Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

بعد 40 عاما الاسرائيليون يؤكدون: حرب الاستنزاف هي اصعب الحروب التي خضناها

 

 

اسرائيليون يرجعون سقوط حرب الالف يوم من الذاكرة الاسرائيلية الى فشل اسرائيل فيها

البعض يصفها بحرب الكرامة المصرية والسوفيتية المشتركة ويرجعون الصمود المصري الى تولي خبراء روس قيادة المدفعية المصرية

ديان اقترح انسحاب اسرائيل الى خط المعابر كي تتمكن مصر من تشغيل قناة السويس والحكومة الاسرائيلية رفضت

مشارك في الحرب يتساءل: لماذا تجاهلت اسرائيل التحقيق مع المقاولين الذي غشوا في بناء التحصينات العسكرية على خط القناة وانهارت فوق الجنود الاسرائيليين؟

 

 كتب - محمد البحيري

في ذكرى حرب الاستنزاف بين مصر واسرائيل، التي يطلق عليها بعض الاسرائيليين حرب الالف يوم والالف قتيل، في اشارة الى استمرار الحرب لثلاث سنوات تقريبا، وسقوط 1000 قتيل اسرائيلي فيها. وهي الحرب التي شكلت اول مثال عملي في كيفية مواجهة جيش متفوق عسكريا واستراتيجيا. ويقول العديد من الخبراء العسكريين ان حرب الاستنزاف كانت هي الملهم والنموذج المطبق من جانب حزب الله اللبناني وحركة حماس. ويصف باحث اسرائيلي حرب الاستنزاف التي سقط فيها 721 قتيلا اسرائيليا بانها لم تكن حربا مصيرية بالنسبة لاسرائيل مثل حرب 1948، ولم تكن حربا سهلة على اسرائيل مثل حرب يونيو 1967، ولم تكن حربا قاسية مثل حرب 1973. وانما هي حرب وسط بين ذلك كله. ولكن كثيرا من العسكريين الاسرائيليين الذين خاضوها يصفونها بانها من اقسى الحروب التي شهدها الجيش الاسرائيلي.

 

ويعتقد الباحث الرئيسي لحرب الاستنزاف في قسم التاريخ بالجيش الاسرائيلي، ابراهام زوهار، ان السبب الرئيسي لعدم حصول حرب الاستنزاف على اهتمام مشابه لحربي يونيو 1967 واكتوبر 1973، وسقوطها من الذاكرة الجماعية الاسرائيلية يكمن في انها نالت من ويقول: “لم تكن هناك حرب استنزاف كهذه من قبل. بل وحتى مثل هذه الحروب يطلقون عليها مصطلح “حرب محدودة” او “حرب صغيرة”. ويمكن توصيف حرب الاستنزاف بانها الحرب التي تقتل وتلحق خسائر بالعدو وتغضبه دون أي حسم.

ويقول زوهار انه قبل اندلاع حرب الاستنزاف اعتادت اسرائيل على الحروب التقليدية التي تنتصر فيها وتحتل مزيدا من الاراضي او يحاول العدو هزيمتك ويحتل الاراضي الواقعة تحت سيطرتك. وهي الحروب التي تستغرق اياما يجري خلالها اطلاق النار وتتطور مراحلها وتتسم بالحركة الى الامام او حتى الى الخلف. اما حرب الاستنزاف في المقابل فهي حرب لتحطيم الاعصاب هي حرب نفسية بالدرجة الاولى، يكون ميدانها الاساسي الاعلام والرأي العام. ويقول زوهار ان حروب الاستنزاف هي حروب الضعفاء. وهي حرب مختلفة لان اسرائيل فيها لم تكن تريد عبور قناة السويس، ولم تكن في حاجة الى مزيد من الذخيرة، ومع ذلك كان على الاسرائيليين ان يتلقوا الضربات وراء الضربات من المصريين. وقد رسخت حرب الاستنزاف في الوعي الاسرائيلي بانها كانت حربا سيئة لاسرائيل، حتى ان القرار الذي اتخذته قيادة اركان الجيش الاسرائيلي فور انتهاء حرب الاستنزاف كان الحيلولة دون وقوع حرب استنزاف اخرى.

ويقول الباحث الاسرائيلي الدكتور دان عيرف ان حرب الاستنزاف خلت من قصص البطولة الاسرائيلية التي كان بالامكان روايتها للاعلام الاسرائيلي. “وحتى الصور التي كان يجري التقاطها من على الجبهة خلف خط بار ليف، لم تكن سوى صور جنود اسرائيليين محبوسين في مواقعهم او داخل طائراتهم العسكرية”. ويؤكد عيرف ان حرب الاستنزاف كانت حربا بلا وصف وبلا بداية او نهاية، وان سذاجة المجتمع الاسرائيلي في ذلك الوقت حالت دون استيعاب احداث حرب الاستنزاف وتداعياتها خاصة انها جاءت بعد حرب يونيو 1967 التي رسمت خلالها اسرائيل صورة القوة التي لا تقهر، والجيش الذي يغني جنوده ومجنداته نشيد الانتصار.

 

وينفي الشاعر الاسرائيلي حاييم جوري سقوط حرب الاستنزاف من الذاكرة الاسرائيلية، ويقول ان تلك الحرب كانت من اقسى الحروب على استقلال اسرائيل، وكانت من اصعب الحروب التي خاضها الجيش الاسرائيلي. ويضيف جوري: “حقا ان حرب الاستنزاف كانت حربا بينية، بين حروب اخرى، ولكن الجيل الذي خاض هذه الحرب وكان على خط المواجهة يعلم جيدا ان هذه الحرب كانت صعبة جدا ومختلفة عما شهده الجيش الاسرائيلي. وقبل حرب اكتوبر 1973 سألت العميد الراحل دان لينر، الذي يعد من ابطال قوات البالماخ في حرب 1948 واحد ابرز قادة الجيش الاسرائيلي الذين شاركوا في كل حروب اسرائيل، ما هي اصعب حرب شاركت بها؟ فاجابني على الفور: “انها حرب الاستنزاف”.

ويضيف جوري: اصبح الجيش الاسرائيلي واحدا من اقوى واكبر جيوش العالم بسبب الحركة والهجوم، وهما الصفتان اللتان اختفتا في حرب الاستنزاف وحرب لبنان والانتفاضة الفلسطينية وعبر اطلاق صواريخ القسام من غزة.

كان جوري صحفيا في صحيفة معاريف الاسرائيلية في ذلك الوقت حين كتب عبارته الشهيرة “تل ابيب مضيئة والقناة مشتعلة” ليصف التناقض القائم بين معاناة الجيش الاسرائيلي على جبهة قناة السويس خلال حرب الاستنزاف دون ان يشعر بهم احد من الاسرائيليين الذي ينعمون بحياة طيبة وناعمة في وسط اسرائيل.

ويقول الصحفي الاسرائيلي ايتان هابر الذي كان المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية خلال حرب الاستنزاف ان الاسرائيليين نسوا حرب الاستنزاف لانها كانت حربا مستمرة بلا حسم. “كانت هذه هي اول حرب تستغرق سنوات دون ان يخرج منها احد منتصرا بشكل واضح وحاسم. وقال قائد اركان الاسرائيلي عيزرا فايتسمان انذاك ان هذه هي اول حرب اصيبت فيها اجنحة ومراوح الطائرات الاسرائيلية بالشلل، لان القوات الجوية الاسرائيلية تلقت خسائر فادحة فيها. بالاضافة الى مليارات الدولارات التي ضاعت في هذه الحرب”.

ويشير هابر الى ان حرب الاستنزاف كانت محل خلاف، لانها كانت اول حرب تثار الشكوك حول عدالتها ودارت حول ذلك مناقشات كثيرة في وسائل الاعلام الاسرائيلية. وشارك فيها قادة من الجيش الاسرائيلي مثل اريل شارون ويسرائيل طال، وكان السؤال الابرز: لماذا ينبغي ان ندافع عن صحراء سيناء من خط مائي يبعد 150 مترا من مصر بينما نجلس في اهداف مكشوفة على خط بارليف.

اما العميد احتياط عامي ايلون الذي شارك في حرب الاستنزاف واصيب فيها اصابات بالغة خلال مشاركته في عملية “هاي جرين” فقال ان هذه الحرب لم تحظ بالاهتمام الكافي لان اسرائيل فشلت في حسمها. واوضح ايلون ان اسرائيل قبل حرب الاستنزاف واجهت اعداء يشبهونها في طريقة التفكير العسكري، الذي يتمحور حول صراع على الارض من خلال مواجهة تدور بين جيشين، يسعى كل منهما لحسم الحرب لصالحه. لكن الواقع تغير في الشرق الاوسط دون ان ندرك ذلك. فقد استخدمت مصر استراتيجية جديدة، يستخدمها اليوم بنجاح ايضا كل من حزب الله وحركة حماس. ويضيف ايلون: “بقدر ما كنا اقوياء بقدر ما رفض المصريون الاستسلام، وبالتالي لم تلحق بهم الهزيمة، ومر اليوم وراء الاخر دون حسم للحرب، فانتصر العدو! وهذه هي العلاقة التي تربط بين الحسم وعدم الاستسلام.

ويكشف احد العسكريين الاسرائيليين عن معلومة مهمة حين يقول ان كثيرين تغاضوا عن اثارة قضية المقاولين الذين بنوا تحصينات الجيش الاسرائيلي في سيناء وعلى خط القناة، فقال انهم كانوا يغشون في مواد البناء، حيث انهارت التحصينات فوق رؤوس الجنود الاسرائيليين في حرب الاستنزاف.

واشار آخر الى ان وطأة الحرب دفعت موشيه ديان الى ان يقترح الانسحاب الاسرائيلي الى خط المعابر ليسمح لمصر بتشغيل قناة السويس، ولكن شركائه في الحكومة رفضوا انذاك فكرته. ويقول البعض ان الجيش الاسرائيلي لو انسحب انذاك الى خط المعابر ولم يتوقف عند خط بارليف ربما لم تكن حرب اكتوبر 1973 لتندلع اصلا!

وتعمد احد المشاركين في حرب الاستنزاف التقليل من فعالية الجيش المصري انذاك. وارجع فشل الجيش الاسرائيلي وصمود المصريين الى تولي خبراء روس مسئولية قوات المدفعية في الجيش المصري. بينما وصف احد الاسرائيليين حرب الاستنزاف بانها كانت حرب الكرامة المصرية والسوفيتية معا!

نشرت بجريدة القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية بتاريخ 10 مارس 2009

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech