Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

قتال وبطولات بعد وقف اطلاق النار

 

 

من إعداد - محمد شبل عضو المجموعه 73 مؤرخين

 

موضوع خاص بالمجموعه 73 مؤرخين ولا يجوز اعاده نقله او الاقتباس منه بدون الاشاره للكاتب وللمصدر كحق ادبي لموقعنا

 

توقفت البيانات العسكرية المصرية بعد يوم 24اكتوبر 1973 ولكن القتال لم يتوقف ..

واستمرت الاشتباكات والمعارك – بدون بيانات عسكرية وبصورة دائمة متواصلة لمدة 83 يوماً من 86 يوماً هي الفترة من 24 اكتوبر 1973 وحتي اتفاقية الفصل بين القوات في 14 يناير 1974 .. ولم يتوقف القتال طوال هذه الفترة سوي ثلاث ايام وأن توقفت بيانات القتال ولهذا يمكن أن نطلق علي هذه المعارك اسم  (( القتال الصامت ))

وفترة القتال الصامت علي مدي اثني عشر أسبوعاً فترة مليئة بالحداث والخفايا التي لم تذع تفاصيلها نتيجة توقف البيانات العسكرية ، وليس نتيجة انها كانت معارك واشتباكات صغيرة كما يتصور البعض .  .

لقد شهدت هذه الفترة اشتباكات عديدة يصل عددها الي حوالي 1500 اشتباك ثلثها تقريبا اشتباكات كبيرة وقتالاً طويلاً بالأسلحة البرية والجوية .

وكان للقوات الخاصة وقوات الإبرار الجوي ( المظلات ) دور كبير في معارك هذه الفترة التي دارت غرب قناة السويس ، بينما خاضت قوات بدر معارك حقيقية مع العدو في سيناء .

ولكن من هي قوت بدر ؟

هي النسق الأول للجيش الثالث المتمركز شرق السويس . ومن المعروف ان نطاق عمل الجيش الثاني هو القطاع الشمالي من الجبهة والذي يمتد جنوب قطاع بورسعيد وحتي قرب مدينة فايد عند البحيرات المرة ، أما الجيش الثالث فيمتد قطاع عمله جنوبا من هذه المنطقة وحتي خليج السويس  .. ومن اليوم الأول للمعركة عبرت قوات النسق الأول لهذا الجيش القناة لتخوض أشرف  معارك سيناء واكثرها شراسة .

ثم كانت عمليات العدو في غرب القناة والتي دفع ثمناً فادحاً لبقائه بها علي امل تطريق الجيش الثالث الميداني وكانت الفرقتان السابعة مشاة والتاسعة عشرة مشاة .. وتم توحيد الفرقتين تحت قيادة واحدة واطلق عليها اسم قوات بدر وعين العميد اركان حرب أحمد بدوي سيد أحمد قائدا لها ورقي الي رتبة (( اللواء )) وفي سيناء قامت قوات بدر بتعديل اوضاعها التكتيكية والتقدم الي مواقع جديدة بينما كانت الاركان العامة الاسرائيلية تركز علي مواصلة ضرب قوات الجيش الثالث بالطيران وبكثافة عالية جدا علي امل تحقيق نصر عسكري كبير بحصار قوات بدر واجبارها علي الاستسلام تحت ضغط الضربات الجوية المركزة والعنيفة والتي استمرت تنهال عليها عدة أيام بكثافة شديدة جداً .

ولم يكن هذا الهدف العسكري يأتي بالنسبة للعدو في الدرجة الأولي بل كان الهدف السياسي والمعنوي يأتي قبل ذلك لأنه يغطي علي الموقف الاستراتيجي السيء الذي كان العدو يعاني منه نتيجة ما ترتب علي دفعة قوات كبيرة غرب القناة . وكانت القيادة الاسرائيلية تري أن تحقيق هذا الكسب السياسي المعنوي يمكن ان يتم باحتلال السويس التي يرتبط اسمها بالقناة والتي لها بالتالي رنين خاص وشهرة عالمية .  .

وفشلت اسرائيل في تحقيق هذا الهدف بفشلها في احتلال السويس .. كما فشلت في تحقيق الهدف العسكري حيث ظلت قوات بدر صامدة متماسكة بل واسقطت دفاعاتها المضادة للطائرات 7 طائرات للعدو خلال الغارات الجوية المجنونة التي كانت تشنها الطائرات الاسرائيلية علي قوات الجيش الثالث شرق القناة .

وتحت هذه الظروف كان القتال الصامت يدور علي ضفتي القناة ليشكل حرب استنزاف حقيقية عاني منها العدو كثيرا     

وعن الموقف الاستراتيجي لقوات العدو في هذه الفترة يصف احد أبطال أكتوبر وهو اللواء طه المجدوب الظروف التي احاطت بقوات العدو غرب القناة ..

 

كانت اسرائيل تخشي دائماً ان تتورط في عمل عسكري غرب القناة   -- رغم انها درسته طويلاً واعدت له خططها – لكن مثل هذا العمل تحف به مخاطر عديدة ، منها ما ستعانيه قواتها نتيجة الامتداد البعيد بأكثر مما يتحمله الجيش الاسرائيلي ، والاقتراب من الكثافة السكانية ، واثارة الرأي العام العالمي .

ولكن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية أقدمت ولأسباب عديدة ومعروفة ونتيجة الهزائم القاسية التي منيت بها – علي القيام بتلك المغامرة .

وعلي النحو الاخر كانت هناك خطة موضوعية مصرية لشن هجوم كبير علي هذه القوات ، وصدق علي هذه الخطة القائد الأعلي للقوات المسلحة .

وهنا اصبح وضع القوات الاسرائيلية صعبا حيث حشر المغامر شارون سبعة الوية كاملة زاد وضعها تدهوراً امتداد خطوط مواصلاتها امتدادا كبيرا من غرب القناة الي قواعد اسرائيل بينما معابرها علي القناة تقع بين الجيشين المصريين الثاني والثالث .

وبقي شريان الحياة الوحيد للقوات الاسرائيلية غرب القناة هو عنق الزجاجة عند ثغرة الدفرسوار ، فاذا ما انقطع او اغلق امتنعت عنها اسباب الحياة وانحصرت أسباب الحياة وانحصرت هذه القوات غرب القناة  .  .

وادركت القيادة الاسرائيلية هذه المخاطر فاضطرت الي تركيز جهودها وما تحت يدها من امكانيات وقدرات ، بل وكل وسائل الدعم الامريكي لتحمي وتؤمن قواتها المعرضة للإبادة ، وكذلك أصبحت قواته غرب القناة في حالة عدم اتزان تعبوي وتكتيكي نتيجة دفع التدعيمات في منطقة الثغرة حيث عززت القيادة الاسرائيلية قوات الثغرة حتي بلغ حجمها سبعة الوية وذلك خوفاً من الضغط المصري المتوقع ولمواجهة اشتباكات الاستنزاف .

ثم خصص العدو خمسة ألوية أخري كل مهمتها توفير حماية المداخل الي الثغرة ، كما أبقي عشرة الوية في مواجهة روؤس  كباري الجيشين الثاني والثالث ، وكان علي القيادة الاسرائيلية ايضاً أن تبقي جميع احتياطات استراتيجيات  باقي قواتها في اقصي درجات التعبئة والاستعداد طول الوقت وهذا يتعارض تماماً مع النظرية العسكرية الاسرائيلية ويؤدي الي ارتباك الاقتصاد الاسرائيلي نتيجة تعبئة 30 لواء اسرائيلي في سيناء .

وفي هذه الظروف بدات الاشتباكات بين القوات المصرية والاسرائيلية وازدادت مع الايام حدة وعنفاً وتابعت القوات المصرية طوال شهر نوفمبر تعديل اوضاعها التكتيكية لإتمام حصار العدو غرب القناة واحتلال نقطة حاكمة ومسيطرة ذات قيمة تكتيكية افضل ، وخلال ذلك اشتبكت قواتنا مع العدو 93 مرة بالدبابات والمدفعية والاسلحة الصاروخية المضادة للدبابات .

 

وشهد شهر ديسمبر والنصف الاول من يناير نشاطا معاديا حاولت به القوات الاسرائيلية توفير الاستقرار لموقفها غير المتزن  باقامة تجهيزات هندسية ، وتصدت القوات المصرية ونيرانها لهذا النشاط ومنعت قوات العدو من اقامة هذه التجهيزات ، واستنفزت قواته واوقعت خسائر كبيرة نسبية في اسلحته ومعداته وافراده وهذا هو العنصر المؤثر في معارك الاستنزاف .

واثناء هذه الفترة شملت الاشتباكات نيران الاسلحة الصغيرة والقصف بالمدفعية والهاونات ونيران الدبابات وبلغ عددها 346 اشتباكا منها 213 اشتباكا في شهر ديسمبر .

وظلت القوات المصرية رغم خسائرها متماسكة تماما وكانت قوات بدر شرق القناة والتي تضم تحت قيادة واحدة الفرقتين 7 مشاة و19 مشاة صامدة متماسكة وعلي درجة قتالية عالية اتاحت لها القدرة علي التقدم لمواقع جديدة .

وينقلنا حديث بطل اخر من ابطال اكتوبر الي غرب القناة حيث معارك الاستنزاف فيروي المقاتل طلعت دورها في منطقة جنوب غرب السويس وميناء الأدبية .

فتبرز قصة كتيبة جبل عتاقة التي صنعت من فوق صخور الجبل قصة بطولة خالدة .

فقد كان الوصول الي المنطقة الجبلية هو اول مشكلة تواجه كتيبة المظلات التي كلفت بالتمركز في حبل عتاقة وشن عمليات الاستنزاف من هناك ضد القوات الاسرائيلية في المنطقة ، وكان اختيار كتيبة مظلات بالذات يأتي بسبب امكانية وصولها الي المنطقة بوسائل غير متاحة للقوات التقليدية ، وكانت الوسيلة المفترضة لنقل هذه الكتيبة بوصفها من قوات الابرار الجوي هي الطيران لانها تسقط بالمظلات وتنقل بالطائرات الهليكوبتر .

وتقرر ان تشق طريقها برا الي قمة الجبل .

وكان الاستطلاع الجوي للعدو قد اكد ان جبل عتاقة مانع طبيعي يحمي ظهر الوحدات الاسرائيلية في المنطقة .. ولكن الذين عبروا القناة وخط بارليف عبروا الجبل وارتقوا الصخور ووصلوا الي قمة عتاقة ليركبوا العدو الذي اصبح تحتهم  .   .

ولم يكن هناك طريق الي قمة الجبل  . . ولكنهم صنعوا الطريق ولم يكن من الممكن استخدام الوسائل الميكانيكية نظرا  لوعورة الجبل فاستخدموا ايديهم في شق وتمهيد الطريق الذي بلغ طوله 12 كيلو مترا   .  .

واحتلوا القمم دون ان يشعر العدو بهم .

وبدأت عمليات نقل الاسلحة والذخيرة وكان من المستحيل استخدام أي نوع من السيارات في عملية النقل وبدأ علي الفور فك المعدات والاسلحة والمدافع ونقلها علي اجزاء الي مواقع الكتيبة فوق صخور الجبل الوعر .

واستخدمت القوات هناك قوافل الدواب في نقل المعدات والاسلحة والذخيرة  .   .

وظلت تلك القوافل هي الوسيلة الوحيدة لإمداد الرجال فوق الجبل .

وفي هذه الفترة عادت مجموعات الاستطلاع التي كانت قوات المظلات قد ارسلتها لاستطلاع العدو في المنطقة وجمع المعلومات عنه ، والتي عاشت وسط العدو 5 أيام دون ان يشعر بها ، ولتعود بمجموعة ضخمة من الصور الفوتوغرافية تشمل جميع مواقع العدو ومركز نيرانه  .  .  وبخرائط تفصيلية مجسمة لتوزيعات قواته في المنطقة .

وبدأ علي الفور الاعداد لمعركة استنزاف طويلة . . ووزعت القوات فوق الجبل واعدت مواقع المدفعية والهاونات ونقط انطلاق الصواريخ  .  .  وبدأت المعركة وفوجئ العدو بالنيران تأتي من بين الصخور وكأن جبل عتاقة كله يلفظ بالجحيم  .  .  

واتجهت انظار العدو  لأول مرة  نحو الجبل الذي كان قد اطمان اليه من قبل ورصد مواقعنا فوق أعلي قممه وبدأ يوجه اليها النيران .  .

ومع هذا لم تنل ضرباته من قوات عتاقة ، وكان وراء ذلك سر من أسرار خطط الخداع التي وقع العدو ضحية لها .

لم تكن مواقعنا التي وجه العدو نيرانه اليها الا مواقع هيكلية صنعت من صخور الجبل . . أما المواقع الحقيقية فكانت وسط الجبل بعيدا عن المواقع الهيكلية .

وكان هناك اكثر من خديعة اخري . .

لقد جهزت عبوات متفجرة  وزعها أفرادنا علي اماكن متفرقة وسط الجبل ن وتم توصيلها باسلاك التفجير لاستخدامها في خداع العدو .. وعندما زادت حدة الاشتباكات بدأ العدو في ضرب الجبل بالمدفعية عيار 125 ملليمتراً . .

ومع طلقات مدفعية العدو كان يتم تفجير بعض هذه العبوات ، ويرصدها العدو من بعيد ويتصورها نتيجة ضربات مدفعيته وقد جاءت بعيدا عن الاهداف  فيصحح ضربات مدفعيته لتعود طلقاته اكثر بعدا من الاولي فترتبك وحداته وتتوقف عن الانطلاق .ٍ

وكانت الجمال تحمل المزيد من الدعم والذخيرة الي قوات عتاقة من نهاية الطريق الذي مهده الرجال وسط الجبل لمسافة 12 كم لتوصيلها الي مواقع الرجال وسط صخور الجبل .  .

وفكر العدو ان ينزل قواته اعلي الجبل بالطائرات الهليكوبتر ويطلق عليها اسم الاقتحام الرأسي ن ولكن كان مع المقاتل المصري صواريخ سام التكتيكية المضادة للطائرات وحتي عندما حاول العدو استخدام طائراته في تصحيح ضربات مدفعيته تولت  الصواريخ مرة اخري اخراج طيرانه من المعركة .

ولم يجد العدو امامه سوي تقديم الشكاوي الي قوات الامم المتحدة والتي بلغت 27 شكوي ضد كوماندوز  عتاقة قدم بعضها الي مراقبي الامم المتحدة القائد الاسرائيلي نفسه الذي كان يعرض عليهم يده المصابة بأحدي شظايا نيران عتاقة . .

وتولي بعد ذلك قناصة المظلات المصرية صيد الافراد خلال كل اشتباك وهكذا ظلت المعركة مستمرة 45 يوم تستنزف العدو وتشكل خطرا ضاغطا في مباحثات الفصل بين القوات  ، وقدرت خسائر العدو في المنطقة  بحوالي 450 فرداً بين قتيل وجريح  .  .

وعندما قدمت الكتيبة المصرية كشف خسائرها في هذه الاشتباكات كان يضم سطراً واحداً طوال 6 أسابيع هو جمل واحد .

وكان بعض أفراد الكتيبة يتجهون بعد اول ضوء وقبيل اخر ضوء يحملون معهم حمالات التعيين أي الطعام ويقومون بتوزيعها  وهميا علي كتل متراصة من الاحجار كأنهم افراد مقاتلين تبدو فوقهم خوذ الصلب مطلة من الخنادق الوهمية ..

وكان بعد كل اشتباك يتجه الافراد  الي المواقع الوهمية ويحملون نقالات اسعاف وكأنهم يقومون بأخلاء احد الجرحى وظل العدو يوجه نيرانه الي هذه المواقع الهيكلية تاركا مواقعنا الحقيقية متفرغة لضرب مصادر قواته .

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech