Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech
Get Adobe Flash player
مستمرين معاكم بإذن الله 2008-2024 **** #لان_لجيشنا_تاريخ_يستحق_أن_يروي **** ***** إنشروا تاريخنا وشاركونا في معركة الوعي **** تابعونا علي قناة اليوتيوب 1100+ فيديو حتي الان **** تابعونا علي صفحات التواصل الاجتماعي** أشتركوا معنا في رحلاتنا لمناطق حرب أكتوبر **** يرجي استخدام خانة البحث **** *** تابعونا علي تليجرام - انستجرام - تويتر

يومان اخافا المنتصر

 

عندما يكتب تاريخ المعركة وهو ساخن

 

يومان أخافا المنتصر

 

بقلم الرائد – ابراهيم شكيب – مجله النصر العدد 104 يوليو 1972

قام بتحرير المقال – محمد شبل عضو الموقع واداره الموقع تشكره علي مجهوده  

هناك لحظات ودقائق في تاريخ الأمم .. يكون لها من الأثار القريبة والبعيدة ما يعتبر بحق نقطة تحول في صنع أحداث هذا التاريخ .

 

11 يونيو 1967

 

 الذهول مرتسم علي وجوه الجميع حجم المعاناة كبير وخطيرالحيرة بادية علي التصرفات والعصبية تحكم الأوامر والمناقشات .. والهمسات تبدو وكأنها صراخ وعويل .. الكل يتساءل .. يارب ماذا جري  وماذا حدث .. ومن أين نبدأ .. وعلي أي طريق نسير ..

القادة يسألون كيف نبدل من ذلك ؟. ونغير من هذا الشعور ؟ والجواب واحد لا يتغير .. ولا يتبدل؟

لابد من ان نخوض معركة وجها لوجه مع العدو ... حتي نعرف أين نحن منه ... جنودنا منكبون في حفر الحد الأمامي للدفاعات بمدينة بورتوفيق الواقعة علي المدخل الجنوبي لقناة السويس تتسلل حبات عرقهم علي جباههم .. لتتجمع بهدوء ورتابة علي ذقونهم ولتستقر في النهايه علي ملابسهم ..المعاول تصطدم تارة بكابل التليفونات .. وتارة أخري بمواسير المياه التي تغذي المدينة .. وفي كلتا الحالتين يتم تغيير مكان الحفر تلقائياً ،

 

  • العدو علي الضفة الأخري من القناه. علي ما إصطلح بتسميته لسان بورتوفيق ... رائحاً غادياً بلا مبرر ولاهدف ... لاهم إلا إثارة وإغاظة قواتنا علي الناحية المقابلة ... يضع جنود مظلاته أيديهم علي خصورهم كأن الدنيا وما عليها لا تتسع لهم .. مجنداته يرتدين الشورتات .. ويجلسن علي حافة القناة .. ويحركن أرجلهن وسط المياه ... ويتضاحكن مع مع رفاقهن بصوت عالي وفرقعة خليعة ...الأوامر صريحة وقاطعة ... ولا تحتمل أدني مناقشة ... لاإطلاق للنار علي العدو مهما حدث .. ومهما فعل .. أين الضبط والربط الذي يحكم سلوك هؤلاء الجنود ... وأين قيادتهم في هذا كله ؟. إن السعة التكتيكية للسان بورتوفيق لا تزيد عن فصيلة مدعمة .. وعليه  فالقائد لا تزيد رتبته عن ملازم يعاونه رقيب ... ولكن أين قيادة هذا القطاع ؟

 

إنها هناك تشغل الميني الأبيض للوحدة الصحية بمنطقة الجباسات .. وتتجمع حوله العربات الآتية من كل صوب وحدب بأشكالها وأحجامها المختلفة .. وتبرز فوقه هوائيات الجهزة اللاسلكية ومواسير الرشاشات المضادة للطائرات ... لاحاجه لضبط وربط المدقات .. ولا لزوم للإخفاء والتمويه .. ألم نتفق منذ البداية أن القوات في المواجهه لا تستحق هذا العناء ...

 

ووصلت النشرة رقم ( واحد ) إلي الضباط وضباط الصف والجنود من قائد القوات بالقناة

الحرب لم تنته :

_ نعيش اليوم فترات حاسمة من تاريخنا حيث أن العدو يتربص بنا عن قرب .. وهذا يقتضي منا بذل أقصي جهد لمنع العدو من تحقيق أي مكسب أخر .

لتنته المناقشات :

فقد فات وقتها ... وليركز كل منكم جهوده في عمله وفي تنفيذ مهامه في العمليات ولنحارب الشائعات التي ترمي إلي تخديرنا وإبعادنا عن المعركة القادمة ..

لن تستمر النكسة :

ما هي إلا فترة حرجة ستنتهي حتماً بعزمكم وقوتكم وإيمانكم بالله وبالمباديء التي تقاتلون من أجلها .

ولن يمر العدو :

فنحن الأن نقف علي الضفة الغربية .. ندافع عن وطننا وشرفنا وكرامتنا بكل صلابه وعنف .. ندافع عن كل شبر من وطننا . ندافع لاخر قطرة من دمائنا . وفقكم الله . وفي طريق النصر

إلي كان يوم أول يوليو 1967 :

 

وكأن الله سبحانه وتعالي . جلت قدرته وعلت مشيئته . أراد أن يختبر إيماننا ويرفع من معنويتنا ... ويعيد الثقة إلي نفوسنا الممزقة . فقد قام العدو في هذا اليوم بمحاولات متكررة للتقدم في إتجاه بورفؤاد عند منطقة رأس العش شرق القناة حتي تصبح سيناء بكاملها تحت سيطرته .. وبدأت الأنباء تتسرب .. قواتنا تحبط محاولات العدو المتكررة وتكبده خسائر في الأفراد والمعدات _ العدو يدعي أنه لم يكن يعرف بوجود قوات مسلحة مصرية شرق القناه وأنه أكتشف ذلك فجأه ظهر يوم السبت .. إجمالي خسائر العدو في نهاية اليوم : تدمير 6 دبابات ، 9 عربات مدرعة .. العدو ينسحب جنوباً إلي القنطرة شرق إعتباراً من الساعة 2230 ...

ووصلت تفاصيل ما حدث في أقصي الشمال بسرعة البرق إلي قواتنا في أقصي الجنوب _ لقدهاجم ضباطنا وجنودنا من الصاعقة العدو بالأسحة عديمة الإرتداد علي مسافة 15 مترا ...

العدو لا يبدي مقاومة .. لأن كل قواته أو بالأحري معظمها في عداد القتلي .

قواتنا تحضر الأسلحة والمعدات من العربات المدرعة المدمرة وبقية محتوياتها .. وهدأت النفوس قليلاً بعد طوال عناء ..

لقد وضح من الإشتباك .. انه إذا توافرت نفس الظروف والأمكانيات .. فأن قواتنا تستطيع أن تقاتل بشجاعة ، وأن تتفوق  ، وتنتصر .

ومرت الأيام ثقيلة . بطيئة . رتيبة . وقواتنا تتطور وتتحسن ..وتدعم وتقوي وتخفي وتموه دفاعاتها بين الضوء . والظلام .. بين الليل والنهار ..

هذا هو العدو .. علي مسافة تقترب من 200 متر .. هي عرض القناة ... لقد آن الأوان .. لوضع جميع الموضوعات والدروس النظرية التي تعلمها الجميع موضوع التطبيق العملي والتنفيذ الفعلي .. إن الوضع لايحتمل أي خطأ ... لذا كانت القوات بحق بجميع أفرعها وتخصصاتها علي مستوي الواجب و المسئولية الأعصاب مشدودة .. والمواقع محتلة بكامل تشكيل القتال .. والأيدي علي الزناد .. فقد تواردت الأنباء بأن المراقبين الدوليين علي وشك الوصول ..

واليوم الجمعة وهو من الآيام التي يحلو فيها للعدو تجربة أسلحته ومعداته علي المدنيين بالسويس وخاصة وقت الصلاة ... وتحقق ماتم التنبؤ به من قبل فقد أبلغت قيادة الوحدة المدافعة ببورتوفيق .. ان لنشاً إسرائيلياً مسلحاً به فردان يجوب القناة ذهاباً وإياباً .. وتطلب الأذن بفتح النيران ... وتحرك فوراً أحد ضباط قيادة قطاع السويس إلي بورتوفيق وأرسل تقريراً مفصلاً عن أوضاع وتصرفات العدو(( في الحقيقه ان كاتب المقال هو من توجه بنفسه الي الموقع ، وكتب التقرير ))

 ... علي صفحات مياه المدخل الجنوبي للقناة يوجد قارب مطاط ومركب عليه موتور من طراز جونسون ، يدير دفته احد الملازمين البحريين الإسرائيلين ويجلس قبالته فرد آخر يحمل علماً إسرائيلياً لا يتناسب حجمه مع حجم القارب فقد كان ضخماً أكثرمن الازم – وكان القارب يقطع المسافة بين الشمندورتين اللتين تحددان المدخل الجنوبي للقناة وبين نهاية اللسان المواجه لبورتوفيق رائحاً غادياً تحت حراسة أحدي عربات النصف جنزير .. وكان واضحاً أن سائق القارب يتعمد خلال دوراته الإقتراب من الضفة الغربية للقناة .. جنودنا رابضون فب مواقعهم خلف أسلحتهم علي مختلف أنواعها وأحجامها ...

(( لم يذكر الكاتب ان تلك المحاوله من جانب الاسرائيليين هي لادعاء حق شرعي وقانوني في ملكيه نصف ايرادات قناه السويس في حاله افتتاحها ))

  • لايحتاج المرء لعناء كبير ، لتقدير موقفهم ... وفهم مشاعرهم .. الضباط الأصاغر يستصرخون ويستعجلون الأوامر بفتح النيران وتعليقات المدنيين تفتت الحجر ... وليس علي لسانهم سوي كلمة .. أضربوا . أضربوا.أضربوا .

والأطفال الصغار يصيحون بسذاجة .. أي الصناديق تريدون ؟؟ يقصدون صناديق الذخيرة التي كانت مشونه في الخلف .

  • الساعة تقترب من الثانية عشرة والربع .. وكان العدو قد شعر بأن قواتنا علي وشك أن تفتح نيرانها ، فقام بفتح نيران مدفعيته ودباباته وهاوناته علي قواتنا ببورتوفيق وحوض الدرس . وصدرت الأوامر فورية قاطعة بالرد عليه ..

  • وتلقف الضباط الأمر ، وبالتالي الجنود ، كغريق عثر علي طوق النجاة ...

وإستقرت قذيفته ب 10 في العربة النصف جنزير التي كانت تتهادي علي لسان بورتوفيق فإذا بها تتهادي وتفجر.. وزمجرت المدفعية تصب نيرانها علي أهدافها المخططة والتي تعلم بياناتها جيداً . وأنقلب القارب المطاط في مياة القناة وأخذ راكباه يحاولان بشتي الطرق الوصول إلي الضفة الشرقية .. ونيران رشاشاتنا لا تسمح لهما بالحركة ، وحتي لو وصلا إلي هناك فقد كان في إنتظارهما فراغ وأي فراغ ؟؟!! ..

وأخذت الإنفجارات تتوالي علي لسان بورتوفيق والمنتصرون مذعورون يركضون إلي لاشيء .. إلي لاهدف .. الفراغ يلفهم من كل جانب .. والحيرة والذعر من المفاجاة أصابتا تصرفاتهم بالشلل التام ... إلي أين يتجهون وتحت أي سقف يحتمون .. إنهم لم يجهزوا مواقعم هندسياً فأين المفر ؟ العدو أمامهم .. والبحر أمامهم وخلفهم فعلاً .... إن المصريين لا يستحقون مجهود إقامة تجهيزات هندسية – الأطفال يحولون للجنود في خنادقهم صناديق الذخيرة ...

n     الأهالي سواء في السويس أو في بورتوفيق يتابعون المعركة من أسطح المنازل وبعضهم يشاهدها بالنظارات المكبرة .. الروح المعنوية في السماء ..... في السماء.....

  • قيادة قطاع العدو في الجباسات تشتعل وهجاً بفعل نيران المدفعية والعربات من حولها أصبحت كتلة من الفحم .. وأعمدة الدخان تتصاعد منها نتيجة إحتراق الوقود .. طائرات العدو تتدخل قي المعركة ... فتلقفتها مدفعيتنا المضادة للطائرات .. ومدفعية القطع البحرية الرابضة في خليج السويس ... فتسقط الواحدة تلو الأخري ليكتمل عددها أربع طائرات في الساعة الخامسة مساءاً – سيمفونية رائعة ... وشعور جارف ... وحماس منقطع النظير .. وصيحات النشوة في كل مكان .

  • وثلاثة من جنودنا يلقون بأنفسهم في القناة .. ويسحبون أول أسيرين للعدو بعد النكسة ... الملازم ثان بحري / يعقوب كاهونوف .. والرقيب البحري فيدوملانسكي إبراهام ..

الأول يقول بإنجليزية ركيكة .. مذهولاً : ساصرح يكل شيء ولكن أرجو أن تعاملوني جيداً ... ويصل إليه الرد سريعاً . هل لقنوك أيضاً أننا لم نستوعب إتفاقية جنيف الخاصة بالأسري؟ .. ويستطرد قائلاً )  لم تكن تعلم أن بورتوفيق بها هذه الكمية الكبيرة من المدافع ) ويرد عليه أحد جنودنا مبتسماً وهل علمت الأن ؟ - أحد جنودنا يصيح في مركز ملاحظة المدفعية وعيناه علي آلة الرصد : (( الله أكبر .. دول بيجروا )) – ويندفع زملاؤه ... الواحد تلو الأخرخلف الآله .. كل يريد أن يتأكد مما سمعته أذناه – ويجلس بينهم أحد الضباط قائلاً :ليه ما يجروش ؟؟.. تفتكروا أن العسكري الإسرائيلي من طينه ثانية بخلاف بقية البشر ؟؟ . العساكر دول لم يضربوا طلقة .. وإذا كانوا قد ضربوا .. فقد ضربوا زملاء لكم أنهك الجوع والعطش قواهم .. إن المعركة القادمة حاسمة .. وليس المهم الوقت المنقضي .. ولكن المهم أن ننتصر .. سلاحنا في أيدينا .. والحقد يملأ صدورونا جميعاً ضد المعتدين .وسط هذا الجو المشبع بالحماس الجارف .. والساعة تقترب من السادسة مساءا .. ولاحديث للناس في كل أرجاء السويس سوي ما حدث للعدو خلال نهار هذا اليوم .. إذا بطائرتي ميراج .. تنزلقان من الجانب الشرقي .. وتضربان أتوبيساً خاصاً بالأهالي كان في طريقة من بورتوفيق إلي السويس .. ولم تنس أحداهما أن تلقي بقنابلها علي أحد معامل تكرير البترول بالزيتية قبل عودتها .. أما الأخري فقد قوبلت بنيران كثيفة ومركزة من احد قطع أسطولنا التي أسقطت له طائرة في الصباح .. فتحولت هاربه في إتجاه الشرق في نفس اللحظة التي أذن فيها المؤذن لصلاة المغرب – كان منظر النساء والأطفال الشهداء يجل من الوصف ... وكانت أنات الجرحي وتعبيرات وجوههم تحت ضوء البترول المشتعل تهز المشاعر .. وكان المرء ينظر للضفة الشرقية وما بعدها .. فيجد سحب الدخان الأسود مازالت تصاعد من أسلحة ومعدات ومركبات العدو فينتابه شيء من الشعور بالزهو .. ثم يحول ناظرية إلي الأهالي المدنيين الشهداء والحريق المشتعل في خزانات الوقود .. فتملكه حالة من الحزن مشوبه بالأحتقار والأمتعاض من هذا العدو الغريب – وإنتهي اليوم بكل أفراحه .. وأتراحه بكل ما حوت دقائقه ولحظاته من أعمال وأفعال وتصرفات .. أدارت العجالة المتوقفة للأمام ..

 

15 يوليو 1967

 

الشمس ساطعة .. والحر قائظاً .. وقواتنا تواجه العدو .. وكلاهما يتربص بالأخر .. الفرق الوحيد هو أن قوات العدو قد إتخذت أوضاع القتال كما تقضي النظم العسكرية .. – لاتحركات بلا مبرر ولاهدف .. والأيدي في مكانها الصحيح علي الأجناب ..نقط الملاحظة تبلغ عن رصد قوات للعدو تتقدم من العمق .،في نفس الوقت تفتح قواته علي الضفة الشرقية نيران أسلحتها وهاوناتها علي قواتنا ، قواتنا ترد فوراً .. بكل ما لديها من أسلحة خفيفة وثقيلة

    وفجأة في تمام الساعة الحادية عشر إلا خمس دقائق .. تبلغ قيادة الجبهة أن قواتنا الجوية سوف تصل إلي السويس في خلال خمس دقائق ..

وكان معني ذلك أن قواتنا يجب عليها أن تقيد نيرانها أثناء تنفيذ طائرتنا لمهمتها ..

ويتم الإتصال مع قيادة الدفاع الشعبي بالسويس لإصدار أوامرها إلي القوات بتقييد النيران حيث أن الطائرات التي ستصل حالاً هي طائرات سلاحنا الجوي ..

وكان الوقت ضيقاً لإخطار جميع القوات .. خصوصاً تلك التي تحتل أسطح المنازل ..

وإنطلقت السيارات مسرعة إلي كل ركن من أركان مدينة السويس تعلن في مكبرات الصوت أن طائرتنا سوف تصل بعد قليل ..

وتكرر مشهد الأمس .. خرج بعض الأهالي إلي الشرفات . وصعد الباقي إلي الأسطح . وفي تمام الحادية عشر تماماً وصلت طائرتنا التي طال إشتياقنا آلي رؤيتها منذ أمد بعيد .. إنزلقت الواحدة تلو الأخري من خلف جبل عتاقة .. مارة بخليج السويس عند بحر القلزم علي إرتفاع لا يزيد علي 10 متر .. متفادية جسر بورتوفيق .. وما ان وصلت إلي حوض الدرس علي الضفة الغربية للقناة .. حتي بدأت في عزف أعذب وأعظم الألحان ..

إنقضت علي بطارية مدفعية من عيار 155 مم كانت في طريقها إلي إحتلال تشكيل قتالها تمهيداً لقصف مدينة السويس .. فأذا بها تسجل أفرادها ومعدات في سجلات الخسائر الإسرائيلية .. كان منظرها يجل عن الوصف .. تجوب السماء صاعدة وهابطة وتلف وتدور رائحة وغادية .. وفي كل هبوط وبعد كل دورة . يسمع هذا الصوت الجميل .. صوت إنفجارات الصواريخ والقنابل ..

وترك العدو مواقعه خالية . وشوهدت العربات وهي تولي مدبرة بأقصي سرعتها .. وترك الأبطال الأسلحة والمدافع وفروا هاربين ..

وضباط مدفعيتنا في مراكز ملاحظتهم .. حياري .. بأي هدف يبدأون .. وبأي هدف ينتهون ... وتوالت الإنفجارات والحرائق في مواقع العدو ...

 

وزادت من حجم وعدد هذة الإنفجارات أن مخازن ذخيرة الأبطال المنتصرين كانت علي سطح الأرض .. وكانت جرعة معنوية هائلة ..

 

ومنذ هذا اليوم إختفت الغطرسة ... وإختفت المجندات .. ومنعت السباحة في القناة .. وأصبحت المشروبات المثلجة .. تشرب داخل الخنادق

وأصبحت قواتنا تسمع يومياً صرير البلدوزرات ... وفرقعة الات الحفر .. وأقيمت ستائر من الخيش الفرسالياً .. لتمنع قواتنا من رؤية تحركات قواته ...

ودخل اليومان 14 , 15 يوليو عام 1967 التاريخ .     

                

 

Share
Click to listen highlighted text! Powered By GSpeech