الوزراء "دافيد بن جوريون" أول رئيس وزراء لدولة إسرائيل المعروف أنه قد شغل المنصب مرتين الأولى من 14 مايو 1948 وحتى 26 يناير 1954

والثانية من 3 نوفمبر 1955 وحتى 16 يونيو 1963 عندما قرر الانسحاب من الحياة السياسية نهائيا وبعدها توفى في مزرعته الخاصة في منطقة "سدى بوكر" بصحراء النقب في 1 ديسمبر عام 1973

مع العلم أن دافيد بن جوريون أول من شغل منصب وزير الدفاع الإسرائيلي وقد تولى ذلك المنصب مرتين الأولي بدءا من 14 مايو 1948 وحتي 26 يناير 1954

 

وكانت المرة الثانية له في منصب وزير الدفاع الإسرائيلي بداية من 21 فبراير 1955 وحتى 26 يونيو 1963

وطبقا لشهادة أريه شاليف وقع اللواء "والتر بيديل سميث" المدير الرابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية علي الاتفاقية السرية للغاية مع جهاز الموساد الإسرائيلي بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية.

والثابت أن اللواء "والتر بيديل سميث" مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد شغل مهام منصبه في الفترة من 7 أكتوبر 1950 وحتي 9 فبراير 1953.

 

المعروف للتوثيق أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تأسست في 18 سبتمبر 1947 مع أن الملفات الأمريكية منتهى السرية سجلت رسميا أن أول مدير للجهاز كان الأدميرال "سيدنى وليام سورس" الذى شغل المنصب بداية من 23 يناير 1946 وحتى 10 يونيو 1946    

 

بعد هذه المعلومات الهامة أعود لصلب شهادة العميد أريه شاليف أمام لجنة أجرانات جلسة يوم 16 ديسمبر 1973 حيث تكشف الصفحة رقم "108" عن مفاجأة أخري وهي أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عندما فشلت في تحليل المعلومات التي أمدهم بها "المصدر" وكان يقصد بالتحديد العميل أشرف مروان.

 

أرادوا التأكد من مصداقية معلوماته بشكل نهائي عام 1972 فأرسلوا جزء كبير من المعلومات التي حصلوا عليها من مروان خلال الفترة من يونيو 1971 وحتي يونيو 1972 إلي معامل أجهزة الحاسب الآلي العملاقة التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتحليلها علهم يتمكنوا من اكتشاف ما لم تتمكن الأجهزة الإسرائيلية منه.

المثير للغاية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية علي حد شهادة أريه شاليف ومن واقع الملف الرسمي للعميل أشرف مروان لدي جهاز الموساد.

أصبحت منذ ذلك التاريخ شريكا في المعلومات التي أمد بها "المصدر" - أشرف مروان - أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لكن شاليف أكد في إفادته الرسمية أن الأجهزة الإسرائيلية حرصت علي عدم كشف بيانات واسم أشرف مروان للجهاز الأمريكي.

وعندما سأله القاضي شيمعون أجرانات عن مدى علم الأجهزة الأمريكية المختلفة بحقيقة عمل أشرف مروان لحساب إسرائيل نفي شاليف أن تكون لديه معلومات عن معرفة الأجهزة الأمريكية ببيانات مرونا من عدمه لكنه رجح أنهم لم يكونوا علي علم.

الأغرب أن معامل تحليل المعلومات الأمريكية الأكبر في العالم علي الإطلاق وقتها أصدرت في نهاية شهر يونيو 1972 تقريرا مفصلا أكدت فيه بقوة أن العميل صاحب المعلومات التي تمت تغذية الحاسب الآلي العملاق في الاستخبارات المركزية الأمريكية بمعلوماته لا يمكن أن يكون عميل مزدوج لمصر.

بل رجحت نتائج معامل تحليل المعلومات الأمريكية أنه عميل يمكن الوثوق والاعتماد عليه تحت التصنيف الأعلى في أجهزة الاستخبارات في العالم وهو "العميل المحذر".

 

وهي كناية عن أهم فئات العملاء والجواسيس في عالم الاستخبارات حيث يعتمد علي معلومات "العميل المحذر" في الانذار الأكيد من الحرب.

الحقيقة صفحات تحقيقات لجنة أجرانات واضحة أظهرت بروتوكولاتها علي مدار 140 جلسة عملية الاستماع وتقديم الشهادات الرسمية للقادة والساسة الإسرائيليين وما أراد الرقيب العسكري حظر نشره حجب من البداية وحذفت وأخفيت بياناته تماما مثلما فعل مع المعلومات والأجوبة والأسماء الخاصة بعملية أشرف مروان.

