Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

معركة جبل لبني - يونيو 67 - انتصار كبير وسط هزيمة قاسية

نقلها لنا محمد الحبيبي


هي معركه جرت بين اللواء 14 مدرع مستقل - ( وأحد ألوية الفرقة 21 المدرعة عند تشكيلها لاحقا خلال حرب الاستنزاف  )- من الجيش المصري بقيادة العميد/عبد المنعم واصل و كان يتسلح ب 94 دبابة من طراز تي-54 السوفيتية منهم 27 دبابة غير مؤهلة بشكل كافي و اللواء 520 مدرع - ( اللواء 217 المدرع فيما بعد )- أحد لوائي فرقة يوفي المدرعة بالجيش الاسرائيلي بقيادة الالوف ميشنيح / الهانان سيلا و كان يتسلح ب 120 دبابة من طراز شوت كال - ( نسخة محدثة من دبابات سنتريون البريطانية)- بالاضافة لسرية استطلاع مسلحة بعشر دبابات ايه ام اكس-13 محملة بصواريخ اس اس-10 و اس اس-11 المضادة للدبابات و قد دارت المعركة في يوم 6 يونيو ثاني يوم من نكسة 1967 المعروفة في اسرائل بحرب الأيام الست الحرب العربية الاسرائلية الثالثة

و قد جرت المعركة بالقرب من جبل لبني في خط الدفاع الثاني عن سيناء الممتد علي الخط العام ( العريش - جبل لبني - الحسنة ) للفتره من العصر حتي منتصف الليل و كانت ضمن عمليه هجوميه اسرائيليه للسيطرة علي الطريق الاوسط بسيناء للاطباق علي القوات المصرية قبل انسحابها و بالتالي مضاعفة الخسائر المصرية


بدأت القوات الاسرائيليه هجومها من علي خط العريش جبل لبني حيث هاجم اللواء المدرع الاسرائيلي جنوبا نحو جبل لبني حيث كان اللواء المدرع المصري مستعد لمواجهته و قد خاض اللواء المصري المعركة ضد عدو يفوقه في العدد والعده في ظل سيطرة جوية اسرائيلية تامة الا ان الهجوم الاسرائيلي فشل في مهمته في هذا المحور حتى صدر للواء المصري امر الإانسحاب 
بعد ان دمر 46 دبابة اسرائيلية مقابل خسارة 4 دبابات مصرية فقط

أرض المعركة


تؤلف منطقة جبل لبنى مركزا لتقاطع عدد من الطرق الحيوية و الرئيسية في قلب سيناء و هي هضبة متعرجة السطح تمتد عرضا لمسافة 12 كم و يقع جبل لبنى في شمالها و عند البداية الشرقية لهذه الهضبة تلتقي الطرق الآتية من بئر لحفن و من أبو عجيلة و من بئر الحسنة و الجفجافة و لهذا السبب اعتبرت مفرق طرق استراتيجي و كان الدفاع عنه مهمة النطاق الدفاعی الثاني الذي كانت تتولاه الفرقة 3 مشاه و معها اللواء 14 مدرع بقيادة العميد عبد المنعم واصل

التمهيد للمعركه


فی تمام الساعة الثالثة بعد ظهر یوم 14 مایو 1967 اتت الاشارة الي العميد - ( لواء و فريق فخري فيما بعد )- عبد المنعم واصل برفع درجات استعداد اللواء 14 مدرع مستقل الذي كان يقوده حينها إلى الحالة الكاملة ضمن جميع تشكيلات و وحدات القوات المسلحة و كان اللواء قد أتم تقريبا الاستعداد للتحرك إلى اليمن لغيار اللواء 15 المدرع و قد حدد یوم 17 مایو 1967 لهذا التحرك الذی لم یتم .

 و فور وصول الاشارة بدات إجراءات رفع درجات الاستعداد تتوالى طبقا للخطة الموضوعة التى كان قد تدرب علیها اللواء جیدا و لا شك ان استعداد اللواء للتحرک الی الیمن کان له اثر کبیر فی ارتفاع الحالة الفنية و التدريبية للواء و لكن فى صباح اليوم التالى حضر مدير المدرعات اللواء طلعت حسن على إلى معسکر اللواء بالهایکستب و اصدر تعلیماته بالتحرک لیلة نفس الیوم ( 15 / 16 مايو) إلى منطقة جنيفه التی اتم اللواء تمرکزه بها بنهاية یوم 16 مایو و بدأ العمل تحت قيادة المنطقة العسكرية الشرقية -(كان يتولي قيادتها حينها الفريق عبد المحسن مرتجي)- و بعد ذلك توالت أوامر بتحركات

كان أولها بعد عدة ساعات فقط من وصول اللواء إلى منطقة تمركزه شرق جبل جنيفه بدأ التحرك الثانى للواء إلى منطقة جبل لبنى على الطريق الأوسط فى سيناء و هذه المرة كان التحرك على الجنزير و قبل منتصف ليلة 17 / 18 مایو کان اللواء بکامل معاداته فی منطقة التمرکز الذی تم اختیارها ( فی قطاع الفرقة 3 مشاه بقيادة اللواء عثمان نصار ) و ضع اللواء تحت قيادة الفرقة 3 المشاة التی لم تکن قد وصلت بعد حیث و صلت یوم 20 مایو و احتلت النطاق الدفاعی الثانی و کانت مهمة اللواء 14 مدرع مستقل هی تنفیذ الهجمات المضادة فی قطاع الفرقة 3 المشاة و بالتعاون مع وحداتها و تم استطلاع اتجاهات الهجمات المضادة و وضع القرارات المناسبة لها

و أتاح الوقت الذى أمضاه اللواء فى هذه المنطقة الفرصة الكافية لإتمام إجراءات تنظيم المعركة كاملة لكل المستويات و لعدد 12 هجمة مضادة و ارتفعت معنويات رجال اللواء كثيرا عندما وصلت التعليمات باستكمال اللواء إلى 94 دبابة بدلا من 67 دبابة و تم تشكیل مجموعة من الضباط الفنیین و افراد الاحتیاط لاستلام الدبابات من المخازن و العودة بها إلى اللواء

و فی تمام الساعة السادسة من مساء یوم 26 مایو صدرت تعلیمات قیادة المنطقة الشرقية بالتحرك في اليوم التالي إلى منطقة الشيخ زويد علي طريق العريش رفح و الانضمام إلى الفرقة 7 المشاة المكلفة بالدفاع على الاتجاه الشمالي بقيادة اللواء عبدالعزيز سليمان و قبل أخر ضوء من يوم 27 مايو أتم اللواء تمركزه حول تله أبى العقيق و تم تنفيذ إجراءات التنظيم للمعركة و تم استطلاع أهداف المهمة الأولية و لکن فی الساعة 200 -(2 صباحا)- یوم 29 مایو الغیت الهمة الهجومیة و تحولت مهمة الفرقة 7 المشاة إلى الدفاع عن منطقة رفح و بنهایة یوم 31 مایو کان اللواء مستعدا لتنفيد المهام الجديدة في قطاع الفرقة 7 المشاة


و لم يكد اللواء 14 مدرع مستقل يتم تنظيم المعركة لمهامه فى قطاع الفرقة 7 المشاة حتی صدرت تعلیمات جدیدة یوم 1 یونیو بالتحرك إلى منطقة الحسنة على الاتجاه الأوسط و العمل ضمن قوات النطاق الدفاعی الثانی و بعد الخبرة السابقة فى التحركات المفاجئة على الجنزير لم يجد اللواء عناء كبيرا فى أن يعيد تمركزه فى منطقة الحسنة و لكن هذه المرة أصبح لدي اللواء 94 دبابة بدلأ من 67 دبابة و بنهاية يوم 2 یونیه کان اللواء بنطقة تمرکزه الجدیدة مکلفا بالعمل کاحتیاطی تعبوی بالتعاون مع اللواء 112 المشاة المستقل و أتم اللواء تنظيم المعركة و أصبح اللواء مستعدا لتنفيذ مهامه الجديدة من مكانه الجديد

و في نفس الفترة و بحلول نهاية فترة الترقب التي استمرت 3 أسابيع من 15 مايو إلى 5 يونيو 1967 كانت ثلاثة فرق مدرعه اسرائيليه تابعين للقيادة الجنوبية للجيش الاسرائيلي بقيادة الالوف / يشعياهو غافيش -( ישעיהו גביש -) Yeshayahu Gavish )-  قد اتم استعدادتها لاقتحام الحدود المصرية في حالة نجاح الضربة الجوية منهم فرقتان مدرعتان قي القطاع الشماليهما

الفرقة 84 المدرعة فرقة تال بقيادة الالوف / اسرائيلي تال -( שראל טל - Israel Tal )- في مواجهة منطقة رفح


 الفرقة 31 المدرعة فرقة يوفي بقيادة الألوف / افراهيم يوفي -( אברהם יפה - Avraham Yoffe )- في مواجهة أبو عجيلة مابين رفح و القصيمة


بالاضافة الى الفرقة 34 المدرعة فرقة شارون بقيادة الألوف / ارئيل شارون -( אריאל שרון - Ariel Sharon )- في القطاع الاوسط امام القصيمة


و كان اللواء 520 مدرع بقيادة الالوف ميشنيح / الهانان سيلا -( אלחנן סלע - Elhanan Sela )- متمركزا مع فرقة يوفي و هو ضابط مخضرم ألماني الأصل شارك في العديد من الحملات طوال الحرب العالمية الثانية مع الجيش الفرنسي ثم قوات فرنسا الحرة و حاصل علي و سام جوقة الشرف و صليب الحرب و الميدالية الاستعمارية من فرنسا بالاضافة الي ميدالية النجمة البرونزية من الولايات المتحدة الأمريكية

بدء الحرب وسير اعمال القتال

 
في صباح یوم 5 یونیه كان العميد/عبد المنعم واصل هو و باقي قادة المنطقة الشرقية العسكرية فی مطار تمادا لاستقبال المشیر عبدالحکیم عامر و تركت مهمة استطلاع خطوط الضربات المضادة المكلف بها اللواء مع اللواء 112 مشاة المستقل و استكمال الخطوط النهائية للقرارات على هذه الخطوط لرئيس أركان اللواء العقيد/على عرفة و فی تمام الساعة 845 -(8 و 45 دقيقة )- صباح یوم 5 یونیو و القادة فی انتظار طائرة المشیر عبد الحكيم عامر ظهرت الطائرات الإسرائيلية و قامت 3 طائرات بالهجوم على مطار تمادا و ألقت قنابل الدخان لتعليم حدود المطار ثم هجمت طائرات أخرى و نجحت فى تدمير جميع الطائرات و هى مصطفة على أرض المطار و كتب العميد واصل فى نوته سرية كانت معه ( قامت الحرب و خسرنا الحرب )

و عاد إلى اللواء على وجه السرعة و الطائرات الإسرائيلية تعبر فوقه الموجة تلو الأخرى متجهة غربا إلى القواعد الجوية و المطارات المصرية  وفى خلال أقل من 3 ساعات كانت قواتنا الجوية قد خرجت من المعركة و أصبحت القوات البرية فى سيناء بدون غطاء جوى و عندما وصل إلى اللواء وجد القوات فى أوضاعها و قد قام اللواء تحت قيادة العقيد/على عرفة رئيس أركان اللواء بتنفيذ خطط الوقاية و الإخفاء و التمويه بعد أن عرف بنشوب الحرب من رئيس أركان الفرقة 3 المشاة فقام العميد باحتلال مركز القيادة و بدأ فى متابعة التقارير و البلاغات عن أعمال قتال الأنساق الأولى و بعد اختراق العدو لمواقع الفرقة 7 المشاة فى منطقة رفح - (نتيجة لأوامر المشير بخروج الفرقة من دفاعاتها المحصنة في الشيخ زويد و انتشارها في صحراء رفح دون دفاعات)!!!!!

 قاتلت ببسالة تحت السيادة الجوية الإسرائيلية حتي أستشهد قائدا اللواء/عبدالعزيز سليمان و فى الساعة الرابعة بعد ظهر يوم 5 يونیو ابلغ قائد اللواء 112 مشاة بانه قد خرج من تجمیع الاحتیاطی التعبوی رقم 2 و كلف بمهمة هجوم مضاد بالتعاون مع اللواء 141 مدرع لاسترداد مدينة العريش التى كانت قد سقطت و بذلك أصبح اللواء 14 مدرع مستقل هو الاحتياطى التعبوى رقم 2 منفردا

و فی الساعة الخامسة بعد ظهر یوم 5 یونیو کلف اللواء باحتلال خط صد دبابات العدو ضمن قوة الستارة المضادة للدبابات و التی کانت مجهزة لاغلاق محاور التحرك القادمة من جنوب القصيمة و بعد استطلاع المنطقة و تخصيص المهام بدأت کتائب الدبابات رقم 200 و رقم 201 فی الوصول الی الخط والاحتلال الذی تم فعلا بعد منتصف اللیل بساعتین و کانت الکتیبة 203 دبابات علی

وشك الاحتلال عندما وصلت إشارة جديدة من قيادة المنطقة الشرقية بتكليف اللواء بالتحرك فورا لتوجيه ضربة مضادة لاستعادة الموقف فى خط أم قطف – أبوعجيلة تحت ستر مظلة جوية و كلفت الكتيبة 202 دبابات بتغيير اتجاهها و العمل كقوة متقدمة للواء و دعمها بكتيبة مدفعية و بدأت الكتيبة تحركها فى تمام الساعة الرابعة من فجر يوم 6 یونیو فی اتجاهها الی الحسنة ثم فی اتجاه ( أبو عجیلة )

و فى الساعة السادسة من صباح يوم 6 يونيو وصلت القوة الرئيسية للواء إلى تقاطع الحسنة و هناك تعرض لأول هجوم جوى بالطائرات الإسرائيلية و بسرعة صدرت الأوامر بالتحرك خارج الطريق و مع تنفيذ اللواء لهذا الأمر تكونت سحب كثيفة من الغبار مما أدى إلى عدم فاعلية الهجوم الجوى و أصيبت دبابة واحد أثناء توقفها لإصلاح عطل فنى بها و فى الوقت نفسه صدرت أوامر للرتل الإدارى للواء بعدم التحرك من التجهيزات الهندسية فى منطقة الحسنة حتى لا يتعرض للطيران الإسرائيلى المسيطر على سماء المعركة

المهمة الأخيرة


أثناء تقدم اللواء وصل الساعة 700 -(7 صباحا )- ضابط اتصال من قیادة الفرقة 3 مشاة و أبلغ بسقوط أبو عجيلة و صدور الأوامر باحتلال النطاق الدفاعى الثانى على الخط العام ( العريش - جبل لبنى - الحسنة ) كما أبلغ أن مهمة اللواء 14 مدرع هى التمرکز خلف النطاق الدفاعی الثانی للقیام بالضربات المضادة فی اتجاه شمال او جنوب جبل لبنی و مرة اخری صدرت اوامر باحتلال منطقة التمرکز الجديدة و كانت من حسن الحظ هى نفسها أول منطقة احتلها اللواء يوم دخوله إلى سيناء يوم 17 مایو ای قبل حوالی 3 اسابیع و قامت الكتائب باحتلال المنطقة و دخلت الدبابات إلى حفرها القديمة و تم إجراء الإخفاء و التمويه تحت هجوم جوى مستمر للطيران الإسرائيلى لم يسفر عن خسائر مؤثرة و کانت مهمة اللواء الساعة 1100 -(11 صباحا )- یوم 6 یونیو هی الاستعداد لتوجیه الهاجمات المضادة لتدمیر العدو الذی یمکن ایقافه امام قوات النطاق الدفاعی الثانی شمال جبل لبنى أو الاحتلال لتكثيف الدفاع عن النطاق الدفاعى الثانى

الموقف العام فى أرض المعركة


الساعة 1100 -(11 صباحا )- صباح یوم 6 یونیه کانت الدبابات قد قطعت اکثر من 900 کم على الجنزيرو أصبحت فى حاجة ماسة إلى صيانة وقائية بالإضافة إلى أن الدبابات التی تم استکمال اللواء بها الی 94 دبابة بدلا من 67 دبابة کانت تعانی من بعض المشاكل الفنية علاوة على عدم تدريب أطقمها المشكلة من الاحتياطى أما الاحتياجات الإدارية للواء فكانت لاتزال فى الحفر فى الحسنة و لا يمكن تحركها قبل دخول الليل حتى لا تدمرها الهجمات الجوية الإسرائيلية و كان الجميع فى حالة إرهاق شديدة و انخفاض حاد فى الروح المعنوية و کان کل ما تیسر من معلومات عن العدوانه قد احتل منطقة ( أبو عجيلة ) و يتقدم على الطريق الأوسط كما أنه قد نجح فى عمل كمين في منطقة بير لحفن للهجوم المضاد الذى قام به اللواءان 112 المشاة و 141 المدرع الذي فشل في مهمته بعد معركة عنيفة و عدا ذلك فلا معلومات عن قوة العدو أو اتجاهاته أو أعماله المحتملة

و فى الأمام كان اللواء 114 مشاة يحتل مواقع دفاعية من جبل الحلال حتى جبل لبنی و لا یو جد اتصال معه اما باقی النطاق الدفاعی الثانی فکان غیر محتل و كان الموقف غاية فى الخطورة فالعدو ناجح و يتقدم و المعلومات عنه لا تكفى لاتخاذ القرارات و الوقت المتبقى على المعركة لا يزيد عن بضع ساعات و كان للعمل الجاد فى اتخاذ القرارات للمهام السابقة الفضل فى سرعة وضع القرار المناسب و تخصيص مهام أولية للوحدات و تم دفع دوریتی استطلاع واحدة علی جبل لبنى و الأخرى فى منطقة مطار السر بالقرب من طريق العريش الحسنة و لم یمض وقت طویل حتی ابلغت دوریة استطلاع جبل لبنی الساعة 1540 -(3 و 40 دقيقة بعد الظهر )- عن مشاهدتها لأعداد كبيرة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بالالتفاف من شمال جبل لبنى


في الساعة 1540 -(3 و 40 دقيقة بعد الظهر )- ابلغت دوریة استطلاع جبل لبنی عن مشاهدتها لأعداد كبيرة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بالالتفاف من شمال جبل لبنى فاتخذ العميد واصل قرار بقیام الکتیبة ۲۰۳ دبابات باحتلال قاعدة نیران لصد العدو ثم توجيه ضربة بالقوة الرئيسية للواء من كلا الجانبين لتدمير قوة العدو المتقدمة و بالفعل تم احتلال قاعدة النيران تحت أشراف رئيس أركان اللواء العقيد عرفة في الساعة 1615 -(4 و 15 دقيقة بعد الظهر )- و بدأ العدو فی فتح نیران مدافعیاته علی قاعدة النیران اعتبارا من الساعة 1635 -(4 و 35 دقيقة بعد الظهر )- و حتی الساعة 1645 -(4 و 45 دقيقة بعد الظهر )- و مع بدء العدو فى الفتح إلى تشكيل المعركة بدأ تدخل مدفعيه اللواء بالضرب على أرتاله لمدة 10 دقيقة بدءا من الساعة 1645 -(4 و 45 دقيقة بعد الظهر )- و بدا العدو فی فتح نیران دباباته أثناء التحرك و لكنها لم تكن بالدقة الكافية فلم تؤثر فى الدبابات المتقدمة للواء

فى الوقت نفسه تمت السيطرة على نيران الدبابات و بدخول دبابات العدو فى المرمى المؤثر وكان عددها 35 بدأنا فى فتح النيران فجأة على العدو و فى دقائق كان العدو قد خسر 11 دبابة و أثناء محاولته للمناورة على جانب اللواء أصيبت له 11 دبابة أخرى و توقف العدو بعد أن أصاب لنا دبابتين و بدا فى قصف مواقعنا بالمدفعية و قام بعمل ستارة دخان لستر ارتداد دباباته خارج المدى المؤثر لدباباتنا وفى هذه الأثناء أصيب قائد اللواء العميد واصل كما أصيب قائد كتيبة قاعدة النيران المقدم خورشيد و أخلى للخلف و بمبادرة من أحد قادة السرايا فى الكتيبة 203 دبابات قام بمطاردة العدو أثناء ارتداده مع إبلاغ القيادة بالموقف أمر قائد المنطقة الشرقية الفريق مرتجي بتعيين رئيس الأركان قائدا للواء و عدم التورط فى المطاردة و بالتالى صدرت الأوامر بعودة السریة التی کانت تطارد العدو

بدأ الطیران الاسرائیلی فی قصف مواقعنا فاصابوا لنا دبابة واحدة فقط بفضل التجهيز الهندسى الجيد لحفر الدبابات و كفاءة وشجاعة رجال الدفاع الجوى باللواء و بالتالی رکز العدو هجومه الجوی علی کتیبة الدفاع الجوی للواء و أمکنه ان يسكتها بعد أن نفدت ذخيرتها و قام بضربها بقنابل النابالم و استشهد العديد من ضباط وجنود الكتيبة محترقين داخل مدافعهم ذاتية الحركة

و مرة أخرى حاول العدو فتح الطريق الأوسط حيث قام بالالتفاف على الجانب الأيمن للواء فتصدت له الكتيبة 201 دبابات و دمرت له 9 دبابات فأضطر إلى تغییر اتجاه تحرکه فی اتجاه الحسنة و انتشر داخل معسکر قدیم خارج مدی دباباتنا ومرة ثالثة يحاول العدو اختراق تشكيل اللواء و نجحت في الساعة 1850 -(6 و 50 دقيقة مساء )- مجموعة صغيرة من الدبابات و الصواريخ المضادة للدبابات فى التسلل فى الفاصل بين الكتيبة 201 دبابات و الکتیبة 203 و وصلت فعلا الی مشارف مرکز قیادة اللواء و اشتبكت معها دبابة قائد اللواء و سرية الرشاشات المضادة للطائرات بالضرب الأرضى و تمكنوا من أصابة دبابة معادية بينما تمكنت دبابات العدو من تدمير سریة الرشاشات و نجحت سریة دبابات من الکتیبة 200 دبابات التی تعمل احتیاطی للواء فى إنقاذ قيادة اللواء و تدمير باقى الدبابات المهاجمة و عربتين صواريخ مضادة للدبابات

و فى الساعة 1910 -(9 و 10 دقيقة مساء )- تم اكتشاف أعداد كبيرة من الدبابات متجهة من الشمال إلى الجنوب غرب جبل لبنی و بدأت فی الانتشار فی المنطقة و لم یمر وقت طویل حتی بدأت سرية دبابات فى الالتفاف حول الجانب الأيسر للواء فى محاولة لفتح طريق التحرك إلى محور وادى المساجد شمال مجموعة جبال المغارة بدلا من الطريق الأوسط و لكن نيران المدفعية بالضرب المباشر ونيران الكتيبة 200 دبابات تمكنت من تدمير 4 دبابات للعدو الذى اضطر للانسحاب شرقا تحت ستر المدفعية و بعد أن تمكن من إصابة 5 دبابات بالصواريخ المضادة للدبابات و فى هذه الأثناء أصيبت دبابة قائد اللواء بصواريخ مضادة للدبابات و أحترقت

و فى الساعة 2245 -(10 و 45 دقيقة مساء )- تمكن رئيس شئون إدارية اللواء من الاتصال باللواء و أبلغ أن قيادة المنطقة الشرقية قد انسحبت إلى الإسماعيلية اعتبارا من الساعة 1820 -(6 و 20 دقيقة مساء )- و أن هناك أمرا عاما بالانسحاب فقمت بجمع القادة و نظمت عملية الانسحاب على أساس التمسك بمضيق الختمية كما كانت تقضى الخطة الدفاعية الأصلية و لم يتم بالطبع إبلاغ هذا القرار إلى القيادة لانقطاع الاتصال و اعتبارا من الساعة 130 -(1 و 30 دقيقة بعد منتصف الليل )- یوم 7 یونیو (لیلة 6 / 7 يونيه) و واصل اللواء تقدمه على الطريق الأوسط تحت ستر نيران المدفعية التى كانت تعاون كتيبة المؤخرة التى كان العدو يضغط عليها بينما يواصل اللواء تقدمه

و في الوقت نفسه اصدر الالوف غافيش امر بعزل الالوف ميشنيح سيلا و تسليم قيادة ما تبقي من اللواء لرئيس أركانه و أمره بالتعاون مع اللواء 200 -(205 حاليا)- المدرع الاسرائيلي بقيادة الالوف ميشنيح / يساشار (اسكا) شادمي -( יששכר (ישכה) שדמי - Yissacher (Isska) Shadmi )- في محاولة تدميراللواء المصري

و اعتبارا من صباح یوم 7 یونیو بدا الطیران الاسرائیلی فی مهاجمة رتل اللواء بکثافة شدیدة و تمکن من تدمیر 32 دبابة و عربة قیادة بالاضافة الی کتیبة الدفعیة وعدد كبير من العربات القتالية و الإدارية و وصل اللواء فى النهاية إلى القناة و تمكن من العبور إلى الغرب بما تبقى من دباباته و عرباته بعد ان خاض معركة دبابات شرسة دمر اللواء فيها 46 دبابة اسرائيلية مقابل خسارة 4 دبابات مصرية فقط

الفرصة و النتيجة تعليق العميد واصل
(( لقد أتاحت الظروف للواء 14 مدرع مستقل أن يقاتل و أن ينفذ ما تعلمه ضباطه و جنوده من فنون القتال بمفرداتها المتعددة و لذلك نجح اللواء فى تنفيذ ما كلف به من مهام حتى المعركة الأخيرة التى دخلها اللواء تحت ظروف السيادة الجوية للجانب الاسرائيلي ))

المصدرنقلا عن مذكرات الفريق عبد المنعم واصل الموجودة بقسم المراجع للتحميل مجانا

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech