Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

أكتوبر حبي

 

عرض وتلخيص - أسماء محمود

أكـــــــــتــــــوبــــر حـــــبــــــى ...

أكتوبر حبى ...  رواية مصرية بقلم الأديب إبراهيم الخطيب  .

تعتبر الرواية من باكورة ما كتب عن الانتصار  إذ مان صدورها الأول عام 1974 ،  وقع بين أيادينا الطبعة الثانية منها  ، ولكم كانت المفاجأة حين البدء فى قراءتها .. تأبى الأيادى أن تترك الصفحات وتأبى العيون أن تتخلى عن السطور قبل أن نعرف مصير كل أبطالها   ... لن نتركها قبل العبور  والنصر ..

فى إبداع وتميز  تناول الكتاب الصمود والانتصار ، ورسم صورة رائعة لمجتمعنا المصرى  وطابعه المتميز  ، مجتمع  قفز بين اللامبالاة التى يتسم بها إلى الجد والاهتمام والبذل والعطاء .

بين الجبهة الداخلية وجبهة القتال دارت الأحداث  ،  وعاش الصول رجب الشخصية الرئيسية بين الجبهتين فهو بعقله ووجدانه مع زملائه فى الجبهة بينما يعيش مع أهله فى حى السيدة زينب ..

أصيب الرقيب رجب أثناء الاستنزاف وفقد قدمه اليمنى ، سرح من الخدمة وافتتح محل عجلاتى ( الصمود ) ... وتدور الأيام معه  ومع مصر ... تأبى الجبهة أن تبرح خياله ..

صديقه الذى أنقذه الجندى زكى وقد تزوج من الممرضة فاطمة  ، كان  يزوره دائماً فى كل إجازاته ومن آن لآخر  يرى رجب قائده الرائد حسنى .

حياة أخت الصول رجب الوحيدة  ، تحب أحمد  لاعب كرة لإحدى فرق الشركات  ، وهو يحبها ، يرفض رجب هذا الارتباط باعتبار لاعب كرة ليست وظيفة أو عمل يضمن حياة مستقرة لأخته ، وأمام كل السبل التى أغلقها رجب  تقوم حياة بالإبلاغ عن أحمد إذ أنه لم يتقدم للتجنيد  ... ويصبح  حبيبها جنديا لعل أخيها رجب يوافق على زواجهما !

الشارع المصرى لا يخلو من الحديث عن السلع  وأسعارها ، كرة القدم ، المدربين الأجانب ، مزيج من السياسة والنكات  .. ورأى الدين  فى صوت مشايخه  .

يلحق أحمد على نفس كتيبة وسرية رجب ،  ويصبح زميلاً للجميع  بمن فيهم رجب ..

ورجب سابحاً فى دنياه يحصى اللحظات ويفكر فيما قاله الرائد حسنى فى لقائهما الأخير  :

(( أن المقاتلين صامدون  ، أنهم  هم الذين سوف يقاتلون بالنار  ، الشهداء سوف يكونون منهم  .. صمودهم  هو الأهم  ، وللشعب أن يعيش الصمود على هواه  وعندما تشتعل النار فلسوف تلسع الجميع  فيفيق الجميع ، المهم أن يقاتل المقاتلون . ))

أحمد يظن أن رجب من قام بالإبلاغ عنه ، لكن كيف ورجب لم يتعرف شكله بأفرول الجندية ، حياة تارة تشعر بالندم وأخرى بالأمل ..

شهر رمضان يدنو ويقترب  ، والشارع المصرى لا يسلم من حديث الطعام والشراب ،  الحلويات .. أزمة السكر ، طابور الجمعية وإشاعة وجود دجاج ، مئات يصطفون ، ولا شىء ...

كنافة باللوز حلم جمع يجلس على القهوة  ، تظل حلم إذ  ، يتبادلون الحديث عن رمضان وعاداته .. فى حين يرى الشيخ الحملاوى رمضان شهر صيام وجهاد  ، وهنا يتحول الحديث إلى المعركة المرتقبة منذ وقف اطلاق النار 1970 ..

كانت مدينة الألفى مئذنة  ، تستعد إلى العاصفة الوشيكة ..  بركان أكتوبر الهادر   ،  حيث ستشتعل النيران ويفيق الجميع على واقع جديد ..

 بيان الإذاعة المصرية يعلن أن قوات العدو تهاجم قواتنا فى السخنة والزعفرانة وحالياً تقوم قواتنا بالتصدى لها  ..

وتتوالى بيانات الإذاعة ، والكل فى ترقب ... نجحت ،،، عبرت قواتنا ..هى الحرب ، فى لحظة ما اختفى أى حديث عن المواد الغذائية ، أو كرة القدم  ، أو صينية الكنافة باللوز  ،وليس على الألسنة إلا الدعاء  ... الجميع ينصت ويترقب  ، تخيلت حياة حبيبهاأحمد يسير على مياه القناة رافعاً علم مصر .. نادته لم يسمعها واستمر مسيره حاملاً العلم  ...

أخيراً أتت الحرب ، ليأتى بعدها الحب .

الصول رجب يتوجه إلى المقدم يسرى فى مكتبه طالباً إلحاقه بالجبهة . كتب سطوراً قليلة نكر خلالها أن قدمه المفقودة فى سيناء  لا يمكن أن تمنعه من أن يقاتل مرة أخرى  ، وطلب الانضمام إلى كتبيته القديمة الموجودة حالياً بالسويس .

حينما يعود إلى المنزل وتسأله والدته عن مصير زكى ورفاقه يعيش رجب فى الجبهة  وتكتيك القتال يرى فى مخيلته الضربة الجوية  والتمهيد النيرانى  ، وعبور جنودنا فى القوارب ، كيف لا وقد تدربوا على العبور منذ نكسة 67  ، كما أنهم عبروا أثناء الاستنزاف فى عمليات خاطفة ضد العدو حيث فقد قدمه فى عبوره الأخير وتبادل زكى ورفاقه حمله طوال طريق العودة  رغم رجائه لهم أن يدعوه ويمضوا  ..

ترفض القيادة تطوع الصول رجب فما يكون منه إلا أن يتطوع لتدريب المدنيين على حمل السلاح ..

فى حين يقبل تطوع الصبى مخيمر الذى يعمل لديه فى محل العجلاتى ، يتوجه مخيمر ليعلم الصول رجب بقبول طلبه ، وأنه سيتوجه إلى الجبهة وفى الحال يطمئنه رجب على والدته ويتكفل بوصول راتب صبيه مخيمر  كاملاً إليها ..

مخيمر ذلك الشاب الذى لم يبتسم طوال الرواية إلا مع بيان العبور  ، لم يكن هو الوجه نفسه وكأنه لشخص آخر  أشرق وجهه بنشوب المعركة ومضى يتحسس طريقه ليشارك فى صنع الانتصار ...

مخيمر فى الجبهة ورجب يدرب المدنيين  ، وكل رجال الحى ذهبوا للتدريب أو التطوع ..

وفاطمة عادت تمارس عملها كممرضة تاركة مولودها رجب الصغير لوالدة الصول رجب ، تمارس عملها وتنتظر مجىء زوجها الجندى زكى  ، شىء ما جعلنى اشعر أنه لن يعود ... وقد كان استشهد زكى  .. تاركاً ابنه رجب وعمره لم يتجاوز بضع شهور  ..

تتوالى أيام المعارك ويتلهف الناس أخبارها وتتواصل الدعوات لجيشنا ، وحياة فى انتظار أحمد  أو أى خبر عنه ، تشعر أحياناً أنها قتلت حبها حينما أبلغت عنه  ليكون فى قلب المعركة  ، وأخرى تشعر أنه سيعود إليها حتماً ..

أحبت حياة أكتوبر لأنه حمل إليها الأمل فى الحب بعد الحرب ، بل لأنه حمل الأمل وأحياه فى مصر كلها  ..

لا زلت أذكر صبيحة الانتصار وهى تشترى الجرائد  لتدرك أخبار المعركة  ، تتوجه إلى عملها ، يخطف أحد زملائها الجريدة  ,الكل يضحك  ، لقد تأخرت فى القراءة لقد اشتروا جميعا الجرائد وأنهوا قراءتها منذ الصباح الباكر ..

تغير الموظف الذى كان يتأخر عن عمله ، وتوجه إليه باكراً عن موعده .. حتى الأقسام لم تسجل أى حالة سرقة أو جريمة  ... الجمعية التعاونية لا زحام عليها  .. النار  حينما تهب وتحرق يفيق الجميع  ..

فى صحوها تدعو له  ـ وفى منامها تراه حاملاً العلم ، تتوجه إلى الله أن يحفظ لها حبيبها ..

ومع توالى أيام المعركة  ، تأتى الثغرة  ...  تلك المعركة النى انتهت بانسحاب العدو لكن مجرد ذكرها يضمن  عشرات الآراء و التحليلات ممن ليسوا فى الجبهة  !! 

غريب ما أقول ! ؟ نعم فما أن ظهرت الثغرة فى الرواية حتى أصبح الكل يقرر ويقدم رؤية كما لو كان جنرال ، إما لنا أو علينا  ... وتحولت فى أغلب الحالات إلى شجار  ، وضرب موظف لزميله الذى قال أننا هزمنا والثغرة نجحت وأن العدو يقترب من العباسية !!  وهذا يقول وهذا يجزم  !!

يا الله عشرات السنين  والفكر كما هو  ، ونحن كما نحن  ... وإن اختلفت الأسماء والأعمار  والمهن  ....

كان الصول رجب شأن كل رجال الجيش آنذاك يرى الثغرة مصيدة دخلها العدو  ، سيغادر عاجلاً أو آجلاً   ..

أصيب الرائد حسنى و توجه  رجب إلى زيارته فى المستشفى  ، ولا أخبار عن أحمد  ..

تبدأ مفاوضات الكيلو 101  ومن ثم فض الاشتباك ..  ويعود أحمد منتصراً لبلادنا ..

وقد أحسن الكاتب وأبدع إذ انتقل بالقراء بخفة وبراعة بين الجبهة والمجتمع ، وبين الحب والحرب ، واستمر التناغم بينهما حتى السطر الأخير  ..

ولم يعد أكتوبر  هو حب حياة وحدها ، بل أصبح حب جموع المصريين ، ذلك الشهر الذى عادت فيه الحبيبة كما كانت  شامخة منتصرة  ..

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech