Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

هاتكفاه ...نشيد وطنى أم اعلان احتلال

 

 

بقلم / د. احمد مختار ابودهب

لكل بلد  نشيده الوطنى , و عادة ما يمثل هذا النشيد الوطنى نبذة او لفتات من تاريخ هذا البلد , لكن لا يوجد نشيد وطنى استعمارى احتلالى بشكل فج يفضح نوايا و حقيقة اصحابه مثل النشيد الوطنى الاسرائيلى ... "هاتكفاه" أو الأمـــــل !!

الامل ....اسمه كذلك , و لكن كم عجيب شأن هذا الامل الذى لا يمثل في حقيقة الامر  الا مزيد من امال الصهاينة فى احتلال الارض ..فى مزيد من الدماء , من اجل تحقيق امال و احلام بنى صهيون , وحدهم دون غيرهم , فواهم من يتخيل انهم يريدون سلاما او تعايشا , فمنذ متى و لصوص الارض تتصالح مع صاحبها بينما لا زالوا يدنسوها , بل  و يطمعون في المزيد. فحين تسمع هذا النشيد و تفهم كلماته , و كأنك تسمع جملة  الدكتور "اوسكار ليفى " البريطانى  – أحد حكماء صهيون -  : ( نحن اليهود لسنا الا سادة العالم و مفسديه , و محركى الفتن فيه و جلاديه !! )

سماعي لـ "هاتِــكـفـاه"  للمرة الاولي لم يكن مصادفة ابدا , اذ كان جزءا من دراستى للغة  للعبرية  "ضمن هوايتى في دراسة اللغات " و لثقافة المجتمع الاسرائيلى تحت مبدأ اعرف عدوك  , و اى عنوان لاى مجتمع  قبل نشيده الوطنى ؟

حين تستمع لهذا النشيد للوهلة الاولى  , تجد مقدمة موسيقية غير حماسية , ناعمة نعوم الافاعي , قبل ان تفاجأ  بالكلمات , و هذا نصها بالعبرية  !!

כל עוד בלבב פנימה
נפש יהודי הומיה
ולפאֲתי מזרח קדימה
עין לציון צופייה -

עוד לא אבדה תקוותנו
התקווה בת שנות אלפיים
להיות עם חופשי בארצנו
ארץ ציון וירושלים.

بالطبع حروف و كلمات لم نعهدها نحن العرب , عدا دارسي او المهتمين بلغة بنى صهيون – فقليل منا من يستطيع تمييز حروفها , بينما يجيد الكثير منهم اللغة العربية , نطقا و دراسة ....و فتنـــا "- , و بعد ان تحاول استساغة مقدمته ,  تجد من يغنى بصوت مثل الفحيح - فعليا و ليس تعنتا  - , و تبدأ كلمات النشيد الذى الفه الشاعر اليهودى الاوربى الشرقى  "نفتالى هيرتس"  عام  1886, حيث تنساب كلمات استيطانيه احتلاليه قديمه قدم الحقد اليهودى , و رغبتهم فى اغتصاب هذه الارض و القضاء على اصحابها !!

ان هذا النشيد او القصيده فى اصله اقدم من اول مؤتمر صهيونى – مؤتمر "تيودور هرتزل" ابوالصهيونية بسويسرا 1897 – و هو ما يؤكد ان الامر ممنهجا , و ان كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" و ما جاء به من فقرات تفسر نفسها عام بعد عام و عقد بعد عقد بما يحدث لنا من فتن و مؤامرات و مصائب تتلو بعضا الاخرى !!

و كما كان اول مؤتمر يخطط لوضع قواعد كيفية استعباد العالم تحت حكم ملك من نسل ابناء داوود , تتحدث القصيدة فى باقيها عن نزول داوود على جبل صهيون بالقدس ...اذا فالصورة تكتمل , و لم تكن كلمات هذه القصيدة التى يمثل "هاتكفاه " جزء منها صدفة او مجرد كلمات شاعر عابرة , بل هى مرآة تعكس ما يحاك فى الخفاء , و لا تزال الكثير من العيون مغمضة عنه ...او لا تراه . فان كان الروس قد فطنوا الى خطر هذه البروتوكولات و الجمل و الكلمات مبكرا – بتسرب بعد وثائق اجتماع حكماء صهيون الاول الى بعض اعيان روسيا و طباعة نسخ منه عام 1901- , فعجيب ان يظل العرب بعد ذلك باكثر من مائة عام  رغم كل ما حدث و يحدث لا يرون عدوهم على كامل حقيقته , و هذا النشيد الوطنى الاحتلالي يعزف بين ظهرانيهم صباح مساء !!

و يبدو ان اليهود بعد ان جاهدوا فى السابق فى اخفاء نياتهم و مخططاتهم التى تسربت في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون , فانهم اصبحوا لا يبالون ان يكون نشيدهم الوطنى اعلان يومى عن اطماعهم فى الشرق , و القدس تحديدا . , لا لشىء سوى لانهم مجاورون و يحاربون أمة لا تقرأ , و لا تستفيد من دروس التاريخ .

و دون الاسهاب فى تفاصيل او اسقاطات نفسية داخلى تجاه بنى صهيون , نجد ترجمة كلمات هذا النشيد كالتالى : 

طالما في القلب تكمن،
نفس يهودية تتوق،
وللأمام نحو الشرق،
عين تنظر إلى صهيون.

أملنا لم يضع بعد،
أمل عمره ألفان سنة،
أن نكون أمّة حرّة في ارضنا،
ارض صهيون و  اورشليم 

الى هنا  تنتهى كلمات النشيد الوطنى الاسرائيلى , التى تمثل جزء من قصيدة طويلة  تصف تفصيليا ما يدعيه اليهود من معاناه , و حقوق فى هذه الارض المقدسة ,  و نزول داوود عليه السلام بها  ,  و لكن يكفينا ان نتأمل هذه الكلمات لنفهم منها طموحات و اطماع هؤلاء و نربط بينها و بين بعض مما جاء من مخططات بوثائقهم السرية المسربة قديما , و التى عرفت بــ "بقروتوكولات حكمـــاء صهيـــون " .

و كما يتضح من الكلمات , ان اطماع بنى صهيون فى ارض الشرق و القدس قديمة عمرها يفوق الالفين سنة , و قد يتبادر الى الذهن للوهلة الاولى انها تشير  الى ايام تخلى بنو اسرائيل عن موسى ()كما تروي الاية الكريمة " قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ" سورة المائدة (24) , فصارت القدس حلما لهم منذ هذه الحقبه بعد عصيانهم لامر الله و امر نبيه . , و لكن الفترة بين موسى و عيسى عليهما الصلاة و السلام اكثر من الف و خمسمائة عام , فهذا الحلم ذو الالفي عام بعيدا كل البعد عن زمن موسى عليه السلام . كما ان القصيدة تكمل القصة عن داوود()احد انبياء بنى اسرائيل  الذى جاء بعد موسى و كان احد جنود جيش طالوت , و اشارة نزوله بالمدينة المقدسة حيث حكمها بعد ذلك .

الا ان الالفى عام  التى يتحدث عنها "هاتكفاه" هى الوقت منذ بداية النهاية لمملكة نسل النبي داوود باورشليم , على يد الملك البابلى " بختنصر او نبوخذ نصر الثانىנְבוּכַדְנֶצַּר"الذى احتل القدس 587 ق.م. و خربها و سبى اهلها , و احرق الهيكل المزعوم  .

و اذا كان هذا الامل قد بدأ بخوفهم و هلعهم على يد بختنصر , فان النشيد يثبت ان امة بنى صهيون امة تحفظ تاريخها جيدا , و تعمل على احياء امالها و اطماعها جيلا بعد جيل , و كأن النشيد يربط بين الجيل الحالى , و الجيل الذى عاش وقت بختنصر, رابطا مستمرا عبر القرون و يردده الجيل الحالى كل يوم بترديدهم  "هاتكفاه" .

و ان كان هذا الامل هو ان يعيش بنى صهيون  امة حرة  "أو بلا خوف" فى ارضهم , فهل يتحقق العيش بحرية او بدون خوف و هم محاصرون باعداء اقوياء من جميع الجهات ؟

اذا فهذا الامل يتطلب ان يقضوا على هؤلاء الاعداء "نحن العرب بشكل اساسي" او على الاقل يضعفون شوكتهم بالفتن و القلاقل و الحروب الاهليه كما يحدث الان !!

ان كل من هو ليس يهوديا فهو عدو لليهود , فاليهود لا يعادون عربا فقط , او مسلمين فقط ... بل ان كل من هو غيرهم , فهو عدوهم , حتى لو اظهروا له الصداقة لوقت ما لحين ما تنتهي حاجتهم اليه ...فمن يتأمل جملة "لنحيا احرارا فى ارضنا " ...يجد انه لا معنى لها سوى ان يضعف كل من حولهم , ايا كانت ديانته او طبيعته , او اتجاهه , ضعفا لا يسمح له بان يهددهم , و ان كان عداءهم للمسلمين واضح تاريخيا و لا يحتاج لتوضيح , فان معاداتهم للمسحين ايضا واقع لا خلاف عليه , و هو ما يطابق ما جاء فى البروتوكول الاول فى كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون " نصا  :

 

"بروتوكولات حكماء صهيون  - ترجمة محمد خليفة التونسي  -  ص 118"

اذا فمعاداة اليهود ليست لدين او لعرق او لبلد بحد ذاته , بل لكل ما هو غيرهم ,...من خلال وكلاء ....بالعنف ...و الخديعة ,  و لكن لا يتنبه لذلك الا من يربط , الكلمات ....و الجمل ....و الاحداث !!!

و من لا يصدق نظرية مؤامرات بنى صهيون , او لا يراها  جلية امام عينيه , فان هذه الفقرة من البروتوكولات قد تكون كفيلة باقناعه  :
ـ يجب أن ننشر في سائر الاقطار الفتنة والمنازعات والعداوات المتبادلة. فإن  في هذا فائدة مزدوجة: فأما أولاً فبهذه الوسائل سنتحكم في اقدار كل الاقطار التي تعرف حق المعرفة أن لنا القدرة على خلق الاضطرابات كما نريد، مع قدرتنا على اعادة النظام، وكل البلاد معتادة على ان تنظر الينا مستغيثة عند إلحاح الضرورة متى لزم الأمر. واما ثانياً فبالمكايد والدسائس، سوف نصطاد بكل أحابيلنا وشباكنا التي نصبناها في وزارات جميع الحكومات، ولم نحبكها بسياستنا فحسب، بل بالاتفاقات الصناعية والخدمات المالية أيضاً. – البروتوكول السابع- .

نعود الى "هاتكفاه"..... حيث يختتم النشيد كلماته , بالهدف النفيس لهم ... "القدس" , لذا فمن ذا الواهم الذى يتخيل ان القدس يوما ما ستعود بتفاوض او بسلام ؟ , فها هو نشيدهم الوطنى يعلن صباح مساء ان القدس و الشرق املهم منذ الفين سنة  ,... الفين سنة و لم يبدأ هذا الحلم فى التحقق الا من بضع و خمسين عاما مع نكبة 1948, فهل يتوقع احد ان تحرر القدس بتفاوض او معاهدات !!؟

ان مؤتمرات  الصهيونية من جانب , و هذا النشيد الوطنى الاحتلالى القديم من جانب اخر يثبت ان ما يحدث ليس صدفة قط , و ان التخطيط قديم  ....و مستمر !!

ان الكلمات واضحة و لا تحتاج الى مزيد من التوضيح او الاستنباط  ,و لكن وجب علينا ان يعرف كل عربى عدوه جيدا , فلو عرفنا اعداءنا كما ينبغى لما كان حالنا كذلك , كما وجب ايضا التوضيح , حتى لا نستبسط قبول ان يعزف هذا النشيد الاستعمارى العدائى العلنى فى مباراة رياضية او لقاءات تجمعنا مع اصحابه تحت اى مسمى او اى بند , لان فكرة قبول الوقوف لهذا النشيد  و سماعه فى حد ذاتها  , تمثل فكرة قبول مبدأ المهادنة و التفريط فى الارض , و ان كان النشيد يتحدث عن جبل صهيون و القدس صراحة , فان العلم الذى يرفع اثناء عزف و غناء هذا النشيد بنجمته السداسية و خطيه الازرقين   يكمل الصورة باطماع اسرائيل ليس فى القدس فقط , و لكن من النيل الى الفرات ...هذا ان لم يكن سقف الاحلام ارتفع حاليا بعد احوال العرب المتردية و اقتتالهم الداخلى , ليصبح من المحيط الى الخليج , فهلا عرفنا عدونا جيدا حتى لا نجعله يكمل بسهولة ...هذا الامــــــــل !!!!

 

د. احمد مختار حامد ابودهب

المجموعة 73 مؤرخين  

24 اغسطس 2017    

 

المراجع 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech