شعر ملازم احتياط مهندس / إبراهيم السيد عبدالعال
أحد مقاتلي حرب أكتوبر باللواء التاسع مهندسين
حاصل على وسام الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى
..........
أواحدتي .. أنا ماضٍ إلى الميدان
على كتفي صديقي : مدفعي الرشاش
وفوق الظهر زادي : كتاب ٌ ثم بعض من طعامٍ ، ثم قرآن
أنا ماضٍ إلى الميدان وفي قلبي لهيب الثأر والثورة
وفي رأسي ازدحام الذكريات وماضيَّ الذي قد كان
طفولتي البعيدة في أزقة قريتي
صباي الحالم المسحور يحلق في ذرى الأفلاك
ويصنع من عبير الحب أقماراً تبدد ظلمة الديجور
حلمت بعالمٍ فاضل كأفلاطون
وفي المدينة - آه يا ويلي - تحطم في المدينة عالمي الفاضل
عرفت حقائق الأشياء
عرفت بأن عالمنا يسيّره إلهٌ اسمه الدولار
ويحكمه لفيف من قراصنة البحار
ويُصلب كل يوم فوق صلبان من التلويح بالذرة
عرفت العصر عصر القهر والحرمان والتخمة
وعصر القوة البلهاء والسطوة
يقود العصر قوّادون ويشمخ فوق هامته من الكابتول
بغيٌ دارٌ سفاح تحركه كما الدمية مطامع عصبة التجار
عرفت الدرب درب تحرر الإنسان
وفوق الدرب چيفارا يقود الموكب الزاحف
يضيء طريقه للبعث والثورة
ويا شرفاء هذا العالم اتحدوا
وهبّوا كي نحطم دولة الطغيان
.....
وفي يومٍ يسمى الخامس المشئوم من يونيو أتى القرصان
كلاب الصيد جاء تنهش الأوطان
ويشمخ فوق وادي النيل - يا ويلي- هوام الطير والغربان
أواحدتي .. أنا ماضٍ إلى الميدان
أرى وطني أسير الذل يا للعار يا للعار
فلا تبكي
وهيا اسكبي في قلبي البسمات
أريني فوق وجهك ذلك الممراح
ربيعاً ساحر الأنغام والأفراح
دعيني أطبع القبلات فوق جبينك الوضاح
وحين تجيئك الأنباء ذات صباح
بأن دماي قد سالت على سينا
وأن رصاص جيش العُهر مزق قبلي الثائر
فلا تبكي .. بحق الحب لا تبكي
فيوم النصر سوف أهيم في الآفاق
أحلق فوق وادي النيل أشاركه احتفال النصر والأفراح
وأنثر فوقه إكليلا من الغار
فلا تبكي .. بحق الحب لاتبكي
فإني مِتُّ كي يحيا
عزيزا شامخا وطني
فإني مِتُّ كي يحيا
عزيزا شامخا وطني
سبتمبر ١٩٧٠