وبمناسبة الاشارة إلي مصطلح "بروتوكول" هو مستند يسجل وقائع حوار حدث أو اجتماع أو تحقيق أو جلسة هامة بالتفاصيل.

تسند مهمة تسجيل مجريات الحدث لشخص يحضر الوقائع لا للمشاركة فيها بل تكون مهمته الوحيدة هي الاهتمام بتسجيل وتدوين كل ما قيل وموضوع الحوار وتاريخه وأسماء المشاركين فيه بدقة شديدة وهو يسجل كل ما حدث تفصيليا وأمام كل جملة اسم قائلها وربما ساعة ورود الكلام علي لسان كل مشارك.

هنا نصل إلي جلسة لجنة أجرانات لسماع شهادة العميد أريه شاليف يوم 27 ديسمبر 1973 ونجد قد اصطحب معه هذا اليوم النقيب "حاييم شاكيد" سكرتيره الخاص في فرع البحوث والتقدير بالاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان".

وأن حاييم شاكيد قد حضر حاملا معه مئات المستندات والوثائق والخرائط التي رتبها مديره أريه شاليف بدقة للتأكيد علي ما شهد به من معلومات للجنة أجرانات.

تتوالي جلسات الاستماع وشهادات ومعلومات العميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير.

ومن واقع بروتوكول جلسة الاستماع لشهادة شاليف أمام لجنة أجرانات يوم 1 يناير 1974 نجد الرقيب العسكري الإسرائيلي قد أخفي اسم "المصدر" أشرف مروان في الصفحة رقم "34".

وفي الصفحة رقم "61" نجد العميد أريه شاليف قد رفض منح لجنة أجرانات بسبب السرية وخطورة المعلومات بيانات خاصة طلبوها منه يومها شفاهه عن عملية أشرف مروان الذي كان يسميه بين سطور شهادته "المصدر" لكنه وافق علي الاجابة علي كل الأسئلة عن طريق إرسالها مكتوبة ومصدق عليها من جهاز الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان".

في الصفحة رقم "80" من جلسة التحقيق مع العميد أريه شاليف يوم 1 يناير 1974 نجد لجنة أجرانات قد سألته سؤالا مباشرا عن عملية "المصدر" عندما سأله القاضي شيمعون أجرانات رئيس اللجنة بقوله:

"هل تقابلتم من قبل مع - أشرف مروان -  "المصدر"؟

حيث المعروف أن أشرف مروان كان مجندا لحساب جهاز الموساد للعمليات الخاصة فجاءت إجابة العميد أريه شاليف واضحة:

"نعم بالتأكيد".

لكن أريه شاليف أوضح أنه لم يتقابل مع "المصدر" بشكل شخصي لكن أحد ضباط جهاز الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" من فرع "6" – فرع مصر - تقابل مع مروان عدة مرات خارج إسرائيل وكان شاليف قد وصف "المصدر" – أشرف مروان – عندما سئل عنه وعن شخصيته من قبل لجنة أجرانات في شهادته الرسمية بجملة "كان رجل جاد".

المثير في فحص مستندات تحقيقات لجنة أجرانات أننا نصطدم في الصفحة رقم "103" في إفادة أريه شاليف الرسمية باسم "مصدر" هام ورفيع كان يعمل في مصر لحساب إسرائيل في نفس الفترة قبل حرب أكتوبر لكن أجرانات حجبت بيانات اسم ذلك العميل ومع ذلك كان واضحا أن هناك جواسيس عملوا في مصر لحساب إسرائيل لم تصلنا أسمائهم بعد.

وبالتأكيد نفاجئ لأول مرة بي الصفحات الخاصة بتحقيقات لجنة أجرانات المحظورة بسر لم يكشف من قبل عن عملية أشرف مروان.

عليه حققت لجنة أجرانات رسميا مع العميل أشرف مروان في يناير عام 1974 لكن مروان لم يحضر إلي إسرائيل للوقوف أمام اللجنة.

بل أرسلت اللجنة إليه أثناء أول لقاء معه في لندن مع جهاز الموساد عقب انتهاء الحرب عدد مائة سؤال أجاب أشرف مروان عليها كتابة بتركيز دقيق حيث حرر إجاباته المختلفة في مائة صفحة.

أما إجابات أشرف مروان الرسمية المكتوبة ردا علي استجواب لجنة أجرانات له فتدخل هي الأخرى ضمن الوثائق والمجلدات المحظور نشرها بقوة قانون حماية أسرار الأمن القومي الإسرائيلية.

أعود إلي الإفادة الرسمية للعميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير وتكشف الصفحة رقم "104/105" من جلسة يوم 1 يناير 1974

أن لجنة أجرانات سألت شاليف بدقة عن نوعية معلومات "المصدر" أشرف مروان لكن بروتوكول الجلسة أخفي بالكامل إجابات شاليف لخطورة المعلومات التي أوردها في شهادته تلك الجلسة.

 

ومع ذلك الصفحة رقم "106" تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحوار كان عن "المصدر" أشرف مروان خاصة عندما سأل رئيس اللجنة القاضي شيمعون أجرانات العميد أريه شاليف عن المعلومات التي قدمها "المصدر" محذرا بنشوب الحرب مرتين في منتصف مايو 1973 وفي ديسمبر 1973

ونفس الموضوع يعود ثانية في الصفحة رقم "113" وفي الصفحة رقم "123/124" عندما نجد إجابات شهادة العميد أريه شاليف عن أشرف مروان قد حذفها الرقيب العسكري الإسرائيلي لخطورة وسرية المعلومات التي وردت في إجابات شاليف علي اللجنة.

بعد ذلك نصل للصفحة رقم "4" لبروتوكول جلسة الاستماع الخامسة والأخيرة التي باشرتها لجنة أجرانات مع العميد أريه شاليف بعد ظهر يوم 24 مارس 1974

وفيها يكشف شاليف بيانات المقدم "عاموس جلبواع" ونكتشف أنه كان رئيس الفرع رقم "5" المعروف أنه فرع سوريا في الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" وقت حرب أكتوبر 1973  

كشفت جلسات تحقيقات لجنة أجرانات المحظورة مع العميد أريه شاليف مساعد مدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير خلال حرب أكتوبر 1973 وكشفت لنا برتوكولات تلك الجلسات الكثير من المعلومات الهامة عن أشرف مروان.

ومن المؤكد أن هناك حاجة الآن للتعرف علي تلك الشخصية التي كان دورها تحليل المعلومات الواردة للمخابرات الحربية الإسرائيلية "أمان" من جهاز الموساد وكان مصدرها الرئيسي العميل أشرف مروان.

ولد باسم "أريه فريدلندر" في بولندا عام 1926 هاجر إلي فلسطين تحت الانتداب - أعلن الانتداب البريطاني علي فلسطين في 11 سبتمبر 1922 - فوصلها مع عائلته عام 1935

في فلسطين درس في مدارس مدينة تل الربيع – تل أبيب – وانضم في شبابه لمنظمة الهاجاناه المسلحة التي أقيمت في فلسطين في أوائل شهر يونيو 1922 بواسطة اتحاد العمال اليهودي الذي جمع تحته كافة المنظمات والتكوينات الصهيونية في فلسطين للدفاع عن المستوطنات والتجمعات اليهودية.

في عام 1944 جند " أريه فريدلندر" لشرطة المستوطنات اليهودية بعد أن غير اسمه عند وصوله لشواطئ فلسطين لاسم عبري هو "أريه شاليف" ومعناه - الأسد الهادئ - وكانت مهمته تابعة لمنظمة الهاجاناه فرع حراسة المستوطنات اليهودية.

تولي أريه شاليف أثناء معارك حرب 1948 - بدأت حرب 1948 في تاريخ 29 نوفمبر عام 1947 وانتهت يوم 20 يوليو عام 1949 مع اكتمال احتلال إسرائيل لمدينة إيلات -  أم الرشراش - قيادة فصيلة كانت تابعة إلي "لواء الجولاني".

المعروف أن لواء الجولاني سمي باسم لواء رقم "1" وهو لواء مشاة نظامية في الأساس يتميز أفراده بارتداء "البارية" العسكري بني اللون وتشكل الجولاني بتاريخ 22 فبراير 1948 

 

 

في نهاية معارك حرب 1948 وبالتحديد عقب الإعلان عن قيام دولة إسرائيل بتاريخ 14 مايو 1948 وعقب الإعلان عن تكوين جيش الدفاع الإسرائيلي بتاريخ 26 مايو 1948 ألحق أريه شاليف بالاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان".

وخلال تلك الفترة عين أريه شاليف عضوا بلجنة الوفد الإسرائيلي للهدنة بين إسرائيل وسوريا وهي بمحادثات جرت بين إسرائيل وعدد من الدول العربية في فندق "الزنابق" في جزيرة رودس في الفترة من 12 يناير 1949 حتي 10 مارس 1949

الجدير بالذكر بسبب الاشارة إلي تلك المحادثات أن هناك 4 اتفاقيات للهدنة وقعتها إسرائيل يومها مع الدول العربية المختلفة تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة كوسيط ومراقب وضامن لشروط الهدنة هي علي التوالي:

اتفاقية هدنة 24 فبراير 1949 ووقعتها إسرائيل مع مصر.

اتفاقية هدنة 23 مارس 1949 ووقعتها إسرائيل مع لبنان.

اتفاقية هدنة 3 إبريل 1949 ووقعتها إسرائيل مع الأردن.

اتفاقية هدنة 20 يوليو 1949 ووقعتها إسرائيل مع سوريا. 

وبمناسبة الاشارة إلي "رودس" فهي جزيرة تقع في اليونان تعرف تاريخياً بكونها موقع تواجد "أبولو رودس" أحد عجائب الدنيا السبع.

أما رودس فهي جزيرة تقع بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا في منتصف المسافة بين جزر اليونان الرئيسية وقبرص وتعد جزيرة رودس أبعد الجزر الشرقية بالنسبة لليونان وبحر إيجة وهي تبعد عن غرب تركيا بحوالي 18 كيلو متر.

في عام 1953 أتم أريه شاليف دورة تدريب القادة في الجيش الإسرائيلي وتدرج في المناصب العسكرية حتي عين في سبتمبر 1963 في منصب المتحدث الرسمي لجيش الدفاع الإسرائيلي في الفترة من عام 1963 وحتي عام 1967

وبمناسبة الاشارة إلي منصب المتحدث الرسمي لجيش الدفاع الإسرائيلي فهي وحدة عاملة اسمها وحدة المتحدث الرسمي باسم جيش الدفاع.

 

بدأت عملها مع تكوين الجيش الإسرائيلي في 26 مايو 1948 للتعامل مع وسائل الإعلام تأسست علي أيدي "كاترئيل كاتس" المولود في وارسو ببولندا بتاريخ 16 أكتوبر 1908 وقد توفي بتاريخ 14 أكتوبر 1988

وهو دبلوماسي وسفير إسرائيلي شهير عمل قبل قيام دولة إسرائيل كمتحدث رسمي لمنظمة الهاجاناه اليهودية في فلسطين.

بدأت وحدة المتحدث الرسمي لجيش الدفاع عملها كوحدة تابعة لمدير الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" حتي نهاية حرب أكتوبر 1973

بعدها تحولت تبعية وحدة المتحدث الرسمي لجيش الدفاع إلي قيادة هيئة رئاسة الأركان الإسرائيلية وهي وحدة عاملة يترأسها ضابط برتبة العميد يعمل تحت قيادة رئيس هيئة الأركان مباشرة.

في عام 1967 خرج أريه شاليف من منصب المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي مباشرة إلي منصب مساعد رئيس الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير وهو منصب مهمته الرئيسية تقديم البحوث والتقديرات الاستراتيجية وتحليل المعلومات العسكرية.

أوصت لجنة أجرانات في صدر توصياتها الرسمية الأولى بنقل العميد أريه شاليف من منصبه كمساعد لرئيس الاستخبارات الحربية الإسرائيلية "أمان" للبحوث والتقدير إلي منصب الحاكم العسكري للضفة الغربية بداية من عام 1974 حتي عام 1976 حيث خرج من الخدمة العسكرية في رتبة العميد احتياط.

 

في عام 1977 التحق العميد احتياط أريه شاليف بالكادر الأكاديمي لمركز "جافي" للبحوث والدراسات الاستراتيجية الذي أقيم في نفس العام علي أيدي اللواء احتياط "أهارون ياريف" سابع مدير للمخابرات الحربية الإسرائيلية "أمان" في الفترة من عام 1964 وحتي عام 1972

 

 وهو مركز أقيم عام 1977 تابعا لجامعة تل أبيب – تأسست في 6 يونيو 1956 وافتتحت مبانيها التعليمية في 4 نوفمبر 1964 - من فكرة اقترحها اللواء احتياط أهارون ياريف مع البروفسور الإسرائيلي "حاييم بن شاحار".

يهتم مركز "جافي" بعمل وإجراء البحوث الاستراتيجية والعسكرية المتخصصة وتقديمها كمعاونة أكاديمية للجهات المختصة في إسرائيل وهو مركز سمي علي اسم "ملفن جافي" الممول الأمريكي الأول للمركز وهو رجل اعمال من أثرياء يهود ولاية كاليفورنيا الأمريكية.

 

توفي العميد احتياط أريه شاليف في إسرائيل بتاريخ 2 أغسطس عام 2011 وما تزال أجزاء من شهادته الرسمية أمام لجنة أجرانات ممنوعة من النشر إلي يومنا هذا.

 

خاصة التي شهد شاليف فيها بنوعية المعلومات التي قدمها "المصدر" - أشرف مروان - بسبب ما حوته إفادته من معلومات عدت من أسرار الأمن القومي الإسرائيلي الغير مسموح بنشرها نهائيا.

في الحقيقة تعمدت أن أبدأ التوثيق والتفاصيل من وقائع تحقيقات لجنة أجرانات الرسمية حول معلومات "المصدر" أو العميل أشرف مروان.

لأنها أول تحقيقات إسرائيلية رسمية تناولت عملية "الصهر" أشرف مروان بالفحص والتمحيص بدقة وتعمق عقب نهاية معارك حرب أكتوبر مباشرة وبالتحديد عندما بدأت لجنة أجرانات مباشرة أعمالها منذ صباح يوم 21 نوفمبر 1973

وكانت جيوش مصر وإسرائيل ما تزال مشتبكة علي الأرض وكان خطر تسريب اسم العميل "المصدر" - أشرف مروان - كما لقب بين صفحات مجلدات تحقيقات أجرانات يعني كارثة للمخابرات الإسرائيلية في هذا التوقيت والثابت أن اتفاقية "فض الاشتباك الأول" وقعت في مدينة جنيف السويسرية بتاريخ 18 يناير عام 1974

في الواقع حققت عدة لجان إسرائيلية وأمريكية عملت تحت أقصي درجات السرية وفي هدوء ملف "عملية الصهر" منذ أن بدأت في العاصمة البريطانية لندن منتصف مارس 1969 وحتي اعتزال أشرف مروان في بداية يناير عام 1977 العمل لحساب الموساد الإسرائيلي.

 

حرصت كل لجان التحقيق الإسرائيلية والأمريكية علي حماية اسم "المصدر" - أشرف مروان - ولم يسمح بتسريب أية بيانات كان يمكن من خلالها التعرف علي شخصيته ولو بالخطأ وكان ذلك يعني ببساطة تعريض حياة "الملاك" - أشرف مروان - للقتل الفوري علي الأقل من جانب دولته مصر.  

لكننا سنجد أن ذلك الحرص القانوني الإسرائيلي علي حياة العميل أشرف مروان تلاشي تماما في منتصف التسعينيات عندما بدأت عملية منظمة قصد من ورائها وبشكل منهجي تسريب بياناته واسمه للعالم.

وكانت ألقابه قد سبقت في عملية التسريب ومنها "الصهر" في القاهرة والولايات المتحدة الأمريكية أو مثلما لقب في جهاز الموساد الإسرائيلي بألقاب رسمية هي: "المصدر" - "رشاش" - "الملاك" - "حوتيل" "أشاش".

هدفت مجمعة لطرح اسم أشرف مروان علي قوائم القتل والسبب الحقيقي أن أدوات عمل أجهزة الاستخبارات بالعالم كانت وقتها قد تطورت وتقدمت مع علوم الاستخبارات.

مما سمح لهم في تل أبيب باكتشاف المفاجأة المدوية التي أصبحت تمثل كارثة ووصمة عار كبرى في تاريخ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مجتمعة.

وقد جاءت تحقيقات لجنة جراهام الأمريكية لتثبت بشكل موثق في أكتوبر 2003 أن "الملاك" بالنسبة لإسرائيل لم يكن أبدا ملاكا.

بل كان مصريا غير مسبوق صمد بشخصه مع ذكاء لا يُصدق أمام قوة ماكينة التحقيقات السرية الإسرائيلية حتى ضلل كل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية في توقيت واحد ببراعة سمحت لبلاده تحقيق كامل أهدافها ومن ثم الانتصار في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر المجيد عام 1973

 جنازه اشرف مروان 

 

 

كيف تجد الكتاب ؟

http://www.tawhedmagdy.net/books/books.html

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech