Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

تبة الفهد

 

كتب محمد شبل

كان علي الرجال الذين عبروا القناة الساعة 14.05 يوم 6 أكتوبر أن يواجهوا هجمات العدو المضادة التي سيستخدم خلالها وبصفة مؤكدة أسلحته الثقيلة وطائراته – بينما هم مجردون من الأسلحة الثقيلة ، وكان عليهم أن يصدوا هجمات العدو بأسلحة خفيفة ومحدودة إلي أن يتم إعداد الكباري ومعابر الدبابات لتعبر عليها أسلحتنا الثقيلة بعد حلول الظلام ، أو بعد ذلك إذا تاخر إعداد بعض الكباري وقتاً يزيد عن الوقت المتوقع ..

وقد حدث ذلك بالفعل – خاصة في قطاع الجيش الثالث – واستغرق اعداد الكباري وقتاً يزيد عن الوقت المحدد بسبب الظروف الخاصة التي واجهتها قوات هذا الجيش ، وطبيعة الأرض التي كانت تدخل في نطاق الجيش الثالث الميداني ..

ورغم أن العدو بدا مقاومة عنيفة لعملية العبور بقصف شديد علي مناطق تمركز وحدات العبور واستخدم طائراته ومدفعيته في ضرب طرق تحركها ومناطق الاسقاط والممرات ، الا أن عملية اقامة الكباري تمت في قطاع الجيش الثاني الميداني في ست ساعات كما كان مخططا لها تماما ، وتاخر بعضها إلي 9 ساعات ..

اما في قطاع الجيش الثالث فقد كان من المقدر الانتهاء من اقامة الكباري في 9 ساعات فقط ولكنها تاخرت عن الموعد المقرر لها 7 ساعات أخري ليتم انشاء الكباري في هذا القطاع بعد حوالي 16 ساعة ، نتيجة ما واجه هذه العملية من ضربات

معادية بالطائرات والمدفعية بالاضافة الي صلابة التربة التي استخدمت المدافع المائية في تجريفها وبسبب تغيير مناسيب مياه القناة نتيجة الجزر والمد مع وجود تيار سريع عند المنطقة القريبة من نقطة التقاء القناة بمياه البحر الأحمر..

وسواء انتهي اعداد المعابر في الوقت المحدد ، أو في زمن أكثر من الذي كان متوقعاً .. فان 5 فرق مشاه مصرية تضم حوالي 80 ألف جندي مصري كان عليها ان تواجه أسلحة العدو الثقيلة لمدة تتراوح بين 6 ساعات و 16 ساعة في قطاع الجيش الثالث – وحتي يتم عبور الدبابات والمعدات الثقيلة الي الضفة الشرقية للقناة .وكان اهم أبرز ما يواجه الجندي المشاه المصري شرق القناة خلال هذه الفترة هو الطائرات المعادية ،

والدبابات الاسرائيلية السريعة التي سيدفع بها العدو في هجمات مضادة وخاطفة اتجاه قواتنا المجردة من السلاح الثقيل – الي حين ..وبالنسبة للطائرات يأتي الحديث عنها في فصل لاحق .. اما عن الدبابات فقد كان علي رجل المشاه المصري ان يواجهها بسلاحه الخفيف ..

ولذلك كان في البداية ان تعبر القناة منذ اللحظة الولي للمعركة الساعة1405 مجموعات اقتناص الدبابات المزودة بصواريخ م / د اي مضادة للدبابات للعدو بسلاحه الصاروخي الخفيف .

وبالفعل تم دفع هذه المجموعات الي الضفة الشرقية للقناة تحت ستار النيران التي أطلقتها المدفعية المصرية

وبدأ هؤلاء الرجال في اعداد كمائنهم علي طرق اقتراب مدرعات العدو من القناة لتشل الحركة المدرعة للعدو ، وتمنع دباباته من التدخل في عمليات الاقتحام .

ويصف احد الذين ساهموا في صنع هذا العمل العظيم نتائج عمليات وحدات اقتناص الدبابات قائلاً ان أعمال تلك القوات الصغيرة كان لها اكبر الأثر في ارباك سيطرة العدو علي قواته وإختلال تحركاتها .. وبالتالي فشل كل محاولاتها لنجدة مواقع خط بارليف وقواتها في القنطرة شرق ، الي ان تم الاستيلاء علي معظم النقط الحصينة وحتي قيام الفرقة الثامنة عشرة مشاة قبل منتصف ليلة 7 – 8 أكتوبر بتحرير مدينة القنطرة شرق ، كما استولت هذه الفرقة بقيادة العميد فؤاد عزيز غالي علي 7 حصون قوية للعدو هي كل ما يدخل في نطاق هجومها من نقط بارليف ..

ونجحت هذه الوحدات الخفيفة في صد جميع هجمات العدو المدرعة التي شنها مستخدماً احتياطاته من العمق ، وكبدتها خسائر كبيرة في الدبابات ومنعت وصول مدرعاته الي مواقع المشاه المصرية غرب القناة الي ان تم إنشاء رؤوس الكباري بعمق 8 و 10 كيلو مترات في اليوم الثامن من اكتوبر .

وهكذا كان التفوق للرجل في مواجهة الدبابة .

وكان من نتائج هذه العمليات ذات الأثر البالغ أن شكلت الولايات المتحدة لجاناً فنية لدراسة عيوب الدبابات الأمريكية التي قد تكون سبباً في ارتفاع عدد الدبابات الاسرائيلية التي دمرها رجال اقتناص الدبابات المصريون بسلاحهم الشخصي .

 

 

 

 

ولذلك فان قيمة السلاح تتركز في الرجل الذي يستخدمه ، خاصة أن استخدامه يحتاج شجاعة بالغة وكفاءة عالية حيث يتم توجيهه بالعين المجردة عندما تكون الدبابة قريبة الي الحد الذي يسمح بتوجيه السلاح اليها بينما تكون قادرة بأسلحتها الرشاشة ومدفعها الرئيسي علي ضرب اهداف أبعد بكثيرة وأصعب ..

وفي لقاء واحد من هؤلاء الرجال تحدث وهو الرقيب مجند محمد ابراهيم عبد المنعم المصري ..

وهوفلاح من شنباره مركز ديرب نجم الشرقية .وهو يروي قصته مع دبابات العدو منذ ساعة العبور .. .

كان الرائد صلاح أول من أبلغنا بأن اليوم هو يوم الثأر والشرف .. كنا في حالة طواريء .. وفي الساعة الثانية إلا عشر قال لنا الرائد صلاح ستسمعون الأن صوت طيران مصر وانفجارات مدفعية مصر .. وبعدها سنعبر جميعاً إلي الضفة الشرقية للقناة لنحرر الأرض وندمر العدو ، وكان دوري في العبور قد حان بعد ذلك بنصف ساعة ، وبالتحديد الساعة 1420 شعرت أن شيئاً غامضاً لا أعرف سره .. فلم أشعر بالخوف داخل القارب فوق مياه قناة السويس وكنت في حالة خشوع ربما يرجع سببه إلي الأصوات التي ترتفع من الضفة الشرقية والغربية للقناة معا تردد في وقت واحد .. الله اكبر   .. الله أكبر .. وعلا صوتها وصوتنا معهم من فوق القناة ، ورغم أنني لم اشتبك مع العدو واي دبابة له يوم السبت 6 أكتوبر الاانني كنت اعد موقعي علي تبة عالية وراء احد مواقع خط بارليف وعلي مقربة مني زميلي عبد العاطي اتخذ موقعه واصبحنا معا قادرين علي قطع طريق تقدم دبابات العدو لنجدة مواقعه او التي قد يدفعها لشن هجوم مضاد علي قواتنا التي عبرت القناة .. وتم تقسيم المنطقة التي تضم الطريق المحتمل مرور الدبابات للعدو بيني وبين عبد العاطي حتي لا يحدث تداخل بيننا وحتي لا نصيب معا دبابة واحدة وتفلت أخري ..

وفي الساعة العاشرة صباح اليوم التالي -- الأحد 7 أكتوبر ظهر طابور دبابات معادية يتجه نحونا فوق الطريق الذي حددته إحتمالاتنا .. وصح ما توقعناه وبلغ مجموع الدبابات المعادية أمامي حوالي 30 دبابة وكان عبد العاطي أول من أشتبك معها .. بينما كنت اقوم بتحديد المسافة في إنتظار دخولها الي مرمي سلاحي وانتظرت اقترابها وهي تتحرك بسرعة .. ورغم أن مشاعري لحظتها مزيجا من الفرح لمواجهة العدو والاضطراب .. واصبحت الدبابة الاولي في المرمي .. ووجهت الصاروخ الي أضعف نقطة في الدبابة وهي الخط الذي يفصل بين البرج وجسم الدبابة واطلقت الصاروخ الأول .. وهزني ما رأيت كثيراً فقد طار برج الدبابة في الهواء .. واشتعلت النيران فيها وتعالت الصيحات من حولي الله اكبر .. الله أكبر وكان يساعدني من داخل حفرة الموقع اثنان من زملائي يقومان بالتعمير وتجهيز الصاروخ ليصبح دوري هو توجيه القذيفة الصاروخية نحو الهدف واطلاقها وصاح الصوت من داخل الحفرة اضرب أضرب واستمر اطلاق الصواريخ علي باقي الدبابات حتي بلغ ما اصابته 8 دبابات دمرت تماماً ، وقمنا بنقل موقعنا الي نقطة اخري علي نفس التبة التي اخترناها لتمركزنا .. وكانت النقطة الجديدة أكثر قرباً الي طريق دبابات العدو ..

 

 

 

وظهرت 5 دبابات للعدو كانت ضمن الدبابات التي ابتعدت عن الطريق من قبل . وعندما أطلقت طلقتي الأولي لتصيب أقرب دبابة منها إلي موقعي وفي أقل من دقيقة واحدة كانت باقي الدبابات تفر هاربه ..

وساد الهدوء أرض المعركة بينما استمر الدخان يتصاعد من دبابات العدو المدمرة حول الطريق وتحت تبتنا التي أطلقنا عليها أسم تبة الفهد وفي منتصف نهار نفس اليوم وبالتحديد الساعة 1200 من يوم 7 اكتوبر ظهرت دبابات للعدو تتقدم نحونا من نفس الطريق .. وتكررت القصة .. وتوالت اصابة دبابات العدو الواحدة وراء الأخري ..ولكنني لاحظت ساعتها أن الدبابات المعادية قد بدات تتحرك بحذر .. وربما في جبن وهذا زاد من صعوبة الأمر لي قليلاً فقد أصبح علي أتصيد الدبابة بمجرد ظهورها اذا كانت قريبة من منحني الطريق .. أو أنتظر دخولها المرمي اذا كانت بعيدة وبدأ يتكشف لي وجود دبابات للعدو داخل حفر أي مخندقة داخل خنادق .. وكان من الصعب إصابة هذه الدبابات اصابة مباشرة .. وبقيت انتظر حتي تبدأ في الحركة ليظهر جسم الدبابة أمامي وهي داخل المرمي لاطلق عليها الصاروخ .. وأستطعت بذلك أن أصيب 9 دبابات أخري ليكتمل عدد الدبابات التي دمرتها يوم الأحد 7 أكتوبر 18 دبابة معادية .

وكانت سرعة اطلاق سلاحنا علي دبابات العدو ، والانتقال في لحظات من دبابة مدمرة الي أخري سليمة .. لا يعطيني فرصة للتأمل أو حتي ملاحظة مشاعري ، ولكني أمضيت بعد ذلك فترة طويلة دون ان أشتبك مع دبابات العدو التي لم تعد تقترب من مواقعنا علي هذه التبة .. واعطاني ذلك فرصة للتمعن .. وكانت رؤيتنا لنتيجة عملنا تزيد من حماسنا والشوق لرؤية دبابات العدو وتدميرها .. ومع سقوط جميع نقط خط بارليف الحصينة ، وتقدم قواتنا شرقاً وزيادة عمق الرض المحررة في سينا انتقلنا الي موقع جديد لنعد من هناك كمائن لدبابات العدو قرب الحد الأمامي لقواتنا . وكان قد بدأ وصول أسلحتنا الثقيلة الي سيناء ، وتسلمت موقعي الأول وحدة صواريخ مضادة للدبابات محملة علي عربات .. وعندما رايت عرباتنا المصرية فوق ارض سيناء لأول مرة لم امنع نفسي من تقبيلها ،

وحان موعد لقائنا الجديد بدبابات العدو صباح يوم 10 اكتوبر عندما ظهرت ثلاث دبابات معادية تتجه غرباً ، واطلقت اول صاروخ نحو الدبابة التي في المنتصف .. واصبتها بينما اتجهت الاخيرتين الي التحرك للخلف بسرعة في محاولة للهرب وهما تطلقان ستائر دخان من حولهما حتي لا اتمكن من التنشين عليهما ولكنني استطعت ان اوجه سلاحي نحو الدبابة الأولي قبل ان يصبح الدخان من حولها كثيفاً فيمنعني من رؤيتها .. وأصبتها ، ولكن الثالثة استطاعت ان تفر هاربة .. وبدأت أحاول الحد من الشعور بالفرح فأصبحت أردد لزميلي في الحفرة جملة واحدة أنه يجب إصابة الدبابة الثالثة

وما كان ينتهي النهار حتي عادت دبابات العدو الي الأقتراب من نقطة أقصر من الاولي وإن كانت حركتها تكشف عن الأحساس بوجود كمين مصري قريب منها

وقررت ان أنتظر هذه المره حتي تقترب اكثر ..

وبعد ان أصبحت معظم الدبابات داخل المرمي بدأت في الاطلاق نحوها جميعاً علي التوالي

ولاحظت ساعتها شيئاً جديداً لقد أصبح تجهيز الصاروخ يتم بسرعة أكثر مما يحدث عادة ...

ربما كان الخوف من الدبابات المعادية التي أقتربت منا أكثر مما حدث من قبل ، أو شعورنا بأن هذه الدبابات ترانا وتوجه أسلحتها نحونا ، ربما كان ذلك سبباً في سرعة إعادة التعمير التي لاحظتها حتي أنني طلبت من احد زميلي أن يعد بالأرقام طوال الفترة التي يستغرقها اعادة التعمير واعداد الصاروخ الجديد .. وصح ما توقعته .. لقد اختصر الزمن وقل الوقت بحوالي 25 ثانية .. وبفضل ذلك لم تتمكن أي دبابة أن تصيبنا بينما استطعنا نحن يومها أن نصيب 6 دبابات تم تدميرها بالكامل ..

ولابد أن نستبعد أن اختصار زمن اعداد الصاروخ واعادة تعمير الي هذا الحد الكبير يرجع الي تكرار استخدامنا له طوال الفترة من 7 اكتوبر حتي 10 أكتوبر .. انني لا اوافق علي أن هذا هو السبب فقد سبق أن أمضينا سنتين ونصف السنة --

30 شهراً كاملاً نتدرب علي هذا السلاح ،ونستخدمه خلال عمليات تدريبية تتم في جو العملية الفعلية ..

وربما كانت المعنويات .. ورؤية النصر ونتائج عملنا تبدو في نفس اللحظة .. أو ربما يكون الخوف من تسليح دبابات العدو التي تنطلق نحونا ..

الملاحظة الأخيرة التي أستطعت ان اشعر بها منذ أول لقاء مع دبابات العدو ــ واكدتها مشاهدتي بعد ذلك ــ هي ان العدو يتجه إلي الهرب عندما يري دبابة له قد أصيبت .. وحتي إذا لم يهرب فان التردد والخوف والاضطراب تسيطر علي كل تصرفاته .. وما زلت أذكر آخر دبابة أصبتها .. لقد اكتشفت الدبابة موقعي .. ووجهت نحونا النيران ... ولكن في اضطراب جعل ضرباتها تتطيش وتخطئنا فلا تصيبنا .. ولكننا لم نخطئها ودمرناها .. ليكتمل عدد الدبابات المعادية التي وفقني الله في تدميرها 26 دبابة ، وليشرفني قرار منحي أعلي وسام عسكري مصري وهو وسام نجمة سيناء .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech