Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

أيريد الأستاذ هيكل تكرار هزيمتنا في 67

 

كتب د \ إبراهيم البحراوي-

جريده المصري اليوم - 29 ديسمبر 2014

 

 

فى عنوان مقال الثلاثاء الماضى وجهت سؤالاً للأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل يقول: «هل قرأ الأستاذ دراستى للوثائق الإسرائيلية». جاء ذلك فى معرض مطالبتى لجميع الأساتذة الكبار والصغار فى مصر بأن ينتبهوا إلى أن هناك حقيقة موضوعية موثقة على الجانب الإسرائيلى وهى أن مصر قد دخلت حرب أكتوبر منتصرة منذ اللحظة الأولى وخرجت منها منتصرة حتى اللحظة الأخيرة بالمعايير العسكرية البحتة فى المواجهة الثنائية. لقد دخلنا الحرب فى مواجهة الجيش الإسرائيلى المدعوم بالتدريب والسلاح من الولايات المتحدة الأمريكية فانتصرنا فى المعركة أو المبارزة الثنائية.

إننى أقترح على الباحثين فى تاريخ هذه الحرب أن يغيروا مصطلح الجسر الجوى الأمريكى الذى زرعته فى عقولنا الولايات المتحدة لتوحى لنا بأن النجدة التى قدمتها للجيش الإسرائيلى توقفت عند حدود الإمداد بالعتاد والسلاح وبعض المتطوعين اليهود، إن الوثائق الإسرائيلية التى حجبت إسرائيل أهمها لمدة تتجاوز الأربعين سنة تفصح عن الحقيقة.

إن الحقيقة يا سادتى هى أن قادة الجيش الإسرائيلى ورئيس الموساد راحوا يلحون فى جلسات مجلس الحرب على رئيسة الوزراء جولدا مائير بضرورة مطالبة الرئيس نيكسون بإرسال قوات أمريكية. تجد هذا الإلحاح فى محاضر الاجتماعات المنعقدة بدءاً من اليوم الثانى للقتال. فى هذه المحاضر تجدون أيها الأساتذة الكبار والصغار تقارير يقدمها من الجبهة ديان، وزير الدفاع، وجنرالات من المتقاعدين وذوى الخبرة تفيد بأنه لم يعد أمام إسرائيل إلا ثلاثة خيارات. الأول هو أن تسحب جميع قواتها أمام المد المصرى الجارف إلى خط الممرات لكى يمكنها الدفاع من خط دفاعى جديد، أما الخيار الثانى فهو أن تواصل الفرق المدرعة الثلاث الموجودة فى سيناء القيام بهجمات مضادة على القوات المصرية التى عبرت قناة السويس.

هنا يبين القادة العسكريون لرئيسة الوزراء أمرين بشأن هذا الخيار أحدهما أن تجارب الهجوم المضاد أدت إلى قيام المصريين بتدمير جميع الدبابات والطائرات الإسرائيلية التى اتجهت نحوهم والثانى أن الخسائر الإسرائيلية فى الأطقم البشرية للدبابات وفى الطيارين قد بلغت حداً خطيراً وأن هناك دبابات وطائرات لا تجد أطقماً لتشغيلها، بالتالى ألح القادة العسكريون على ضرورة وصول قوات أمريكية لنجده الجيش الإسرائيلى وهو الخيار الثالث أمام إسرائيل القادر على وقف الهجوم المصرى.

كانت إحدى الفرق المدرعة الإسرائيلية الثلاث بقيادة الجنرال أفراهام أدان واسم الدلع له هو «بيرن»، وكانت فرقته تعمل فى شماء سيناء فى اتجاه بورسعيد أما الفرقة الثانية فكانت بقيادة الجنرال أرييل شارون واسم الدلع له هو «أريك» وتعمل فى القطاع الأوسط أمام الإسماعيلية، أما الفرقة الثالثة فكانت بقيادة الجنرال أفراهام مندلر وكانت تعمل فى مواجهة مدينة السويس وقد قتلته القوات المصرية يوم 12 أكتوبر.

لقد اتفق مجلس الحرب على ما يلى: 1- ضرورة إعطاء أوامر لقادة هذه الفرق بالابتعاد تماماً عن مرمى المدفعية المصرية وعدم محاولة التقدم تجاه خط القناة تجنباً للخسائر المحققة. 2- ضرورة إرسال شخصية رفيعة المستوى لمقابلة الرئيس نيكسون ووزير خارجيته كيسنجر للمطالبة بفتح مخازن السلاح الأمريكية فى دول أوروبا على الفور ونقل معداتها وأفرادها المقاتلين إلى إسرائيل. لقد طرح هنا اسم الجنرال إسحق رابين الذى كان رئيساً لهيئة الأركان الإسرائيلية عام 1967 ويمكننا أن نستنتج من المواقع التى تعمدت الرقابة الإسرائيلية حذفها من نصوص الوثائق أن جولدا مائير قد تكون قد سافرت بنفسها لإقناع نيكسون بإرسال قوات أمريكية بكامل أسلحتها وعتادها الإلكترونى الحديث الذى لم يكن للجيش الإسرائيلى أى دراية بطريقة تشغيله.

كان رد القيادة الأمريكية هو الأسرع بإرسال مقدمة للقوات الأمريكية تمثلت فى مجموعة قيادة لتتدارك انهيار القيادة الإسرائيلية وأعقب ذلك وصول قوات مقاتلة أمريكية أخفوا حقيقتها بادعاء أنها مجرد مجموعات من الطيارين وقادة الدبابات ومشغلى العتاد الإلكترونى الحديث من اليهود الأمريكيين والأوروبيين وزعموا أن هؤلاء تطوعوا للقتال فى صفوف الجيش الإسرائيلى.

هنا تسأل ومن أين جاء هؤلاء المتطوعون اليهود، تأتيك الإجابة التى لا يمكن التحايل عليها أو إخفاؤها بأنهم من الجيش الأمريكى والجيوش الأوروبية، طبعاً كان المطلوب من ادعاء كون القوات الأمريكية المتدخلة فى المعركة أنهم مجرد متطوعين التحسب لاحتمال وقوع بعضهم فى أسر القوات المصرية والسورية.

هنا أريد أن أبرز أمرين الأول أن الثغرة لم يكن يمكن أن تتم لولا التدخل الأمريكى المباشر على جميع المستويات بدءاً من الاستطلاع ووصولاً إلى القتال الميدانى مروراً بتولى قيادة الحرب، الدليل على ذلك أن شارون اقترح يوم 8 أكتوبر أن يقوم بتنفيذ خطة عبور قناة السويس بدباباته إلى الضفة الغربية من القناة وهى خطة سابقة التهجيز مشهورة باسم الغزالة، غير أن الأوامر التى صدرت له هى عليك بالابتعاد تماماً بدباباتك عن خط القناة والبقاء بعيداً عن مرمى المدفعية المصرية والانتظار لحين وصول المدد الأمريكى. ثانياً: إنه بعد حصول الثغرة كان الرئيس السادات على وشك إصدار أمر بتصفيتها تماماً غير أن كيسنجر سافر إليه وكان فى أسوان وانتظر حتى صحا من النوم ليخبره أن الرئيس الأمريكى يوضح أن التدخل الأمريكى سيكون سافراً إذا صدر هذا الأمر المصرى بتدمير القوات الإسرائيلية فى الثغرة.

بقى أمران إضافيان هما سبب هذا المقال، الأول أن ننتبه إلى أن محاولة انتحال النصر مستمرة من جانب إسرائيل لحماية معنويات أجيالها من فكرة الهزيمة أمام الجيش المصرى تحسباً للمستقبل وهو ما يلزمنا أساتذة كباراً أم صغاراً بحماية حق أجيالنا المقبلة فى أن ترث النصر المحقق وأن تمتلئ بالثقة فى قدرتها على صد أى محاولة إسرائيلية جديدة - أرى أنها ستحدث يوماً ما - للعدوان على الأرض المصرية، الثانى هو أننى أعتقد جازماً أن الأستاذ هيكل لا يمكن أن يقصد هز ثقة أحفادنا فى نصر مؤزر حققناه فى حديثه مع لميس الحديدى ليكونوا فى وضع معنوى هش يؤدى إلى تكرار هزيمتنا عام 1967 يوماً ما نتيجة لفقد الثقة فى القيادة.

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech