Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

لواء ملاح نبيل طه - هليكوبتر مي 8

 

 

 ولدت بالمنصوره وكان والدى يعمل مدرس ولى ٤ اخوات ولاد واخت صغيره والحمد لله كنت متقدم دراسيا وكنت شاب  نشيط ومنفتح اجتماعيا  وبسبب تفوقى في الدراسه حصلت في الثانويه العامه على مجموع عالى مما كان يؤهلنى للالتحاق بكليه الطب بالمنصوره فى ذلك الوقت ولكن كان لدى والدى رغبه ان التحق بالكليه الفنيه العسكريه او اى كليه عسكريه ولانى كنت ابحث عن رضا والدى ففعلا قدمت بالكليه الفنيه العسكريه وكنت بالفعل طالب بكليه الهندسه 

وفى نهاية الامر انضممت للكليه الجويه  ( كما كان يرغب ابى  ) فى ١١ ديسمبر عام ١٩٦٥  فرع الملاحه الجويه  فالكليه الجويه بها تخصصات طيارين وملاحين وكنت ضمن الدفعه ٢٠ طيارين او يطلق عليها الدفعه السابعه ملاحه

وتخرجت فى ابريل من عام ١٩٦٨ فقد حضرت نكسه ٦٧ بداخل الكليه الجويه كطالب وكنت وقتها بالقسم النهائى ( الكليه الجويه عباره عن اقسام  اعدادى ومتوسط ونهائى ) .

اما اخواتى حاليا فكل واحد منهم يعمل فى مهنه مختلفه عن الاخر فلدى اخ كان يعمل ظابط مدفعيه ولكنه ترك الجيش نتيجه لاصابه وحاليا يعمل استاذ قسم التاريخ فى جامعه دمياط .

وتعتبر مهمه الملاح الرئيسيه هى توجيه الطيارين الي أنسب طريق لتحقيق اعمال قصف القنابل وقصف الصورايخ ، وتطورت مهنه الملاح فالطائرات الحديثه فاصبح مختص ايضا ببعض الاعمال الالكترونيه واعمال التشويش

وفى وقتى كانت الطائرات التى تحتاج الى ملاحين هى    TU 16 وهى قاذفه ثقيله

و طائره Ilyushin-28  وهى قاذفه خفيفه وطائرات النقل مثل Antonov-12 و Ilyushi-14  وطائرات الهليكوبتر mi-6 و mi-8 و mi-4 و كمقاتلات  يوجد الطائره الفانتوم وبتكون عباره عن كابينه مزدوجه بها الطيار والملاح .

اما عن ظروف النكسه وانا طالب بداخل الكليه فكنت طالب فى عمر ١٦ او ١٧ سنه وقتها وكان معنوياتنا في السماء  قبل الحرب  وكان عندنا ثقه في القيادات والظباط  وكان عندنا تخيل اننا سندخل اسرائيل خلال ثلاث ساعات من بداء الحرب لاننا لم نكن ندرك الحقيقه وحجم العدو  لدرجه اننا سألنا فى احد الايام الظباط لماذا لايوجد مضاد للطائرات بالكليه لحمايه الكليه من اى هجمات جويه هنا فى بلبيس ؟  فكان الرد علينا انه يوجد استحاله لوصول طيران العدو الى بلبيس

وطبعا كما هو معروف انه طياران العدو وصل في النكسه الى الاقصر واسوان وليس الى بلبيس فقط فكانت مفاجأه لنا ان نشاهد الكليه الجويه يتم ضربها بطيران العدو على ثلاث هجمات ، هجمه الصبح وهجمه الظهر و هجمه بالليل ولكن الجدير بالذكر انه لم تحدث عندنا خسار في الارواح على الاطلاق وكانت الخسائر كلها في الطائرات والممرات فلقد تم ضرب الطائرات كلها على الارض لاننا لم نكن نملك دشم فى هذا الوقت فقد كان شكل الاستعداد للحرب بداخل الكليه الجويه كان عن طريق طريقه تسمى الطريقه السلبيه اى بمعنى حفر خنادق في الارض ويجلس بداخلها الطلبه وقت الهجمات وكانت هى سبب منع الخسائر البشريه .

اما ماحدث يوم ٥ يونيو عام ١٩٦٧ فاتذكر انه اول هجمه كانت الساعه ٩ الصبح وكنا فى ارض الطابور بالكليه فشاهدنا فوقنا طائره مموهه وكان الطائرات المصريه فى هذا الوقت فضيه اللون وكان الطائره بجناح عريض عرفنا فيما بعد انها كانت ميراج وكانت فى طريقها لضرب مطار انشاص وعند رجوعها ضربت باقى الذخيره على الكليه فاصابت طائره على الممر وللاسف حينما شاهدنا الطائره أول مره وهى فى طريقها لضرب انشاص كنا نتخيل انها طائره ميج مصريه معدله.
 
طبعا حينما عرفنا حقيقه الامر جلسنا بداخل الخنادق وكان كل طالب يرتدى الشده السفريه وهى عباره عن شنطه فيها اللبس الخفيف الخاص بالطالب و المياه و بطانيه وفوطه وابره للخياطه وخيط ابيض وخيط اسود وجزمه  وكل مايحتاجه الطالب للاعاشه

وانتظرنا في الخنادق حتى الظهر فظهرت القوه الرئيسيه وهى القوه الضاربه لضرب مطار بلبيس وكانت ٦ طائرات وضربت الممر بالقنابل  و ضرب الطائرات الموجوده على سطح الارض واحنا منتظرين بداخل الخنادق والشظايا تتطاير علينا من كل اتجاه وبدا الامر كأنه الطيران الاسرائيلى يتدرب لانه لم يكن هناك اى مقاومه ثم جاءت هجمه اخرى قبل الغروب وكانت حوالى من ٤ الى ٦ طائرات وضربت الممرات مره اخرى لانه كان معروف وقتها انه يمكن اصلاح الممر خلال ٦ ساعات فلذلك كان الهجمات تتم على دفعات بينها فتره زمنيه للتأكد انه لم يتم اصلاح الممر من جراء الهجمه السابقه وكان حتى ذلك الوقت لانزال في الخنادق وكان هناك احباط يتزايد مع كل هجمه للعدو ونمنا يومها بالخنادق الى اليوم التالي  وتم تهجيرنا ثانى يوم من الكليه بالسيارات الى مدرسه ببلبيس يوم ٦ يونيو

وجلسنا بالمدرسه مده طويله على ما اتذكر كانت اسبوعين او ثلاثه وكانت الحياه بها قاسيه فكنا ننام على الارض واكثر يوم كان قاسى علينا كطلبه هو يوم تنحى جمال عبد الناصر فلم يكن يوجد اى وسيله اتصال بنا وبين مايحدث بالخارج ولم نكن نعرف اى اخبار الى ان قال لنا الظباط انه الرئيس تنحى فكانت اسوء لحظه لاننا كنا نعشق عبد الناصر وبعدها بفتره تم تقسيم الطلبه الى اجزاء ، جزء منهم ظل فى بلبيس وجزء ذهب الى المنيا وجزء الى امبابه وخرجنا اول مره من الكليه بعد هزيمه يونيو كان بعد شهرين متكاملين وكان اصعب يوم لى لانه اتوبيس الكليه يومها حدث به عطل ووقفنا فالشارع فكان كل الشعب  غير راضى عنا وعن القوات الجويه بشكل عام واتذكر هنا موقف اخر مخالف لهذا الموقع كان وقت حرب ٧٣ خرجت اجازه ٦ ساعات لزياره والدى ووالدتى وشاهدت فرحه الشعب المصرى بنا لدرجه انه لم يرضى سواق التاكسى ان ياخذ منى الاجره او حتى بائع السجائر ان يأخذ منى ثمن السجائر فكان فارق رهيب فالتعامل معنا بعد ماحدث فى ٦٧ وما فعله الشعب معنا فى ٧٣ .

 

 

بعد رجوعنا الى الكليه مره اخرى تم تغيير مدير الكليه اللواء طيار يحيى العيدروس وجاء بعده الينا  العقيد اركان حرب محمد حسنى مبارك كمدير للكليه الجويه واحدث بها تغييرات عديده وتقريبا غير كل شى بها  لدرجه اننا كنا عندما نستيقظ من النوم الساعه ٥ الفجر نجده واقف امامنا لمراقبتنا وتصحيح اخطائنا فقد كان قائد مميز واتذكر انه كان يجعلنا نجرى في التراك ٢٠ لفه يوميا  لانه كان يريد منا ان نصل الى اعلى مستويات اللياقه البدنيه واتذكر ايضا انه جاء علينا وقت وكنا فى شهر رمضان فاصدروا الينا فتوى بانه يمكننا الفطار وكان يمر علينا حسنى مبارك في الطابور ليتأكد اننا فطرنا حيث اننا كنا فى نهائى الكليه و كنا  نخالف التعليمات ونأخذ الفطار ونخزنه ونأخذ الغداء ونخزنه حتى موعد المغرب ونفطر به وحتى يتأكد هو اننا فطرنا كان يأخدنا نجرى في التراك الساعه ٢ حوالى ٢٠ لفه ولكن الغريب انه الناس اللى فطرت هى اللى كانت تتعب دائما والصائمين كانو لايشعرون بالتعب ، واتذكر ايضا انه قال انه النتيجه لايوجد بها تهاون من يرسب سيرسب ومن سينجح سينجح فكان الطالب الراسب في الطيران متدرب وانهى كل تدريبه لكنه لم ينجح لذلك كان هناك طلبه تطير في الاسراب كقتال واتذكر منهم  احمد جابر عبد الحميد السبروت و طلال محمد سعد الله  وهم طيارين ميج ١٧ كان يتم تدريبهم فى مطار المنصوره على اسراب القتال وعلى ان يرجع كل منهم للكليه لاستكمال دراستهم بالتنسيق مع السرب التابع له كل طيار .

اما عن نتيجه التدريب فكنا فعلا فى هذه الفتره كطيارين وملاحين وصلنا لمرحله مميزه في الحرفيه والاتقان فى استخدام الطائرات وفى التكتيك لدرجه انه كان جولدا مائير تقول انها تخشى دائما الجيل الجديد من الطيارين اكثر من الجيل القديم وكان كل شى يتم وفق حسابات علميه ومعادلات رياضيه ويتم حساب كل شى ولايترك شى للصدفه فمثلا لو اردنا ضرب محطه صواريخ كان يتم حساب حجم القنابل المطلوبه وحموله الطائره منها ، فنعرف كام عدد الطائرات المطلوبه واضافه حسابات حاله الجو والمسافه وكم الوقود الازم حتى لا نترك شى للصدفه وكان تشكيلات المقاتلات “فنجر فور”  تشكيل رباعي  اما الهليكوبتر والقاذفات يكون التشكيل فردى على شكل راس سهم مكون من ثلاث طائرات.



اما ما اتذكره عن حفله التخرج فكانت اشبه بالحفل الجنائزى لانه لم يكون هناك جمهور او اى شى يدل على مظهر من مظاهر الاحتفال وتم توزيعى على الهليكوبتر على السرب ٨٨ اللواء ٤٤٥ فى مطار الماظة على الطائره MIL MI 8و قمت بعمليات قتاليه ضد العدو وانا برتبه ملازم 

وكان قبل تخرجى كانت الطائرات الموجوده هى mi-4 و mi-6 وكانت الطائره  mi-4  صغيره الحجم وغير جيده وكانت تعتبر هى اول بدايه لتصنيع الطائرات الهليكوبتر فى روسيا وكانت تخدم فالجيش المصرى جزء منها لنقل الافراد وجزء منها كان يخدم فى مكافحه الغواصات ، اما الطائره mi-6 كانت طائره مروحيه ولها جناحين صغيرين .

 

 

اما عن تقييمى للطائره الهليكوبتر  MI 8 فهى طائره اكثر من رائعه  وتخدم فالقوات الجويه المصريه  من سنه ١٩٦٨ الى الان تحت مسمى MI 17  وتعتبر كطائره جيده جدا وممتازه فالامكانيات وكمدى وكحموله  ويذكر لها  انه استطاع بها طيار مصرى اسمه احمد لطفى ان يستخدمها فى اسقاط طائره فانتوم فى حرب الاستنزاف وكنت انا من اوائل من خدموا على هذه الطائره لانها وصلت مصر فى نفس العام الذى تخرجت منه من الكلية الجويه وكانت تتكون من سرب واحد mi-8 الموجود وقتها عباره عن ١٢ طائره ب ١٢ طقم ويتكون الطقم من ٤ اشخاص  عباره عن كابتن طيار وهو المسئول عن الطيران بالطائره  و مساعد طيار وهو مسئول عن مساعده الطيار ويحل محله لو حدث له اى اصابه و ملاح  وهو المسئول عن تحديد خطوط السير وتوجيه الطائره  و مهندس طيار وهو المسئول عن تشغيل المحركات وصيانه الطائره 

وكنت احد الملاحين العاملين عليها ومن كفاءه هذه الطائره كان يتم استخدامها فى اى شى وكطائره قتاليه فيها اربعه اماكن لتركيب الصواريخ كل مكان به امكانيه تركيب ١٦ صاروخ اى يمكن للطائره الواحده حمل ٦٤ صاروخ  جزء منهم صواريخ ضد الافراد وجزء منها ضد المعدات كما تم تزويدها فالحرب بقنابل النابالم .

 

وكان هناك ١٢ طقم طيارين كانو معروفين بالاسم وكان قائد اللوء هو المقدم ابراهيم كامل ولاكن كان يعتبر ابو الهليكوبتر MI 8 هو طلعت توفيق  وهو كان اول من تدرب على هذه الطائره فى روسيا وهو من تعاقد مع الروس على هذه الطائره وكان يعلم عنها كل شى وكان دقيق جدا وملم بكل شى خاص بها لدرجه ان قام بعمل تعديل على الطائرات الموجوده فاللواء الخاص بنا لزياده نسبه الامان لنا فلقد قام بخلع ابواب من الطائره مما كان يسمح لنا وللجنود بالنزول من الطائره فى سلام فى حاله اصابه الطائره من العدو .

والجدير بالذكر انه هذه الاطقم كان يطلق عليها السرب ٨٨  وكان سرب واحد واستطاعت عمل اعمال بطوليه لايمكن نسيانها سواء فى حرب الاستنزاف او حرب اكتوبر

اما فيما بعد اطلق عليه السرب التاسع واصبح ٣ لواءات بمجموع ٩ اسراب ،  وفى حرب الاستنزاف عمل السرب عمليات متعدده وكثيره مثل نقل مؤن ونقل قاده ونقل جرحى وبحث عن طيارين مفقودين واستعادتهم مره اخرى او نقل ضفادع بسريه لمنطقه الانزال بالبحر وعملت بها عمليات فدائيه بداخل سيناء  مع ابراهيم الرفاعى والمجموعه ٣٩ وكان لى الشرف العمل مع ابراهيم الرفاعى فى بعض عملياته .

اما عن المناوره بالهليكوبتر فهى تعتبر كطائره ضعيفه عن المقاتلات ولكن ضعفها وقت الاشتباك يتم تحويله لمميزات فمثلا نحن نطير على ارتفاع منخفض ونستطيع الدخول والاختباء فى مناطق صعب للمقاتلات الدخول فيها  ، لو هناك مقاتله خلفى تريد اصابتى استطيع ان اجعله يتخطانى لانه سرعتى اقل منه واستطيع عمل مناوره  فجأه واغير اتجاهى بشكل سريع لن تكون المقاتلات قادره على تغيير اتجاها  بنفس الوقت لسرعتها الشديده لانها ستكون تخطتنى باكثر من كيلو  فالمقاتله تقريبا تطير فالدقيقه ١٠ كيلو

وكثيرا ماكنا نتدرب مع المقاتلات التابعه لنا وكان المقاتلات تجد صعوبه فى اصابه الهليكوبتر ، اما اذا اردنا ان نتكلم عن افضل شى كتكتيك لاستخدام الهليكوبتر فهو من خلال التسلل ليلا فى ضوء القمر لانه لو اضطررت لاستخدام الهليكوبتر نهارا يجب ان يكون مرافق لها مقاتلات للحمايه الجويه .

اما الفرق بين الملاحه على القاذفات والملاحه على الهليكوبتر انه الملاحه على القاذفات تعتمد على الرادار ام الملاح على الهليكوبتر تعتمد على كفاءه الملاح الشخصيه فمطلوب منه قراءه الخريطه وقراءه احداثيات الارض بشكل جيد وكنا كملاحين للهليكوبتر وصلنا لاحترافيه لامثيل لها لدرجه اننا كنا نحفظ جميع الاماكن ولو طلب مننا ان نصل لاى مكان ما في الصحرا كنا على درايه تامه لكيفيه الوصول له مهما بلغ في الصغر ولدرجه اننا كان من الممكن لنا الوصول الى اى هدف حتى لو كنا مغمضى العين

واتذكر عندنا كنت ملازم كان يتم تدريبنا على الطيران ليلا بين الوديان على ضوء القمر وكان هذا التدريب غريب جدا بالنسبه لنا ولكنه اعطانا كفاءه عاليه في الملاحه فاذا قلنا اننا كنا نطير في الشهر٤٠ ساعه كان يكون نصفهم طيران ليلى لدرجه اننا كنا نعشق الطيران الليلى وكان يتم التدريب الطقم كامل مع بعضه وليس بشكل منفرد .

ومن المعروف ان الطائره تستطيع النزول فى ارض مطار ولكن تتميز الهليكوبتر انها تستطيع ايضا بالنزول فى شى نطلق عليه ارض هبوط  ومعناها ارض صغيره الحجم مثلا بمستشفى كوبرى القبه بيكون هناك مكان مخصص لنزول الهليكوبتر بها ويعتبر نوعا ما امان للطائره والطيار ولكن وهناك نوع يطلق عليه النزول الخارجى وهو النزول على ارض غير مجهزه للهبوط وللنزول الخارجى مستويات وهى :

١- الطيارن نهارى

٢- الطيران ليلى

٣- النزول فى ارض صلبه

٤- النزول فى ارض ليست صلبه بالشكل الجيد

٥- النزول فى منطقه مستطلعه مسبقا

٦- النزول فى منطقه غير مستطلعه مسبقا ويعتبر كتدريب نفسى للنزول فى ارض جديده غير مستكشفه

٧- النزول على المشاعل

٨- النزول بدون المشاعل على ارض جديده بدون اى علامات ارشاديه

وكان يتم التدريب تدريجيا على هذه الانواع حتى نصل للاتقان المطلوب بكل نوع ووصلنا ايام حرب الاستنزاف لدرجه الحرفيه العاليه لدرجه الطيران على ضوء القمر ونغلق كل انوار الطائره مع طيران بشكل منخفض باقل ارتفاع ممكن حتى لايتم رصدنا لدرجه عند طيرانا فوق اى مسطح مائى كان يصلنا رزاز الماء داخل الطائره

وكان قائد الطائره الخاصى بى هو الرائد طيار طلعت توفيق وكنا نعتبره بمثابه الاب لنا وطرت مع جلال النادى الله يرحمه وسيد زهران .

كان اكثر مهامى هى مهام امداد او استطلاع او بحث وانقاذ طيارين مفقودين او نقل سواء معدات او قاده

واتذكر منهم انى قمت بعمل عمليه امداد على جبل عتاقه اكثر من مره لنفس المكان وكان كل مره يضرب علينا العدو فى كل طلعه ولكن كان الله معنا وكنا نقوم بالطلعات بنجاح فقد كنا نأخد الامدادات للقوات سواء كان اكل او ذخيره فى كل طلعه وكان تحاول دائما طائرات العدو المقاتله اللحاق بنا ولكننا كنا ندخل فى وادى حتى لايتم ضربنا .

وكانت طلعات الهليكوبتر يطلق عليها  الطلعات الخاصه او الطلعه الاستراتيجيه  لانها تكون مؤثره على العدو وفى نفس الوقت مؤثره لقواتنا فى رفع الروح المعنويه لذلك كان يشترك فيها ويتم التنسيق لها بين جميع فروع القوات المسلحه مثال الهليكوبتر والمقاتلات  والتوجيه و المخابرات الحربيه والدفاع الجوى وكان التنسيق بينهم يتم فى سريه كامله .

ومن مهام الامداد والتموين اتذكر كان اول طلعه للهليكوبتر في اللواء الخاص بى فى حرب اكتوبر كانت فى اول يوم بالحرب فى ٦ اكتوبر ١٩٧٣ وكان المهمه نقل قوات داخل سيناء وكانت تتكون الطلعه من ٥ طائرات  وكنت انا اول طائره ووصلنا للمكان فى وادى بعبع على خليج السويس وعند الوصول تم ضرب طائره من الخمس طائرات بعد ما تم افراغ الحموله الخاصه بها وهى على الارض وعند ضربها مالت الطائره على جنبها الايسر فخرج جنود الصاعقه من فتحه خروج الجنود بالخلف  اما طقم الطائره فكل واحد خرج من اتجاه غير الاخر  فكابتن الطائره وكان اسمه حسين سرى خرج من جهه اليسار فاصيب من مروحه الطائره لانها كانت مائله واستشهد فى الحال اما المساعد للطيار وكان اسمه سمير الصاوى فخرج من جهه اليمين وجرى مع الجنود وأمضي الليلة  في الصحراء وتم اسره فيما بعد وعاد لمصر فى تبادل الاسرى اما الملاح  وكان اسمه محسن عبد الحميد والمهندس فخرجو من الباب الخلفى الخاص بالجنود  فشاهدا الطائره وهى مضروبه على الارض ونحن فى طريقنا للعوده

وكان معى طيار اسمه سكر  فنزلنا بالطائره وانقذنا الملاح والمهندس وذهبوا معنا وباتوا معنا في الميس الخاص بنا فسبحان الله مصير كل واحد اتحدد حسب المكان اللى خرج منه من الطائره  والجدير بالذكر انه كان قائد اللواء هو طلعت توفيق وكان تكتيكيا ممتاز ومخطط جيد لنا لذلك كان اقل خسائر هو اللواء الخاص بنا .

اما بخصوص استخدام الهليكوبتر فى عمليات الاستطلاع ايام حرب الاستنزاف فكان دائما على طول قناه السويس يطلع طائرات هليكوبتر MI 4 يتم التصوير بها بالميل لانه الكاميرات الخاصه بها لم تكن مجهزه لهذا النوع من الاستطلاع وكان اشهر من قام بهذه العمليات والاستطلاع على خط القناه هو الطيار  امين غالى واستشهد هو بعد ذلك وتحولت وظيفه الطائره MI 4الي الاستطلاع والنقل ومكافحه الغواصات .

اكتر عمليه بحث وانقاذ صعبه اتذكرها الى الان كانت لطيار من المنصوره اسمه نبيل فؤاد كان فى منطقه الجلاله البحريه فى سنه ٦٩ واخذت منا ٥ ايام للبحث عنه حتى وصل لنا اشاره من نقطه مراقبه بالنظر تخبرنا انه هناك طيار متواجد لديهم وكان سبب عدم تمكنا من ايجاده خلال الايام الاولى انه كان وقتها الجو شديد الحراره فكان يمشى بجوار الجبال ليستظل بها من الشمس

حتى قابله بدوى وسأله من انت فقال له انا ظابط مصرى فقال البدوى لها هناك ظباط مصريين بمكان قريب من هنا واخذه وارشده عن مكان نقطه المراقبه وعندى ذهابى له وجدت ان البدوى لايزال متواجد معه فقمت بمجامله البدوى واعطيته خمسه جنيهات 

والطريف انى الى الان كل ما اتقابل مع الطيار نبيل فؤاد الى الان فى اى احتفاليه اضحك معه واقوله عليك لى خمسه جنيه والاطرف من كده انه البدوى بعدما اخد منى الفلوس قال لي (( اننى فى خدمتكم وتحت امركم فى اى شى  بس والنبى سلمو لى على الملك ومراته))  ، طبعا كان موقف لاينسى لانه تحس انه الزمن توقف معه عند مرحله الملكيه  .

وكان هناك عمليه انقاذ كانت للطيار الشهيد السيد بدير من الدفعه ٢٥ وهو ابن الفنانه شريفه فاضل كان سقط بالطائره بالاقصر ووصلنا لمكان سقوطه بالهليكوبتر MI 8 بعد السقوط مباشره ولكن كان استشهد بالفعل فهو سقط ليلا على قمه جبل وخرجنا بحثنا عنه ليلا وكان هذا مخالف للتعليمات وكانت حادثه استشهاده غريبه فلقد تعرضت الطائره الخاصه به لحاله فقدان سيطره لم تمكنه من التحكم بها او حتى معرفه  الاتجاهات وهناك حالات مماثله اوقات تحدث في الطائرات نسميها “ العمى المؤقت للطائره ”  وفيها لا يتمكن الطيار من التحكم فى اى شى بالطائره ويفقد القدره على تحديد اتجاهاته .

اما عن طريقه البحث وانقاذ الطيارين بتكون عن طريق التحديد من التوجيه اين نزل الطيار واضع نقطه وابداء البحث منها اما عن طريق عمل خطوط بحث او دائره وابداء فى توسيع مدى الدائره كل فتره وبيكون حسب المكان والتوقيت ليلى او نهارى واوقات كنا ننقذ طيارين بعد سقوطهم بأيام  واوقات كان يتم الانقاذ فى نفس اليوم وكان هناك اوقات عندما يكون هناك اشتباكات بشكل مستمر كان يتم عمل اعاده تمركز بحيث يتواجد فى اكثر الاماكن اشتباكا طائرات هليكوبتر فى اقرب مطار حتى نستطيع الوصول لمكان الاشتباك فى اسرع وقت وانقاذ الطيارين فى حاله سقوط طائرات لنا .


بمناسبه الحديث عن المراقبه بالنظر اتذكر انه هناك موقف طريف حدث مع جندى من جنود المراقبه بالنظر لكن اولا دعنى اخبرك انه المراقبه بالنظر تكون عباره عن وضع جندى فى مكان بعيد ومنعزل وعاده يكون فوق قمم الجبال  كل وظيفته هو يستطلع الطائرات بالنظر ليخبر بها القياده التابع لها فى حاله رصده لاى طائرات مهاجمه على ارتفاعات منخفضه لايستطيع الرادارات كشفها ويخبرهم بنوع الطائرات وعددها وارتفاعها والاتجاه لتقوم القياده باصدار امر للمقاتلات للتحرك لاعتراضها ،

 

فكان الجيش يعطى لكل جندى مراقبه بالنظر شوال دقيق وبرميل مياه وفرن ميدانى ليقوم هو بخبز طعامه نظرا لصعوبه وصول الامدادات والغذاء له بشكل مستمر وفى احد الايام اراد قائد وحدات المراقبه بالنظر المرور على جنوده فركب معنا الطائره الهليكوبتر وكان اسمه السواح وطلعنا على نقطه اسمها الرناصه  ووجدنا شخص يظهر فجاه امامنا بذقن طويله  وقام بشد اجزاء السلاح وقال “ اثبت عندك “ ونحن نقول له نحن مصريين وهذا قائد الوحده فكان رده علينا  “ لا اعرفكم  كله يثبت بمكانه “ وطبعا لان هليكوبتر العدو فى بعض الاوقات يتظاهر امام الجنود المصريين انه هليكوبتر مصرى ويقوم فجاه بفتح النيران عليهم فاصبح لدى بعض الجنود هاجس من الهليكوبتر ويتعاملون معه بحذر ولكى نخرج من هذا الموقف قام قائد الوحدات باخراج الكارنيه الخاص به واعطاه للجندى حتى يتأكد من شخصيته وبعدها جلسنا معه ومع زملائه للاطمئنان عليهم وعلى استعدادهم وعند المغادره فجاه وجدنا نفس الجندى يقول لنا “ انا راجع معاكم ”  فقام القائد بتعنيف الجندى وفجاه قام الجندى بشد اجزاء السلاح مرة اخري  مهددا بالضرب اذا لما يركب الهليكوبتر معنا وفى اخر الامر سمح له القائد بالركوب والرجوع معنا.

واتذكر اننا كنا نعيش حياه صعبه جدا فى هذه الفتره لدرجه ان ملابس الطيران فى بعض الاوقات كانت غير جيده  الى ان تم تعديل تصميم افرول اخر بجوده اعلى الى حد ما وكنا فرحانين به جدا وقتها .

 

اما عن اكثر فتره بدأ الاعتماد على الهليكوبتر فيها فهى فى فتره حرب الاستنزاف وتعلمنا خلال هذه الفتره اشياء كثيره لدرجه انه مره قال لنا احد الظباط انه من حظنا اننا نتعامل مع عدو ذكى وذلك  كان سبب فى تطور مستوانا  من خلال كثره العمليات التى اشتركنا فيها ضده لانك يجب عليك ان تكون اذكى منه لتتفوق عليه ، فلقد تعلمنا منه الطيران على ضوء القمر على ارتفاعات منخفضه ، ولكن كان للعدو عمليات فاشله كان غرضها هو الشو الاعلامى انه يستطيع الدخول للجبهه المصريه وكان يذهب لمناطق غير مأهوله

 اتذكر مره ذهب العدو الى قناطر اسنا وعمل عمليه هناك ومره عمليه فى ابوحماد وضعوا صواريخ هناك ولم تسبب اى شى من الخسائر لكن كان هدف هذه العمليات هو تشتيت القوات وخفض الروح المعنويه للجندى المصرى  لدرجه اننا اتعودنا انه دائما في الايام القمريه ان نتوقع حدوث عمل عدائى من العدو فكنا نطلع طائرات للاماكن الغير مأهوله لحمايتها وظلنا على هذا الحال لمده شهور لدرجه اننا كنا نكره القمر ولكن هنا القياده العسكريه متمثله فى اللواء محمد الصادق  وكان يعمل بالمخابرات الحربيه وقتها قال (( بدل مانكون احنا فى وضع دفاعى نبادرهم نحن بالهجوم عليهم في الايام القمريه ))

 

وبناء عليه بدأنا فى التدريب بشكل مستمر وتسليح الطائرات بشكل جيد والحصول على اكبر قدر من المعلومات عن العدو وكان يشترك فى التجهيز للعمليات تقريبا اغلب اسلحه القوات المسلحه المتمثله فى الاستطلاع والمخابرات والدفاع الجوى والمقاتلات والنقل الجوى والصاعقه متمثله فى ابراهيم الرفاعى والمجموعه ٣٩ وكان لهم اكبر دور فى تجهيز العمليه فكان دائما يشرح لنا واحد من مجموعه الرفاعى  كيفيه الوصول للهدف و الشكل الجغرافى للمنطقه لدرجه انهم كانوا حافظين اماكن وجود الشجر في الطرق وكنا فعلا واحنا في الطريق نجد نفس التضاريس المذكوره لنا فكنا نشعر انه الناس دى عارفه كل شبر فى سيناء وكنا نتدرب تدريب متواصل لدرجه انه اتذكر مره ظللنا شهر بدون نزول اجازات .

كان تدريب تحديد منطقه النزول يتم بدون اى علامات ارشاديه وكنا نتدرب ليلا على ضوء القمر وننتقل من اكثر من نقطه حتى نصل الى نقطه النزول النهائيه بدون اى علامات او مشاعل وبعد الوصول كنا نحسب كم كان الانحراف عن النقطه الحقيقيه لنتدرب على كيفيه تفادى هذا وقت تنفيذ العمليات الحقيقيه وكان يتم اختيار افضل الطيارين والملاحين من خلال هذه التدريبات لعمل الطلعات الحقيقيه وكان هناك تنافس جامد بيننا لدرجه انه مره احد زملائى وكان ينام في السرير المجاور لى بكى حينما عرف منى بعد رجوعى اننى كنت فى عمليه بداخل سيناء .

الشهيد ابراهيم الرفاعي داخل الطائره مي 8 

 

وفى هذه العمليه اتذكر انه كان دائما كل زملائى ينزلوا اجازات لكن انا من المنصوره وصعب على النزول لبعد المسافه فكنت اجلس في الميس دائما فأحسست بالملل وكنت وقتها لا أزال ملازم فذهبت الى قائد ثانى اللواء وكان اسمه  فاروق اسكندر  وكان راجل مسيحى و كان راجل روعه كان يقسوا علينا ويحنوا علينا وعمره ما تسبب فى ايذاء احد ، المهم انا ذهبت له وقلت له انى لى الى الان ٣ اسابيع ولم اخرج واريد ان اذهب لزياره اهلى ففوجئت به يرفض فقلت له لن اتمكن من العمل اكثر من ذلك واريد اجازه بشكل ضرورى  فقام بالرد على وقال بالشكل ده انا ممكن احاكمك عسكريا على الكلام ده  وبكرا برسلك للرئاسه ليتم محاكمتك ثم سألنى انت كام عمرك الان ؟  فجاوبت ٢١ سنه  فقال لى  “ يعنى عيل “ فطبعا صعقت من رده  ثم اكمل وقال لى  “ انت مش هتشوف الشارع ده تانى خالص واجازاتك منى انا شخصيا يانبيل ومش هتنزل اجازه الا لما اقولك انزل ” فطبعا كنت غاضب منه وذهبت الى السرب وانا متنرفز وبعد دقائق وجدته يتصل على وبتكلم بجديه ويقول لى تطلع الان على الميس وتنام كويس يانبيل ولا تتحدث مع اى احد وتكون هنا عندى غدا الساعه ٦ المغرب  ولاتخرج خارج السرب انا مش بهرج وكان الكلام ده الساعه ٣ الظهر وهنا بدأت اقلق وعرفت انه هناك شى سيحدث غدا بالليل وفعلا نمت وكان معى زميلى ولم اتحدث معه عن شى نهائى لدرجه انى زميلى قال لى انه خارج وسيذهب الى السينما فقلت له لا ليس لى مزاج ولن استطيع الخروج  وفعلا يومها قمت استحميت وغيرت كل ملابسى ولبست اشيك افرول ولمعت الحذاء ووضعت برفان وعملت كل ده علشان لو حدث واستشهدت اكون طاهر ولو تم اسرى اكون نظيف وشكلى جيد امام العدو فانا ظابط مصرى يجب اى يكون شكلى جيد وخرجت كأنى خارج رايح حفله عرس ثم ذهبت الى برج المراقبه لاحصل على اخر تقرير جوى وبيكون فيه سرعه الرياح وحاله الجو وهذه تساعدنا فى تحديد خط السير وتحضير الطلعه ثم ذهبت الى مكتب فاروق اسكندر

وكان يومها هو يوم ٢٩ اكتوبر سنه ١٩٦٩ ووجدت الجو مكهرب ووجدت معه اللواء محمد صادق و ابراهيم الرفاعى وبعض من مجموعته  وفتحنا الخرائط لمعرفه اماكن السير وكنا طائرتين فى هذه العمليه وكان المكان فى سيناء على خليج السويس فى منطقه اسمها رأس مطرمه وكانت عباره عن محطه رادار اما الهدف الثانى فكان ثكنات عسكريه وفعلا طلعنا كأنها طلعه تدريب ليلى ولسريه العمليه قلنا في المطار اننا طالعين على بنى سويف كتدريب وفعلا طلعنا على بنى سويف وتم تموين الطائرات وصلينا بجوار الطائرات وبعدها أتى الينا جندى المراقبه وسألنا عن خط السير هيكون فين فقلنا له اى خط سير وهمى فى اى جهه اخرى عكسيه لمكان أخر لضمان سريه العمليه و طلعنا على طيران منخفض والطائرات مظلمه بدون أى أضاءه ودخلنا سيناء فى وادى اسمه وادى عربا بين هضبه الجلاله البحريه والجلاله القبليه  وكنا نطير بجوار جبل  وسبحان الله كنت احس انه بصرى حديد لانى كنت شايف كل شى وكل تفاصيل الارض مع انه نطير في الظلام و ظلت الطائره الاخرى معنا بنفس خط السير الى ان جاء وقت الانفصال وكل منا سيكمل تجاه هدفه وكان معى على طائرتى الطيار فريد سليم  اما الطائره الاخرى كان عادل حسن الطيار والملاح كان اسامه الصادق وهو استشهد في الثغره فيما بعد 

واكملنا طريقنا تجاه هدفنا وهو ضرب الرادار بالصواريخ والنابلم وكان التكتيك ان اترك الهدف على يمينى ولا اشتبك معه وادخل الى داخل سيناء لمسافه ٣٠ كيلو  داخل سيناء على ارتفاع منخفض واقوم بالدوران والاتجاه مباشره الى الهدف حتى يبدو لهم انى طائره اسرائيليه قادمه من داخل سيناء  وكنت اشاهد في الطريق كل العلامات والتضاريس التى قال لى عليها ظابط الصاعقه وقت التلقين للعمليه وهو يشرح خط السير الى ان وجدت هدف منور فالصحراء وكان غير مذكور وهنا تجاهلته لانه كل التضاريس الاخرى صح ماعدا هذا الهدف واكملت خط السير حسب المتفق عليه وفعلا ظهر لى الهدف المطلوب وتم ضربه بالصواريخ بالكامل ثم قذفه بالنابلم وطرنا من فوقه وهو مشتعل بالنار وكانت شى فى قمه الروعه وكان هناك صمت لاسلكى وهنا من روعه المشهد والفرحه قال عادل حسن في اللاسلكي الله اكبر  فتم تحديد مكانا  فأقلعت طائرات الميراج لضربنا ولكن ربنا ستر لانه عندما وصلنا الى هضبه الجلاله تم ابلاغنا ان نقطع خط السير ونطير خط مستقيم الى مطار الماظة لنصل فى اقصر وقت قبل وصول الميراج لنا وكان فى انتظارنا  فاروق اسكندر و محمد صادق وابراهيم الرفاعى وكله كان يستقبلنا بالتهانى  و مسكنى فاروق اسكندر وقالى “ شفت بقى ياعيل علشان تعرف انا رفضت ليه تنزل” فقلت له يعنى انزل دلوقتى اجازه ؟  فقال لى انزل واوعى اشوفك هنا وبراحتك ارجع لما تحب ترجع  ، واقسم بالله العظيم ماقدرت استحمل اكثر من يومين ورجعت تانى  ، واتذكر انه تانى يوم ظهرت المانشيتات فى الجرائد انه القوات الخاصه قامت بعمليه فدائيه فى سيناء وكبدت العدو خسائر فادحه .

 

اما عن فرحتى بهذه العمليه كانت لاتوصف لانها كانت اول عمليه لى ضد العدو لدرجه انى من الفرحه كنت اعرف الكابتن ابو رجيله لاعب فريق الكره بنادى الزمالك  فاتصلت به واخبرته انى كنت من ضمن المجموعه التى شاركتك فى هذه العمليه ، واتذكر انه اتى لنا ثانى يوم اللواء محمد الصادق  للعشاء معنا حتى يعرف كل تفاصيل العمليه واكد لنا انه تم تدمير جميع الاهداف وحينما ذكرت له على الهدف الاخر الذى شاهدته منور ومضىء قبل الرادار قالى لى انه كان هدف خداعى هيكلى وضعه العدو ودائما ماكان يضيئه بالليل  ليخدعنا ولكن جميل انك لم تخدع به واستطعت تحديد الهدف الصحيح وتدميره .

اما عن تكريمى فكان حصولى على نوط الشجاعه وكان اول نوط احصل عليه فى حياتى وكنت فخور به جدا فانا حصلت تقريبا على ٦ انواط نتيجه لمشاركاتى ضد العدو وحصلت على نوط الجمهوريه وهو اعلى فالدرجه من نوط الشجاعه وحصلت على شاره العبور ونوط الخدمه الطويله ونوط التدريب ولكنى اعتز جدا بنوط الشجاعه اللى حصلت عليه فى هذه العمليه بالتحديد لانه كان اول نوط احصل عليه  .

وبصراحه عمرى ما كنت اتخيل وقت تنفيذ عملياتى انه هذه العمليات ستدخلنا التاريخ  وكنت اعتقد انها اشياء بسيطه سهله عملها من خلال اى شخص ،  فاتذكر مثلا عمليه اخرى نفذتها مع الشهيد ابراهيم الرفاعى وحصلنا فيها على اسير كانت فى سنه ١٩٦٨ واتذكر يومها انى كنت نائم وايقظونى لاذهب الى مستشفى القصاصين وهناك عرفت ان ابراهيم الرفاعى أحضر اسير وانه الاسير بطل المصارعه في الجيش الاسرائيلى وطلبوا منى نقله الى مستشفى المعادى وحينما شاهدته نائم على النقاله فكرت  للحظات انى اضربه او اشتمه ولكن بصراحه في الاخر رفضت لانه اسير وهذه ليس اخلاقنا وكانت دائما مهمه ابراهيم الرفاعى هى الحصول على معلومات عن طريق الحصول على اسلحه من العدو أو أسر جنود وكانت الاوليه لاسر جنود لانه عند تدمير اى سلاح فانه امريكا تعوضهم  مباشرا عن اى خساره ولكن عند وقوع اى جندى منهم في الاسر فكانت تعتبر مصيبه لهم ويصعب تعويضه .

وكان هناك عمليه اخرى كنا فيها طائرتين هليكوبتر قمنا فيها بنقل ابراهيم الرفاعى ومجموعته الى شط البحر الاحمر ومنها بدأ هو بالتحرك داخل الخليج بالزودياك لضرب مطار الطور ، وانتظارنا لنقله بعد تنفيذ العمليه الى مطار الماظه  وكان يومها الجو شديد البروده لدرجه اننا كنا بنتغطى بغطاء الطائره ليحمينا من البرد وكانت منطقه نائيه حتى لايتم كشفهم فمهمتنا كانت مجرد نقلهم لاقرب نقطه إنزال ويكمل هو طريقه الى داخل اراضى العدو وطبعا كان من ضمن المهمه هو متابعتهم لانه لو حصل لهم اى شى مثل اصابه او تم رصدهم وضربهم ان نتدخل فى اسرع وقت ونسحبهم من ارض العدو .

وكان هناك عمليه مره العدو دخل عندنا لضرب مطار الصالحيه  ونزل افراد قوات خاصه  تابعه له ووضع صواريخ وتم ظبطها بتايمر ( مؤقت )  لضرب المطار ولكن لم تحدث اى خسائر او اى اصابات فالارواح ، فتم استدعائى وذهبت الى هناك وكان معى اسلام توفيق وهو ظابط صاعقه بالمجموعه ٣٩ مجموعه ابراهيم الرفاعى وذهبنا الى اماكن الصورايخ وكان هناك جزء لم ينفجر منها وقام اسلام توفيق بفك صاروخ منهم  و فك منه بعض الاجزاء والاسلاك  وقام بحمله بايد واحده ووضعه بالطائره فسئلته هل لايزال هناك اى خطوره الان من هذا الصاروخ ؟ فجاوبنى وقال لا طالما فكيت من الاسلاك وبعض الاجزاء فهو امان ولكن لو حدث اى اصطدام فاكيد هيكون فيه خطوره .
كان هناك دائما بين الهليكوبتر وبين قوات الصاعقه علاقه خاصه فدائما ماكانوا يتدربون عندنا على اعمال مثل القفز من الهليكوبتر ومحاوله ايجاد انسب طريقه للنزول من الطائره لجندى الصاعقه واتذكر مره اننا دربناهم على القفز من الطائره بدون اى حبال وهو ممسك السلاح الخاص به والطائره على ارتفاع منخفض وكنا نطلق على هذا الاسلوب flying taxi .

 
مره حدثت لى حادثه بطائره MI 6  كنا بنعمل مشروع فى سيدى كرير وكانت الارض هناك رخوه ونزلت كل الطائرات mi-6 و mi-8 وكانت mi-6 ثقيله جدا فغرزت في الرمال لدرجه انه الكابينه غرزت في الارض وتم اجلاء باقى الطيارات خوفا عليهم  لانه مراوح  الطائره كانت لاتزال شغاله وكان الخوف من انها تنفصل وتصيب اى شى موجود بجوارها وحاول اكثر من شخص انه يطير بها تانى لينقذها

الى ان جاء طيار اسمه جلال النادى وكان ذكى واذكر انه شارك فى عمليه ضرب بلاعيم ،  المهم فضل يحاول مع الطائره الى ان استطاع ان يطلعها من الرمال وطار بها .

وعندما توفى الرئيس عبد الناصر كنت فى اجازه وراجع الى المطار وعرفنا الخبر و تم رفع حاله الطوارئ وكان خبر صادم لنا لاننا كنا نعشقه  وتانى يوم اتذكر كنا نمشى على الترمك بالليل انا وحسن خاطر و اسامه الصادق وكنا نتحدث عن من يصلح ان يكون فى منصب رئيس الجمهوريه مكان عبد الناصر وبعضنا قال زكريا محى الدين والبعض قال على صبرى ثم فجاه  قال حسن خاطر مارايكم انه ممكن يكون انور السادات هو رئيس الجمهوريه  فضحكنا جميعا لاننا لم نتخيل انه ممكن يكون الرئيس على الرغم انه كان نائب الرئيس وقتها ،  وبعدها علمونا كيف نمشى الخطوه الجنائزيه وطلعنا الى جنازه عبد الناصر لانه شارك فيها طلبه الكليه الحربيه و طلبه البحريه و القوات الجويه فكانت جنازه رهيبه جدا ومشينا معه من مقر مجلس قياده الثوره الى جامع كوبرى القبه ، واتذكر انى قابلت عبد الناصر مره في الاقصر كما انى قابلت انور السادات مرتين مره في الاقصر ومره فى بلبيس وكان السادات راجل ذكى وبسيط وكان لايهتم بالامور الامنيه الخاصه به فكان يزورنا دائما وكان بيكون معنا السلاح وليس كما حدث فيما بعد عند زياره اى رئيس لاى مكان عسكرى تسحب الطلقات من الجنود وكان السادات راجل متدين اما عسكريا كان يعطى التكاليف للقوات المسلحه وينتظر النتائج وكان يضغط على الروس لكى نحصل على الاسلحه المتطوره وكان دائما فى لقاءاته معنا يقول لنا لاتقلقوا فلن ادفع بكم الحرب الا وانتم معكم احدث الاسلحه واتذكر انه قبل الحرب وصلت صلاحيه الطائرات بالقوات الجويه عندنا الى ١٠٠ ٪ فكانت كل الطائرات تعمل بشكل سليم عكس ماكان يحدث فالسابق ففى احدى السنوات كنا وصلنا الى نسبه الصلاحيه ٥٠ ٪ فقط .


اما بالنسبه لطرد الخبراء السوفيت فنحن نعتبرها كقوات جويه انها نقطه كانت فى صالحنا ولم نتأثر بها اطلاقا ولانه كان السلاح يصل الينا دائما وهو ده الاهم لنا ويمكن ان يكون كان هناك ابعاد سياسيه تدخلت في الموضوع الخاص بطرد الخبراء 

ولكن لا اعلم عنها شى فلقد كان كل همنا كظباط فى هذه الفتره هل لدينا السلاح الكافى لمواجهه العدو  وهل هناك قطع غيار وهل لدينا القدره على استخدامه او لا  اما كتكتيك فنحن اشطر من الروس ولم نتعلم منهم كثير  وبصراحه كنا نشك فى ولائهم لنا 

و اتذكر هنا انه لى صديق ملاح اسمه  محمد شبل الصاوى  حينما وقع فالاسر فى يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٣ وبداء العدو فى استجوابه وبداء ينكر ويكذب عليهم فقام العدو بادخال الخبير الروسى اللى كان متواجد معنا في اللواء فجأه له  ليعرف انهم يعرفون كل شى عنا ولا داعى للكذب ، وده وان دل علي شئ فأنما يدل على انه كان هناك خبراء كثير من الروس يعملون لصالح الموساد الاسرائيلى  والغريب انه فؤجى انه الخبير يتكلم العربيه مع انه هنا فى مصر لما يكن اى شى يدل على ذلك ولم يكن يتكلم العربيه! وكان اسم هذا الخبير  “فلاديمير” واتذكر عنه انه كان معاه نوته وكان يكتب كل شى ، اما بالنسبه كانطباعى الشخصى عنهم وقت وجودهم معنا فهم فقراء وغلابه فكان ممكن ان نضع ٤ خبراء فى غرفه واحده  وكان من الممكن لو أعطيته سيجاره يعلمك اى شى  وكنت اتعلم منهم الروسيه بهذه الطريقه  وتعتبر مميزات الروس انه تكلفتهم كانت قليله ويعملون عدد ساعات كثيره  وكانو يهتمون بالتدريب وتنظيم التدريب وعلى فكره كانت علاقتنا الشخصيه بهم جيده واتذكر مره كان عندهم عيد وكنا نشاركهم الاحتفال بيه.

اما الفتره من وقت ما تولي السادات رئاسه الجمهوريه  ولم تكن هناك اى اعمال تذكر لدينا كطائرات الهليكوبتر سوى انه عند حدوث مناوشات بين المقاتلات الخاصه بنا ومقاتلات العدو ويحدث سقوط لطيار كان يطلع من عندنا طائره للبحث عن الطيار وانقاذه مثل ماحدث مع احمد كمال المنصورى ونزوله على الطريق بطائرته وذهبت له هليكوبتر وانقذته ولكنى للاسف لا اتذكر اسم طاقم طائره الانقاذ .

حرب أكتوبر :


اما عن حرب اكتوبر فكنت وقتها نقيب وكنا وقتها فى فرقه تدريس واتضح فيما بعد انها كانت ضمن خطه الخداع فلم نكن نعلم انه هناك حرب لدرجه انى اعترف انى خدعت شخصيا وكان لايوجد مايدل عن انه هناك اى نيه للحرب وقيل لنا نرجع التشكيلات يوم ٣٠ سبتمبر ١٩٧٣ وكنت وقتها فاللواء ٥٤٧ وكان تشكيلى الاساسى فى الخطاطبه وعند وصولى للمطار وجدت حاله من حالات الطوارئ ولايستطيع احد مغادره المطار ولكن لم يكن هناك اى كلام عن الحرب وقالوا لى انك من فتره لم تطير فاطلع طلعتين كتدريب وبعدها لم يكن هناك اى شى نهائى سوي الانتظار بالمطار ولم يكن هناك احد يفهم اى شى نهائى الى ان جاء يوم ٤ اكتوبر وكان يوم خميس وجاء لى المقدم قائد اللواء طلعت توفيق واجتمع مع اكتر من طقم و المفترض انهم سيكونون  من ضمن أول طلعه وعمل لنا ملخص عن المهمات وكنا فاكرين انها مجرد تدريب مثل ما قال لنا ولكن قال كلمه لنا بالاخر لازلت اتذكرها الى الان حيث قال لنا  “ لاتخبرو احد شى ولا تتكلمو مع احد ”  وتانى يوم  كان يوم الجمعه جاء طلعت توفيق وعمل لنا يوم رياضى وفضلنا نلعب كوره طول اليوم مع انه كان رمضان

الى ان جاء يوم السبت ٦ اكتوبر ١٩٧٣ وجاء قائد اللواء طلعت توفيق  ووقفنا على الترمك  وعمل لنا ملخص للاهداف وكنا لانزال نعرف انه مشروع تدريب وكانت الساعه ١ الظهر الى ان جاءت الساعه ٢ ونحن لانزال على الترمك  وهنا اتى الينا  طلعت توفيق وقال لنا مبروك ياشباب الحرب قامت وهنا طلب منا اننا نفطر وطبعا لم نفطر وكنا فى منتهى السعاده بصراحه  واتذكر انه كان معنا طيار اسمه سكر قام من الفرحه بحضن قائد اللواء .

اما عن المهمه الاساسيه لى فى حرب اكتوبر كان مطلوب مننا عمل ابرار لقوات الصاعقه على خليج السويس شرق القناه  لمكان اسمه وادى بعبع  وكان الهدف منه منع قوات احتياط العدو من التقدم من اتجاه الجنوب واذا حدث وتم تطوير الهجوم يتم من خلال هذه القوات واتذكر اننا كنا ٦ طائرات بقياده  حسين و سكر وعاطف رحمى وللاسف لا اتذكر باقى الاسماء ، المهم  طرنا الساعه ٢ من المطار في الخطاطبه الى ان وصلنا الى مكان الامداد بالوقود والذخيره الساعه ٤ وكان يعد ويجهز هذه الاماكن كتائب فنيه مسئوله عن عمل اماكن هبوط للتزويد للطائرات الهليكوبتر ووجدنا هناك قوات الصاعقه وتم تحميل الافراد على الطائرات  وكانت كل طائره تنقل ٢٤  فرد صاعقه وكان الروح المعنويه مرتفعه وكانت كلمه الله اكبر ترج الطائرات من تكبير الجنود واتذكر انه فى اول يوم لم نقابل اى طائره مقاتله للعدو وقت ابرار القوات ، كما قمنا بعمل ابرار لقوات فالعمق للعمل كقوات استطلاع لنا  وشاركت الهليكوبتر فى ضرب مدرعات ودبابات العدو فالثغره .

ومن المواقف الطريفه فى هذه الطلعه انه وجدت معى على نفس الطائره ظابط صاعقه كان يعرفنى لانه اخوه كان زميلى بالمدرسه وقالى لى بدل ما تنزلنا فى نقطه الانزل المتفق عليها ونكمل الباقى على الاقدام ارجوك كمل طيران لمسافه ٥ كيلو فقط زياده عن المسار و قم بانزالنا هناك  فانت بالطائره تجتاز المسافه فى دقائق لكن احنا لو مشيناها هتكلفنا ٥ ساعات والغريب في الموضوع انى نفذت طلبه وانزلناهم في المنطقه الجديده لانه كان التوقيت قبل الغروب وكانت الارض واضحه لى وارى كل شى بوضوح لكن لو كان الوقت متأخر فاكيد كنت سالتزم بنقطه الانزال الاصليه لانى لا اعرف ظروف الارض في النقطه الجديده وعلى فكره هذه الظابط تم اسره ورجع بعد الحرب .

اما لو تحدثت عن شعورى فى هذه طلعه وقيام الحرب ومشاركتى فى ابرار قوات الصاعقه فلا اخفى عليكم انى وقت ما كنا نشاهد مياه البحر ونحن نطير فوق الخليج كنت احس برهبه ولكن بمجرد عبورى البحر ودخولى الى سيناء كنت احس بأنه الموضوع عادى كأنى اطير على ارضى واحس انه الرهبه زالت منى ووقتها كنت احس بالثقه والفرحه لاكن مع بعض التحفظ  ، ومره اتذكر انه واحنا نطير فى سيناء فجاه قال الطيار المساعد انه هناك طائره معاديه تطير فوقنا و شعرت بالرهبه لمجرد ثوانى معدوده ثم اصبح الامر عادى .

ولو تكلمنا عن خسائر الطلعات الخاصه بالهليكوبتر التى حدثت فى شمال سيناء فى اول ايام حرب اكتوبر فهذه كانت بسبب انه كان من ضمن الخطه ان يكون هناك ضربه جويه اخرى عباره عن تشكيلات مقاتلات وطائرات قاذفه قبل اخر ضوء يوم ٦ اكتوبر وكانت ستطير معهم الهليكوبتر تحت حمايه المقاتلات ولكن نظرا لنجاح الضربه الجويه الاولى فتم الغاء خروج المقاتلات والقاذفات وخرجت الهليكوبتر بدون اى حمايه جويه وهنا تم ضربها وهى محمله بقوات الصاعقه وكانت تابعه للواء ٥٤٥ و ٥٤٦ بالمحور الشمالى والاوسط  ولكن اذكر انها اغلبها تم ضربها بعد الهبوط على الارض ماعدا طائرتين او ثلاثه  لانه الطائره الهليكوبتر بتكون فى اضعف حالتها وقت الهبوط ووقت الاقلاع وتعتبر هدف سهل لانه الطيار بيكون قام بانزال العجل وقلل من سرعته فاصبح كانه هدف ثابت وليس متحرك .

اما عن خسائر اول طلعه ابرار للواء الخاص بى فكانت خساره طائره واحده وبعد وصولنا الى مطار الخطاطبه استقبلنا اللواء واحضر لنا طعام واكل معنا .

اما بخصوص طلعات الابرار فى تانى يوم من ايام الحرب يوم الاحد ٧ اكتوبر ، كان مطلوب مننا تنفيذ نفس طلعات الابرار بنفس الطريقه وبنفس الاعداد واتذكر انى كنت صائم اول يوم في الحرب اما تانى يوم فطرت وكان مطلوب اننا نطلع قبل المغرب بشى بسيط لكى يكون دخولنا سيناء ليلا ، المهم وصلنا الى اماكن تجمع الصاعقه وتم تحميل الافراد وتزويد الطائرات بالوقود وطرنا فى طريقنا الى سيناء وعند وصولنا  الى ساحل البحر الاحمر وجدنا الساحل كله مضاء بالمشاعل كانه الوقت فجاه اصبح نهارا من كثرة المشاعل فعرفنا انه العدو منتظرنا على الجهه الاخرى والطيران المقاتل للعدو فى انتظارنا  فتم الغاء الطلعه واخدت قرار انى لا افطر مره اخرى مهما حدث وكان هذا هو اليوم الوحيد اللى فطرته فى حرب اكتوبر.

اما بخصوص طلعات الابرار فى ثالث يوم من ايام الحرب يوم الاثنين ٨ اكتوبر  نفذنا نفس العمليه وطلعنا بالليل وكنا فى هذا اليوم نخرج اما طائرتين او ثلاثه مع بعض فالطلعه ولم نجد اى مشاعل وتمت العمليه بنجاح  فكان مطلوب مننا ان ننزل القوات لمنطقه ابو ذنيمه وعملنا مناوره وقت الرجوع لاننا وجدنا وقت الذهاب قوات للعدو فسلكنا طريق اخر عند الرجوع حتى لا نعبر من فوقها مره اخرى ، وكنا وصلنا لمرحله فى ثقه النفس لاحدود لها لدرجه اننا كنا نضحك طول الطريق ولم يكن هناك أى رهبه من الموقف وفى هذا اليوم نفذت طلعه اخرى وتمت بنجاح ولم تكن طلعتى بل حدث اصابه لزميل لى وطلعت بدلا منه  واتذكر موقف طريف حصل معى فى الطلعه الثانيه انه كان معى دليل بدوى من عرب سيناء ونزلته بالطائره امام منزله فى سيناء  فالجدير بالذكر انه اوقات كثير كان بيكون معى على الطائره دليل عربى من بدو سيناء بيكون مرافق لقوات الصاعقه تبدأ مهمته بعد نزول القوات من الطائره ليرشد الجنود على الطرق بداخل سيناء وكانو على درجه عاليه من الوطنيه وهناك ناس كتير منهم حصلت على اوسمه بعد الحرب .

ومن الموافق الانسانيه الصعبه اتذكر انه يوم ١٦ اكتوبر كان هناك ملاح اسمه يسرى نعمان حديث التخرج  وكان ملازم  ولم يطلع اى طلعات قتاليه من اول يوم الحرب الى يوم ١٦ اكتوبر او كان على ما اتذكر طلع طلعات بحث وانقاذ فقط  فكان يريد ان يطلع معنا طلعات قتال واصر انه لازم يطلع طلعه قتاليه ولكن قال انه يريد انه يطلع معى بالتحديد فوافقت وطلع معى الطلعه يوم ١٦ اكتوبر وكنت انا طاير كطائره ليدر وهو في الطائره التى تطير خلفى وكانت طلعه بسيطه لاكن كان عيبها انه القمر بدأ ضوئه يقل وكانت طلعه ناجحه ورجع من الطلعه فى منتهى السعاده الى ان جاء فى الاخر ايام طلعات تموين الجيش الثالث وبرضه اراد ان يطلع معى وكان سعيد بى وكان له كلمات تحفيز دائما يقولها لى مثل “you are the Man” وانا بحبك لانك راجل وانت اللى اشركتنى في الحرب  وطلع الطلعه دى واستشهد بعد كده يوم ٢٨ اكتوبر فى طلعات امداد الجيش الثالث .

واتذكر يوم ١٧ اكتوبر  كان هناك طلعه من هليكوبتر باللواء الخاص بى ولم اكن مشارك بها وكان الطيار اسمه سعيد عبد الخالق والملاح كان اسمه حشاد  وبعد هبوط الطائره فى منطقه الانزال فى منطقه اسمها مصبغ سلامه وعند بدايه نزول الجنود من الطائره تم فتح النيران عليهم من خلال العدو فاتضح انه كان العدو ناصب كمين للطائره ولكن الطيار قام بالطيران بسرعه للهروب من النيران لدرجه انه طلع ببعض الجنود لم يكن تمكنو من النزول من الطائره ورجع بهم مره اخرى الى اقرب مطار لان  خزان الوقود الخاص به اصيب وفقد جزء من الوقود نتيجه الاصابه .

اما بخصوص تطوير الهجوم فلم يكن للهليكوبتر اى دور فيه نهائى وكان مقتصر الدور فيه على الدبابات وبعض الطائرات القاذفه والمقاتلات .

اما بخصوص موضوع الثغره فانا لم اشترك بطلعات فيها ولكن كان للهليكوبتر بشكل عام دور كبير فيها فى ضرب مدرعات العدو بالهليكوبتر وكان عن طريق اننا بنرسل طائرات قنص حر اى انه كل طائره تكون مسئوله عن منطقه تطير فوقها وتبحث عن اى مدرعات للعدو بها واذا وجدت بالمنطقه الخاصه بها اى مدرعه تطلق عليها الصواريخ مباشره واكتر مطار كان مشارك بالطائرات في الثغره هو مطار الماظه وكان دائما التجمع للطائرات المشاركه في الثغره يكون فى مطار الماظه نظرا لقربه من منطقه الثغره ، اما بخصوص الثغره نفسها فهى كانت متوقعه ، واتذكر انه سنه ١٩٦٨ كنت ذهبت الى شى اسمه معاونه جويه وانا لازال ملازم وهى عباره عن تنسيق بينى كطيار او ملاح مع القوات البريه او قياده الجيش مع القوات الجويه  وكنت فى احدى المرات موجود فى قياده الجيش الثالث فدخلت غرفه العمليات ووجدت انه من ضمن الخطه خطه الثغره وكان اسمها الغزاله واستغربت وسألتهم انتم واضعين خطه انه اليهود هينزلوا على البر الغربى للقناه ؟  ولاكنى كنت لسا صغير فالسن لم اكن افهم لماذا ولكن لما كبرت فهمت وعرفت انه لازم اتوقعها واضعها فالحسابات وانها احتمال كبير تحصل وقت الحرب بل وكان هناك خطط بالاجراءات المفروض اتباعها فى حاله خساره الحرب لانه كان كل التقديرات تشير انه من الممكن حدوث خسائر لنا تتعدى ٤٠ ٪ لانك تهاجم عدو متحصن فى اماكن دفاعيه وفي العرف العسكرى دائما انه المهاجم يخسر اكثر لانه المدافع متحصن بالفعل ولكن كروح معنويه كانت روحنا المعنويه مرتفعه جدا جدا وقت الثغره ولم يكن لدينا اى شك من انها شى بسيط سيتم السيطره عليه اما بخصوص رأى فى طريقه التعامل مع الثغره فانا متفق مع السادات فى طريقه تعامله معه الثغره مع العلم انى احترم سعد الدين الشاذلى  واعتبره رجل عظيم وهو اللى قام بتاسيس المظلات وكان رجل نشيط وعنده فكر جيد .

وكان اول اجازه لى  فى حرب اكتوبر كان يوم ٢٣ اكتوبر بعد وقف اطلاق النار ونزلت زياره لاسرتى لمده ١٢ ساعه منهم ٦ ساعات فالطريق حتى اذهب الى المنصوره و٦ ساعات فقط اقضيهم مع اسرتى وكنا وقتها فى رمضان وكانت اول مره من فتره كبيره اشوف ناس مدنيين وكان هناك حفاوه بى في الشارع من الناس لدرجه ان سواق التاكسى رفض ان ادفع له الاجره وصاحب كشك السجائر رفض ان يأخذ منى ثمن علبه السجائر والناس كانت تاخذنى بالحضن فالشارع وكان احساس مختلف تماما عن ماحدث معنا بعد نكسه ٦٧ ، وذهبت الى اسرتى في المنصوره والى الان لازلت اتذكر وانا واقف اخبط على الباب وحينما فتحت لى والدتى وشاهدتنى اخذتنى بالحضن من الفرحه ولازلت اتذكر هذا الحضن الى الان  واتذكر رائحتها  اما والدى فكان رجل متماسك ورحب بى بشده وقتها  وكان لى اخ اخر مجند وقتها بالحرب ولكن كانت اخباره تصل الى اسرتى باستمرار فلم يكن هناك اى قلق عليه وكنت في تلك الفتره خاطب لانى بعد الخطوبه مباشره قامت الحرب وكانت خطيبتى فى مدينه دكرنس وذهبت اليها زياره يومها ورجعت بعدها الى مطار الخطاطبه .

اما يوم ٢٦ اكتوبر وكان اول ايام العيد وبعد صلاه العيد طلبوا مننا ان نتوجه الى مطار الماظه وكنا ٧ اطقم هليكوبتر وذهبنا الى الماظه واخذنا التلقين للعمليه وكانت عباره عن طلعات تموين وتزويد للجيش الثالث لانه كان محاصر وقتها من العدو وكان المطلوب اننا نطلع اول يوم العيد وتكتيكيا معناه انها ليله غير قمريه فطرنا من الماظه الى مطار القطاميه تمركزنا فيه وكنا ٧ طائرات هليكوبتر وكان التكتيك يومها انه تطلع طياره وبعدها ب ٣٥ دقيقه تطلع طياره اخرى وبعدها ٣٥ دقيقه تطلع طياره اخرى وهكذا الى ان تطلع اخر طائره  ، وحسب هذا التكتيك مفروض قبل طلوع اخر طائره وكان رقمها ٧ ان تكون اول طائره رجعت مره اخرى للمطار ، وكان هناك خط سير ان نطير الى الادبيه فالجنوب ثم ندخل الى البحر فى خليج السويس وبعدها الى مكان الهبوط وكان مفترض انه هيوضع لنا مشاعل على هيئه حرف  ”L”  وبعد التلقين ومعرفه مسار الطلعات طلعت او طائره وكانت طائره ابو شهبه ووصل الى الهدف الخاص به وبعدها رجع الى المطار مره اخرى وقال للقائد غير ممكن للطائرات انها تطلع لانه الطيران المقاتل موجود بالمنطقه والعدو بالمنطقه وواضع  بها المشاعل فى كل مكان ، واتذكر انه كان هناك فرد في التوجيه صديقى اخذنى الى شاشه الردار وقالى لى طيران العدو المقاتل موجود بكثافه في المنطقه وصعب عليكم الطلوع وكان مطار القطاميه بمنطقه جبليه وده معناه انى لازم اطير على ارتفاع عالى ، وطالما طرت على ارتفاع عالى معناه انه العدو بيكون شافنى على الرادار والليله كانت غير قمريه فلازم تطير على ارتفاع عالى  يعنى اول مانخرج من مطار القطاميه لازم نتسلق على ارتفاع عالى الى ان نتخطى جبل وادى حجول وابداء اعمل نزول على ارتفاع منخفض الى نقطه الهبوط ، وكنا نعتبر ابو شهبه انه استطلاع لنا واستطاع انه يصل لهدفه لانه كانت الامور عاديه  ولكن عند عودته المشاعل ظهرت بعد خروجه من سيناء  وبداء العدو يكثف وجود مقاتلاته بالمنطقه .


((حوار اللواء طيار أحمد ابو شهبة مع المجموعه 73 مؤرخين ))


اما يوم ٢٧ اكتوبر وكان ثانى ايام العيد كنا فى غايه الحماس وكنا نغنى و كنا سنطلع بنفس التكتيك طائره وبعدها ب ٣٥ دقيقه طائره اخرى وكنا نعتبر او طائره هى استطلاع لنا وفعلا طلعت أول طائره وكان فيها صفوت عبد العزيز وطار الى ان وصل الى الخليج ورجع تانى بدون ان يكمل خط السير وقال لنا انه المنطقه كلها مشاعل والعدو موجود بكثافه وغير ممكن تنفيذ هذه الطلعات وكان بكل بصراحه شعور محبط لنا وكنا بعدها بنرجع مره اخرى من القطاميه الى مطار الماظه .

اما يوم ٢٨ الصبح طلب انه يذهب صفوت عبد العزيز الى رئاسه القوات الجويه  وقابله حسنى مبارك وقال له  (( لازم ان ننفذ هذه الطلعات ولن تخيفنا المشاعل وكيف تخافون منها ؟  هذه المهمه لازم تنفيذها لانها سترفع روح ظباط وعساكر الجيش الثالث المحاصرون ))  ، وبالفعل رجع صفوت عبد العزيز من رئاسه القوات الجويه وقال لنا الاوامر هى تفيذ الطلعات باى شكل ، وفعلا طلعت نفس المجموعات من مطار الماظه الى مطار القطاميه وهنطلع بنفس التكتيك بعد الساعه ١٢ بالليل بفاصل زمنى بين كل طائره ٣٥ دقيقه وكنا ٧ طائرات ، اول طائره بها صفوت عبد العزيز والطائره الثانيه بها اشرف  والطائره الثالثه بها صلاح الدين  وانا كنت في الطائره الرابعه وكان الطيار سمير الحديدى  و الطائره الخامسه احمد لطفى  والسادسه  مدحت ومعه الملاح محمد يسرى نعمان والسابعه احمد سعيد عبد الحليم  ولم تطلع الطائره السابعه ، وكان الحسابات انه تطلع الطائره الاولى ثم الثانيه ثم الثالثه و ينتظر الرابع الى ان تعود الطائره الاولى حسب الحسابات والمسافه والمدد الزمنيه المفترض انه تكون عادت الطائره الاولى قبل طلوعى من المطار وتكون فرصه جيده انى احصل منه على معلومات جديده عن المنطقه ، وفعلا طلعت اول طائره وهنا اخدنى زميلى عاطف الخاص بالتوجيه الى الرادار ولانه كان دفعتى كان خائف على جدا وجعلنى اشاهد شاشه الردار وقالى لى مقاتلات العدو فى كل مكان ومستحيل تنفيذ هذه الطلعات بنجاح  لدرجه انه كانت طائرات العدو تبدل نفسها فوق المنطقه فلو فرضنا انه هناك ٤ طائرات لاتغادر المكان الا بعد وصول ٤ اخرى حتى لاتعطى اى فرصه لاى هليكوبتر للدخول في الفتره الزمنيه الصغيره هذه وهم فى مرحله التبديل ، وطلعت انا من المطار بالطائره رقم ١٣٠٧ وكنت مشدود ولم تكن اول طائره رجعت حسب الاتفاق  وطرت وعبرت وادى حجول وفجأه وجدت مدفعيه ارضى تضرب علينا وقالوا لنا فيما بعد انه اليهود وضعو مدفعيه فى هذه المنطقه  وقالو مره اخرى انها كانت كتيبه مغربيه كانت موجوده وهى اللى ضربت النار علينا وعرفت فيما بعد انه الطائره رقم ٣ تم ضربها فى هذه المنطقه ، المهم بعدنا عن المدفعيه حتى نستطيع استكمال خط السير وكنا على ارتفاع عالى ثم بعد عبور الجبل نزلنا على ارتفاع منخفض الى ان وصلنا الى الخليج وعندنا وصلت الى الخليج وجدته كأنه نهار من المشاعل التى يلقيها العدو وبصراحه ( حسينا بالخضه ) وهنا سئلنى سمير الحديدى قائد الطائره وقال ماذا سنفعل ؟  فقلت له نظل نطير في المنطقه الى ان تطفىء هذه المشاعل لانه على حسب على انه اكيد لها مده وتطفىء هذه المشاعل وكانت التعليمات اننا نسير بسرعه بطئيه حتى نتجنب الصواريخ لانه صاروخ الهوك يصيب اى طائره سرعتها اعلى من ١٤٠ كيلو  فكان مطلوب مننا نسير على سرعه اقل من ١٤٠ كيلو وطبعا وقتها نصبح هدف سهل للمقاتلات ، المهم كنا على ارتفاع ٥ متر فوق الخليج ومنتظرين انت تنطفىء المشاعل وكل ماتنطفى نجد مشاعل اخرى اضيئت فى نفس اللحظه وهنا قررنا اننا ندخل الى سيناء واحنا وحظنا واتجهنا من نصف الخليج الى اتجاه الشمال للدخول الى ارض النزول وكل ما نقرب منها نجد المشاعل اكثر والاضاءه تزيد اكثر وعند وصولنا الى نقطه النزول وجدنا العدو يضرب المنطقه لدرجه انه دائما عند النزول الى اى ارض نزول دائما الطيار يوجه طلب للطيار المساعد ويقول له اضئ انوار الهبوط  ثم لما يقف على الارض يقول له اطفئ انوار الهبوط وعند الاقلاع مره اخرى يضئ الانوار وبعد الاقلاع يطفئها،  ومن شده نور المشاعل الطيار قال للطيار المساعد اطفى الانوار فقال له الطيار المساعد الانوار مغلقه ولم افتحها من الاساس  احنا طلعنا ونزلنا بدون استخدام الاضاءه من شده الاضاءه الموجوده فالمنطقه ، وانا فعلا كنت شايف كل  شى كانه بالنهار كنت شايف الارض والحشيش والحصى وكل شى والضرب كان مستمر لدرجه انى طلعت ساعدت فردين التحميل فى نقل الحموله حتى نقلع باسرع وقت ، وطلعنا تانى لخط العوده ووصلنا الى الخليج وانضرب علينا صاروخ من طياره لانه حدث انفجار رهيب  والضوء المحيط بنا اصبح بنفسجى واحمر والطائره حدث لها اهتزاز جامد جدا وواضح انه الصاروخ انفجر بالقرب مننا ، وكنت لا اعرف السباحة وكنت البس جاكيت انقاذ وكنت اكتر واحد نافخ جاكيت الانقاذ ومن كتر اهتزاز الطائره  كنت احس انها سوف تفصل من بعضها الى اجزاء او تنفجر وهنسقط في المياه  وعرفت انه كل شى حدث لى حدث لنفس الطائره رقم ٣ ، المهم طرنا الى الجنوب مسافه كبيره تقريبا الى ان وصلنا الى العين السخنه وكنا على ارتفاع منخفض على وش الارض حتى نتفادى مكان ضرب المدفعيه الذى ضربنا فيه فى رحله الذهاب ثم ارتفعنا الى الارتفاع المناسب واتجهنا فى اتجاه مطار القطاميه ، ووجدنا الطائره رقم ٧ توجه النداء الى جميع الطائرات بالرجوع وهنا حسيت بمدى خطوره الموضوع مع انه كان المفروض اننا فى حاله صمت لاسلكى وممنوع التحدث فيه او فتحه وقت العمليه وفى الاخر وجدت النداء انه اى طائره موجوده في الجو وتسمع النداء ترد علينا  وهنا رد عليه سمير الحديدى وقال له انا الطائره رقم ٤  ، فقيل له حاول الاتصال بالطائرات القريبه منك و كرر النداء على الطائرات ٥ و ٦ وابلغهم بالرجوع اذا كان فيه احد منهم بالقرب منك ، وفعلا ظلننا نوجه النداء بالاسلكى  ارجع يا رقم ٥ ارجع يارقم ٦ ولكن لما يكن هناك من مجيب ! ، ووصلنا الى مطار القطاميه ولم نجد اى طائره ! ، وهنا جاء طقم الميكانيكيه وسئلتهم فين الطائرات ؟ هل رجع منهم احد ؟  فقالو لى لم يرجع احد الى الان …

فجلست اتخيل الموقف  كنا ٧ طائرات بالاضافه الى  طائره قائد اللواء كل طائره بها ٦ افراد  ٤ افراد طقم الطائره الاساسى ومعهم ٢ فرد تحميل  يعنى ٤٢ فرد  وكنا كتير جدا وكان هناك هيصه وكنا  بنكبر ونحمس بعض وبنغنى ثم فجاه ارجع لا اجد احد ؟!!


وكان عندنا ناس ملحقه علينا من مطار الاسكندريه وكنت دائما بحب اتعرف على كل الناس فشاهدت واحد لا اعرفه جسمه ضئيل لدرجه انه الجاكيت كان واصل الى صوابعه فتكلمت معاه وسئلته على اسمه وعرفت انه اسمه حسين وسئلته على عمره فعرفت انه ٢١ سنه  يعنى لسا صغير فقلت لنفسى  ده اللى فى نفس عمره الان زمانه غسل قدميه واتعشى وشرب اللبن وامه بتغطيه  ايه اللى جابه في الظلمه دى ؟!!

فذهبت الى مركز غرفه العمليات ووجدت القائد  فاروق اسكندر جالس بالمركز وكأنه بيقول انا ايه اللى جابنى هنا ، واخذنى زميلى عاطف الخاص بالتوجيه بالرادار  وشربنى كوب شاى الى الان لا انسى طعمه ، وعدت الى فاروق اسكندر سألنى عن تفاصيل العمليه كلها والاحداث التى قابلناها بالطريق وسألته انا على باقى الطائرات لاستفسر هل عاد منهم اى احد لاى مطار اخر وكنا لا نعرف اى شى ، وعندنا قانون بيقول انه نظل منتظرين وعلى امل بناء على كميه الوقود الموجوده على كل طائره بمعنى لو الطائره عليها وقود يكفيها طيران لمده ساعتين ونصف فنظل فى انتظار لمده ساعتين ونصف اما بعدها فمعناها انه خلاص لن تعود الطائره ، فظللت جالس معهم ومنتظر واحكى ما حدث معنا بالرحله وطبعا بحكم انى كنت نقيب كنت لا اعرف كل الاحداث فمثلا اكيد كان معه حسنى مبارك على التليفون طول العمليه .


بعدها اخذت الطائره وطرت الي مطار الماظه وطبعا كنت لوحدى ولا واحد بالميس والدنيا كلها سكون ،  ويتم عمل بها تقرير وكنت حاسس انه كل الناس بتعطف على لانى كنت شاهد على ماحدث .
وعلى فكره الحروب ليست كلها انتصارات فكان لازم القيام بهذه الطلعات حتى نرفع روح الجيش الثالث وندعمهم بالمواد الازمه ففى رأى القيادات لم تخطىء وكان لابد من هذه الطلعات .

وعلى فكره هذه كانت اول طلعه للطيار سمير الحديدى ولهذا كان يحبنى جدا لانى كنت رابط الجأش ولم اهتز عند رؤيه المشاعل لانى شفتها من قبل

وبسبب ما حدث فى هذه الطلعه قال لى تانى يوم قائد السرب انى اذهب فى اجازه ، وطبعا نزلت اجازه وتقريبا كانت اول شعره بيضاء تطلع لى فى حياتى بسبب هذا اليوم ، وعند وصولى للمنزل كان واضح على فكنت شاحب ولم اتحدث مع احد وظللت ساكت طول المده حتى انه والدى قابلنى  وقال لى انه سمع انه فيه اكثر من طائره هليكوبتر سقطت وطبعا نفيت له الكلام وقلت له لم يحدث ورجع والدى يؤكد على ويقول لى يابنى انا سامع الاخبار فى اذاعه لندن واذاعه لندن لا تكذب وانا انكر انه حدث لانى  لم اكن اريد ان ازعجهم لانه وقتها كان حدث وقف اطلاق النار والمواطن العادى كان فاكر انه خلاص الحرب انتهت ولم اخبر احد بأى شى لا والدى ولا حتى والدتى ولم اخبر اى احد الا بعد ٣ سنوات ، المهم ذهب الى زياره خطيبتى وكنت برضه لا ازال فى غير حالتى العاديه وكنت لا اتكلم و دائما اتذكر زملائى ، ثم فجأه قالوا لى بارك لاخت خطيبتك لانها تم خطبتها بالامس ، وهنا ظللت طول وانا جالس هناك اشتم فيهم فى سرى ولا اتكلم لانه صعب على نفسى ان اكون هناك في الحرب  ويتم ضرب نار على وهم كانوا فى نفس الوقت يحتفلون وانا راجع بالطائره كلها ثقوب من الطلقات .

 
بعدها رجعت مباشره مره اخرى الى السرب وعرفت ما حدث للخمسه طائرات الاخرى فالطائره رقم ٣  والتى كان يقودها طيار اسمه صلاح الدين  حدث معه نفس ماحدث معى فقد تم ضربه بالمدفعيه واستشهد الطاقم  فى نفس المنطقه التى تم ضربى فيها بالمدفعيه ووجدو طائرته فى وادى حجول ، اما الطائره رقم ٥ والتى كان يقودها  احمد لطفى  تم ضربها وهى فالمياه فوق الخليج  قرب رأس مسله بالصاروخ مثل ماحدث معى وسقطو فالمياه وتم اسرهم.

بمناسبه الحديث عن الاسر اتذكر موقف طريف حدث لصديق لى تم اسره كان طيار اسمه حليم يوسف حليم  وكان قبطى وكان فى بلاعيم وتم اسره وعندما رجع من الاسر قال انه كان اكتر واحد يتم ضربه (( لانه كل مايقول لهم انه قبطى يضربوه ويقولوا له ولماذا تحارب مع المسلمين ؟!  وكانو بيسئلوه على رقم الممر اللى خرج منه من مطار الماظه وفيقول نسيت رقم الممر فيضربوه  وفعلا كان ناسى الرقم ولم يستطيع تذكره من رهبه الموقف )) .


وطلعت بعدها مهمه فى مطار بيرعريضه وهو مطار يعتبر مهجور وجلست به ٢١ يوم وكان معى ظرف مغلق ومنتظرين الاوامر حتى نفتحه ولاكن لم يصلنا اى اوامر ولم نفعل اى شى ولم نكن نعرف اى شى ، وكان معنا بالمطار كوريين شماليين وكانوا دائما يذهبون الى سينما المطار وكان كل افلامهم ضد الامريكان وتمجيد فى الرئيس الكورى  وكانت فتره صعبه لانه قائد المطار قال لنا انه لايوجد طعام كافى لنا وكنا نأكل من الاكل المعلب الموجود في الطوارئ على الطائرات .

بعد الحرب اشتغلت فتره في الهليكوبتر الى ان تم نقلى لكى اعمل كمدرس فى كليه الطيران فرع الملاحه وكان وقتها متمسك بى قائد اللواء حتى لا اترك اللواء ولكن تركت اللواء واشتغلت بالكليه حوالى ١٥ سنه وخرجت دفعات كثيره جدا وهذا سبب انى على علاقات كثيره بداخل القوات الجويه لانى درست لناس كثيره منهم وكانت فتره جيده لى بالكليه وبعدها اشتغلت بقياده رئاسه القوات الجويه وكان لى الفضل فى انشاء شىء للتنسيق بين الطيران المدنى والطيران العسكرى وبعدها خرجت الى المعاش على درجه لواء وراضى جدا عن الفتره التى قضيتها بالقوات الجويه والحمد لله حصلت على كل حقوقى واعترف بفضل القوات الجويه والقوات المسلحه على ولم اندم على اى شى وسعيد جدا انى منتمى لهذه المؤسسه واكون فى منتهى القسوه لو حد غلط فالجيش حتى ولو كان بالتهريج . 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

قام بالتسجيل / احمد عادل ( مؤسس المجموعه 73 مؤرخين ) ،

حسن الحلو ( رئيس قسم تسجيلات المجموعه 37 مؤرخين )

سامى فرحات ( عضو  المجموعه 73 مؤرخين )

محمد رشاد ( عضو المجموعه 73 مؤرخين ) تم التسجيل بمنزله فى حدائق القبه .

تفريغ الحوار / عبد السميع ( عضو متطوع بالمجموعه 73 مؤرخين )

تصحيح لغوى / اميره عبد المعطى ( عضو متطوع بالمجموعه 73 مؤرخين )

مراجعه تاريخيه / المجموعه 73 مؤرخين

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech